تراجم العلماء المعاصرين-أرجو التثبيت - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تراجم العلماء المعاصرين-أرجو التثبيت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-13, 16:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي ترجمة تلميذه


العلامة ابن قعود : العالم الداعية المحتسب
الشيخ سعد بن مطر العتيبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه .. أما بعد ..


نقول إنا لله وإنّا إليه راجعون ، رحم الله شيخنا العلامة الجليل / عبد الله بن حسن بن محمد بن حسن بن عبد الله بن قعود .. العالم الفقيه الداعية المحتسب ، هكذا نحسبه ولا نزكي على ربنا أحدا ..

وهنا أُبيِّن : لا أريد أن أتحدث عن حياتنا شيخنا العلمية والعملية العامرة ، كلا ، فذاك شيء يطول الحديث عنه ، فلا يناسب مثل هذا المقام [1] .. وإنَّما أريد أن أسجل شيئاً من وفاء تلميذٍ لشيخه ، بذكر بعض الدروس المستفادة من حياته – مما يخطر الآن على البال - على سبيل الإيجاز الشديد .. لعلّ درساً منها يعلق بنفس أبيّة طاهرة ، فترث عن الشيخ شيئاً من الإرث العملي المنحوت من منهاج النبوّة .. فهكذا ينبغي أن تكون مراثي العلماء ..

لعل بعض شبابنا لم يتيسر له الجلوس بين يدي هذا الشيخ الجليل ، ومهما قلت لأقرِّب لهم صورةً من حياته ومعنى للجلوس بين يديه ، فسيقصر الوصف عن حقيقة مذاق جلسة من تلك الجلسات التي كنّا نستكثر الزمن بينها وبين تاليتها - وإن لم يفصل سوى ساعات في بعض الأحايين - ونحن نُقَبِّل جبينه تقربا إلى الله عز وجل بتوقير ورثة الأنبياء - وهو يشيعنا عند باب داره ، وحتى يصل إلى باب سيارة أحدنا رغما عنّا ، أو وهو يتقهقر إلى مظلة باب الدار ويلوح لنا بيديه ، ووجه إلينا حتى ننصرف ! إذْ لم تُجْد محاولاتنا في إقناعه بالاكتفاء بالتوديع عند الباب حتى صرنا نقرِّب له حذاءه – دون علمه - لعلمنا بعزمه على السير معنا – ولو حافياً - حتى ننصرف !

كانت بداية صلتي بالشيخ رحمه الله في حضور خُطَبه وصلاة الجمعة خلفه في جامع الملك عبد العزيز رحمه الله الواقع بحي المربع من مدينة الرياض ، إذْ كنت أحضر في معية والدي – رحمه الله وجعل قبره روضة من رياض الجنة و أسكنه فسيح جنته - .. وكنا نخرج من خطبه بموعظة ممزوجة بالفقه والتأصيل والتربية مزجا عجيبا ترسِّخه نغمة الصوت الصادقة ، والعبرة الخاشعة ، والبكاء الذي لا تجدي محاولات الشيخ في كبته ! ومن يقرأ كتابه ( أحاديث الجمعة ) يجد فيها شيئا مما ذكرت ، ومن يستمع بعض تسجيلات خطبه يدرك كثيراً مما وصفت ، ومن حضر تلك الجُمع تذكّر أكثر مما أحاول استذكاره .. كان روّاد خُطبه نُخَبٌ مُتميِّزة من العلماء ، وأذكر منهم العلامة الجليل شيخ الحنابلة الشيخ / عبد الله بن عقيل ، والشيخ الجليل العلامة عبد الرحمن البراك حفظهما الله ، وأمَّا من يحضرها من طلبة العلم فقد لا أكون مبالغاً لو قلت : إنَّهم جلّ المصلين خلفه !

ثم شاء الله عز وجل أن نقترب من الشيخ أكثر ، إذ كنت أتصل به كثيراً لأعرض عليه بعض ما يشكل عليَّ من المسائل أثناء الدراسة ، ولا سيما فيما يتعلق بالتخصص ( السياسة الشرعية ) ، والشيخ على علم بهذا الفنّ ، بل قد مارس بعض مجالاته عملياً أثناء عمله في ديوان المظالم ، وكنت أجد أجوبة تدلّ على عمق علمي ، يستند فيها الشيخ إلى النصّ ويرعى فيها المقصد .. ولمّا رأيت من الشيخ انشراحاً ، عزمت وبعض زملائي على أنّ نتقدم إلى الشيخ بطلب دروس خاصّة في فنّ السياسة الشرعية ، فوجدنا منه ترحيباً عجيباً ، ولم نلبث أن حدّدنا الوقت والكتب ، وبدأنا القراءة على الشيخ .. فأنهينا عليه - بحمد الله – كتاب السياسة الشرعية ، للإمام أبي العبّاس ابن تيمية ، وكتاب : مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية ، لأبي عبد الله البعلي ، والاختيارات الفقهية من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، لأبي الحسن البعلي ، وكتاب : الطرق الحكمية ، للعلامة ابن قيم الجوزية ، وكتباً أخرى موسمية ، وبعض البحوث العلمية ، إضافة إلى بعض الكتب التي بدأناها ولم ننهها ، بسبب اشتداد المرض عليه رحمه الله ، ورفع الله درجته وأجزل الله مثوبته ..

كان هذا الدرس خاصّاً ، فلم يكن يحضره سوى بعض الزملاء – ومنهم الآن القضاة والأساتذة الأكاديميون ، و والله لقد كنّا نجد الشيخ – أحياناً - واقفاً الباب ينتظرنا ! ويصرح لنا بمدى اهتمامه وحبه لهذا الدرس ! .. ومع ما يستفاد منه من التواضع والسمت الحسن ، كان مما يميز درس الشيخ – رحمه الله ورفع درجته وأجزل الله مثوبته – استحضاره السوابقَ القضائية والتاريخية ، مما له صلة بموضوع كثير من الدروس .. وهذا في حد ذاته ، مطلب أندر من الكبريت الأحمر كما يقال ..

وفي ظلال هذه الجلسات العلمية التي تعقد في مكتبة الشيخ المنزلية ، كان المجال خصباً للتعرّف على منهج الشيخ في البحث والترجيح ، والتطبيق الفقهي على الوقائع ..

فكان مما استفدناه منه في هذه الجلسات : أنَّ الشيخ - رحمه الله لا يأبه بأي قول ليس له مستند من الكتاب والسنّة ، مهما كان قائله .

وهذا من آثار تتلمذه على الشيخ ابن باز رحمه الله ! و كان يرى أنَّ ابن باز رحمه الله هو مجدِّد فقه الحديث في الجزيرة العربية ..


وحكى لنا – رحمه الله - بدايات اعتماده للأخذ بفقه أهل الحديث ، قائلاً : كنت أتردد على ورّاق بحي البطحاء بالرياض ، فوقع نظري ذات مرّة على كتاب : نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ، للعلامة الشوكاني ، فلمّا تصفحته ، أُعجبت به كثيراً ، فاشتريته واقتنيته ، ومن ثمّ تأثرت بمنهجه في الاستدلال . وكان رحمه الله يحتفظ بنسخة من ( بلوغ المرام ، للحافظ ابن حجر رحمه الله ) عليها تعليقات الشيخ ابن باز رحمه الله ، وتصحيحاته وتعقيباته ، وبعضها بخط الشيخ ابن باز رحمه الله ، وكان يخرجه لنا إذا ما عرض لنا حديث للشيخ ابن باز تعقيب عليه .. فقد كان يستذكر تلك الأحاديث من بين بقية الأحاديث ..

ومما استفدناه منه رحمه الله : أنَّ على طالب العلم أنّ لا يكون متذبذبا ، تتجاذبه الأقوال والآراء ، بل عليه أن لا يقبل قولاً إلا بحجة ، وإذا ثبت لديه القول بالحجة ، فلا ينتقل عنه إلا أن يتيقن حجة أقوى من حجته السابقة .. وكم في هذه الفائدة من فقه وعلم ..

ومما استفدناه من سيرته العطرة ، أنَّ على طالب العلم أن يلزم غرز العلماء الكبار ، ليعرف ما يأتي وما يذر ، فيحيى عن بيِّنة ، ولا يقع فريسة لكاتب هالك ، أو متعالم جاهل .. لقد كان الشيخ على صلة قوية بمشايخه ، وكان يلجأ بعد الله عز وجل إليهم .. ومنهم على سبيل المثال ، العلامة الجليل الفقيه الأصولي الكبير الشيخ : عبد الرزاق عفيفي رحمه الله .. فكان يشكو إليه بعض ما يعتب عليه أقرانه مما لم يدركوه من أمور الواقع ، فيجد من الشيخ عبد الرزاق رحمه الله عوناً له على الثبات وردّ الشبهات ..

ومما استفدناه منه رحمه الله : ما نصّه : " الأوامر التي تأتي على خلاف القاعدة ، لا تؤخذ على أنَّها قاعدة ، وإنَّما تؤخذ كما جاءت نادرة ، مثلاً : قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للطور والمرسلات والأعراف في المغرب ، التي الغالب فيها القراءة بقصار المفصّل ، فلا يؤخذ بالسنّة التي وردت على خلاف الغالب ، في الغالب ؛ أنّنا نكون عكسنا القاعدة " . قلت : كم أجرى بعض النّاس النادر مجرى الغالب ، فوجدنا من يقرأ الزلزلة في ركعتي الفجر في الأسبوع عدة مرات زاعماً اتَّباع السنّة ! ..

ومما يزيدك حباً للشيخ ، اهتمامه بالعلم الأصيل ، دون التعلق بالتوابع والاستكثار من الإجازات ، وما إليها ، وهي قاعدة قديمة عنده ، بل إنَّ من تطبيقاتها القديمة لديه – وقد ناقشته فيها لعدم تسليمي له بها - : أنَّه ختم القرآن على أحد القراء في المسجد النبوي ، فلما انتهى طلب منه المقريء أنّ يتبعه لداره ، ليكتب له الإجازة في قراءة حفص عن عاصم ، فأبى شيخنا ذلك ، وقد دُهش المقريء لمَّا قال له الشيخ : ما جئت للإجازة ، إنَّما جئتك لأضبط القراءة ! وإنَّما لم أسلِّم لشيخي بالامتناع عن الإجازة ، لأنَّ إجازات القرآن والقراءات ، لا زالت بعافية ولله الحمد ، فلا تُعطى إلا لمن يستحقها ، بخلاف غيرها ، وكتاب الله عز وجل ، لا يُتقنه من لم يأخذه من أفواه القراء المتقنين ..

قلت : وأمَّا ما وافقت شيخي فيه بهذا الشأن ، فهو مقت اللهث وراء الإجازات ، والانشغال بها عن العلم ، حتى رأيت من الطلبة من لا همّ له إلا هي ، يرحل ويضعن من أجلها ، ورأيت من يحضر بعض مجالس العرض في آخر جلسة ، ليسمع حديثاً واحداً أو لا يسمع شيئاً ، حتى يدوَّن اسمه فيمن حضر ! والله المستعان !

وأمَّا سعة أفق الشيخ وعنايته بشؤون الأمّة ، وحبِّه لجمع الشمل ، وتوحيد الكلمة ، وقدراته الدبلوماسية في هذا الشأن ، فشيء قد لا يخطر على البال ! ولو تركت لقلمي المجال ، لربما طال المقام وفاتت المناسبة دون أقدم لمحبيه عنه شيئاً ..

ولكن أكتفي بذكر طرفٍ - حرّج علينا الشيخ نشره في حياته – ليكشف لنا شيئاً من جهوده العملية في متابعة شؤون الأمّة التي لا تحدّها الأقاليم ..

مرّة كان الحديث في الدرس عن الشفاعة - فيما أظن – وأثناء القراءة ، ضحك الشيخ فلفت انتباهنا ، ثم سكت مبتسماً برهة ، ونحن نبادله الابتسامة نتحيّن ما بعدها ، وحينها أدرك الشيخ مبتغانا ، وكاد يعود بنا حيث وقفنا ، ولكن النّفوس قد تهيئت لأمر تردّد فيه الشيخ ، فلم ندعه حتى نطق ، فقصَّ علينا القصّة التالية ( أسوقها كما أتذكرها قدر المستطاع ) قال :

ذات مرّة اتصل بي الشيخ عبد العزيز ( يعني ابن باز - رحمه الله – وكان ابن باز حياً حين إخبارنا بالقصة ) بعد صلاة العصر ، وقال : يا شيخ عبد الله ! أريد أن تأتيني الآن ! فاتجهت إليه وأنا أُفكِّر : ماذا يريد الشيخ في هذا الوقت الذي هو وقت راحته في العادة .. ولما وصلت داره ، وجدته في انتظاري ، يترقب مجيئي إليه وبيده ظرف مغلق .. فرحب بي ثم سارَّني قائلاً : يا شيخ عبد الله ، تذْكِرتُك إلى باكستان جاهزة ، وأريد أن تسلِّم هذا الخطاب لأخينا ضياء الحق بنفسك ! .. وحكى لي قصة الظرف باختصار .. فحاولت أن أعتذر لبعض الأشغال الخاصة ، فلم يترك لي الشيخ مجالا ، وقال : استعن بالله ، وستجد الإخوة في انتظارك هناك ! .. قال : فجهزت نفسي وسافرت إلى هناك ، ولما وصلت مطار إسلام آباد ، وجدت جمعاً من الإخوة في استقبالي ، وسرنا إلى حيث كان الرئيس ضياء الحق رحمه الله ، ووجدنا ضياء الحق عند مدخل المبنى ، فاستقبلنا ورحب بنا ترحيبا قوياً ، ثم جلسنا وسلمته الخطاب ، فنظر فيه ، ثم قال : إن شاء الله .. إن شاء الله .. ولمَّا هممنا بالانصراف ، قال : بلّغ سلامنا للشيخ ابن باز .. وإن شاء الله يسمع ما يسره ( أو كلاماً نحو هذا ) . قال : وكان الشيخ قد قال لي : هذا الخطاب فيه شفاعة خاصّة في أخينا نجم الدين أربكان ، لعلّ الله ييسر له الخروج من السجن .. وكان نجم الدين أربكان – وفقه الله - قد سُجن حينها بأمر من الرئيس التركي الجنرال الهالك كنعان إيفرين - عليه من الله ما يستحق ..

قلنا : يا شيخ عبد الله ! وما علاقة ضياء الحق بالموضوع ؟ لماذا اختاره الشيخ ووجه له الرسالة ؟! قال : سألت الشيخ – يعني ابن باز - فقال : له به علاقة صداقة قديمة ! لعلّ الله ينفع به .. لعلّ الله ينفع به ..

ثم سألنا الشيخ جميعاً بصوت متقارب : هل كان لهذه الشفاعة أثر ؟ قال الشيخ : نعم لم نلبث حتى سمعنا خبر إطلاق سراح نجم الدين أربكان ، وما إن خرج حتى بدأ في تأسيس حزبه الإسلامي باسم جديد .

قلت : وأمَّا ما لم يذكره شيخنا عبد الله ابن قعود - رحمه الله - لنا أثناء سرده لهذه القصّة ، فهو : لماذا اختار شيخنا ابن باز شيخَنا ابن قعود لهذه المهمّة ؟ بل لماذا كان يختاره ممثلاً عنه في عدد من المهام الدقيقة ، والاستجابة للدعوات الخارجية الموجهة إليه من عدد من المؤتمرات الإسلامية ! بل لماذا أرسله لمناقشة مدعي النبوة في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي قصة أخرى عجيبة !

ولعلَّ مما يمكن اندراجه في الجواب : أنَّ شيخنا ابن قعود – رحمه الله ورفع درجته وأجزل الله مثوبته – سلفي حقيقة ، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، علم ، وفهم ، ومرونة شرعية على نهج المرسلين ، ذلَّة على المؤمنين وعزّة على الكافرين ..

لقد كان له عناية بالحركة الإسلامية في تركيا ، ذكر بعضها في محاضرة ألقاها في جامعة الملك سعود في حشد كبير من الأساتذة والطلاب والمهتمين تحت عنوان : ( الدعوات الإصلاحية وأثرها في المجتمع ) ، وله رحلات أجنبية عديدة حضر خلالها مؤتمرات دولية ولقاءات عامّة ، ووقف فيها على كثير من المواقف التي تتطلب مرونة شرعية يتقنها أيَّما إتقان ، مع ما وهبه الله عز وجل من خلق و معرفة بذوقيات التعامل الخارجي ورسمياته . حتى في طريقة أداء العبادة في بعض الأحوال : ومن ذلك أنَّه كان بصحبة أحد المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية ، فحان وقت صلاة العصر ، وكانوا في أحد المطارات الأمريكية الدولية ، فسارّه الطالب المبتعث : يا شيخ حان وقت الصلاة ، وأريد أن أرفع صوتي بالأذان ؟ فردًَّ الشيخ : لا .. ثم بدأ الشيخ مباشرة يؤذن بصوت عادي - كأنما يحدثني - ونحن نسير ، نحو الصالة الأخرى لنطير منها إلى المطار المحلي ، ثم قال لي : لا ضرورة لرفع الصوت .. الحمد لله الدين يسر .. هذا قد يضرّ ، ونحن اثنان .. أو كلاماً نحو هذا ..

أتذكر هذه القصّة ، ونحوها من قصص علمائنا الذين نشأوا في طاعة الله بالعبادة وطلب العلم ، و ابيضّت لحاهم في ذلك غير محرِّفين ولا منْحرفين ولا مغَيِّرين .. وأتذاكرها أحياناً مع الزملاء الذين أشرت إليهم ، فلا ينتهي عجبُنا من الشيخ ، ومعرفته بدقائق من الواقع العالمي ، لا يعرفها كثيرون من أصحاب الشأن ، وقد سألت عددا من الأكاديميين العسكريين عن علاقة ضياء الحق بكنعان إيفرين من الناحية التاريخية ، فقال لي بعضهم : كان الضبّاط الباكستانيون يَتَخَرَّجون في الكليات العسكرية التركية ! .. وهل في هذا جواب يُفسِّر الواقعة ، أو أنَّ جوابها في غيره ؟! الله أعلم ..

كما لا ينتهي عجبُنا من نابتة لا تعرف قدر علمائنا الكبار ، وتظنّ أنَّهم لا يدركون من أمر الواقع إلا دون ما هم يدركون ..

ولا ينتهي عجبنا كذلك من فئة تظنّ أنَّ علماء الأمة لا حقَّ لهم في الاهتمام بأمر المسلمين ، فما شأن أهل الآخرة بأهل الدنيا ، وكأنَّ علماءنا لم يبطلوا العلمانية من جذورها ، ويُفنَّدوا مقالات دعاتها من أساسها ..

ثم عجبنا ممن يزعمون الثقافة ويتزعمونها – رغماً عنها – ثم هم يحاولون التنقّص من كبار العلماء مباشرة أو من خلال النيل من المؤسسات الشرعية التي ولَّاهم عليها ولاة أمرنا - وفقهم الله لما يرضيه – وكأنَّهم أوصياء حتى على الشريعة التي لم يتخصصوا فيها ! فتجدهم ينقدون الفتاوى ، ويسيؤون فهم النصوص ، بل إنَّهم لا يحسنون قراءة بيانات أهل العلم في الأمور العامة التي يرون وجوب بيانها للنّاس ، نصحاً للأمَّة ، وحذراً من كتم العلم ، ودرءاً لما يُتَوَقَّع من الفتن .

وترد على خاطري خواطر من المشهد الإعلامي - الذي يفتقد الشرعية النظامية بمخالفة كثير من مواد السياسة الإعلامية - حول هذا المعنى ، منها :

هل هذا التحصيل العلمي ، والفقه الشرعي ، والوعي الدعوي ، ووقار المشيخة ، وتجربة السنين ، هل هذا كلّه هو الألم الذي يستنطق الأعداء بالخوف والتخوف والتنادي لحصار الخير الذي بلغ الآفاق ؟ وهل جيل الصحوة الذي ينقاد للعلماء - امتثالاً لأمر الله عز وجل - أشدّ رهبة في صدورهم من الله ؟ وهل هؤلاء قوم يفقهون ! لنجد أي سندٍ لما يتقوّلون ؟ .. وأنا في خضم هذه الأفكار .. أتذكر بعض آي الكتاب ، فأجدني أردَّد قول الله عز وجل : {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ }الحشر13 .

كتبه تلميذه / سعد بن مطر العتيبي
8/9/1426








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-07-13, 18:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي د. محمد تقي الدين الهلالي (رحمه الله)

د. محمد تقي الدين الهلالي (رحمه الله)


(1311-1407) هـ


(1892-1987) م


اسمه: محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي نسبة إلى هلال، الجد الحادي عشر وكنيته أبو شكيب حيث سمى أول ولد له على اسم صديقه «الأمير شكيب أرسلان».
مولده: ولد رحمه الله سنة 1311/1892 بقرية «النيضة القديمة» وهي من بوادي مدينة سلجماسة بالمغرب.
قلت: وهذا العام الذي ولد فيه الشيخ هو نفس العام الذي ولد فيه العلامة محمد حامد الفقي رحمهما الله.
تعليمه: قرأ القرآن على والده وحفظه وهو ابن عشر سنين ثم جوده على الشيخ المقرئ أحمد بن صالح ثم لازم الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله الشنقيطي وتفقه على يديه في علوم الشرع حتى صار ينيبه عنه في غيابه لإلقاء الدروس.
حصل على شهادة من جامع القرويين، ثم جاء إلى القاهرة 1340هـ، فالتقى بالشيخ عبد الظاهر أبي السمح إمام الحرم المكي بعد ذلك والشيخ عبد الرزاق حمزة، وقد عمل معه بعد ذلك مدرسا بالحرم المدني بالمدينة كما لقي الشيخ محمد رشيد رضا منشئ «المنار»، والشيخ محمد الرمالي وهو من أول من دعى إلى السلفية في مدينة دمياط، والشيخ محمد حامد الفقي مؤسس أنصار السنة.
حضر دروس القسم العالي بالأزهر ومكث بمصر سنة واحدة يدعو إلى عقيدة السلف، بعد أن كان صوفيا تيجانيا، ولهذا قصة نرجو أن يتسع المقام لذكرها.
ذهب إلى الهند لدراسة الحديث، وهناك أخذ يدرس الحديث والأدب العربي إلى أن أجازه شيخه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري صاحب كتاب «تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي».
وفي عام 1343هـ توجه إلى العراق وفي مدينة البصرة التقى بالعالم السلفي المحدث المحقق محمد بن أمين الشنقيطي مؤسس مدرسة النجاة الأهلية بالزبير، وهو غير العلامة المفسر الفقيه صاحب أضواء البيان، فزوجه ابنته وانتفع كثيرا بمجالسته ومذاكراته، وأقام بالعراق ثلاث سنوات.
ثم توجه بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية فأقام بها في ضيافة الملك عبد العزيز، وذلك بعد أن أعطاه الشيخ رشيد رضا وصيته قال فيها: إن محمد تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيد من علمه.
وفي السعودية عين مراقبا للمدرسين بالمسجد النبوي لمدة سنتين، ثم مدرسا في المسجد الحرام والمعهد السعودي لمدة سنة واحدة.
رحل إلى الهند وعين رئيسا لأساتذة الأدب العربي في كلية «ندوة العلماء» «بلكنو» مدة ثلاث سنوات، وبعد ذلك سافر إلى جنيف ونزل عند الزعيم المجاهد أمير البيان شكيب أرسلان، ولقد كانت لدى الدكتور تقي الدين رغبة في إتمام دراسته الجامعية، فتوسط له الأمير شكيب أرسلان عند صديق له من الألمان فعودلت شهادته الحاصل عليها من القيروان بالشهادة الثانوية وبها التحق بجامعة «بون» الألمانية، فتعلم اللغة الألمانية في عام واحد وعين محاضرا في جامعة بون، كما شغل أثناء إقامته في ألمانيا وظيفة مشرف ومراجع لغوي بالقسم العربي من الإذاعة الألمانية ووجدها فرصة سانحة لفضح جرائم المحتلين لبلده المغرب من الفرنسيين والإنجليز، فأصدرت فرنسا قرارا بنفيه نفيا رسميا من بلده المغرب، كما عملت بريطانيا على نزع جنسيته العراقية التي كان قد تجنس بها سنة 1934م.
في سنة 1941م حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم.

- عين بعد الحرب العالمية الثانية أستاذا بجامعة بغداد كلية الملكة «عالية» إلى أن قام الانقلاب العسكري فغادرها إلى المغرب سنة 1959، سافر إلى تطوان بمساعدة الأستاذ المجاهد عبد الخالق الطريس رئيس حزب الإصلاح الوطني إذ ذاك.
- عين في سنة 1959 أستاذا بجامعة محمد الخامس ثم بفرعها بفاس إلى أن سافر مرة أخرى إلى ألمانيا.
- وفي سنة 1968 تلقى دعوة من سماحة الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة آنذاك للعمل أستاذا بالجامعة فترك المغرب الشيخ الهلالي وبقي يعمل بها إلى سنة 1974م حيث ترك الجامعة الإسلامية وعاد إلى مدينة مكناس بالمغرب للتفرغ للدعوة إلى الله، فصار يلقي الدروس بالمساجد ويجول في أنحاء المغرب ينشر دعوة السلف، كما كان من المواظبين على الكتابة في مجلة «الفتح» لمحب الدين الخطيب ومجلة المنار للشيخ رشيد رضا.
وله كتابات في مجلة الهدي النبوي أشهرها: القول السافر في صلاة المسافر، والعلم المأثور والعلم المشهور، واللواء المنشور في الرد على أصحاب الغرور المستفيدين بالقبور، وقد نشرت زمن رياسة المجلة من الشيخ عبدالرحمن الوكيل.

(صلته بالتيجانية )

نشأ الشيخ تقي الدين الهلالي صوفيا تيجانيا ثم انتقل بفضل الله وتيسيره من التصوف إلى السلفية ومن كبار دعاتها، ومما يحكى عنه في كتابه «تجربة ذاتية» أن الرجل الذي أدخله التيجانية هو الذي أخرجه منها.
- كما ذكر في الكتاب حوادث كثيرة حصلت له في مصر والعراق والمغرب ومحاولات قتله، وحواراته مع الصوفية والمبتدعة.

( أشهر شيوخه )

الشيخ محمد سيدي حبيب الله الشنقيطي، الشيخ عبد الرحمن المباركفوري، الشيخ محمد بن حسن الحديدي الأنصاري اليماني، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (غير صاحب أضواء البيان)، الشيخ محمد رشيد رضا، الشيخ محمد بن إبراهيم، مفتي السعودية، بعض علماء القرويين، بعض علماء الأزهر.

( مؤلفاته وإنتاجه العلمي )

أحب أولا أن أوجه نظر القارئ إلى أن الشيخ الهلالي كان شاعرا مجيدا للشعر، له قصائد كثيرة في كتابه «تجربة حياة».
ومؤلفات الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله كثيرة جدا وجمعها ليس بالأمر الهين؛ لأنها ألفت في أزمنة مختلفة وبقاع شتى، ومنها:
الزند الواري والبدر الساري في شرح صحيح البخاري، المجلد الأول فقط. والإلهام والإنعام في تفسير الأنعام، ومختصر هدي الخليل في العقائد وعبادة الجليل، والهدية الهادية للطائفة التيجانية، والقاضي العدل في حكم البناء على القبور، والعلم المأثور والعلم المشهور واللواء المنشور في بدع القبور، آل البيت ما لهم وما عليهم، حاشية على كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، حاشية على كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب، الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق، دواء الشاكين وقامع المشككين في الرد على الملحدين، البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية وبرئ من الألوهية، فكاك الأسير العاني المكبول بالكبل التيجاني، فضل الكبير المتعال (ديوان شعر)، أسماء الله الحسنى (قصيدة)، الصبح السافر في حكم صلاة المسافر، العقود الدرية في منع تحديد الذرية، الثقافة التي نحتاج إليها (مقال)، تعليم الإناث وتربيتهن (مقال)، ما وقع في القرآن بغير لغة العرب (مقال)، أخلاق الشباب المسلم (مقال)، من وحي الأندلس (قصيدة).
وفاته: في يوم الاثنين 25 شوال 1407هـ الموافق 22 يونيو 1987م.

منقـــــــول من مجلة التوحيد


إعداد/ فتحي أمين عثمان


( العدد 430 السنة السادسة والثلاثون, شوال 1428هـ)









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-24, 19:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرَّحيم البُخاري حفظه الله وَرَعَاهُ

سم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ وآله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ:
فهذه ترجمةٌ مختصرةٌ كتبتُها عَنْ شَيْخِنَا الشيخ عبد الله بن عبد الرَّحيم البُخاري حفظه الله وَرَعَاهُ، لَمَّا رأيتُ سُؤال عَددٍ من الإخوةِ، راغبين فِي معرفة ترجمةٍ عن الشيخِ وفقه الله، وهي عبارة عن أسئلةٍ وجَّهتها إليه بعد استئذانه و قبوله حفظه الله، فَأجاب عنْها وفقه الله، وهي كالتالي:
السُّؤالُ الأَوَّلُ: شَيْخَنَا لو تكرِّمتم بِذِكْرِ الاسْمِ كَامَلاً مع النَّسبِ وَالنِّسبة؟
الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أتباعه إلى يوم الدِّين، وبعدُ:
فأقولُ جواباً عن السُّؤال الأول:
الاسم: عَبْدُ الله بْنُ عَبْد الرَّحِيْمِ بْنِ حُسْيَن بْنِ مَحْمُودٍ السَّعديُّ ثُمَّ البُخاريُّ المدينيُّ.
نسبةً إلى بني سعدٍ من الطَّائف، كمَا حدَّثني بذلك والدي الشَّيخ عبد الرحيم رحمه الله، عن والده الشيخ حسين عن آبائهِ.

* * *
السُّؤال الثاني: بارك الله فيكم، هل لكم أن تُخبرونا عن مكان الميلاد؟
الجواب: أمَّا مكانُ الميلاد ففي المدينة النَّبوية، في حي (باب التَّمار).
* * *
السُّؤال الثَّالث: شيخنا بارك الله فيكم: هل لكم أن تذكروا لنا شيئاً عن والدكم الشيخ عبد الرَّحيم؟
الجواب: إنَّ من أقل الواجبات المتعيِّنة عليَّ تجاه والدي رحمه الله أن أُبين مكانته وأعرَّف به عند مَنْ يَجهله. فأقولُ:
والدي هُو الشيخ عبد الرحيم بن حسين بن محمود رحمه الله، وكانَ اسمهُ قديماً (محمد عبد الرحيم) مركَّباً، ثم صدرت الأوامر السَّامية الخاصة بإدارات الأحوال المدَنِيَّة بالمملكة بمنع التَّركيب في الأسماء، فعدَّل الوالدُ رحمه الله الاسم من (محمد عبد الرحيم) إلى (عبد الرحيم).
نَشَأَ يتيماً في كنف أُمِّه إبَّان الحكم العُثماني للحِجْاز، وحَفظ القرآن الكريم منْذُ صِغَره في الكتاتيبِ، وتابع دراسته في (مدرسة العلوم الشرعية) وأُجيز منها في ذَلِكَ، و نظراً لأنَّه كان العائل الوحيد لأمُّهِ رحمها الله، اضُّطر رحمه الله لترك الدراسة قبل التخرج بسنةٍ واحدةٍ، مع أنه كان متفوِّقاً كما هو مَحْفُوظٌ عندنا مِنْ شَهادة المدرسة بذلكَ، ومع عَمَلِهِ كَان يحرص على حِلَق الْعِلْمِ بالمسجد النبوي الشريف والأخذ عن عُلَمائه آنذاك. ثُمَّ انتقل إلى الرياض وعمل فيها لدى الملك عبد العزيز رحمه الله، وعمل بعدها في أعمال مهنية أخرى، والتَحق بالإدارة العامَّة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي كَاتباً فيها في أَوَّلِ عام 1374هـ، ثُمَّ ترفع إلى رئيس قسمٍ فيها بَعْدَ عَامٍ، وكان رئيسُ الهيئة آنذاك الشَّيخ العلاَّمة عمر بن حسن آل الشيخ رحمه الله بِمُسَمَّى (الرئيس العام للهيئات الدِّينية بنجد والمنطقة الشرقية) و تَحَصَّل الوالدُ رحمه الله على (شهادةٍ وتزكيةٍ) وهي مَحفوظة عندنا بتوقيعِ سماحة الشيخ عُمر تَدلُّ على (حسن سلوكه وسيرته وتزكيتهِ)، قال فيها رحمه الله :" إنَّ الموظف الموضح اسمه أعلاه (الأستاذ محمد عبد الرحيم بن حسين البخاري) نشأ في رعايتنا، ونعتبره من أبنائنا، ونثق فيه عقيدة وحسن خلق، وإخلاصاً في دينه، وإخلاصاً في حكومته.." وهذه الشهادة رقمها (2396 / م / خ) في (25 / 9 / 1377هـ).
ثُمَّ انتقل الوالدُ رحمه الله إلى المدينة النَّبويَّة للعملِ بالمحكمة الشَّرعية الكبرى في (13 / 2 / 1380هـ) كاتبَ ضبط لدَى عددٍ من مشايخ وقضاة المدينة وعلمائها، وهم على التَّرتيب (الشيخ مُحمد الحافظ) ثُمَّ (الشيخ عبد القادر الجزائري) وَ أخيراً (الشَّيخ عبد المعين أبو ذراع) رحم الله الجميع، وكان رئيس المحكمة آنذاك و إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشَّيخ العلامة عبد العزيز بن صالح رحمه الله، وللوالد رحمه الله (شهادة تدلُّ على حسن سيرته) أيضاً محفوظة لدينا فيها إفادة من سماحة الشيخ عبد العزيز بن صالح بأنَّ الوالد رحمه الله (كان خلال عمله مثالاً للجد والنشاط، وقائم بكلِّ ما يُسندُ إليه من أعمال خير قيامٍ) وكانت هذه الشهادة مؤرخَّة في (21 / 9 / 1392هـ).
ثم انتقل رحمه الله إلى (الجامعة الإسلامية) في (1 / 4 / 1388هـ) برئاسة سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، وكان يعمل ابتدءاً أميناً لصندوق الجامعة الإسلامية، وأُضيف إليه عمل (كاتب يوميَّة الصَّندوق، ومندوب صرف الموظَّفين)، وقد تَحصَّل الوالد على (شهادةٍ وتزكيةٍ) مَحفوظة لدينا فيها إفادة مُصَدَّقة من سَمَاحَة الإمام عبد العزيز بن باز بأنَّ الوالد رحمه الله (يَتَّصِفُ بِحُسْنِ السِّيْرَةِ وَ السُّلوك والاجتهاد في العمل) وهي مرقومة بـ (338) في (27 / 3 / 1392هـ)، ثم استمرَّ الوالد رحمه الله في العمل بالجامعة وترقَّى فيها فعملَ أميناً لقسم الامتحانات بكليَّة الدَّعوة وأصول الدِّين، ثم أخيراً (أمين امتحانات الجامعة الإسلاميَّة) بعمادة (القبول والتَّسجيل) حتى انتهاء خدمته من العمل الحكومي (1 / 7 / 1407هـ).
فالوالدُ قد شهد له هؤلاء الأئمة الثلاثة (عُمر بن حسن آل الشيخ) وَ(عبد العزيز بن صالح) و( عبد العزيز بن باز) بِحُسن سِيْرتِه وسلوكه واستقامتهِ، وجدِّهِ واجتهاده فيما أُسند إليه من عملٍ.
و الحقُّ يقالُ: أنَّ الأمر كمَا قالوا فَإننا لا نَعْلمُ نحن جميع أولاده منه رحمه الله إلا الحرص والانتظام والجد والاجتهاد في العمل، مع الحرص على الخير ووجوهِ، وكان إضافة إلى أعماله الحكومية قيِّماً على جميع شؤون (مسجد الإمام البخاري) الواقع في حي (باب التمار) بشارع أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، واستمرَّ قيِّماً عليه قرابة (37) سنةً، ومع قيامهِ بمهامه على شؤون المسجد كانت له حلقة لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، فكم مِنْ حافظ قد خرَّج رحمه الله، بل إنَّه درَّس وحفَّظ القرآن حتى آخر يومٍ من حياته رحمه الله.
توفِّي رحمه الله وقد خلَّف ( 13) ولداً، وكان عابَداً ناسكاً، حريصاً على العلم محباً للعلماء مبجلاً لهم، متَّبعاً للسُّنَّة، منابذاً للبدعة والمبتدعة، على اعتقاد أهل السنة والجماعة، وله صلةٌ وثيقةٌ بعددٍ كبير من علمائنا السلفيين منهم سماحة الإمام العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان)، و سماحة الإمام شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز، وله تواصل مع العلامة الفقيه عبد الرحمن السعدي، بل إن الشيخ أهدى للوالد كُتباً وعليها خطُّ الشيخ وهي محفوظة عندي، ومنهم العلامة المحدث حماد الأنصاري، و العلامة المحدث عبد المحسن العباد، والعلامة المجاهد محمد أمان الجامي، والعلامة المحدث ربيع بن هادي، والعلامة المحدث عمر بن محمد فلاته، وغيرهم كثير.
و أعلمُ منه رحمه الله مُحافظتة على صيام كل اثنين وخميس من كلِّ أسبوع وكانت له (مائدة) لإطعام الصَّائمين كلَّ اثنين وخميس من كل أسبوع في المسجد النبوي الشَّريف، حتى إنَّه يوم وفاته كان صائماً، وذلك في يوم الخميس الموافق 23 / 12 / 1422هـ، فبعد أنَّ درَّس وسمَّع الطُّلاب القرآن غادروا قَبْلَهُ لإعداد الإفطار في المسجد النبوي وطلب منهم الانصراف قبله لأنه كان يشعر بألمٍ ورغب أيضاً أن يهيأ للذهاب إلى المسجد النبوي فجدد وضوئه ونزلَ مسرعاً إلى المسجد النبوي سيراً على الأقدام إلا أنه لما قرب من الباب رقم (29) شرقاً من المسجد النبوي سقطَ على درج المسجد، مفارقاً للحياة صائماً قُبيل المغرب، فنسأل الله أن يتغمده بواسع فضله ويسكنه فسيح جنته، آمين.
* * *

السُّؤال الرابع: بارك الله فيكم: شيخنا هل لكم أن تخبرونا عن طلبكم للعلم، ومشايخكم؟
الجواب: قد منَّ الله عليَّ أن نشأتُ في كنفِ والديَّ الكريمين، فقد حرصا كل الحرص على تربيتنا تربية سليمة مستقيمة ولله الحمد، وكان والدي رحمه الله يتعاهدنا على أمور ديننا ومن أهمها الصَّلاة جماعةً، وكان يُنابذ البدع وأهلها- كما أسلفتُ-، وكنَّا نسأله عن بعضها كَالمولد النبوي ونحوه فكان يُحذرنا منها ومن أهلها ويذكر لنا بعض فتاوى العلماء فيها كالإمام عبد العزيز بن باز وغيره من أهل العلم، كُلُّ ذلك كان له أثرٌ كبير في توجهي لطلب العلم، لذا بدأتُ في حفظ القرآن فِي (مسجد الإمام البخاري) الذي كان والدي قيماً عليه وأنا في المرحلة الابتدائية في السَّنوات الأولى منه، ثم حَصل انقطاعٌ يسير ثم عَاودتُ الحفظ ولله الحمدُ والمنَّة.
وَ حُبِّب إليَّ علم الحديث منذ الصغر فكنت أجتهدُ في تحصيل كتبه والنظر فيها، والسُّؤال عما أشكل، مع حفظ ما استطعتُ منها ولله الحمد، وكذا حرصتُ كل الحرص على تعلم الاعتقاد لما أرى من ضرورة الحاجة إليه، فاجتهدت في ذلك ولزمت الحلق في المسجد النبوي الشريف. وهنا أقول:
مما لا شكَّ فيه أنَّ مشايخ المرء هم عمود نَسبه العلمي، وسأذكرُ جملة من أهل العلم والفضل ممن أخذتُ عنهم وتحمَّلت منهم، فجزاهم الله عني خير الجزاء، وهم على سبيل التمثيل لا الحصر.
أوَّلاً: القرآن الكريم وتجويده.
قد منَّ الله عليَّ أن أخذتُ القرآن الكريم على عددٍ من القراء، وبعضهم أخذت عنه التجويد خاصَّة، فأخذتُ القرآن عن كلٍّ من:
1/ الشيخ محمد رمضان الدهلوي رحمه الله.
2/ الشيخ المدقِّق سيد لاشين أبو الفرج حفظه الله، وقد أفدتُ من الشيخ حفظه الله كثيراً وبخاصَّة في تحقيقِ التِّلاوة والتَّطبيق العملي لفنِّ التجويد.
3/ الشيخ أحمد عبد الكريم رحمه الله.
4/ الشيخ محمد المرسي رحمه الله، وهذا الشيخ كان يَعْمَل خطَّاطاً للجامعة الإسلامية، وإماماً في مسجد (الإمام البخاري)، وأخذتُ منه زيادة على القرآن، التجويد فدرستُ عليه رسالة (البرهان في تجويد القرآن) للصادق قمحاوي، وكذا أخذتُ عنه الخطَّ العربي، والنَّحو فدرستُ عليه متن (الآجرومية) أيضاً.
5/ الشيخ المعمَّر بكري بن عبد المجيد الطرابيشي ولي منه إجازة في القرآن الكريم، وَ أجازني أيضاً إجازة عامَّة شاملة فيما مَرويِّاته التي تَحمَّلها عن شيخه الشيخ محمد سليم الحلواني، رحم الله الجميع. وأخذتُ عَنْ غيرهم أيضاً.
6/ وأخذتُ التَّجويد خاصَّة عن الشَّيخ: أحمد القاضي حفظه الله، ودَرَستُ عليه كتاب (حق التلاوة) لحسني شيخ عثمان.
أما شيوخي في العلوم الأخرى، فمنهم:
1/ شَيْخِي العلاَّمة النَّاصح الصَّادق الرَّباني محمَّد أمان بن علي الجامي رحمه الله، فقد لزمته نحواً من (10) سنوات، ودرستُ عليه عدداً كثيراً من كُتب العلم فِي (العقيدة) و(الحديث) وغيرها كمَا نصَّ على ذلك في ( تَزكيتهِ لِي) الَّتي أحتفظُ بها وأَفْتَخرُ بها، فَمِنَ الكُتُب التي درستُها عليه: ( الأصول الثلاثة) و (القواعد الأربعة) و كتاب (التوحيد) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، و شَرحيه (فتح المجيد) و ( قُرَّة عيون الموحدين)، و( تَجريدُ التوحيد) للمقريزي، و( الواسطية) و(الحموية) و(التدمرية) كلها لشيخ الإسلام ابن تيمية، و(شرح الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي، و(القواعد المثلى) لابن عثيمين، و(قطر الندى وبل الصدى) و(الآجرومية)، و أبواباً من ( نيل الأوطار) و(زاد المعاد)، وكتاب (الصيام) من (صحيح البخاري) و(عمدة الأحكام) للمقدسي، و غيرها، وهذه أكثرها في المسجد النَّبوي الشَّريف، وبعضها في المسجد المجاور لبيته وبعضها في مسجد الصانع بحي المصانع.
2/ شيخنا العلامة الفاضل عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله، وقد لزمتُه نَحواً من (16) عاماً، فحضرتُ معه المجلد الأخير من (صحيح مسلم) ثم تَابعتُ الحضور في (صحيح البخاري) و(سنن النسائي) و(سنن أبي داود) و أكثر (جامع الترمذي)، وحضرتُ درساً أنشأهُ في (رمضان) شرح فيه (اللؤلؤ والمرجان) ولم يُتمَّه، وحضرتُ دروسه الصَّيفية كـ (عقيدة ابن أبي زيد القيراوني) و(شرح آداب المشي إلى الصلاة) وغيرها، كلها في المسجد النبوي الشَّريف.
و قرأتُ عليه في حَجِّ عام 1420هـ بمخيم التوعية الإسلامية بمنى، جُزءاً من كتاب (الحج) من (شرح السُّنَّة) للإمام البغوي رحمه الله، و قَرأتُ عليه في مُخيم التَّوعية الإسلامية بالحج بمنىً عام 1421هـ كاملَ أجوبة العلامة محمد بن صالح العثيمين عن الحج في كتابه المسمى (فتاوى أركان الإسلام) جمع وترتيب (فهد بن ناصر السليمان) طبع دار الثريا، وكان ذَلكَ أوَّل نُزول الكتاب وعلَّق الشيخ بعدَّة تعليقات، وحضرَ مَجالس القراءة والعَرْض عَددٌ من المشايخ المشاركين في التَّوعية منهم: شيخنا علي بن ناصر فقيهي، والشيخ صالح بن سعد السحيمي، والشيخ عبد الصمد الكاتب، والشيخ أحمد عبد الوهاب، وغيرهم.
3/ ومن العلماء الذين درست عليهم في المسجد النَّبوي الشريف الشَّيخ العلاَّمة المؤرخ عمر بن محمد فلاته رحمه الله، حيثُ حضرت له شرحاً لصحيح مسلم، والموطأ، وشرحاً في السِّيرة النَّبوية.
4/ و منهم أيضاً العلاَّمة الفقيه الشَّيخ عطية بن محمد سالم رحمه الله حيثُ حضرت عليه شرح (مذكرة الشنقيطي في أصول الفقه) و بعضاً من دروس (الرَّحبية) في الفرائض، و(شرح الورقات)، وكلها في المسجد النَّبوي الشريف.
5/ ومن العلماء أيضاً الذين أخذت عنهم في المسجد النَّبوي الشريف الشَّيخ العلاَّمة النَّاصح عَلي بن محمد بن سنان رحمه الله حيثُ دَرسنا عليه في (ألفية ابن مالك) في (النَّحو) و (إرشاد الفحول) للشَّوكاني، و(الرَّوض المربع) في فقه الحنابلة.
6/ ومنْهُم العلاَّمة المحدِّث المجاهِدُ الناقد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ومتَّعَ بهِ، حيثُ دَرسنا عليه في المسجد المجاور لسكنه الكائن آنذاك في حي الأزهري، (مُقدِّمة صَحيح مسلم) و(التَّقييد و الإيضاح) للحافظ العراقي، و(إعلام الموقعين) للإمام ابن القيم، و(اختصار علوم الحديث) لابن كثير.
7/ وَمنْهم أيضاً العلاَّمة المؤرخ اللغوي النسَّابة صفي الرحمن المباكفوري رحمه الله، حيث صحبتهُ أكثر من سنتين، قَرأتُ عليه قَدْراً صالحاً من الكتُبِ السِّتَّة- كما نصَّ عليه في إجازتهِ- فأجازني فيها، وَ فِي سائر مَرْويَّاته المتصلة بكتاب الحافظ الشوكاني ( إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر)، وَ قَرأتُ عَليه أكثرَ (جَامع) الإمام الترمذي، وكذا بعض كتب اللغة و بِخَاصَّة (النَّحو والصَّرف) والمنتشرة في بلاد (الهند) منها كتاب (شرح مئة عامل) وغيرها، وقرأتُ عليه بعض كتب العقيدة كأصول السُّنَّة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وغيرها، وكانت هذه الدراسة أكثرها في المسجد النَّبوي الشَّريف في مجلسٍ خاصَّ.
8/ ومِنَ العُلماء أيضاً العلاَّمة المحدِّث الفقيه أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله، حيثُ حَضرت عليه عَرْضاً لسنن أبي داود في بيَت أخينا الشَّيخ الفاضل الدُّكتور محمَّد بن هادي المدخلي، حيثُ كان يعرضُ عَليه جزءاً من (السنن)، وقد أجازني الشَّيخ حفظه إجازةً عامَّة لِجَميع مروياته في ثبته الموسوم ( إنالة الطالبين بأسانيد كتب المحدثين).
9/ ومِنَ العُلماء أيضاً العلامة النَّبيه الشَّيخ علي بن ناصر الفقيهي حفظه الله، حيثُ قرأتُ عليه جملةً من كتب العقيدة كـ(صريح السُّنة) لابن جرير الطبري، و(سلالة الرسالة في ذم الروافض من أهل الضلالة) لملا علي القاري، وكان ذلك في حجِّ عام 1421هـ.
10/ ومنهم أيضاً الشيخ الجليل عُبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله، حيثُ قرأتُ عليه في (مذكرة الشنقيطي في أصول الفقه) و المجلد الأول من (السَّيل الجرار) للعلامة الشوكاني.
11/ ومنهم الشيخ اللغوي البارع (ابن عوف كوني) المشهور بعبد الرحمن بن عوف الكوني، المقيم في المدينة النبوية، فقد أخذتُ منه (ملحة الإعراب) للعلامة الحريري، مع مجالس نحوية أخرى.
وللمعلومية فإنَّ كلَّ من درَّسني في (كلية الحديث الشريف) بالجامعة يعتبرُ من مشايخي، وهم كثر جزاهم الله خيراً، لكن ذكرتُ من درست عليه خارج قاعات الدراسة النظامية، وهناك بعض من درست عليه خارج الجامعة أيضاً إلا أنِّي لا أرفعُ به رأساً؛ لأمر ليس هذا محلُّ بسطه، والله الموفِّق.
* * *

السُّؤال الخامس: شيخنا: هل تَمَّ لكم علاقة بسماحة العلامة عبد العزيز بن باز والعلامة محمد العثيمين، والعلامة الألباني، رحمهم الله؟.
الجواب: إنَّ هؤلاء الذين ذكرتهم مفخرةٌ لأهل السُّنَّة، فهم من أئمتها وأعلامها، و المرء يتشرف بأنْ يذكر ما له علاقة بهم، لذا أقولُ:
إنّ من العلماء الذين أُصنِّفُهم في مشايخي أيضاً:
العلاَّمة الإمام شيخ الإسلام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله حيثُ حَضرتُ بَعْضَ دُروسه في مسجدهِ بالطَّائف، في صيف عام 1408هـ، وكانَ يشرحُ في (بلوغ المرام) لابن حجر، وحَضرتُ له لقاءات عدَّة وَوجَّهْتُ لَه جُملة مِنَ السُّؤالات، وحَضَرتُ عَليه قراءة من ( تُحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي) بِمنْزِلهِ بالطَّائف، وَ تَشرَّفْتُ بكوني ثَالث الحاضرين، حيث كان في المجلس الشَّيخُ وَالقَارئ وأنَا فَقَطْ، ولله الحمد والمنَّة، وأذكرُ أنَّ الشيخ في سنة من السنوات لما سألته عن دخول الجامعة؟ شجعني لدخولها، وسألته عن كلية الحديث، فزادني تشجيعاً، رحمه الله.
و منهم العلاَّمة الفهَّامة الفَقهيه الشيَّخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، فَقَدْ حضرتُ دُروسه في المسجد الحرام في العشر الأخير من رمضان عام (1407هـ) وكان يشرحُ حديث جبريل عليه السَّلام الطَّويل في صحيح مسلم، ودوَّنت كُل الفوائد التي استفدتها منه رحمه الله، وكَذا كُنْتُ أُسافر إليه رحمه الله في (عُنيزة) في الصَّيف لِحُضور دروسه الصَّيفية، فحضرتُ صيف 1408هـ، وصيف 1409هـ أيضاً، وأما دروسه التي كان يَعْقِدُها في المسجد النَّبوي الشريف فكذَلك حضرتها كلها و لزمْتُه فِيْها.
ومنَّ الله عليَّ أيضاً بلقاء الإمام الهمام المحدث الناقد محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، إبَّان زيارته للمدينة النبوية، في عام 1408هـ تقريباً، و كرَّر الزِّيارة أيضاً بعدها، فحضرتُ كلَّ لقاءاته العامَّة بَلْ وَ بعض الخاصَّة أيضاً، وتَشرَّفتُ بِانْفِرَادي به رحمه الله يوماً بعد صَلاة ظُهْرٍ وهو خَارجٌ مِنَ المسجد النبوي مُتَّجِهاً إلى سَكنهِ فتَوجَّهت إليه بعدَّةِ أسئلة وكان مُمْسِكاً بيدي مُشَبِّكاً أصابع يده اليمنى بأصابع يدي اليُسرى، يَسألُني عن اسمي و دِراستي، وكان مُسرعاً في مشيتهِ إلى أنْ وَصلتُ معه المنزل، فاسْتَأذن، ثُم انْصَرفتُ، رحمه الله رحمة واسعة وسائر علمائنا أجمعين.
* * *

السُّؤال السَّادس: هل لكم أن تذكروا لنا من أجازكم من أهل العلم؟
الجواب: حرصتُ في أخذي للإجازات أن آخذها بشرطها ما أمكن، من القراءة ثم طلب الإجازة، وسبق أن ذكرتُ ممن أجازني:
1/ الشيخ بكري الطرابيشي.
2/ الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
3/ الشيخ أحمد النجمي. وأزيد عليهم:
4/ الشَّيخ العلاَّمة المحدث النَّاقد أبو محمد بديع الدين الشَّاه الراشدي السِّندي الشَّريف رحمه الله، فقد كَتبَ إلي كتاباً جواباً على كتابٍ كتبتهُ له، وأرَّخه في (15 / رجب / 1416هـ) ثُم توفي رحمه الله في (18 / 8 / 1416هـ) أي بعد شهرٍ وثلاثة أيام من كتابة جوابه، فرحمه الله رحمة واسعه، وأرسلَّ إليَّ بثبته الموسوم بـ ( منجد المستجيز لرواية السنة والكتاب العزيز).
وهناك غيرهم قد أجازني وأرسل بها إليَّ من غير طلب مني، لِذَا أَعْرَضْتُ عنْها، والله المستعان.
* * *
السُّؤال السَّابع: بارك الله فيكم شيخنا: هل لكم أنْ تذكروا لنا مؤهَّلاتكم العلميَّة؟.
الجواب: المؤهلات العلميَّة:
1/ تخرجت في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية للعام الجامعي 1410هـ / 1411هـ، بتقدير عام (جيِّد جدَّاً ).
2/ علمتُ في سلك وزارة المعارف- سابقاً، والتربية والتعليم حالياً- مدرِّساً للدراسات الإسلامية مدَّة 6 سنوات، بمرحلتي المتوسطة والثانوية.
3/ ثم دَرَستُ السَّنة المنهجية لمرحلة الماجستير في جامعة أم القرى بمكة المكرمة/ قسم الكتاب والسنة في كلية الدعوة وأصول الدين، وكان ذلك عام 1417هـ، وحصلتُ على درجة ممتاز مع شهادة تفوق على الدفعة.
4/ كتبتُ رسالة الماجستير بعنوان (مرويات أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه جمعاً ودراسة)، وناقشتها في عام 21 / 8 / 1420هـ، وأجيزت بتقدير (ممتاز مع التوصية بطبع الرِّسالة).
5/ انتقلتُ من سلك وزارة المعارف إلى الجامعة الإسلامية عام 1418هـ، مُعيداً في كليَّة الحديث الشَّريف/ قسم فقه السنة ومصادرها.
6/ حصلتُ على درجة الدكتوراه سنَة 1426هـ، وكان عنوانها (تكملة شرح الترمذي) للحافظ العراقي، تحقيق من (أول كتاب الرضاع) إلى (نهاية كتاب إذا أفلس للرجل غريم..) من (كتاب البيوع)، وكان تقديرها (ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى).
7/ أعمل حالياً أستاذاً مشاركاً في قسم فقه السنة ومصادرها في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، ولي أبحاث محكمة كتبتها لدرجة الأستاذية ، يسر الله أمرها.
* * *
السُّؤال الثامن: أحسن الله إليكم: شيخنا هل لكم أن تذكروا لنا ما لكم من مؤلفات؟
الجواب: لا شك أن المشاركة في تدوين العلم ونشره أمرٌ مهمٌ، و قد منَّ الله عليَّ بذلك منذ وقتٍ، فكتبتُ جملة من المؤلفات العلمية، رغبةً في نشر العلم، فنسأل الله القبول والعون، فمن تلك المؤلفات:
1/ مرويات أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه جمعاً ودراسة / تأليف / طبع مؤخراً عن دار أضواء السلف المصرية.
2/ تكملة شرح الترمذي للحافظ العراقي / تحقيق / لم يطبع.
3/ منار السبيل بتخريج جزء ابن ديزيل، تحقيق، طبع عام 1413هـ عن دار الغرباء بالمدينة النبوية، ثم أعيد طبعه حالياً عن دار الإمام أحمد المصرية عام 14289هـ.
4/ إتحاف النبلاء بأدلة تحريم إتيان المحل المكروه من النساء / تأليف / طبع 1414هـ عن دار الغرباء بالمدينة النبوية، ثم أعيد طبعه عن دار المنهاج بمصر عام 1428هـ.
5/ رياض الجنة بتخريج أصول السنة لابن أبي زمنين، تحقيق وتخريج، طبع عن دار الغرباء عام 1414هـ، ويعاد طبعه حالياً بمصر عن دار أضواء السلف المصرية.
6/ تحفة الإخوان بتخريج مجلس من أمالي ابن بشران، تحقيق وتخريج، مخطوط لم يطبع بعد.
7/ التنبيه والإرشاد لتجاوزات محمود الحداد، تأليف، مضروب على الآلة وانتشر مصوراً عام 1414هـ.
8/ الفتح الرباني في الرد على أبي الحسن السليماني، تأليف، طبع عن دار الآثار اليمنية عام 1424هـ، وطبع أيضاً عام 1425هـ، عن دار ماجد عسيري بجدة، السعودية.
9/ التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر، للحافظ السخاوي، تحقيق، طبع عن دار أضواء السلف بالرياض / السعودية، عام 1418هـ، وأعيد طبعه حالياً عن دار الإمام أحمد بمصر.
10/ المقالات الشرعية (المجموعة الأولى)، تأليف / وتقديم العلامة أحمد النجمي والعلامة زيد المدخلي حفظهما الله، طبع عن دار المدينة العملية بالإمارات العربية المتحدة عام 1428هـ، وطبع عن دار أضواء السلف المصرية عام 1428هـ.
11/ المقالات الشرعية (المجموعة الثانية)، تأليف، طبع عن دار أضواء السلف المصرية، عام 1429هـ.
12/ الأجوبة المدينية عن الأسئلة الحديثية، تأليف / طبع عن دار الاستقامة بمصر، عام 1429هـ.
13/ مصطلحات المحدثين في كتابة الحديث وضبطه وإصلاحه، تأليف، بحثٌ علميٌّ محكَّم في جامع الإمام محمد بن سعود، تبنت الجامعة نشره في عدد من أعداد مجلتها، يسر الله خروجه.
14/ سؤالات الإمام أبي زرعة الدمشقي للإمام أحمد بن حنبل في كتابه (التاريخ) جمعاً ودراسة، تأليف / بحثٌ علميٌّ محكَّمٌ عن عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، وتبنت دار الإستقامة بمصر طبعه، يسر الله خروجه.
15/ تمام المنة بشرح أصول السُّنة للإمام الحميدي، شرحٌ مفرَّغٌ، تأليفي، طبع عن دار الاستقامة بمصر، عام 1429هـ.
16/ شرح المنظومة البيقونية، تأليفي، تبنت دار الاستقامة طبعه، يسر الله خروجه.
17/ كذلك تبنت دار الاستقامة إخراج شرحي المفرغ من أشرطتي لكتاب الحافظ الذهبي (الموقظة) يسر الله خروجه.
وهناك غيرها يسر الله وأعان عليها.
* * *
السُّؤال التاسع: أحسن الله إليكم: هل لكم أن تطلعونا على الكتب التي درستموها حفظكم الله؟.
الجواب: جواباً عن هذا السؤال أقول: تدريسي للكتب على قسمين:
كتبٌ درستها وانتهيت منها. وكتبٌ لا زلتُ فيها لم أنتهي منها بعدُ، وعلى كل حال فالكتبُ هي:
1/ (حق التلاوة) في تجويد القرآن الكريم لحسني شيخ عثمان.
2/ البرهان في تجويد القرآن للصادق قمحاوي.
3/ الأصول الثلاثة.
4/ القواعد الأربعة.
5/ كتاب التوحيد، ثلاثتها للإمام محمد بن عبد الوهاب.
6/ فتح المجيد شرح كتاب التوحيد.
7/ سلم الوصول للعلامة حافظ حكمي.
8/ أصول السنة للحميدي.
9/ السنة للمزني.
10/ صريح السنة لابن جرير.
11/ السنة لعبد الله بن الإمام أحمد.
12/ الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام.
13/ كتاب التوحيد من صحيح الإمام البخاري.
14/ كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري.
15/ الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
16/ كتاب الرقاق من صحيح الإمام البخاري.
17/ المنظومة البيقونية.
18/ اختصار علوم الحديث لابن كثير.
20/ التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر، للسخاوي.
21/ الموقظة للحافظ الذهبي.
22/ المقنع في علوم الحديث لابن الملقن.
23/ إرشاد طلاب الحقائق للحافظ النووي.
24/ مقدمة صحيح الإمام مسلم بن الحجاج.
25/ نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للحافظ ابن حجر.
26/ مختصر صحيح البخاري للزبيدي.
27/ الأدب المفرد للإمام البخاري.
28/ عمدة الأحكام الكبرى للحافظ المقدسي.
29/ عمدة الأحكام، للمقدسي، وهي المعروفة بالعمدة الصغرى.
30/ بلوغ المرام من أدلة الأحكام للحافظ ابن حجر.
31/ الأنجم الزاهرات على حل ألفاظ الورقات للمارديني الشافعي.
32/ الأربعين النووية.
33/ منهج السالكين للعلامة السعدي.
34/ بهجة قلوب الأبرار للعلامة السعدي.
35/ المحرر في الحديث، للحافظ ابن عبد الهادي.
36/ الرسالة التبوكية للإمام ابن القيم.
37/ الوابل الصيب من الكلم الطيب، للإمام ابن القيم.
38/ الدروس المهمة لعامة الأمة، للعلامة عبدالعزيز بن باز.
39/ ضوابط الجرح والتعديل، لعبد العزيز العبد اللطيف.
40/ الرفع والتكميل في الجرح والتعديل، للكنوي الهندي.
41/ طرق تخرج حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مذكرتي.
42/ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السَّامع، للحافظ الخطيب البغدادي.
43/ متن الآجرومية.
وغيرها كثير ولله الحمد والمنة.
* * *
ولعل في هذا القدر كفاية، لذا أرى أن ننتهي عند هذا القدر، والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يرزقنا علماً ينفعنا، إنَّه جوادٌ كريم، وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلَّم.
في الختام نشكرُ شيخنا على ما أتحفنا به، ونسأله تلى أن يبارك فيه وفي عمره، وأن يمده بعونه وتوفيقه، إنَّه سميعٌ مجيبٌ، وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم.









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-24, 19:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-24, 19:34   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تلاوات الشيخ
https://www.elbukhari.com/index.php?p...ry&category=18


دروس الشيخ المباشرة
https://ar.miraath.net/announcement/a...bukhari-duroos










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-25, 19:00   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي علامة الجزائر و مفتيها الكبير

ترجمة الشيخ العلامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس


الحمد لله وليّ الصالحين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه الطاهرين، ومن اقتفى آثارهم وسلك سبيلَهم إلى يوم الدِّين أمَّا بعد:

فبناءً على كثرة الطلبات المفصحة عن رغبةٍ شديدةٍ لمعرفة السيرة الذاتية للشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس -حفظه الله- والاطِّلاع على مسيرته العلمية ومشاركاته الدعوية، والوقوف على مؤلَّفاته المطبوعة منها والمخطوطة، وكذا علاقته بإخوانه من العلماء وطلبة العلم الشرعي، ارتأت الإدارة استجابةً لما سبق أن تزوِّد متصفِّحي الموقع بأبرز معالم شخصية الشيخ -حفظه الله- على النحو التالي:

أوَّلاً: اسمه ومولده:

أبو عبد المعزِّ محمَّد علي بن بوزيد بن علي فركوس القُبِّي، نسبةً إلى القُبَّة القديمة بالجزائر (العاصمة) التي وُلد فيها بتاريخ: 29 ربيع الأوَّل 1374ﻫ الموافق ﻟ: 25 نوفمبر 1954م في شهر وسنة اندلاع الثورة التحريرية في الجزائر ضدَّ الاستعمار الفرنسي الغاشم.



ثانيًا: نشأته العلمية:

نشأ الشيخ -حفظه الله- في محيطٍ عِلميٍّ وبيت فضلٍ وحُبٍّ للعلم وأهله، فكان لذلك أثرُه الواضح في نشأته العلمية، حيث تدرَّج في تحصيل مدارك العلوم بالدراسة -أوَّلاً- على الطريقة التقليدية، فأخذ نصيبه من القرآن الكريم وشيئًا من العلوم الأساسية في مدرسةٍ قرآنيةٍ على يد الشيخ محمَّد الصغير معلم، ثمَّ التحق بالمدارس النظامية الحديثة التي أتمَّ فيها المرحلة الثانوية، وبالنظر إلى عدم وجود كلِّياتٍ ومعاهدَ في العلوم الشرعية آنذاك واصل دراسته النهائية بكلِّية الحقوق والعلوم الإدارية إذ كانت أقرب كلِّيةٍ تُدرَّس فيها جملةٌ من الموادِّ الشرعية، ولا يزال -طيلةَ مرحلته الجامعية- تشدُّه رغبةٌ مؤكَّدةٌ وميولٌ شديدٌ للاستزادة من العلوم الشرعية والنبوغ فيها، فأكرمه الله تعالى بقَبوله في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، حيث وجد ضالَّته في هذا البلد الأمين.



ثالثًا: أبرز المشايخ الذين استفاد منهم:

في أثناء مرحلته الدراسية بالمدينة النبوية استفاد من أساتذةٍ وعلماءَ كرامٍ -ملازمةً ومجالسةً وحضورًا-، سواءً في الجامعة الإسلامية أو في المسجد النبوي الشريف ومن أشهرهم:

1- الشيخ: عطية محمَّد سالم -رحمه الله- القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية والمدرِّس بالمسجد النبوي: حضر بعض مجالسه في شرح «الموطَّأ» للإمام مالكٍ -رحمه الله-.

2- الشيخ عبد القادر شيبة الحمد: أستاذ الفقه والأصول في كلِّية الشريعة.

3- الشيخ أبو بكرٍ الجزائري: المدرِّس بالمسجد النبوي وأستاذ التفسير بكلِّية الشريعة.

4- محمَّد المختار الشنقيطي -رحمه الله- (والد الشيخ محمَّد): أستاذ التفسير بكلِّية الشريعة، ومدرِّس كتب السُّنَّة بالمسجد النبوي.

5- الشيخ عبد الرؤوف اللّبدي: أستاذ اللغة بكلِّية الشريعة.

كما استفاد من كبار العلماء والمشايخ أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ حمَّاد بن محمَّد الأنصاري رحمهما الله تعالى من خلال المحاضرات.

وكان حريصًا على حضور المناقشات العلمية للرسائل الجامعية التي كانت تُناقَش بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية من قِبَل الأساتذة والمشايخ، الذين لهم قدمٌ راسخةٌ في مجال التحقيق ورحلةٌ طويلةٌ في البحث العلمي، وقد أكسبه ذلك منهجيةً فذَّةً في دراسة المسائل العلمية ومناقشتها.



رابعًا: رجوعه إلى بلده:

حدَّثنا الشيخ -حفظه الله- يومًا عن طلبه للعلم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فكان ممَّا قاله: «كنت إذا استفدتُ فائدةً فرحت بها فرحًا عظيمًا وتمنَّيتُ لو استطعتُ أن أطير بها إلى الجزائر لأبلِّغها للناس ثمَّ أرجع إلى المدينة». ومثل سائر المصلحين الذين إذا حصَّلوا الرصيد الكافيَ من علوم الشريعة رجعوا إلى أوطانهم داعين إلى الحقِّ ومحذِّرين ممَّا يخالفه استقرَّ الشيخ -حفظه الله- في وطنه الجزائر بعد عودته من المدينة النبوية سنة: 1402ﻫ/ 1982م، فكان من أوائل الأساتذة بمعهد العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة الذي اعتُمد رسميًّا في تلك السنة، وقد عُيِّن فيه -بعد ذلك- مُديرًا للدراسات والبرمجة.

وفي سنة 1410ﻫ/ 1990م انتقل إلى جامعة محمَّد الخامس بالرباط لتسجيل أطروحة العالمية العالية (الدكتوراه)، ثمَّ حوَّلها -بعد مُدَّةٍ من الزمان- إلى الجزائر، فكانت أوَّلَ رسالة دكتوراه دولة نوقشت بالجزائر العاصمة في كلِّية العلوم الإسلامية، وذلك سنة 1417ﻫ/ 1997م. ولا يزال إلى يوم الناس هذا مدرِّسًا بهذه الكلِّية، مُسَخِّرًا وقتَه وجُهدَه لنشر العلم ونفع الناس والإجابة عن أسئلتهم.



خامسًا: نشاطه العلمي:

لم تكن كلِّية العلوم الشرعية منبره العلمي والتربوي الوحيد في الدعوة إلى الله تعالى، بل كانت المساجد بيوتُ الله مأوى طلبة العلم المتوافدين إليه، فأتمَّ شرح «روضة الناظر» لابن قدامة المقدسي -رحمه الله- في علم الأصول بمسجد «الهداية الإسلامية» بالقبَّة (العاصمة)، كما أتمَّ شرح «مبادئ الأصول» لابن باديس بمسجد «الفتح» بباب الوادي (العاصمة)، ودَرَّس «القواعد الفقهية» بمسجد «أحمد حفيظ» ببلكور (العاصمة)، وأقام مجالس علميةً متنوِّعةً أجاب فيها عن عِدَّة أسئلةٍ في مختلف العلوم والفنون جُمعت له في أشرطةٍ وأقراصٍ سمعية. إلى أن حال بينه وبين تحقيق المزيد من النشاط المسجدي عائقٌ إداريٌّ من الجهات الوصيَّة منعه من الاستمرار بالنظر إلى الظروف الصعبة التي كانت تعيش فيها الجزائر في تلك الفترة، فانتقل إلى إقامة حلقاتٍ على رصيف الشارع المجاور لبيته، ثمَّ إلى المكتبة المجاورة لمسجد «الهداية الإسلامية» بالقبَّة كلَّ يومٍ بعد صلاتَيِ الفجر والعصر، ثمَّ ما لبث أن انتشرت الإنترنت في ربوع الجزائر، فكان له قصب السبق في إنشاء موقعه الدعوي الرسمي على هذه الشبكة، ثمَّ عمل على تأسيس مجلَّة «الإحياء» الصادرة من موقعه الرسمي توسيعًا لمجال دعوته وتعميمًا للخير والنفع.

نسأل اللهَ تعالى أن يُقَوِّيه على طاعته، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته يومَ لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاَّ من أتى اللهَ بقلبٍ سليم.



سادسًا: مؤلَّفاته العلمية:

للشيخ -حفظه الله- كتبٌ تنوَّعت بين تحقيقٍ وتأليفٍ وشرحٍ، وتمتاز مؤلَّفاته بالأسلوب العلمي الرصين الذي يغلب عليه الطابع الأصولي، وعباراته دقيقةٌ وهادفةٌ خاصَّةً الفقهية والأصولية، وتأصيلاته للمسائل مؤسَّسةٌ من منطلق اكتشافه لمنشإ الخلاف وسببه، وهو مدركٌ عزيزٌ، الأمر الذي استحسنه متتبِّعو مؤلَّفاته من المشايخ والطلبة وتلقَّوْه بالرضى والقبول:

أمَّا تحقيقاته فيلتزم فيها -في الجملة- ما يلتزم به أهل التحقيق لكتب التراث، ويؤدِّي فيها المقصد من التحقيق والدراسة كما شهد له المتخصِّصون من أهل التحقيق، ويمكن عرضُ بعض الكتب المحقَّقة والمؤلَّفات والشروح على النحو التالي:

- تحقيق: «تقريب الوصول إلى علم الأصول» لأبي القاسم محمَّد بن أحمد بن جُزَيٍّ الكلبي الغرناطي، المتوفَّى سنة 741ﻫ.

- تحقيق: «الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل» للإمام أبي الوليد الباجي المتوفَّى سنة 474ﻫ.

- تحقيق: «مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول» ويليه: كتاب «مثارات الغلط في الأدلَّة» للإمام أبي عبد الله محمَّد بن أحمد الحسني التلمساني 771ﻫ/ 1370م.

- «ذوو الأرحام في فقه المواريث».

- «مختارات من نصوص حديثية، في فقه المعاملات المالية».

- «الفتح المأمول شرح مبادئ الأصول» للشيخ عبد الحميد بن باديس المتوفَّى سنة 1359ﻫ.

- «الإنارة شرح كتاب: الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معرفة الدليل».

- «الإعلام بمنثور تراجم المشاهير والأعلام».

وله من السلاسل العلمية:

1- سلسلة «ليتفقَّهوا في الدين»: طُبع منها:

- طريق الاهتداء إلى حكم الائتمام والاقتداء.

- المنية في توضيح ما أشكل من الرقية.

- فرائد القواعد لحلِّ معاقد المساجد.

- محاسن العبارة في تجلية مقفلات الطهارة.

- الإرشاد إلى مسائل الأصول والاجتهاد.

- مجالس تذكيرية على مسائل منهجية.

- أربعون سؤالاً في أحكام المولود.

- العادات الجارية في الأعراس الجزائرية.

- العمدة في أعمال الحجِّ والعمرة.

2- سلسلة «فقه أحاديث الصيام»: طُبع منها:

- حديث تبييت النيَّة.

- حديث النهي عن صوم يوم الشكِّ.

- حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال.

- حديث حكم صيام المسافر ومدى أفضليته في السفر

3- سلسلة «توجيهات سلفية»: طُبع منها:

- المنطق الأرسطي وأثر اختلاطه بالعلوم الشرعية.

- شرك النصارى وأثره على أمَّة الإسلام.

- تربية الأولاد وأسس تأهيلهم.

- العلمانية: حقيقتها وخطورتها.

- نصيحةٌ إلى طبيبٍ مسلمٍ ضمن ضوابط شرعيةٍ يلتزم بها في عيادته.

- الإخلاص بركة العلم وسرُّ التوفيق.

- الإصلاح النفسي للفرد أساس استقامته وصلاح أمَّته، ومعه: نقدٌ وتوضيحٌ في تحديد أهل الإصلاح وسبب تفرُّق الأمَّة.

- منهج أهل السنَّة والجماعة في الحكم بالتكفير بين الإفراط والتفريط ومعه: «نقد وتوضيح: السلفية منهج الإسلام، وليست دعوة تحزُّبٍ وتفرُّقٍ وفساد».

- حكم الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام.

- دعوى نسبة التشبيه والتجسيم لابن تيمية، وبراءته من ترويج المغرضين لها.

- الصراط في توضيح حالات الاختلاط.

- توجيه الاستدلال بالنصوص الشرعية على العذر بالجهل في المسائل العقدية.

- الجواب الصحيح في إبطال شبهات من أجاز الصلاة في مسجدٍ فيه ضريح.

- تحرِّي السداد في حكم القيام للعباد والجماد.

- منصب الإمامة الكبرى، أحكامٌ وضوابط.

وللشيخ - حفظه الله - مقالاتٌ نُشرت ضمن أعدادٍ من مجلَّة «منابر الهدى» ومجلَّة «الإصلاح» وإجاباتٌ عن أسئلةٍ واردةٍ من قُرَّاء المجلتين بمنبر الفتاوى، وكذا الواردة من منتديات «التصفية والتربية» فضلاً عن الكلمات الشهرية والمقالات الأصولية والفقهية والنصائح السلفية بموقعه الرسمي الذي أصدر مجلَّةً ناطقةً باسمه موسومةً ﺑ:«الإحياء».

وقد ناقش الشيخ -حفظه الله- العديد من أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير على المستوى الجامعي كما أشرف على أطروحاتٍ ورسائل أخرى، وهي مرتَّبةٌ على موقعه الرسمي.









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-25, 19:01   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تابع


سابعًا: معالم شخصية الشيخ -حفظه الله-:

من أبرز معالم شخصية الشيخ -حفظه الله-:

1- دعوته إلى التوحيد والسنَّة ونبذه ما يُضادُّهما:

فإنَّ أعظم ما يدعو إليه الدعاة هو الدعوة إلى الأصلين الشريفين والمنبعين الصافيين وهما دعوة الأنبياء عليهم الصلاة السلام المختصرة في قولهم ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [المؤمنون: 32]، وكذا التنفير مما يخدشهما ويضادُّهما من الشركيات والبِدَع، فالأولى تقدح في التوحيد والثانية في المتابعة، وقد كرَّس الشيخ -حفظه الله- وقته وطاقته لتحقيق ذلك، ولقي في سبيل ذلك معاداةً وأذًى شديدين من المخالفين والمناوئين المبغضين لدعوة الحقِّ إلى أن وصل بهم الحقد إلى أن شنُّوا حملاتٍ مسعورةً ملؤها الكذب والزور وبتر الكلام في الصحف اليومية لتشويه سمعته وتأليب العامَّة عليه، ولكن ذلك لم يثنه عن السير على منهج دعوة الأنبياء، ولا زالت فتاواه ورسائله على ما كانت عليه من صفاء العقيدة وسلامة المنهج.

2- دفاعه عن العقيدة السلفية وعلمائها الداعين إليها:

إنَّ الدعوة إلى الكتاب والسنَّة يلزم منها نصرة ما تضمَّنته من عقيدةٍ بالأسلوب القويم، وردِّ تشويهات الشانئين لها والداعين إليها تحقيقًا لقوله تعالى ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ﴾ [التوبة 71]، وقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» [البخاري (2443)]، ولم يخرج الشيخ -حفظه الله- عن هذا المنهج، فقد كتب عدَّة مقالاتٍ وأصدر مؤلَّفاتٍ ينافح فيها عن العقيدة السليمة ويناصر فيها علماءها، ولمَّا تناهى إلى أسماعه أنَّ بعض الحاقدين يشوِّه صورةَ شيخ الإسلام ابن تيمية ويتَّهمه بتشبيه صفات الله تعالى وتمثيلها، يذكر ذلك علنًا دون خشيةٍ أو خجلٍ، ثارت غيرته على العقيدة السلفية أن يلوِّثها المدَّعُون، وعلى عِرْض شيخ الإسلام أن يدنسِّه الشانئون، فبادر إلى كتابة رسالة «دعوى نسبة التشبيه والتجسيم لابن تيمية، وبراءته من ترويج المغرضين لها» دحض فيها الشبه وأزال الأوهام المثارة حول الموضوع.

ودفاعه عن الشيخ الألباني -رحمه الله- من تهمة الإرجاء معروفٌ ومشهورٌ، وفي «مجالس التذكير» منشورٌ، فجزاه الله ومن سبقه بالعلم والفضل خيرًا.




3- رجوعه إلى الحقِّ والانصياع له:

لا شكَّ أنه لا أحد إلاَّ ويؤخذ من قوله ويُردُّ إلاَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وعدم الاستنكاف من الرجوع إلى الحقِّ خلقٌ فاضلٌ يزيد النبيل نبلاً، والفاضل فضلاً ورفعةً، وممَّا عايشناه من الشيخ -حفظه الله- قبولُه للنقد وتواضُعه للحقِّ وعدم استكباره عن الرجوع إلى الصواب إذا ظهر له، ولا أدلَّ على ذلك ممَّا كتبه بيده في مقالته «تنبيهٌ واستدراك» لما استُدرِك عليه بعضُ الكلمات الموهمة قائلاً: «ففي مَطلع صفحة [58] في ركن «فتاوى شرعية» من مجلَّة «الإصلاح» الصادرة عن دار الفضيلة للنشر والتوزيع في عددها [10] والمؤرَّخة ﺑ رجب/ شعبان 1429ﻫ، الموافق ﻟ جويلية/ أوت 2008م، جاء في نصِّ الفتوى الثانية الموسومة ﺑ «عدم فاعلية السبب الوضعي بنفسه» عباراتٌ مُجملةٌ تحتاج إلى توضيحٍ وتنبيه، وأخرى مجانبةٌ للصواب تحتاج إلى استدراكٍ ورجوعٍ إلى الحقِّ».

وكم من مسألةٍ يستشكلها بعض طُلاَّبه ويراجعونه فيها فإذا ظهر له صواب المعترض أذعن إلى الحقِّ ورجع إلى الصواب، وذلك شأن المنصف المتجرِّد نحسبه كذلك والله حسيبه.


ثامنًا: علاقته بالعلماء وطلبة العلم:

إنَّ ممَّا نشهد به على ما رأيناه من شيخنا -حفظه الله تعالى- هو حسن أخلاقه وسمته وتواضعه مع طلبة العلم، ورحمته بهم كالوالد مع ولده، يقرِّبهم إليه ويبسط لهم المسائل ويؤصِّلها لهم، ويعلِّمهم الكيفية المثلى في الإجابة، ويعقد لهم المجالس العلمية مجيبًا عن تساؤلاتهم واستفساراتهم باذلاً جهده في حلِّ إشكالاتهم من غير استعلاءٍ ولا كتمان، وكم كنَّا نسمع منه قوله: «إني لأرجو أن أكون درجًا يرتقي عليه طلبة العلم ليعلوا في مدارج الكمال»، وتعاهُده لهم بالسؤال عنهم ومساعدتهم على قضاء حوائجهم وتوجيههم، ونصحهم بما يفيدهم في دينهم ودنياهم، وترغيبهم في التكتُّل على الحقِّ واتِّباع منهج النبوَّة، وترهيبهم من التكتُّل على الباطل واتِّباع منهج الضلال، شيءٌ يعرفه الخاصُّ والعامُّ حتى أصبح عَلَمًا على شخصية الشيخ -حفظه الله-.

أمَّا العلماء فقد أثنَوْا على الشيخ وعلمه ثناءً عطرًا ومن أولئك:

- الشيخ عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله-:

ففي رسالته: «رفقًا أهل السنَّة بأهل السنَّة»، فقد أوصى أن يستفيد طلاَّب العلم في كلِّ بلدٍ من المشتغلين بالعلم من أهل السنَّة، وكان ممن ذكره في الجزائر الشيخ محمَّد علي فركوس.


- الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-:


فإنه لا يذكر الشيخَ إلاَّ بالجميل كما شهد بذلك من يحضر مجالسَه في بيته بمكَّة المكرَّمة، وقد أفصح عن ذلك في مقالته «حكم المظاهرات في الإسلام»، حيث قال: «وعلماء السُّنَّة في كلِّ مكانٍ يحرِّمون المظاهرات ولله الحمد، ومنهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم العلاَّمة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي المملكة سابقًا، والعلاَّمة محمَّد بن صالح العثيمين، وهيئة كبار العلماء وعلى رأسهم مفتي المملكة الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وفضيلة الشيخ صالح اللحيدان، ومحدِّث الشام محمَّد ناصر الدين الألباني، وعلماء السُّنَّة في اليمن وعلى رأسهم الشيخ مقبل الوادعي، وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمَّد علي فركوس، رحم الله من مضى منهم، وحفظ الله وثبَّت على السُّنَّة من بقي منهم، وجَنَّب المسلمين البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن».

- الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البرَّاك -حفظه الله-:

إذ بعد أن أطلعه بعض طلبة العلم على رسالة الشيخ «تحرِّي السداد في حكم القيام للعباد والجماد» أبدى إعجابه بمضمونها المتَّفِق وعقيدة أهل السُّنَّة والجماعة، فرغب -حفظه الله- في كتابة تقريظٍ لها، وممَّا جاء فيه: «فقد اطَّلعت على البحث الذي أعدَّه الشيخ محمَّد علي فركوس بعنوان «تحرِّي السداد في حكم القيام للعباد والجماد» فوجدته بحثًا قيِّمًا..».

- الشيخ سعد بن ناصر الشثري -حفظه الله-:

العضو السابق بهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية: وثناؤه على الشيخ معروفٌ لدى طلبته في دروسه، وتبليغه سلامَه للشيخ مع الطلبة الجزائريين مشهورٌ عنه، بل صَرَّح بالثناء في بعض رسائله الخاصَّة قائلاً: «..وحيث إنَّ الدكتور فركوس من أفاضل علماء الشريعة علمًا وخُلقًا وسُنَّةً واحتسابًا فيما يظهر لي، وهو ممَّن يدقِّق في لفظه».


كما أثنى على الشيخ -حفظه الله- وعلى مؤلَّفاته وفتاويه الكثير من المدرسين وطلبة العلم الأقوياء في دروسهم ومجالسهم وينصحون بالاستفادة منه ومن تحقيقاته العلمية المبثوثة في كتبه ومؤلَّفاته.


فجزاهم الله جميعًا خير الجزاء ووفَّقهم لرضاه وزادهم.

هذا ما عرفْناه عن الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس -حفظه الله- صدقًا لا غلوَّ فيه ولا إطراء، وإن كنا نعتقد أنه بشرٌ كسائر بني آدم يصيب ويخطئ، ونحسبه -والله حسيبه- لا يتعمَّد الخطأ ولا يغشُّ السائلين، ولا يُصرُّ عليه إن ظهر له الصواب في خلافه، جعل جُلَّ وقته للدعوة المبنيَّة على العلم الصحيح المؤصَّل على الوحيين الشريفين: كتاب الله وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بفهمِ مَن سلف من هذه الأمَّة الذين هم خيارها وأفضلها، لا يدعو إلى حزبيةٍ سياسيةٍ أو دينيةٍ ولا إلى قوميةٍ أو شعوبية، شعارُه قوله تعالى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف : 108]، يجتمع بإخوانه على اختلاف طبقاتهم العلمية على لقاءاتٍ إصلاحيةٍ، ولا يتوانى في خدمة الدين بكلِّ ما أوتي من جهدٍ وطاقةٍ.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين شيخنا على أداء مهامِّه الدعوية وأن يجزيه خير الجزاء على ما يقدِّمه للأمَّة الإسلامية، إنه خير كفيلٍ وبالإجابة جديرٌ.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.
التاريخ: 21 من ذي الحجَّة 1432ﻫ
الموافق ﻟ: 17 نوفمبر 2011م









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المنهج الحق السلفية, التثبيت, العلماء., تراجم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:24

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc