الأشاعرة : هم أئمة أعلام الهدى من علماء المسلمين - الصفحة 8 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأشاعرة : هم أئمة أعلام الهدى من علماء المسلمين

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-08-16, 07:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدة إمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس (93 – 179هـ) رضي الله عنه

ما رواه البعض أن الإمام مالك قال : الله في السماء وعلمه في كل مكان
المسائل لأبي داود ص263
قلت :هذه الرواية لا تثبت عن الإمام مالك أبداً
*****************************وماثبت ************************************
ذكر الإمام العلامة قاضي قضاة الإسكندرية ناصر الدين بن المنير المالكي من أهل القرن السابع الفقيه المفسر النحوي الأصولي الخطيب الأديب البارع في علوم كثيرة في كتابه المقتفى في شرف المصطفى لما تكلم عن الجهة وقرر نفيها ، قال :
(ولهذا المعنى أشار مالك رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تفضلوني على يونس بن متى" ( رواه البخاري)، فقال مالك: إنما خص يونس للتنبيه على التنزيه لأنه صلى الله عليه وسلم رُفع إلى العرش ويونس عليه السلام هُبط على قابوس البحر ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحق جل جلاله نسبة واحدة ، ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه الصلاة والسلام أقرب من يونس بن متى وأفضل مكانا ولما نهى عن ذلك" ، ثم أخذ الفقيه ناصر الدين يبين أن الفضل بالمكانة لا بالمكان)
السيف الصقيل للإمام تقي الدين السبكي ص137
إتحاف السادة المتقين للإمام مرتضى الزبيدي ج2 ص105

العلل لأحمد بن حنبل ج1 ص530 – رقم 1248
التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138









 


قديم 2012-08-16, 08:03   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدة الإمام الشافعي (150 – 204هـ) رضي الله عنه
ما رواه البعض أن الإمام الشافعي قال :
(القول في السُّنة التي أنا عليها ‏ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم‎ ‎وأخذت عنهم مثل ‏سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن‎ ‎محمداً ‏رسول الله‎ ‎وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف ‏شاء وأن الله‎ ‎تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء‎)

فهذا إسناد موضوع
********************اما الثابت *******************************
يقول الإمام الشافعي ما نصه :
(آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك)










قديم 2012-08-16, 08:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدة الإمام أحمد (164 – 241هـ) رضي الله عنه

روى الخلال بسنده قول الإمام أحمد عند حديث النزول :
(نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى ...... ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
لمعة الاعتقاد لابن قدامة ص9
(وكان أحمد لا يقول بالجهة للبارئ)
دفع شبه التشبيه لابن الجوزي ص56
إيضاح الدليل لابن جماعة ص108










قديم 2012-08-16, 08:07   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذه جملة من تأويلات الإمام أحمد رحمه الله

تأويله المجيء (ثلاث تأويلات) :
(وجاء ربك)
الأول : جاء ثوابه. ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه
البداية والنهاية ج10 ص361 .. ورواه الخلال بسنده
الثاني : جاء أمره ... لقوله تعالى (إنه قد جاء أمر ربك) هود 76 وخير ما يفسر القرآن القرآن
مناقب أحمد للبيهقي
دفع شبه التشبيه لابن الجوزي الحنبلي ص110
الفصل في الملل والنحل لابن حزم ج1 ص235
الثالث : تأتي قدرته. حيث قال البيهقي :هذا إسناد صحيح لا غبار عليه.
مناقب أحمد للبيهقي
نهاية المبتدئين لابن حمدان الحنبلي ص35

تأويله الإتيان :
(إلا أن يأتيهم الله) قال :قدرته وأمره
دفع شبه التشبيه لابن الجوزي ص141
نهاية المبتدئين لابن حمدان الحنبلي ص35

تأويله النزول :
سأل حنبل بن سحاق أبا عبد الله الإمام أحمد بن حنبل عن حديث (إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ؟) نزوله بعلمه أم بماذا ؟ فقال الإمام أحمد :اسكت عن هذا مالك ولهذا .. امض الحديث على ما روي بلا كيف ولا حد إنما جاءت به الآثار وبما جاء به الكتاب
قال الله عز وجل ولا تضربوا لله الأمثال)
ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته أحاط بكل شيء علماً لا يبلغ قدره واصف ولا ينأى عنه هرب هارب
فتح الباري لابن رجب الحنبلي ج2 ص334
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ج2 ص453

تأويله المحدث :
(ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) قال :يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه هو المحدث. وعن حنبل بن أحمد أنه قال :يحتمل أن يكون ذكر آخر غير القرآن
البداية والنهاية لابن كثير ج10 ص327

تأويله الخلق :
(ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي) قال :إن الخلق واقع هاهنا على السماء والأرض وهذه الأشياء لا على القرآن
سير أعلام النبلاء للذهبي ج10 ص578










قديم 2012-08-16, 08:10   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الإمام الترمذي :
(والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف ،وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه)
سنن الترمذي ج4 ص492










قديم 2012-08-16, 08:13   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

علو الله هو علو الملك والسلطان لا علو انتقال وزوال
تفسير الطبري ج1 ص457 – طبعة هجر
*فوق العرش
فوقية المكانة والرتبة
تفسير القرطبي ج7 ص6

وهو مصداق لقوله تعالى
(وهو القاهر فوق عباده) الأنعام 18










قديم 2012-08-16, 08:34   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول ابن عثيمين رحمه الله :
(... أن مذهب أهل السنة هو :الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ...)
ويقول رحمه الله
(... فالمدرسة الأولى – أي مدرسة ابن تيمية – يقرر معلموها وجوب إبقاء النصوص على ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته مع نفي ما يجب نفيه عن الله تعالى من التمثيل أو التكييف ...)
مجموع فتاواه ج1 ص116

مجموع فتاواه ج1 ص115 و121 و 140 180 ..
انظر للشيخ رحمه الله كيف يعطف التحريف والتعطيل والتمثيل على التكييف ،فهذا دليل على نفيه الكيفية الحسية التي هي أساس معتقد الكرامية والهشامية
ولا ينفع أن يقول المخالف أن الكيف موجود لكن مجهول وإلا كان التحريف والتعطيل والتمثيل موجودون لكنهم مجهولون ... فتأمل !!









قديم 2012-08-16, 08:39   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال شارح الطحاوية ابن أبي العز الحنفي رحمه الله:
(قال الله عز وجل:"وكان الله بكل شيء محيطًا " وليس المراد من إحاطته بخلقه أنه كالفلك … وإنما المراد إحاطة عظمته وسعة علمه وقدرته)
قال الألباني رحمه الله
(وهو من التأويل الذي ينقمه الشارح مع أنه لابد منه أحياناً)
شرح الطحاوية لابن أبي العز ص314 – تحقيق الألباني










قديم 2012-08-16, 08:52   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الإمام الترمذي في حديث : (( .. لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ، ثم قرأ ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) [ قال الإمام الترمذي ] : هذا حديث غريب من هذا الوجه .. وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا : إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه ، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه )) اهـ كلام الإمام الترمذي من كتاب ( تحفة الأحوذي ) طبعة قرطبة ـ المجلد التاسع ـ صفحة 187 .

الإمام الترمذي من السلف الصالح ، وصاحب السنن التي هي أحد الكتب الستة ، وهو يفسر هذا الحديث كما ترون ، بل وينقله عن غيره من أهل العلم










قديم 2012-08-16, 08:53   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

روى الإمام البخاري في خلق أفعال العباد ص61 ونقله الحافظ أيضا في فتح الباري 13/477 قال :

(( حدثنا محمد أنا عبدالله أنا محمد بن بشار عن قتادة عن صفوان بن محرز عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : بينما أنا أمشي معه إذ جاء رجل فقال : يا ابن عمر ، كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في النجوي ؟ قال : سمعته يقول : يدنو من ربه حتى يضع عليه كنفه ...... [ ثم قال البخاري ] قال ابن المبارك : كنفه يعني ستره )) اهـ باختصار .

الإمام السلفي الكبير المجاهد الحافظ عبدالله بن المبارك يؤول ( الكنف ) يقول : يعني الستر .










قديم 2012-08-16, 08:56   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لما روى الإمام الترمذي حديث إتيان البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان قال :

(( هذا حديث حسن غريب ، ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته، كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن ، وفي حديث النوانس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ما فسروا إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم : وأهله الذين يعملون به في الدنيا ، ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل وأخبرني محمد بن إسماعيل أخبرنا الحميدي قال : قال سفيان بن عيينة في تفسير حديث عبدالله بن مسعود : ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي ، قال سفيان : لأن آية الكرسي هو كلام الله ، وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء والرض )) ( تحفة الأحوذي 8 / 193 ) .

وهذا التأويل بمجيء الثواب لم ينفرد به الإمام الترمذي، بل هو ينقله عن غير واحد من أهل العلم، وممن نقل عنه ذلك الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلام رضي الله عنه فإن قال في كتاب (فضائل القرآن) من تصنيفه في باب (فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء) عندما ذكر الحديث السالف ما نصه:

((يعني ثوابهما))اهـ.










قديم 2012-08-16, 08:57   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذا مثال آخر :

روى الإمام الترمذي في جامعه الحديث المشهور : (( أنا عند ظن عبدي بي ... وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )) ثم قال بعده :

(( هذا حديث حسن صحيح ، ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث : ( من تقرب مني شبرا تقربت منه ذارعا ) : يعني بالمغفرة والرحمة ، وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول : إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وبما أمرت تسارع إليه مغفرتي ورحمتي )) اهـ كلام الإمام الترمذي .
( تحفة الأحوذي 10/64 ) .

إذن فالترمذي ـ وهو إمام من أئمة السلف بلا شك ـ يؤول الهرولة والإتيان والتقرب في هذا الخبر بأنه بالمغفرة والرحمة، هذا قوله رحمه الله وتأويله وهو ينقله عن بعض أهل العلم ممن تقدمه منهم الإمام سليمان بن مهران الأعمش وهؤلاء من أئمة السلف بلا شك، وقد تبع الإمام الترمذي والأعمش من أهل العلم ثلة










قديم 2012-09-01, 01:02   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
وهذا مثال آخر :

روى الإمام الترمذي في جامعه الحديث المشهور : (( أنا عند ظن عبدي بي ... وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )) ثم قال بعده :

(( هذا حديث حسن صحيح ، ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث : ( من تقرب مني شبرا تقربت منه ذارعا ) : يعني بالمغفرة والرحمة ، وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول : إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وبما أمرت تسارع إليه مغفرتي ورحمتي )) اهـ كلام الإمام الترمذي .
( تحفة الأحوذي 10/64 ) .

إذن فالترمذي ـ وهو إمام من أئمة السلف بلا شك ـ يؤول الهرولة والإتيان والتقرب في هذا الخبر بأنه بالمغفرة والرحمة، هذا قوله رحمه الله وتأويله وهو ينقله عن بعض أهل العلم ممن تقدمه منهم الإمام سليمان بن مهران الأعمش وهؤلاء من أئمة السلف بلا شك، وقد تبع الإمام الترمذي والأعمش من أهل العلم ثلة
مقال مفيد جدا
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد , اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى من سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين ثم أما بعد


فإنه قد كثر في الموضوعات الأخيرة والتي تتعلق بالبحث في صفات الله تعالى الخطأ بل والمغالطة في بعض الأحيان حول بعض المفاهيم الأساسية التي يجب أن يعلمها من يخوض في مثل هذا الباب , ولذا أحببت أن اضع قاعدة في هذا الباب قد قعدها أهل العلم رحمهم الله في فهم نصوص السلف التي قد يشعر ظاهرها بمخالفة ما سطروه هم أنفسهم في بيان غثبات صفات الله تعالى بغير تأويل أو تشبيه أو تعطيل. فمعلوم أن سلف الأمة من أهل السنة والجماعة لا يتأولون الصفات بل يثبتونها كما هي كما وردت في الكتاب والسنة , وقد ظهر منهجان في التأويل أحدهما هو التأويل الفاسد من جميع نواحيه وهو التأويل الذي ليس له أي مصوغ في اللغة وهذا نهايته الكفر بالله تعالى بعد إقامة الحجة على قائلها , ولا يعد قائلها كافرا بمجرد هذا الإعتقاد بل يلزم من اقامة الحجة عليه وإزالة الشبهة قبل أن ينزل به الحكم , وهذا التأويل المذموم هو نفي الصفة من أساسها وتأويلها بكلام ليس له مصوغ من اللغة كما تقدم فمآله إلى الإنكار.


وأما التأويل الآخر وهو بمعنى مسوغ في اللغةكما تفعل الأشاعرة والمعتزلة , وهذا محله التفسيق وليس التكفير , فمن تأول صفة بمعنى لم يقل به النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة الكرام من بعده فهذا محله التفسيق , وايضا لا ينزل به الحكم حتى تقام عليه الحجة وتزال الشبهة.


موضع الخلاف مع السلف رحمهم الله
موضع الخلاف ليس في معاني الكلمة المختلفة والتي لا تتضاد ,وإنما في منهج التأويل الذي ينفي الصفة من أساسها ويعمد إلى التأويل, ولهذا فإن أهل العلم رحمهم الله تعالى يثبتون الصفات كما جاءت ولا ينفونها أبدا , وقد يفسرون الصفة بلازم المعنى في مواضع أخرى ولا يلزم من ذلك أن يقول في كل موضع إن الصفة ثابتة وإنما المعنى هنا كذا وكذا , وإنما هم يفسرون الآيات أحيانا بلازم الصفة من غير نفيها كما تفعل الجمهية والمعطلة وهذا هو عين الإختلاف والجوهر في التباين في المنهجين


مثال
فإذا قال إنسان مثلا (( إن الملك البلاد يحكم على الملك بيديه ويرى كل صغيرة وكبيرة في بلاده ))
فالمعنى مفهوم طبعا من أنه يحكم بالوسائل الأخرى من شرطة وسلطة وحكومة وخلافه وليس بيديه كأن الدولة في راحته , وأنه يرى ما في البلاد بعينه بغير المعاني الأخرى المتضمنة لهذه الكلمة , ولا يكون بالضرورة من فهم هذه المعاني الأخرى من الكلمة أن يكون الملك مقطوع اليدين فاقد العينين ؟! فالعكس غير معقول بالضرورة وإنما يحتاج إلى دليل منفصل , فمن أراد أن ينفي عن رب العالمين سبحانه صفة معينة وردت بظاهر النصوص فعليه بنص في هذا النفي بخصوصه , ومن أراد أن يثبت على عالم معين أنه يتبع التأويل المذموم فلابد أن يثبت أنه ينفي الصفة من أساسها لأن مجرد تفسيره بلازم الصفة لا يجعله خارج منهج السلف الصالح رحمهم الله .


وقد يجد بعض الناس إمام من أئمة السلفية وهو يفسر معنى معينا بالتأويل لمعنى آخر متضمن لظاهر النص وهذا لا إشكال فيه شريطة أن لا يكون نافيا للصفة أصلا , وأما إن كان مثبتا للصفة كما أنزلها رب العالمين ثم تأول معنى معين في موضع معين فهذا لا إشكال فيه ولا يخالف منهج السلف في شيء.


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
القاعدة الرابعة : دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة، وبالتضمن، وبالالتزام.
فمعنى دلالة المطابقة: تفسير الاسم بجميع مدلوله، أو دلالته على جميع معناه.
ومعنى دلالة التضمن: تفسير الاسم ببعض مدلوله، أو بجزء معناه.
ومعنى دلالة الالتزام: الاستدلال بالاسم على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها، أو على لازم خارج عنها.
مثال ذلك: الخالق يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام.القواعد المثلى تفسير اللفظ باللازم يكون مع إثبات مدلول اللفظ حقيقة


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقوله (فأولئك مع المؤمنين} يدل على موافقتهم فى الإيمان وموالاتهم فالله تعالى عالم بعباده وهو معهم أينما كانوا وعلمه بهم من لوازم المعية كما قالت المرأة زوجي طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد فهذا كله حقيقة ومقصودها أن تعرف لوازم ذلك وهو طول القامة والكرم بكثرة الطعام وقرب البيت من موضع الأضياف . وفى القرآن {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} فإنه يراد برؤيته وسمعه إثبات علمه بذلك وأنه يعلم هل ذلك خير أو شر فيثيب على الحسنات ويعاقب على السيئات وكذلك إثبات القدرة على الخلق كقوله وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وقوله{ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون} والمراد التخويف بتوابع السيئات ولوازمها من العقوبة والانتقام . وهكذا كثير مما يصف الرب نفسه بالعلم بأعمال العباد تحذيرا وتخويفا ورغبة للنفوس في الخير ويصف نفسه بالقدرة والسمع والرؤية والكتاب فمدلول اللفظ مراد منه وقد أريد أيضا لازم ذلك المعنى فقد أريد ما يدل عليه اللفظ في أصل اللغة بالمطابقة والالتزام فليس اللفظ مستعملا في اللازم فقط بل أريد به مدلوله الملزوم وذلك حقيقة . مجموع الفتاوى (5|128)


وقال ابن القيم : ولا ريب أن الأمور ثلاثة: أمر يلزم الصفة لذاتها من حيث هي فهذا لا يجب بل لا يجوز نفيه كما يلزم العلم والسمع والبصر من تعلقها بمعلوم ومسموع ومبصر فلا يجوز نفي هذه التعلقات عن هذه الصفات إذ لا تحقق لها بدونها وكذلك الإرادة مثلا تستلزم العلم لذاتها فلا يجوز نفي لازمها عنها وكذلك السمع والبصر والعلم يستلزم الحياة فلا يجوز نفي لوازمها وكذلك كون المرئي مرئيا حقيقة له لوازم لا ينفك عنها ولا سبيل إلى نفي تلك اللوازم إلا بنفي الرؤية وكذلك الفعل الاختياري له لوازم لا بد فيه منها فمن نفى لوازمه نفى الفعل الاختياري ولا بد ... طريق الهجرتين (361)





وهذا الضابط هام جدا في فهم الفرق بين أهل العلم الذين يثبتون الصفات ويفسرون الصفة أحيانا بلازمها وبين الذين ينفون الصفات من أساسها ولو وردت في كتاب الله تعالى في الآيات المحكمات ويعمدون إلى تأويل المعنى باللغة , وكأنهم هم الذين يوجبون على الله تعالى ما يصح أن يكون في حقه وما لا يصح بناء على عقولهم , فإذا كان رب العالمين سبحانه خارج المعقول والعقل فكيف يجعلون العقل حكما على كلاما نفيا وتعطيلا أو تشبيها وتجسيما ؟؟!!! والله أعلى وأعلم الحمد لله رب العالمين

.


وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [النحل : 53]



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...


أهلا بأخي الكريم , وجزاكم الله خيرا على دعاءكم الطيب وبالنسبة لأجوبة أسئلتك فهي على النحو الآتي بنحو من الإيجاز غير المخل إن شاء الله تعالى


الإسم لغة هو ما دل على معنى في نفسه وأسماء الأشياء هي الألفاظ الدالة عليها.


وأما الصفة لغة فهي الأمارة اللازمة للشيء كما قال ابن فارس.


وأما بخصوص ارتباط الأسماء بالصفات أو العكس , فاعلم أخي الكريم أن
باب الأسماء أضيق من باب الصفات , فكل اسم صفة ولا عكس , فكل اسم يشتق منه صفة , ولكن الصفات هناك من لا يمكن أن يشتق منها اسم مثل صفة الإستواء فلا يشتق منها اسم.

فالأسماء لا تُشتق من الصفات ولا من أفعال الله تعالى , فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم ، صفات الرحمة والقدرة والعظمة ، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر . ولا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب ، أما صفاته فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال ، لذلك قيل : باب الصفات أوسع من باب الأسماء. مقتبس من كتاب ( شرعية الإخبار عن الله بما لم يأت به قرآن ولا سنة - (ج 1 / ص 10)


وكلا الأمرين سواء كانت الصفات أو الأسماء لا يثبتان إلا بالدليل الصحيح من الكتاب أو السنة وليس للعقل مدخل فيها , وأما تفسير الصفة فلابد فيه من اللغة فهي وعاء الكلمة , ولكن للصفة معنى ظاهر ومعنى ملازم , فالأصل أن نثبت الصفة كما جاءت من معناها الظاهر اللغوي ثم لا يمنع من التفسير بلازمها كما فعل ذلك أهل العلم رحمهم الله تعالى , فالإشكال بين أهل السنة والجماعة والفرق الأخرى في هذا الباب هو كونهم ضيعوا الصفة أساسا ثم عمدوا إلى المعاني اللغوية دون الإثبات وهذا هو المذموم, والله أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين









قديم 2012-08-16, 08:58   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث الظل، سبعة يظلهم الله في ظله .. الحديث.

نقل الإمام أبو الوليد الباجي في المنتفى شرح الموطأ عن الإمام عيسى بن دينار المالكي المتوفى سنة 212هـ أنه قال في تفسير أظله:

((أُكِنُّهُ مِنْ الْمَكَارِهِ كُلِّهَا وَأَكْنُفُهُ فِي كَنَفِي وَأُكْرِمُهُ وَلَمْ يُرِدْ بِهَذَا شَيْئًا مِنْ الظِّلِّ وَلا الشَّمْسِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ))اهـ.

وقد عزا هذا لعيسى بن دينار غير واحد من الأئمة منهم : عياض، والنووي، والحافظ ابن حجر، والسيوطي وغيرهم.

وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة المشهورة المتوفى سنة 321هـ في كتابه مشكل الآثار:

((فكان الظل المذكور في هذه الآثار محتملا أن يكون أريد به ما يظل من الأشياء التي يتأذى بنو آدم من أمثالها في الدنيا كالشمس ، فيظل من أمثالها يوم القيامة بما يظله الله عز وجل به من ظله الذي لا ظل يومئذ سواه ، ويحتمل قوله : « في ظله » ؛ أي : في كنفه ، أو في ستره ، ومن كان في كنف الله ، أو في ستره وقي من الأشياء المكروهة ، ومثل ما يقال في الدنيا : فلان في ظل فلان ؛ أي : في كنفه ، وفي كفايته إياه الأشياء التي يطلبها غيره بالنصب ، والتعب ، والتصرف فيها))اهـ.

وفي التمهيد لابن عبدالبر 2/280:

((والظل في هذا الحديث يراد به الرحمة))اهـ.

قال السيوطي في تنوير الحوالك:

((قال بن عبد البر هذا أحسن حديث يروى في فضائل الأعمال وأعمها وأصحها قال والظل في هذا الحديث يراد به الرحمة ..))اهـ.

فهذا قول السلف رضي الله عنهم










قديم 2012-09-01, 01:01   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










B18

[QUOTE=saqrarab;11212565]حديث الظل، سبعة يظلهم الله في ظله .. الحديث.

نقل الإمام أبو الوليد الباجي في المنتفى شرح الموطأ عن الإمام عيسى بن دينار المالكي المتوفى سنة 212هـ أنه قال في تفسير أظله:


((أُكِنُّهُ مِنْ الْمَكَارِهِ كُلِّهَا وَأَكْنُفُهُ فِي كَنَفِي وَأُكْرِمُهُ وَلَمْ يُرِدْ بِهَذَا شَيْئًا مِنْ الظِّلِّ وَلا الشَّمْسِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ))اهـ.


وقد عزا هذا لعيسى بن دينار غير واحد من الأئمة منهم : عياض، والنووي، والحافظ ابن حجر، والسيوطي وغيرهم.

وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة المشهورة المتوفى سنة 321هـ في كتابه مشكل الآثار:

((فكان الظل المذكور في هذه الآثار محتملا أن يكون أريد به ما يظل من الأشياء التي يتأذى بنو آدم من أمثالها في الدنيا كالشمس ، فيظل من أمثالها يوم القيامة بما يظله الله عز وجل به من ظله الذي لا ظل يومئذ سواه ، ويحتمل قوله : « في ظله » ؛ أي : في كنفه ، أو في ستره ، ومن كان في كنف الله ، أو في ستره وقي من الأشياء المكروهة ، ومثل ما يقال في الدنيا : فلان في ظل فلان ؛ أي : في كنفه ، وفي كفايته إياه الأشياء التي يطلبها غيره بالنصب ، والتعب ، والتصرف فيها))اهـ.

وفي التمهيد لابن عبدالبر 2/280:

((والظل في هذا الحديث يراد به الرحمة))اهـ.

قال السيوطي في تنوير الحوالك:

((قال بن عبد البر هذا أحسن حديث يروى في فضائل الأعمال وأعمها وأصحها قال والظل في هذا الحديث يراد به الرحمة ..))اهـ.

فهذا قول السلف رضي الله عنهم

مقال مفيد جدا
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد , اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى من سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين ثم أما بعد


فإنه قد كثر في الموضوعات الأخيرة والتي تتعلق بالبحث في صفات الله تعالى الخطأ بل والمغالطة في بعض الأحيان حول بعض المفاهيم الأساسية التي يجب أن يعلمها من يخوض في مثل هذا الباب , ولذا أحببت أن اضع قاعدة في هذا الباب قد قعدها أهل العلم رحمهم الله في فهم نصوص السلف التي قد يشعر ظاهرها بمخالفة ما سطروه هم أنفسهم في بيان غثبات صفات الله تعالى بغير تأويل أو تشبيه أو تعطيل. فمعلوم أن سلف الأمة من أهل السنة والجماعة لا يتأولون الصفات بل يثبتونها كما هي كما وردت في الكتاب والسنة , وقد ظهر منهجان في التأويل أحدهما هو التأويل الفاسد من جميع نواحيه وهو التأويل الذي ليس له أي مصوغ في اللغة وهذا نهايته الكفر بالله تعالى بعد إقامة الحجة على قائلها , ولا يعد قائلها كافرا بمجرد هذا الإعتقاد بل يلزم من اقامة الحجة عليه وإزالة الشبهة قبل أن ينزل به الحكم , وهذا التأويل المذموم هو نفي الصفة من أساسها وتأويلها بكلام ليس له مصوغ من اللغة كما تقدم فمآله إلى الإنكار.


وأما التأويل الآخر وهو بمعنى مسوغ في اللغةكما تفعل الأشاعرة والمعتزلة , وهذا محله التفسيق وليس التكفير , فمن تأول صفة بمعنى لم يقل به النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة الكرام من بعده فهذا محله التفسيق , وايضا لا ينزل به الحكم حتى تقام عليه الحجة وتزال الشبهة.


موضع الخلاف مع السلف رحمهم الله
موضع الخلاف ليس في معاني الكلمة المختلفة والتي لا تتضاد ,وإنما في منهج التأويل الذي ينفي الصفة من أساسها ويعمد إلى التأويل, ولهذا فإن أهل العلم رحمهم الله تعالى يثبتون الصفات كما جاءت ولا ينفونها أبدا , وقد يفسرون الصفة بلازم المعنى في مواضع أخرى ولا يلزم من ذلك أن يقول في كل موضع إن الصفة ثابتة وإنما المعنى هنا كذا وكذا , وإنما هم يفسرون الآيات أحيانا بلازم الصفة من غير نفيها كما تفعل الجمهية والمعطلة وهذا هو عين الإختلاف والجوهر في التباين في المنهجين


مثال
فإذا قال إنسان مثلا (( إن الملك البلاد يحكم على الملك بيديه ويرى كل صغيرة وكبيرة في بلاده ))
فالمعنى مفهوم طبعا من أنه يحكم بالوسائل الأخرى من شرطة وسلطة وحكومة وخلافه وليس بيديه كأن الدولة في راحته , وأنه يرى ما في البلاد بعينه بغير المعاني الأخرى المتضمنة لهذه الكلمة , ولا يكون بالضرورة من فهم هذه المعاني الأخرى من الكلمة أن يكون الملك مقطوع اليدين فاقد العينين ؟! فالعكس غير معقول بالضرورة وإنما يحتاج إلى دليل منفصل , فمن أراد أن ينفي عن رب العالمين سبحانه صفة معينة وردت بظاهر النصوص فعليه بنص في هذا النفي بخصوصه , ومن أراد أن يثبت على عالم معين أنه يتبع التأويل المذموم فلابد أن يثبت أنه ينفي الصفة من أساسها لأن مجرد تفسيره بلازم الصفة لا يجعله خارج منهج السلف الصالح رحمهم الله .


وقد يجد بعض الناس إمام من أئمة السلفية وهو يفسر معنى معينا بالتأويل لمعنى آخر متضمن لظاهر النص وهذا لا إشكال فيه شريطة أن لا يكون نافيا للصفة أصلا , وأما إن كان مثبتا للصفة كما أنزلها رب العالمين ثم تأول معنى معين في موضع معين فهذا لا إشكال فيه ولا يخالف منهج السلف في شيء.


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
القاعدة الرابعة : دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة، وبالتضمن، وبالالتزام.
فمعنى دلالة المطابقة: تفسير الاسم بجميع مدلوله، أو دلالته على جميع معناه.
ومعنى دلالة التضمن: تفسير الاسم ببعض مدلوله، أو بجزء معناه.
ومعنى دلالة الالتزام: الاستدلال بالاسم على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها، أو على لازم خارج عنها.
مثال ذلك: الخالق يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام.القواعد المثلى تفسير اللفظ باللازم يكون مع إثبات مدلول اللفظ حقيقة


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقوله (فأولئك مع المؤمنين} يدل على موافقتهم فى الإيمان وموالاتهم فالله تعالى عالم بعباده وهو معهم أينما كانوا وعلمه بهم من لوازم المعية كما قالت المرأة زوجي طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد فهذا كله حقيقة ومقصودها أن تعرف لوازم ذلك وهو طول القامة والكرم بكثرة الطعام وقرب البيت من موضع الأضياف . وفى القرآن {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} فإنه يراد برؤيته وسمعه إثبات علمه بذلك وأنه يعلم هل ذلك خير أو شر فيثيب على الحسنات ويعاقب على السيئات وكذلك إثبات القدرة على الخلق كقوله وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وقوله{ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون} والمراد التخويف بتوابع السيئات ولوازمها من العقوبة والانتقام . وهكذا كثير مما يصف الرب نفسه بالعلم بأعمال العباد تحذيرا وتخويفا ورغبة للنفوس في الخير ويصف نفسه بالقدرة والسمع والرؤية والكتاب فمدلول اللفظ مراد منه وقد أريد أيضا لازم ذلك المعنى فقد أريد ما يدل عليه اللفظ في أصل اللغة بالمطابقة والالتزام فليس اللفظ مستعملا في اللازم فقط بل أريد به مدلوله الملزوم وذلك حقيقة . مجموع الفتاوى (5|128)


وقال ابن القيم : ولا ريب أن الأمور ثلاثة: أمر يلزم الصفة لذاتها من حيث هي فهذا لا يجب بل لا يجوز نفيه كما يلزم العلم والسمع والبصر من تعلقها بمعلوم ومسموع ومبصر فلا يجوز نفي هذه التعلقات عن هذه الصفات إذ لا تحقق لها بدونها وكذلك الإرادة مثلا تستلزم العلم لذاتها فلا يجوز نفي لازمها عنها وكذلك السمع والبصر والعلم يستلزم الحياة فلا يجوز نفي لوازمها وكذلك كون المرئي مرئيا حقيقة له لوازم لا ينفك عنها ولا سبيل إلى نفي تلك اللوازم إلا بنفي الرؤية وكذلك الفعل الاختياري له لوازم لا بد فيه منها فمن نفى لوازمه نفى الفعل الاختياري ولا بد ... طريق الهجرتين (361)





وهذا الضابط هام جدا في فهم الفرق بين أهل العلم الذين يثبتون الصفات ويفسرون الصفة أحيانا بلازمها وبين الذين ينفون الصفات من أساسها ولو وردت في كتاب الله تعالى في الآيات المحكمات ويعمدون إلى تأويل المعنى باللغة , وكأنهم هم الذين يوجبون على الله تعالى ما يصح أن يكون في حقه وما لا يصح بناء على عقولهم , فإذا كان رب العالمين سبحانه خارج المعقول والعقل فكيف يجعلون العقل حكما على كلاما نفيا وتعطيلا أو تشبيها وتجسيما ؟؟!!! والله أعلى وأعلم الحمد لله رب العالمين

.


وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [النحل : 53]



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...


أهلا بأخي الكريم , وجزاكم الله خيرا على دعاءكم الطيب وبالنسبة لأجوبة أسئلتك فهي على النحو الآتي بنحو من الإيجاز غير المخل إن شاء الله تعالى


الإسم لغة هو ما دل على معنى في نفسه وأسماء الأشياء هي الألفاظ الدالة عليها.


وأما الصفة لغة فهي الأمارة اللازمة للشيء كما قال ابن فارس.


وأما بخصوص ارتباط الأسماء بالصفات أو العكس , فاعلم أخي الكريم أن
باب الأسماء أضيق من باب الصفات , فكل اسم صفة ولا عكس , فكل اسم يشتق منه صفة , ولكن الصفات هناك من لا يمكن أن يشتق منها اسم مثل صفة الإستواء فلا يشتق منها اسم.

فالأسماء لا تُشتق من الصفات ولا من أفعال الله تعالى , فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم ، صفات الرحمة والقدرة والعظمة ، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر . ولا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب ، أما صفاته فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال ، لذلك قيل : باب الصفات أوسع من باب الأسماء. مقتبس من كتاب ( شرعية الإخبار عن الله بما لم يأت به قرآن ولا سنة - (ج 1 / ص 10)


وكلا الأمرين سواء كانت الصفات أو الأسماء لا يثبتان إلا بالدليل الصحيح من الكتاب أو السنة وليس للعقل مدخل فيها , وأما تفسير الصفة فلابد فيه من اللغة فهي وعاء الكلمة , ولكن للصفة معنى ظاهر ومعنى ملازم , فالأصل أن نثبت الصفة كما جاءت من معناها الظاهر اللغوي ثم لا يمنع من التفسير بلازمها كما فعل ذلك أهل العلم رحمهم الله تعالى , فالإشكال بين أهل السنة والجماعة والفرق الأخرى في هذا الباب هو كونهم ضيعوا الصفة أساسا ثم عمدوا إلى المعاني اللغوية دون الإثبات وهذا هو المذموم, والله أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين












موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الاشاعرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc