لشيخ حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه وفي تكوين حركته الكبرى : إنه كان في أول أمره - كما صرح بنفسه في الطريقة الحصافية الشاذلية ، وكان قد مارس أشغالها وأذكارها وداوم عليها مدة ، وقد حدّثني كبار رجاله وخواص أصحابه أنه
بقي متمسكاً بهذه الأشغال والأوراد إلى آخر عهده وفي زحمة أعماله وكان إعجابه ومواظبته على وردها المعروف بالوظيفة الرزوقية صباحاً ومساءً تبعاً لاتجاه والده . ويقول البنا : ( وزادني بها إعجاباً أن الوالد قد وضع عليها تعليقاً لطيفاً جاء فيه بأدلة صيغها جميعاًُ تقريباً من الآحاديث الصحيحة ! وسمى هذه الرسالة : تنوير الأفئدة الزكية بأدلة أذكار الرزوقية ) (مذكرات الدعوة و الداعية ص10 ـ 11 ).
ويقول : وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة (مذكرات الدعوة والداعية ص 24)،
وقال: وحضر السيد عبد الوهاب ـ المجيز في الطريقة الحصافيةـ وتلقيت الحصافية الشاذلية عنه ، وأذني بأدوارها ووظائفها ( المرجع السابق ص 24 ) .
وقال : كانت أيام دمنهور … أيام استغراق في عاطفة التصوف … ، كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف (المرجع السابق ص 28).
ويقول عن شيخ الطريقة الصوفية حسنين الحصاف : ( وكان أعظم ما أخذ بمجامع قلبي وملك علي لبي من سيرته رضي الله عنه !!
شدته في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) (المصدر نفسه ص10 ـ 11 ) .
ولم يدر بخلد الشيخ ولا المريد أن تكوين طريقة صوفية خروج عن طريق محمد صلى الله علية وسلم وصحبه . ومنكر يجب تغييره ! .
وقال حسن البنا : ونظام الدعوة في هذا الطور صوفيُّ بحت من الناحية الروحية ، وعسكري بحت من الناحية العملية رسالة التعاليم ص12 وقد شارك حسن البنا في إنشاء جمعية صوفية حصافية ، كما ذكر في ( مذكراته ) ص 28 قائلا: وفي هذه الأثناء بدا لنا أن نؤسس في المحمودية جمعية إصلاحية هي ( الجمعية الحصافية الخيرية ) … وانتُخبتُ سكرتيراً لها … وخلفتها في هذا الكفاح جمعية ( الإخوان المسلمون )
بعد ذلك وذكر سعيد حوّى - وهو من كبار منظري جماعة الإخوان - ما عليه المؤسس حسن البنا من الأذكار الصوفية بقوله : … نظموا من أجلها أنواعاً من حلقات الذكر ؟؟ ، حتى أصبح لكل شيخ طريقته الخاصة به في الذكر الذي يجتمع عليه إخوانه..؟
، ودمج بعضهم مع الذكر الإنشاد .؟ … وقد جعل الأستاذ البنا الاجتماع اليومي على الذكر جزءاً من أدب المسلم ، وجمع لذلك ورد ( الوظيفة الكبرى ) ، واختصره بـ (الوظيفة الصغرى )
(4) راجع ذلك في ص 172 من كتاب ( تربيتنا الروحية ) لسعيد حوّى .
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله تعالى - : ومن دين الصوفية التزام أذكار وأوراد يضعها لهم شيوخهم ، فيتقيدون بها ، ويتعبدون بتلاوتها ، وربّما فضَلوا تلاوتها على تلاوة القرآن الكريم ، ويسمونها ذكر الخاصة راجعه في رسالته الطيبة ( حقيقة التصوف )28
أن الشيء يعرف بآثاره ، والأثر الذي خلفته امتلاء السجون بالشباب ، وكثرة الاعتقالات بسبب فكرالثورة الذي ربت الشباب عليه .
وبنيت على أسس منها: القاعدة التي يرددها حسن البنا نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه .
وهذه قاعدة فاسدة معناها تمييع الخلاف مع المبتدعة من الصوفية والرافضة والمعتزلة وغيرهم؛ لذا أنكرها علماؤنا الأجلاء كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين ، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
الإخوان النصارى :
يقول محمود عساف فى ص 29 من كتابه المذكور:
حضر لزيارة الأستاذ ( البنا ) بالمركز العام عدد من قادة المسيحيين اذكر منهم: توفيق ( أو وهيب لا أذكر ) دوس باشا ، ولويس ومريت بطرس غالى عضوا مجلس الشيوخ وطلبوا من الإمام أن ينشئ شعبة باسم: الإخوان المسيحيون لكي يسهموا مع الإخوان المسلمين فى نشر الإيمان بالله والحث على الفضائل . رد عليهم الإمام بأن الفكرة طيبة
ولكن يحول دون تنفيذها أن دعوتنا عالمية … وعلى هذا لا بأس من تكوين الإخوان المسيحيين وأؤكد لكم بأنه سيكون هناك تعاون تام بيننا وبينكم ..!!
وذكر محمود عبد الحليم في كتابه ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) جـ2 ص 503 توجه الأستاذ حسن الهضيبى بك المرشد العام للإخوان المسلمين لى دار البطريركية حيث قابل غبطة البطريرك الأكبر الأنبا يوساب … ومما قيل أنه على المسلم والقبطي أن يعبدا ربهما كلا حسب تعليم دينه ولكنهم فى الوطنية سواء
وعند خروج فضيلة المرشد أهداه غبطة البطريرك مسبحة من الكهرمان … حيث تعانقا على مشهد من جمعا كبير من الأقباط والمسلمين … ونشرت الصحف صورتهما وهما يتعانقان .
قلت: لو قال آخرون ما قاله البنا لبعض قادة النصارى لاتُهم في دينه أما وقد قاله حسن البنا فلا حرج لأنه لا يتصور خطأ في حسن البنا !! .
ولو تعانق شيخ الأزهر مع راهب نصراني أو زاره حاخاخام يهودي لانطلقت الإشعاعات والأقاويل بسباب ولعن
أما وقد فعل ذلك البنا والهضيبي فلا حرج وانما الحرج والتهم لغيرهما .
التمييـع بالديـن وعدم الدعوه للتوحيد :
يقول مرشد الاخوان وهو عمر التلمساني رحمه الله : الذي تبوأ منصب الإرشاد العالمي للإخوان المسلمين لمدة طويلة، كتب كتاباً بعنوان
( شهيد المحراب عمر بن الخطاب),,وقد ملأه بالدعوة إلى الشرك وعبادة القبور وجواز الاستغاثة بها و التبرك بها ودعاء الله عندها وعدم جواز
تشديد النكير على زوارها الذين يقومون بكل الأعمال السابقة، وإليك نصوص عباراته في ذلك :يقول في ص:225-226 ما نصه: قال البعض إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لهم إذا جاؤوه حياً فقط، ولم أتبين سبب التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة الرسول صلى الله عليه
وسلم وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد أ هـ
ويقول أيضاً في نفس الصفحة ما نصه: فلا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء و اللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة و
الدعاء فيها عند الشدائد، وكرامات الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء.ويقول أيضاً في صفحة : 231 ما نصه: فما لنا و للحملة على أولياء الله و
زوارهم و الداعين عند قبورهم أهـ
وهكذا لم يبق شرك من شرك القبور إلا وقد أباحه في هذه العبارات( المرشد العام للإخوان المسلمين) ومن أجل هذا الحب و الهيام بما يصنع عند
القبور من شرك و كفر فإن التلمساني يقول : فما لنا و للحملة على أولياء الله وزوارهم و الداعين عند قبورهم ومقاماتهم.و التلمساني يعلم
بالطبع أن القبور في مصر التي صدر منها هذا الكتاب ( شهيد المحراب عمر بن الخطاب) وكان التلمساني مرشداً عاماً فيها يصنع فيها أعظم شرك
عرفته الأرض وأكبر من شرك الجاهلية الأولى، فالقبور يطاف بها ويطلب منها كل ما يطلب من الله، ومن الأولياء فيها إن كثيراً منهم مجموعة من
الزنادقة الملحدين كأمثال السيد البدوي، الداعية الفاطمي الزنديق الذي لم
يحضر صلاة قط!! و الصوفية المحترقين كالشاذلي و الدسوقي و القناوي، و غيرهم في كل قرية ومدينة.
المراجــع ..
-كتاب حسن البنا مبادئ وأصول في مؤمرات خاصة ص (63-64) .
- كتاب زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون للشيخ حمد العثمان ،
تقريظ الشيخ عبد المحسن العباد ومراجعة الشيخ صالح الفوزان .
-كتاب موقف علماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية ص13 وما بعدها،
-كتاب ذكريات لا مذكرات ص (249-250) .
-اكتاب حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه ص(71-72) تأليف جابر رزق
-كتاب الإخوان المسلمين في ميزان الإسلام ص 66 - .
-كتاب( كشف الشبهات العصرية ص59)
-كتاب الإمام الشهيد حسن البنا. الكاتب محمود عساف