النظرية التوليدية التحويلية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

النظرية التوليدية التحويلية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-24, 22:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
adoula 41
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B11 النظرية التوليدية التحويلية

الخطة




1- نبذة عن حياة ومؤلفات نوام تشومسكي
2- المدرسة التوليدية التحويلية:اللأفكار
- الكفاءة اللغوية
- الأداء الكلامي
- البنية السطحية والعميقة
3- القواعد التوليدية والتحويلية ا:التوليدية
ب: التحويلية.
4- بنية القواعد التوليديية والتحويلية
• المعجم
5- عمل القواعد التوليدية والتحويلية.
6- تقسيم القواعد التوليدية والتحويليية.



المقدمة :
تعتبر اللسنة التوليدية والتحويلية حاليا المدرسة الألسنية الأوسع انتشارا و الأكثر ديناميكية . ويصعب بالتالي على الباحث في مجال اللسنة إهمال هذه النظرية وإهمال تأثيرها بصورة عامة في الأسنة وفي مجالات إنسانية أخرى أيضا كالفلسفة والسيكولوجيا والانتروبولوجيا وعلم الكمبيوتر . فما من السني بإمكانه في الواقع القول إنه لم يتأثر بهذه النظرية حتى الذين يناهضون آراء هذه النظرية يأخذون بعين الاعتبار مفاهيمها ومسلماتنا وبالتالي يفردون لها القسم الكبير من اهتماماتهم والجدير بالذكر هنا أن غالبية المدارس الألسنة الحالية تجدد مبادئها بالنسبة إلى موقفها من هذه النظرية بالذات و أن التاريخ الألسني يتكلم عن الألسنية ما قبل النظرية التوليدية والتحويلية و الألسنية ما بعد النظرية التوليدية والتحويلية أي أن هذه النظرية قد فجرت ثورة السنية طبعت الدراسات الألسنية بطابعها الخاص . ويعادل المرحلة التوليدية والتحويلية في الألسنية في نظرنا من حيث الأهمية مرحلة نشوء اللسنة على يد الأسني" دي سوسور" .
فالنظرية الألسنية التوليدية والتحويلية تقدم لنا صورة مكتملة للنظرية الألسنية التي تتناول وميزاتنا اللغة وتفسرها إذ تحاول أن تقدم نظرة واضحة عن بنية اللغة وميزاتنا مما يدفعنا إلى القول إن " تشومسكي " مؤسس النظرية التوليدية والتحويلية يعتبر من دون أية مبالغة من جهتنا رائد علم الأسنة بالمعنى الحقيقي لكلامه " علم" وصاحب أول نظرية ألسنية علمية.

1)نوام تشومسكي : حياته ومؤلفاته
-ولد نوام تشومسكي مؤسس النظرية التوليدية والتحويلية في مدينة فليدلفيا في ولاية بنسيلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية في السابع من شهر كانون الأول سنة 1928.
-التحق بجامعة بنسلغانيا حيث تابع دروسه في مجالات الألسنة والرياضيات والفلسفة وحيث تتبع دروس أستاذه الألسني زليغ هايز حاز على الدكتوراه من هذه الجامعة بالرغم من أنه قام . في الواقع بمعظم أبحاثه الأساسية عقب التشابه الى عضوية society fellows [جمعية الزفاف ] في جامعة هارفر وفي الفترة ما بين 1951-1955 .
-عين سنة 1955 أستاذا في معهد ما سشيوست التكنولوجي MIT ولا يزال يشغل هذا المنصب الى يومنا هذا , نشر سنة 1955 مقالا في مجلة ******** (اللغة ) بعنوان : علم التراكيب الرياضي وعلم الدلالات, لا ينكر تشومسكي أن اللسنة تتعامل مع علم المنطق ولكن تعاملها هذا يتم فقط في استعمالها قضاياه على الصعيد المنهجي , وفقا لمتطلبات بناء النظرية اللسنية.
سنة 1955 حضر تشومسكي كتابا بعنوان البنية المنطقية للنظرية الألسنية ويعود في كتابه هذا الى قضايا التداخل بين الألسنة وعلم المنطق الرياضي فيركز على استقلالية البحث الألسني ويحاول تشومسكي في هذا المؤلف تحديد معرفة المتكلم بقواعد لغته الضمنية ويسعى الى وضع أساليب تقييم القواعد وتفسيرها بحيث تتوافق القواعد الموضوعة مع هذه الأساليب التي تحتوي عليها النظرية الألسنية العامة.
-نشر هذا الكتاب سنة 1975 وتعود أسباب عدم نشره في سنة 1955 الى أن دار النشر التابعة الى معهد ماسيشوست التكنولوجي قد رفضت نشر هذا الكتاب محتجة بأن هذا الكتاب يتناول قضايا لا تلقى اهتمام الاختصاصيين في مجال الألسنية.
اصدر دروس تحت عنوان البنى التركيبية سنة 1957 وهذا الكتاب أو كتاب يعرف تشومسكي من خلاله القراء على بعض ملامح نظريته التي عرفت فيما بعد بالنظرية التوليدية التحويلية.
سنة 1958 اشترك تشومسكي في مؤتمر تكساس الألسنيين أتاح هذا المؤتمر تشومسكي أن نياتش مفاهيمه الألسنية مع الأعضاء المشتركين في هذا المؤتمر وقد كانت المناقشات حادة , واشترك أيضا في مؤتمر 1959 حيث قدم بحثا في فزيولوجيا اللغة الانجليزية التوليدية عرض فيه النظرية الفونولوجية التوليدية الا أن أعمال هذا المؤتمر لم تنشر.
وفي مؤتمر الألسنة العالمي المنعقد سنة 1962 في معهد ماسشيوست التكنولوجي . ناقش الحاضرون النظرية التوليدية التحويلية , وقد نشرت مساهمة تشومسكي في هذا المؤتمر في دار Mouton سنة 1964 تحت عنوان السبيل الشائعة في النظرية الألسنية .
يعالج تشومسكي في هذا الكتاب القضايا التي تظهر تمايز الألسنة التوليدية والتحويلية عن الألسنة البنانية , وينتقد مختلف أساليب التحليل المعتمدة ثم يعرض الشروط التي تحدد اجراء التحويلات وتتوسع بالقاعدة أ على أ (A / A ) التي يردها الى القواعد الكلية.
-نشر تشومسكي في فترة ما قبل سنة 1965 بعض المقالات المتنوعة في المجلات الأمريكية المختصة نذكر منها المقالات التالية :
1-[البنى المنطقية في اللغة ] في مجلة التوثيق الأمريكي سنة 1956.
2-[ اللغات المحدودة الحالات ] بالاشتراك مع جورج ميلر في مجلة الاعلام والمراقبة 1958
3- بعض الخصائص التشكيلية للقواعد في مجلة الاعلام والمرافية 1959.
4-الدراسات الصوتية –الصرفية في اللغة الانجليزية بالاشتراك مع موريس هال في التقرير الفصلي في التطور.
-نشارك في اعداد البرنامج وتنفيذه السيشون كان لهم تأثيرهم الكبير في انتشار النظرية التوليدية والتحزيلية أمثال : هال , كليما , ماتيوز , ليز , فودر, كاتز , بوشال.
-سنة 1961 ففي هذه السنة صدرت كتاب تشومسكي ملامح النظرية التركيبية لكن هذه المرة نشر مؤلف تشومسكي الجديد في دار النشر أمريكية يحتوي على أهم آراء النظرية التوليدية والتحويلية.
وبعد هذا الكتاب ألف تشومسكي :
1/ الألسنية الديكارتية سنة 1966
2/ الأنماط الصوتية في اللغة الإنجليزية سنة 1968
3/ اللغة والفكر سنة 1968
4/ مسائل المعرفة والحرية سنة 1971
5/ دراسات الدلالات في القواعد التوليدية سنة 1972
6/ تأملات حول اللغة سنة 1975
7/ دراسات في الشكل والتعبير سنة 1977.








2)المدرسة التوليدية التحويلية :
ا) الأفكار :
منذ البداية يجب الاشارة الى ان الجوانب الجوهرية من النحو التوليدي ظهرت فعليا في أعمال زيليخ ماريس . وجمله تأثر المنهج العلمي عند تشومسكي بني الأساس بالنظرية التوزيعية و بالمفهوم المنطقي الرياضي للنحو . واعتقد تشومسكي أن من الضروري القيام بالكشف عن نظرية عامة من البنية النحوية و أدخل استعمال الرموز الى التحليل . وكان مقتنعا بأن مثل هذا الاجراء المنهجي سيضمن أقصى درجة من دقة في الوصف العلمي.
قام النحو التحويلي على أساس الاعتقاد بأن على النحو اذا كان كفئا أن يزودنا بقاعدة تفسر لنا : كيف نستعمل الجمل ؟ وكيف تفهم ؟ ويتطلع النحويون الى أن يقدموا صياغة للعمليات التي تمت خلال التكلم والاستماع بوصفها خصائص (سنكرونية , متزامنة ) , فهم اذا يختلفون مع منهج بلو مفيد اختلاف النقيض , يقترحون نظرية تقدم وصف للعمليات التي يتم بها صياغة الجملة . وانشاء عدد لا نهائي من الجمل انطلاقا من عدد محدود من القواعدد وتوجز بعض مفاهيمها في الآتي .

ب) الكناية اللغوية Conptence
وهي المعرفة الضمنية للغة وهي ذات إطار ذاتي خاص يتكلم اللغة وتوصف بأنها ملكة لا شعورية , تعزى الى منطقة اللاوعي عند الانسان (اللاشعور) يسجلها السانيون على أنها : امتلاك الآلية اللغوية , أو هي القدرة التي يمتلكها الفرد على انتاج التراكيب وعدم تخطي حواجز القواعد الكامنة فيها , وتتسم بالثبوت .

ج) الأداء الكلامي :Performance
وهي استعمال الفرد الفعلي للغته أو الاستعمال الآتي للغة والأداء الكلامي عرضة للتغيير حسب مستويات الفراد , ودرجات انتباههم , أو صحتهم وعلتهم , أو اضطراباتهم النفسية , التي تتداخل مع العوامل اللغوية في عملية انتاج الكلام .

البنية السطحية والبنية العميقة : Surface structure and deep structure
يرتبط هذا المصطلح بقواعد النحو التوليدية التحويلية التي ترى للغة مستويين أو بنيتين من التركيب , البنية العميقة والبنية السطحية , تعني البنية السطحية التركيب النحوي للجملة المنطوقة المسموعة أو المكتوبة المقروءة وأقرب مثال لذلك جملة المبني المجهول مثل : أعلنت الحرب فجأة
تمثل هذه الجملة في صورتها الظاهرة البنية السطحية أما البنية العميقة لهذه الجملة فهي أكثر تجريدا وهي موجودة في ذهن القارئ أو السامع أو الكاتب أو المتكلم وتتكون من شخص (في الزمن الماضي ) يعلن الحرب فجأة (صيغة المبني للمجهول ) , وهذه العناصر الموجودة بين قوسين ليست مفردات وردت في نص الجملة , ولكنها في الذهن عبارة عن مفاهيم نحوية تشكل على أساسها البنية السطحية للجملة .

القواعد التوليدية والتحويلية :
ان تنظيم القواعد الذي يقرن الأصوات اللغوية بالدلالات الفكرية والكامن ضمن الكفاية اللغوية هو اذا ما تدعون بالقواعد التوليدية والتحويلية الى هذا التنظيم نظرتنا الى أوالية بمقدورها توليد جمل اللغة أو تعدادها ففي الواقع يرتبط تفسير الجملة الدلالي ببعض الشروط الشكلية التي تؤلف تراكيب اللغة أي مجموعة الروابط التي تلعب دور الوساطة بين التمثيل الدلالي وبين التمثيل الصوتي ومن هذه الزاوية بالذات ندرس التراكيب النحوية من منظار شكلي.
تلتزم الألسنة التوليدية والتحويلية بوضع وصف بنياني يعطي جميع المعلومات عن الجمل عبر القواعد ذاتها التي تولدها فيكون هذا الوصف البنياني بمثابة تحليل لهذه الجمل فيميز في آن واحد الجمل الأصولية من الجمل غير الأصولية بمعنى آخر يتضمن لائحة غير متناهية من التراكيب الشكلية التي تكون جمل اللغة . ومن هنا يستلزم التعريف بالقاعدة التوليدية وبالقاعدة التحويلية.

أ-القاعدة التوليدية :
قلنا ان القواعد التوليدية والتحويلية تهتم مباشرة بأوالية اللغة التي تتيح للانسان أن ينتج جمل اللغة كلها وعملية الانتاج هذه منوطة في الأساس بالقواعد التوليدية القائمة ضمن الكفاية اللغوية والتي تؤدي في حال العمل بها الى انتاج الجمل التي بالامكان استعمالها في اللغة أو الى تعدادها.
تعتبر القاعدة التوليدية ان أجزاءا من جهاز توليد الجمل وينحصر مفهوم التوليد بعملية ضبط كل الجمل التي يحتمل وجودها في اللغة وتثبيتها.
تتخذ القاعدة التوليدية شكل قاعدة اعادة كتابة أي أنها تعيد كتابة رمز يشير الىى عنصر معين من عناصر الكلام برمز آخر أو بعدة رموز أخرى ومن السهل فهم هذا النوع من القواعد فجواز اشتمال الجملة مثلا على ركن فعلي مؤلف من فعل وفاعل ومفعول به يتمثل بالقاعدة التالية :
ركن فعلي ----->فعل + ركن اسمي + ركن اسمي
(فاعل) (مفعول به)



تقرأ السهم بوصفه تعليمة تقضي باعادة كتابه الرمز الواقع الى اليمين بواسطة الرموز المتتابعة الواقعة الى اليسار و يمكننا على النسق نفسه استبدال ركن اسمي مثلا يتتابع رموز وبواسطة القاعدة التالية :
ركن اسمي ------> تعريف + اسم
يتم اعادة استبدال كل رمز بالعناصر الواقعة الى اليسار بالتدريج الى أن يتم اشتقاق الجملة .

ب-التحويل :
يقوم مفهوم التحويل على الملاحظة التالية : توجد في اللغة جمل يرتبط بعضها ببعض بصورة وثيقة ولا يمكننا من خلال دراسة عناصرها فقط: أن نلحظ الصلة القائمة بيننا . لنأخذ الجمل التالية :
(16) -- أكل الرجل التفاحة
(17) – -الرجل أكل التفاحة
(18) -–التفاحة أكلها الرجل
لابد لنا لكي نفسر العلاقة القائمة بين هذه الجمل من مفهوم يتيح لنا أن نبحث في علاقة الجمل بعضها ببعض , ويسمح بأن نعيد تركيب عناصرها.

يصلح مفهوم التحويل فيها المجال اذ ينص على امكانية تحويل جملة معينة الى جملة أخرى واعتماد
مستوى أعمق من المستوى الظاهر في الكلام , وبإمكان مفهوم التحويل أن يكشف أيضا المعاني الضمنية العائدة للجمل . نقول , مثلا في ما يختص بالجمل إن الجملتين "17"و"18" جملتان متحولتان من الجملة "16" بواسطة إجراء تحويل ينقل الاسم "الرجل"في"17" و"التفاحة"في "18" فيضعه في موقع ابتداء الكلام و يجري بعض التعديلات في "16" إذ يترك ضمير في المكان الذي كان يحتله الاسم الخاضع لهذا التحويل كما نلاحظ في "17"و"18"
إذ يعتمد مفهوم التحويل عندما تفيد أكثر من جملة واحدة المعنى ذاته, بالرغم من تباين تراكيبها فنقول إن الجمل هذه متحولة من جملة واحدة موجودة في مستوى العميقة. لنأخذ الجمل التالية:
(19) –يبدو أن كلفة الحياة مرتفعة
(20) -تبدو كلفة الحياة مرتفعة
(21) –كلفة الحياة تبدو مرتفعة
فالجمل "19"-"20" متحولة من جملة واحدة موجودة في مستوى البنية العميقة هي التالية
(22) يبدو-مرتفعة كلفة الحياة-

لنأخذ أيضا الجملتين الآتيتين:
(23)-سأل زيد يوسف أن يذهب
(24)-يحترم زيد يوسف أكثر من مروان
إن الجملة "23" قد تكون متحولة من الجملتين التاليتين:
(25)-سأل زيد يوسف أن-يذهب زيد-
(26)-سأل زيد يوسف أن -يذهب يوسف-
و الجملة قد تكون متحولة أيضا من الجملتين التاليتين:
(27)-يحترم زيد يوسف أكثر من-يحترم زيد مروان-
(28)-يحترم زيد يوسف أكثر من-يحترم مروان يوسف-
ترافق إجراء التحويل عادة شروط معينة لا بد من ذكرها عند صياغة التحويل.

4/بنية القواعد التوليدية و التحويلية:
تتألف القواعد التوليدية و التحويلية من تنظيم قواعد بإمكانه توليد (أو تعداد) جمل اللغة و يتم تحليل هذا التنظيم من خلال مكونات ثلاث هي: المكون الفونولوجي و المكون التركيبي و المكون الدلالي و ترتبط هذه المكونات مجتمعة في إطار اللغة و بين الأصوات و المعاني.
يعتبر المكون التركيبي المكون التوليدي الوحيد, أي المكون الذي يصف بنية الجمل العميقة و يعدد عناصرها المؤلفة في حين أن المكونين الفونولوجي و الدلالي هما في هذه البنى تفسيران: فبعد أن يلحظ المكون التركيبي بنى الجمل يفسر المكون الدلالي معاني هذه البنى و يخصص المكون الفونولوجي كل تركيب لغوي بنطق خاص و تنظيم القواعد التوليدية و التحويلية كاوالية تعمل من خلال هذه المكونات على نحو محدد يتيح الكفاية اللغوية التي يمتلكها متكلم اللغة و يحلل مقدرته على إضفاء الدلالة على مجموعة الأصوات التي يتفوه بها, و نعرض هنا بصورة موجزة المكونات الثلاث:

1-المكون الفونولوجي:
يقوم هذا المكون بتخصيص كل تركيب لغوي بنطق خاص, انطلاقا من لفظ كل مورفام على نطاق محدد على حدة و من خلال تآلف هذه المورفامات و يحتوي على مجموعة قواعد تختص بدراسة الأصوات اللغوية.

2-المكون الدلالي:
يتناول المكون الدلالي القضايا المتعلقة بالدلالة أو بالمعنى فيدرس دلالات العناصر اللغوية فيستلزم وضع آلية مكونة من مجموعة قواعد متناهية بمقدورها تحليل الجمل و إعطاء التفسير الواضح الذي يشرح كيف يستطيع متكلم اللغة أن يفهم جمل لغته. و إذا ذكرنا بأن متكلم اللغة قادر على أن ينتج عددا غير متناه من الجمل لم يسبق له التلفظ بها أو سماعها من قبل و على أن يتفهمها يتبين لنا أنه ينبغي على هذه الآلية التفسيرية تحليل كيف أن بإمكان متكلم اللغة قادر على أن يفهم جمل اللغة اللامتناهية و التي لم يسبق له أن سمعها من قبل. فوصف الجملة الدلالي من هذا المنظار يكون جزءا من الكفاية اللغوية لمتكلم اللغة. فمتكلم اللغة قادر على أن يحكم أن جملة ما تحتوي في ذاتها التباسا في دلالتها عائد إلى دلالة كلماتها و ليس إلى تركيبها بضرورة الحال. فكفاية المتكلم بإمكانها التقاط الالتباس أي بإمكانها تحديد التفسيرات الممكنة بالنسبة للجملة الواحدة فتعود على المكون الدلالي مهمة تحليل الجمل غير المقبولة من حيث الدلالة و التي لا يمكن تحليلها من خلال تحليل تراكيبها.

لا تقتصر دلالة الكلمة على مدلولها فقط, إنما تحتوي على كل المعاني التي قد تتخذها ضمن السياق اللغوي و ذلك لأن الكلمات في الواقع لا تتضمن دلالة مطلقة بل تتحقق دلالتها في السياق التي ترد فيه, و ترتبط دلالة الجملة بدلالة مفرداتها. لنأخذ على سبيل المثال الجملة التالية:
(7)-اللهم عبدك يسألك المغفرة
إن كلمة عبدك جملة "7" تقوم في رأينا مقام ضمير المتكلم و جملة "3" تشترك مع الجملة "8" في نفس الدلالة.
(8)-اللهم إنا نسألك المغفرة
و هي لا تعادل بأي حال من الأحوال الجملة التالية:
اللهم عبدك (يوسف طلب مني أن أنوب عنه من حيث القول بأنه يسأله المغفرة ).
إن المكون الدلالي يلتمس تحليل البنى التركيبية من الناحية الدلالية أي بكلام آخر يسند معنى أو أكثر إلى البنى التي يولدها المكون التركيبي لذلك نعتبر هذا المكون مكونا تفسيريا و يستقيم دور هذا المكون أيضا في الربط بين معنى الكلمات و بين التمثيل الدلالي العائد إلى البنى العميقة بصورة خاصة أي في تفسير هذه البنى.
يلتزم المكون الدلالي بتحليل دلالة الجملة الأصولية و يتباين بسبب غير أصولية الجمل و انحرافنا. و يلحظ انحرافها و بإظهار العلاقات القائمة بين الجمل.


يتم تحديد معنى الكلمات في المعجم اللغوي و نسمي القواعد تربط بين الكلمات و البنى التركيبية بقواعد الإسقاط و تناسب هذه التسمية واقع التفسير الدلالي و ذلك لأن قواعد الدلالة تسقط المعنى على بنية معينة.
يحتوي المكون الدلالي إذا على المعجم أو اللائحة بمفردات اللغة و على قواعد الإسقاطية التي تشكل قدرة المتكلم على استدلال معنى الجمل من خلال معنى المفردات.

المكون التركيبي:
يتألف المكون التركيبي من مكونين هما المكون الأساسي و المكون التحويلي.
يحتوي المكون الأساسي على مجموعة قواعد بناء أو قواعد تكوين (قواعد إعادة كتابة) و على معجم يشتمل على المداخل المعجمية و لكي ندرك أبعاد التطور الحاصل في النظرية الألسنية النموذجية لا بد لنا من أن نتوسع بهذا المكون.

أ-قواعد التكوين:
هذه القواعد هي قواعد إعادة كتابة و تختلف عن القواعد الركنية في نظرية "البنى التركيبية" في مجال استبدال الفئات الكلامية هنا على النحو التالي:
22 فعل ( )
23 اسم ( )
24 تعريف ( )
25 حرف جر ( )
حيث ( ) عنصر مستعار بالإمكان إعادة كتابته على النحو التالي: ( ) س ع
و الرمزان (س,ع) يقومان مقام السمات المتنوعة التي بإمكان ( ) أن يستبدل بها و تقوم وظيفة العنصر المستعار بتعيين الموقع الكلامي يتم إدخال المفردة المعجمية فيه.
يتم توليد التتابع النهائي من خلال إدراج الوحدة المعجمية الملائمة و التي تحتوي على نفس السمات << س,ع>> في الموقع الذي يحتله العنصر المستعار ( ).
لنأخذ مثلا الجملة التالية, و نوردها لمتطلبات الوضوح في البحث:
-الرجلان سافرا في هذا الشهر:
نولد قواعد البناء المشير الركني الممثل في الجدول التالي:




جملة


ركن الإسناد ركن التكملة

ركن حرفي

ركن فعلي ركن اسمي حرف جر ركن اسمي


زمن فعل تعريف اسم ( ) تعريف اسم ( )

تعريف تعريف
تام ( ) ( ) ( )

( ) ( )

ب- المعجم:
يتكون المعجم من مجموعة غير مرتبة من المداخل المعجمية, و يتألف كل مدخل معجمي من سمات تركيبية و فونولوجية و دلالية, و يتم استبدال العنصر المستعار بالمداخل المعجمية و تحصل بعد القيام بعملية الاستبدال هذه على مشير الجملة الركني في البنية العميقة.

-الركن التحويلي:
يتضمن هذا المكون التحويلات التي هي قواعد يبدل كل منها مشيرا ركنيا بمشير ركني آخر: و تدرس العلاقات القائمة بين الجمل.
و قد قلنا إن المكون التوليدي هو المكون التركيبي في قواعدنا في حين أن المكونين الآخرين تفسيريان نستعرض هذان المكونان بايجاز:



المكون الدلالي :
يتناول المكون الدلالي القضايا المتعلقة بالدلالة فيدرس دلالة العناصر اللغوية . ويلجأ إلى قواعد اسقاط تربط بين الكلمات وبين البنى التركيبية , وقد سميت بقواعد اسقاط لأنها تسقط المعنى على بنية معينة , ويحتوي أيضا على تمثيل القولفات الدلالية بواسطة القراءة الدلالية والمشير الدلالي.
المكون الفنولوجي : يقوم هذا المكون بدراسة أصوات اللغة ويتكون من القواعد الفونولوجية , تتناول القواعد الفونولوجية التغيرات التي تطرأ على المقطع الصوتي في حين يقدم المعجم الفونولوجي تمثيل المورفامات بواسطة مركب سمات فونولوجية مميزة.
ويلخص المخطط التالي الشكل الذي تتخذه القواعد التوليدية والتحويلية في النظرية الألسنية النموذجية :

*الأنموذج التوليدي :
الأنموذج التوليدي كتابة عن جهاز يحتوي على أبجدية رموز بمثابة معجمه , وعلى عدد محدد من قواعد تكوين و وتحويلات تضع التعابير بواسطة عناصر هذه الأبجدية وهذا الجهاز قادر على بناء مجموعة غير متناهية من الجمل الصحيحة العائدة إلى اللغة موضوع التحليل وعلى أقران كل منها بوصف بنيائي.


ولابد هنا من التذكير ببعض أسس النظرية التوليدية والتحويلية التي تكلمنا فيها , وان الإنسان الذي ترعرع في بيئة معينة يكتسب لغة هذه البيئة , بكلام آخر يكتسب لغوية بهذه اللغة تتيح له أن ينتج جملها ويتم اكتسابه للغة من خلال تعرضه للجمل التي يسمعها من حوله , والتي يمكن أن نعتبرها بمثابة عينات تمثل له لغة البيئة , وباكتسابه اللغة يكون قد اكتسب معرفة ضمنية بأصول اللغة في التي تقودهفي عملية تكلمه اللغة وتفهم جملها , وأصول اللغة هذه هي مجموعة القواعد التي تحدد صيغ بناء جملها , ويشير المخطط التالي إلى هذا المسار اللغوي :
جدر بنا الاشارة هنا الى أنه ينبغي على القواعد أن تنتج ليس فقط توكيد جمل اللغة بل أيضا أن تقدم الوصف ابنياني الذي يحدد ترتيب و انتضام العناصر المؤلفة للجملة , وقد يفهم البعض من كلمة " توليد " ان هدف القواعد التوليدية وضع أنموذج لإنتاج الجمل فقط وهذا الأمر يتعارض مع القواعد التقليدية التي تحلل الجمل . فالنموذج التوليدي يرتبط في الواقع بإنتاج الجمل ويتفهمها على حد سواء , وهو يفسر الكفاية اللغوية التي تتيح للانسان أن ينتج جمل لغته وأن يتفهمها و أن يحكم على أصوليتها .

القواعد التوليدية هي مجموعة من قواعد تولد من خلال تعاملها مع معجم مفردات محدودة , مجموعة متناهية أو غير متناهية من التتابعات الكلامية وتحدد كل تتابع كلامي على أنه تركيب جيد في اللغة التي تصفها هذه القواعد وتقرن القواعد التوليدية كل تتابع كلامي جيد التركيب (وكل جملة ) تولده بوصف بنياني ملائم , تفهم كلمة " توليد " التي استعملناها في هذا التعريف بمعنى نفسه الذ تتخذه هذه الكلمة في مجال الرياضيات , لمزيد من الايضاح نأخذ المعادلة التالية على سبيل المثال : (8)ع ---> س2+ س+ 1 فاذا كانت س نأخذ قيمة لها أيا من عناصر العداد الطبيعية [ 1 ,2 , 3,...] بالمكان أن نتصور الدالة هذه كقاعدة او عملية . فهي تولد المجموعة [ 3, 7 , 13, 21 , 31] فمن هذه الزاوية لا نعني بالتوليد إنتاج الجمل كما في أية آلية مبرمجة إنما نعني بكلمة القواعد التوليدية التحديد الرياضي والدقيق لبنية الجملة التي تولدها هذه القواعد.


*النموذج التحويلي :
تعالج القواعد التحويلية الصلة القائمة بين الجمل التي ترتبط بعضها ببعض من خلال علاقة معينة وتسند هذه المعالجة على ايجاد سلسلة من الحجج تختلف الواحدة منها عن الأخرى ولا تتطلب تحديدا أوليا لعددها بل يقوم التحليل على اعتماد أكبر عدد من المميزات المختلفة بهدف برهنة الصلات القائمة بين الجهل وقد تكون جملة اثبات الصلة بين جملتين عملية طويلة قد تأخذ طرق برهنة متعرجة
يقتضي التحليل في الواقع تعداد سلسلة ميزات : م(1), م (2), م (3) , ...و م () لنبين : جملة ج(1) وجملة ج(2) فيبرهن ان هذه الميزات مشتركة بالنسبة ل ج (2) , و ل ج (2)
يكون الاكثار من أصناف هذه الميزات المستخدمة كحجج لإعتماد التحويلات , أحد مظاهر تطوير النظرية الأسنية , ولا تكون الحجج في الواقع مقنعة وكافية الا بمقدار ما تكون متوافقة ومتماسكة في ما بينها , ويعلق الأنموذج التحويلي أهمية قصوى على تبيين العمليات التحويلية المسموح بها ضمن القواعد وتحديد عددها وترتيبها وتعداد القيود المتعلقة بتطبيقها.
السؤال الذي يجب أن نطرحه الان هو التالي : ما هو الإطار العام الذي تعمل ضمنه التحويلات من الناحية الشكلية ؟
نطبق التحويلات على تتابع كلمات حاصل من خلال القواعد الركنية ويمكن تمثيل هذا التتابع بواسطة مشيرات ركنية مجردة:
-نحول التحويلات المشيرات الركنية المتتابعة هذه الى مشيرات ركنية متتابعة ايضا يتم الحصول اذا على مشيرات ركنية جديدة هي مشيرات ركنية مشتقة.
وعدد المشيرات الركنية المشتقة يساوي عدد التحويلات التي يتم تطبيقها ويتم في النهاية الحصول على مشير ركني مشتق نهائي عندما لا تعود الحشيرات الركنية تخضع لتحويل جديد.

5/ عمل القواعد التوليدية التحويلية:
ان تنظيم القواعد الذي يقترن الأصوات اللغوية بالدلالات الفكرية والذي يمكن ضمن الكفاية اللغوية هو بالذات ما ندعوه بالقواعد التوليدية والتحويلية . ننظر اليه نظرتنا أوالية يمكنها توليد جمل اللغة أو تعدادها . نقصد هنا بكلمة " توليد" المعنى نفسه الذي نقصده حين نتكلم عن الأوالية الحاسبة على سبيل المثال , ويرتبط تفسير الجملة الدلالي ببعض الشروط الشكلية أو الصورية التي تؤلف تراكيب اللغة أو مجموعة الروابط المجردة التي تلعب دور الوساطة بين التمثيل الدلالي والتمثيل الصوتي .


تلتزم النظرية التوليدية والتحويلية بوضع وصف بنياني يقدم كافة المعلومات عن الجمل عبر القواعد ذاتها التي تولدها , فيكون هذا الوصف البنياني بمثابة تحليل الجمل هذه يميز في آن واحد الجمل الأصولية بمعنى

آخر يتضمن لائحة غير متناهية من التراكيب الصورية التي تكون جمل اللغة شرط أن لا تحتوي هذه اللائحة على جمل ليست من جمل اللغة ويقول : تشومسكي في هذا الصدد :<< يجب اعتبار القواعد التي يطرحها الأسني كنظرية تفسيرية , فهي تقترح تفسير كيف أن متكلم اللغة موضوع البحث يفهم الكلام ويفسره ويكونه ويستعمله على نحو ما دون غيره >>.
لابد لنا من أن نتناول هنا بصورة مفصلة ,
عمل القواعد التوليدية والتحويلية :
1-ينبغي أن يكون بمقدور القواعد التوليدية و التحويلية أن تولد جمل اللغة الأصولية و ان تولد فقط هذه الجمل و أن تقرر في الوقت نفسه أية جمل هي أصولية و أية جمل هي غير أصولية
2-ينبغي أن يكون باستطاعته القواعد التوليدية والتحويلية أن تحلل العلاقات القائمة بين عناصر الجملة , فمثلا يجب ان تكون باسطاعتها أن تنص على أن العلاقة بين " الرجل " وفعل " أكل " في الجملة التالية .
(1)أكل الرجل التفاحة
هي نفس العلاقة القائمة بين " الولد " والفعل " سافر" في الجملة الآتية
(2)سافر الولد
في حين تختلف عن العلاقة بين " الرجل " والفعل " قتل " في الجملة
(3)قتل الرجل
كما ينبغي أن يكون باستطاعة القواعد هذه أن تشير الى بعض العناصر التي تختلف في الظاهر , من حيث تركيبها الصوتي وتعقيداتها , تتماثل من حيث أنها تظهر نفس البنية في مستوى معين لنتأمل الجمل التالية :
(4) سافر الرجل
(5) سافر الولد الذي مات أبوه
(6) سافر الرجل الذي أسس الجريدة الأوسع انتشارا والأكثر مبيعا في العالم العربي
" فالرجل " في (4) " والولد الذي مات أبوه " في (5) و " الرجل الذي أسس الجريدة الأوسع انتشارا و الأكثر مبيعا في العالم العربي " في (6) تتماثل من حيث أنها تكون ركنا اسميا
3- يجب أن تحدد القواعد مختلف الفئات النحوية التي تتشابك في العلاقات الركنية مثلا نميز بين الفعل والاسم استنادا الى وظيفة أو الى الى توزيع كل من هاتين الفئتين


-كما يجب أن تحدد القواعد كيف أن هذه الفئات تتفرع الى فئات متفرعة , فمثلا فيما يخص بفئة " الاسم " ينبغي أن تميز القواعد بين الاسم الذي يحتوي على سلطة [ + متحرك] (الرجل) وبين الاسم الذي يحتوي على سلطة [- متحرك ] (الطاولة ) وبين الاسم الذي يحتوي على سمة [ + معبود] (الطالب) والاسم الذي يحتوي على سمة [- معبود ] (الماء) و أخيرا يجب أن تحدد القواعد أيضا السمات الانتقائية التي تحتوي عليها الاسم والفعل.
4- ينبغي أن نصف القواعد شكل اللغة الصوتي أي الفونامات كما ينبغي أن نصف دلالات الجمل
5- ينبغي أن تشرح القواعد خصائص اللغة الإنسانية ولا سيما ميزة الابداعية في اللغة أي كيف يستطيع الإنسان من خلابل استعمال تنظيم قواعد محدودة عناصره أن ينتج عددا لا متناهيا من الجمل
6- ينبغي أن تفسر القواعد كيف أن الجملة الواحدة تحتمل أكثر من دلالة واحدة أي ينبغي أن تزيل اللبس الناجم عندما تعتبر الجملة الواحدة عن معنى واحد , للتوضيح نأخذ الجملة التالية.
(7)سمعت الحب يهمس بشقتي سلمى في آذان نفسي فالجملة في (7) قد تعني أن الحب يهمس أن سلمى موجود في آذان نفس الكاتب , كما قد نعني أن الحب يهمس أن سلمى موجودة في آذان نفس الكاتب كما قد تعني أن الحب يهمس بواسطة شفتي سلمى في آذان نفس الكاتب.
7- يجب أن تفسر القواعد كيف أن بنيتين مختلفتين يتضمنان نفس الدلالة
(8)- أكل الرجل التفاحة
(9)- التفاحة أكلها الرجل
كما ينبغي أن تحلل العلاقات القائمة بين الجمل بصورة عامة
8- يجب أن تفسر القواعد كيف أن البنية التركيبية نفسها يمكن أن تتخذ قراءة واحدة أو قراءتين أو لا تتخذ بتاتا اية قراءة , لنأخذ الجمل التالية
(10)-سألت يوسف أين يذهب
(11)- سأل زيد يوسف ان يذهب
(12)- قررت يوف أن يذهب
فالجملة في (10) تتخذ تتخذ قراءة واحدة بينما تتخذ الجملة (11)قرائتين .
(13) – سأل زيد يوسف – ان يذهب زيد
(14)- سال زيد يوسف أن –نذهب يوسف
في حين أن الجملة (12) هي جملة غير أصولية ولا تحتمل بتاتا أية قراءة.
-ينبغي أن تكون القواعد التي تقوم بالأعمال التي أشرنا اليها واضحة والقواعد الأفضل هي التي تحلل أكبر عدد ممكن من المعطيات بطريقة واضحة وبسيطة وشاملة وقد اشار تشومسكي الى هذه الناحية بالذات :" أن

مجموعة قواعد احتياطة بإمكانها أن تعدد عددا كبيرا من المظاهر دون ان توضح المزايا الصورية التي تميز بين مجموعة الوصف البنياني الصحيحة وبين مجموعات أخرى محتملة قد توفرها قواعد مختلفة تماما ..."
وما نحاول أن نكتشفه هو قواعد مصاغة تخصص الوصف البياني الصحيح من خلال اللجوء الى عدد محدد بصورة كافية من المبادئ العامة المختصة بتكوين الجمل

6- تقسيم القواعد التوليدية التحويلية
تهتم النظرية التوليدية والتحويلية بموضوع تقييم القواعد والتأكد من صحتها , ويعود الفضل الى تشومسكي في وضع معايير ومبادئ عامة ودقيقة بالإمكان , وفقها اعتماد القواعد الملائمة التي بامكانها وصف المعطيات اللغوية فالسؤال الذي لابد من أن يطرح نفسه على الباحث في مرحلة مأمن مراحل بحثه في مجال الألسنة هو الآتي : كيف بإمكان الباحث أن يختار بين عدة قواعد صالحة لتفسير المعطيات اللغوية ووصفها أو بتغيير آخر ما هي المعايير التي بالامكان اعتمادها للتأكد من أن القواعد التي قد وضعناها هي القواعد التي بإمكانها توليد جمل اللغة ؟
-قبل الجواب عن هذا السؤال نشير الى الأمرين التاليين:
أولا – لابد في اطار البحث العلمي من أن نتأكد بصورة دائمة ومتواصلة من أن تتأكد بصورة دائمة ومتواصلة من الساليب المعتمدة والفرضيات المثبتة هي الصحيحة والملائمة للمعطيات ويصير تشومسكي في الواقع على الأخذ بعين الاعتبار هذه القضية بالذات فيقول :<< مهم جدا أن نبقي في ذهننا أنه ينبغي حيث تقترح اجراءات عملية معينة , أن تخضعها للتجربة بهدف التأكد من ملائمتها المعطيات من خلال قياسها بالنسبة للمقياس المتوافر عبر المعرفة الذاتية الضمنية التي تحاول الإجراءات هذه تحديدها ووصفها ...>>

ثانيا : ليس بالإمكان ان نبرهن أن قواعد ما هي جيدة , فقط بلإمكان ان نبرهن أن هذه القواعد هي غير صحيحة وذلك لأن القواعد شأنها شأن النظرية بصورة عامة يمكن في الواقع تبيان عدم صوابها , في حين لا يمكن أبدا تبيان صحتها بصورة مطلقة اذ أننا لا نستطيع من الناحية العلمية أن ننفي بصورة قاطعة وجود معطيات قد يتم اكتشافها في مرحلة لاحقة لا فرارنا واعتمادنا القواعد , وقد تكون هذه المعطيات أدلة تشير الى عدم صواب القواعد.
وقد أصبحنا الآن في وضع يتيح لنا الاجابة عن السؤال السابق.


ان مسألة اختيار القواعد الملائمة أكثر من غيرها , من بين عدة قواعد , هي مسألة لاحقة مسألة معرفة كيفية بناء هذه القواعد أو بتغيير آخر هي مسألة اقامة الشروط التي يجب أن تخضع لها عملية وضع القواعد
أي المعايير الدقيقة والواضحة التي بالامكان اعتمادها بهدف تجديد اية قواعد يجب إعتمادها من بين القواعد المنافسة على وصف اللغة.

1-الملاءمة الخارجية :
نعني بها ملاءمة القواعد المادة اللغوية التي تحللها هذه القواعد , فإذا ذكرنا هنا بأن القواعد التوليدية والتحويلية تتناول تحليل الكفاية اللغوية ووصفها تكون الملائمة الخارجية ملاءمة لقواعد الحدس اللغوي القائم ضمن كفاية المتكلم –المستمع اللغوية : ويقول هنا تشومسكي :<<يمكن اعتبار القواع اللغوية بمثابة نظرية اللغة , فهي تكون ملائمة من الناحية الوصفية حين تصف بشكل صحيح الكفاية اللغوية الضمنية العائدة الى متكلم اللغة المثالي >>.
لنفترض لمزيد من الايضاح , أن أحد الألسنين قد وضع القواعد التي تولد فيها توقده الجمل التالية :
(15) كريم ابو الرجل
(16) جميلة خطيبة الرجل
(17) يذهبون الرجال
-فقول أن هذه القواعد غير صحيحة وبالتالي مرفوضة وذلك لأنها لا تتوافق مع معيار الملائمة الخارجية أي لا تتلاءم مع كفاية متكلم اللغة العربية الذي يرفض الاستناد الى حدسه اللغوي , أن تكون الجملة (15), (17) جملا أصولية في لغته.

2-الملائمة الذاتية :
تكون القواعد ملائمة بصورة ذاتية عندما تتناسب مع بعض المعايير المنهجية نذكر أهمها : البساطة والتعمق الألسني والشمول وسهولة التطبيق.

-مما سبق يتبين لنا ان القواعد التي نسعى الى اعتمادها في اطار النظرية التوليدية والتحويلية هي القواعد الملائمة للمادة اللغوية والتي تتناسب أيضا مع المعايير الملائمة الذاتية , وفي هذا الصدد يقول تشومسكي:
<<...تناول مسألة اثبات صحة القواعد التوليدية من زاويتين: ففي مستوى أول (مستوى الملائمة الوصفية ) تبرز القواعد من حيث هي تصف بصورة صحيحة مادتها أي الحدس اللغوي – الكفاية الضمنية – والعئد لمتكلم اللغة فبهذا المعنى تبرز القواعد من زاوية خارجية أي من زاوية تطابقها مع المعطيات اللغوية : وفي

مستوى أعمق نادرا ما يتوصل اليه (مستوى الملائمة التفسيرية ) نبرر القواعد من حيث هي تنظيم وصفي منتظم وملائم نختار النظرية الألسنية المقترنة بهذا التنظيم , هذه القواعد من بين القواعد الأخرى من خلال

مادة لغوية متوافرة تتلائم معها كل هذه القواعد فبهذا المعنى تبرر القواعد من زاوية ذاتية أو داخلية من زاوية علاقتها بنظرية ألسنية تكون فرضية تفسيرية تتناول شكل اللغة بالذات.
بقي القول أن التركيز على قضية اخضاع القواعد لشروط الملاءمة التي ذكرناها ينجم عنها تقليص عدد القواعد المحتملة , الى حد كبير بالاضافة الى أن هذه الشروط تقدم اجراءات تقرير فيها يتعلق بإثبات صحة اعتماد القواعد التي يتوصل اليها البحث الألسني.

الجملة الأصولية :
سبق ان قلنا أن اللغة مجموعة جمل لا متناهية وبأن القواعد التوليدية تعدد جمل اللغة وفق هذه الجمل وبأن متكلم اللغة باستطاعته أن يدلي باحكام حول مجموعة من الكلمات المتلاحقة من حيث هي تؤلف جملة صحيحة أو جملة غير صحيحة من (الكلمات) جمل لغته , نسمي الجملة الصحيحة بالجملة الأصولية ونقول بأن قواعد اللغة تولد فقط الجمل الأصولية أو بكلام آخر تتيح انتاج وتعداد كل جمل الجمل الأصولية والجمل الأصولية لا غير , كما تحدد القواعد كل الجمل المحتملة في اللغة وتمنع في الوقت نفسه الجمل غير الأصولية من أن تتكون . ان الجملة أصولية في لغة معينة اذا كانت مركبة على نحو جيد وهي غير اصولية إذا انحرفت عن المبادئ التي تحدد الأصولية في هذه اللغة أي القواعد الضمنية التي تقود عملية التكلم والذي يطبقها متكلم اللغة بصورة لا شعورية.

إن الجملة , لكي نعتبرها أصولية ’ يجب أن لا تنحرف بالنسبة لية قاعدة من القواعد التي تعين توافق العناصر اللغوية في مستويات اللغة الثلاثية:
المستوى الضوئي , المستوى التركيبي والمستوى الدلالي
لا يقتصر الحكم بأصولية الجمل في الواقع , على قبول جملة معينة أو رفضها إنما ينص على وجود درجات متشابهة من حيث الحكم على الجمل وذلك لأن الجمل غير الأصولية تتباين نسبة لدرجة انحرافها عن قواعد اللغة فترتبطدرجة غير اصولية الجملة بالمستوى الذي تنتمي اليه القاعدة التي تنحرف عنها لتتناول الجملة الاتية :
(18) ابحر الاسكندرية من سعد اليوم اليوم الى باريس .


نلاحظ أن هذه الجملة لا يمكن اعتبارها مفيدة لمعنى معين ذلك ان كلمة " الاسكندرية" لا تقع فاعل الفعل أبحر الذي يحتوي على سمة [ + حركة ] كما ان كلمة " سعد" لا ترد بحيث التعبير " ابحر من " فالجملة (18) و ان تكون تتناسب مع ترتيب العناصر اللغوية الأصولية في اللغة العربية .
(18): فعل , اسم , حرف جر , اسم ظرف زمان+ ظرف مكان.
الا أنها جملة غير مقبولة : وذلك لأنها لا تخضع لقاعدة الملاءمة بين سمات الفاعل والفعل ففعل أبحر يقتضي فاعلا يحتوي على سمة [+ متحرك ] وهذه القاعدة موجودة في المستوى التركيبي .
-ان تصحيح جملة (18) يقضي ادخال كلمة " سعد" بعد ابحر في موقع كلمة الاسكندرية , في موقع كلمة سعد. فنحصل على الجملة الأصولية التالية :
(20) – ابحر سعد من الاسكندرية اليوم الى باريس
-يصر تشومسكي على الفصل بين الدلالة و الأصولية , فيورد الجملة التالية ك
-جان نعت ماري بأنها " جمهورية " فاهانته.
-يحدد الأصولية على النحو التالي :
1-يجب تحديد " الصولية " بحيث تكون الجملة السابقة تعبر عن الافتراض التالي بالنسبة لجان ماري بأنها منتمية الى الحزب الجمهوري بمثابة اهانة لها " يتضح من كلام تشومسكي انه يمايز بكل وضوح بين اصولية الجملة وبين دلالة الجملة.
-ويجدر بنا الاشارة الان الى ان مسألة الجملة الصولية تتمايز عن المسائل التالية :
أ-مسألة الجملة الممكن تفسيرها
ب-مسألة الجملة الملحوظة في المدونة
ج-مسألة الجملة الصحيحة نحويا
د- مسألة الجملة الملائمة كمعرفتنا بالعالم

أ-الجملة الممكن تفسيرها :
لا يجب أن نلحظ بين مفهوم الأصولية وبين مفهوم إمكانية غعطاء الجملة تفسيرا دلاليا.

ب- الجملة الموجودة في المدونة :
ان الجملة الأصولية ليست بالضرورة الجملة الموجودة في المدونة وذلك لأننا نعلم أن جمل اللغة غير متناهية في حين أن المدونة مهما بلغ حجمها يبقى عدد جملها متناهيا لذلك لا نستغرب وجود جمل يمكن ان يحكم عليها متكلم اللغة من حيث أنها اصولية من دون أن تكون هذه الجمل مندرجة في مدونة معينة , هذا بالإضافة

الى أن المدونة لا ترتد عند محاولة تحليلها الى الآداء الكلامي أي تحتوي على جمل قد تكون منحرفة عن القواعد القائمة ضمن كفاية المتكلم اللغوية .
ان عدم وجود جملة في المدونة لا يعني أن هذه الجملة غير أصولية , بل هناك جمل أصولية وحسنة التركيب لا توجد في مدونة ما , وذلك لأنها قد تكون مركبة بضرورة معقدة جدا وعدد مؤلفاتها المباشرة كبيرة جدا .


ج- الجملة الصحيحة نحويا :
لا تماثل الجملة الأصولية الجملة الصحيحة نحويا لارتباط مفهوم الجملة الصحيحة نحويا بالقواعد التقليدية , فالقواعد التقليدية تقرر صحة الجمل انطلاقا من المعايير المقياسية المتنوعة التي تعتمدها وتضع البنى النحوية التي تقبلها انطلاقا من عدد من القضايا غير المتجانسة التي قد لا تدخل في اطار قواعد التنظيم اللغوي انما نراعي قضايا المنطق ومتطلبات الأناقة في التعبير , فالتعامل في اطار القواعد التوليدية والنحوية مع مفهوم الأصولية لا يعني بتاتا أننا نتخذ اتجاها مقياسيا كما هو الحال في القواعد التقليدية.

د-الجملة الملائمة لمعرفتنا بالعالم :
لا يجب ان نخلط بين مفهوم الأصولية وبين مفهوم معرفتنا بالعالم المحيط بنا وبالخبرة الاجتماعية الثقافية لدى أفراد مجتمعنا اللغوي للايضاح ناخذ الجمل التالية :
1)- نجح الأديب الكبير جبران خليل جبرا صاحب " كتاب البنى " في امتحانات البكالوريا اللبنانية سنة 1978
2)- يحب زيد الجمل الأحمر
3)- في كل حديقة من حدائق بيروت سبعة اسود
*فالجمل 1-3 لا يقبلها أي انسان عاقل ينتمي الى المجتمع اللبناني لسباب تتعلق بواقع الحال القائم في مجتمعنا ولا يرتبط رفضها بالتالي بقواعد اللغة
تندرج ضمن هذه الجمل , الجمل غير المعقولة كما في المثالين التاليين :
1- الجدران تأكل الأحلام
2- اكلت السيارة التفاحة
من الصعب ان نتضمن الجملتان (1)و (2) اية دلالة بالرغم من أن تركيبها جيد.
-ان التمييز بين الأصولية وبين معرفة متكلم اللغة بالعالم المحيط به امر طبيعي في اطار القواعد التوليدية والتحويلية اذ أن هذه القواعد تحلل كفاية المتكلم اللغوية أي معرفته بلغته ولا تحلل , وبالتالي معرفته بالعالم المحيط به.

اصبح بامكاننا الان استنادا الى ما سبق ان نفهم التمييز بين أصولية الجملة ( أو تركيبها الجيد ) وبين قبول الجملة وهذا التمييز يركز عليه تشومسكي :<< ان الجملة التي يقبلها المتكلم أكثر مما يقبل غيرها هي الجملة التي يحتمل ورودها أكثر من غيرها , وبسهولة اكثر , والتي هي أقل خشونة من غيرها وبمعنى آخر التي هي طبيعته أكثر من غيرها ويتجنب المتكلم استعمال الجمل التي لا يقبلها و يستبدلها في كلامه بجمل معادلة قدر الإمكان.

-لا يجب أن نخلط بين مفهوم أصولية الجملة فمفهوم قبول الجملة عائد الى مجال دراسة الكفاية اللغوية , فالأصولية الداء الكلامي في حين أن مفهوم أصولية الجملة يرتد الى مجال دراسة الكفاية اللغوية
-فالأصولية هي عامل من بين عوامل متعددة تترابط لتحديد قبول الجمل .>> ( )



خاتمة :
لقد تطرقنا في هذا البحث الى الألسنة التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية والجملة العربية من منظار ألسني توليدي تحويلي بصورة مفصلة لتفسير وتوضيح قضايا اللغة العربية والنظر في طريق التحليل على ضوء التطور العلمي حيث أن الألسنة اتخذت منذ فترة منحى علمي متزايد بحيث يمكننا الاستفادة منه في مجال التحليل اللغوي خاصة العربي ولقد عرضنا أفكارا مفادها أن الدراسات في طريق القفزة العلمية التي تحققت في مجال الألسنة التوليدية والتحويلية وتعود جذورها الى جهود مؤسسها تشومسكي الذي يعود له الفضل الأول وقد ساعدتنا اعماله في انشاء السنة عربية ذاتية قادرة على معالجة قضايا اللغة العربية بكل ما تطرحه من أبعاد نفسية ومجتمعية

المراجع :
1/* الألسنة التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية لـ: د . ميشال زكريا . ( النظرية الألسنية ) – الطبعة الأولى – 1402هـالموافق 1912 م _ بيروت _ لبنان.
2/* الألسنة التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية لـ . د ميشال زكريا .(الجملة البسيطة )- الطبعة الأولى – 1403 هـ الموافق 1913 م _بيروت _ لبنان.
3/* مباحث في النظرية الألسنية وتعليم اللغة لـ:د. ميشال زكريا – الطبعة الثانية – 1405هـ الموافق 1915 م _ بيروت _ لبنان.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc