مَلَفٌّ خَاصٌّ بِحُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مَلَفٌّ خَاصٌّ بِحُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-17, 12:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بعض فتاواه واجتهاداته الفقهية والمنهجية والعقدية!

في العقيدة :

1 - يرى الشيخ القرضاوي أن اليهود والنصارى هم إخواننا في الإنسانية ؛ وعليه فيمكننا أن نقول : أخونا اليهودي فلان ! وأخونا النصراني علان ! ( نحو وحدة فكرية للعاملين للإسلام ) ص81 بل وإخواننا المجوس والبوذيين باعتبار أنهم جميعاً عباد الله تعالى !


2- يرى الشيخ القرضاوي أن الجزية مصطلح ينبغي تغييره إذا كرهه ( إخواننا اليهود والنصارى ) 0 ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص162


3– يرى الشيخ القرضاوي أن الله تعالى لا يشاء إلا ما فيه الخير والحكمة ؛ ولهذا فهو يتفق مع ابن عربي الذي قال بأن الله قضى : أي شاء وقدر أن لا يعبد إلا هو سبحانه ! .


فعابد المسيح وعابد العزير وعابد الله تعالى كلهم قد حكم الله بمشيئته ألا يعبدوا إلا إياه ؛ فهذه إرادة الله تعالى فينبغي لنا أن نرضى بتعدد الديانات والمعبودات ؛ لأن هذه هي مشيئة الله تعالى عند الشيخ القرضاوي ! فهو سوى بين المشيئة القدرية الكونية ، وبين المشيئة الشرعية الدينية . ومن المعلوم عند علماء السلف الصالح أن الله تعالى وإن أراد أن يكون هذا الاختلاف والتعدد قدراً ؛ فإنه سبحانه لا يرضاه لهم شرعاً ، بل لا يرضى سبحانه للناس جميعاً إلا الإسلام ديناً 0

( فتاوى معاصرة ) 2 / 677 – 678

ومن المقطوع به عند أهل السنة من السلف الصالح أن قوله تعالى ( وقضى ربك ) أي أمر لا حكم ؛ وإلا لقلنا بقول أصحاب وحدة الوجود كابن عربي وجلال الدين الرومي والصدر القونوي وغيرهم ممن يصحح الديانات كلها ؛ وأن الطرق إلى الله تعالى بعدد الأنفاس !!

- يرى الشيخ القرضاوي أن غرس العقيدة ليس من الضروري أن نظل ندعوا الناس إليه ثلاثة عشر عاماً ؛ لأننا بين أناس مسلمين يؤمنون بأن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، فليسوا محتاجين أن نعلمهم العقيدة مثل هذه المدة !! ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص128 ولا أدري ما هو رأي القرضاوي في دعاء الأموات والطواف حول القبور والضلالات والبدع التي تعج بها البلاد الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها و من أناس يقولون ليل نهار : لا إله إلا الله محمد رسول الله !!

– يرى الشيخ القرضاوي أن عقيدة الأشاعرة في تفويض معاني الصفات الإلهية هو المذهب الحق الواجب اتباعه ضارباً عرض الحائط مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم في أن الصواب هو أن هذه الصفات معروفة معانيها وإنما الواجب تفويض كيفياتها 0 ( المرجعية العليا في الإسلام ) ص 301 ، 302 0

- يرى الشيخ القرضاوي أن عداء المسلمين لليهود ليس من أجل عقيدتهم الكفرية ، بل من أجل قطعة الأرض التي اغتصبوها من الفلسطينيين ! ( مجلة البيان ) العدد 124

- يرى الشيخ القرضاوي أن أعداء الصحابة ومتهمي الصديقة عائشة رضي الله عنها وعنهم أجمعين والقائلين بتحريف القرآن الكريم لا يختلفون عن المسلمين في شيء كبير ؛ وإنما هي خلافات في الفروع والمسائل الفقهية ! ( الخصائص العامة للإسلام ) ص209 ، و( ملامح المجتمع المسلم ) ص41 ، و ( العبادة في الإسلام ) ص170 ، و ( الإسلام والعلمانية ) ص 178

وهناك أمور لا يتسع المقال لها جميعاً ، ولعلها لو جمعت لأتت في مجلد !



في الحديث والسنة النبوية :


- لم يخطئ المحدث صالح اللحيدان عندما وصف الشيخ القرضاوي بما وصفه به ؛ بل لعله قد لين حفظه الله تعالى القول فيه ؛ فلو تيسر له ولغيره من أهل العلم سبر كثير من كتب القرضاوي لوجد فيها الطامات من استدلال بالضعيف والواهي والمكذوب ، ومن تقديم العقل على النقل عند التعارض بزعمه ، ومن لي أعناق النصوص - ولو كانت غير صحيحة وغير صريحة - لتتوافق مع مذهبه الذي يدعو إليه في الأخوة الإنسانية المزعومة !



وهذا مثال من أمثلة كثيرة تقطع بجهل القرضاوي في علم الحديث والسنة عموماً :

))القرضاوي وجهله بالحديث : ما النتيجة ؟ ))

ذكر د. يوسف القرضاوي في كتابه ( ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده ) ص139 أن العباد كلهم إخوة في الإنسانية ؛ سواءً كانوا مسلمين أو نصارى أو ..... إلخ !!

واستدل لذلك بحديث رواه الإمام أحمد في ( المسند ) 4 / 396 من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ( كان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في دبر صلاته : اللهم ! ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أنك أنت الرب وحدك لا شريك لك – مرتين – ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمداً عبدك ورسولك ، ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة ... ) .

وقد ذكر مثل هذا الضلال الآخر- الأجهل – المدعو فهمي هويدي في كتابه ( مواطنون لا ذميون ) ص85 .

وأقول : الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ففيه : داود بن رشاد الطفاوي قال ابن معين : ليس بشيء .

وذكره ابن حبان في ( الثقات ) على قاعدته المعروفة في توثيق الضعفاء والمجاهيل ! ولهذا جزم الحافظ بضعفه فقال : لين الحديث .

( التقريب ) 1793 .

وفيه علة أخرى وهي : جهالة عين أبي مسلم البجلي ؛ فإنه لم يرو عنه إلا الطفاوي ، وقد تقدم أنه لين الحديث ؛ وهو قريب في الجهالة أيضاً من البجلي !

فالحديث لا تجوز نسبته إلى النبي عليه الصلاة والسلام ؛ فكيف بمن استدل به على إثبات الأخوة المزعومة بين المسلمين وغيرهم من اليهود والنصارى !!

وقد سود القرضاوي كتابه ( فقه الزكاة ) 2 / 1020 بهذا الحديث غير الصحيح غير الصريح في تأييد مذهبه في الأخوة الإنسانية !

وقد أورد الشيخ القرضاوي حديثاً منكراً لطالما نافح عنه العصرانيون ودعاة التقريب بين الأديان ، وذلك في كتابه ( الحلال والحرام ) ص329 ألا وهو : ( من آذى ذمياً فأنا خصمه ، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة ) فقد زعم أنه حديث حسن رواه الخطيب بإسناد حسن !!

وهذه وحدها تكفي لبيان مدى معرفة القرضاوي بالحديث ؛ فإنه مع كون سنده ضعيفاً جداً فيه متروك الحديث ، فقد استنكره الخطيب نفسه في ( تاريخ بغداد ) 8 / 370 فقال : ( وهذا حديث منكر بهذا الإسناد ، والحمل فيه عندي على المذكر ( العباس بن أحمد ) فإنه غير ثقة ) ! وقد أورده صاحب ( تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ) في كتابه 2 / 181 – 182

وهذا مثال آخر يزيل الغشاوة عن أعين المغرورين بعلم الشيخ :

(( القرضاوي والطعن في الأحاديث الصحيحة ))

ظهر في الأسواق كتاب جديد للدكتور يو سف القرضاوي بعنوان : ( نحو موسوعة للحديث الصحيح مشروع منهج ٍ مقترح ) 0

والقرضاوي معروف بمنهجه العقلاني كبقية العقلانيين من أمثال الغزالي الذي ينكر صحة حيث : ( ما أفلح قوم ولو أمرهم امرأة ) مع علمه بأنه في ( صحيح البخاري ) !

فكيف استخدم القرضاوي عقله في هذا الكتاب لدعم منهجه العقلاني ؟

لقد ضرب القرضاوي مثالاً للحديث الذي يتوقف فيه العقل بزعمه ، فقال :

( وقد تبين لي من خلال البحث والممارسة : أن كل متن يتوقف فيه العقل المعاصر ( !! ) لا يخلو سنده من كلام فيه ، ومن ثغرة يمكن الناقد ( كذا) أن يدخل منها ، وخصوصاً إذا رجع إلى الأئمة النقاد القدامى ، مثل ابن المديني وابن معين وابن مهدي وأبي حاتم الرازي والبخاري وأمثالهم 0

ولنضرب مثالاً لذلك ، فالمثال ( كذا ) يتضح المقال حديث : ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف 00000 ) 0





ثم أخذ القرضاوي بسرد تحقيقات بعض الأعلام المعاصرين للحديث من أمثال الشيخ أحمد شاكر ، والألباني 000

وأخيراً وصل إلى النتيجة التالية :

( وبهذا تبين لنا أن الحديث لم يأت من طريق واحدة صحيحة متصلة سالمة من النقد ، وإنما صححه من صححه بطرقه ، وكلها لا تسلم من مقال ، ولم تكثر إلى درجة يقال : يقوي بعضها بعضا ً ( ! ) 0

على أن التصحيح بكثرة الطرق - وإن لم يكن معروفاً عند المتقدمين من أئمة الحديث ( !! ) – إنما يُعمل به في القضايا اليسيرة ، والأمور الجزئية البسيطة ( ! ) لا في مثل هذا الحديث الذي يعبر عن عنوان الإسلام واتجاهه : هل بُعث الرسول بالرحمة أو بعث بالسيف ؟ ) 0

ثم عظم القرضاوي الشيخ شعيباً الأرناؤوط وتحقيقه الذي مال فيه إلى تضعيف السند ( عندما أصبح على حد قول القرضاوي : أكثر نضجاً واستقلالاً من ناحية ، وحيث غدا يشاركه خمسة آخرون من العلماء ، فهو عمل جماعي له قيمته 0000 ) 0

ويعني القرضاوي تحقيق شعيب لـ( مسند أحمد ) في الجزء السابع الذي اشترك فيه مع الشيخ شعيب : محمد نعيم العرقسوس وإبراهيم الزئبق !!

وسوف أختصر الرد على القرضاوي في نقاط مركزة :

1- قوله : كل متن يتوقف فيه العقل المعاصر 000 إلى آخر هذا الهراء هو نفسه الباب الذي أُتِيَ منه العقلانييون حديثاً ومن قبلهم أجدادهم المعتزلة قديماً 0

فما أنكر من أنكر أحاديث الصفات إلا من باب المعارضة للعقل العفن عند أولئك الضالين 0

وما أنكرت المعتزلة معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام الحسية وغيرها سوى القرآن الكريم إلا من هذا الباب ؛ لأنها لا تتماشى مع عقول أهل العصر !

أليس الغزالي هو الذي أنكر الأحاديث في ( الصحيحين ) المصرحة بالاستواء على العرش ؛لأنها تعارض العقل لما فيها من التجسيم بزعمه!؟

وعندي في هذا الموضوع عشرات الأمثلة التي تنادي بأعلى صوت بأن هؤلاء العقلانيين قد ألهوا العقل ، فأصبح معبودهم ، كما قال تعالى : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً ) الفرقان آية 25 0

2 – زعمه التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين من علماء الحديث في مسألة تقوية الحديث بالطرق والمتابعات مذهب فاسد ضال اتبع فيه القرضاوي بعض الضالين وعلى رأسهم المليباري والسعد وأذنابهما !

3 - تعظيمه للأرناؤوط ومن معه من المحققين الذين لا يعرف لهم كبير شيء في هذا الفن الشريف يدل بوضوح على اعتبار أن الألباني وشاكر دون هؤلاء !

4 - الإسلام كما أنه دين الرحمة ونبيه نبي المرحمة ، فهو دين الملحمة ونبيه نبي الملاحم ( كما ثبت في شمائل الترمذي برقم 360 ، وعند البغوي في ( شرح السنة ) برقم ( 3631 ) 0

5 - ومن جهل القرضاوي بهذا الفن قوله : ( ولم تكثر - يعني طرقه - إلى درجة يقال : يقوي بعضها بعضاً ) !0

فالمعروف عند المبتدئين في هذا العلم أن طريقين ليسا بشديدي الضعف كافيان لإثبات كون الحديث حسناً ، فكيف ,

وأحد طرقه حسنة لذاتها ، فإذا انضمت إليها طريق فيها ضعف محتمل ارتقى الحديث لدرجة الصحة 0

وقد ذكر العلماء ومنهم الخطابي رحمه الله وجه كونه عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة وبين كونه نبي الملاحم ، فقد نقل البغوي عنه نقلاً طيباً يدل على بعثته عليه الصلاة والسلام كانت رحمة بالنسبة لبعثة غيره من الأنبياء الذين استأصلت أممهم بالعذاب بعد قيام حجج الله عليهم والمعجزات التي معهم ، لكن نبي الرحمة بحق هو الذي بعث بالسيف لردع الكفار ومجاهدة الذين يصدون عن سبيل الله مع عدم استئصالهم بالسيف بل للسيف بقية لمن بعدهم من الناس ؛ بخلاف العذاب العام الذي لا بقية معه 0

ثم أيد البغوي كلام الخطابي بأن ملك الجبال عندما أراد أن يطبق الأخشبين على أهل مكة إن شاء عليه الصلاة والسلام ؛ فما كان من نبي الرحمة بحق إلا أن قال : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ) 0

5 – قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس 000 ) الآية 25 من سورة الحديد 00000( وجعل الحديد رادعاً لمن أبى الحق وعاند بعد قيام الحجة عليه (( ولهذا أقام رسول الله صلى الله عليه

بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة توحى إليه السور المكية ، وكلها جدال مع المشركين ، وتبيان وإيضاح للتوحيد ، وتبيان للدلائل ، فلما قامت الحجة على من خالف ، شرع الله الجهاد ، وأمرهم بالقتال بالسيوف ، وضرب الرقاب ،والهام ، لمن خالف القرآن وكذب به وعانده 0 ) 0 ( تفسير ابن كثير ) 8 /53 0

ثم أورد ابن كثير بهذه المناسبة حديث ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجُعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ))0

ومما تقدم يُدرك كل منصف أن القرضاوي جاهل بالحديث ، بل هو جاهل بمقاصد الشريعة التي يدندن في كلامه وكتاباته بأنه من أفقه الناس فيها !

هذا من ناحية الدراية والمتن والذب عن الحديث من تلك الجهة 0

وأما صحة الحديث بمجموع طرقه رواية : فهذا لا يكابر فيه إلا رجلان : جاهل أو متعصب لمذهب شيوخه العقلانيين إرضاءً لأهواء الغربيين والمستشرقين الذين قال الله عنهم : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم 000) البقرة آية 120 0

فائدة : جود شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث في ( الفتاوى ) 25 / 331 مختصراً ؛ بل صرح بذلك في كتابه القيم ( اقتضاء الصراط المستقيم ) 1 / 269 - بتحقيق العقل - فقال : ( هذا إسناد جيد ؛ فإن 000000 وأما عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فقال ابن معين ، وأبو زرعة ، وأحمد بن عبد الله : ليس به بأس ) 0

اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين 0

ومن الأمثلة على هذه العقلانية أو مذهب المعتزلة الجدد ما صرح به الشيخ القرضاوي من تقسيم للسنة إلى ( سنة تشريعية ) و ( سنة غير تشريعية ) !

فالأولى هي الواجبة على المسلم ، وأما الثانية فهي غير ملزمة للمسلم – عياذاً بالله من الهوى –

كأحاديث الطب النبوي جميعها ؛ بل ذهب إلى أبعد من هذا فقال بأن أحاديث نصاب البقر في الزكاة ، والعفو عن زكاة الخيل مما قاله النبي عليه الصلاة والسلام بوصفه إماماً ، فلا يلزمنا الأخذ بها !! ( السنة مصدراً للمعرفة والحضارة ) ص48 ،60 ،65 ، 66 ، 79

ووالله ! إنها لإحدى الكبر : هذه البدعة التي ابتدعها العقلانيون والمعتزلة الجدد لضرب السنة ضربة لم يفلح فيها المستشرقون وأعداء الإسلام ؛ فقدمها هؤلاء العصرانيون العقلانيون لهم لقمة هنيئة مريئة !!

ولا أدري ما هو موقف هؤلاء القوم من حديث : ( اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج من بينهما إلا حق - يعني شفتيه - )

انظر تخريجه في ( السلسلة الصحيحة ) لشيخنا محدث العصر الألباني رحمه الله تعالى برقم ( 1532 ) 0

في الفقه والاجتهاد :

يرى الشيخ القرضاوي أن اللحية ليست واجبة على المسلم ! ( الحلال والحرام ) ص92

يرى الشيخ إباحة الأغاني ! ( الحلال والحرام ) ص273

يرى الشيخ إباحة أكل الحيوانات التي ماتت بطريق الصعق الكهربائي !

ولمزيد من البيان والفوائد راجع ( الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام ) للعلامة الفوزان حفظه الله 0

في المنهج والدعوة :

يتفق الشيخ القرضاوي مع القائلين بالقاعدة الباطلة ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) !

فهو في سبيل هذه القاعدة لا يرى بأساً من التعاون مع أصحاب البدع المكفرة من الفرق الضالة وأصحاب الخرافات والشركيات ، وما عدا فرقتي البهائية والقاديانية - فقط - فيجب علينا أن نطبق هذه القاعدة ( الذهبية ) على حد تعبيره معهم !

ولهذا فالشيخ مشغول بالأصول عن الفروع ، وبالكليات عن الجزئيات !! ( الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي ) ص185 ، و ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص3

لكن ما هي الأصول عند الشيخ القرضاوي ؟ أهي العقيدة الصحيحة ودعوة الناس للتوحيد الخالص أم هي ملاحقة العلمانيين والماركسيين والصهاينة ولو كان ذلك على حساب التوحيد بحجة الجمع والتكتيل ، وأن أعداء الأمة يتربصون بها فلا داعي الآن لبيان التوحيد ونشر السنة ، فهي عند الشيخ من الفروع لا الأصول ، ومن الجزئيات لا الكليات !! ( الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف ) ص71

يقول الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى في ( الصحوة الإسلامية : ضوابط وتوجيهات ) ص171 : ( رأينا في هذه الكلمة أن فيها إجمالاً :

أما أن نجتمع فيما اتفقنا فيه ؛ فهذا حق 0

وأما أن يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ؛ فهذه فيه تفصيل :

فما كان الاجتهاد فيه سائغاً ؛ فإنه يعذر بعضنا بعضاً فيه ، ولكن لا يجوز أن تختلف القلوب من أجل هذا الخلاف 0

وأما إن كان الاجتهاد غير سائغ ؛ فإننا لا نعذر من خالف فيه ، ويجب عليه أن يخضع للحق ، فأول العبارة صحيح ، وأما آخرها فيحتاج إلى تفصيل )



فهل الخلاف مع أولئك المنحرفين عن الإسلام من أصحاب البدع المغلظة سائغ عند الشيخ القرضاوي ؟!"

منقول









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خلاصة القول فى أحداث مصر مع رد الشبهات للشيخ هشام البيلي حفظه الله تعالى

محاضرة مميزة للشيخ هشام البيلي حفظه الله تعالى بين فيها تحريم الخروج على أئمة الجور وأشار إلى ترك بعض أهل السنة لأصول السنة التي تربوا عليها ورد على الشبهات المتعلقة وهي:
1- هل المظاهرات السلمية جائزة أم لا؟
2- هل هذه المظاهرات من باب إنكار المنكر والمطالبة بالحقوق وليست خروجا إذ يشترط في الخروج على الحاكم الخروج بالسيف؟
3- الحاكم هو الذي أذن في المظاهرات فعلام تمنعون من ذلك؟
4- المظاهرات من باب الوسائل والوسائل لها أحكام المقاصد فتأخذ أحكام المقاصد والأصل فيها الإباحة
5- أحدثت مصالح عظيمة وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله
6- لو تركنا المظاهرات على قولكم فلن يحصل شيء وهذا فكر انهزامي
7- ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم كلمة حق عند سلطان جائر
8- أنتم تقولون هذا الكلام في سلطان وكأنه شرعي لكننا لانراه سلطانا شرعيا
9-خروج عائشة والحسين رضي الله عنهما
10- وردت بعض الحاديث في ذلك كما في إسلام حمزة وإسلام عمر
11- كلام للقرطبي مهم جدا قيل في ساحة ميدان التحرير
وغيرها من الشبهات

هنا
هنا











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ.



صدر عن هيئة كبار العلماء البيان التالي :-

بيان من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ.


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :


فلقد أخذ الله - عز وجل - على العلماء العهد والميثاق بالبيان قال سبحانه في كتابه الكريم : ((
وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) آل عمران : 187.


وقال جل وعلا : ((
إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) البقرة 159.



ويتأكد البيان على العلماء في أوقات الفتن والأزمات ؛ إذ لا يخفى ما يجري في هذه الأيام من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم ، وإن هيئة كبار العلماء إذ تسأل الله - عز وجل - لعموم المسلمين العافية والاستقرار والاجتماع على الحق حكاماًَ ومحكومين ، لتحمد الله سبحانه على ما من به على المملكة العربية السعودية من اجتماع كلمتها وتوحد صفها على كتاب الله عز وجل ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية أدام الله توفيقها وتسديدها ، وحفظ الله لنا هذه النعمة وأتمها .



وإن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام ، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز ، وعظم ذم من تركه ، إذ يقول جل وعلا ((
واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون )) آل عمران :103.



وقال سبحانه : ((
ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) آل عمران :105


وقال جل ذكره (
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شي إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )) الأنعام:159.



وهذا الأصل الذي هو المحافظة على الجماعة مما عظمت وصية النبي صلى الله عليه وسلم به في مواطن عامة وخاصة ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : "
يد الله مع الجماعة " رواه الترمذي .



وقوله عليه الصلاة والسلام "
من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " رواه مسلم .


وقوله عليه الصلاة والسلام : "
إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان " رواه مسلم .



وما عظمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وفي مقابل ذلك لما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث .



ولقد أنعم الله على أهل هذه البلاد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة ، لا يفرق بينهم ، أو يشتت أمرهم تيارات وافدة ، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه : ((
منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون )) الروم :31-32.



وقد حافظت المملكة على هذه الهوية الإسلامية فمع تقدمها وتطورها ، وأخذها بالأسباب الدنيوية المباحة ، فإنها لم ولن تسمح - بحول الله وقدرته - بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من هذه الهوية أو تفرق هذه الجماعة .


وإن من نعم الله عز وجل على أهل هذه البلاد حكاماً ومحكومين أن شرفهم بخدمة الحرمين الشريفين - اللذين وله الحمد والفضل سبحانه - ينالان الرعاية التامة من حكومة المملكة العربية السعودية عملاً بقوله سبحانه : ((
وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )) البقرة :125.



وقد نالت المملكة بهذه الخدمة مزية خاصة في العالم الإسلامي ، فهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين ، والمسلمون يؤمونها من كل حدب وصوب في موسم الحج حجاجاً وعلى مدار العام عماراً وزواراً .



وهيئة كبار العلماء إذ تستشعر نعمة اجتماع الكلمة على هدي من الكتاب والسنة في ظل قيادة حكيمة ، فإنها تدعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة ، وتحذر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك ، وهي بهذه المناسبة تؤكد على وجوب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان ، وتحذر من ضد ذلك من الجور والبغي ، وغمط الحق.




كما تحذر من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة ، إذ الأمة في هذه البلاد جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم ، وما عليه أئمة الإسلام قديماً وحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة ، وعدم اختلاف العيوب وإشاعتها ، مع الاعتراف بعدم الكمال ، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح على كل حال وفي كل وقت.



وإن الهيئة إذ تقرر ما للنصيحة من مقام عال في الدين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم "
الدين النصيحة " قيل لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم.



ومع أنه من أكد من يناصح ولي الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام : "
إن الله يرضى لكم ثلاثاً ، أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " رواه الإمام أحمد .



فإن الهيئة تؤكد أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة ، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها ، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا ((
وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً )) النساء83.



وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة ، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها ، والتحذير منها .


والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد ، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة ، ولا يكون معه مفسدة ، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان .


وتؤكد الهيئة على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر.


والله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ، وأن يجمع كلمتنا على الحق ، وأن يصلح ذات بيننا ، ويهدينا سبل السلام ، وأن يرينا الحق حقاً ، ويرزقنا إتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ، ويرزقنا اجتنابه ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وهو المسؤول سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد ، إنه ولي ذلك القادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .




هيئة كبار العلماء

رئيس هيئة كبار العلماء

عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ

عبدالله بن سليمان المنيع صالح بن محمد اللحيدان

الدكتور صالح بن فوزان الفوزان

الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان

الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي

الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ

الدكتور أحمد بن علي سير المباركي

الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد

الدكتور عبدلله بن محمد المطلق

الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى

صالح بن عبدالرحمن الحصين

عبدالله بن محمد بن خنين

الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير

محمد بن حسن آل الشيخ

الدكتور يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين

الدكتور علي بن عباس حكمي

الدكتور محمد بن محمد المختار محمد

الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:43   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

((المظاهرة في القرآن))مجوزي المظاهرات واللعب بأرواح المسلمين(يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد/صحيح)




"إذا كان مفهوم (المظاهرة) في الأدبيات السياسية يعني تعبير الجمهور أو جماعة معينة عن رأيهم أو اعتراضهم أو غضبهم أو فرحهم بشكل جماعي، بقصد إيصال وجهة نظر معينة، أو إبراز موقف محدد، فإن لهذا المفهوم معنى آخر في القرآن، من غير أن يكون مخالفاً له بالضرورة. تسعى السطور التالية إلى بيان حقيقته وتجلية أبعاده.


المظاهرة لغة

(المظاهرة) لغة: المعاونة، والتظاهر: التعاون، مأخوذ من ظهر الإنسان أو البعير؛ لأن الظهر به قوة الإنسان في المشي والتغلب، وبه قوة البعير في الرحلة والحمل. و(الظهير): العون والمعين، الواحد والجمع فيه سواء، يقال: بعير ظهير، أي: قوي على الرحلة، فمُثِّلَ المُعِين لأحدٍ على عمل بحال من يُعطيه ظهره يحمل عليه، فكأنه يعيره ظهره، ويعيره الآخر ظهره، فمن ثَم جاءت صيغة المفاعلة. قال تعالى: { ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } (الإسراء:88)، وقال أيضاً: { فلن أكون ظهيرا للمجرمين } (القصص:17). وظاهر عليه: أعان، واستظهر عليه: استعانه، وظهرتُ عليه: قويت؛ يقال: ظهر فلان على فلان، أي: قوي عليه.


ويجوز أن يكون هذا الفعل (ظهر) مشتقاً من الظهور، وهو مصدر ضد الخفاء؛ لأن المرء إذا انتصر على غيره ظهر حاله للناس، فمُثِّل بالشيء الذي ظهر بعد خفاء. وعلى حسب هذا المعنى جاء قوله سبحانه: { إنهم إن يظهروا عليكم } (الكهف:20)، أي: يعلموا مكانكم وأمركم. وقوله عز وجل: { وأظهره الله عليه } (التحريم:3)، أي: أطلعه الله عليه.


مفهوم مظاهرة الكفار في القرآن

مفهوم (المظاهرة) في القرآن الكريم يتحدد على ضوء ثلاث آيات كريمة:


أولها: جاءت في سياق حديث القرآن عن إبرام المعاهدات مع المشركين، يقول سبحانه في ذلك: { إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم } (التوبة:4).


ثانيها: جاءت في سياق الحديث عن غزوة الأحزاب، ومناصرة فريق من أهل الكتاب للمشركين، قال تعالى: { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب } (الأحزاب:26).


أما ثالثها: فقد جاءت في سياق الحديث عن مبدأ التعامل مع غير المسلمين، يقول تعالى في هذا الصدد: { إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون } (:9).


فقد أبانت الآية الأولى أن الكفرين إذا كانوا في عهد مع المسلمين، ولم يعاونوا على المسلمين أحداً من المشركين، فالواجب على المسلمين احترم العهد الذي بينهم وبين المعاهدين، ولا يجوز لهم نقضه، ما دام المعاهدون ملتزمين بمقتضى هذا العهد.


أما الآية الثانية فقد قررت مصير من ناصر أهل الكفر، وهم بنو قريظة، الذين عاونوا أبا سفيان ومن معه من الأحزاب على أهل الحق من المسلمين، فنكثوا العهد الذي بينهم وبين نبي الله.


وأما الآية الثالثة فقد أوضحت للمسلمين مبدأ التعامل مع غير المسلمين، ذلك المبدأ الذي يقوم على أساس العدل والبر لأهل السلم من غير المسلمين، ما لم يعاونوا المحاربين لأهل الإسلام، فإن فعلوا، فعندئذ لا يجوز برهم، بل يكونون والمحاربين سواء.


ومنطوق هذه الآيات الثلاث يفيد أن (المظاهرة) على المؤمنين إنما تكون من غير المسلمين، ولا تكون من المسلم على المسلم؛ إذ الأصل في المسلم أن يكون عوناً لأخيه المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكون عليه.


بيد أن المسلم إذا أراد أن ينأى بنفسه عن منهج الشرع، بحيث يكون عوناً للكافرين على المؤمنين، فإنه يدخل في عداد المظاهرين لأعداء هذا الدين، ويكون الموقف منه كالموقف من غير المسلم المظاهر للكافرين على المؤمنين.

ونستطيع أن نقرر على ضوء ما تقدم، أن مفهوم (مظاهرة الكافرين) في القرآن، يُقصد منه معاونة الكافرين على المؤمنين، سواء أكانت هذه المعاونة للكافرين صادرة من غير المسلمين المسالمين، أم كانت صادرة من بعض المسلمين على إخوانهم في العقيدة.

أنواع المظاهرة القرآنية

ونستطيع أيضاً، أن نقرر على ضوء فهمنا للآيات الثلاث وآيات أُخر، أن (المظاهرة) وفق المنظور القرآني على نوعين: الأول: مظاهرة سلبية مذمومة، وهي التي سبق الحديث عنها، والتي حاصلها معاونة الكافرين على المسلمين بأي شكل من أشكال التعاون المادي أو المعنوي. وهذا النوع من (المظاهرة) مستفاد من منطوق الآيتين الكريمتين.


الثاني: مظاهرة إيجابية مطلوبة، ويقصد بها نصرة المؤمنين المستضعفين في الأرض، بأي شكل من أشكال النصرة المادية أو المعنوية. وهذا النوع من (المظاهرة) مستفاد من منطوق قوله تعالى: { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } (التحريم:4)، ومستفاد أيضاً من مفهوم الآيات الثلاث المتقدمة الذكر، ومستفاد كذلك من آيات أُخر، كقوله تعالى: { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } (المائدة:54)، وقوله سبحانه: { إنما المؤمنون إخوة } (الحجرات:10)، وقوله عز وجل: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } (التوبة:71).


يقول الشيخ الشنقيطي بصدد هذا النوع من (المظاهرة): "إن العالم الإسلامي يتعاون أولاً مع بعضه، فإذا أعوزه أو بعض دوله حاجة عند غير المسلمين - ممن لم يقاتلوهم، ولم يظاهروا عدواً على قتالهم - فلا مانع من التعاون مع تلك الدولة في ذلك. ومما يؤيد كل ما تقدم عملياً معاملة النَّبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده لليهود في خيبر".


مفاهيم قرآنية أخرى تفيد معنى المظاهرة

ثمة عدد من المفاهيم القرآنية التي تصب في خاتمة المطاف في مضمون ما تقدم من مفهوم (المظاهرة) بنوعيها، من تلك المفاهيم مفهوم (موالاة) الكافرين، ومفهوم (البراء) من المشركين.


أما مفهوم (الموالاة)، فالمراد منه موالاة الكافرين والسير في ركابهم، وهو أمر نهى القرآن عنه أشد النهي، وحذر منه غاية الحذر، نقرأ في ذلك قوله تعالى: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } (آل عمران:28)، ونقرأ أيضاً في هذا الصدد قوله عز وجل: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } (النساء:44)، والآيات التي تقرر هذا المعنى غير قليلة.


أما مفهوم (البراء) فالمراد منه التبرؤ من أهل الكفر ومواقفهم، وهذا المفهوم أرشدت إليه آيات قرآنية، نحو قوله تعالى: { أن الله بريء من المشركين ورسوله } (التوبة:3)، وكقوله سبحانه: { واشهدوا أني بريء مما تشركون } (هود:54). والآيات التي تؤكد على هذا المفهوم كثيرة.


والذي نريد أن نخرج به على ضوء ما تقدم وتقرر، أن الواجب على المسلمين كافة أن يعاون بعضهم بعضاً، وأن يشد بعضهم من أزر بعض، وأن يكونوا يداً واحدة على من عادهم، ومن ثم لا يليق بأهل الإسلام أن يخذل بعضهم بعضاً، ولا أن يكون بعضهم عوناً للكافرين على إخوانهم"

"ومما ابتليت به الأمة المسلمة اليوم أن ركب في بحارها المتلاطمة بالفتن واختلاط الأمور

رؤوسا جهالا كراسي وهمية لافتاء الناس بالهوى في دين رب البرية

بلاركن وثيق من العلم أو قواعد في العلم سوية بل تقمصوا من خلالها شخصية العلماء الربانيين

الذين هم لهذه الأمة هم الناصحين و الذين هم في العلم راسخين

فنصبوهم الجهال بحسن الثناء ونصبوا أنفسهم موقعين بغير علم عن رب الأرض والسماء

فويل لهم مماكتبت أيديهم وويل لهم ممايكسبون

فصورا الانتحار وقتل النفس شهادة في سبيل الله

وصوروا الخروج على أئمة الجور ممن لم يحكم العلماء بكفره انكار منكر

ومن مات في تلك المظلمة شهيد

وصورا منهج الخوارج أنه رفع للظلم وتغيير لواقع الناس

وخاضوا بغير علم وجنحوا عن الحق بغير فهم لدين السلف وعدم قناعة له

بل ذم لمن يتبعهم ووصف له بالعاجزين والذين لافائدة منهم في نصرة الدين

وكأنهم غفلوا أن الله لاينصر إلا من نصره

وليس الذي ينصره بحامل للسيف الأهوج الذي لايزنه بميزان عمل السلف

فقد حملت الخوارج السيوف وهم يريدون التغيير وقتلوا أهل الاسلام وتركوا أهل الأوثان

وسماهم النبي صلى الله عليه كلاب النيران فما أغنت عنهم سيوفهم

والتي حملهم على رفعها البدعة لا السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم:

"اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك"

فلم يقل ان فعلوا كذلك وضيقوا عليكم فاخرجو

وظلموا في عهد الحجاج فما خرجوا ولاتظاهروا ولاشغبوا ولا لأنفسهم قتلوا

بل صبروا لأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسر

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم

فنصرة الله هي التي تغير الواقع

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ

وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا

وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :

" هذا من أوعاده الصادقة ، التي شوهد تأويلها ومخبرها

فإنه وعدَ من قام بالإيمان والعمل الصالح من هذه الأمة أن يستخلفهم في الأرض

يكونون هم الخلفاء فيها ، المتصرفين في تدبيرها ، وأنه يمكِّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم

وهو دين الإسلام ، الذي فاق الأديان كلها ، ارتضاه لهذه الأمة ، لفضلها وشرفها ونعمته عليها

بأن يتمكنوا من إقامته ، وإقامة شرائعه الظاهرة والباطنة ، في أنفسهم ، وفي غيرهم

لكون غيرهم من أهل الأديان وسائر الكفار مغلوبين ذليلين ،

وأنه يبدلهم من بعد خوفهم الذي كان الواحد منهم لا يتمكن من إظهار دينه ،

وما هو عليه إلا بأذى كثير من الكفار وكون جماعة المسلمين قليلين جدّاً بالنسبة إلى غيرهم

وقد رماهم أهل الأرض عن قوس واحدة ، وبغوا لهم الغوائل .

