![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() https://www.almenhaj.net/tawheed/text.php?linkid=7784
رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة الشيخ زكريا حسينى محمد الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد فهذا هو المقال الأخير في ما يتعلق بحديث أنس رضي الله عنه في الشفاعة، وهو من الأمور العقدية التي وردت في هذا الحديث، وذلك في قول النبي «فإذا رَأيْتُ ربي وَقَعتُ له سَاجِدًا» قال الإمام البخاري في كتاب التوحيد من صحيحه «باب قول الله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ »، وساق تحت هذا الباب أحد عشر حديثًا عن جرير بن عبد الله، وأبي هريرة حديثين، وأبي سعيد، وعن أنس حديثين، وابن عباس، وعدي بن حاتم، وأبي موسى الأشعري، وابن مسعود، وأبي بكرة وقال الآجري في كتاب «الشريعة» «كتاب التصديق بالنظر إلى وجه الله عز وجل» أما بعد فإن الله جل ذكره وتقدست أسماؤه خلق خلقه كما أراد لما أراد، فجعلهم شقيًا وسعيدًا فأما أهل الشقوة فكفروا بالله العظيم، وعبدوا غيره، وعصوا رسله، وجحدوا كتبه، فأماتهم على ذلك، فهم في قبورهم يُعَذَّبون، وفي القيامة عن النظر إلى الله تعالى محجوبون، وإلى جهنم واردون، وفي أنواع العذاب يتقلبون، وللشياطين مقاربون، وهم فيها أبدًا خالدون وأما أهل السعادة، فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى، فآمنوا بالله وحده، ولم يشركوا به شيئًا، وصدَّقوا القولَ بالفعل، فأماتهم على ذلك، فهم في قبورهم ينعَّمون، وعند المحشر يبشَّرُون، وفي الموقف إلى الله تعالى بأعينهم ينظرون، وإلى الجنة بعد ذلك وافدون، وفي نعيمها يتفكهون، وللحور العين معانقون، والولدان لهم يخدمون، وفي جوار مولاهم الكريم أبدًا خالدون، ولربهم تعالى في داره زائرون، وبالنظر إلى وجهه الكريم يتلذذون، وله مكلمون، وبالتحية لهم من الله تعالى والسلام منه عليهم يكرمون، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فإن اعترض جاهل ممن لا علم معه، أو بعض هؤلاء الجهمية الذين لم يُوفَّقُوا للرشاد، ولعب بهم الشيطان، فقال المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة؟ قيل له نعم، والحمد لله على ذلك فإن قال الجهمي أنا لا أؤمن بذلك قيل له كفرت بالله العظيم فإن قال وما الحجة؟ قيل لأنك رددت القرآن والسنة وقول الصحابة رضي الله عنهم، وقول علماء المسلمين، واتبعت غير سبيل المؤمنين، وكنت ممن قال الله تعالى فيهم وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا النساء فأما نص القرآن فقول الله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، وقد أخبرنا الله تعالى عن الكفار أنهم محجوبون عن رؤيته، فقال تعالى ذكره كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ المطففين ، فدل بهذه الآية أن المؤمنين ينظرون إلى الله، وأنهم غير محجوبين عن رؤيته، كرامةً منه لهم وقال تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ، فروي أن «الزيادة» هي النظر إلى وجه الله تعالى، وقال تعالى وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا واعلم رحمك الله أن اللقي هاهنا عند أهل العلم باللغة لا يكون إلا معاينة، يراهم الله تعالى ويرونه، ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه قال وقد قال الله تعالى لنبيه وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ وكان مما بيَّنه لأمته في هذه الآيات أنه أعلمهم في غير حديث «إنكم ترون ربكم تعالى» رواها عنه جماعة من أصحابه رضي الله عنهم، وقَبِلَها العلماء أحسن القبول، كما قبلوا عنهم علم الطهارة والصلاة، والزكاة والصيام، والحج والجهاد، وعلم الحلال والحرام، كذا قبلوا منهم الأخبار أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، لا يشكون في ذلك، ثم قالوا من رد هذه الأخبار فقد كفر ثم ساق مجموعة من الآثار بأسانيدها قبل أن يسوق الأحاديث المسندة إلى الرسول ، فمن هذه الآثار عن الحسن قال لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم تعالى لذابت نفوسهم في الدنيا عن الحسن أيضًا قال إن الله تعالى ليتجلى إلى أهل الجنة، فإذا رآه أهل الجنة نسوا نعيم الجنة عن مالك رحمه الله الناس ينظرون إلى الله تعالى يوم القيامة بأعينهم عن سفيان بن عيينة وقد قيل له هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية؟ فقال حق على ما سمعناها ممن نثق به عن أحمد بن حنبل وبلغه عن رجل أنه قال إن الله تعالى لا يُرَى في الآخرة فغضب غضبًا شديدًا، ثم قال من قال بأن الله تعالى لا يُرى في الآخرة فقد كفر؛ عليه لعنة الله وغضبه، أليس الله عز وجل يقول وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، وقال تعالى كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ، هذا دليل على أن المؤمنين يرون الله تعالى عن أبي عبيدٍ القاسم بن سلام وذكرت عنده هذه الأحاديث في الرؤية فقال هذه عندنا حق نقلها الناس بعضهم عن بعض ثم قال الآجري رحمه الله فمن رغب عما كان عليه هؤلاء الأئمة الذين لا يُستوحش من ذكرهم، وخالف الكتاب والسنة، ورضي بقول جهم وبشر المريسي وأشباههما فهو كافر ثم ساق الآجري تفسير بعض الآيات التي ذكرها مما ورد عن السلف في تفسيرها؛ فقال عن محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قال نَضَّرَ الله تلك الوجوه وحَسَّنَها للنظر إليه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ يعني حَسَّنها، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قال نظرت إلى الله تعالى عن الحسن في قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ قال النضرة الحُسْن إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قال نظرت إلى ربها عز وجل فَنَضِرَتْ لنوره عن عكرمة في قول الله عز وجل وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ، قال من النعيم إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قال تنظر إلى ربها عز وجل نظرًا عن عكرمة قال قيل لابن عباس رضي الله عنهما كل من دخل الجنة يرى الله تعالى؟ قال نعم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قول الله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ قال النظر إلى وجه تعالى، وعن حذيفة مثله ثم ساق الآجري الأحاديث في ذلك من رواية كل صحابي على حدته منها حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال «إنكم ستعرضون على ربكم عز وجل فترونه كما ترون هذا القمر لا تضارون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلَبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» متفق عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال الناس يا رسول الله، هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة ؟ فقال النبي «نعم، هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟» قالوا لا يا رسول الله، قال «هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟» قالوا لا يا رسول الله، قال «فإنكم ترون ربكم عز وجل يوم القيامة كذلك» متفق عليه حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله، أنرى ربنا عز وجل؟ فقال رسول الله «هل تضارون في رؤية الشمس إذا كان يوم صحو؟» قلنا لا، قال «هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر أو قال صحو؟» قلنا لا، قال «فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم عز وجل يومئذ، إلا كما تضارون في رؤيتهما» متفق عليه حديث صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله «إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة نودوا أن يا أهل الجنة، إن لكم عند الله عز وجل موعدًا لم تروه، قالوا وما هو؟ ألم تبيضْ وجوهنا؟ وتزحزحنا عن النار؟ وتدخلنا الجنة؟ قال فيكشف الحجاب وينظرون إليه تبارك وتعالى، فوالله ما أعطاهم الله عز وجل شيئًا أحب إليهم منه، ثم تلا رسول الله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ رواه مسلم حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال قال رسول الله «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه تعالى، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حاجب يحجبه » الحديث متفق عليه وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه «حادي الأرواح» في باب «رؤيتهم ربهم تبارك وتعالى» قال هذا الباب أشرف أبواب الكتاب، وأجلها قدرًا وأعلاها خطرًا، وأقرها لعيون أهل السنة والجماعة، وأشدها على أهل البدعة والفرقة، وهي الغاية التي شمَّر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم، وحرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشد عليهم من عذاب الجحيم، اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، وجميع الصحابة، والتابعون، وأئمة الإسلام على تتابع القرون، وأنكرها أهل البدع المارقون، والجهمية المتهوكون، والفرعونية المعطلون، والباطنية الذين هم من جميع الأديان منسلخون، والرافضة الذين هم بحبائل الشيطان متمسكون، ومن حبل الله منقطعون، وعلى مسبة أصحاب رسول الله عاكفون، وللسنة وأهلها محاربون، ولكل عدو لله ورسوله ودينه مسالمون، وكل هؤلاء عن ربهم محجوبون، وعن بابه مطرودون أولئك أحزاب الضلال وشيعة اللعين، وأعداء الرسول وحزبه المؤمنين وقد أخبر الله سبحانه عن أعلم الخلق في زمانه، وهو كليمه ونجيه وصفيه من أهل الأرض أنه سأل ربه تعالى النظر إليه، فقال له تبارك وتعالى لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا الأعراف ، قال وبيان الدلالة من هذه الآية من وجوه عديدة أحدها أنه لا يُظن بكليم الرحمن ورسوله الكريم أن يسأل ربه ما لا يجوز عليه، بل هو من أبطل الباطل، وأعظم المحال الوجه الثاني أن الله سبحانه وتعالى لم ينكر عليه سؤاله، ولو كان محالاً لأنكره عليه، كما أنكر على نوح عليه السلام سؤاله عند ما سأل ربه نجاة ابنه، فقال إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ الوجه الثالث أنه أجابه بقوله لَنْ تَرَانِي ولم يقل إني لا أُرى، ولا إني لست بِمَرْئيٍّ، أو لا تجوز رؤيتي، والفرق بين الجوابين ظاهر لمن تأمله وهذا يدل على أنه سبحانه يُرى، ولكن موسى لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار لضعف قوة البشر فيها عن رؤيته تعالى الوجه الرابع في قوله تعالى لموسى وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ، فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت لتجليه سبحانه له في هذه الدار، فكيف بالبشر الضعيف الذي خُلق من ضعف؟ الوجه الخامس أن الله سبحانه قادر على أن يجعل الجبل مستقرًّا مكانه، وليس هذا بممتنع في مقدوره، بل هو ممكن وقد علق به الرؤية، ولو كانت محالاً في ذاتها لم يعلقها بالممكن في ذاته الوجه السادس قوله سبحانه فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ، وهذا من أبين الأدلة على جواز رؤيته تبارك وتعالى، فإنه إذا جاز أن يتجلى للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب، فكيف يمتنع عليه أن يتجلى لأنبيائه ورسله وأوليائه في دار كرامته ويريهم نفسه سبحانه وتعالى ؟ الوجه السابع أن الله تعالى كلم موسى وناداه وناجاه، ومن جاز عليه التكلم والتكليم، وأن يُسْمِعَ مخاطَبَهُ كلامه بغير واسطة فرؤيته أولى بالجواز، ولهذا لا يتم إنكار الرؤية إلا بإنكار التكليم، وقد جمعت هذه الطوائف بين إنكار الأمرين؛ فأنكروا أن يكلم أحدًا أو يراه أحد، ولهذا فإن موسى سأل ربه النظر إليه لما أسمعه كلامه، وعلم من الله جواز رؤيته من وقوع خطابه وتكليمه، فلم يخبره باستحالة ذلك عليه، ولكن أراه أن ما سأله لا يقدر على احتماله في الدنيا قال ابن القيم الدليل الثاني قوله تعالى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاَقُوهُ ، وقوله تعالى تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ ، وقوله تعالى فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ الكهف ، وقوله تعالى قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللَّهِ ، قال وأجمع أهل اللسان على أن اللقاء متى نُسب إلى الحي السليم من العمى والمانع اقتضى المعاينة والرؤية ثم قال الدليل الثالث قوله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يونس ، فالحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم، كذلك فسرها رسول الله الذي أنزل عليه القرآن، وكذا الصحابة من بعده، كما في حديث صهيب رضي الله عنه عند مسلم مسلم ثم قال الدليل الرابع قوله تعالى كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ المطففين قال ووجه الاستدلال بهذه الآية أنه سبحانه وتعالى جعل من أعظم عقوبة الكفار كونهم محجوبين عن رؤيته واستماع كلامه، فلو لم يره المؤمنون ولو لم يسمعوا كلامه كانوا محجوبين عنه أيضًا وقد احتج بهذه الحجة الشافعي نفسه، وغيره من الأئمة، فذكر الطبري وغيره عن المزني قال سمعت الشافعي يقول في هذه الآية فيها دلالة على أن أولياء الله يرون ربهم يوم القيامة وروى الحاكم عن الربيع بن سليمان قال حضرت محمد بن إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها ما تقول في قول الله عز وجل كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ؟ فقال الشافعي لما أن حجب هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا قال الربيع فقلت يا أبا عبد الله، وبه تقول؟ قال نعم، وبه أدين، ولو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى الله لما عبد الله عز وجل ثم قال ابن القيم الدليل السادس قوله عز وجل لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ الأنعام ، قال والاستدلال بهذا أعجب؛ فإنه من أدلة النفاة، وقد قرر شيخنا وجه الاستدلال به أحسن تقرير وألطفه، وقال لي أنا ألتزم أنه لا يحتج مبطل بآية أو حديث صحيح على باطل إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله فمنها هذه الآية، وهي على جواز الرؤية أولى منها على امتناعها، فإن الله سبحانه إنما ذكرها في سياق التمدح، ومعلوم أن المدح إنما يكون بالأوصاف الثبوتية، وأما العدم المحض فليس بكمال فلا يُمدَح به، وإنما يمدح الرب تبارك وتعالى بالعدم إذا تضمن أمرًا وجوديًّا كمدحه بنفي السِّنة والنوم المتضمن كمال القيومية، ونفي الموت المتضمن كمال الحياة وعدَّ منفيات تتضمن كمال ضدها، إلى أن قال ولهذا لم يتمدح بعدم محض لا يتضمن أمرًا ثبوتيًّا، فإن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم، ولا يُوصف الكامل بأمرٍ يشترك هو والمعدوم فيه، فلو كان المراد بقوله لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ أنه لا يُرَى بحال لم يكن في ذلك مدح ولا كمال فالرب تبارك وتعالى يُرَى ولا يُدْرَك، كما يُعْلَمُ ولا يُحاط به، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة من الآية انتهى بتصرف من حادي الأرواح لابن القيم من ص ، ط دار ابن رجب، سنة هـ المجتمع وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية المخالف في الرؤية الجهمية والمعتزلة، ومن تبعهم من الخوارج والإمامية، وقولهم باطل مردود بالكتاب والسنة وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتابعون، وأئمة الإسلام المعروفون بالإمامة في الدين، وأهل الحديث، وسائر طوائف أهل الكلام المنتسبون إلى السنة والجماعة وهذه المسألة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلّها، وهي الغاية التي شمَّر إليها المشمرون، وتنافس المتنافسون، وحُرمها الذين هم عن ربهم محجوبون، وعن بابه مردودون وقد ذكر الشيخ الطحاوي رحمه الله، من الأدلة قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وهي من أظهر الأدلة، وأما من أبى إلا تحريفها بما يسميه تأويلاً؛ فتأويل نصوص المعاد والجنة والنار والحساب، أسهل من تأويلها على أرباب التأويل، ولا يشاء مبطل أن يتأول النصوص ويحرفها عن مواضعها إلا وجد إلى ذلك السبيل وهذا الذي أفسد الدنيا والدين، وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص التوراة والإنجيل، وحذرنا الله أن نفعل مثلهم، وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية ؟ فهل قُتل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد ؟ وكذا ما جرى في يوم الجمل وصفين، ومقتل الحسين، والحَرَّة ؟ وهل خرجت الخوارج، واعتزلت المعتزلة، ورفضت الروافض وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلا بالتأويل الفاسد ؟ وإضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله في هذه الآية وتعديته بـ «إلى» الصريحة في نظر العين، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلاف حقيقته موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله فإن النظر له عدة استعمالات؛ بحسب صِلاته وتعديه بنفسه؛ فإن عُدِّي بنفسه فمعناه التوقف والانتظار انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ الحديد ، وإن عُدي بـ «في» فمعناه التفكر والاعتبار أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الأعراف ، وإن عُدي بـ «إلى» فمعناه المعاينة بالأبصار انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ الأنعام فكيف إذا أُضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر ؟ اهـ وقال النووي في شرح صحيح مسلم اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلاً، وأجمعوا أيضًا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طائفة من أهل البدع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلاً، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، فمن بعدهم من سلف الأمة، على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابيًّا عن رسول الله ، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين مجلة التوحيد رقم العدد : 94 23/01/2010
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() جزاك الله خيرا أيها الاخ في الله |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() و جزاكم الله خيرا اخواني ربي يحفظكم.
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() من مذهب السلف في كتاب الطبري مثلا، قول من قال بنفي رؤية الله تعالى، وهو مذهب وجيه جدا، والأدلة العقلية التي تقتضي التنزيه تسنده بقوة: جاء في تفسير ابن جرير الطبري: ما يلي: * حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي: {لا تدركه الأبصار} ، لا يراه شيء ، وهو يرى الخلائق . * حدثنا هناد قال : حدثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب! " {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب} [ سورة الشورى : 51 ] ، ولكن قد رأى جبريل في صورته مرتين . * حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق قال : قلت لعائشة : يا أم المؤمنين ، هل رأى محمد ربه ؟ فقالت : سبحان الله ، لقد قف شعري مما قلت ! ثم قرأت : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير " . * حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عبد الأعلى وابن علية ، عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة بنحوه . * حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي قال : قالت عائشة : من قال إن أحدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله! قال الله : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " . أنا على مذهب السيدة عائشة –رضوان الله تعالى عليها-، في نفي رؤية محمد ربه، واستدلالها بالآية القاطعة المحكمة {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، دليل على نفيها للرؤية دنيا وأخرى، فلا مطمع لأحد فيها أبدا، وكل الآيات الأخرى في القرآن الكريم متشابهة، وتحتمل وجوها لغوية يمكن حملها عليها، والأصل أن ترد جميعا إلى هذه الآية المحكمة وتفسر بها، وعندما ننتهي من هذه العملية، سنلتفت إلى تلك الروايات، التي تأثر رواتها (الرواية بالمعنى، تسلل أفكار أهل الكتاب) بمعتقدات أهل الكتاب، في إمكان رؤية الباري، وقد قال الله تعالى، محذرا هذه الأمة: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل}، وماذا سألوا: {فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم}،
أتساءل لم كل هذا العقاب الصاعق، والحكم عليهم بالظلم! إن كانت الرؤية ممكنة، أتحدث مع مَن يعمل عقله، في فهم الآيات، لا مع من يجتر ما قاله غيره دون فهم! |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||
|
![]() اقتباس:
أخي الكريم أنت تفكر بالمعكوس . فالعقل لا يعمل في الغيبيات. و النقولات التي ذكرتها نوافقك عليها فالله لا يرى في الدنيا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قد اتفق أئمة المسلمين على أن أحداً من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا، ولم يتنازعوا إلا في النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع أن جماهير الأمة اتفقوا على أنه لم يره بعينه في الدنيا، وعلى هذا دلت الآثار الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأئمة المسلمين. ولم يثبت عن ابن عباس ولا عن الإمام أحمد وأمثالهما أنهم قالوا: إن محمداً رأى ربه بعينه، بل الثابت عنهما: إما إطلاق الرؤية، وإما تقييدها بالفؤاد، وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه. أما في الآخرة فالأمر مختلف تماما فتكلم بعلم أو اسكت بحلم و السكوت أسلم لك. قال النووي رحمه الله في شرحه على مسلم: اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلاً، وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلاً، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة … وأما رؤية الله تعالى في الدنيا فقد قدمنا أنها ممكنة، ولكن الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين وغيرهم أنها لا تقع في الدنيا … ) انتهى كلام النووي رحمه الله تعالى. https://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa& Option=FatwaId&Id=2426 رؤية الله تعالى في الآخرة. السؤال هل القول باستحالة رؤية الله في الدنيا والآخرة يعتبر عقيدة فاسدة تدخل صاحبها النار لمخالفتها النصوص القطعية من القرآن والسنة ؟ أرجو ذكر الدليل في حال الإيجاب أوالنفي الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد دل الكتاب والسنة على أن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى في الجنة، وعلى ذلك أجمع الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أهل الهدى. قال الله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة) [القيامة22-23:] وقال سبحانه: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [المطففين: 15] قال الشافعي: لما حجب هؤلاء في السخط دل على أن أولياءه يرونه في الرضى. وقال عز وجل: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) فالحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ وتنجنا من النار؟. قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل" ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة. ) وفي الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال " إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته " وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر" ؟ قالوا: لا يا رسول الله قال "هل تضامون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟" قالوا: لا يا رسول الله. قال: "فإنكم ترونه كذلك " الحديث أي ترونه رؤية صحيحة لا مضارة فيها. إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة التي رواها بضعة وعشرون صحابياً وهي أحاديث متواترة كما بين ذلك أهل العلم. وأما رؤية الله تعالى في الدنيا فإنها جائزة عقلاً، لكنها غير واقعة شرعاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم محذراً من الدجال: " تعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت، وإنه مكتوب بين عينه ك ف ر يقرؤه من كره عمله" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وليس في هذا خلاف بين أهل السنة إلا ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج، والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نوراً وهو الحجاب. كما روى مسلم في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قد سألته - أي عن رؤيته لربه - فقال: "رأيت نوراً ". وفي مسلم أيضاً من حديث أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ قال: " نور أنى أراه " أي كيف أراه ! وقد دل على أن النور هو الحجاب قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: " إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه". وسبحات وجهه، أي: نوره وجلاله وبهاؤه. قال النووي رحمه الله في شرحه على مسلم: اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلاً، وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلاً، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة … وأما رؤية الله تعالى في الدنيا فقد قدمنا أنها ممكنة، ولكن الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين وغيرهم أنها لا تقع في الدنيا … ) انتهى كلام النووي رحمه الله تعالى. والله أعلم. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||||
|
![]() اقتباس:
صارتَ مُشَرِّقَةً وصِرتُ مُغَربًا * وَشَتَّانَ بَينَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ كلام الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنها وعن أبيها- متعلقٌ بنفي برؤية رسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ربَّه في دار الدنيا وهل دار الدنيا والدار الآخرة عند العقلانيين سِيَان ؟ قال رسول الهدى-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- (إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا) والحديث صحيح: وله أكثر من طريق فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه رقم (7305) (تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت) ورواه ابن ماجه في سننه (4077) وابن أبي عاصم في السنة (429) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: ( خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر ..... إنه يبدأ فيقول أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور .. .). ورواه النسائي في الكبرى (7764) وابن أبي عاصم في السنة (428) عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إني حدثتكم عن المسيح الدجال .. .. .. فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا). وروى ابن أبي عاصم في السنة (430) عن عمرو بن ثابت الأنصاري عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ وهو يحذر من الدجال: (أتعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت). اقتباس:
والجواب على ذلك أن الله غضب عليهم هذا الغضب، واستعظم سؤالهم هذا الاستعظام لكونه وقع على سبيل التعنت، والربط بين إجابة سؤالهم والإيمان به سبحانه، كما في الآية الأخرى : (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقةوأنتم تنظرون) ( البقرة: 55) فالله غضب عليهم لا لأن رؤيته غير جائزة، بل لأنهم ربطوا بين إيمانهم به سبحانه وبين رؤيته،
وهذا منتهى التعنت والاستهتار. |
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
ولهذا نص عدد من أهل العلم على كفر من أنكر الرؤية وقد ذكر الطبري - وغيره-أنه قيل لإمام لمالك: إن قوماً يزعمون أن الله لا يرى يوم القيامة فقال مالك -رحمه الله-: السيف السيف. وقال أبو حاتم الرازي قال أبو صالح كاتب الليث أملي عليَّ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون رسالة عما جحدت الجهمية فقال: لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قول الله تعالى: (وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة) وذكر ابن أبي حاتم عن الأوزاعي أنه قال: إني لأرجو أن يحجب الله عز وجل جهماً وأصحابه عن أفضل ثوابه الذي وعده أوليائه حين يقول: (وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة) وذكر الطبري- وغيره - عن سفيان بن عيينه أنه قال :
من لم يقل إن القرآن كلام الله وأن الله يرى في الجنة فهو جهمي |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() قال عبد الله ابن مبارك: ما حُجِبَ الله عن أحد إلا عذبه ، ثم قرأ : (كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون، ثم إنهم لصالوا الجحيم، ثم يُقالُ هذا الذي كنتم به تكذبون) وقال الفضل ابن زياد سمعت: ابن عبد الله وبلغه عن رجل أنه قال: أن الله لا يره في الآخرة فغضب غضباً شديداً ثم قال: من قال أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر عليه لعن الله وغضبه، أليس يقول الله (وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة) وقال أبو داؤد وسمعت أحمد بن حنبل وقيل له في رجل يحدث بحديث عن رجل عن أبي العواطف: أن الله لا يرى في الآخرة فقال: لعنه الله ، من يحدث بهذا الحديث اليوم ثم قال: أخزى الله هذا وقال أبو بكر المرزوري قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل:
من زعم أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر وقال إبراهيم ابن زياد الصاير: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الرؤية من كذب بها فهو زنديق وقال: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة، فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() وقال البيهقي –رحمه الله- بعد أنْ نقل عن بعض الصحابة القول برؤية الله عز وجل في الآخرة : ... ولم يرو عن أحد منهم نفيها ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا ، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين وبالله التوفيق الإعتقاد للبيهقي ص 131 ط. دار الآفاق الجديدة / بيروت سنة 1401هـ . وقال القاضي عياض اليحصبي المالكي : رؤية الله سبحانه وتعالى جائزة عقلا وثبتت الأخبار الصحيحة المشهورة بوقوعها للمؤمنين في الآخرة ، وأما في الدنيا فقال مالك : إنما لم ير سبحانه في الدنيا لأنه باق والباقي لا يرى بالفاني ، فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصارا باقية رأوا الباقي بالباقي ثم قال القاضي عياض بعد ذلك : وليس في هذا الكلام استحالة الرؤية إلا من حيث القدرة فإذا قدر الله من شاء من عباده عليهالم يمتنع . فتح الباري (8 / 608 ) ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1379هـ وقال ابن بطال المالكي : ذهب أهل السنة وجمهور الأمة إلى جواز رؤية الله في الآخرة ومنع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة . فتح الباري (13/ 426 ) ، عون المعبود (13 / 37 ) ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1415هـ ،
تحفة الأحوذي (7 / 224) ط. دار الكتب العلمية / بيروت . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() اللهم لا تحرمنا لذة النظر الى وجهك الكريم الذي اضاءت لنوره السماوات والارض |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() شكرا لك يا اخي في الله |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() الله تعالى خاطبنا باللسان العربي، وعندما نفى أن تدركه الأبصار في قوله: {لا تدركه الأبصار}، فهو يتحدث بالرؤية المعهودة عند العرب، فمن زعم أن ثمة رؤية أخرى نرى بها الله فليثبت ذلك! ثم إن الله تعالى في تلك الآية الكريمة، يذكر صفة من صفاته العليا ويتمدّح بها، وصفاته قائمة دنيا وأخرى، أزلا وأبدا، فلا يمكن أن يتخلى عنها أبدا، وإلا تحول إلى ضدها، ومثال ذلك {لا تأخذه سنة ولا نوم}، فلا يمكن أن يأتي يوم، تأخذه فيه سنة أو نوم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهذه الآية أقطع وأصرح من آية {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} فهي متشابهة وتحتمل وجوها لغوية وبيانية، ولا سيما مع مراعاة سياقها، ودون تكلف، أما الآيات الأخرى فلا دليل فيها على الرؤية إلا بطرق ظنية ضعيفة، لا تثبت بها العقائد اليقينية،
وأما أحاديث الآحاد فلا تلزمنا، فهي لا تفيد إلا الظن، رغم أنف المجادلين بالباطل في هذه المسألة، فضلا عن اضطرابها الكبير، وتناقضها فيما بينها، كما حقق ذلك أهل العلم.. ويبقى الإشكال الكبير هو أن الرؤية المعهودة، يلزم منها التكييف (الكيفية) قطعا، والله لا تجوز في حقه الكيفيات، والقول "بلا كيف"، هروب من الإلزام المنطقي، بل لغو من القول لا معنى له، لدى كل عاقل منصف، وفي اعتقاد عدم الرؤية كامل التنزيه، وفي اعتقادها شبهة التشبيه، وقد قال الشيخ المصلح رشيد رضا: أدلة النافين أقوى من أدلة المثبتين.. والله الموفق. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | ||||
|
![]() اقتباس:
الاشكال الكبير ليس له وجود الا في رأسك أخي الكريم و خيالك الذي لا حدود له. تمسك بالنصوص الصريحة و قل آمنت بالله على مراد الله .أم تراك أصبحت تشك في القرآن بعدما نجح من نجح في تشكيكك في السنة المطهرة و منها صحيح البخاري و مسلم. و فيها من الاحاديث المتواترة و التي تثبت بأصرح عبارة بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة. https://www.islamweb.net/fatwa/index....twaId&Id=48052 السؤال آبائي الأجلاء العلماء الأفاضل ما هو التفسير الصحيح لقوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها نا ظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة ) جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء . الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد قال الإمام ابن كثير في تفسيره هذه الآية: وجوه يومئذ ناضرة من النضارة أي حسنة بهية مشرقة مسرورة، إلى ربها ناظرة، أي تراه عياناً كما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه: إنكم سترون ربكم عياناً، وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها لحديث أبي سعيد وأبي هريرة، وهما في الصحيحين أن ناساً قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهمان سحاب؟ قالوا: لا، قال: فإنكم ترون ربكم كذلك. وما قاله ابن كثير هنا هو الحق الذي لا شك فيه، وهو معتقد أهل السنة والجماعة من الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان، إلى أن قال: ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة، هذه وجوه الكفار تكون يوم القيامة باسرة، قال قتادة كالحة، وقال السدي: تغير ألوانها، وقال ابن زيد: باسرة أي عابسة تظن أي تستيقن أن يفعل بها فاقرة، قال مجاهد: داهية، وقال قتادة شر، وقال السدي: تستيقن أنها هالكة، وقال ابن زيد: تظن أن ستدخل النار، وهذا المقام كقوله تعالى: َيوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ(آل عمران: من الآية106)، وكقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ*ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ*وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ*تَرْهَقُهَا *أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (عبس:38-42). والله أعلم. |
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المؤمنين, القيامة, ربهم, رؤية |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc