بان كي مون يدعو الى وقف استخدام القوة العسكرية ضد المتظاهرين في سورية
دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف الحملة العسكرية واستخدام الجيش ضد المتظاهرين المدنيين المعارضين لنظامه.
واوضح بيان صادر من المكتب الصحفي في الامم المتحدة أن الامين العام أبلغ الاسد خلال محادثة هاتفية معه بقلق المجتمع الدولي العميق وقلقه شخصيا من "تصاعد وتيرة العنف وحصيلة القتلى في سورية خلال الايام الماضية".
ويمثل ذلك اول اتصال هاتفي من الامين العام للامم المتحدة مع الرئيس السوري منذ نيسان/ابريل الماضي، اذ تقول مصادر الامم المتحدة ان الاسد كان يرفض تلقي اتصالات من الامين العام.
واضح البيان ان بان شدد ايضا على ضرورة ايقاف الاعتقالات الجماعية التي تنفذها السلطات بحق المناوئين لها.
ويأتي هذا الاتصال بعد ايام من تمكن مجلس الامن التغلب على الخلافات بين اعضائه بشأن سورية واصدار بيان رئاسي عن المجلس الامن الدولي تضمن ادانة للقمع الممارس في سورية بحق المتظاهرين.
وقال المتحدث باسم الامين العام مارتن نيسيركي إن الامين العام "ابلغ الرئيس السوري بالرسالة الواضحة الصادرة عن مجلس الامن الدولي، وحض الرئيس على وقف استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا".
وبحسب المتحدث فان الاسد أشار خلال المكالمة الهاتفية إلى أن "عددا كبيرا" من قوات الامن والشرطة السورية قد قتل في الاحتجاجات، واضاف ان الامين العام اكد في مكالمته انه "يدين اعمال العنف ضد المدنيين وقوات الامن على حد سواء".
ضغوط متزايدة
نقل بان قلق المجتمع الدولي البالغ من "تصاعد وتيرة العنف وحصيلة القتلى في سورية خلال الايام الماضية"
وكان مجلس الامن الدولي طلب من الامين العام للامم المتحدة اعداد تقرير عن الاوضاع في سورية بحلول الاربعاء وقد وعد بان كي مون لهذه الغاية بالقيام بجهود جديدة للاتصال بالاسد.
ويواجه الرئيس السوري ضغوطا وادانات دولية متزايدة مع تزايد سقوط الضحايا بين المدنيين واستخدام القوة العسكرية المفرطة والدبابات لقمع الاحتجاجات المطردة في المدن السورية.
ويشير ناشطون حقوقيون الى مقتل نحو 1650 مدنيا واعتقال حوالي 10 الاف شخص منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في مارس/اذار.
وفي اول تعليق لها على دوامة العنف المتصاعدة في سورية اعربت الدول الخليجية عن "اسفها وقلقها البالغ" بشأن العنف واستخدام القوة المفرطة في سورية ودعا بيان اصدره مجلس التعاون الخليجي "الى وضع حد فوري للعنف واراقة الدماء في سورية."
كما حث مجلس التعاون النظام السوري على "اللجوء الى لغة العقل واجراء الاصلاحات الضرورية والجادة."
رسالة تركية
"نحن لا نعتبر المشاكل في سوريا مسألة سياسة خارجية بل مسألة داخلية"
رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان
وبدورها اعلنت تركيا على لسان رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سيزور سورية الثلاثاء لتسليم رسالة تركية إلى النظام في دمشق.
وأضاف ان تركيا لا تستطيع "البقاء متفرجة" على الاحداث الجارية في بلد تجمعها به "حدود طولها 850 كلم وروابط تاريخية وثقافية وعائلية".
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن أردوغان قوله خلال حفل افطار "لقد نفد صبرنا ولهذا السبب ارسل الثلاثاء وزير الخارجية الى سورية" موضحا ان داود اوغلو "سيجري هناك محادثات سينقل خلالها رسائلنا بحزم".
واضاف "نحن لا نعتبر المشاكل في سورية مسألة سياسة خارجية بل مسألة داخلية" مؤكدا ان "علينا الاستماع الى الاصوات الاتية من هناك، ونحن نستمع اليها ونفعل اللازم".
اوغلو سينقل رسالة تركية حازمة الى دمشق
وكان قادة الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا ادانوا الجمعة استخدام القوة لقمع المتظاهرين مشيرين الى انهم ينظرون في اتخاذ اجراءات جديدة لتشديد الضغط على نظام الاسد.
وقال البيت الابيض في بيان اصدره ان اوباما اجرى اتصالين هاتفيين منفصلين مع ساركوزي وميركل وان "القادة ادانوا الاستخدام المتواصل والعشوائي للعنف ضد الشعب السوري" واتفقوا على النظر في اجراءات اضافية للضغط على نظام الرئيس الاسد ودعم الشعب السوري".
واوضح البيان ان القادة الثلاثة "رحبوا" بالبيان الرئاسي الذي صدر الاربعاء عن مجلس الامن الدولي والذي "يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان واستخدام العنف ضد المدنيين من جانب السلطات السورية".