فوعدهم الله هذه الأمور وقت نزول الآية

وهي لم تشاهد الاستخلاف في الأرض والتمكين فيها ، والتمكين من إقامة الدين الإسلامي ، والأمن التام

بحيث يعبدون الله ، ولا يشركون به شيئاً ، ولا يخافون أحداً إلا الله

فقام صدر هذه الأمة من الإيمان والعمل الصالح بما يفوقون على غيرهم

فمكَّنهم من البلاد والعباد ، وفتحت مشارق الأرض ومغاربها

وحصل الأمن التام والتمكين التام

فهذا من آيات الله العجيبة الباهرة ، ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة

مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح : فلا بد أن يوجد ما وعدهم الله

وإنما يسلط عليهم الكفار والمنافقين ، ويديلهم في بعض الأحيان :

بسبب إخلال المسلمين بالإيمان والعمل الصالح "

منقول









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:45   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المظاهرات ولإضرابات من فتن الخوارج / للشيخ العلامة سعد الحصين - حفظه الله تعالى -

المظاهرات والإضرابات من فِتَن الخوارج

1ـ في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجًَا أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ).
ولا أعجب من تسابق الصَّحفيِّين على نشر أخبار الفِتن وقد اختاروا ذلك مصدرًا لرزقهم، ولكني أعْجَبُ من تسابق طلاب العلم الشرعي على الولوغ فيها سواء كانوا مخالفين (مثل السّلفيّين) أو مؤيّدين (مثل سلمان العودة وشيخه القرضاوي) الذين لم ينتظروا اتخاذهم رؤساء فغصبُوا الرئاسة في الفتوى أو العلم (الفكري) في أوروبا وعَالَم الجهل (من أهل العلم (الشرعي) والدعوة إلى التّوحيد والسّنّة ومحاربة الشرك و البدع) فضلًا عن أن يبحثوا عن ملجًا أو معاذٍ من الخوض فيها لو لزمهم، هدانا الله وهداهم وأعاذ المسلمين جميعًا من الفتن و المعاصي ما ظهر منها وما بطن.
2ـ وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6]، ولو سألت أحدًا من طلاب الشرعي أو الفكري عن صحافة اليوم لما تردد في الحكم عليها بالفسق والإعراض عن ذكرى رب العالمين، وأنها صنيعة اليهود والنّصارى؛ هم الذين خرقوها (اخترعوها) وهم الذين يمدونها بما يملأ فراغها وفراغ العباد، والله يقول : {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} [الضحى:7]. وقبل عشرين سنة ادَّعى أحد طلاب العلم الفكري السَّبْق الى تقرير أمريكي سرِّيٍّ اتّصل سنده إليه بالتَّواتر (ثم فسَّر التَّواتر بنقل جريدة المدينة عن مجلة القدس) عن تآمر على مصر، وقبل أيام أعاد التّاريخ المهزلة بادِّعاء طالب علم شرعي صحَّة رواية جديدة عن تآمر أوروبي على مصر، برواية مجهول (عن جريدة بريطانّية كبرى)! وأين هذا من التَّبيُّن الذي أمر الله به؟
3ـ والعرب لا يحتاجون إلى (تخطيط أو تآمر) أوروبي أو أمريكي للخروج على من ولاه الله أمرهم (قدرًا كونيًّا أو شرعيًّا)، فقد تولى الشيطان والنّفس الأمّارة بالسّوء (وهما الحاضران المطاعان غالبًا) نُصْح أوّل الخوارج وخَيْرهم (لو كان في الخروج على الولاة خير) بمعصية الله ورسوله، والخروج على خير ولاتهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبِهِ عثمان بن عفان الخليفة الرَّاشد المهدي، الشهيد حقًّا بشهادة وحي الله له (لا بشهادة الحمّية الحزبيّة الجاهليّة لحسن البنا وسيّد قطب، ولا بشهادة بقية الخوارج المتأخّرين للمنتحرين والمنتحرات الذين شهد لهم وحيُ الله بالنار).
والخوارج الأُوَل كانوا عُبّادًا لم يَلْبِسوا إيمانهم بإشراكِ أوْثان الأضرحة والمقامات والمزارات والمشاهد مع الله في العبوديّة ولا في الربوبيّة، ولا بما دون ذلك من الابتداع في الدِّين، وما دون ذلك من المعاصي الأخرى (مثل خوارج العصر)، ولكن جمعهم مع الخارجين اليوم باسم الدِّين حِفْظُهم الآية والحديث دون تدبر لمعناهما كما فقههما (الخلفاء وفقهاء الصّحابة رصي الله عنهم وأرضاهم)، ولربما جمعهم مع الخارجين اليوم باسم الدُّنيا: كراهية قِسْمة الله لغيرهم أَوْ لهم، ورغبتهم في منازعة الأمر أهله، وكأنَّ أفراد الفرقتين لم يسمعوا قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59]، وكأنهم لم يسمعوا حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في الصحيحين: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَه. بل حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الصحيحين وغيرهما عن قوم أو أئمة : (يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْتدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، [وسَيَقُومُ فِيهم رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ]) قال حذيفة : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ [تَسْمَعُ وَتُطِيعُ الأَمِير، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ])، قال حذيفة : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: (فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ) ومجموع هذه الرّوايات في الصّحيحة (2739)، وانظر (سلسلة الأحاديث الصحيحة – فهرسة الشيخ مشهور- حديث 1769).
4ـ والمظاهرة والإضراب بدعتان أضيفتا إلى الدّيمقراطية اقتبسهما خوارج العرب المتأخرون (وأضافوا إليهما الإفساد بالتّخريب والتّحريق) وهما أسواء ما وُصِفَ بالدّيمقراطيّة (بعد حُكْم الأغلبيّة بالقانون والدستور وحرّية التّعبير والدّين)، وما خُلِق الجّن والإنس إلا للعبودية لا للحرّية: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وحُرِّيَّة الفرد مقيّدة في التّعبير: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]، وفي الدّين : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران:85]، بل في النّظر والفكر : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19] وفي كل شيء: {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام :162-163].
5ـ وما الغاية من المظاهرات؟ لا توجد غاية واحدة يجتمع المتظاهرون عليها، وليست الدّين على أيّ حال، فالأغلبيّة كما وصفهم ربّهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف:106] و: {لَا يَشْكُرُونَ} و: {لَا يَعْلَمُونَ} إلا أن يرْكَبَ حِزْبيٌّ ديْنَ الإسلام مطيّةً لحزبه (كما تعوَّد الناس مِنْ حزب الإخوان المسلمين المشرئب بعنقه دائمًا للفِتَن لعلّ حلمه التَّائه بالحُكْم أن يتحقق في مصر أو تونس أو ليبيا أو فلسطين أو سوريا أو اليمن أو غيرها).
ولم يُنْقَل لي مرَّة واحدة أنّ زعيمًا عربيًّا وقف على وثن من أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة (الإسلامية بزعمهم) يطلب منه المدد ويدعوه من دون الله تقربًا إلى الله واستشفاعًا به إليه، وأكثر المسلمين يقترف ذلك أو يدافع عن مقترفيه أو يخرس عن أنكاره .
والدولتان اللتان بَنَتا الوثن: العراق في عهد صدّام الدّين، والسّودان في عهد التّرابي، يَعُدّهما حزب الإخوان المسلمين مثلًا للدّولة الصّالحة، إضافة إلى اليمن فترة زواجها الموقّت بالحزب الإخواني كفانا الله شرّه.
وبناء الوثن ودعاءُ من سُمِّي باسمه أعظم فرية ومعصية وكبيرة في دين الله، ولكن الحزب أسقط إنكاره من واجباته العمليّة الثمانية والثلاثين التي وَسِعَت الوصيَّة بتخفيف شرب الشاي والقهوه والمشروبات المنبّهة، وأسقط ذلك من وصاياه الخمسين لحكام المسلمين التي وَسِعَت المطالبة بتوحيد الزِّي وتنظيم المصايف، وأسقط ذلك من موبقاته العشر، وأسقط ذلك من وصاياه العشر؛ وإن حافظَتْ عليها وصايا اليهود التي أخَذَ منها العدد المبتدع، ولا يزال أولها: (لا تعبُدْ إلهًا غيري، وثانيها: لا تصنَعْ تمثالًا لمن في السّماء أو الارض أو البحر فتسجد له)، وكذلك بقية الوصايا التي أخفق فيها الحزب ونجح فيها اليهود (عدا الوصية بيوم السّبت)، بل رحل بعض قادته لزيارة الأوثان من عزبة النّوَّام إلى طهران، ولم ينكرها بقيّتهم على أنفسهم ولا غيرهم.
وأكثر غوغاء المظاهرات يظنّون أن ما أصابهم من سوء (الغلاء بخاصته) إن لم يكن بتخطيط من أمريكا وأوروبا وإسرائيل فهو من حكومتهم، ولا علاج إلا المظاهرات.
والغلاء أمر من الله عانى منه الأمريكي والأوربي والإسرائيلي قبلهم، بل كل شعب على وجه الأرض، ولكن أكثر العرب لا يُحَكِّم شرع الله ولا يُحَكِّم العقل غير المعْوَجِّ؛ ذكرت لداعٍ تخفيض السّعوديّة ثمن وقود السّيارات، وظَنَّ أني أمدح دولة تجديد الدّين بهذا القرار (مع أنه لو عقل لتذكر أني لا أمدحها إلا بأعظم مزاياها: تجديدها الدّين وهدمها الأوثان ومحاربتها البدع الأخرى) ولم يَهْنِهِ ذلك فقال: خَفَّضُوا ثمن الوقود ورفعوا كلّ شيء آخر! فذكّرْته بحقيقة بدهيّة: أنها لا تُنْتج إلا الوقود، وأن نظامها الاقتصادي يقوم على حرّية التجارة فهي لا تتدخل إلا بزيادة الرّواتب أو تحمل جزء من ثمن المستوردات الضرورية. وكأنه جواب الببّغاء: يقولونه، وهو مثل كثيرين ممن يعضّ يد المحسن إليه بالدّين والدّنيا، ينتمي إلى السّنّة والجماعة، ليس شيوعيًّا ولا مبتدعًا، ولكنّه مثل أكثر العرب رضي للإشاعة والجريدة الحاقدة أن تستعبد عقله، وتُقصي بلوى الله بالخير، وتُدني بلوى الله بالشرِّ، ولو عَكس اختياره كما أفعل (بفضل الله عليَّ) لوجد أنّ الثوب الصّيني لم يزد ثمنه عن بضعة عشر ريالًا لمن لا يهمُّه الاسم التّجاري، ولا يزال علاج البرد والأنفلونزا والسُّعال لم يزد كلٌّ منها عن عشرة (صنع أوروبي)، ولا تزال رَبْطة الخبز البّر والأبيض بريال، وعلبة البسكويت (نخالة) بريال، وعلبة الملح بريال، ولِتْرَي الحليب أو اللبن بسبعة، وعلبة اللبن الرّائب بريال (هذا كله وكثير مثله لم يتغيّر منذ ربع قرن)، وكان كيلوات الكهرباء قبل أربعين سنة بخمسين هللة، واليوم بخمس هللات، والمتر المكعب من الماء لم يزد ثمنه منذ مُدَّ إلى المنازل قبل خمسين سنة (هذا في حدود الحاجة المعقولة أما الإسراف فلا حَدَّ له ولا يستحق التّشجيع شرعًا ولا عقلًا)، ولا يزال ثمن السّاندويتش بين ريال وريالين، ووجبة المطبَّق من الرّقاق واللحم والخضرة بما يعادل ثُمْن ثَمَنِها قبل ستِّين سنة، ووجبة الرّزّ والدّجاج (6) و(12) ريالًا .
و: (من رضي فله الرضى، ومن جزع فله الجزع) و{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} [البقرة:268].
وأعرف سعوديًّا أغناه الله من فضله ولم تمسّه الحاجة أبدًا ومات بعد ثمانين والفقر بين عينيه، بل كان يغبطني على الاكتفاء بوجبة واحدة تَحَسُّبًا للمجاعة التي حسبها قادمة لا محالة منذ عشرات السّنين من كثرة ما يسمع ويردِّد من إشاعة السّوء. ومع أنّ ثمن الحديد والرّزّ والسّكر والإيجار والسّيارات زادت عالميًّا فقد زاد الدّخل بفضل الله في كل مكان أضعافًا مضاعفة، وفي دول مجلس التّعاون أكثر وأكثر. والحمد لله على نِعَمِه بالدِّين و الدُّنيا.
6ـ ولو كان الميزان النّتائجُ، فليستعمل الحركيّ عقله ويصلح مَنْطِقَه هذه المرّة، وليسأل نفسه وغيره كم خَسِرَتْ تونس ومصر وليبيا والصّومال قبلها، وأفغانستان والعراق وغيرها ممن ابتليت بالمظاهرات والإضرابات والثورات من مالها وأمْنِها ودنياها ودينها؟ وكم ربحتْ إن ربحت ولو قليلًا؟ كان جارٌ من مصر لا يملُّ الشكوى من الغلاء والفساد، ويحمِّل الحكومة المصريّة ما لا تحمل من الأسباب والوسائل والنّتائج، وكنت أذكّره بأنّ فساد المحكوم أكثر من فساد الحاكم إلاّ في حال فرِعون الذي قال لقومه في مصر: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24]، والقليل النّادر بعده ممن هم دونه شرًّا، وكان لا يقبل التّذكير، ولا يقبل حلًّا ولا أملًا إلا بذهاب الحكومة. وهاتفتُه بالأمس القريب فبادرني بالتَّحسُّر على ذهاب الأمن مع الحكومة، فضلًا عن اضطراب الحياة فيما دون ذلك. أصلح الله أحوال الجميع ومآلهم في الدّنيا و الآخرة. كتبه سعد الحصين، مكة: 1432.









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:47   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خسأت المظاهرات وخاب مجوزوها أن ينصر الله ما خالف شرعه ولم ينصر من أخطأ من السلف الصالح لينصر الخلف الطالح(إن عزل الحجاج قد يتولاها القردة)





"
من مفاسد المظاهرات:

- إنها تطفئ الحماس المتوقد لدى الشعوب بأمرٍ ليس وراءه جدوى فعلية!!

فيشعر المشارك بعد جهده البدني الذي بذله في مسيرته أنه قدَّم شيئاً مع أن الواقع لم يتغيّر.

- كما أنها تنافي الوحدة و الاجتماع الذي أمر به المسلمون

عندما يتظاهر فئات ضد فكر أو مقصد يتبناه غيرهم.

- وهي أيضاً تتيح المجال لمن يريد الإفساد والتخريب إذ يضيع الجاني بين مئات المتجمهرين

وهي مرتع خصب لمثل هذه الأحداث بل قد يفعلها بعض المتظاهرين إطفاءً لحماسٍ أو إظهاراً لغضب.

- ولذا فهو يدعو للمواجهة مع الطرف المتظاهر ضده، ولو كان المتظاهرون لم يتهيئوا لمثل هذه المواجهات.

إذ أعطوا له إحساساً بوجود قد يكون أكبر من حجمه الحقيقي.

- وهو إضافة لكل ذلك يتيح المجال لأصحاب الأفكار الدخيلة و المبادئ الوضيعة المنبوذة إبداء رأيهم والمطالبة برغباتهم.

- أضف لذلك تعطيل مصالح الناس لإغلاق المكاتب وزحام الطرقات

و الأذى الذي يلحق المتظاهرين إذا حصل صدام مع أجهزة الأمن.

ومن تتبع ما وقع من مظاهرات في البلاد الإسلاميّة قديماً وحديثاً

علم أن نفعها لا يوازي ما أدت إليه من ضرر بأهلها وغيرهم.

و من أراد التغيير :

فآية التغيير في كتاب الله عزوجل :

(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )

فسفك الدماء وذهاب النظام وغياب القانون

وغيرها من الأمور التي عادة ما تحدث إبان الثورات والانقلابات العسكرية...

توجب علينا أن نلتزم بقاعدة "درء المفاسد أولى من جلب المصالح"

فلا ننابذّ الحاكم حتى لو عاثّ في الأرض فساداً، وسام الناس ظلماً وطغياناً

إذ كل هذا يهون أمام مفاسد الخروج!

ويؤكد ابن تيمية هذا الرأي فيقول في كتابه "منهاج السنة النبوية":

"لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان خروجها من الفساد أعظم من الفساد الذي أزالته"

كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة

وعن الحسن البصري أنه سمع رجلا يدعو على الحجاج، فقال له:

"لا تفعل، إنكم من أنفسكم أتيتم، إنما نخاف إن عزل الحجاج أو مات

أن يتولى عليكم القردة والخنازير

فقد روي أن أعمالكم عمالكم، وكما تكونوا يولى عليكم"

ومجوزي المظاهرات يدوروا في فلك عقولهم ولم يأتوا بدليل من الشرع

وكل ما عندهم أخطاء لبعض الصحابة لا حجة فيها يرده موقف جمهور الصحابة

ففي مثل هذه المواقف والتجمعات يتيسر لكل أحد إبداء رأيه ولو كان من أراذل الناس وسفهائهم

وهذا من الأمور التي لا تحمد عقباها

وإندساس أصحاب النوايا الفاسدة بين المتظاهرين وهذا لا يخفى على أحد

فهناك بعض العصابات لا يتيسر لها العمل إلا في مثل هذه المواقف

التي يحتشد فيها الناس وخصوصا إن كانوا من المسلمين

فيجعلونهم كغطاء وستر ليتمكنوا من تحقيق مآربهم .

وفتح الباب أمام الفسقة والكفرة للتعبير عن آرائهم والمطالبة بمعتقداتهم

وأسوتهم في ذلك صاحب المظاهرات

لأنك إن طالبت بما تريده وتراه حقا ووجدت آذاننا صاغية وأقلام سيالة وأيدن قوّاّمة تحقق مطلوبك

إقتدى بك هؤلاء لأنك كنت لهم خير دليل .

وأخيرا إظهار المسلمين في مظهر العجز والذل

فالمتظاهر لم يستطع تحقيق ما يريده ويرمو إليه بوسائل القوة

فاتجه نحو المظاهرات التي تعد ملاذه الأخير في حين تعتبر صورة من صور العجز والذل

قال تعالى :

( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)

في هذه الآية الكريمة أن المؤمنين ، إن نصروا ربهم ، نصرهم على أعدائهم

وقد أوضح هذا المعنى في آيات كثيرة ، وبين في بعضها صفات الذين وعدهم بهذا النصر كقوله تعالى :

( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)

و بين صفات الموعودين بهذا النصر في قوله تعالى :

(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)

وهذا يدل على أن الذين لا يقيمون الصلاة ، ولا يؤتون الزكاة

ولا يأمرون بالمعروف ، ولا ينهون عن المنكر

ليس لهم وعد من الله بالنصر البتة .

فمثلهم كمثل الأجير الذي لم يعمل لمستأجره شيئا ، ثم جاءه يطلب منه الأجرة .

فالمتظاهرين الذين يقولون : إن الله سينصرنا - مغررون

لأنهم أولا: ما نصروا الله بنصر دينه بالحكم بكتابه, وامتثال أوامره, واجتناب نواهيه

ومن أوامره:

(تسمع وتطع للامير وان ضرب ظهرك واخذ مالك فاسمع واطع )رواه مسلم

فإذا ليسوا من حزب الله الموعودين بنصره كما لا يخفى "

منقول

قال العلامة الألباني:

"إن و ضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيراً و لا قليلاً عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، وأعني به العهد المكي. أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل و لا في كثير عمّا كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، ألا وهو العهد المكي، وكلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ ،هو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة؛ من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أنفسهم، كما في القرآن الكريم ،ثم لما بدأت الدعوة تنتشر، وتتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة –طبعاً نحن الآن نأتي برؤوس أقلام لأن التاريخ الإسلامي الأول والسيرة النبوية الأولى معروفة عند كثير من الحاضرين –لأنني أقصد – بهذا الإيجاز و الاختصار -، الوصول إلى المقصود من الإجابة على ذلك السؤال.

ولذلك فإنني أقول: بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة، وبدأ عليه الصلاة والسلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة – هناك في المدينة المنورة - بدأت أيضاً عداوةُ جديدة بين هذه الدعوة الجديدة –أيضاً في المدينة - حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى وهي سورية يومئذِ؛ - التي كان فيها هرقل ملك الروم -،فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية؛ بل ومن النصارى أيضاً في شمال الجزيرة العربية –أي في سورية – ثم أيضاً ظهر عدوُ آخر ألا وهو فارس، فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات؛ من المشركين في الجزيرة العربية، ومن النصارى و اليهود في بعض أطرافها، ثم من قبل فارس؛ التي كان العداء بينها و بين النصارى شديداً كما هو معلوم من قولة تبارك و تعالى: {ألم غلبت الروم، في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين } [1]. الشاهد هنا: لا نستغربنَّ وضع الدعوة الإسلامية الآن، من حيث إنها تُحارب من كل جانب. فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضاً كذاك محاربة من كل الجهات. وحينئذٍ يأتي السؤال والجواب.
ما هو العمل ؟ ماذا عمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين كان عددهم يومئذٍ قليلاََ بالنسبة لعدد المسلمين اليوم – حيث صار عدداََ كثيراََ وكثيراََ جداََ ؟
هنا يبدأ الجواب: هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم –أي قومهم –في أول الدعوة ؟ هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر ؟ هل حاربوا فارس في أول الأمر ؟
الجواب : لا، لا كل ذلك الجواب لا.
إذاََ ماذا فعل المسلمون ؟
نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تماماََ. لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم، وما عالجوا به مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج به مصيبتنا، وأظن أن هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعاً بالجواب إشارةً وستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة. فأقول: يبدو من هذا التسلسل التاريخي و المنطقي في آنِ واحدِ أن الله عز وجل إنما نصر المؤمنين الأولين؛ الذين كان عددهم قليلاً جداً بالنسبة للكافرين والمشركين جميعاً من كل مذاهبهم ومللهم، إنما نصرهم الله تبارك وتعالى بإيمانهم.
إذاً ما كان العلاج أو الدواء يومئذٍ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نفس الدواء ونفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه؛ لتحقيق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى، والأمر كما يقال: التاريخ يعيد نفسه؛ بل خير من هذا القول أن نقول إن الله عز وجل في عباده وفي كونه الذي خلقه ونظّمه وأحسن تنظيمه له في ذلك كله- سنن لا تتغير ولا تتبدل ( سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً )
هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها، وأن يرعاها حق رعايتها. وبخاصةٍ ما كان فيها من السنن الشرعية. هنالك سنن شرعية وهنالك سنن كونية. وقد يقال اليوم- في العصر الحاضر- سنن طبيعية، هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم و الكافر، و الصالح والطالح بمعنى؛ ما الذي يقوّم حياة الإنسان البدنية ؟ الطعام والشراب والهواء النقي و نحو ذلك. فإذا الإنسان لم يأكل ،لم يشرب، لم يتنفس الهواء النقي، فمعنى ذلك أنه عرَّض نفسه للموت موتاً مادياً. هل يمكن أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية ؟
الجواب لا: (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ) هذا -كما قلت آنفاً -يعرفه معرفة تجريبية كل إنسان؛ لا فرق بين المسلم و الكافر والصالح والطالح. لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سنناً شرعية يجب أن نعلم أن هناك سنناً شرعية، من اتخذها وصل الى أهدافها و جنى منها ثمراتها، ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التى وُضعت تلك السنن الشرعية لها؛ تماماً - كما قلنا - بالنسبة للسنن الكونية إذا تبنَّاها الإنسان و طبقها، و صل إلى أهدافها.
كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم؛ تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها – من أجل تحقيقها – و إلا فلا. أظن هذا الكلام مفهوم و لكن يحتاج إلى شئٍ من التوضيح، وهنا بيت القصيد وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام. كلنا يقرأ آية من آيات الله عز وجل بل إن هذه الآية قد يُزيّن بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت وهي قوله تعالى {إن تنصروا الله ينصركم } [2] -لافتات - توضح وتكتب بخط ذهبي جميل رُقعي أو فارسي 000إلى آخره، وتوضع على الجدار، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزينة بها، أما قلوب المسلمين فهي خاوية على روشها، لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية {إن تنصروا الله ينصركم} ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجاً، مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات، وهذه الآية من تلك الآيات، إذا ما ذكّرنا المسلمين بهذه الآية فأظن أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان وإنما هو فقط التذكير و { الذكرى تنفع المؤمنين}.

كلنا يعلم –إن شاء الله – أن قوله تبارك وتعالى {إن تنصروا الله} شرطٌ، جوابه {ينصرْكم} إن تأكل إن تشرب إن ……إن الجواب تحيا، إن لم تأكل إن لم تشرب، ماذا؟ تموت ؟. كذلك تماماً المعنى في الآية {إن تنصروا الله ينصركم} المفهوم - وكما يقول الأصوليون - : مفهوم المخالفة، إن لم تنصروا الله لم ينصركم؛ هذا هو واقع المسلمين اليوم.
توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية، وبخاصةٍ منها الأحاديث النبوية. {إن تنصروا الله} معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ لا ! إن الله عز وجل غالب على أمره، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً – هذا أمر معروف بدهياً – لذلك كان معنى {إن تنصروا الله} أي إن تتبعوا أحكام الله، فذلك نصركم لله تبارك وتعالى.

والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط ؟ قد قاموا بهذا الواجب –أولاً ؟ ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين – ثانياً -؟
الجواب: عند كل واحدٍ منكم، ما قام المسلمون بنصر الله عز وجل. وأريد أن أذكر هنا كلمةً؛ أيضاً من باب التذكير وليس من باب التعليم، على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين. إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم، أو عن تعرفهم على دينهم ،- عن تعلمهم لأحكام دينهم -، فأكثرهم لا يعلمون الإسلام، وكثيرٌ أو الأكثرون منهم، إذا ما عرفوا من الإسلام شيئاً، عرفوه ليس إسلاماً حقيقياً؛ عرفوه إسلاماً منحرفاً عمّا كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه. لذلك فنصر الله الموعود به من نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولاً معرفةً صحيحة، كما جاء في القرآن والسنة، ثم على العمل به – ثانياً -، وإلا كانت المعرفة وبالاً على صاحبها، كما قال تعالى: {يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون} [3]. إذاً نحن بحاجة إلى تعلم الإسلام ،وإلى العمل بالإسلام.
فالذي أريد أن أذكّر به - كما قلت آنفاً - هو أن عادة جماهير المسلمين اليوم أن يصبّوا اللوم كل اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبةً من ذلٍ وهوان على الحكام، أن يصبوا اللوم كل اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم، وهم - مع الأسف - كذلك؛ لا ينتصرون لدينهم، لا ينتصرون للمسلمين الُمَذلّين من كبار الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم، هكذا العُرفُ القائم اليوم بين المسلمين ! صب اللوم كل اللوم على الحكام، ومع ذلك ! أن المحكومين كأنهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين ! والحقيقة أن هذا اللوم ينصب على جميع الأمة حكّامًا، و محكومين. و ليس هذا فقط بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم، و هم محقون في هذا اللوم ،ولكن! قد خالفوا قولة تعالى {إن تنصروا الله}. أعني نفس المسلمين اللائمين للحاكمين حينما يخصونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام؛ حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع المحزن المحيط بالمسلمين بالطريقة التى تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم. حيث إنهم يعلنون تكفير حكام المسلمين- هذا أولاً - ! ثم يعلنون وجوب الخروج عليهم - ثانياً - ! فتقع هنا فتنة عمياء صماء بكماء بيد المسلمين أنفسهم؛ حيث ينشق المسلمون بعضهم على بعض فمنهم هؤلاء الذين أشرت إليهم الذين يظنون أن تغيير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين، ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة، وإنما تتسع وتتسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنفسهم ! ويصبح الحاكم في معزلٍ عن هذا الخلاف.

بدأ الخلاف من غلوّ بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لابد من محاربة الحكام المسلمين لإصلاح الوضع !، وإذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أن معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين، وإن كان كثيرون منهم يستحقون الخروج عليهم ! بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله؛ ولكن هل يكون العلاج –كما يزعم هؤلاء الناس – هل يكون إزالة الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين ؟– ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيين كما يقال في العصر الحاضر – هنا نحن نقول: أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملْ ما هكذا يا سعدُ تُورَد ُالإبلْ.
مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصآلةً وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام؛ هم أشد بلا شك ضرراً من بعض هؤلاء الحكام الذين لا يتجاوبون مع رغبات المسلمين أن يحكموهم بما أنزل الله فماذا يستطيع هؤلاء المسلمون ؟ وأعني طرفاً أو جانباً منهم وهم الذين يعلنون وجوب محاربة الحاكمين من المسلمين، ماذا يستطيع أن يفعل هؤلاء لو كان الخروج على الحكام واجباً قبل البدء بإصلاح نفوسنا نحن ؟!.
كما هو العلاج الذي بدأ به الرسول عليه السلام، إن هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إطلاقاً؛ والواقع أكبر دليل على ذلك، مع أن العلاج الذي يتبعونه –وهو أن يبدؤوا بمحاربة الحكام المسلمين! –لا يثمر الثمرة المرجوة لأن العلة - كما قلت آنفاً - ليست في الحاكمين فقط؛ بل و في المحكومين أيضاً، فعليهم جميعاً أن يصلحوا أنفسهم و الإصلاح هذا له بحث آخر قد تكلمنا عليه مراراً و تكراراً و قد نتكلم قريباً إن شاء الله عنه. المهم الآن المسلمون كلهم متفقون على أن و ضعهم أمر لا يحسدون عليه و لا يغبطون عليه ؛بل هو من الذل و الهوان بحيث لا يعرفه الإسلام، فمن أين نبدأ ؟ هل يكون البدأ بمحاربة الحاكمين المسلمين ؟! أو يكون البدأ بمحاربة الكفار أجمعين من كل البلاد ؟! أم يكون البدأ بمحاربة النفس الأمارة بالسوء ؟ من هنا يجب البدأ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم إنما بدأ بإصلاح نفوس أفراد المسلمين المدعوّين في أول دعوة الإسلام – كما ذكرنا في أول هذا الكلام- بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار و المسلمين، ثم بين المسلمين و الروم، ثم بين المسلمين و فارس.. و هكذا - كما قلنا آنفاً - التاريخ يعيد نفسه0فالآن المسلمون عليهم أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الأليم، وليس بأن يُعالجوا جانباً لا يثمر الثمرة المرجوة فيها، لو استطاعوا القيام بها ! ما هو هذا الجانب ؟ محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ! هذا أولاً – كما قلت آنفاً لابد من وقفة قصيرة – غير مستطاع اليوم، أن يُحارب الحكام؛ وذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفاراً كاليهود والنصارى؛ فهل المسلمون اليوم يستطيعون محاربة اليهود والنصارى ؟
الجواب: لا، الأمر تماماً كما كان المسلمون الأولون في العهد المكي، كانوا مستضعفين، أذلاء، محاربين، معذبين، مُقَتَّلِين لماذا ؟! لأنهم كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، إلا إيمانهم الذي حلّ في صدورهم، بسبب إتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ هذا الإتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة؛ التي نحن ننشدها اليوم، فما هو السبيل للوصول إلى هذه الثمرة ؟ نفس السبيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام، إذاً اليوم لا يستطيع المسلمون محاربة الكفار على اختلاف ضلالاتهم، فماذا عليهم ؟ عليهم أن يُؤمنوا بالله ورسوله حقاً، ولكن المسلمين اليوم كما قال رب العالمين {ولكن أكثرهم لا يعلمون}. المسلمون اليوم اسماً وليسوا مسلمين حقاً ! أظنكم تشعرون معي بالمقصود من هذا النفي.
ولكني أذكركم بقوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هم العادون} [4] أي الباغون الظالمون. فإذا أخذنا هذه الخصال فقط، ولم نتعد هذه الآيات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيات أخرى؛ التي فيها ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم تُذكر في هذه الآيات، وهي كلها تدور حول العمل بالإسلام. فمن تحققت فيه هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات المتلوه آنفاً وفي آيات أخرى؛ أولئك هم الذين قال الله عز وجل في حقهم {أولئك هم المؤمنون حقا} [5].

فهل نحن مؤمنون حقاً ؟!
الجواب: لا، إذاً يا إخواننا لا تضطربوا!
فنحن المصلين اليوم؛ - هذه الخصلة - {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون} هل نحن خاشعون في صلاتنا ؟ أنا ما أتكلم عن فرد، اثنين، خمسة، عشرة، مائة، مائتين، ألف، ألفين.
لا. أتكلم [6] عن المسلمين على الأقل الذين يتساءلون، ما هو الحل لما أصاب المسلمين ؟ لا أعني أولئك المسلمين اللاهين الفاسقين الذين لا تهمهم آخرتهم، وإنما تهمهم شهواتهم و بطونهم لا. أنا أتكلم عن المسلمين المصلين.
فهل هؤلاء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنين ؟ الجواب: كجماعة، كأمة : لا.
إذاً: ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالِكَها إن السفينةَ لا تجري على اليبسِ

فلابد من اتخاذ الأسباب؛ التي هي من تمام السنن الشرعية بعد السنن الكونية؛ حتى يرفع ربنا عز وجل هذا الذل الذي ران علينا جميعاً. أنا ذكرت هذه الأوصاف من صفات المؤمنين المذكورة في أول هذه السورة، لكن هناك في الأحاديث النبوية التي نذكّر بها إخواننا دائماً، ما يُذكّر بحـال المسلمين اليوم؛ وأنهم لو تذكروا هذا الحديث كان من العار عليهم أن يتساءلوا لماذا أصابنا هذا الذل ؟! لأنهم قد غفلوا عن مخالفتهم لشريعة الله، من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة و السلام: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " [7]. هذا الحديث تكلمت عليه كثيراً وكثيراً جداً وبمناسبات عديدة. وإنما أنا أقف فقط عند قوله "إذا تبايعتم بالعينة".العينة : نوع من الأعمال الربوية؛ - ولا أريد أيضاً أن أدخل فيها بالذات -. فهل منكم من يجهل تعامل المسلمين بأنواع من الربا، وهذه البنوك الربوية قائمة على ساق وقدم في كل بلاد الإسلام ومعترف فيها بكل الأنظمة القائمة في بلاد الإسلام. وأعود لأقول ليس فقط من الحكام؛ بل و من المحكومين لأن هؤلاء المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك و هم الذين إذا نُوقشوا، و قيل لهم: أنتم تعلمون أن الربا حرام و أن الأمر كما قال عليه السلام: "درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله عز وجل من ستٍ وثلاثين زنية " [8] لماذا يا أخي تتعامل بالربا ؟! "بيقلك شو بدّنا نساوي – بدنا نعيش" [9] !!، إذاً العلاقة ما لها علاقة بالحكام لها علاقة بالحكام والمحكومين. المحكومون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام، وكما يقولون "دود الخل منّه وفيه - دود الخل منّه وفيه" [10]. هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ !! وإنما نبعوا منّا وفينا فإذا أردنا صلاح أوضاعنا فلا يكون ذلك بأن نعلن الحرب الشعواء على حكّامنا وأن ننسى أنفسنا؛ والمشكلة منّا وفينا؛ حيث المشكلة القائمة في العالم الإسلامي.

لذلك نحن ننصح المسلمين أن يعودوا الى دينهم. وأن يطبقوا ما عرفوه من دينهم {ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله} [11]. كل المشاكل القائمة اليوم والتي يتحمس بعض الشباب ويقول ما العمل ؟! سواءٌ قلنا ما هو بجانبنا من المصيبة التي حلت بالعالم الإسلامي والعالم العربي ! وهي احتلال اليهود لفلسطين، أو قلنا محاربة الصليبين للمسلمين بإرتيريا وفي الصومال، في البوسنة والهرسك في في0000 إلى آخر البلاد المعروفة اليوم. هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تعالج بالعاطفة وإنما تعالج بالعلم والعمل. {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } [12]، {وقل اعملوا} الآن نقف عند هذه النقطة. العمل للإسلام اليوم في الساحة الإسلامية، له صور كثيرة وكثيرة جداً، وفي جماعات وأحزاب متعددة، والحقيقة أن هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تكّبر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم. بعضهم يرى أن،المشكلة احتلال اليهود لفلسطين – أن المشكلة ما ذكرناه آنفاً، محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها – لا!

نحن نقول: المشكلة أكبر وهي تفرق المسلمين. المسلمون أنفسهم متفرقون شيعاً وأحزاباً خلاف قول الله تبارك وتعالى: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون} [13]. الآن الجماعات الإسلامية مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية، وهي الذل الذي ران على المسلمين، وكيف السبيل إلى الخلاص منه ؟
هناك طرق:
الطريقة الأولى: هي الطريقة المثلى التي لا ثاني لها، وهي التي ندعو إليها دائماً وأبداً. وهي فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقهُ وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفّى، تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ كما ذكرنا ونذكر أبداً. فرسول الله بدأ بأصحابه أن هداهم إلى الإيمان بالله ورسوله- أن علمهم بأحكام الإسلام-، وكانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم، كان يأمرهم بالصبر، يأمرهم بالصبر ! وأن هذه سنة الله في خلقه أن يُحارب الحق بالباطل وأن يُحارب المؤمنون [14] بالمشركين وهكذا، فالطريقة الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع هي العلم النافع والعمل الصالح. هناك حركات ودعوات أخرى، كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى والمثلى والتي لا ثاني لها وهي اتركوا الإسلام الآن جانباً ! من حيث وجوب فهمه ! ومن حيث وجوب العمل به ! الأمر الأن أهم من هذا الأمر ! وهو أن نجتمع وأن نتوحد على محاربة الكفار !! سبحان الله، كيف يمكن محاربة الكفار بدون سلاح ؟! كل إنسان عنده ذرّة عقل أنه إذا لم يكن لديه سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلّح، ليس بسلاح مادي بل بأسلحةِ مادية !. فإذا أراد أن يحارب عدوه - هذا -المسلح وهو غير مسلح ماذا يقال له ؟ حاربه دون أن تتسلح ؟! أم تسلح ثم حاربه ؟
لا خلاف في هذه المسآله أن الجواب: تسلح ثم حارب، هذا من الناحية المادية، لكن من الناحية المعنوية الأمر أهم بكثير من هذا، إذا أردنا أن نحارب الكفار؛ فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانباً؛ لأن هذا خلاف ما أمر الله عز وجل ورسوله المؤمنين في مثل آيات كثيرة منها قوله تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [15]. {إن الإنسان لفي خسر}. نحن بلا شك الآن في خسر. لماذا ؟! لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز وجل من الاستثناء حين قال: {إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. نحن الآن نقول آمنا بالله ورسوله، ولكن ! حينما ندعو المسلمين المتحزبين المتجمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق – الرجوع إلى الكتاب والسنة – يقولون هذا ندعه الآن جانباً! الأمر أهم !. هو محاربة الكفار !، فنقول: بسلاح أم بدون سلاح ؟ !. لابد من سلا حين، السلاح الأول: السلاح المعنوي، وهم يقولون الآن دعوا هذا السلاح المعنوي جانباً ! وخذوا بالسلاح المادي ! ثمّ، لا سلاح مادي !! لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نُحكم بها الآن؛ ليس فقط من الكفار المحيطين بنا من كل جانب؛ بل ومن بعض الحكام الذين يحكموننا ! فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ بالاستعداد بالسلاح المادي – هذا لا نستطيعه –. فنقول : نريد نحارب بالسلاح المادي ! وهذا لا سبيل إليه، والسلاح المعنوي الذي هو بأيدينا – {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [16] – العلم ثم العمل في حدود ما نستطيع، هذا نقول بكل بساطة متناهية دعوا هذا جانباً ! هذا مستطاع ونؤمر بتركه جانباً ! وذلك غير مستطاع. فنقول : يجب أن نحارب !! وبماذا نحارب ؟! خسرنا السلاحين معاً؛ السلاح المعنوي العلمي نقول نؤجله ! لأنه ليس هذا وقته وزمانه !! السلاح المادي لا نستطيعه فبقينا خراباً يباباً ضعفاء في السلاحين المعنوي والمادي. إذا رجعنا إلى العهد الأول الأنور؛ وهو عهد الرسول عليه السلام الأول، هل كان عنده سلاح مادي ؟ الجواب، لا بماذا إذاً كان مفتاح النصر ؟ آلسلاح المادي أم السلاح المعنوي ؟ لاشك أنه السلاح المعنوي، وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية {فاعلم أنه لا إله إلا الله} إذاً العلم- قبل كل شئ – إذاً بالإسلام قبل كل شئ ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع. نستطيع أن نعرف العقيدة الإسلامية - الصحيحة طبعاً – نستطيع أن نعرف العبادات الإسلامية، نستطيع أن نعرف الأحكام الإسلامية، نستطيع أن نعرف السلوك الإسلامي ، هذه الأشياء كلها مع أنها مستطاعة فجماهير المسلمين بأحزابهم وتكتلاتهم هم معرضون عنها؛ ثم نرفع أصواتنا عاليةً نريد الجهاد ! أين الجهاد ؟! مادام السلاح الأول مفقود والسلاح الثاني غير موجود بأيدينا ؟!! نحن لو وجدنا اليوم جماعة من المسلمين متكتلين حقاً على الإسلام الصحيح وطبقوه تطبيقاً صحيحاً، لكن لا سلاح مادي عندهم؛ هؤلاء يأتيهم أمره تعالى في الآية المعروفة: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةً، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [17] لو كان عندنا السلاح الأول المعنوي؛ فنحن مخاطبون بهذا الإعداد المادي. فهل نحارب إذا لم يكن عندنا إعداد مادي ؟! الجواب : لا.لأننا لم نحقق هذه الآية التي تأمرنا بالإعداد المادي؛ فما بالنا، كيف نستطيع أن نحارب ونحن مفلسون من السلاحين المعنوي والمادي ؟ !. المادي الآن لا نستطيعه، المعنوي نستطيعه؛ إذاً {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } [18]. {فاتقوا لله ما استطعتم} [19] فالذي نستطيعه الآن هو العلم النافع والعمل الصالح.

لعلي أطلت في هذا الجواب أكثر من اللازم، لكني أنا ألخص الآن فأقول:
ليست مشكلة المسلمين في فلسطين فقط - يا إخواننا-، لأنه مع الأسف الشديد من جملة الانحراف التي تصيب المسلمين اليوم؛ أنهم يخالفون علمهم عملاً ! حينما نتكلم عن الإسلام وعن الوطن الإسلامي، نقول: كل البلاد الإسلامية هي وطن لكل مسلم؛ ما في فرق بين عربي وعجمي، ما في فرق بين حجازي وأردني ومصري 00000 و إلى آخره، لكن هذه الفروق العملية موجودة، هذه الفروق عمليه موجودة ! ليس فقط سياسياً؛ هذا غير مستغرب أبداً، لكن موجودة حتى عند الإسلاميين ! مثلاً تجد بعض الدعاة الإسلاميين يهتمون بفلسطين؛ ثم لا يهمهم ما يصيب المسلمين الآخرين في البلاد الأخرى. مثلاً: حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الأفغان وبين السوفييت وأذنابهم من الشيوعيين، لماذا ؟! لأن هؤلاء مثلاً ليسوا سوريين ! مصرين ! أو ما شابه ذلك. إذاً المشكلة الآن ليست محصورة في فلسطين فقط؛ بل تعدت إلى بلاد إسلامية كثيرة فكيف نعالج هذه المشكلة العامة ؟ بالقوتين المعنوية والمادية، بماذا نبدأ ؟
نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالأهم وبخاصة إذا كان الأهم ميسوراً؛ وهو السلاح المعنوي – فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً ثم السلاح المادي إذا كان ميسوراً. اليوم - مع الأسف الشديد –؛ الذي وقع في أفغانستان.... الأسلحة التي حارب المسلمون – الأسلحة المادية – التي حارب المسلمون بها الشيوعيين هل كانت أسلحة إسلامية ؟ الجواب: لا.
كانت أسلحة غربية، إذا نحن الآن من ناحية السلاح المادي مستعبدون؛ لو أردنا أن نحارب وكنا أقوياء من حيث القوة المعنوية، إذا أردنا أن نحارب بالسلاح المادي فنحن بحاجة إلى أن نستورد هذا السلاح؛ إما بالثمن وإما بالمنحة أو شيء مقابل شيء ! كما تعلمون السياسة الغربية اليوم على حدّ المثل العامّي: "حكّلّي لحكّلّك"! يعني أي دوله الآن حتى بالثمن لا تبيعك السلاح إلا مقابل تنازلات. تتنازل أنت أيها الشعب المسلم مقابل السلاح الذي تدفع ثمنه أيضاً فإذاً يا إخواننا الأمر ليس كما نتصور عبارة عن حماسات وحرارات الشباب وثورات كرغوة الصابون تثور ثم تخور في أرضها لا أثر لها إطلاقاً !. أخيراً أٌقول {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله..} إلى آخر الآية.
لكن أكرر أن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقروناً بالعلم النافع؛ والعلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله كما قال إبن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسولـــــهُ*** قال الصحابةُ ليس بالتمويــــهِ
ما العلمُ نصبَكَ للخلاف سفاهــةً*** بين الرسولِ وبين قولِ سفيــــهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيــها*** حذرا من التعطيل التشويـــــهِ
مصيبة العالم الإسلامي مصيبة أخطر – وقد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله !-مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احتلال اليهود لفلسطين ! مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلـوا سواء السبيل. أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة معاً. وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين وقتّلوا وصلّبوا ثم ماتوا فلا شك أنهم ماتوا سعداء ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين. أما من عاش عزيزاً في الدنيا وهو بعيد عن فهم الإسلام كما أراد الله عز وجل ورسوله فهو سيموت شقياً وإن عاش سعيداً في الظاهر.

إذاً بارك الله فيكم: العلاج هو فرّوا الى الله ! العلاج فرّوا الى الله ! فرّوا الى الله تعني أفهموا ما قال الله وقال رسول الله واعملوا بما قال الله وما قال رسول الله. وبهذا أنهي هذا الجواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين"

سلسلة الهدى والنور شريط رقم (760 )











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لرحيلي:وراء هذه المظاهرات..أعداء التوحيد/من العلمانيين و الليبراليين و الرافضة و الصوفية و الخوارج/ما أرادوا إلا هدم دولة التوحيد



كلمة فضيلة الشيخ إبراهيم الرحيلي حول المظاهرات

(29 ربيع الأول 1432 الموافق ل 04 مارس 2011) :


[دق23:15] :

كلنا الأن نتفق و لا يوجد أحد من أهل العلم و ممن له علم و ديانة ينازع في أن هذه الدولة لم تقصر في شيء من خدمة الإسلام, و مع هذا نحن لا نقول إن هذه الدولة معصومة هم بشر يصيبون و يخطئون, لكن الخير الموجود يضرب به المثل في هذه العصور المتأخرة.
و بهذا يتبين أنه لا يمكن أن يقف موقف المعارض و موقف أصحاب هؤلاء الفتنة ضد هذه البلاد إلا من إرتكس في الفتنة, إما في فتنة الشبهات أو الشهوات. وأما أن يوجد عالم من علماء المسلمين رزقه الله علما و تدينا و صدقا فوالله لا يوجد رجل يعرف بهذه الأوصاف يقف موقف المعارض لهذه الدولة في مثل هذه المهاترات و المظاهرات, و إنما العلماء مجمعون بحمد لله على الإلتفات حول ولاة الأمر و على المناصحة بالرفق و اللين و على جمع الكلمة عليهم.
و اما الذين هم وراء هذه المظاهرات و وراء هذه الفتنة فهم أعداء التوحيد و أعداء الإسلام من العلمانيين و الليبراليين و الرافضة و الصوفية و الخوارج و أهل الشبهات و الشهوات و كل أصحاب الفتنة, فعلينا أن لا نغتر بهذه الدعايات هؤلاء والله ما أرادوا إلا هدم الإسلام و ما أرادوا إلا هدم دولة التوحيد و يريدون العلمانية يريدون الإباحية يريدون التفلت, وإلا الأن بعض المسلمين الذين يخرجون في بعض البلدان يطالبون بتحكيم الشريعة, الشريعة عندنا محكمة يطالبون بأن تعطى المرأة حريتها و حجابها, المرأة مكنت من هذا يطالبون الرجل أن يعفي لحيته و يقصر ثوبه, المسلم مكن من هذا في هذه البلاد.
فما الذي ينقص المسلم في هذه البلاد؟, لا ينقصه شيء بحمد الله من هذه المطالب الشرعية"










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:56   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم الثورات فى البلاد العربية للشيخ عثمان الخميس حفظه الله

هنا









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 13:02   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

  1. التعقيب على حامد العلي بشأن الدعوة إلى المظاهرات للشيخ الدكتور عبد العزيز السعيد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    التعقيب على حامد العلي في اعتراضه على فتوى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بشأن الدعوة إلى المظاهرات
    الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ، أما بعد ؛ فقد اطلعت على ماكتبه الأستاذ حامد العلي في موقعه على النت ، والذي وجه فيه سؤالا لنفسه وأجاب عليه ، ونص السؤال : فضيلة الشيخ ما هو الرد على الفتوى الصادرة من هيئة كبار العلماء في السعودية في تحريم المظاهرات ؟!
    ثم أجاب الأستاذ بجواب يغلب عليه عدم تصور المسائل ، والحيدة عن النصوص الناقضة لما يستدل به ، والنزع إلى المتشابه ، والاستدلال بالعمومات والمطلقات ، والتجافي عن المخصصات والمقيدات ، بل والتناقض فيما كتب ، والاستدلال بما ينقض عليه ، والاستدلال بمن يُستدل له ولايستدل به من أهل العلم إذا تنزلنا وقلنا : إنما نقله عنهم يدل على مطلوبه ، وليست كذلك ، والخلط في تقرير المسائل العلمية، ولهذا فقد تقحم الأستاذ مركبا صعبا ، كان الأولى به أن يدعه لغيره من أهل العلم ، فأسأل الله أن يهدي قلبه ، ويشرح صدره للحق .
    ثم أقول بعد ذلك : لولا خشية الاغترار به لتركت التنبيه عليه ، ولكن لازم النصيحة ـ وقد نشر ـ بيان الحق.
    وسأختصر الكلام في النقاط الآتية :
    أولا : لم يتطرق الكاتب لنقض فتوى هيئة كبار العلماء بالأدلة ، وإنما أخذ في بيان حكم المظاهرات من منظوره هو فقط ؛ لأنه لن يتمكن من ذلك ؛ لقيام الفتوى على ركائز متعددة مبنية على نصوص الكتاب والسنة وعمل السلف ، سواء ورد التصريح بها في البيان أم لم يرد . فسقط الرد من أصله .
    ثانيا : فتوى الهيئة في تحريم المظاهرات وماشاكلها ـ فيما ظهر لي من البيان ـ مبنية على عدة أمور منها :
    1 ـ وجوب الوفاء بالبيعة ، والسمع والطاعة في غير معصية الله ، وهذه المطالبات والمظاهرات كما لايخفى يرفع سقفها حتى تطالب بتنحية ولي الأمر ـ وقد حصل ـ وهذا خروج عليه ، ونقض للبيعة . ولو فرضنا جواز المظاهرات ، ثم منع منها ولي الأمر ؛ لوجب الالتزام بذلك .
    وقد يقول الكاتب ، بل قال : المظاهرات من إزالة المنكر ونصرة المظلوم واسترداد الحقوق . قلت : هذا كلام من لم يعرف منهاج السلف ، وقد بينت شيئا من ذلك في ردي على الدكتور يوسف القرضاوي ، فليرجع إليه الكاتب .
    2ـ رعاية مقاصد الإمامة ، والمصالح العظمى ، مما تنعم به المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله ـ من نشر التوحيد والسنة ، ومحاربة الشرك والبدعة ، وإقامة شعائر الدين وحدوده ، وظهور أعلامه وآثاره على المجتمع والأفراد ، في كافة المناحي : الدينية والاجتماعية والأمنية والسياسية والعلمية .... مما لايوجد له نظير في العالم أجمع من قرون طويلة ، فضلا عن الاجتماع على خادم الحرمين الشريفين ببيعة شرعية على مقتضى أصول أهل السنة والجماعة ، بايعه فيها أهل الحل والعقد في كافة أنحاء المملكة ، وفوض بموجبها بإدارة شؤون البلاد داخليا وخارجيا ، فما اجتهد فيه فأخطأ فله أجر ، وما أصاب فله أجران .
    وهذه الإيجابيات وغيرها كثير جدا ، ونحن في المملكة نعيشها ، وغيرنا يدركها ، هل يجوز سلبها بسبب خطأ أوتقصير ؟ وهل هذا يتفق مع مقاصد الإمامة ؟ وهل هذا يتفق مع قواعد المصالح والمفاسد والمآلات ؟
    3ـ رعاية بشرية الحاكم ، فليس معصوما من الخطأ أوالخطيئة أوالتقصير ، وعلى حد زعم الكاتب يريد حاكما سالما من هذا كله ، وأنّى له ذلك ؟!
    لكن هذا الخطأ والقصور لايعالج بالخروج عليه ، أوالتجمهر ، أوحشد الناس ضده ، بل يكون بالنصيحة على وجهها الشرعي كما بينه العلماء قديما وحديثا ، وقد ذكرت طرفا من ذلك في الرد على القرضاوي. وفي المقال المنشور بعنوان منهج السلف في التعامل مع الحاكم .
    4 ـ عدم حصر المسؤولية في الحاكم وحده ، بل الشعب مسؤول كذلك ، كما دلت عليه النصوص الشرعية ، وهذا يوجب على الطرفين التعاون على البر والتقوى ، والتكامل ، والتناصح ، وليس التنافر والتقاطع والتدابر .
    5 ـ العدل في القول ، فقد حدد البيان الواجب تجاه ولي الأمر ، وفي الوقت نفسه لم يغفل عن تذكير ولي الأمر بما يجب عليه . وكل ذلك بأدلة شرعية .
    أرجو أن لايغفل عن هذا الأستاذ حامد وفقه الله ، وشرح صدره للبر والتقوى .
    ثالثا : نقل الكاتب عن العلامة ابن القيم رحمه الله أنه قال : (ولايتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى ، والحكم بالحق إلاَّ بنوعين من الفهم :أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه ، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن ، والإمارات ، والعلامات حتى يحيط به علما . والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع ، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه ، أو على لسان رسوله فـي هذا الواقع ) .
    وهذا كلام لا إشكال فيه ، ولكن الشأن في تنزيله ، وهنا أسأل الأستاذ فأقول :
    1 ـ هل أنت أعلم من علمائنا بالواقع في المملكة ، وهم يعيشون على أرضها ، وأنت تعيش في وطنك الكويت ؟ ولوسألناك عن أشياء يسيرة مما يتداوله غلماننا لما عرفته !!! ( وإذا قلتم فاعدلوا ) .
    2ـ تقديمك بهذا تجهيل لعلمائنا الذين أجمع المسلمون على الثقة بهم ، والرجوع إليهم ، إلا من حرم من متعالم ، أوغافل ، أوذي هوى .
    وليت الأمر كان مقصورا على التجهيل ، بل تجاوزت فأحللت نفسك المحل الذي لست أهلا له ، فنصبت نفسك عالما ، وعرضت عليها أسئلتك في موقعك ، باسم المستفتين . وأظن هذا ـ إن كنت تريد شهرة ـ سيسقطك .
    3 ـ ثم بالنظر في كلامك الذي جعلته دليلا على أحقيتك بالعلم من هيئة كبار العلماء ، يبرز عوارك في جوانب :
    أحدها : ماذكرته من كلام هنا هو مأخوذ من كتاب الدكتور حاكم بن عبيسان المطيري في كتابه
    ( الطوفان ) ، وكان حري بك ـ أمانة ـ أن تسنده إليه .
    الثاني : أن هذا الكلام الذي ذكرته قد رد عليه أحد علماء الكويت ، وهو فضيلة الدكتور المحقق حمد العثمان في كتابه ( الغوغائية هي الطوفان ) ، فلم أعرضت عن ذكر ما أجاب به عن هذه الشبهات التي تنقض عليك ما كتبت ؟ لا أجد جوابا عن ذلك إلا عجزك العلمي . والكتاب طبع عدة طبعات ؛ لنفاسته ، وثناء أهل العلم .
    الثالث ـ إعراضك عن أدلة المانعين من المظاهرات ، ومحاولة أن لايرد على ماذكرته ـ مما تزعم أنه أدلة ـ ماينقضه من النصوص الصريحة الصحيحة .
    الرابع ـ الخلط العجيب في المسائل وتنزيلها ؛ مما يدل على عدم استقرار منهج الاستدلال عندك أوعدم معرفته ، مع سوء فهم النصوص وكلام أهل العلم ووضعه في غير موضعه . وقد بين فساد هذا كله أخونا الشيخ حمد العثمان حفظه الله .
    وأذكر هنا مثالا استشهدت به على جواز المظاهرات ، فقلت في ذلك : ( وأيضـا مما ورد في السنة من استدعاء الحشد للبلاغ ، ما في الصحيحين عن ابن عباس قال : ( لما أنزل الله عز وجـل : وأنذر عشيرتك الأقربـين ، أتى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ الصفـا فصعـد عليه ، ثم نادى : يا صباحاه ، فاجتمع الناس إليه ، بين رجل يجيء إليه ، وبين رجل يبعث رسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني عبد المطلب ، يابني فهر ، يابني لؤي ، أرأيتم لو أخبرتكم ، أنَّ خيلاً بسفح هذا الجبل ، تريد أن تغيـر عليكم ، صدقتموني ؟ قالوا : نعم ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) ، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، أما دعوتنا إلاّ لهذا ؟ وأنزل الله ( تبت يدا أبي لهب وتب ) .فهذا نـصٌ واضـح في أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، صعـد ليراه الناس ، واستدعاهم ليجمعهم في مكان واحـد _ في صورة أشبه ما تكون بالمظاهـرات السلمية اليوم التي يراد منها رفع مستوى قـوّة الاحتـجاج _ وليبلّغهم ، فاحتشدوا له ، واستغـلّ هذا الحشـد ، ليوصل صوته إلى أبـعد مدى ، فيبلغ ما أمـر بتبليغـه. فليت شعري أيُّ فرق بين هذا ، وأن يدعو دعاةُ الإصلاح الناسَ لمكان محدد ، يدعون إلى حشـد كبير، ليبلّغوا السلطة مطالبهم ، وليوصلوا حقوقهم ، ليكون فعلهم أشد وطأة ، وأعظـم تأثيرا في التغييـر ؛ إذ من المعلوم أنَّ استدعاء الحشد متظاهرين ، للاحتجاج الجماعـي ، يؤدي دورا بالغ التأثيـر في التغيير، كما هو شأن كلّ ما يجتمع عليها الناس في شئونهـم العامّـة ، فيكونون أقـوى به من حال الانفـراد ، كما ذكرنـا) .
    أرأيت هذا الفهم المقلوب الذي يغني ذكره عن الرد عليه ! بعث عليه الاعتقاد ثم الاستدلال ، أوتوظيف العلم للفكر ؛ فبالله كيف تستدل بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في جمع الناس ليدعوهم إلى عبادة الله وحده ، على مشروعية جمع الناس للخروج بهم على السلطان ؟! فأين هذا من هذا ؟!!
    الخامس ـ ويكفي استدلالا على أجنبيتك عن العلم أنك ذكرت أن أعظم أهداف هذه الأمـّة ، وأرفع غاياتها ، وأسمـى قِيَمِها ، هو العدل ، والإصلاح ، وتحرير العباد من الجور، ورفع المظالم ، والمفاسـد عنهم.
    سبحان الله !! أليس التوحيد هو أعظم شيء ، وأحق مايدعى إليه ؟! أين تذهب يا أستاذ هداك الله ؟
    السادس ـ تختار من الحوادث التاريخية ما ترى أنه يدعم موقفك ـ وهو ليس كذلك ، وعلى فرض صحته، ففعل البشر محجوج بالسنة المحكمة ـ وتترك ما ترى أنه ضدك ، فقد ذكرت بعض أعمال المنتسبين إلى مذهب أحمد ـ التي تعتقد أنه تؤيدك ـ وتركت ماصنعه إمامهم ـ رضي الله عنه ـ وهو من هو في الفقه والاتباع !! حين كان في الأغلال قد حمل على قول الكفر ـ وهو القول بخلق القرآن ـ فيماذكره حنبل في قوله : ( اجتمع فقهاء بغداد فقالوا له : إن الأمر قد تفاقم وفشا يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه ، فناظرهم في ذلك وقال عليكم بالإنكار بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، وانظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر ، وقال ليس هذا بصواب ، هذا خلاف الآثار ) .
    فأين الموضوعية ؟! وأين طلب الهدى ؟! ولستَ في مقام رد ، ولكن في مقام تقرير .
    رابعا : لا أجد لك عذرا فيما كتبت ـ ولايصح الاعتذار به ـ إلا أنك غلبك الجانب السياسي الصحفي، فحاولت جاهدا التوفيق بينه وبينه الشرع على حد قول من ضللهم الله ( إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا ) ، ولعل ما يجلي هذا قولك ولأنَّ وسيلة الاحتشاد للتظاهـر ، مؤثـِّرة في التغيير الإصلاحي ، فقد استعملت في تاريخ أمّتنـا الإسلامية، بالطبيعة التي أودعها الله في السنن الاجتماعية البشرية ، أنَّ الناس تجتمع فيما تشترك فيه ، وتستعمـل اجتماعها في تحقيـق أهدافهـا ، ولهذا أُسِّست النقابات ، والاتحادات ، والأحزاب ، ونحوها من التجمَّعات وجعل في يدها وسائـل تمكنها من نيل حقوقها بقوة الدسـتور ، في كلّ دول العالم المتحضّـر ، التي ترفض الاستبداد ، وتترفَّع عن الصيـغ المتخـلّفة للحكم ) .
    فهل اختلط عليك الوحي المنزل من رب العالمين الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، بقوانين البشر ودساتيرهم الوضعية ، التي يصدق فيه قول الله ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ) ؟ فكلامك خليط منهما ، وليس خالصا للوحي ؛ ولهذا صار تقريرك لما اعتقدت ، وليس لما يجب أن تعتقد !!
    خامسا : أرغب إلى الكاتب أن يبين لنا موقفه من أحاديث السمع والطاعة ، والصبر على جور السلطان ، وتحريم الخروج عليه إلا بالكفر البواح .
    سادسا : اذكر نفسي والكاتب وكل مسلم بقوله تعالى : ( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى ، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) .
    أسأل الله لي ولأخي حامد التوفيق والسداد ، والاجتماع على الحق ، وإخلاص القصد ، وحسن الاتباع . والحمد لله رب العالمين .
    كتبه / عبدالعزيز بن محمد السعيد
    عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
    في 6 / 3/ 1432هـ











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 13:04   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من فقه الواقع تجويز المظاهرات أم التحذير منها لكونها مما حُذرنا منهلتركبن سنن من كان قبلكم..حتى لو أن أحدهم ضاجع أمه بالطريق لفعلتم/صحيح)






"كما هو معلوم: ليس من هدي السلف المظاهرات، لأن ذلك يعد خروجا على الحاكم.

وعلى هذا :

كل قطرة دم تسيل، وكل عرض ينتهك، وكل مال يغتصب وكل وكل بسبب ذلك

فوزر ذلك في عنق الدعاة إلى المظاهرات!!!!.

كما جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :

( من سنة في الإسلام سنة سيئة فله وزرها و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة).

وقال أيضا:

(كل من قتل نفس بغير حق إلا ولابن آدم وزر منها(لأنه هو من سن سنة القتل) .

قد يقول قائل وكيف المخرج من هذا كله؟

الجواب: أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن نصيحة ولاة الأمور تكون سرا

حفاظا على وحدة الصف و أرواح المسلمين.

ثم أوليس الأولى الدعوة إلى التوحيد، أو ليس التوحيد هو الذي من أجله أرسل الله رسله وأنزل كتبه !!!.

فبالتوحيد يعرف الشرك، وبالنور تعرف الظلمة، وبالحق يعرف الباطل، وبالسنة تعرف البدعة.

قال تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }.

ولقد أخطأ كثير من الناس لما ظن أن سبب ضعف الأمة هو بسبب ضعف الحكام !!!

السبب الحقيق هو البعد عن الدين، قال عمر رضي الله عنه:

كنا قوم أذلة فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.

ولا يكون الاجتماع على الدين إلا بالتصفية والتربية .

أي تصفيته من البدع والشركيات التي أدخلت فيه، وتربية الناس على ذلك الدين المصفى.

قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)

والإسلام : هو الإستسلام والإنقياد لكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قال الألباني:

(صحيح أن الوسائل إذا لم تكن مخالفة للشريعة فهي الأصل فيها الإباحة،هذا لا إشكال فيه

لكن الوسائل إذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير إسلامية فمن هنا تصبح هذه الوسائل غير شرعية

فالخروج للتظاهرات او المظاهرات وإعلان عدم الرضا أو الرضا

وإعلان التأييد أو الرفض لبعض القرارات أو بعض القوانين

هذا نظام يلتقي مع الحكم الذي يقول :الحكم للشعب، من الشعب وإلى الشعب

أما حينما يكون المجتمع إسلاميا فلا يحتاج الأمر إلى مظاهرات

وإنما يحتاج إلى إقامة الحجة على الحاكم الذي يخالف شريعة الله...

وأخيرا، هل صحيح أن هذه المظاهرات تغير من نظام الحكم إذا كان القائمون مصرين على ذلك؟

لا ندري كم وكم من مظاهرات قامت وقتل فيها قتلى كثيرين جدا

ثم بقي الأمر على ما بقي عليه قبل المظاهرات

فلا نرى ان هذه الوسيلة تدخل في قاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة لأنها من تقاليد الغربيين).

فتاوى الشيخ الألباني/شريط رقم 210

ثم ما الفائدة من هذه المظاهرات؟

ترويع الآمنين وقتل المظلومين وانتهاك أعراض المسلمين !!!

أهذا هو فقه الواقع ؟ّ!!!.

هل السلف كانوا عن هذا غافلين؟ ، وعن فوائد ومقاصد هذا الفقه جاهلين ؟!!!

روى أنس رضي الله عنه:

" أَنَّ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَدُوٍّ

فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ

كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ

حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ

فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ

قَالَ أَنَسٌ فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ

(بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا) " . أخرجه البخاري .

فالتعبير عن السخط يكون بالابتهال والدعاء لا الصراخ والحرق والتكسير كما يجري في المظاهرات!

وترى البعض يخطبون في القنوات الفضائية لتحريض الناس للخروح لتغيير الحكم والحكام

ولو كان ذلك يعني الخروج على منهاج السلف ومخالفة هديهم، وإزهاق دماء الأبرياء !!!.

فالأمر عند البعض كما قال عليه الصلاة والسلام:

[لتركبن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع

حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب دخلتم

وحتى لو أن أحدهم ضاجع أمه بالطريق لفعلتم ] ( صحيح )

قال الألباني:

"فلا يعني أن كل فرد من أفراد الأمة سيتبع سنن الكفار ،وإنما سيكون ذلك في هذه الأمة

فحينما يقول (لتتبعن) فهو بمعنى التحذير أي إياكم أن تتبعوا سنن من قبلكم

فإنه سيكون منكم من يفعل ذلك"

<<< ورحم الله امرءا انتهى إلى ما سمع >>> ".

منقول









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 13:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير/صحيح)الألباني:تخرج الفتيات مع الفتيان يتظاهرون/الكتف بالكتف وربما العجيزة بالقبل






قال الإمام الألباني-رحمه الله-:

" إذا عرفتم هاتين الحقيقتين

النهي عن التشبه من جهة والحض على مخالفة المشركين من جهة أخرى

حينذاك وجب علينا ان نجتنب كل مظاهر الشرك والكفر مهما كان نوعها مادام أنها تمثل تقليدا لهم

ولكي نتحاشى أن يصدق علينا نحن معشر المنتمين إلى العمل بالكتاب والسنة

قوله عليه الصلاة والسلام:

( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع ،حتى لو سلكوا أو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)

هذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن تحذيرا

وذلك لأن هذه الأمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بل الحديث المتواتر:

( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة)

وفي رواية: (حتى يأتي أمر الله)

إذن قد بشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح بأن الأمة لا تزال في خير

فعندما يأتي ذلك الإخبار الخطير( لتتبعن سنن من قبلكم)

فلا يعني أن كل فرد من أفراد الأمة سيتبع سنن الكفار وإنما سيكون ذلك في هذه الأمة

فحينما يقول (لتتبعن) فهو بمعنى التحذير أي إياكم أن تتبعوا سنن من قبلكم

فإنه سيكون منكم من يفعل ذلك

وقد جاء في رواية أخرى خارج الصحيحين وهي ثابتة عندي

يمثل فيها الرسول تقليد الكفار إلى درجة خطيرة

لا يكاد الانسان لا يصدق بها إلا إذا كان مؤمنا خالصا، ثم الواقع يؤكد ذلك

قال عليه السلام في تلك الرواية:

( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق، لكان فيكم من يفعل ذلك)

حتى لو كان فيهم من يأتي أمه

يزني بأمه وليس ساترا على نفسه وعلى أمه بل على مرئ من الناس وعلى قارعة الطريق

لكان فيكم من يفعل ذلك

التاريخ العصري اليوم يؤكد أن ما نبأنا النبي صلى الله عليه وسلم

من اتباع بعض هذه الأمة لسنن من قبلنا قد تحقق إلى مدى بعيد وبعيد جدا

وإن كنت أعتقد ان لهذا التتبع بقية

فقد جاء في بعض الأحاديث الثابتة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس على الطرقات تسافد الحمير)، وهو الفاحشة

على الطرقات كما تتسافد الحمير، هذا هو منتهى التشبه بالكفار

إذا علمتم النهي عن التشبه والأمر بالمخالفة، نعود الآن.

هذه التظاهرات التي كنا نراها بأعيننا في زمن فرنسا وهي محتلة لسوريا

ونسمع عنها في بلاد أخرى وهذا ما سمعناه الآن في الجزائر

لكن الجزائر فاقت البلاد الأخرى في هذه الضلالة وفي هذا التشبه

لأننا ما كنا نرى أيضا الشابات يشتركن في التظاهرات

فهذا منتهى التشبه بالكفار والكافرات

لأننا نرى في الصور أحيانا وفي الأخبار التي تذاع في التلفاز والراديو ونحو ذلك

خروج الألوف المؤلفة من الكفار سواء كانوا أوربيين أو صينيين أو نحو ذلك...

يقولوا في التعبير الشامي وسيعجبكم هذا التعبير ، يخرجون رجالا ونساء( خليط مليط)

يتزاحمون الكتف بالكتف وربما العجيزة بالقبل، ونحو ذلك

هذا هو تمام التشبه بالكفار، أن تخرج الفتيات مع الفتيان يتظاهرون

أنا أقول شيئا آخر بالإضافة إلى أن التظاهر ظاهرة فيها تقليد للكفار

في أساليب استنكارهم لبعض القوانين التي تفرض عليهم من حكامهم

أو إظهار منهم لرضا بعض تلك الأحكام أو القرارات

أضيف إلى ذلك شيئا آخر ألا وهو: هذه التظاهرات الأوربية ثم التقليدية من المسلمين

ليست وسيلة شرعية لإصلاح الحكم وبالتالي إصلاح المجتمع

ومن هنا

يخطئ كل الجماعات وكل الأحزاب الاسلامية

الذين لا يسلكون مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير المجتمع

لا يكون تغيير المجتمع في النظام الاسلامي بالهتافات وبالصيحات وبالتظاهرات

وإنما يكون ذلك على الصمت وعلى بث العلم بين المسلمين وتربيتهم على هذا الاسلام

حتى تؤتي هذه التربية أكلها ولو بعد زمن بعيد

فالوسائل التربوية في الشريعة الاسلامية تختلف كل الاختلاف عن الوسائل التربوية في الدول الكافرة

لهذا أقول باختصار

إن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الاسلامية

أصلا هذا خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين وقد قال رب العالمين:

( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين

نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)"

شريط فتاوى جدة رقم 12









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 13:11   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السحيمي:فالدخول في المظاهرات عمل يهودي ماسوني/اختلط فيها..الرافضي مع اليهودي مع النصراني مع أدعياء السنة مع غوغائيين مع الزناة واللوطيين




قال فضيلة الشيخ صالح السحيمي -حفظه الله-:


"هذه المظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية

مهما كان الحاكم , و مهما كان الظلم , و مهما كانت المخالفات

فالدخول في المظاهرات عمل يهودي ماسوني

ليس من عمل المسلمين و لا يقرّه الإسلام و ليس عليه دليل من الشرع

ولا نلتفت إلى من يفتي به من الذين يتسرعون

حتى الذين قتلوا أنفسهم يقولون إنهم شهداء , و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول :

(من قتل نفسه فهو في النار)

فنبرأ إلى الله من هذه الفتاوى , و من أهلها

و إن تحدثوا من قناة الخسيرة أو غيرها من القنوات الفاسدة المفسدة ..

و يكفي أن هذه المظاهرات تؤيدها ثلاث جهات :

-الغرب بمن فيهم أمريكا و أوربا بكافة دولها .

-و الرافضة سواء كان منهم في إيران أو حزب الشيطان أو غيرهم في بلاد الشام أو غير ذلك .

- أو كذلك الأمر الثالث الذين يؤيدونهم العلمانيون و اللبراليون و الملاحدة

الذين يريدون أن ينسخوا الدين و يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم

و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون.

فأبلغوا الإخوة بأن الدخول في هذه المظاهرات أو الإضرابات مهما كان الحاكم

فإن هذا العمل غير صحيح

و يمكّن لأعداء الإسلام من الدخول في صفوف المسلمين

و يكفي أنها في بعض البلاد اختلط فيها الحابل بالنابل

الرافضي مع اليهودي مع النصراني مع أدعياء السنة

مع غوغائيين مع الزّناة و اللوطيين و مع العلمانيين و اللبراليين

و مع سائر المجرمين الذين يدخلون في مثل هذه المظاهرات

فأوصي نفسي و إخوتي أهل السّنة أن لا يدخلوا فيها و أن يلزموا بيوتهم

و أن يبتعدوا عن هذه الفتن

إذا اعتدي عليهم يدافعون عن أنفسهم

أمّا أن يدخلوا في هذه المظاهرات مهما كانت المظالم , و مهما كانت الأمور

فإن ذلك لا يقره الشرع , بل هو مبدأ من مبادئ الماسونية الصهيونية العالمية
"









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 13:14   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

"بيان في حكم المظاهرات / لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد: فقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، وثبت في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الفتن المُلبسة التي لا يتبين فيها المُحق: »كن كخير ابني آدم« ، وثبت في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أمر بكسر جفون السيوف في الفتنة، وثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: »إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنِّب الفتن« ثلاثاً.
وإذا وقعت الفتن التي لا يعلم المسلم وجه الحق فيها فالواجب على المسلم الأمور التالية:
1- الاعتصام بالكتاب والسنة، والرجوع إلى أهل العلم والبصيرة المعتبرين حتى يوضحوا له الأمر، ويُجلوا له الحقيقة لقول الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
2-
أن يبتعد عن الفتنة وأن لا يُشارك فيها بقولٍ أو فعلٍ أو حثٍ أو تأيدٍ، أو دعوة إليها، أو جمهرةٍ حولها، بل يجب البُعد عنها، والتحذير من المشاركة فيها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: »من سمع بالدجال فلينأ عنه«.
3- الإقبال على العبادة والانشغال بها، واعتزال الناس، لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »العبادة في الهرج كهجرة إليّ«، والهرج اختلاط الأمور، والقتل والقتال.
ونحن والحمد لله في هذا البلد –المملكة العربية السعودية- تحت ولاية مسلمةٍ تُدين بالحكم بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي أعناقنا بيعةٌ لهم على ذلك، ووقوع بعض الأخطاء لا يُجيز الخروج على ولاة الأمر.
وبناء على ما سبق: فإنه لا يجوز الخروج في المظاهرات التي يَخرجُ فيها بعض الناس للأمور التالية:
الأمر الأول:
أن في هذه المظاهرة الخروج على ولي الأمر، والخروج على ولي الأمر من كبائر الذنوب، لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: »أطع الأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك«. وطاعة ولاة الأمر في طاعة الله، والمعاصي لا يُطاعون فيها، ولكن لا يجوز الخروج على ولي الأمر إلا بشروط خمسة دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم:
أحدها: أن يفعل ولي الأمر كفراً لا فسقاً ولا معصيةً.
الثاني: أن يكون الكفر بُواحاً. أي واضحاً لا لبس فيه، فإن كان فيه شكٌ أو لبسٌ، فلا يجوز الخروج عليه.
الثالث: أن يكون هذا الكفر دليله واضحٌ من الكتاب أو السنة، ودليل هذه الشروط الثلاثة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لمّا سُئل عن الأمراء وظلمهم قال: »إلا أن تروا كفراً بُواحاً عندكم من الله فيه برهان«.
الرابع: وجود البديل المسلم الذي يحل محل الكافر، ويُزيل الظلم، ويَحكم بشرع الله، وإلا فيجب البقاء مع الأول.
الخامس: وجود القدرة والاستطاعة، لقول الله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
الأمر الثاني:
أن إنكار المنكر على ولي الأمر لا يكون بالخروج عليه، بل يكون بالطرق الشرعية المناسبة، بالنصيحة من قِبل أهل العلم، وأهل الحل والعَقد من العقلاء، وذلك أن من شرط إنكار المنكر أن لا يترتب عليه منكر أشد منه، ولا تُرتكب المفسدة الكبرى لدفع المفسدة الصغرى.
وإنكار المنكر على ولي الأمر بالخروج عليه بالمظاهرات وغيرها يترتب عليها مفاسد كبرى، أعظم مما يُطالب به من إصلاحات أو إزالة ظلمٍ أو غيرها.
فمن هذه المفاسد:
1-
إراقة الدماء، وسفك الدماء يُعتبر من أعظم الجرائم بعد الشرك بالله تعالى.
2-
اختلال الأمن، وهذا من أعظم البلايا والمصائب، فإنه لا طعم للحياة مع الخوف، وقد امتن الله على قريش بالأمن، فقال تعالى: {الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف}.
3- اختلال التعليم والصناعة، والتجارة والزراعة، واختلال الحياة كلها.
4-
فسح المجال لتدخل الدول الأجنبية الكافرة.
5-
فتح المجال للمفسدين في الأرض من عصابات كالسُراق، ونحوهم، وعصابات المنتهكين للأعراض، وغيرها من الفتن التي لا أول لها ولا آخر، وتأتي على الأخضر واليابس.
ولهذا فإني أُحذر أشد التحذير من الدخول في المظاهرات أو المشاركة فيها، أو الحث أو التأييد، أو التجمهر، لأن هذه الأمور من العظائم وكبائر الذنوب.
أسأل الله تعالى أن يُجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحمي بلادنا منها، وأن يُوفق ولاة أمورنا لِما يكون سبباً في حفظ الأمن من الاستقامة على دين الله وتحكيم شرعه، وإصلاح ما يحتاج إلى إصلاح.
وأن يُثبتنا على دين الله القويم. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.

الموقع الرسمي











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 13:16   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم المظاهرات و إحراق النفوس لأجل الإحتجاج و التنديد للعلامة الفقيه بن حنفية العابدين الجزائري

حكم المظاهرات و إحراق النفوس لأجل الإحتجاج و التنديد

للعلامة الفقيه أبي عبد القادر بن حنفية العابدين المعسكري الجزائري

حفظه الله تعالى


بِسْـــمِ اللهِ الرَّحْمٰن الرَّحِيـــــم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فهذه أمور كثر السؤال عنها هذه الأيام لها صلة بما يجري في بلدان المسلمين من الفتن جمعتها وأجبت عنها على وجه الاختصار ومن غير ذكر للأدلة لكونها معروفة عند عامة المسلمين فضلا عن أهل العلم وطلابه:



السؤال الأول: هل هذه المظاهرات الجارية في بعض دول المسلمين مشروعة أو لا؟ .

المظاهرات في هذا الزمان مما اعتبر من حقوق الناس، يعبرون بها عن آرائهم، ويحتجون على ما يرونه منافيا لمصالحهم، وقد جرى عليها الكفار في بلدانهم، وهم يمارسونها غالبا بصفة سلمية، وقد ترافقها الاشتباكات التي تخلف جرحى، ونادرا ما تخلف قتلى، وقد قلد المسلمون الكفار في هذه الوسيلة، واقتدوا بهم فيها ككثير مما قلدوهم فيه لانبهارهم بحضارتهم، وشعورهم بالضعف والهزيمة النفسية أمام ما حسبوه تقدما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وسبب ذلك جهلهم بما في دينهم وتفريطهم في أحكامه، وتركهم الوسائل التي شرعها الله ورسوله للإصلاح، فإنها وافية بالغرض، كافية في تحقيقه، وعليه فهذه المظاهرات ولو زعم زاعم أنه مفضية إلى خير، أو شهد الواقع لبعضها بأنها قد أفضت إلى إصلاح، فإنها غير مشروعة في الإسلام، فإنه كما ينبغي أن تكون المقاصد مشروعة فكذلك الوسائل إليها يتعين أن تكون مشروعة، والغاية عندنا لا تبرر الوسيلة، ولو افترضنا خلو هذه الوسيلة من الدليل المجيز والدليل المانع لكان المتعين تركها لأسباب كثيرا ما ترافقها كلا أو بعضا، ولمآلات كثيرا ما تعقبها، وقد تجتمع كلها، أو يحصل بعضها، فالقول بمنعها يدخل في باب سد الذرائع إلى الفساد، وهو أصل من أصول الأحكام، دل عليه الكتاب والسنة، وقول عامة أهل العلم، ولا ريب أن الفساد موجود في بلدان المسلمين، لكن الفساد لا يدفع بفساد أعظم منه، وأذكر هنا بعض هذه المفاسد وتفصيلها وبيان أدلتها يحتاج إلى كلام واسع لا يسعه المقام:

إن هذه المظاهرات تقليد للكفار ومتابعة لهم في أهوائهم وذلك غير جائز لقول الله تعالى:
﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ (البقرة:120)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"، رواه أبو داود عن ابن عمر، والمظاهرات فرد من أفراد التشبه بهم، والنهي عن التشبه بالكفار قد بلغ مبلغ التواتر المعنوي كما لا يخفى على من له عناية بالحديث .

ومن ذلك أنها من أسباب نشر الاضطرابات والفتن والترويع والتهجير، وتعريض الناس للجرح والقتل، وهي مؤدية إلى تقاتل المسلمين وتفرقهم كل فريق ينتصر لجهة، ولأنها كثيرا ما تفضي إلى إتلاف الأموال والمنشآت وانتهاك الأعراض والحرمات .

ومن ذلك أن المشاركة فيها غير مقصورة على أناس معينين فلا يمكن ضبط المشاركين ولا التحكم فيهم، ومن ثم فإنها لا تقف عند مطالب محددة، وكثيرا ما يدخل فيها من لا غرض له غير النهب والسلب والإتلاف والتدمير .

ومنها أنها من أسباب إفقار المسلمين واضطرارهم إلى عون هيآت الإغاثة التي يسيطر عليها الكفار، تغتنم الفرصة للتمكين لسمعتها والترويج لباطلها، كما يجري الآن في الصومال وليبيا، وكما جرى من قبل في العراق وقد تؤدي إلى لجوء المسلمين إلى الكفار للمساعدة المالية والحصول على القروض الربوية لإصلاح ما فسد وبناء ما تهدم .

وما رأينا ثورة من هذه الثورات إلا ولجأ متزعموها للكفار ليعترفوا بهم أو ليساعدوهم ويمدوهم بالأسلحة، أو يقاتلوا معهم، فهل يعقل أن تكون هذه الثورات مفضية إلى خير وقد شجعها هؤلاء الكفار ومدوا لها العون، واعترفوا بها ؟ .

ونتج عن بعض هذه المظاهرات تكريس لحكم الكفار بمحاكمة المسلمين أمام محاكمهم وتسليمهم لهم، وهؤلاء الحكام وإن كانوا ظالمين وفيهم جور كثير فإن تسليمهم إلى المحاكم الدولية ومقاضاتهم عندها لا يسوغ .

ولأن الدافع إلى هذه المظاهرات ليس إقامة حكم الله في الأرض، بل غرضها ذهاب الرئيس الفلاني أو الوزير الفلاني أو تغيير النظام أو الإصلاح الاقتصادي والمالي وتحسين المعيشة وخفض أسعار السلع وتوفير مناصب الشغل ونحو ذلك، وهذه المطالب مشروعة بلا ريب متى كانت موارد الدولة المالية كافية للتوسيع على مواطنيها، إلا أننا لا نرى سلوك هذا المسلك لتحقيقها .

إن متزعمي هذه المظاهرات لا يرومون منها أكثر من تثبيت ما يدعى بالديمقراطية الحقة كما يقولون، وهي التي إن قامت على وجهها في بلدان المسلمين فقد تتحقق بها بعض المصالح وكثيرا ما تتحق مصالح دعاة الانحلال والفجور دون مصالح الشرع، لكنها في بعدها وما يراد منها لا تعدو أن تكون استبعادا لحكم الشرع من الحياة العامة، وإقرارا بمنهج أهل الكفر في سياسة الأمة، والإتيان على البقية الباقية من الشرع المتمثلة في كون الشريعة هي المصدر الأول للقوانين، أو كونها المصدر الثاني، أو كون الإسلام دين الدولة، فالغرض من هذه المظاهرات في الواقع تثبيت الحكم الديمقراطي وتكريسه، وإقامة ما يدعونه بالدولة المدنية، ومن المعلوم أن الغرب الكافر لا يرغب في إقامة الديمقراطية في بلدان المسلمين إلا إذا حقق من ورائها مصالحه، وحصل على مرغوبه وهو هيمنته المختلفة الأوجه، والواقع شاهد.

ولنفرض أن النظام في دولة ما قد تغير فهل سيقوم على أنقاضه نظام يتبع الحق ويقيم العدل؟، أنى له ذلك والشعوب المسلمة على ما ترى من الجهل بدينها، وما تنادي يه في هذه المظاهرات أكبر دليل على ذلك، إن كثيرا من المسلمين لا يعرفون الضروري من أمور الدين فكيف يقوم فيها حكم الله ووضعها على ما تعلم؟، لقد تركت هذه الشعوب تفعل ما تشاء من المعاصي بل وفرت لها سبلها، ومع ذلك اعتبرت هذا تضييقا على الحريات، فكيف لو قيل هذا حكم الله وأقيم في العري والقمار والزنا والخمر، وهذا شرعه في تارك الصلاة وفي القصاص والسرقة والقذف، وهذه هي قيود الشرع في عمل المرأة وخروجها وفي اختلاط الرجال بالنساء، والبيع عند النداء يوم الجمعة .

- ومن الفساد الذي يترتب على هذه المظهرات كما هو معروف واقع أنها وسيلة إلى تدخل الكفار في بلاد المسلمين عسكريا وتمزيقها وفرض الحظر عليها وانتهاب ممتلكاتها وتجميد أموالها والاستفادة مما لحقها من التدمير والتخريب فتغدو سوقا مربحا لمنتجاتها وشركاتها التي تعيد بناء ما خرب، وتروج لأسلحتها تعويضا لما استنفذ منها في اقتتال المسلمين وغير ذلك مما لا يخفى، ومن الغريب أن الدول الكافرة لا تتحدث عن ثروات وأموال قادة المسلمين إلا عندما تثور عليهم شعوبهم ليجمدوها ثم يستولوا عليها وكثيرا ما يتم ذلك بطلب من الثوار

- ومن ذلك أن اعتبار المظاهرات مشروعة يؤدي إلى استعمالها في وجه الصالح من الحكام كما تستعمل ضد الطالح، وأول راض سيرة من يسيرها، ولا ريب أن جور الحكام ومخالفتهم للحق ليس في درجة واحدة، فالتسوية بينهم في هذا الأمر ظلم لهم، ولا أريد أن اذكر أمثلة فإنها غير خافية، إن من يقر وسيلة لعموم المسلمين - ومعظمهم جاهل بدينه - لا يمكنه منعهم منها متى رأوا ذلك، لأن مرجعهم في النهوض ضد الحاكم ليس الشرع، بل ما يرونه هم، وما يقدرونه، وما يقال لهم من المحرضين عبر وسائل الإعلام، الذين يبثون الشائعات ويروجون للفتن، وما ذا يقول دعاة المظاهرات عما يجري في البحرين وفي السعودية .

- ومن ذلك أن هذه المظاهرات تجري تحت راية عمياء فهي لا راية لها ولا يعرف على التفصيل المقصود منها، وأنى لك أن تعرف ذلك وقد تعاون فيها الكافر والمؤمن، والبر والفاجر، والعارف والجاهل، وقد رأينا من يقول من المسلمين الجاهلين بدينهم: تعانق الصليب والهلال، بل جمع بعضهم بين المصحف والصليب، التقى الجميع على المطالبة بتنحية رئيس أو وزير أو حكومة، لكنهم لا يعلمون ما بعد، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، وأنى لهم أن يتفقوا على ما وراء ذلك والحال أن تنحي هذا أو ذاك وحده لا يعني بحال تحقق الإصلاح الذي ينشدونه وهو على كل حال ليس هو الإصلاح الذي يتوق إليه المؤمن ويتعين عليه أن يسعى إليه .



السؤال الثاني: ما ذا يقال عن النتائج (المحمودة) التي قد تترتب على هذه المظاهرات؟ .

إذا أفضت هذه المظاهرات والاحتجاجات إلى تنحي حاكم مستبد وجاء غيره ممن هو أفضل منه فهذا مما نحمد الله تعالى عليه، ونستفيد مما يترتب عليه في الدعوة إليه، وهو مما شاءه الله تعالى وقدره، ولا يعني ذلك أن الوسيلة إليه تصير مشروعة يجوز العمل بها، إن الواجب على المسلمين الاهتمام بأحكام الله الشرعية والوقوف عند حدود الله مقاصد ووسائل، أما ما يقدره الله وما يرتبه سبحانه مما يشاء كونه فذاك أمر آخر .



السؤال الثالث: كيف يصنف الذين يموتون في هذه المظاهرات ؟

الذين يموتون في هذه المظاهرات إن كانوا مسلمين فإن لهم حكم من يموت في الفتنة نترحم عليهم، ونستغفر لهم، وإن كنا لا نقرهم على ما فعلوا، لأنهم لم يقيموا عملهم على العلم وحتى لو أصابوا الحق فإنهم خالفوا الطريق إليه، إلا أن يخرجوا على من ثبت كفره من الحكام، فيقتلون في جهاده بعد أن يقودهم من هو أهل، والحال أن له شوكة يظن معها أنه يحقق الغرض المشروع بالخروج، ولا أحسب هذا متوفرا في أي بلد من بلدان المسلمين اليوم،
أما أن يقال إنهم شهداء فهذا بعيد كل البعد عن الحق، وإطلاق كلمة الشهيد هنا من تجاوز الشرع، واستعمال كلماته لتحريك العواطف، وشحن النفوس، والحض على الفتنة للانتقام، إن الشهيد من يقاتل في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فيقتله الكفار، وقد تجاوز بعض المنسوبين للعلم في إطلاق هذه الكلمة المسلمين إلى غيرهم من النصارى والملحدين لكونهم ممن شاركوا في هذه المظاهرات، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .



السؤال الرابع: إذا لم تكن هذه المظاهرات مشروعة فهل هناك وسائل غيرها للتغيير والصلاح؟ .

التغيير الحق الذي يثمر الثمرة التي نتطلع إليها هو الذي يبتدئ بالنفوس تعليما وتزكية وتصفية وتربية، هذه هي الركيزة الأساس لكل إصلاح، والاعتقاد قائم بأن ظلم الحكام وفسادهم وجورهم آت من أنهم جزء من مجتمعهم الذي لا يعرف عامته دينه، ولا ينتمي الكثير منه له إلا في الشكل والاسم والرسم، فالقول بأن هؤلاء الحكام قد فرضوا على شعوبهم مما لا يقبل، وقد يحصل ذلك في بعض الدول، فإن هذه الشعوب لو غلب خيرها شرها، وصلاحها فسادها؛ لظهر ذلك في قادتها وحكامها، قال الله تعالى:
﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (الأنعام:126)، إن الإصلاح الذي لا يضع في الاعتبار هذا الجانب من الخيال، البعيد المنال، وقد قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (الأنفال:52)، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد:11)، وكلما توجه المسلمون نحو الديمقراطية، واستبدلوها بمنهجهم الرباني كلما ابتعدوا عن التمكين لدينهم، وحكموا في حياتهم تقليد الكفار وأهواءهم، نعم إن كثيرا من حكام المسلمين لم يقيموا الديمقراطية على وجهها في بلدانهم لأن من مقتضياتها عند أصحابها ما فيه مزية للدعوة في الظاهر، وهو المساواة بين الناس في حق التعبير، ومبدأ تكافؤ الفرص، وجعل المواطنة مناطا لتلك المساواة، وهذه أمور قد تستفيد منها الدعوة إلى الله بزوال المانع من إيصال الحق للناس، لذلك ترى بعض المنسوبين للعلم يريدون تحقيق ذلك في الواقع، ويجتهدون في الدعوة للديمقراطية، كما كانوا هم أو أسلافهم يدعون للاشتراكية، لأن فيها العدالة الاجتماعية كما يقولون، تحمسوا لذلك في وقت ما، ثم أفل نجم الاشتراكية وذهب ريحها، فتغيرت الأنظمة فتغير رأيهم، أما نحن فالذي ندعو إليه هو الإسلام، فإن تحقق ما يسمى بالديمقراطية وجاء حاكم أو نظام سياسي عامل الناس على قدم المساواة ولم يفرق بين محق ومبطل، وصالح وطالح، اعتبرنا ذلك مخالفة للشرع، وتخليا عن الحق، غير أننا نستفيد من ذلك الوضع في الدعوة إلى الله، أما أن يصبح ذلك هو هدفنا الذي ندعو إليه فلا، إن فعلنا فقد ضللنا إذن وما نحن من المهتدين .

ورغم اعتقادنا بأن التعليم والتوجيه هو حجر الأساس في كل إصلاح، وبداية الطريق لكل فلاح؛ فإننا نرى أن التعليم وحده بمختلف وسائله لا يكفي في الإصلاح، بل لا بد من عمل ميداني يمس الحياة العامة في كل جوانبها، وتظهر من خلاله النماذج الشرعية الصالحة لتطبيق الأحكام حسب الإمكان، ومن ذلك إنشاء المدارس وتأسيس شركات الاقتصاد والخدمات والهيآت المالية يقدم من خلال تسييرها وتنظيمها النموذج الشرعي في مجالات التعامل والتنمية والمحافظة على الصلاة وغير ذلك ومن ذلك القيام بالإصلاح بين الناس وإنشاء هيآت لضمان القروض الحسنة كما ينبغي استغلال ما يدعى عند المعاصرين بالمجتمع المدني في حدود ما هو مشروع للتمكين لأحكام اله تعالى في الحياة والتأثير على الرأي العام، والسعي في مناصحة الحكام، ومطالبتهم بالرفق واللين واستغلال ما يدعى عند المعاصرين بالرسائل المفتوحة يحررها أهل العلم والخبرة ويضمنونها ما يرونه من المطالب، هذه إشارة إلى بعض ما ينبغي أن يعتمد في الإصلاح كما نراه، وهو وإن كان بطيئا فإنه متدرج يرجى من ورائه التمكين، لشريعة رب العالمين .



السؤال الخامس: ما حكم الصلاة في الساحات العامة كما يجري في هذه المظاهرات ؟.

هذه من المخالفات التي رافقت هذه الفتن ومن العجب أن يدعو بعض المنسوبين للعلم إلى الخروج لهذه الساحات، وأن يعتبر ذلك فرضا عينيا في يوم الجمعة لأداء الصلاة في الفضاء، فتترك الصلاة في المساجد التي هي خير البقاع، وتؤدى في الأسواق التي شر القاع، من غير حاجة إلى ذلك، مع أن صلاة الجمعة في غير المساجد مختلف في صحتها بين أهل العلم، ومذهب مالك بطلانها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يصلها قط إلا في المسجد، وهذا وإن كان مرجوحا إلا أن ترك المسجد والصلاة خارجه مما لا ينبغي أن يختلف في كونه بدعة وضلالة، ولو كانت هذه المظاهرات مشروعة لكان ينبغي أداء الصلاة في المساجد ثم الخروج لها، وحسبنا الله ونعم الوكيل .



السؤال السابع: ما ذا يقال عمن قتلوا أنفسهم بالإحراق أو بغيره فكانوا سببا في قيام هذا المظاهرات، وما ترتب عليها من النتائج التي يقال إنها حميدة ؟ .

قتل النفس بغير حق مما حرمه الله، وأجمع عليه المسلمون، وقتل المرء نفسه أعظم إثما من ذلك فيما أحسب، بدليل أن قاتل نفسه قد فات الاقتصاصُ منه بموته، والاقتصاصُ كفارة لما اقترف، وهو من أسباب مغفرة الذنوب على كل حال، ولهذا يعذب قاتل نفسه يوم القيامة بما قتل به نفسه خالدا مخلدا في النار، فكيف إذا قتل نفسه بالإحراق؟، والحال أن عقوبة أشد الناس جرما في هذا الدين الحنيف لا يجوز أن تكون الإحراق بالنار، لأنه لا يعذب بها إلا خالقها، ومما يؤسف له ويتألم منه أن بعض المنسوبين للعلم حين سئل عن قتل فلان التونسي نفسه لم يبادر إلى الجواب بالحكم الشرعي الواضح الذي لا يخفى على مسلم، حتى لا تكون فتواه سببا في تتابع الناس في هذه الطامة، فأرم المسكين وجمجم، والتمس الأعذار للفاعل بما لاقاه من جور السلطان وتضييقه، وذكر النتائج الحميدة المزعومة التي ترتبت على هذا القتل، وهو انطلاق هذه الثورات كما يسمونها، ثم كان الجواب بعد ذلك مبتسَرا باردا، يحسبه المستمع أنه يقول إن ذلك يشفع له فيما أقدم عليه، وقد يكون كلامه هذا وراء هذه الأسوة السيئة، حيث قتل كثير من الشباب نفسه بالإحراق أو بغيره، ورأينا من دعا المسلمين قاطبة في المنابر الإعلامية إلى الاستغفار لهذا الذي أحرق نفسه، ونحن وإن كنا نرى الاستغفار للمسلمين كيفما كان الذنب الذي اقترفوه ما داموا مسلمين، إلا أن هذه الدعوة العلنية للاستغفار لهذا الذي أحرق نفسه تنطوي على إشارة لا تخفى تشجع غيره ليغدو (بطلا) مثله، والمسلم يجاهد بنفسه متى كان الجهاد مشروعا ليدخل الجنة، فكيف يقدم على إحراق نفسه ليدخل النار؟، ثم يزعم الزاعمون أن فعله هذا ترتبت عليه مصالح، تالله لو قيل إن إصلاح العالم متوقف على إقدام المسلم على معصية واحدة يعلم أنها معصية؛ ما جاز إقدامه عليها، ولا إقراره عليها، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان .



وفي الختام نقول لحكام المسلمين الذين ثارت عليهم شعوبهم اسعوا في ترك الحكم حقنا لدماء المسلمين، ونقول للذين جنب الله تعالى دولهم هذه الفتنة: هل لكم وقد عصيتم الله تعالى بمخالفة شرعه ومع ذلك سخطت عليكم شعوبكم أن تطيعوه وترضوه لعله يرضي عنكم شعوبكم، فإن لم ترض عنكم شعوبكم فإنكم معذورون، وهو سبحانه أحق أن ترضوه إن كنتم مؤمنين، والحمد لله رب العالمين .


معسكر في 6 ربيع الثاني 1432 الموافق لـ 12 مارس 2011
وكتب










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 13:21   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

  1. لمظاهرات السلميةفي السعوديةوالبحرين بكلمات تحريضيةوأسلحة مخبأة!(أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان/صحيح)



    "إن تعبير " مظاهرة سلمية " ليس صحيحاً، لأن هذا النوع من المظاهرات غير موجود على أرض الواقع

    فالدعوة للتظاهر هي دعوة للفتنة والفرقة وخروج عن الجماعة .

    و في الآونة الأخيرة انتشرت عدة مظاهرات بعد أحداث تونس

    وأطلق عليها "المظاهرات السلمية"

    وذلك برفع الأعلام لذلك البلد الذي تحصل فيه، إيحاء منهم بالوطنية

    ثم جرت بعدها المظاهرات في مصر وليبيا، وأخذت تنتقل العدوى إلى البلاد الأخرى

    ولكن الواقع يشهد أنها وإن سُمّيَت "سلمية" بل وإن أراد أصحابها أن تكون سلمية

    فإنها حتماً لن تكون كذلك لعدة أسباب

    منها أن المتظاهرين ليس لهم قائد يقودهم

    بل هي قيادات متعددة، وأخرى قيادات لا يعرف مصدرها

    ولذا يتصرف كل واحد برأيه وفكره

    ولعل من الشواهد على ذلك ما حدث في بداية المظاهرات في مصر

    حيث حصلت السرقة والاعتداء على أموال الناس، مع التخريب والحرق

    مما لا يقره عاقل فضلاً عن مسلم

    إضافة إلى أن هذه المظاهرات هي ضد الحاكم

    والحاكم بيده القوة والسلاح الأظهر والأقوى، وهو مُطالب بحفظ أمن بلده

    ولذا فلن يقف مكتوف اليد أمام هذه المظاهرات

    وهذا ما ظهر جلياً واضحاً في جميع المظاهرات

    فكيف يُصر البعض على أنها سلمية؟!.

    وحتى ولو بدأت هذه المظاهرات سلمية، فهي لن تنتهي على السلم، وهي غالباً ما تنتهي بالكوارث

    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

    "وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية

    فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية".

    ومن يرى الدعوات للمظاهرة -مثلاً في السعودية-

    يجد أن الداعين لها يملؤون دعوتهم بالتحريض والتهييج، مع رسومات الدماء، فهل هذا يوحي بالسلمية ؟!.

    و لبلاد الحرمين خصائص ليست لغيرها من البلدان منها وجود الحرمين الشريفين

    والمشركون كانوا يعظمون أهل الحرمين لمجرد وجودهم

    قال تعالى :

    (أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون).

    قال القرطبي رحمه الله :

    (ذلك أن العرب كانت في الجاهلية يغير بعضهم على بعض، ويقتل بعضهم بعضاً

    وأهل مكة آمنون حيث كانوا بحرمة الحرم، فأخبر أنه قد أمنهم بحرمة البيت، ومنع عنهم عدوهم

    فلا يخافون أن تستحل العرب حرمة فيقتالهم)
    تفسير ج13 ص300.

    فإذا كان هذا في شأن الكفار، ففي شأن المسلمين أكبر

    وقد أصبحت السعودية كلها بلداً تابعاً للحرمين

    وأي مساس بها هو مساس بأمن المسجد الحرام، وهذا يعرفه كل مطلع

    هذا مع أن أمن الحرمين الشريفين هو أمن للعالم الإسلامي كله

    حيث يأتون إليه من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم وليطوفوا بالبيت العتيق.

    و ليس هناك دولة تعلن تطبيق الشريعة كما هي حال هذه البلاد

    وهذا لا يعني تبرئتها من الخطأ أو الجور أو وجود المنكر

    فإن المعتصم والمأمون والواثق -عليهم رحمة الله تعالى-

    قالوا بقول صريح في الكفر وهو القول بخلق القرآن مع ما أضيف إلى ذلك من قتل العلماء والصلحاء

    ومع ذلك فإن العلماء لم يتربصوا به أو يهيجون الناس عليه

    قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في يوم المحنة:

    (بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم

    وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة ولم يكفرهم أحمد وأمثاله

    بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم

    ويرى الائتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم

    ما يراه لأمثالهم من الأئمة.

    وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر

    وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان

    فيجمع بين طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين

    وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة، وإن كانوا جهالاً مبتدعين، وظلمة فاسقين)

    مجموع الفتاوى ج7ص507- 508.

    إن طاعة ولي الأمر واجبة بالكتاب والسنة في أدلة ظاهرة

    لا يستطيع أحد أن يردها لمجرد حماسه أو عاطفته أو هواه

    الأدلة القاطعة على تحريم التظاهر:

    الحجة الأولى:

    قول الله عز وجل :

    {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}

    و عن عرفجة رضي الله تعالى عنه قال:

    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

    " من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه "

    أخرجه مسلم 3443 ورواه مسلم 3442 بلفظ:

    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

    "ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان"

    وفي لفظ "فاقتلوه"

    وفي لفظ "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه".

    و أهل العلم استقرؤوا مفهوم "الجماعة" في هذه الأحاديث وغيرها

    بأنها تدور على ثلاثة مفاهيم للجماعة:

    الأول: هي جماعة اتباع الحق وترك البدع

    فهذه حتى لو كان الواحد بنفسه، مثل الإمام أحمد رحمه الله تعالى أيام الفتنة بخلق القرآن

    الثاني: يتعلق بالسواد الأعظم من المسلمين فيما يتعلق بالاجتماع

    أما المفهوم الثالث: فهو أن الجماعة هي لزوم إمام المسلمين، ومرادنا هنا هو المفهوم "الثاني" و"الثالث".

    الحجة الثانية:

    تحوي على ثلاث قواعد:

    الأولى هي "لا ضرر ولا ضرار" حديث حسن بمجموع طرقه

    وقد أصبحت قاعدة فقهية كبرى في كثير من أحكام الشرع

    ووجه الاستدلال بهذه القاعدة أنه قد ثبت أن هذه المظاهرات تضر بالناس وتقتلهم وتهلكهم

    وقد كان هذا في بلاد يسمح لهم فيها بهذه المظاهرات

    فكيف إذا حصل هذا في بلاد تمنع فيه هذه المظاهرات

    وهي مبنية على فتاوى لعلماء أجلاء وثق الناس فيهم وفي فتاواهم في زمان مضى

    كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله تعالى.

    أما القاعدة الثانية فهي تابعة للقاعدة الأولى "الضرر لا يُزال بالضرر"

    فهذه المظاهرات التي تعالج المنكرات والأخطاء

    كضعف الرواتب ووجود البطالة ووجود السجناء المظلومين

    فهذا ضرر لا ينكره أحد مطلع، ولكن الضرر بالمظاهرات أكبر

    حيث تحصل الفتنة وتحصل الدماء

    وإن زعم زاعم غير ذلك فالواقع خلاف ما يزعم

    ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل رأس المنافقين

    على رغم إثارته الفتنة والزعزعة بين صفوف المؤمنين والوقوف مع الأعداء

    ومع ذلك فإنه لم يأمر بقتله وقال (لا يتحدث أن محمداً يقتل أصحابه)

    بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُقم عليه حد القذف مع أنه من تولى حادثة الإفك

    قال ابن القيم رحمه الله تعالى

    في زاد المعاد ج3 ص264 عن سبب عدم إقامة الحد على رأس المنافقين:


    (وقيل: بل ترك حده لمصلحة هي أعظم من إقامته

    كما ترك قتله مع ظهور نفاقه، وتكلمه بما يوجب قتله مراراً

    وهي تأليف قومه، وعدم تنفيرهم عن الإسلام

    فإنه كان مطاعاً فيهم، رئيساً عليهم، فلم تؤمن إثارة الفتنة في حده).

    انظر كيف ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمراً واجباً شرعه الله تعالى

    وهو إقامة الحد بسبب وجود الضرر بإقامته، فكيف بضرر يتعلق بحقوق للآدميين؟!

    القاعدة الثالثة وهي "ارتكاب أخف الضررين" فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

    لما تحدث عن صلاة أهل البدع، وقد يكونون أئمة على المسلمين

    فيجب ألا ترتكب المفسدة الأعظم بمقابل المفسدة.

    وهنا عندنا ضرران متحققان:

    الأول حصول الظلم من الوالي أو الجور

    المصلحة المترتبة هي وجود الأمن وعدم الاضطراب، مع وجود تحكيم الشرع

    الذي لم تعلن عنه دولة في الأرض "دستوراً" إلا هذه الدولة

    هذا في مقابل المصلحة المرادة بالمظاهرة، وهو الحصول على المطالبات

    وأما الضرر المترتب حصول الفتنة وفرقة الصف وتسليط الأعداء

    بل وخدمة الأعداء الذين يتربصون بهذه البلاد وأهلها سوءاً

    مثل إيران وأمريكا وغيرهما ممن يسعون في تقسيم البلاد

    فأي الضررين أخف من الآخر عند العقلاء وليس أصحاب الحماس والعاطفة؟!.

    وهنا سؤال: هل تعتبر المظاهرات الحالية خروجاً أم لا؟

    يعرف أهل العلم الخارجين على ولي الأمر "البغاة" بتعريفات كثيرة

    تشترك كلها في كون المبغي عليه هو الإمام الذي ثبتت ولايته

    وكذلك ذكروا غرض البغي

    فمنهم من ذكر الامتناع عن الانقياد بمنع حق الله، أو حق لآدمي توجب عليهم

    ولاشك أن من الأشياء التي منعها ولي الأمر حفظاً للأمن في البلاد

    ودفعاً لإثارة النزعات القبلية وغير ذلك، هي المظاهرات

    إذن فالذي يريد أن يتظاهر في هذه البلاد يخالف هذا الأمر

    ويسعى في إثارة الفتنة والبلبلة وفرقة الصف، هذا مع النداءات المشبوهة الكثيرة لهذه المظاهرات.

    و إذا رفض البعض القول إن المظاهرة الموسومة بالسلمية هي "خروج"

    فإننا نقول له إنه لا يعدوا كون المتظاهرين من أهل الحرابة

    لأنهم قطعوا الطريق على المسلمين في هذه التصرفات

    ولو لم يكن لأجل الاعتراض على حكم الحاكم، بل لأجل مطالبات فقط

    فإنهم حينئذ قطاع طريق

    وقد عرف بعض أهل العلم الحرابة بأنها خروج ولو لمجرد إيجاد ربكة وقطع سبيل

    بل ولو لمجرد السعي بإيذاء فئةٍ يسيرة من المسلمين، فكيف إن كانت كثيرة؟.

    قال ابن عرفة:

    "الحرابة هي الخروج لإخافة سبيل، بأخذ مال محترم بمكابرة قتال أو خوفه

    أو ذهاب عقل أو قتل خفية أو لمجرد قطع الطريق, الإمرة ولا لنائرة ولا عداوة".

    مواهب الجليل: 6/314، حاشية الخرشي: 1/334.

    فتأمل قوله "لا لإمرة ولا لنائرة ولا لعداوة"

    يعني من دون سبب في إمارة أو طمع في شيء ولا حقد

    بل هو بمجرد شق عصا الطاعة وإثارة الفتنة.

    إذن فعلى كل حال ستكون هذه المظاهرات محرمة

    سواء أكانت بغياً

    أو كانت قطعاً للطريق وإخافة الناس الذين هم بمنأى عن هذه المظاهرات الغريبة على مجتمعهم.

    الحجة الثالثة:

    إن الإسلام لم يشرع عند ظلم الحاكم الشرعي -مع حكمه الظاهر بالإسلام-

    إلا الصبر على جور الأئمة

    ولا يشك أحد أن حكام هذه البلاد أصلح الحكام من ناحية الحكم الظاهر بالإسلام

    حيث تطبيق الشريعة وحفظ شعائر الإسلام الظاهرة

    وهذا لا يعني عدم وجود المنكرات والظلم والتعدي

    ولكن كل هذا لا يسوغ إثارة الفتنة وإشاعة البلبلة.

    ولم نر سبباً مسوغاً للخروج أو شق العصا

    في كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم

    إلا الكفر البواح سواء من الحاكم أو ما يحكم به

    أو عدم إقامة الصلاة، أو منع الأمور الظاهرة في الإسلام كالصلاة والزكاة والصيام مثلاً

    ولذا جاءت الأحاديث الصحيحة الكثيرة التي تربط الأمر بالصلاة (ما أقاموا فيكم الصلاة)

    أو بوجود الكفر الصريح (إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان)

    ولذا فإن مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بالصبر عند جور الأئمة

    هو نهي لهم عن استعمال الإثارة والفوضى بأي شكل من الأشكال

    وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر يلزم منه النهي عن ضده، وهو مثل هذه المظاهرات.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

    "ويقول الفقهاء: الأمر بالشيء نهي عن ضده فإن ذلك متنازع فيه.

    والتحقيق أنه منهي عنه بطريق اللازم"
    الفتاوى ج20 ص118.

    الحجة الرابعة:

    أليس هناك طريقة للإنكار أو التغيير غير المظاهرة؟.

    إن الغرض من المظاهرات هو التغيير أو الإصلاح

    وهو أسلوب فوضوي وفيه ترويع، وبخاصة في هذا البلد الذي لم يعتد على مثل هذه التصرفات

    لكن ثبت أن طرقاً أخرى نجحت في التغيير، سواء للخير أو الشر

    فهناك المقابلة للوالي أو المسؤول، وهناك المكاتبة والمهاتفة والمقال

    وغير ذلك من الطرق التي ثبت أنها غيرت أشياء جوهرية

    فكيف نلجأ لشيء فيه إثارة للفتنة مع وجود وسيلة أخرى ليس فيها إثارة للفتنة ولا للسعي فيها؟.

    ففي الحديث المشهور الصحيح عن تميم الداري رضي الله تعالى عنه قال:

    قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:


    (إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة

    قالوا: لمن يا رسول اللّه؟ قال: للّه وكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين وعامتهم)

    أو أئمة المسلمين وعامتهم.

    وهذا إرشاد للحل مع ولي الأمر في النصيحة له

    ولا شك أن النصيحة له دليل على عدم وجود الغل والحقد في القلوب

    وهو الذي يسعر نار الفرقة والاختلاف وترك الطاعة والغل والحقد

    وأما الاستماع للعاطفة والهوى فهو الذي يشعل نار الشر بين الحاكم والمحكوم.

    الحجة الأخيرة:

    الأمن مطلب شرعي، والمظاهرات تمزق الأمن وتزعزع الصف وتقتل الوحدة

    وقد جاءت أحاديث كثيرة تحذر من ترويع المسلم أو السعي فيما يقلق نفسه أو يبعث له الهم والحزن

    فضلاً عن إثارة الفتن التي لا يُدرى ما نهايتها.

    قال صلى الله عليه وسلم:

    (من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله ألا يؤمنه من فزع يوم القيامة)،
    المعجم الوسيط 2350.

    وأخيرا:

    إن الفتنة إذا قامت لا تكاد أن تنطفئ إلا على الأجساد والأرواح

    وإنَّ عدو الله إبليس لن يرضى بتحقيق هوى ابن آدم ورغبته في دنياه حتى يفسد عليه آخرته

    ولن يهنأ له بال حتى يديم على ابن آدم الوبال في تفريق للشمل وتمزيق للكلمة وقتل للوحدة

    فعدو الله إبليس لا يرضى أن نكون على قلب واحد، ولا على يدٍ واحدة

    فإن أعظم ما يسعى إليه (ولأضلَّنهم ولأمنينَّهم)

    فلا تذهب بكم الأماني بعيداً، فإن الدنيا لا تدوم على حال، والحال تغني عن المقال

    فلا يأخذنكم الحماس أن تتبعوا بعض الأنجاس

    ممن لا يرجون لله وقاراً، وقد مكروا مكراً كباراً

    وزعموا أنَّهم يريدون الراحة للناس من جميع الأجناس"

    منقول

    يتبع إن شاء الله














رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(مُتَجَدِّدٌ), مَلَفٌّ, الْمُظَاهَرَاتِ, بِحُكْمِ, خَاصٌّ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc