عن المصادر التاريخية : ابن خلدون، شارل فيرو، مونشيكورت
ذكر إبن خلدون أن قبائل هلال و سليم التي نزحت لغزو الدولة الزيرية السنية في إفريقية و المغرب هما
هلال و بطونها : الأثبج، زغبة، جشم، رياح، قرة، عدي
سليم و بطونها : زغب أو زعب ،هيث، عوف، دباب
و معهم لواحق من معقل يعتبرهم إبن خلدون ربيعة الهلالية و ذكرهم في مقدمته و عددهم 200 فرد
على رأي إبن خلدون نذكر من هم اليوم موجودين أما من تلاشو
و اندثروا فنقفوا عنهم
يقول ابن خلدون((ثم انتقض العرب الهلاليون على دعوة صنهاجة وكان أمير رياح فيهم محرز بن زناد ابن بادخ إحدى بطون بني علي بن رباح فلقيتهم جيوش الموحدين بسيطف وعليهم عبد الله بن عبد المؤمن فتوافقوا ثلاثا علقوا فيهما رواحلهم وأثبتوا في مستنقع الموت أقدامهم ثم انتقض في الرابعة جمعهم واستلحمهم الموحدون وغلبوا عليهم وغنموا أموالهم وأسروا رجالهم وسبوا نساءهم واتبعوا أدبارهم إلى محصن سبتة ثم راجعوا من بعد ذلك بصائرهمم واستكانوا لعز الموحدين وغلبهم فدخلوا في دعوتهم وتمسكوا بطاعتهم وأطلق عبد المؤمن أسراهم)) – مقدمة ابن خلدون
و يقول كذلك ((وإنهزمت طائفة من قوم محمد بن مسعود منهم ابنه عبد الله وابن عمه حركات بن أبي الشيخ بن عساكر بن سلطان وشيخ من شيوخ قرة فضرب أعناقهم وفر يحيى بن غانية إلى مسقطه من الصحراء واستمرت على ذلك أحوال هذه القبائل من هلال وسليم واتباعها ونحن الآن نذكر أخبارهم ومصائر أمورهم ونعددهم فرقة فرقة ونخص منهم بالذكر من كان لهذا العهد بحيه وناجعته ونطوي ذكر من انقرض منهم)) – مقدمة ابن خلدون
بعد إبادة هؤلاء الهلاليين على يد دولة الموحدين تم نفي أغلبية من بقي منهم إلى المغرب الأقصى عدى بعض العائلات التي بقيت في الهضاب العليا شرق الجزائر وجنوب الاوراس و بالخصوص في الصحراء حيث اندمجوا وذابو في القبائل الأمازيغية مثل قبيلة زناتة التي يشبه نمط عيشها نمط عيش الأعراب
أولاً الذْواودة فرقة من رياح : حسب إبن خلدون نفسه روى عن بني عمرو الرياحيين أنهم ليسوا منهم و إنما ٱباهم قد كفله فقط و أنهم من البرامكة الفرس
فحسب تاريخهم المُناوراتي البلبلي الإضطرابي من قبل كما هو معروف وبعده كذلك في العصر التُركي، فإنه قُبِل في هذا العصر الأخير بالعصا الحديدية التركية التي أبادت من أبادت و شردت من شردت و نَفَّت منهم من نَفَّت إلى الفيافي و الأقطار الأخرى لذلك لم يبقى لهم ذكر في العصر الحديث وبالتالي لم تبقى إلا عائلات مُندثرة هُنا أو هُناك تحت علم عائلة بوعكاز الذوادية بأولاد جلال ببسكرة
بل وصلت بهم المهانة حتى عوضهم الأتراك بمشيخة أخرى على البدو الرحل من أصل أمازيغي زواوي من ٱيت قانة من قبيلة ٱيت فناية بزواوة الجرجرية التي كانت تقطن رجاس بنواحي قسنطينة
ثانيا أهل بن علي : يتكون من ستة عائلات مختلفة من هنا و هناك و هم : أولاد عيد- موالدة -قْوادشة – أولاد كَوْتْ- سْماتة- كْلاتمة
**عن المُؤلفين كارّات و فرنيي من كتاب وصف الجزائر**
ثالثا أولاد صولة : فيهم إختلاف في إنتسابهم , فمنهم من يُنسبهم في أكثر الأراء إلى تونس من مدينة الكاف مع رؤسائهم بني شنوف إلى الحنانشة الأمازيغ وهم يُنسبون أنفسهم إلى البرّامكة الفرس ومنهم من ينسبهم رُبما في القليل إن لم نقل نادرًا على حسب تشابه الأسماء إلى صولة بن يعقوب ؟
نرجع الأن إلى التذكير بِرياح و الذواودة الفانية بسيوف وبنادق الحكم التُركي و هذا ما نُلاحظه جليًا في نصوص المُؤرخين و على رأسهم « شارل فيرو » في تحدثه على مشيخة الذواودة في العصر التركي بالموسوعة الإفريقية وكذلك ما نالهم من نفي و تشريد إلى الفيافي و الأقطار الأخرى بعد تلاشيهم و إندثارهم وفنائهم
لهذا لا توجد اليوم حتى قبيلة أو بطن صغير بالشرق الجزائري ككل إسمها رياح أو ذواودة، بل أصبح فصيل آيت قَّانة من أصل زْواوي قبائلي أمازيغي حتى دُخُول الإستعمار الفرنسي هو من يترأس أخلاط البدو من أمازيغ زناتة (غمرة و بني سنجاس) و لواتة .. وغيرهم و من أعراب أثبج الزاب .. لأنهم إندثروا و تلاشوا في الحقبة التركية، و الدليل كذلك على هذا مٱتى به « مونشيكورت » في كتاب التلول العُليا لتونس بالفرنسية يقول فيه « أنَّ في القرن السابع عشر عاد أو نُفيَ بالأحرى الذواودة إلى تُونس وهم : أولاد سعيد ؛ أولاد سباع و أولاد يعقوب » وهم اليوم
ـ أولاد سباع مع أولاد مهلهل بهضاب المكثر
ـ أولاد يعقوب بجهات الكاف و بالصحراء التونسية.
ـ أولاد سعيد بوسط تونس
كذلك بيّنَ و أظهر لأول مرة أنَّ أولاد صَّولة و رؤساءهم
أولا شنوف : أصُولهم من الحنانشة الأمازيغ الذين كانوا بالكاف و مازال منهم هناك عائلات الشنانفة و بتونس و بتبرسق لأن الحنانشة في القرن 19 كانوا مشيختين واحدة بكاف تونس تحت إمرة عبد الله بن صولة الشنوفي لأولاد صولة و أخرى بشرق الجزائـر
كذلك ذكر بالنسبة لقبيلة دريد المخزنية التونسية، أنه لما تدهور حال الأعراب بالجزائر في الحقبة التُركية، أنهم دَّعُوا إخوانهم الدُريديين الذين بالجزائر للإلتحاق بهم وكذلك منهم مع كنفيدرالية ونيفة الهوارية الأمازيغية
كذلك أولاد أبي ليل وهم اليوم بغْدامس في القفرالبعيد، وذلك أنهم كانوا أقتال أولاد مهلهل ولم يكونوا في علاقات جيدة مع الدُول فكان مٱلهم القفر البعيد بغدامس بليبيا
الذواودة (أولاد سباع -أولاد سعيد-أولاد يعقوب)رجعوا إلى تونس و منهم من نفي إلى الحجاز كأولاد عايشة مثلا وغيرها
دريد رجع أكثريتهم إلى تونس، توبة وأولاد حسن هم اليوم مع كنفديرالية ونيفة الهوارية الأمازيغية
ومن هذه الحقيقة الجديدة التاريخية الموثقة، يتبيَّن لماذا لم يبقى أثر ولا حتى إسم لهؤلاء ذْواودة و رياح بالشرق الجزائري لأن سيف وبُندقية الأتراك أفناهم وأبادهم إلى الأبد من الشرق الجزائري ولم يبقى إلا شظايا من عائلة بوعكاز بأولاد جلال اليوم
بطون علي وأولاد عامر وعمرو من مرداس وعُدي من هلال: إبن خلدون لم يذكرهم بشيء عن مواطنهم أو حِللهم أو نجاعتهم في وقته لأنهم على رأيه، تلاشوا أو إندثروا في غيرهم في عهده، أو أنهم مِنْ الذين نَفاهم المنصور المُوحدي مع رياح الفانية ومعهم كذلك نَفَّى قبائل جشم وقُرة و جُزء من الأثبج ( العاصم و مُقدم) وغيرهم إلى بلاد الهبط وتامسنا بالمغرب الأقصى
مسلم من مرداس : حسب إبن خلدون من بادية رياح كانوا لوقته يبعدون النجعة في القفار البعيدة، وهو من أولاد عقيل بن مرداس بن رياح أخو حواز بن رياح مسلم اليوم لا وجود لهم كأثَّرْ تاريخًا وجُغرافيةً بالقفر المذكور أعلاه
رحمان : هناك اليوم إسم رحمان كأثَّرْ لفصيل صحراوي بالقفر البعيد بنواحي وادي سوف بوادي ريغ
– توضيح :عَّٱمَّرّْ سطيف بتفخيم العين والميم و الرّاء ليس هم أولاد عامر من رياح ..كما وضحنا حالتهم أعلاه لعهد إبن خلدون أنهم تلاشوا و إندثروا في غيرهم و لم ذكرهم إبن خلدون بشيء عن مواطنهم أو حللهم أو ناجعتهم
عَّٱمَّرّْ سطيف بتفخيم العين والميم والرّاء، هم حسب التاريخ والجغرافيا الحقة الإستقرائية بقايا قبيلة كُتامة الأمازيغية المُستعربة من بُطون سدويكش(أولاد علاوة، أولاد يوسف، بويرة أو بوحيرة وبني عياد..)، أوريسيا (أوريسن)، مسالتة، لهيسة ..إلخ
ومعهم من الأمازيغ من غير كُتامة : الغْرازلة ( بني غرزول من أداسة أو بني عداس) ومن عجيسة و ريغة ولماية ومكلاتة ..وغيرها
كذلك هناك بعض الإستقراءات من هًنا وهُناك على معنى كلمة عَّاّمرّْ بتفخيم العين والميم والرّاء وخاصةً في الغرب الجزائري وبالتحديد بمستغانم، أين يوجد كذلك قبيلة بإسم عَّاّمرّْ بتفخيم العين والميم والرّاء والتي تدل على أنهم غَّجَّرْ أو كما يُقال بالشرق الجزائري بني عْداس
ضُنبر: أخلاط من بقايا فصيل صغير بإسمهم بالزيبان مع لَّغْموقات وأمازيغ القُصور والقُرى الزَابية من أمازيغ زناتة (بني سنجاس وبني سندي وبني رُومان…) وسَدراتة وهوارة ومكناسة
ومنهم فرع صغير أيضًا بإسمهم بنواحي عين أسمارة من قسنطينة مُندمج في قبائل كُتامة الأمازيغية، وسدويكش أصحاب الحَضَّر بالقُرى والمداشر والمُدن في السهول والهضاب القسنطينية
الأخضر : كمال قال عنهم إبن خلدون كذلك، فهم من البادية الذين يُبعدون النجعة بالقفر البعيد ..ومازال فصيل بإسمهم بقفارهم بوادي ريغ مُندمج مع سْعيد أولاد عمر بني عمومتهم بالحْجيرة جنوب تُقَّرت ..ومنهم طائفة بنفس الإسم بعين الناقة بالزيبان يسكنون مع أمازيغ القصور والقرى من زناتة ولواتة و..غيرهم وعْمور أولاد فارس و..غيرهم
سعيد : كما قال عنهم إبن خلدون كذلك ،فهم من البادية الذين يُبعدون النجعة بالقفر..وما زالوا بقفارهم بنواحي وقفار ورقلة ويتكونون اليوم من
سعيد عتبة – وهم بنواحي ورقلة وسعيد أولاد عْمر كما قُلنا سابقًا بوادي ريغ بالحْجيرة جنوب تُقرت ومعهم أخلاط من هنا وهناك بالقفار الورقلي من المخادمة و بني ثور و قبائل أمازيغية بادية من الفُجور و لواتة و زنارة …ذكرهم إبن خلدون ومعهم أيضًا أمازيغ أولاد مُولات بالمُرارة بتقرت يُنسبون تارةً إلى أمازيغ لواتة وأخرى إلى مكناسة
نرجع الأن إلى توضيح رياح المنفية من طرف المنصور المُوحدي إلى المغرب الأقصى، والتي أبادها سيف المَرِّينين والتي لم يبقى منها إلا شظايا بعد قطع دابرها من طرف السلاطين والأُمراء المَرّينيين كما ذكر لنا ذلك إبن خلدون في المُجلد السادس عن رياح الهبط بأزغار بالمغرب الأقصى
يقول إبن خلدون((ثم زحف إليهم من تونس فكانت الكرة عليهم وفل جمعهم واتبع آثارهم إلى أن شردهم إلى صحاري برقة وانتزع بلاد قسنطينة و قابس و قفصة من أيديهم و راجعت قبائل جشم ورياح من الهلاليين طاعته و لاذوا بدعوته فنفاهم إلى المغرب الأقصى و أنزل جشم ببلاد تامسنا ورياحا ببلاد الهبط وأزغار ممايلي سواحل طنجة إلى سلا)) – مقدمة إبن خلدون
أما العاصم ومقدم من الأثبج وقرة، الذين نفاهم المنصور الموحدي كذلك معهم فلا أثر لهم اليوم بالمغرب الأقصى فلعلهم إندثروا وتلاشوا، شأنهم شأن من نفي معهم نتيجة الحروب والصراعات فيما بينهم التي أبادت أغلبيتهم ولم يبقى إلا القليل منهم في المغرب