لا تغضب

[ملك روحي 17]

سأتكلم معكم اليوم و نحن في أيام الشهر الفضيل عن ظاهرة سلبية تكثر مع الأسف في رمضان هذه الأيام رغم أن الأصل غيابها في رمضان أكثر من أي شهر آخر



تلك الظاهرة هي (( الغضب ))


الغضب ظاهرة تسيطر على الكثيرين في شهر الصوم بحجة أنهم صائمون و الجوع و العطش يفقدهم أعصابهم


مع أن الأصل في الصوم هو أن يتهذب السلوك و تطمئن النفوس و تتصافى القلوب


ألم ينبهنا نبينا الكريم أن نقول لكل من يسيء إلينا في رمضان إني صائم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أليس من أساسيات دخول شهر رمضان البعد عن الشحناء و الحقد و الغل تجاه كل عباد الله المؤمنين


شجار في الوظيفة و شجار في الأسواق و صراخ في البيوت و لا حول و لا قوة إلا بالله



منذ الصباح وجدت كيس قمامة مرميا قرب باب منزل جارنا الذي صاح و صرخ بأعلى صوته و تفوه بشتائم لا توصف و لا يمكن تصورها


لماذا الأذى للجيران و قد وصانا نبينا الكريم بسابع جار ؟؟؟


كيف يرمي مسلم كيس قمامة قرب باب منزل مسلم ؟



و كيف يتفوه مسلم بكل تلك الشتائم تجاه إخوته ؟؟؟



و بعد قليل تشاجر الناس مع سائق الميكرو باص و تشاجر معهم و مع شرطي المرور و كل السيارات في الشارع



و تشاجر موظفان مع بعضهما في العمل و تشاجر مواطن مع موظف و خلافات تافهة صغيرة تكبر دون سبب و دون وجه منطق أو عقل


رجل يتشاجر مع زوجته لأجل الطبخ و أعمال البيت و أخ يتشاجر مع أخته و عالم من الصراخ و الغضب و التوتر يحيط بكل مسلم و كل مسلمة


لماذا يا إخوتي ؟؟؟


لماذا هذه الشحناء و قد عرفنا بأن الله تعالى يغفر لكل عباده في ليلة القدر إلا لمشرك و مشاحن ؟؟؟؟؟؟؟


لماذا هذا الغضب و أين الصبر ؟؟


السبب هو برأيي أن معظمنا يومون فقط عن الطعام و الشراب و لا تتهذب أخلاقهم و لا يشعرون بلذة العبادة و حلاوة الأجر و عظم الثواب


و كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش


دعونا نتكلم عن تلك الظاهرة و كيفية حلها

سأبدأ برأيي أنا

الحل موجود و سهل جدا ألا و هو الصبر و الاحتساب أولا و قبل كل شيء


أن تصبر على الحر و الجوع و العطش مؤمنا و على يقين من رحمة الله و ما أعده للصائمين من أجر و ثواب


و قد علمنا رسولنا الكريم كيف نعالج الغضب بتغيير الوضعيات و بذكر الله تعالى و الإكثار من الاستغفار و التوبة


فمن كان واقفا فليجلس و من كان جالسا فليضطجع و العكس صحيح


و لو أساء لك أحد فاستغفر الله أو قل إني صائم أو قل لا حول و لا قوة إلا بالله


و من الحلول أيضا تنظيم الوقت و العمل و الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم


و كنت قد كتبت منذ سنوات خطة عمل لعلاج الغضب سأسردها كدعم للموضوع فقط

1- حدد أولوياتك و فكر في أهداف حياتك وما هي الأمور المهمة حقا بالنسبة إليك والى من تحب وخلص نفسك من الواجبات التافهة حتى تستطيع إنجاز الواجبات المهمة على وجه أفضل، وهذا يجعلك تحتفظ بهدوئك ويخلصك من التوتر الناتج عن الإحساس بأن واجباتك أكثر بكثير من الوقت المتاح لديك لإنجازها

2-توقف عن محاولتك أن تكون شخص فائق القدرة واعرف قدراتك وإمكاناتك واقنع بما كتبه الله لك ، وخلص نفسك من الرغبة في الهيمنة التامة على كل الشؤون دون إهمال شيء, لأن هذا لا يتم إلا على حساب صحتك وحالتك النفسية والمزاجية وعلاقاتك الاجتماعية




3-أعط نفسك وقتا أطول و فرصة للتخطيط بهدوء ولاتتسرع بغية الوصول لأهدافك , واعمل حساب أي عائق يمكن أن يعترضك, حتى لا تصاب بالتوتر والعصبية إذا تأخر الوقت أو طالت مدة إنجازك للعمل الذي تقوم به.





4-لا تضع لنفسك مواعيد صارمة لإنهاء أعمالك, وابدأ صباحك مبكرا جدا, وأعطي لنفسك وقتا كافيا للانتهاء من ارتداء ملابسك واغسل وجهك بهدوء وتناول فطورك جالسا"





5-سهل الأمور ولا تغتاظ من اجل أمور تافهة, مثل تأخر باص العمل أو فظاظة سائق تاكسي أو بائع خضار أو بقال وتذكر انه حتى لو انفجرت عصبيتك لن تتمكن من تبديل مجرى الأحداث.




6-ابتعد عن الأشخاص الذين يغيظونك. أما إذا كان عليك رؤيتهم باستمرار فلا تعطهم أهمية كبرى وحاول أن تستوعبهم ولا تناقشهم للوصول إلى قناعاتك فلكل إنسان قناعاته التي تربى عليها ومن الصعب أن يغيرها




7-خذ قسطا من الراحة والاستجمام بين وقت وآخر حتى تنهي عملك في وقت محدد, لأن ذلك يزيل مشاعر التوتر والقلق بداخلك.



8-تذكر أن العصبية والقلق الدائمين يؤديان بك إلى أمراض القلق والضغط, ويؤثران على حيويتك ونشاطك وإقبالك على الحياة.



9-لا تتوقع الكمال في تصرفات من حولك, لأنك أن توقعت هذا فستكون تصرفاتهم مصدر إزعاج لك. وخذ الأمور ببساطة واعلم أن من يعقد المسائل ويعطيها حجما اكبر من حجمها هو الخاسر دائما.



10- خذ نفسا" عميقا" عندما يضايقك أحد ما ولا تتسرع في الرد عليه واكظم غيظك قدر ما استطعت وعد للعشرة على الأقل قبل أي تصرف أو قول




11- وقبل كل أمر تعوذ بالله من الشيطان الرجيم و الجأ إلى ربك و استغفره واذكره في نفسك فذكر الله راحة للنفوس و إنارة للعقول و قوة للقلب وذكر الله يزيد محبة الناس لك فمن أحب الله أحبه الله وألهم عباده أن يحبوه

ولا تفوت الصلوات الخمس لأي سبب كان فالصلاة أولا" وقبل كل شيء وتأنى في صلاتك واجعلها فرصة للراحة ولا تصلي كنقر الديك مما يزيد من عصبيتك ويحرق أعصابك وتوكل على الله واعلم أن كل شيئ بيده مالك ورزقك وحياتك بل وحتى حياة ومال ورزق أعدائك



واعلم أن كل شيء يصيبك قدره الله لك وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وعندها ستستريح كثيرا" صدقني

تحياااااااااااااااااا ملكااااااااااااااااات

[ب.علي]

بسم الله الرحمن الرحيم
بوركت أختي الكريمة على هذا الموضوع القيم
جزاك الله كل خير