مَلَفٌّ خَاصٌّ بِحُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مَلَفٌّ خَاصٌّ بِحُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-16, 16:14   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
azam
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية azam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


" فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم..الخ".



هل يعقل ان يصدر مثل هذا الكلام ممن ينسب نفسه الى العلم


الا يفرق بين رسول ارسله الله داعية و مبلغا لاحكام ربه و بين مظاهرات تطالب بحقها من حاكم جائر

افلاس ما بعده افلاس











 


رد مع اقتباس
قديم 2011-11-16, 17:17   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azam مشاهدة المشاركة

" فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم..الخ".
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azam مشاهدة المشاركة


هل يعقل ان يصدر مثل هذا الكلام ممن ينسب نفسه الى العلم


الا يفرق بين رسول ارسله الله داعية و مبلغا لاحكام ربه و بين مظاهرات تطالب بحقها من حاكم جائر

افلاس ما بعده افلاس





هل تعرف حقا قائل هذا الكلام؟ أم أنك ظننته للعلامة المجاهد ربيع المدخلي فرحت تحتهد لترده و تكتب ما تكتب!
قال الشيخ ابن باز رحمه الله ( فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ، و الأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع و الهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة .
فالطريق الصحيح : بالزيارة ، والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس ، و الأمير ، وشيخ القبلة بهذه الطريقة لا بالعنف ، والمظاهرة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة ، و يمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن ، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ، لكن يحصل به ضده ، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها أو يقضي عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) إ.هـ مجلة البحوث الإسلامية ـ العدد 38صـ 210.


فلا تتسرع أخي عزام وقد نصحتك بذلك من قبل.


2-


استدلال العلامة ابن باز رحمه الله بفعل النبي صلى الله عليه وسلم استدلال قوي لا يمكن لأهل الأهواء إبطاله مهما حاولوا وشنعوا فنبينا عليه الصلاة والسلام هو القدوة في هذا كله ولا يكون العمل مقبولا إلا إذا اقترن بالإخلاص لله(لا للدمقراطية) والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم(لا للمظاهرات الغربية))).
فمنذ أن جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله تعالى؛ انفجرت في مكة مشاعر الغضب والكراهية تجاهه وتجاه أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين من قبل عامة المشركين وزعماء الكفر بصفة خاصة .
عشرة أعوام مُرَّةٍ مَرَّتْ على المسلمين في مكة وهم يعذبون ويضطهدون حتى زلزلت الأرض من تحت أقدامهم واستبيحت -في الحرم الآمن- دمائهم وأموالهم وأعراضهم. عشرة أعوام رأوا فيها ألوانًا من العذاب الجسدي والنفسي .
وممن عذب من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين :
1 ) عمار بن ياسر رضي الله عنه كان المشركون يخرجون به وبوالديه إلى الصحراء في شدة الحر فيعذبونهم أشد أنواع العذاب .
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهم فيقول لهم :
(( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ))
2 ) وهذا بلال بن رباح رضي الله عنه كان أمية بن خلف أحد زعماء الكفر في قريش يعذبه عذاباً شديداً في صحراء مكة حتى أنه كان يضع الصخرة العظيمة على صدره .
ما كانت ردة فعل بلال تجاه هذا التعذيب والاضطهاد سواء قوله : أحد أحد ...
3 ) وهذا خباب بن الأرت رضي الله عنه كان الكفار يعذبونه عذاباً شديداً لدرجة أنهم كانوا يضعون الأحجار على النار حتى تحمر ثم يفردونها على الأرض ثم يأمر بخباب ويسحب على ظهره فوق الجمر والأحجار الساخنة .

وعندما أشتد العذاب والاضطهاد :
جاء بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردته في ظل الكعبة فقالوا : يا رسول الله : ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط من الحديد دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله تعالى هذا الأمر حتى ييسر الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ))









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:15   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الردُّ على الدكتور سعود النفيسان في ادعائه جواز المظاهرات

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فقد نشر الدكتور سعود بن عبد الله النفيسان ـ وفقه الله للصواب ـ قبل أيَّام قليلة، مقالاً بعنوان: (نظرات شرعية في وسائل التعبير العصرية)، ذهب فيه إلى جواز المظاهرات، وقد أسفتُ كلَّ الأسف أن يبادر الدكتور إلى إصدار هذا المقال في هذا التوقيت بالذات، إذ لا يخفى على مثله المؤامرات التي تحاك ضد دول المنطقة، وبتحريك واضح من دولة إقليمية معروفة بعدائها التاريخي للإسلام والعروبة، خاصة للمملكة العربية السعودية: قلعة التوحيد والسنة، حيث بدأت الدعوات الغوغائية في مواقع الشبكة العالمية تتنادى لإثارة الشغب والفوضى في بلاد التوحيد والوحدة، بدعوى (المظاهرات السلمية) التي عدَّها الدكتور من وسائل التعبير التي لا يجوز لولي الأمر منعها وتقييدها! وقد تلقَّف أهل الفتنة مقال الدكتور بسعادة بالغة، فنشروها في مواقعهم ومنتدياتهم، وطاروا بها كل مطار. وهنا لا بدَّ أن أذكِّره وسائرَ القرَّاء المنصفينَ بأنَّه ـ أعني الشيخ سعود النفيسان نفسَه ـ كان أحد الموقِّعين على البيان الذي صدر سنة (1425هـ/2005م)، عن أكثر من ستين شخصية أكاديمية في المملكة للتحذير من الاستجابة لدعوة سعد الفقيه إلى التظاهر، وهذا نص البيان:
(فقد انتشر خبر الأعمال التي دعا إليها د. سعد الفقيه عبر قناته (الإصلاح) وإننا أداءً لواجب النصيحة، وأمانة المسؤولية، والحرص على أمن هذا البلد واستقراره وائتلاف كلمته نرفض هذا العمل، ونُحَذِّر من المشاركة فيه، أو الاستجابة لهذه الدعوة التي تقود تداعياتها إلى فساد وإفساد، وإضرار بمصالح المجتمع ووحدة البلاد، وفتح الثغرات للأعداء والكائدين. وإن بلادنا لم تكن أحوج إلى الاستقرار والائتلاف والتكاتف منها في هذه الظروف والمتغيرات العالمية والأحداث المحيطة. وبقدر حاجتنا إلى خطوات جادة في الإصلاح وضرورة ذلك بآلياته ومراحله الواضحة فإننا بحاجة إلى سلوك الطريقة الصحيحة لتحقيق ذلك بعيدًا عما يؤدي إلى مظاهر الفوضى والمواجهات التي تثير التنازع وتُحدِث الفشل وذهاب الريح. ومن المقرر أن من أعظم مقاصد الشريعة الاعتصام بحبل الله، ووحدة الكلمة على الحق، وتجنب أسباب التنازع والشقاق، كما قال سبحانه : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، وقال تعالى : {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}.) انتهى.
وهذا كلام حكيم، وتوجيه سديد، وفتوى صحيحة مستندة إلى أحكام واعتبارات ما زالت قائمة، بل يعلم كلُّ عاقل أن المفاسد والأضرار المذكورة لم تعدْ متوقعةً بظنٍّ غالبٍ فقط، بل بيقينٍ يكاد كل من نوَّر الله بصيرته بالعلم والفقه في عواقب الأمور يراها رأي العين. فمن عجبٍ أن يبادر د. النفيسان إلى تجاهل ما علمه وأدركه قبل سنوات، مناقضًا لنفسه، وناقضًا لذلك البيان الجماعي، فيحقُّ لنا أن نذكِّره بقول الله عز وجل: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}.
ثم إنني ازددتُ أسفًا وتألمًا لمَّا تأملتُ الشبهات التي ساقها الشيخ لتأييد قوله، فوجدتها وجوهًا من التدليس والتلبيس اضطر إليها الشيخُ لعجزه عن تقديم الدليل والبرهان. وسأكتفي هنا بمناقشة بعضها بإيجاز:
1- ادعى الشيخ ـ وفقه الله للصواب ـ أن (المظاهرات السلمية) ممَّا: (جدَّ في عصرنا اليوم من وسائل للتعبير لم تكن معروفة من قبل). وهذه دعوى باطلة، فالمظاهرات من الوسائل الموغلة في القدم، واشتهرت عن الرومان واليونان خاصة، والأوربيين عامة، ومن نظر في (قصة الحضارة) لديورانت لاحظ كثرة المظاهرات في أوربا قبل الثورة الفرنسية وبعدها، لكنها صارت بعد الثورة الفرنسية من الحقوق المدنية التي تصونها الدساتير والقوانين الوضعية، لهذا ظهر هذا السلوك عند المسلمين في عهد الاستعمار الغربي للبلاد الإسلامية، وربما كان الاستعمار نفسه يشجِّع على ممارسته، ليغرس في المسلمين بعض سننه ومفاهيمه في السياسة والاجتماع، وقد ذكر الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله في (مجلة الفتح) السنة الأولى، عدد (64) خبر أول مظاهرة نسائية في سوريا عام 1927م في ظل الاحتلال الفرنسي! وقد كان العلماء الربانيون يدركون أن هذا السلوك الاجتماعي الجديد لا خير فيه، ففي ثورة المصريين على الانكليز سنة 1919م جاهر العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله بإنكار المظاهرات، وبيَّن أن خروج الاحتلال لا يكون بها، بل بالعودة إلى الكتاب والسنة وإصلاح العقائد والعبادات. وصدق في ذلك، فقد شهدت تلك المظاهرات خروج هُدى شعراوي فيها سافرةً، فكانت أول مصرية مسلمة رفعت الحجاب (الأعلام للزركلي: 8/78)!
2- فإذا علمنا أن المظاهرات من السلوك الاجتماعي لدى سائر الأمم منذ القدم؛ فلا بدَّ أن نوضح سبب عدم ظهورها عند المسلمين إلا في العصر الاستعماري الحديث؛ فإن هذا من أعظم الأدلة على أنها لم تكن من سنة المسلمين عبر عصورهم المختلفة ـ وإن كانت تقع أحيانًا من سفهائهم كما سيأتي ـ.
وتوضيح هذا: أن تجنُّب هذا السلوك عمدًا، مع قيامي الدواعي له في أحوال مختلفة؛ كان نتيجةً لخصوصية المنهاج والتربية التي غرسها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته، فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة مشهورة: وجوب السمع والطاعة للحاكم المسلم، ونهى عن الخروج وشق عصا الطاعة، كما نهى عن القتال في الفتنة، وأمر بلزوم البيوت عندها، وبيَّن أن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، وأن من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ أو معاذًا فليعذ به، وأمر بكسر السيوف، وبالعزلة، والاشتغال بالعبادة... وسار صحابته الكرام رضي الله عنهم على نهجه في مجانبة الفتن والتحذير منها... فكانت تلك الأحاديث والآثار ـ وهي كثيرة جدًّا مبثوثة في كتب العقيدة والحديث والفقه والآداب الشرعية والأحكام السلطانية ـ بمجموعها سببًا في تكوين ما يمكن تسميته بسلوك جمعي تميَّز به المجتمع الإسلامي، حيث يحرص أفراده على استقراره وأمنه واجتماعه، وعلى مجانبة الفتن والشقاق والفوضى. وهذه الخصوصية الدينية لم يكن المستشرقون ليفهموها لهذا ادعوا أن الفقهاء عمدوا إلى وضع تلك النصوص إرضاءً للخلفاء المستبدين!
3- نعم؛ لم تكن المظاهرات من سنن المسلمين، لهذا لم تظهر في تاريخهم إلا في سلوك شاذٍّ عُرف بخروج الغوغاء، والأوباش، والسفلة، والسوقة، والمنتهِبَة، ونحو هذه الألفاظ التي كان العلماء يصفون بها بعض حالات الفوضى والشغب التي كانت تقع عند هيجان العامة وثوران الرعاع والدهماء والعبيد والسفهاء ونحوهم. ومن هنا يمكننا القول بأن المظاهرات كانت معروفة لدى المسلمين، لكنها لم تكن من سنتهم، بل كانوا يحرمونها وينبذونها، ويصفون القائمين بها بالغوغاء، وأول وأشهر مظاهرة في تاريخ الإسلام كانت بخروج (الغوغاء) على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان خروجهم في (مظاهرة سلمية!)، ورغم أن الخليفة الراشد أصدر أوامره الصارمة بعَدَم: (استخدام العنف ضد المتظاهرين!) فإنها انتهت بمقتله رضي الله عنه، فكانت من أعظم الفتن التي نزلت بالمسلمين، وتركت آثارًا سيِّئة لم تنقطع بعضها حتى يوم الناس هذا. لهذا كان الحسن البصري رحمه الله إذا ذُكر الغوغاء وأهل السوق؛ قال: قتلةُ الأنبياء! (التاريخ الصغير للبخاري 1/115). وأصل الغوغاء: الجراد حين يخفُّ للطيران، ثم استعير للسفلة من الناس والمتسرعين إلى الشرِّ. وقد ذكر المؤرخون في حوادث سنة (308هـ): (أنَّ الأسعار غلتْ ببغداد؛ فاضطربت العامة، وتجمع من الغوغاء عشرة آلاف، وفتحوا السجون، وقاتلوا الوزير وولاة الأمور، ودام القتال أيامًا، وقتل عدة، ونهبت أموال الناس، وأخربوا مجالس الشرطة، وأحرقوا الجسور، واختلت أحوال الخلافة جدًّا، ومحقت بيوت الأموال، وأنهم عدوا على الخطيب يوم الجمعة، فمنعوه، وكسروا المنابر! فأمر السلطان بمحاربة العوام فأخذوا وضربوا)، يعني: أن الدولة اضطرت إلى (استخدام العنف ضد المتظاهرين)! وفي كتب التاريخ أمثلة عديدة، لا يتسع هذا المقال لذكرها، وقد اتَّفق المؤرخون ـ وهم من أجلة علماء الإسلام كابن الجوزي والذهبي وابن كثير وغيرهم ـ على ذكرها على وجه الذمِّ والاستنكار.
4- لم يكن د. الفنيسان موفَّقًا في (وقفته الأولى) في تعريف مصطلح (المظاهرة)، فإنه ذكر المعنى اللغوي للكلمة، وأدخل فيه المعنى الاصطلاحي، ولم يحرر الفرق بين الاثنين، ولم يحدَّ كلًّا منهما بحدِّه، فالمظاهرة تأتي في اللغة بمعنيين: الأول: ظهور الشيء إذا بان واتضح، والثاني: المعاونة والمناصرة. والمراد في الاصطلاح الحادث المعنى الأول لا الثاني، لهذا جاء في (المعجم الوسيط) ـ كما نقله الدكتور ـ: (المظاهرة إعلانُ رأيٍ وإظهارُ عاطفةٍ بصورة جماعية). ولم يكمل الدكتور النَّقل، فقد عُلِّم على هذا التعريف بـ: (مج)، ومعناه: أن هذا التعريف أقرَّه مجمع اللغة العربية بمصر، وهذا لكونه حادثًا، وأصل هذا في (قرارات مجمع اللغة العربية)، حيث قالوا: (يستعمل المحْدَثُون (المظاهرة) بمعنى إعلان رأي، أو إظهار عاطفة في صورة جماعية، وهي تقابل في هذه الدلالة (Manifestation). والعرب يستعملونها بمعنى العون من الظهر كالمساعدة من الساعد، والمعاضدة من العضد، والمكاتفة من الكتف. والأقرب إلى المعنى الحديث: (تظاهروا تظاهرًا)؛ فقد قالوا: تظاهر فلان بالشيء أظهره، ولكن المظاهرة شاعت حتى ليصعب على الناس العدول عنها). إذن هذا الاستعمال حادث في اللغة العربية، فلا معنى لقول د. الفنيسان: (وجاء لفظ المظاهرة في القرآن الكريم في أكثر من موضع)، ثم ذكر ثلاث آيات (التوبة: 3، والأحزاب: 26، والتحريم: 4)، وقد جاءت المظاهرة فيها كلها بمعنى المعاونة والمناصرة، وليس فيها أي دلالة على المعنى الحادث، فما وجه الاستشهاد بها سوى الاستكثار غير المحمود؟!
5- ذكر الدكتور في (وقفته السادسة): (أدلة المظاهرات السلمية)، وهي في الحقيقة لا تعدو أن تكون شبهات ضعيفة، منها:
أ‌) احتجاجه بالبراءة الأصلية، حيث كرَّر زعمه بأنها وسيلة جديدة. وقد بيَّنا أنها وسيلة قديمة، فقد عرفها المسلمون، لكنهم لم يستعملوها لمنافاتها المنهاج النبوي في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ولمقاصد الشريعة في بناء المجتمع المسلم، ولبنية العقيدة والتفكير والأخلاقيات الإسلامية، فلا يجوز بحث هذه المسألة بشكل ساذج دون مراعاةِ الخصوصية الإسلامية في الدين والدولة والاجتماع.
ب‌) قال: (جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية). وهذه دعوى عريضة، ومجازفة ظاهرة؛ فلا يخفى على أحدٍ من العقلاء ـ بله العلماء ـ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهما أحكام تفصيلية تتعلق بصفتهما وحدودهما وضوابطهما ومن يجوز له أن يتصدى لهما، وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ فليسا حكمين مطلقين يخوض فيهما كل أحدٍ، كيف شاء، وكما شاء. فالاستدلال بعموم الأدلة في مشروعيتهما على خصوص مسألة المظاهرات؛ من أبطل الباطل، لا يجوز لفقيه أن يقدم عليه.
ت‌) وذكر في أدلة الجواز: نماذج من التصرفات الاجتماعية التي تأتي في سياقها وظرفها المناسب لها، وليس لها أي مشابهة بموضوع البحث، منها: حديث الذي كان له جار يؤذيه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج متاعه في الطريق، ففعل، فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذيني. فجعلوا يلعنونه، فأته جاره فقال: ارجع إلى منزلك فوالله لا أوذيك! ومنها: حديث: (لقد طاف البارحة بآل محمد سبعون امرأة، كل امرأة تشتكي زوجها، فلا تجدون أولئك خياركم). ثم قال الدكتور ـ هداه الله ـ: (فإذا كان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم خرجن جماعات أو فرادى في ليلة واحدة يشتكين ضرر أزواجهن أليست هذه هي مظاهرة سلمية؟! فما الفرق بين هذا لو خرج اليوم أو غدًا مثل هذا العدد أو أقل أو أكثر أمام وزارة الداخلية، أو وزارة العدل، أو المحكمة الشرعية، أو دار الإفتاء، يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن أولئك الذين يمنعونهن من الزواج، أو خرجن يطالبن بإطلاق أولادهن أو أزواجهن الذين طال سجنهم مع انتهاء مدة الإحكام الصادرة بحقهم أو لم يحاكموا أصلاً! وإذا جاز هذا للنساء كما جرى في عهد النبوة فما الذي يمنعه في حق الرجال. قولوا الحقَّ يا رعاكم الله!).
نعم ـ واللهِ ـ لنقولنَّ الحقَّ، ولنشهدنَّ به، وأنا العبدُ الفقيرُ لست سعوديًّا، ولا أقيم في المملكة، وإذا أردتُ أن أحصل على تأشيرةِ عمرةٍ أو زيارةٍ (أَتْبَهْدَل) من أجلها، ولكنِّي ـ بفضل الله ـ لست ممَّن قال ربُّنا العليُّ فيهم: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}؛ بل أحب هذه الدولة لقيامها بالتوحيد والسنة، وأدرك المكائد التي تحاك ضدَّها، وأتألم لما أراه من عقوق الحركيين لها، وكفرهم بمحاسنها، وتضخيمهم لعيوبها، وكأنَّهم ـ وهم يدَّعون العمل للإسلام ـ لا تهمُّهم من أمر هذه الدنيا إلا المال والأعمال، أما قيام الدين، وسلامة المعتقد، وظهور التوحيد، وقمع البدعة والخرافة، واجتماع الكلمة: فلا يهمهم من قريب ولا بعيد، حتَّى قال أشهرهم ـ وهو لسانهم الفاضح لهم لكثرة هَذْره ـ: (أهمُّ وجبة يجب أن تُقدّم للشعوب هي وجبة الحرية)! أما الدِّينُ وتنفيذ أحكام الشريعة وأهمها وأعلاها: صيانة عقيدة التوحيد ونبذ الشرك والبدع؛ فلا يجري منه على لسانه ذِكرٌ! ولا شكَّ أنَّه أخذ هذا من شيخه الأكبر الذي يزعم في كلِّ مناسبةٍ: (أن الحرية مقدَّمةٌ على تطبيق الشريعة الإسلامية!) والله المستعان.
أقول: فالحقُّ ـ يا أصلحك الله! ـ أنك أخطأت في الاستدلال، وأبعدت في القياس، فأين شكوى جارٍ من جار، في محلَّته وبين جيرانه، أو تردُّد سبعين امرأة على أمهات المؤمنين كل امرأة تشتكي زوجها ـ أي: لم تخرجن في جماعة منظمة، ولا إلى جهة واحدة، بل خرجت كل واحدة لوحدها، وذهبت إلى إحدى أمهات المؤمنين، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أمر بضربهنَّ، فبالغ الرجال في ذلك ـ؛ أين هذا من (المظاهرات المنظمة) التي يخرج فيها آلاف ومئات الآلاف بل الملايين، وفيهم الرجال والنساء، والصغار والكبار، والصالحون والطالحون، والعقلاء والسفهاء، وكل من هبَّ ودبَّ من عامة الناس ممن تعرف وتنكر؟
فقل الحقَّ ـ يا أصلحك الله! ـ أين هذه (المظاهرات) ذات المقاصد والغايات السياسية والاجتماعية المنظَّمة، من التجمعات المحدودة التي تجيء في سياقها الطبيعي، لسبب عارض ومعقول. فهل يعقل عدُّ خروج الناس في جنازة الإمام أحمد والإمام ابن تيمية قديمًا، وفي جنازة الإمام ابن باز في عصرنا من (المظاهرات)؟ وهل مشي عدد كبير من الطلبة خلف شيخهم وهم خارجون من المسجد أو الدرس من (المظاهرات)؟ وهل اجتماع أولياء المسجونين لعرض شكواهم على ولي الأمر في مكان ووقت جلوسه للناس من (المظاهرات)؟ وسيأتي في كلام الشيخ ابن باز نفي أن تكون إقامة شعائر الإسلام من المظاهرات.
فقل الحقَّ ـ يا أصلحك الله! ـ، وحرِّر موضع البحث، وبيِّن حدَّ (المظاهرة) بالمفهوم السياسي المعاصر، وتجنَّب التدليس والتلبيس على عباد الله!
6- لقد شعر د. سعود النفيسان بشذوذ قوله، ومخالفته لما أفتى به الراسخون في العلم منذ أن ظهرت هذه السنة السيئة في المسلمين، فحاول إيهام القرَّاء بأن الإمام الراحل عبد العزيز بن باز رحمه الله إنما أفتى بمنع المظاهرات غير السلمية، فقال: (وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (إن العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أوصوا بتجنب المسيرات والمظاهرات التي تضرُّ بالدعوة ولا تنفعها، وتسبب الفرقة بين المسلمين، والفتنة بين الحكام والمحكومين) [مجموع الفتاوى: 7/344]، فسماحته لم يعترض على المظاهرات السلمية، وإنما منع المظاهرات غير السلمية، وهي التي ينتج منها المفاسد والفتن، وهذه حرام ولا شك) انتهى.
أقول: هذا إيراد بعيد عن الإنصاف:
أولاً: لأن كلام الشيخ في بيان حال ما تؤول إليه المظاهرات، وما وصفه بها من أنها ينتج منها مفاسد وفتن هذا وصف كاشفٌ لها، وليس وصفًا مقيدًا.
ثانيًا: ينبغي أن يستحضر الدكتور سعود الفنيسان أن الأصل في (المظاهرات) في العرف الغربي لها أنها تكون (سلمية)، بل لا تسمى مظاهرة إلا إذا كانت سلمية، أما إذا كانت على وجه التخريب واستخدام القوة والعنف فهي: (أعمال شغب)، ولها توصيف وأحكام خاصة في القانون الوضعي. لهذا فإن كلام سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عامٌّ في المظاهرات، خاصَّةً أنَّ له كلامًا آخرَ يؤكد عموم المنع، وأنها ليست من سنة المسلمين، فقد قال رحمه الله: (وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته، وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم; لأن مدارها على إسحاق بن أبي فروة وهو لا يحتج به, ولو صحت الرواية فإن هذا في أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة. ولا يخفى أن العمدة في الأمر والنهي وسائر أمور الدين على ما استقرت به الشريعة بعد الهجرة, أما ما يتعلق بالجمعة والأعياد ونحو ذلك من الاجتماعات التي قد يدعو إليها النبي صلى الله عليه وسلم كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء, فكل ذلك من باب إظهار شعائر الإسلام، وليس له تعلق بالمظاهرات كما لا يخفى) [مجموع الفتاوى: 8/246].
وقال رحمه الله في موضع آخر: (فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم) [مجلة البحوث الإسلامية: 38/210].
وأما النقول عن أهل العلم المعروفين بالرسوخ والعلم والإمامة في المنع منها وتحريمها فكثيرٌ، لكنِّي أكتفي بنقل واحد، يبيِّن أن علة تحريم المظاهرات عند أهل العلم هي مخالفتها لسنن المسلمين، فقد قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: (ولا تزال بعض الجماعات الإسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أنَّ الحكم للشعب، وتتنافَى مع قوله صلى الله عليه وسلم : (خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم).) [سلسلة الأحاديث الضعيفة: 6531].
أسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، إنه قويٌّ عزيز، له الحمد في الأولى والأخرى، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه

عبد الحق التركماني
رئيس مركز البحوث الإسلامية في السويد
يوم السبت 5/3/2011م

هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا









آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-11-17 في 12:17.
رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:20   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كلمة للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله تعالى حول المظاهرات

هنا









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:27   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جواهر الجزائرية مشاهدة المشاركة
كلمة للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله تعالى حول المظاهرات
هنا
بوووووووووووووووووووووووركتي









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:32   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإخوان والوصول للكرسي ولو على جماجم المسلمين/من اخطاء القرضاوي أن يستدل على منهجه بالتاريخ الإسلامي غير مفرق بين الإسلام والتاريخ الإسلا


"قال الإمام الشاطبي: «النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً»

والعالم الرباني عاقل إذا استخف الناس، وثابت إذا طار الشباب، ومبين إذا سكت الدعاة

وخير ما يمثله الإمام أحمد بن حنبل إذ جاء في طبقات ابن أبي يعلى (1-144)

في ترجمة حنبل بن إسحق -ابن عم الإمام أحمد-:

«قال حنبل: اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله في ولاية الواثق

وشاوروه في ترك الرضا بإمرته وسلطانه فقال لهم:

عليكم بالنُّكرة في قلوبكم ولا تخلعوا يدًا من طاعة ولا تشقوا عصَا المسلمين

ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين، وانظروا في عاقبة أمركم

واصبروا حتى يستريح بر أو يُستراح من فاجر

وقال: ليس هذا صواباً هذا خلاف الآثار».

والواثق هو ابن المعتصم سار على نهج أبيه وعمه في القول بخلق القرآن، وأن الله لا يُرى في الآخرة،

وامتحن الناس على ذلك وجلد العلماء وسجنهم وألزم المسلمين ببدعته

وقتل أحمد بن نصر الخزاعي -رحمه الله- أحد أصحاب أحمد

ومع هذا لم يأمر الإمام أحمد بالخروج عليه، أو الثورة على ظلمه

وذلك حفظًا لدماء المسلمين في صورة تتناقض مع خطب د.القرضاوي

بتهييج شباب الفيس بوك - وليسوا فقهاء بغداد- في ميدان التحرير

حتى قتل 365 شاباً مع مراعاة آلات الفتك وتطور الأسلحة وزيادة أعداد الجيوش في هذا العصر

وأكثر ما أوجعني تلك الحفلة التي جمعت القرضاوي وعصام البشير السوداني في اليوتيب

من أجل الرقص على خراب مصر وكسر ظهر العروبة

في الوقت الذي اختار جنوب السودان الانفصال بخيراته ليزداد الجوع جوعاً في نفوس السودانيين

وكان الأولى بعصام البشير وجماعة الإخوان المسلمين أن يبكوا على حال السودان

مما يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين (المفسدين)

تكشر عن نابها في كل أزمة تطل برأسها على عالمنا الإسلامي السني

الذي لا ينسى تأييدهم لحكم الملالي في طهران وثورة الخميني وتصديرها لبلاد السنة

وتأييدهم لحزب البعث وزبانيته في احتلال العراق للكويت والشواهد كثيرة

ولي وقفات مع خطب القرضاوي ومداخلاته على قناة الجزيرة

لحثّ شباب 25 يناير على الثورة من أوجه:

1- القرضاوي يستدل بما روى طارق بن شهاب البَجَلي رضي الله عنه:

أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وضع رجله في الغَرْز:

أي الجهاد أفضل؟ فقال: «كلمة حق عند سلطان جائر»

والقرضاوي فاته أن الأحاديث لا تُؤخذ بهذه الطريقة

ولا تنزل على الواقع دون عرضها على أحاديث أخرى صحيحة تلزم المسلم بالسمع والطاعة

وتبين له الطريقة الشرعية في النصح للحكام

واحترام هيبة الحاكم والدولة ومؤسساتها القائمة

واستعمال اللين والرفق في النصح والإرشاد والصبر والاحتساب

ولا يمكن أن يفهم من الحديث جواز المظاهرات

لأن الحديث يشير إلى قول الحق للسلطان والحاكم وجهاً لوجه

بدليل ورود الحديث بلفظين لسلطان وعند سلطان وهما يدلان على القرب والظرفية

وهكذا كان السلف الصالح والخلف الصالح ينصحون الحكام وجهاً لوجه برفق ولين

وفق منهج النبي صلى الله عليه القائل في الحديث الذي صححه الألباني بمجموع طرقه:

«من أراد أن ينصح لذي سلطان في أمر فلا يبده علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به

فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه»

وسار عليه خلفاؤه الراشدون والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين

دون تهييج للعامة على رؤوس المنابر والقنوات الفضائية

وسار على نهجهم الأئمة كابن باز وابن عثيمين وغيرهم

ونقل الخطيب البغدادي عن هارون الرشيد أنه قال للأصمعي ضمن حكاية:

«وقِّرْنا في الملأ وعلّمْنا في الخلاء».

ويؤكد أن المراد وجهاً لوجه استدلال القرضاوي نفسه

بما روى جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«سيد الشهداء: حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله»

وأما قوله :

وجعل ابن القيم هذا النوع من الجهاد ثلاث مراتب: باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب، حسب الاستطاعة

فإن ابن القيم نفسه هو القائل في إعلام الموقعين (3-6):

« فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره

وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم

فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر»

مما يدل أن القرضاوي كان بوقاً لقناة الجزيرة في كل أحاديثه وخطبه

وكان انتقائياً وغير موضوعي في سبيل تصفية حسابات سياسية بين الدول

ولذلك كان يختطف النصوص ويبترها ويؤولها استدلالاً لمنهجه وتحقيقاً لأهداف قناة الجزيرة الفضائية.

2- تناقلت الجماهير قوله:

«ولا علاج للمشاكل التي نعيشها إلا بالحرية التي أراها مقدمة على تطبيق الشريعة الإسلامية»

وهذا القول خطير، والعلاج في الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه ومنهج السلف الصالح

ولن يصلح حال الأمة إلا بما صلح به أولها كما جاء في الحديث

والخير كل الخير في تطبيق الشريعة بدليل: و{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

والعجب أن جماعة الإخوان المسلمين ترى الخروج على الحكام لأنهم لم يطبقوا الشريعة

وتركوا الشعوب على حريتها في العقائد والعبادات والمعاملات

ثم يأتي كبيرهم القرضاوي ليثبت التناقض وقلة الفقه وعدم العلم بمقاصد الشريعة

بل إنهم اتخذوا من الحاكمية مسوغاً للخروج على الحكام ولو بالشبهة

بحجة أنهم ارتكبوا ناقضاً من نواقض الإسلام فنشروا الفوضى طيلة عقود في عالمنا الإسلامي

ثم يفاجئنا تصريح نقلته جريدة القدس العربي (العدد 6705 الاثنين 3 يناير 2011م، 28 محرم 1432هـ)

بهذا العنوان: قيادي في الإخوان للقدس العربي:

الجماعة تعيد النظر في رفضها ترشيح قبطي للرئاسة، وكان ذلك القيادي د. إبراهيم منير.

وقد فسروا قوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} تفسيرا غير موضوعي

يخدم أغراضهم الحركية في الوصول للكرسي ولو على جماجم المسلمين

في حين لم يغفروا لغيرهم الاتصال بالأمم الأخرى

واتخذوا من قاعدة المصلحة والمفسدة وعقيدة الولاء والبراء مطية لبلوغ تلك الأهداف السياسية

فما يجوز عندهم باسم المصلحة لا يجوز عند غيرهم باسم المفسدة.

3- إن تعلُّق الإخوان المسلمين والحركيين وعلى رأسهم القرضاوي

باتهام الدولة بالفساد وأنه مسوغ للمظاهرات والخروج

يؤكد اتباعهم لمنهج ذي الخويصرة

الذي اتهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالفساد إذ قال له: اعدل يا محمد،

‏روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ‏‏قال: ‏بينما نحن عند رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏وهو يقسم قسماً

أتاه‏ ‏ذو الخويصرة ‏وهو ‏‏رجل ‏‏من ‏بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل

فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل

فقال عمر:‏ ‏يا رسول الله إئذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال:‏ ‏دعه

فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز ‏تراقيهم

‏يمرقون ‏من الدين كما ‏يمرق ‏السهم من الرمية»

وأثبتت الوقائع

عدم فهم رموز الجماعة ومنهم القرضاوي بأحكام الشرع وأدلته فضيّعوا الأمة وشبابها

حتى قال الألباني:

«يوسف القرضاوي دراسته أزهرية وليست دراسة منهجية على الكتاب والسنة،

وهو يُفتي الناس بفتاوى تخالف الشريعة، وله فلسفة خطيرة جداً

إذا جاء شيء محرم في الشرع يتخلص من التحريم بقوله: «ليس هناك نص قاطع للتحريم»

وليت العلامة الألباني يرى القرضاوي وهو يشبه الفتى التونسي الذي أحرق نفسه بالغلام المؤمن

في صورة تنسف كل الأحاديث التي تُحرِّم الانتحار مهما أصاب المسلم من الإحباط والقهر

والأعجب من ذلك أنه يفتخر بمصطلح شيخ الثورة بعد أحداث 25 يناير

وقد قام بتأويل أحاديث صحيحة على منهج الخوارج ودعا للخروج على جميع الحكام في الدول الإسلامية

ويمجد الثورات والفتن كفتنة ابن الأشعث

في صورة تتجاهل موقف أهل السنة والجماعة من هذه الفتنة وأمثالها

كالإمام ابن كثير وشيخ الإسلام ابن تيمية.

4- قد يقول قائل إن المظاهرات السلمية التي ليس فيها رفع للسلاح ليست خروجاً وإنما هي تعبير سلمي

فالجواب على ذلك قول الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في ترجمة عمران بن حطان:

(تابعي مشهور وكان من رؤوس الخوارج من القَعَدية

وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال

قاله المبرد قال وكان من الصفرية وقيل القعدية لا يرون الحرب وإن كانوا يزينونه)..

«وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- واصفاً الخوارج القعدية

(والقعد الخوارج، كانوا لا يرون الحرب، بل ينكرون على أمراء الجور حسب الطاقة

ويدعون إلى رأيهم ويزينون مع ذلك الخروج ويحسنونه)

وروى أبو داود في مسائل أحمد عن عبد الله بن محمد أنه قال: «قعد الخوارج هم أخبث الخوارج».

5- من يستدل على جواز المظاهرات بخبر مسيرة سيدنا عمر وحمزة في صفيّن ولهما كديد ككديد الطحين

فالجواب عنها بأنها ضعيفة الإسناد وأنكرها علماء الجرح والتعديل

ثم إن الحال مختلفة فأهل مكة كانوا كفاراً كفراً بواحاً

ومع ذلك لم يدع المصطفى للمظاهرات في مكة والتخريب.

6- من يستدل على جواز المظاهرات بخروج أم المؤمنين عائشة في معركة الجمل

فالجواب بأنها خرجت في الأصل للصلح ولكنها جرت للمواجهة

وندمت رضي الله عنها على ذلك ندماً شديداً كما أثبت ذلك الإمام الزيلعي في نصب الراية (4-69-70)

7- أئمة الإسلام يدركون خطورة الفوضى والمظاهرات

قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:

«عليك باتباع السلف

إن كان هذا موجودًا عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر

ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين

وربما يحصل فيها اعتداء، إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان

لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل

فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن».

وعلى مر التاريخ أثبتت تطبيقات السلف كلها صبرهم على الجور والاستئثار والظلم

ومن أخطأ منهم فقد نقدوه وبيَّنوا مفاسد ذلك..

وأخيراً فقد انكشفت جماعة الإخوان المسلمين في الأحداث

حتى إنهم قرروا تغيير حزبهم إلى حزب سياسي يفضح نواياهم




وظهرت زلة القرضاوي حينما يستدل على منهجه بالتاريخ الإسلامي

غير مفرق بين الإسلام والتاريخ الإسلامي"

منقول










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:33   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بعض فتاواه واجتهاداته الفقهية والمنهجية والعقدية!

في العقيدة :

1 - يرى الشيخ القرضاوي أن اليهود والنصارى هم إخواننا في الإنسانية ؛ وعليه فيمكننا أن نقول : أخونا اليهودي فلان ! وأخونا النصراني علان ! ( نحو وحدة فكرية للعاملين للإسلام ) ص81 بل وإخواننا المجوس والبوذيين باعتبار أنهم جميعاً عباد الله تعالى !


2- يرى الشيخ القرضاوي أن الجزية مصطلح ينبغي تغييره إذا كرهه ( إخواننا اليهود والنصارى ) 0 ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص162


3– يرى الشيخ القرضاوي أن الله تعالى لا يشاء إلا ما فيه الخير والحكمة ؛ ولهذا فهو يتفق مع ابن عربي الذي قال بأن الله قضى : أي شاء وقدر أن لا يعبد إلا هو سبحانه ! .


فعابد المسيح وعابد العزير وعابد الله تعالى كلهم قد حكم الله بمشيئته ألا يعبدوا إلا إياه ؛ فهذه إرادة الله تعالى فينبغي لنا أن نرضى بتعدد الديانات والمعبودات ؛ لأن هذه هي مشيئة الله تعالى عند الشيخ القرضاوي ! فهو سوى بين المشيئة القدرية الكونية ، وبين المشيئة الشرعية الدينية . ومن المعلوم عند علماء السلف الصالح أن الله تعالى وإن أراد أن يكون هذا الاختلاف والتعدد قدراً ؛ فإنه سبحانه لا يرضاه لهم شرعاً ، بل لا يرضى سبحانه للناس جميعاً إلا الإسلام ديناً 0

( فتاوى معاصرة ) 2 / 677 – 678

ومن المقطوع به عند أهل السنة من السلف الصالح أن قوله تعالى ( وقضى ربك ) أي أمر لا حكم ؛ وإلا لقلنا بقول أصحاب وحدة الوجود كابن عربي وجلال الدين الرومي والصدر القونوي وغيرهم ممن يصحح الديانات كلها ؛ وأن الطرق إلى الله تعالى بعدد الأنفاس !!

- يرى الشيخ القرضاوي أن غرس العقيدة ليس من الضروري أن نظل ندعوا الناس إليه ثلاثة عشر عاماً ؛ لأننا بين أناس مسلمين يؤمنون بأن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، فليسوا محتاجين أن نعلمهم العقيدة مثل هذه المدة !! ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص128 ولا أدري ما هو رأي القرضاوي في دعاء الأموات والطواف حول القبور والضلالات والبدع التي تعج بها البلاد الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها و من أناس يقولون ليل نهار : لا إله إلا الله محمد رسول الله !!

– يرى الشيخ القرضاوي أن عقيدة الأشاعرة في تفويض معاني الصفات الإلهية هو المذهب الحق الواجب اتباعه ضارباً عرض الحائط مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم في أن الصواب هو أن هذه الصفات معروفة معانيها وإنما الواجب تفويض كيفياتها 0 ( المرجعية العليا في الإسلام ) ص 301 ، 302 0

- يرى الشيخ القرضاوي أن عداء المسلمين لليهود ليس من أجل عقيدتهم الكفرية ، بل من أجل قطعة الأرض التي اغتصبوها من الفلسطينيين ! ( مجلة البيان ) العدد 124

- يرى الشيخ القرضاوي أن أعداء الصحابة ومتهمي الصديقة عائشة رضي الله عنها وعنهم أجمعين والقائلين بتحريف القرآن الكريم لا يختلفون عن المسلمين في شيء كبير ؛ وإنما هي خلافات في الفروع والمسائل الفقهية ! ( الخصائص العامة للإسلام ) ص209 ، و( ملامح المجتمع المسلم ) ص41 ، و ( العبادة في الإسلام ) ص170 ، و ( الإسلام والعلمانية ) ص 178

وهناك أمور لا يتسع المقال لها جميعاً ، ولعلها لو جمعت لأتت في مجلد !



في الحديث والسنة النبوية :


- لم يخطئ المحدث صالح اللحيدان عندما وصف الشيخ القرضاوي بما وصفه به ؛ بل لعله قد لين حفظه الله تعالى القول فيه ؛ فلو تيسر له ولغيره من أهل العلم سبر كثير من كتب القرضاوي لوجد فيها الطامات من استدلال بالضعيف والواهي والمكذوب ، ومن تقديم العقل على النقل عند التعارض بزعمه ، ومن لي أعناق النصوص - ولو كانت غير صحيحة وغير صريحة - لتتوافق مع مذهبه الذي يدعو إليه في الأخوة الإنسانية المزعومة !



وهذا مثال من أمثلة كثيرة تقطع بجهل القرضاوي في علم الحديث والسنة عموماً :

))القرضاوي وجهله بالحديث : ما النتيجة ؟ ))

ذكر د. يوسف القرضاوي في كتابه ( ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده ) ص139 أن العباد كلهم إخوة في الإنسانية ؛ سواءً كانوا مسلمين أو نصارى أو ..... إلخ !!

واستدل لذلك بحديث رواه الإمام أحمد في ( المسند ) 4 / 396 من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ( كان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في دبر صلاته : اللهم ! ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أنك أنت الرب وحدك لا شريك لك – مرتين – ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمداً عبدك ورسولك ، ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة ... ) .

وقد ذكر مثل هذا الضلال الآخر- الأجهل – المدعو فهمي هويدي في كتابه ( مواطنون لا ذميون ) ص85 .

وأقول : الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ففيه : داود بن رشاد الطفاوي قال ابن معين : ليس بشيء .

وذكره ابن حبان في ( الثقات ) على قاعدته المعروفة في توثيق الضعفاء والمجاهيل ! ولهذا جزم الحافظ بضعفه فقال : لين الحديث .

( التقريب ) 1793 .

وفيه علة أخرى وهي : جهالة عين أبي مسلم البجلي ؛ فإنه لم يرو عنه إلا الطفاوي ، وقد تقدم أنه لين الحديث ؛ وهو قريب في الجهالة أيضاً من البجلي !

فالحديث لا تجوز نسبته إلى النبي عليه الصلاة والسلام ؛ فكيف بمن استدل به على إثبات الأخوة المزعومة بين المسلمين وغيرهم من اليهود والنصارى !!

وقد سود القرضاوي كتابه ( فقه الزكاة ) 2 / 1020 بهذا الحديث غير الصحيح غير الصريح في تأييد مذهبه في الأخوة الإنسانية !

وقد أورد الشيخ القرضاوي حديثاً منكراً لطالما نافح عنه العصرانيون ودعاة التقريب بين الأديان ، وذلك في كتابه ( الحلال والحرام ) ص329 ألا وهو : ( من آذى ذمياً فأنا خصمه ، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة ) فقد زعم أنه حديث حسن رواه الخطيب بإسناد حسن !!

وهذه وحدها تكفي لبيان مدى معرفة القرضاوي بالحديث ؛ فإنه مع كون سنده ضعيفاً جداً فيه متروك الحديث ، فقد استنكره الخطيب نفسه في ( تاريخ بغداد ) 8 / 370 فقال : ( وهذا حديث منكر بهذا الإسناد ، والحمل فيه عندي على المذكر ( العباس بن أحمد ) فإنه غير ثقة ) ! وقد أورده صاحب ( تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ) في كتابه 2 / 181 – 182

وهذا مثال آخر يزيل الغشاوة عن أعين المغرورين بعلم الشيخ :

(( القرضاوي والطعن في الأحاديث الصحيحة ))

ظهر في الأسواق كتاب جديد للدكتور يو سف القرضاوي بعنوان : ( نحو موسوعة للحديث الصحيح مشروع منهج ٍ مقترح ) 0

والقرضاوي معروف بمنهجه العقلاني كبقية العقلانيين من أمثال الغزالي الذي ينكر صحة حيث : ( ما أفلح قوم ولو أمرهم امرأة ) مع علمه بأنه في ( صحيح البخاري ) !

فكيف استخدم القرضاوي عقله في هذا الكتاب لدعم منهجه العقلاني ؟

لقد ضرب القرضاوي مثالاً للحديث الذي يتوقف فيه العقل بزعمه ، فقال :

( وقد تبين لي من خلال البحث والممارسة : أن كل متن يتوقف فيه العقل المعاصر ( !! ) لا يخلو سنده من كلام فيه ، ومن ثغرة يمكن الناقد ( كذا) أن يدخل منها ، وخصوصاً إذا رجع إلى الأئمة النقاد القدامى ، مثل ابن المديني وابن معين وابن مهدي وأبي حاتم الرازي والبخاري وأمثالهم 0

ولنضرب مثالاً لذلك ، فالمثال ( كذا ) يتضح المقال حديث : ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف 00000 ) 0





ثم أخذ القرضاوي بسرد تحقيقات بعض الأعلام المعاصرين للحديث من أمثال الشيخ أحمد شاكر ، والألباني 000

وأخيراً وصل إلى النتيجة التالية :

( وبهذا تبين لنا أن الحديث لم يأت من طريق واحدة صحيحة متصلة سالمة من النقد ، وإنما صححه من صححه بطرقه ، وكلها لا تسلم من مقال ، ولم تكثر إلى درجة يقال : يقوي بعضها بعضا ً ( ! ) 0

على أن التصحيح بكثرة الطرق - وإن لم يكن معروفاً عند المتقدمين من أئمة الحديث ( !! ) – إنما يُعمل به في القضايا اليسيرة ، والأمور الجزئية البسيطة ( ! ) لا في مثل هذا الحديث الذي يعبر عن عنوان الإسلام واتجاهه : هل بُعث الرسول بالرحمة أو بعث بالسيف ؟ ) 0

ثم عظم القرضاوي الشيخ شعيباً الأرناؤوط وتحقيقه الذي مال فيه إلى تضعيف السند ( عندما أصبح على حد قول القرضاوي : أكثر نضجاً واستقلالاً من ناحية ، وحيث غدا يشاركه خمسة آخرون من العلماء ، فهو عمل جماعي له قيمته 0000 ) 0

ويعني القرضاوي تحقيق شعيب لـ( مسند أحمد ) في الجزء السابع الذي اشترك فيه مع الشيخ شعيب : محمد نعيم العرقسوس وإبراهيم الزئبق !!

وسوف أختصر الرد على القرضاوي في نقاط مركزة :

1- قوله : كل متن يتوقف فيه العقل المعاصر 000 إلى آخر هذا الهراء هو نفسه الباب الذي أُتِيَ منه العقلانييون حديثاً ومن قبلهم أجدادهم المعتزلة قديماً 0

فما أنكر من أنكر أحاديث الصفات إلا من باب المعارضة للعقل العفن عند أولئك الضالين 0

وما أنكرت المعتزلة معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام الحسية وغيرها سوى القرآن الكريم إلا من هذا الباب ؛ لأنها لا تتماشى مع عقول أهل العصر !

أليس الغزالي هو الذي أنكر الأحاديث في ( الصحيحين ) المصرحة بالاستواء على العرش ؛لأنها تعارض العقل لما فيها من التجسيم بزعمه!؟

وعندي في هذا الموضوع عشرات الأمثلة التي تنادي بأعلى صوت بأن هؤلاء العقلانيين قد ألهوا العقل ، فأصبح معبودهم ، كما قال تعالى : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً ) الفرقان آية 25 0

2 – زعمه التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين من علماء الحديث في مسألة تقوية الحديث بالطرق والمتابعات مذهب فاسد ضال اتبع فيه القرضاوي بعض الضالين وعلى رأسهم المليباري والسعد وأذنابهما !

3 - تعظيمه للأرناؤوط ومن معه من المحققين الذين لا يعرف لهم كبير شيء في هذا الفن الشريف يدل بوضوح على اعتبار أن الألباني وشاكر دون هؤلاء !

4 - الإسلام كما أنه دين الرحمة ونبيه نبي المرحمة ، فهو دين الملحمة ونبيه نبي الملاحم ( كما ثبت في شمائل الترمذي برقم 360 ، وعند البغوي في ( شرح السنة ) برقم ( 3631 ) 0

5 - ومن جهل القرضاوي بهذا الفن قوله : ( ولم تكثر - يعني طرقه - إلى درجة يقال : يقوي بعضها بعضاً ) !0

فالمعروف عند المبتدئين في هذا العلم أن طريقين ليسا بشديدي الضعف كافيان لإثبات كون الحديث حسناً ، فكيف ,

وأحد طرقه حسنة لذاتها ، فإذا انضمت إليها طريق فيها ضعف محتمل ارتقى الحديث لدرجة الصحة 0

وقد ذكر العلماء ومنهم الخطابي رحمه الله وجه كونه عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة وبين كونه نبي الملاحم ، فقد نقل البغوي عنه نقلاً طيباً يدل على بعثته عليه الصلاة والسلام كانت رحمة بالنسبة لبعثة غيره من الأنبياء الذين استأصلت أممهم بالعذاب بعد قيام حجج الله عليهم والمعجزات التي معهم ، لكن نبي الرحمة بحق هو الذي بعث بالسيف لردع الكفار ومجاهدة الذين يصدون عن سبيل الله مع عدم استئصالهم بالسيف بل للسيف بقية لمن بعدهم من الناس ؛ بخلاف العذاب العام الذي لا بقية معه 0

ثم أيد البغوي كلام الخطابي بأن ملك الجبال عندما أراد أن يطبق الأخشبين على أهل مكة إن شاء عليه الصلاة والسلام ؛ فما كان من نبي الرحمة بحق إلا أن قال : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ) 0

5 – قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس 000 ) الآية 25 من سورة الحديد 00000( وجعل الحديد رادعاً لمن أبى الحق وعاند بعد قيام الحجة عليه (( ولهذا أقام رسول الله صلى الله عليه

بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة توحى إليه السور المكية ، وكلها جدال مع المشركين ، وتبيان وإيضاح للتوحيد ، وتبيان للدلائل ، فلما قامت الحجة على من خالف ، شرع الله الجهاد ، وأمرهم بالقتال بالسيوف ، وضرب الرقاب ،والهام ، لمن خالف القرآن وكذب به وعانده 0 ) 0 ( تفسير ابن كثير ) 8 /53 0

ثم أورد ابن كثير بهذه المناسبة حديث ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجُعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ))0

ومما تقدم يُدرك كل منصف أن القرضاوي جاهل بالحديث ، بل هو جاهل بمقاصد الشريعة التي يدندن في كلامه وكتاباته بأنه من أفقه الناس فيها !

هذا من ناحية الدراية والمتن والذب عن الحديث من تلك الجهة 0

وأما صحة الحديث بمجموع طرقه رواية : فهذا لا يكابر فيه إلا رجلان : جاهل أو متعصب لمذهب شيوخه العقلانيين إرضاءً لأهواء الغربيين والمستشرقين الذين قال الله عنهم : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم 000) البقرة آية 120 0

فائدة : جود شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث في ( الفتاوى ) 25 / 331 مختصراً ؛ بل صرح بذلك في كتابه القيم ( اقتضاء الصراط المستقيم ) 1 / 269 - بتحقيق العقل - فقال : ( هذا إسناد جيد ؛ فإن 000000 وأما عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فقال ابن معين ، وأبو زرعة ، وأحمد بن عبد الله : ليس به بأس ) 0

اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين 0

ومن الأمثلة على هذه العقلانية أو مذهب المعتزلة الجدد ما صرح به الشيخ القرضاوي من تقسيم للسنة إلى ( سنة تشريعية ) و ( سنة غير تشريعية ) !

فالأولى هي الواجبة على المسلم ، وأما الثانية فهي غير ملزمة للمسلم – عياذاً بالله من الهوى –

كأحاديث الطب النبوي جميعها ؛ بل ذهب إلى أبعد من هذا فقال بأن أحاديث نصاب البقر في الزكاة ، والعفو عن زكاة الخيل مما قاله النبي عليه الصلاة والسلام بوصفه إماماً ، فلا يلزمنا الأخذ بها !! ( السنة مصدراً للمعرفة والحضارة ) ص48 ،60 ،65 ، 66 ، 79

ووالله ! إنها لإحدى الكبر : هذه البدعة التي ابتدعها العقلانيون والمعتزلة الجدد لضرب السنة ضربة لم يفلح فيها المستشرقون وأعداء الإسلام ؛ فقدمها هؤلاء العصرانيون العقلانيون لهم لقمة هنيئة مريئة !!

ولا أدري ما هو موقف هؤلاء القوم من حديث : ( اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج من بينهما إلا حق - يعني شفتيه - )

انظر تخريجه في ( السلسلة الصحيحة ) لشيخنا محدث العصر الألباني رحمه الله تعالى برقم ( 1532 ) 0

في الفقه والاجتهاد :

يرى الشيخ القرضاوي أن اللحية ليست واجبة على المسلم ! ( الحلال والحرام ) ص92

يرى الشيخ إباحة الأغاني ! ( الحلال والحرام ) ص273

يرى الشيخ إباحة أكل الحيوانات التي ماتت بطريق الصعق الكهربائي !

ولمزيد من البيان والفوائد راجع ( الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام ) للعلامة الفوزان حفظه الله 0

في المنهج والدعوة :

يتفق الشيخ القرضاوي مع القائلين بالقاعدة الباطلة ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) !

فهو في سبيل هذه القاعدة لا يرى بأساً من التعاون مع أصحاب البدع المكفرة من الفرق الضالة وأصحاب الخرافات والشركيات ، وما عدا فرقتي البهائية والقاديانية - فقط - فيجب علينا أن نطبق هذه القاعدة ( الذهبية ) على حد تعبيره معهم !

ولهذا فالشيخ مشغول بالأصول عن الفروع ، وبالكليات عن الجزئيات !! ( الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي ) ص185 ، و ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص3

لكن ما هي الأصول عند الشيخ القرضاوي ؟ أهي العقيدة الصحيحة ودعوة الناس للتوحيد الخالص أم هي ملاحقة العلمانيين والماركسيين والصهاينة ولو كان ذلك على حساب التوحيد بحجة الجمع والتكتيل ، وأن أعداء الأمة يتربصون بها فلا داعي الآن لبيان التوحيد ونشر السنة ، فهي عند الشيخ من الفروع لا الأصول ، ومن الجزئيات لا الكليات !! ( الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف ) ص71

يقول الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى في ( الصحوة الإسلامية : ضوابط وتوجيهات ) ص171 : ( رأينا في هذه الكلمة أن فيها إجمالاً :

أما أن نجتمع فيما اتفقنا فيه ؛ فهذا حق 0

وأما أن يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ؛ فهذه فيه تفصيل :

فما كان الاجتهاد فيه سائغاً ؛ فإنه يعذر بعضنا بعضاً فيه ، ولكن لا يجوز أن تختلف القلوب من أجل هذا الخلاف 0

وأما إن كان الاجتهاد غير سائغ ؛ فإننا لا نعذر من خالف فيه ، ويجب عليه أن يخضع للحق ، فأول العبارة صحيح ، وأما آخرها فيحتاج إلى تفصيل )



فهل الخلاف مع أولئك المنحرفين عن الإسلام من أصحاب البدع المغلظة سائغ عند الشيخ القرضاوي ؟!"

منقول










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:37   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جواهر الجزائرية مشاهدة المشاركة
الردُّ على الدكتور سعود النفيسان في ادعائه جواز المظاهرات


كتبه

عبد الحق التركماني
رئيس مركز البحوث الإسلامية في السويد
يوم السبت 5/3/2011م

هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
بارك الله فيك أخت جواهر وأحيطك علما أنه ليس الشيخ عبد الحق التركماني -حفظه الله- فقط من رد على النفيسان بل كذلك العلامة العباد والعلامة ربيع المدخلي:


1-رد العلامة المحدث عبد المحسن العباد البدر

((تنبيهات على مقالٍ حول إباحة المظاهرات السلمية))

لتحميل المقال بصيغة doc اضغط هنا
ولتحميل المقال بصيغة pdf اضغط هنا


إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

...
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


...
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

...
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.



2-رد العلامة المجاهد ربيع بن هاد المدخلي:

حكم المظاهرات في الإسلام حوار مع الدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان

والكتاب نشر على النت عبر حلقات:

1-حكم المظاهرات في الإسلام (حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان)- الحلقة الأولى:
https://africabride.fi5.us/play-1133.html


2-حكم المظاهرات في الإسلام (حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان ) الحلقة الثانية
https://africabride.fi5.us/play.php?catsmktba=1166














رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:38   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خلاصة القول فى أحداث مصر مع رد الشبهات للشيخ هشام البيلي حفظه الله تعالى

محاضرة مميزة للشيخ هشام البيلي حفظه الله تعالى بين فيها تحريم الخروج على أئمة الجور وأشار إلى ترك بعض أهل السنة لأصول السنة التي تربوا عليها ورد على الشبهات المتعلقة وهي:
1- هل المظاهرات السلمية جائزة أم لا؟
2- هل هذه المظاهرات من باب إنكار المنكر والمطالبة بالحقوق وليست خروجا إذ يشترط في الخروج على الحاكم الخروج بالسيف؟
3- الحاكم هو الذي أذن في المظاهرات فعلام تمنعون من ذلك؟
4- المظاهرات من باب الوسائل والوسائل لها أحكام المقاصد فتأخذ أحكام المقاصد والأصل فيها الإباحة
5- أحدثت مصالح عظيمة وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله
6- لو تركنا المظاهرات على قولكم فلن يحصل شيء وهذا فكر انهزامي
7- ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم كلمة حق عند سلطان جائر
8- أنتم تقولون هذا الكلام في سلطان وكأنه شرعي لكننا لانراه سلطانا شرعيا
9-خروج عائشة والحسين رضي الله عنهما
10- وردت بعض الحاديث في ذلك كما في إسلام حمزة وإسلام عمر
11- كلام للقرطبي مهم جدا قيل في ساحة ميدان التحرير
وغيرها من الشبهات

هنا
هنا











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:42   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ.



صدر عن هيئة كبار العلماء البيان التالي :-

بيان من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ.


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :


فلقد أخذ الله - عز وجل - على العلماء العهد والميثاق بالبيان قال سبحانه في كتابه الكريم : ((
وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) آل عمران : 187.


وقال جل وعلا : ((
إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) البقرة 159.



ويتأكد البيان على العلماء في أوقات الفتن والأزمات ؛ إذ لا يخفى ما يجري في هذه الأيام من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم ، وإن هيئة كبار العلماء إذ تسأل الله - عز وجل - لعموم المسلمين العافية والاستقرار والاجتماع على الحق حكاماًَ ومحكومين ، لتحمد الله سبحانه على ما من به على المملكة العربية السعودية من اجتماع كلمتها وتوحد صفها على كتاب الله عز وجل ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية أدام الله توفيقها وتسديدها ، وحفظ الله لنا هذه النعمة وأتمها .



وإن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام ، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز ، وعظم ذم من تركه ، إذ يقول جل وعلا ((
واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون )) آل عمران :103.



وقال سبحانه : ((
ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) آل عمران :105


وقال جل ذكره (
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شي إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )) الأنعام:159.



وهذا الأصل الذي هو المحافظة على الجماعة مما عظمت وصية النبي صلى الله عليه وسلم به في مواطن عامة وخاصة ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : "
يد الله مع الجماعة " رواه الترمذي .



وقوله عليه الصلاة والسلام "
من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " رواه مسلم .


وقوله عليه الصلاة والسلام : "
إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان " رواه مسلم .



وما عظمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وفي مقابل ذلك لما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث .



ولقد أنعم الله على أهل هذه البلاد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة ، لا يفرق بينهم ، أو يشتت أمرهم تيارات وافدة ، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه : ((
منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون )) الروم :31-32.



وقد حافظت المملكة على هذه الهوية الإسلامية فمع تقدمها وتطورها ، وأخذها بالأسباب الدنيوية المباحة ، فإنها لم ولن تسمح - بحول الله وقدرته - بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من هذه الهوية أو تفرق هذه الجماعة .


وإن من نعم الله عز وجل على أهل هذه البلاد حكاماً ومحكومين أن شرفهم بخدمة الحرمين الشريفين - اللذين وله الحمد والفضل سبحانه - ينالان الرعاية التامة من حكومة المملكة العربية السعودية عملاً بقوله سبحانه : ((
وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )) البقرة :125.



وقد نالت المملكة بهذه الخدمة مزية خاصة في العالم الإسلامي ، فهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين ، والمسلمون يؤمونها من كل حدب وصوب في موسم الحج حجاجاً وعلى مدار العام عماراً وزواراً .



وهيئة كبار العلماء إذ تستشعر نعمة اجتماع الكلمة على هدي من الكتاب والسنة في ظل قيادة حكيمة ، فإنها تدعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة ، وتحذر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك ، وهي بهذه المناسبة تؤكد على وجوب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان ، وتحذر من ضد ذلك من الجور والبغي ، وغمط الحق.




كما تحذر من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة ، إذ الأمة في هذه البلاد جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم ، وما عليه أئمة الإسلام قديماً وحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة ، وعدم اختلاف العيوب وإشاعتها ، مع الاعتراف بعدم الكمال ، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح على كل حال وفي كل وقت.



وإن الهيئة إذ تقرر ما للنصيحة من مقام عال في الدين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم "
الدين النصيحة " قيل لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم.



ومع أنه من أكد من يناصح ولي الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام : "
إن الله يرضى لكم ثلاثاً ، أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " رواه الإمام أحمد .



فإن الهيئة تؤكد أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة ، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها ، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا ((
وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً )) النساء83.



وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة ، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها ، والتحذير منها .


والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد ، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة ، ولا يكون معه مفسدة ، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان .


وتؤكد الهيئة على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر.


والله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ، وأن يجمع كلمتنا على الحق ، وأن يصلح ذات بيننا ، ويهدينا سبل السلام ، وأن يرينا الحق حقاً ، ويرزقنا إتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ، ويرزقنا اجتنابه ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وهو المسؤول سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد ، إنه ولي ذلك القادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .




هيئة كبار العلماء

رئيس هيئة كبار العلماء

عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ

عبدالله بن سليمان المنيع صالح بن محمد اللحيدان

الدكتور صالح بن فوزان الفوزان

الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان

الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي

الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ

الدكتور أحمد بن علي سير المباركي

الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد

الدكتور عبدلله بن محمد المطلق

الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى

صالح بن عبدالرحمن الحصين

عبدالله بن محمد بن خنين

الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير

محمد بن حسن آل الشيخ

الدكتور يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين

الدكتور علي بن عباس حكمي

الدكتور محمد بن محمد المختار محمد

الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:43   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

((المظاهرة في القرآن))مجوزي المظاهرات واللعب بأرواح المسلمين(يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد/صحيح)




"إذا كان مفهوم (المظاهرة) في الأدبيات السياسية يعني تعبير الجمهور أو جماعة معينة عن رأيهم أو اعتراضهم أو غضبهم أو فرحهم بشكل جماعي، بقصد إيصال وجهة نظر معينة، أو إبراز موقف محدد، فإن لهذا المفهوم معنى آخر في القرآن، من غير أن يكون مخالفاً له بالضرورة. تسعى السطور التالية إلى بيان حقيقته وتجلية أبعاده.


المظاهرة لغة

(المظاهرة) لغة: المعاونة، والتظاهر: التعاون، مأخوذ من ظهر الإنسان أو البعير؛ لأن الظهر به قوة الإنسان في المشي والتغلب، وبه قوة البعير في الرحلة والحمل. و(الظهير): العون والمعين، الواحد والجمع فيه سواء، يقال: بعير ظهير، أي: قوي على الرحلة، فمُثِّلَ المُعِين لأحدٍ على عمل بحال من يُعطيه ظهره يحمل عليه، فكأنه يعيره ظهره، ويعيره الآخر ظهره، فمن ثَم جاءت صيغة المفاعلة. قال تعالى: { ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } (الإسراء:88)، وقال أيضاً: { فلن أكون ظهيرا للمجرمين } (القصص:17). وظاهر عليه: أعان، واستظهر عليه: استعانه، وظهرتُ عليه: قويت؛ يقال: ظهر فلان على فلان، أي: قوي عليه.


ويجوز أن يكون هذا الفعل (ظهر) مشتقاً من الظهور، وهو مصدر ضد الخفاء؛ لأن المرء إذا انتصر على غيره ظهر حاله للناس، فمُثِّل بالشيء الذي ظهر بعد خفاء. وعلى حسب هذا المعنى جاء قوله سبحانه: { إنهم إن يظهروا عليكم } (الكهف:20)، أي: يعلموا مكانكم وأمركم. وقوله عز وجل: { وأظهره الله عليه } (التحريم:3)، أي: أطلعه الله عليه.


مفهوم مظاهرة الكفار في القرآن

مفهوم (المظاهرة) في القرآن الكريم يتحدد على ضوء ثلاث آيات كريمة:


أولها: جاءت في سياق حديث القرآن عن إبرام المعاهدات مع المشركين، يقول سبحانه في ذلك: { إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم } (التوبة:4).


ثانيها: جاءت في سياق الحديث عن غزوة الأحزاب، ومناصرة فريق من أهل الكتاب للمشركين، قال تعالى: { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب } (الأحزاب:26).


أما ثالثها: فقد جاءت في سياق الحديث عن مبدأ التعامل مع غير المسلمين، يقول تعالى في هذا الصدد: { إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون } (:9).


فقد أبانت الآية الأولى أن الكفرين إذا كانوا في عهد مع المسلمين، ولم يعاونوا على المسلمين أحداً من المشركين، فالواجب على المسلمين احترم العهد الذي بينهم وبين المعاهدين، ولا يجوز لهم نقضه، ما دام المعاهدون ملتزمين بمقتضى هذا العهد.


أما الآية الثانية فقد قررت مصير من ناصر أهل الكفر، وهم بنو قريظة، الذين عاونوا أبا سفيان ومن معه من الأحزاب على أهل الحق من المسلمين، فنكثوا العهد الذي بينهم وبين نبي الله.


وأما الآية الثالثة فقد أوضحت للمسلمين مبدأ التعامل مع غير المسلمين، ذلك المبدأ الذي يقوم على أساس العدل والبر لأهل السلم من غير المسلمين، ما لم يعاونوا المحاربين لأهل الإسلام، فإن فعلوا، فعندئذ لا يجوز برهم، بل يكونون والمحاربين سواء.


ومنطوق هذه الآيات الثلاث يفيد أن (المظاهرة) على المؤمنين إنما تكون من غير المسلمين، ولا تكون من المسلم على المسلم؛ إذ الأصل في المسلم أن يكون عوناً لأخيه المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكون عليه.


بيد أن المسلم إذا أراد أن ينأى بنفسه عن منهج الشرع، بحيث يكون عوناً للكافرين على المؤمنين، فإنه يدخل في عداد المظاهرين لأعداء هذا الدين، ويكون الموقف منه كالموقف من غير المسلم المظاهر للكافرين على المؤمنين.

ونستطيع أن نقرر على ضوء ما تقدم، أن مفهوم (مظاهرة الكافرين) في القرآن، يُقصد منه معاونة الكافرين على المؤمنين، سواء أكانت هذه المعاونة للكافرين صادرة من غير المسلمين المسالمين، أم كانت صادرة من بعض المسلمين على إخوانهم في العقيدة.

أنواع المظاهرة القرآنية

ونستطيع أيضاً، أن نقرر على ضوء فهمنا للآيات الثلاث وآيات أُخر، أن (المظاهرة) وفق المنظور القرآني على نوعين: الأول: مظاهرة سلبية مذمومة، وهي التي سبق الحديث عنها، والتي حاصلها معاونة الكافرين على المسلمين بأي شكل من أشكال التعاون المادي أو المعنوي. وهذا النوع من (المظاهرة) مستفاد من منطوق الآيتين الكريمتين.


الثاني: مظاهرة إيجابية مطلوبة، ويقصد بها نصرة المؤمنين المستضعفين في الأرض، بأي شكل من أشكال النصرة المادية أو المعنوية. وهذا النوع من (المظاهرة) مستفاد من منطوق قوله تعالى: { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } (التحريم:4)، ومستفاد أيضاً من مفهوم الآيات الثلاث المتقدمة الذكر، ومستفاد كذلك من آيات أُخر، كقوله تعالى: { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } (المائدة:54)، وقوله سبحانه: { إنما المؤمنون إخوة } (الحجرات:10)، وقوله عز وجل: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } (التوبة:71).


يقول الشيخ الشنقيطي بصدد هذا النوع من (المظاهرة): "إن العالم الإسلامي يتعاون أولاً مع بعضه، فإذا أعوزه أو بعض دوله حاجة عند غير المسلمين - ممن لم يقاتلوهم، ولم يظاهروا عدواً على قتالهم - فلا مانع من التعاون مع تلك الدولة في ذلك. ومما يؤيد كل ما تقدم عملياً معاملة النَّبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده لليهود في خيبر".


مفاهيم قرآنية أخرى تفيد معنى المظاهرة

ثمة عدد من المفاهيم القرآنية التي تصب في خاتمة المطاف في مضمون ما تقدم من مفهوم (المظاهرة) بنوعيها، من تلك المفاهيم مفهوم (موالاة) الكافرين، ومفهوم (البراء) من المشركين.


أما مفهوم (الموالاة)، فالمراد منه موالاة الكافرين والسير في ركابهم، وهو أمر نهى القرآن عنه أشد النهي، وحذر منه غاية الحذر، نقرأ في ذلك قوله تعالى: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } (آل عمران:28)، ونقرأ أيضاً في هذا الصدد قوله عز وجل: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } (النساء:44)، والآيات التي تقرر هذا المعنى غير قليلة.


أما مفهوم (البراء) فالمراد منه التبرؤ من أهل الكفر ومواقفهم، وهذا المفهوم أرشدت إليه آيات قرآنية، نحو قوله تعالى: { أن الله بريء من المشركين ورسوله } (التوبة:3)، وكقوله سبحانه: { واشهدوا أني بريء مما تشركون } (هود:54). والآيات التي تؤكد على هذا المفهوم كثيرة.


والذي نريد أن نخرج به على ضوء ما تقدم وتقرر، أن الواجب على المسلمين كافة أن يعاون بعضهم بعضاً، وأن يشد بعضهم من أزر بعض، وأن يكونوا يداً واحدة على من عادهم، ومن ثم لا يليق بأهل الإسلام أن يخذل بعضهم بعضاً، ولا أن يكون بعضهم عوناً للكافرين على إخوانهم"

"ومما ابتليت به الأمة المسلمة اليوم أن ركب في بحارها المتلاطمة بالفتن واختلاط الأمور

رؤوسا جهالا كراسي وهمية لافتاء الناس بالهوى في دين رب البرية

بلاركن وثيق من العلم أو قواعد في العلم سوية بل تقمصوا من خلالها شخصية العلماء الربانيين

الذين هم لهذه الأمة هم الناصحين و الذين هم في العلم راسخين

فنصبوهم الجهال بحسن الثناء ونصبوا أنفسهم موقعين بغير علم عن رب الأرض والسماء

فويل لهم مماكتبت أيديهم وويل لهم ممايكسبون

فصورا الانتحار وقتل النفس شهادة في سبيل الله

وصوروا الخروج على أئمة الجور ممن لم يحكم العلماء بكفره انكار منكر

ومن مات في تلك المظلمة شهيد

وصورا منهج الخوارج أنه رفع للظلم وتغيير لواقع الناس

وخاضوا بغير علم وجنحوا عن الحق بغير فهم لدين السلف وعدم قناعة له

بل ذم لمن يتبعهم ووصف له بالعاجزين والذين لافائدة منهم في نصرة الدين

وكأنهم غفلوا أن الله لاينصر إلا من نصره

وليس الذي ينصره بحامل للسيف الأهوج الذي لايزنه بميزان عمل السلف

فقد حملت الخوارج السيوف وهم يريدون التغيير وقتلوا أهل الاسلام وتركوا أهل الأوثان

وسماهم النبي صلى الله عليه كلاب النيران فما أغنت عنهم سيوفهم

والتي حملهم على رفعها البدعة لا السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم:

"اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك"

فلم يقل ان فعلوا كذلك وضيقوا عليكم فاخرجو

وظلموا في عهد الحجاج فما خرجوا ولاتظاهروا ولاشغبوا ولا لأنفسهم قتلوا

بل صبروا لأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسر

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم

فنصرة الله هي التي تغير الواقع

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ

وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا

وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :

" هذا من أوعاده الصادقة ، التي شوهد تأويلها ومخبرها

فإنه وعدَ من قام بالإيمان والعمل الصالح من هذه الأمة أن يستخلفهم في الأرض

يكونون هم الخلفاء فيها ، المتصرفين في تدبيرها ، وأنه يمكِّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم

وهو دين الإسلام ، الذي فاق الأديان كلها ، ارتضاه لهذه الأمة ، لفضلها وشرفها ونعمته عليها

بأن يتمكنوا من إقامته ، وإقامة شرائعه الظاهرة والباطنة ، في أنفسهم ، وفي غيرهم

لكون غيرهم من أهل الأديان وسائر الكفار مغلوبين ذليلين ،

وأنه يبدلهم من بعد خوفهم الذي كان الواحد منهم لا يتمكن من إظهار دينه ،

وما هو عليه إلا بأذى كثير من الكفار وكون جماعة المسلمين قليلين جدّاً بالنسبة إلى غيرهم

وقد رماهم أهل الأرض عن قوس واحدة ، وبغوا لهم الغوائل .

فوعدهم الله هذه الأمور وقت نزول الآية

وهي لم تشاهد الاستخلاف في الأرض والتمكين فيها ، والتمكين من إقامة الدين الإسلامي ، والأمن التام

بحيث يعبدون الله ، ولا يشركون به شيئاً ، ولا يخافون أحداً إلا الله

فقام صدر هذه الأمة من الإيمان والعمل الصالح بما يفوقون على غيرهم

فمكَّنهم من البلاد والعباد ، وفتحت مشارق الأرض ومغاربها

وحصل الأمن التام والتمكين التام

فهذا من آيات الله العجيبة الباهرة ، ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة

مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح : فلا بد أن يوجد ما وعدهم الله

وإنما يسلط عليهم الكفار والمنافقين ، ويديلهم في بعض الأحيان :

بسبب إخلال المسلمين بالإيمان والعمل الصالح "

منقول









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:45   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المظاهرات ولإضرابات من فتن الخوارج / للشيخ العلامة سعد الحصين - حفظه الله تعالى -

المظاهرات والإضرابات من فِتَن الخوارج

1ـ في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجًَا أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ).
ولا أعجب من تسابق الصَّحفيِّين على نشر أخبار الفِتن وقد اختاروا ذلك مصدرًا لرزقهم، ولكني أعْجَبُ من تسابق طلاب العلم الشرعي على الولوغ فيها سواء كانوا مخالفين (مثل السّلفيّين) أو مؤيّدين (مثل سلمان العودة وشيخه القرضاوي) الذين لم ينتظروا اتخاذهم رؤساء فغصبُوا الرئاسة في الفتوى أو العلم (الفكري) في أوروبا وعَالَم الجهل (من أهل العلم (الشرعي) والدعوة إلى التّوحيد والسّنّة ومحاربة الشرك و البدع) فضلًا عن أن يبحثوا عن ملجًا أو معاذٍ من الخوض فيها لو لزمهم، هدانا الله وهداهم وأعاذ المسلمين جميعًا من الفتن و المعاصي ما ظهر منها وما بطن.
2ـ وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6]، ولو سألت أحدًا من طلاب الشرعي أو الفكري عن صحافة اليوم لما تردد في الحكم عليها بالفسق والإعراض عن ذكرى رب العالمين، وأنها صنيعة اليهود والنّصارى؛ هم الذين خرقوها (اخترعوها) وهم الذين يمدونها بما يملأ فراغها وفراغ العباد، والله يقول : {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} [الضحى:7]. وقبل عشرين سنة ادَّعى أحد طلاب العلم الفكري السَّبْق الى تقرير أمريكي سرِّيٍّ اتّصل سنده إليه بالتَّواتر (ثم فسَّر التَّواتر بنقل جريدة المدينة عن مجلة القدس) عن تآمر على مصر، وقبل أيام أعاد التّاريخ المهزلة بادِّعاء طالب علم شرعي صحَّة رواية جديدة عن تآمر أوروبي على مصر، برواية مجهول (عن جريدة بريطانّية كبرى)! وأين هذا من التَّبيُّن الذي أمر الله به؟
3ـ والعرب لا يحتاجون إلى (تخطيط أو تآمر) أوروبي أو أمريكي للخروج على من ولاه الله أمرهم (قدرًا كونيًّا أو شرعيًّا)، فقد تولى الشيطان والنّفس الأمّارة بالسّوء (وهما الحاضران المطاعان غالبًا) نُصْح أوّل الخوارج وخَيْرهم (لو كان في الخروج على الولاة خير) بمعصية الله ورسوله، والخروج على خير ولاتهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبِهِ عثمان بن عفان الخليفة الرَّاشد المهدي، الشهيد حقًّا بشهادة وحي الله له (لا بشهادة الحمّية الحزبيّة الجاهليّة لحسن البنا وسيّد قطب، ولا بشهادة بقية الخوارج المتأخّرين للمنتحرين والمنتحرات الذين شهد لهم وحيُ الله بالنار).
والخوارج الأُوَل كانوا عُبّادًا لم يَلْبِسوا إيمانهم بإشراكِ أوْثان الأضرحة والمقامات والمزارات والمشاهد مع الله في العبوديّة ولا في الربوبيّة، ولا بما دون ذلك من الابتداع في الدِّين، وما دون ذلك من المعاصي الأخرى (مثل خوارج العصر)، ولكن جمعهم مع الخارجين اليوم باسم الدِّين حِفْظُهم الآية والحديث دون تدبر لمعناهما كما فقههما (الخلفاء وفقهاء الصّحابة رصي الله عنهم وأرضاهم)، ولربما جمعهم مع الخارجين اليوم باسم الدُّنيا: كراهية قِسْمة الله لغيرهم أَوْ لهم، ورغبتهم في منازعة الأمر أهله، وكأنَّ أفراد الفرقتين لم يسمعوا قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59]، وكأنهم لم يسمعوا حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في الصحيحين: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَه. بل حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الصحيحين وغيرهما عن قوم أو أئمة : (يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْتدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، [وسَيَقُومُ فِيهم رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ]) قال حذيفة : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ [تَسْمَعُ وَتُطِيعُ الأَمِير، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ])، قال حذيفة : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: (فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ) ومجموع هذه الرّوايات في الصّحيحة (2739)، وانظر (سلسلة الأحاديث الصحيحة – فهرسة الشيخ مشهور- حديث 1769).
4ـ والمظاهرة والإضراب بدعتان أضيفتا إلى الدّيمقراطية اقتبسهما خوارج العرب المتأخرون (وأضافوا إليهما الإفساد بالتّخريب والتّحريق) وهما أسواء ما وُصِفَ بالدّيمقراطيّة (بعد حُكْم الأغلبيّة بالقانون والدستور وحرّية التّعبير والدّين)، وما خُلِق الجّن والإنس إلا للعبودية لا للحرّية: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وحُرِّيَّة الفرد مقيّدة في التّعبير: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]، وفي الدّين : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران:85]، بل في النّظر والفكر : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19] وفي كل شيء: {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام :162-163].
5ـ وما الغاية من المظاهرات؟ لا توجد غاية واحدة يجتمع المتظاهرون عليها، وليست الدّين على أيّ حال، فالأغلبيّة كما وصفهم ربّهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف:106] و: {لَا يَشْكُرُونَ} و: {لَا يَعْلَمُونَ} إلا أن يرْكَبَ حِزْبيٌّ ديْنَ الإسلام مطيّةً لحزبه (كما تعوَّد الناس مِنْ حزب الإخوان المسلمين المشرئب بعنقه دائمًا للفِتَن لعلّ حلمه التَّائه بالحُكْم أن يتحقق في مصر أو تونس أو ليبيا أو فلسطين أو سوريا أو اليمن أو غيرها).
ولم يُنْقَل لي مرَّة واحدة أنّ زعيمًا عربيًّا وقف على وثن من أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة (الإسلامية بزعمهم) يطلب منه المدد ويدعوه من دون الله تقربًا إلى الله واستشفاعًا به إليه، وأكثر المسلمين يقترف ذلك أو يدافع عن مقترفيه أو يخرس عن أنكاره .
والدولتان اللتان بَنَتا الوثن: العراق في عهد صدّام الدّين، والسّودان في عهد التّرابي، يَعُدّهما حزب الإخوان المسلمين مثلًا للدّولة الصّالحة، إضافة إلى اليمن فترة زواجها الموقّت بالحزب الإخواني كفانا الله شرّه.
وبناء الوثن ودعاءُ من سُمِّي باسمه أعظم فرية ومعصية وكبيرة في دين الله، ولكن الحزب أسقط إنكاره من واجباته العمليّة الثمانية والثلاثين التي وَسِعَت الوصيَّة بتخفيف شرب الشاي والقهوه والمشروبات المنبّهة، وأسقط ذلك من وصاياه الخمسين لحكام المسلمين التي وَسِعَت المطالبة بتوحيد الزِّي وتنظيم المصايف، وأسقط ذلك من موبقاته العشر، وأسقط ذلك من وصاياه العشر؛ وإن حافظَتْ عليها وصايا اليهود التي أخَذَ منها العدد المبتدع، ولا يزال أولها: (لا تعبُدْ إلهًا غيري، وثانيها: لا تصنَعْ تمثالًا لمن في السّماء أو الارض أو البحر فتسجد له)، وكذلك بقية الوصايا التي أخفق فيها الحزب ونجح فيها اليهود (عدا الوصية بيوم السّبت)، بل رحل بعض قادته لزيارة الأوثان من عزبة النّوَّام إلى طهران، ولم ينكرها بقيّتهم على أنفسهم ولا غيرهم.
وأكثر غوغاء المظاهرات يظنّون أن ما أصابهم من سوء (الغلاء بخاصته) إن لم يكن بتخطيط من أمريكا وأوروبا وإسرائيل فهو من حكومتهم، ولا علاج إلا المظاهرات.
والغلاء أمر من الله عانى منه الأمريكي والأوربي والإسرائيلي قبلهم، بل كل شعب على وجه الأرض، ولكن أكثر العرب لا يُحَكِّم شرع الله ولا يُحَكِّم العقل غير المعْوَجِّ؛ ذكرت لداعٍ تخفيض السّعوديّة ثمن وقود السّيارات، وظَنَّ أني أمدح دولة تجديد الدّين بهذا القرار (مع أنه لو عقل لتذكر أني لا أمدحها إلا بأعظم مزاياها: تجديدها الدّين وهدمها الأوثان ومحاربتها البدع الأخرى) ولم يَهْنِهِ ذلك فقال: خَفَّضُوا ثمن الوقود ورفعوا كلّ شيء آخر! فذكّرْته بحقيقة بدهيّة: أنها لا تُنْتج إلا الوقود، وأن نظامها الاقتصادي يقوم على حرّية التجارة فهي لا تتدخل إلا بزيادة الرّواتب أو تحمل جزء من ثمن المستوردات الضرورية. وكأنه جواب الببّغاء: يقولونه، وهو مثل كثيرين ممن يعضّ يد المحسن إليه بالدّين والدّنيا، ينتمي إلى السّنّة والجماعة، ليس شيوعيًّا ولا مبتدعًا، ولكنّه مثل أكثر العرب رضي للإشاعة والجريدة الحاقدة أن تستعبد عقله، وتُقصي بلوى الله بالخير، وتُدني بلوى الله بالشرِّ، ولو عَكس اختياره كما أفعل (بفضل الله عليَّ) لوجد أنّ الثوب الصّيني لم يزد ثمنه عن بضعة عشر ريالًا لمن لا يهمُّه الاسم التّجاري، ولا يزال علاج البرد والأنفلونزا والسُّعال لم يزد كلٌّ منها عن عشرة (صنع أوروبي)، ولا تزال رَبْطة الخبز البّر والأبيض بريال، وعلبة البسكويت (نخالة) بريال، وعلبة الملح بريال، ولِتْرَي الحليب أو اللبن بسبعة، وعلبة اللبن الرّائب بريال (هذا كله وكثير مثله لم يتغيّر منذ ربع قرن)، وكان كيلوات الكهرباء قبل أربعين سنة بخمسين هللة، واليوم بخمس هللات، والمتر المكعب من الماء لم يزد ثمنه منذ مُدَّ إلى المنازل قبل خمسين سنة (هذا في حدود الحاجة المعقولة أما الإسراف فلا حَدَّ له ولا يستحق التّشجيع شرعًا ولا عقلًا)، ولا يزال ثمن السّاندويتش بين ريال وريالين، ووجبة المطبَّق من الرّقاق واللحم والخضرة بما يعادل ثُمْن ثَمَنِها قبل ستِّين سنة، ووجبة الرّزّ والدّجاج (6) و(12) ريالًا .
و: (من رضي فله الرضى، ومن جزع فله الجزع) و{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} [البقرة:268].
وأعرف سعوديًّا أغناه الله من فضله ولم تمسّه الحاجة أبدًا ومات بعد ثمانين والفقر بين عينيه، بل كان يغبطني على الاكتفاء بوجبة واحدة تَحَسُّبًا للمجاعة التي حسبها قادمة لا محالة منذ عشرات السّنين من كثرة ما يسمع ويردِّد من إشاعة السّوء. ومع أنّ ثمن الحديد والرّزّ والسّكر والإيجار والسّيارات زادت عالميًّا فقد زاد الدّخل بفضل الله في كل مكان أضعافًا مضاعفة، وفي دول مجلس التّعاون أكثر وأكثر. والحمد لله على نِعَمِه بالدِّين و الدُّنيا.
6ـ ولو كان الميزان النّتائجُ، فليستعمل الحركيّ عقله ويصلح مَنْطِقَه هذه المرّة، وليسأل نفسه وغيره كم خَسِرَتْ تونس ومصر وليبيا والصّومال قبلها، وأفغانستان والعراق وغيرها ممن ابتليت بالمظاهرات والإضرابات والثورات من مالها وأمْنِها ودنياها ودينها؟ وكم ربحتْ إن ربحت ولو قليلًا؟ كان جارٌ من مصر لا يملُّ الشكوى من الغلاء والفساد، ويحمِّل الحكومة المصريّة ما لا تحمل من الأسباب والوسائل والنّتائج، وكنت أذكّره بأنّ فساد المحكوم أكثر من فساد الحاكم إلاّ في حال فرِعون الذي قال لقومه في مصر: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24]، والقليل النّادر بعده ممن هم دونه شرًّا، وكان لا يقبل التّذكير، ولا يقبل حلًّا ولا أملًا إلا بذهاب الحكومة. وهاتفتُه بالأمس القريب فبادرني بالتَّحسُّر على ذهاب الأمن مع الحكومة، فضلًا عن اضطراب الحياة فيما دون ذلك. أصلح الله أحوال الجميع ومآلهم في الدّنيا و الآخرة. كتبه سعد الحصين، مكة: 1432.









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:47   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خسأت المظاهرات وخاب مجوزوها أن ينصر الله ما خالف شرعه ولم ينصر من أخطأ من السلف الصالح لينصر الخلف الطالح(إن عزل الحجاج قد يتولاها القردة)





"
من مفاسد المظاهرات:

- إنها تطفئ الحماس المتوقد لدى الشعوب بأمرٍ ليس وراءه جدوى فعلية!!

فيشعر المشارك بعد جهده البدني الذي بذله في مسيرته أنه قدَّم شيئاً مع أن الواقع لم يتغيّر.

- كما أنها تنافي الوحدة و الاجتماع الذي أمر به المسلمون

عندما يتظاهر فئات ضد فكر أو مقصد يتبناه غيرهم.

- وهي أيضاً تتيح المجال لمن يريد الإفساد والتخريب إذ يضيع الجاني بين مئات المتجمهرين

وهي مرتع خصب لمثل هذه الأحداث بل قد يفعلها بعض المتظاهرين إطفاءً لحماسٍ أو إظهاراً لغضب.

- ولذا فهو يدعو للمواجهة مع الطرف المتظاهر ضده، ولو كان المتظاهرون لم يتهيئوا لمثل هذه المواجهات.

إذ أعطوا له إحساساً بوجود قد يكون أكبر من حجمه الحقيقي.

- وهو إضافة لكل ذلك يتيح المجال لأصحاب الأفكار الدخيلة و المبادئ الوضيعة المنبوذة إبداء رأيهم والمطالبة برغباتهم.

- أضف لذلك تعطيل مصالح الناس لإغلاق المكاتب وزحام الطرقات

و الأذى الذي يلحق المتظاهرين إذا حصل صدام مع أجهزة الأمن.

ومن تتبع ما وقع من مظاهرات في البلاد الإسلاميّة قديماً وحديثاً

علم أن نفعها لا يوازي ما أدت إليه من ضرر بأهلها وغيرهم.

و من أراد التغيير :

فآية التغيير في كتاب الله عزوجل :

(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )

فسفك الدماء وذهاب النظام وغياب القانون

وغيرها من الأمور التي عادة ما تحدث إبان الثورات والانقلابات العسكرية...

توجب علينا أن نلتزم بقاعدة "درء المفاسد أولى من جلب المصالح"

فلا ننابذّ الحاكم حتى لو عاثّ في الأرض فساداً، وسام الناس ظلماً وطغياناً

إذ كل هذا يهون أمام مفاسد الخروج!

ويؤكد ابن تيمية هذا الرأي فيقول في كتابه "منهاج السنة النبوية":

"لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان خروجها من الفساد أعظم من الفساد الذي أزالته"

كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة

وعن الحسن البصري أنه سمع رجلا يدعو على الحجاج، فقال له:

"لا تفعل، إنكم من أنفسكم أتيتم، إنما نخاف إن عزل الحجاج أو مات

أن يتولى عليكم القردة والخنازير

فقد روي أن أعمالكم عمالكم، وكما تكونوا يولى عليكم"

ومجوزي المظاهرات يدوروا في فلك عقولهم ولم يأتوا بدليل من الشرع

وكل ما عندهم أخطاء لبعض الصحابة لا حجة فيها يرده موقف جمهور الصحابة

ففي مثل هذه المواقف والتجمعات يتيسر لكل أحد إبداء رأيه ولو كان من أراذل الناس وسفهائهم

وهذا من الأمور التي لا تحمد عقباها

وإندساس أصحاب النوايا الفاسدة بين المتظاهرين وهذا لا يخفى على أحد

فهناك بعض العصابات لا يتيسر لها العمل إلا في مثل هذه المواقف

التي يحتشد فيها الناس وخصوصا إن كانوا من المسلمين

فيجعلونهم كغطاء وستر ليتمكنوا من تحقيق مآربهم .

وفتح الباب أمام الفسقة والكفرة للتعبير عن آرائهم والمطالبة بمعتقداتهم

وأسوتهم في ذلك صاحب المظاهرات

لأنك إن طالبت بما تريده وتراه حقا ووجدت آذاننا صاغية وأقلام سيالة وأيدن قوّاّمة تحقق مطلوبك

إقتدى بك هؤلاء لأنك كنت لهم خير دليل .

وأخيرا إظهار المسلمين في مظهر العجز والذل

فالمتظاهر لم يستطع تحقيق ما يريده ويرمو إليه بوسائل القوة

فاتجه نحو المظاهرات التي تعد ملاذه الأخير في حين تعتبر صورة من صور العجز والذل

قال تعالى :

( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)

في هذه الآية الكريمة أن المؤمنين ، إن نصروا ربهم ، نصرهم على أعدائهم

وقد أوضح هذا المعنى في آيات كثيرة ، وبين في بعضها صفات الذين وعدهم بهذا النصر كقوله تعالى :

( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)

و بين صفات الموعودين بهذا النصر في قوله تعالى :

(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)

وهذا يدل على أن الذين لا يقيمون الصلاة ، ولا يؤتون الزكاة

ولا يأمرون بالمعروف ، ولا ينهون عن المنكر

ليس لهم وعد من الله بالنصر البتة .

فمثلهم كمثل الأجير الذي لم يعمل لمستأجره شيئا ، ثم جاءه يطلب منه الأجرة .

فالمتظاهرين الذين يقولون : إن الله سينصرنا - مغررون

لأنهم أولا: ما نصروا الله بنصر دينه بالحكم بكتابه, وامتثال أوامره, واجتناب نواهيه

ومن أوامره:

(تسمع وتطع للامير وان ضرب ظهرك واخذ مالك فاسمع واطع )رواه مسلم

فإذا ليسوا من حزب الله الموعودين بنصره كما لا يخفى "

منقول

قال العلامة الألباني:

"إن و ضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيراً و لا قليلاً عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، وأعني به العهد المكي. أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل و لا في كثير عمّا كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، ألا وهو العهد المكي، وكلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ ،هو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة؛ من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أنفسهم، كما في القرآن الكريم ،ثم لما بدأت الدعوة تنتشر، وتتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة –طبعاً نحن الآن نأتي برؤوس أقلام لأن التاريخ الإسلامي الأول والسيرة النبوية الأولى معروفة عند كثير من الحاضرين –لأنني أقصد – بهذا الإيجاز و الاختصار -، الوصول إلى المقصود من الإجابة على ذلك السؤال.

ولذلك فإنني أقول: بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة، وبدأ عليه الصلاة والسلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة – هناك في المدينة المنورة - بدأت أيضاً عداوةُ جديدة بين هذه الدعوة الجديدة –أيضاً في المدينة - حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى وهي سورية يومئذِ؛ - التي كان فيها هرقل ملك الروم -،فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية؛ بل ومن النصارى أيضاً في شمال الجزيرة العربية –أي في سورية – ثم أيضاً ظهر عدوُ آخر ألا وهو فارس، فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات؛ من المشركين في الجزيرة العربية، ومن النصارى و اليهود في بعض أطرافها، ثم من قبل فارس؛ التي كان العداء بينها و بين النصارى شديداً كما هو معلوم من قولة تبارك و تعالى: {ألم غلبت الروم، في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين } [1]. الشاهد هنا: لا نستغربنَّ وضع الدعوة الإسلامية الآن، من حيث إنها تُحارب من كل جانب. فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضاً كذاك محاربة من كل الجهات. وحينئذٍ يأتي السؤال والجواب.
ما هو العمل ؟ ماذا عمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين كان عددهم يومئذٍ قليلاََ بالنسبة لعدد المسلمين اليوم – حيث صار عدداََ كثيراََ وكثيراََ جداََ ؟
هنا يبدأ الجواب: هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم –أي قومهم –في أول الدعوة ؟ هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر ؟ هل حاربوا فارس في أول الأمر ؟
الجواب : لا، لا كل ذلك الجواب لا.
إذاََ ماذا فعل المسلمون ؟
نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تماماََ. لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم، وما عالجوا به مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج به مصيبتنا، وأظن أن هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعاً بالجواب إشارةً وستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة. فأقول: يبدو من هذا التسلسل التاريخي و المنطقي في آنِ واحدِ أن الله عز وجل إنما نصر المؤمنين الأولين؛ الذين كان عددهم قليلاً جداً بالنسبة للكافرين والمشركين جميعاً من كل مذاهبهم ومللهم، إنما نصرهم الله تبارك وتعالى بإيمانهم.
إذاً ما كان العلاج أو الدواء يومئذٍ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نفس الدواء ونفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه؛ لتحقيق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى، والأمر كما يقال: التاريخ يعيد نفسه؛ بل خير من هذا القول أن نقول إن الله عز وجل في عباده وفي كونه الذي خلقه ونظّمه وأحسن تنظيمه له في ذلك كله- سنن لا تتغير ولا تتبدل ( سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً )
هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها، وأن يرعاها حق رعايتها. وبخاصةٍ ما كان فيها من السنن الشرعية. هنالك سنن شرعية وهنالك سنن كونية. وقد يقال اليوم- في العصر الحاضر- سنن طبيعية، هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم و الكافر، و الصالح والطالح بمعنى؛ ما الذي يقوّم حياة الإنسان البدنية ؟ الطعام والشراب والهواء النقي و نحو ذلك. فإذا الإنسان لم يأكل ،لم يشرب، لم يتنفس الهواء النقي، فمعنى ذلك أنه عرَّض نفسه للموت موتاً مادياً. هل يمكن أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية ؟
الجواب لا: (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ) هذا -كما قلت آنفاً -يعرفه معرفة تجريبية كل إنسان؛ لا فرق بين المسلم و الكافر والصالح والطالح. لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سنناً شرعية يجب أن نعلم أن هناك سنناً شرعية، من اتخذها وصل الى أهدافها و جنى منها ثمراتها، ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التى وُضعت تلك السنن الشرعية لها؛ تماماً - كما قلنا - بالنسبة للسنن الكونية إذا تبنَّاها الإنسان و طبقها، و صل إلى أهدافها.
كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم؛ تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها – من أجل تحقيقها – و إلا فلا. أظن هذا الكلام مفهوم و لكن يحتاج إلى شئٍ من التوضيح، وهنا بيت القصيد وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام. كلنا يقرأ آية من آيات الله عز وجل بل إن هذه الآية قد يُزيّن بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت وهي قوله تعالى {إن تنصروا الله ينصركم } [2] -لافتات - توضح وتكتب بخط ذهبي جميل رُقعي أو فارسي 000إلى آخره، وتوضع على الجدار، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزينة بها، أما قلوب المسلمين فهي خاوية على روشها، لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية {إن تنصروا الله ينصركم} ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجاً، مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات، وهذه الآية من تلك الآيات، إذا ما ذكّرنا المسلمين بهذه الآية فأظن أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان وإنما هو فقط التذكير و { الذكرى تنفع المؤمنين}.

كلنا يعلم –إن شاء الله – أن قوله تبارك وتعالى {إن تنصروا الله} شرطٌ، جوابه {ينصرْكم} إن تأكل إن تشرب إن ……إن الجواب تحيا، إن لم تأكل إن لم تشرب، ماذا؟ تموت ؟. كذلك تماماً المعنى في الآية {إن تنصروا الله ينصركم} المفهوم - وكما يقول الأصوليون - : مفهوم المخالفة، إن لم تنصروا الله لم ينصركم؛ هذا هو واقع المسلمين اليوم.
توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية، وبخاصةٍ منها الأحاديث النبوية. {إن تنصروا الله} معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ لا ! إن الله عز وجل غالب على أمره، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً – هذا أمر معروف بدهياً – لذلك كان معنى {إن تنصروا الله} أي إن تتبعوا أحكام الله، فذلك نصركم لله تبارك وتعالى.

والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط ؟ قد قاموا بهذا الواجب –أولاً ؟ ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين – ثانياً -؟
الجواب: عند كل واحدٍ منكم، ما قام المسلمون بنصر الله عز وجل. وأريد أن أذكر هنا كلمةً؛ أيضاً من باب التذكير وليس من باب التعليم، على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين. إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم، أو عن تعرفهم على دينهم ،- عن تعلمهم لأحكام دينهم -، فأكثرهم لا يعلمون الإسلام، وكثيرٌ أو الأكثرون منهم، إذا ما عرفوا من الإسلام شيئاً، عرفوه ليس إسلاماً حقيقياً؛ عرفوه إسلاماً منحرفاً عمّا كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه. لذلك فنصر الله الموعود به من نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولاً معرفةً صحيحة، كما جاء في القرآن والسنة، ثم على العمل به – ثانياً -، وإلا كانت المعرفة وبالاً على صاحبها، كما قال تعالى: {يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون} [3]. إذاً نحن بحاجة إلى تعلم الإسلام ،وإلى العمل بالإسلام.
فالذي أريد أن أذكّر به - كما قلت آنفاً - هو أن عادة جماهير المسلمين اليوم أن يصبّوا اللوم كل اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبةً من ذلٍ وهوان على الحكام، أن يصبوا اللوم كل اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم، وهم - مع الأسف - كذلك؛ لا ينتصرون لدينهم، لا ينتصرون للمسلمين الُمَذلّين من كبار الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم، هكذا العُرفُ القائم اليوم بين المسلمين ! صب اللوم كل اللوم على الحكام، ومع ذلك ! أن المحكومين كأنهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين ! والحقيقة أن هذا اللوم ينصب على جميع الأمة حكّامًا، و محكومين. و ليس هذا فقط بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم، و هم محقون في هذا اللوم ،ولكن! قد خالفوا قولة تعالى {إن تنصروا الله}. أعني نفس المسلمين اللائمين للحاكمين حينما يخصونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام؛ حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع المحزن المحيط بالمسلمين بالطريقة التى تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم. حيث إنهم يعلنون تكفير حكام المسلمين- هذا أولاً - ! ثم يعلنون وجوب الخروج عليهم - ثانياً - ! فتقع هنا فتنة عمياء صماء بكماء بيد المسلمين أنفسهم؛ حيث ينشق المسلمون بعضهم على بعض فمنهم هؤلاء الذين أشرت إليهم الذين يظنون أن تغيير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين، ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة، وإنما تتسع وتتسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنفسهم ! ويصبح الحاكم في معزلٍ عن هذا الخلاف.

بدأ الخلاف من غلوّ بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لابد من محاربة الحكام المسلمين لإصلاح الوضع !، وإذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أن معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين، وإن كان كثيرون منهم يستحقون الخروج عليهم ! بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله؛ ولكن هل يكون العلاج –كما يزعم هؤلاء الناس – هل يكون إزالة الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين ؟– ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيين كما يقال في العصر الحاضر – هنا نحن نقول: أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملْ ما هكذا يا سعدُ تُورَد ُالإبلْ.
مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصآلةً وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام؛ هم أشد بلا شك ضرراً من بعض هؤلاء الحكام الذين لا يتجاوبون مع رغبات المسلمين أن يحكموهم بما أنزل الله فماذا يستطيع هؤلاء المسلمون ؟ وأعني طرفاً أو جانباً منهم وهم الذين يعلنون وجوب محاربة الحاكمين من المسلمين، ماذا يستطيع أن يفعل هؤلاء لو كان الخروج على الحكام واجباً قبل البدء بإصلاح نفوسنا نحن ؟!.
كما هو العلاج الذي بدأ به الرسول عليه السلام، إن هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إطلاقاً؛ والواقع أكبر دليل على ذلك، مع أن العلاج الذي يتبعونه –وهو أن يبدؤوا بمحاربة الحكام المسلمين! –لا يثمر الثمرة المرجوة لأن العلة - كما قلت آنفاً - ليست في الحاكمين فقط؛ بل و في المحكومين أيضاً، فعليهم جميعاً أن يصلحوا أنفسهم و الإصلاح هذا له بحث آخر قد تكلمنا عليه مراراً و تكراراً و قد نتكلم قريباً إن شاء الله عنه. المهم الآن المسلمون كلهم متفقون على أن و ضعهم أمر لا يحسدون عليه و لا يغبطون عليه ؛بل هو من الذل و الهوان بحيث لا يعرفه الإسلام، فمن أين نبدأ ؟ هل يكون البدأ بمحاربة الحاكمين المسلمين ؟! أو يكون البدأ بمحاربة الكفار أجمعين من كل البلاد ؟! أم يكون البدأ بمحاربة النفس الأمارة بالسوء ؟ من هنا يجب البدأ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم إنما بدأ بإصلاح نفوس أفراد المسلمين المدعوّين في أول دعوة الإسلام – كما ذكرنا في أول هذا الكلام- بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار و المسلمين، ثم بين المسلمين و الروم، ثم بين المسلمين و فارس.. و هكذا - كما قلنا آنفاً - التاريخ يعيد نفسه0فالآن المسلمون عليهم أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الأليم، وليس بأن يُعالجوا جانباً لا يثمر الثمرة المرجوة فيها، لو استطاعوا القيام بها ! ما هو هذا الجانب ؟ محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ! هذا أولاً – كما قلت آنفاً لابد من وقفة قصيرة – غير مستطاع اليوم، أن يُحارب الحكام؛ وذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفاراً كاليهود والنصارى؛ فهل المسلمون اليوم يستطيعون محاربة اليهود والنصارى ؟
الجواب: لا، الأمر تماماً كما كان المسلمون الأولون في العهد المكي، كانوا مستضعفين، أذلاء، محاربين، معذبين، مُقَتَّلِين لماذا ؟! لأنهم كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، إلا إيمانهم الذي حلّ في صدورهم، بسبب إتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ هذا الإتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة؛ التي نحن ننشدها اليوم، فما هو السبيل للوصول إلى هذه الثمرة ؟ نفس السبيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام، إذاً اليوم لا يستطيع المسلمون محاربة الكفار على اختلاف ضلالاتهم، فماذا عليهم ؟ عليهم أن يُؤمنوا بالله ورسوله حقاً، ولكن المسلمين اليوم كما قال رب العالمين {ولكن أكثرهم لا يعلمون}. المسلمون اليوم اسماً وليسوا مسلمين حقاً ! أظنكم تشعرون معي بالمقصود من هذا النفي.
ولكني أذكركم بقوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هم العادون} [4] أي الباغون الظالمون. فإذا أخذنا هذه الخصال فقط، ولم نتعد هذه الآيات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيات أخرى؛ التي فيها ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم تُذكر في هذه الآيات، وهي كلها تدور حول العمل بالإسلام. فمن تحققت فيه هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات المتلوه آنفاً وفي آيات أخرى؛ أولئك هم الذين قال الله عز وجل في حقهم {أولئك هم المؤمنون حقا} [5].

فهل نحن مؤمنون حقاً ؟!
الجواب: لا، إذاً يا إخواننا لا تضطربوا!
فنحن المصلين اليوم؛ - هذه الخصلة - {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون} هل نحن خاشعون في صلاتنا ؟ أنا ما أتكلم عن فرد، اثنين، خمسة، عشرة، مائة، مائتين، ألف، ألفين.
لا. أتكلم [6] عن المسلمين على الأقل الذين يتساءلون، ما هو الحل لما أصاب المسلمين ؟ لا أعني أولئك المسلمين اللاهين الفاسقين الذين لا تهمهم آخرتهم، وإنما تهمهم شهواتهم و بطونهم لا. أنا أتكلم عن المسلمين المصلين.
فهل هؤلاء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنين ؟ الجواب: كجماعة، كأمة : لا.
إذاً: ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالِكَها إن السفينةَ لا تجري على اليبسِ

فلابد من اتخاذ الأسباب؛ التي هي من تمام السنن الشرعية بعد السنن الكونية؛ حتى يرفع ربنا عز وجل هذا الذل الذي ران علينا جميعاً. أنا ذكرت هذه الأوصاف من صفات المؤمنين المذكورة في أول هذه السورة، لكن هناك في الأحاديث النبوية التي نذكّر بها إخواننا دائماً، ما يُذكّر بحـال المسلمين اليوم؛ وأنهم لو تذكروا هذا الحديث كان من العار عليهم أن يتساءلوا لماذا أصابنا هذا الذل ؟! لأنهم قد غفلوا عن مخالفتهم لشريعة الله، من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة و السلام: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " [7]. هذا الحديث تكلمت عليه كثيراً وكثيراً جداً وبمناسبات عديدة. وإنما أنا أقف فقط عند قوله "إذا تبايعتم بالعينة".العينة : نوع من الأعمال الربوية؛ - ولا أريد أيضاً أن أدخل فيها بالذات -. فهل منكم من يجهل تعامل المسلمين بأنواع من الربا، وهذه البنوك الربوية قائمة على ساق وقدم في كل بلاد الإسلام ومعترف فيها بكل الأنظمة القائمة في بلاد الإسلام. وأعود لأقول ليس فقط من الحكام؛ بل و من المحكومين لأن هؤلاء المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك و هم الذين إذا نُوقشوا، و قيل لهم: أنتم تعلمون أن الربا حرام و أن الأمر كما قال عليه السلام: "درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله عز وجل من ستٍ وثلاثين زنية " [8] لماذا يا أخي تتعامل بالربا ؟! "بيقلك شو بدّنا نساوي – بدنا نعيش" [9] !!، إذاً العلاقة ما لها علاقة بالحكام لها علاقة بالحكام والمحكومين. المحكومون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام، وكما يقولون "دود الخل منّه وفيه - دود الخل منّه وفيه" [10]. هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ !! وإنما نبعوا منّا وفينا فإذا أردنا صلاح أوضاعنا فلا يكون ذلك بأن نعلن الحرب الشعواء على حكّامنا وأن ننسى أنفسنا؛ والمشكلة منّا وفينا؛ حيث المشكلة القائمة في العالم الإسلامي.

لذلك نحن ننصح المسلمين أن يعودوا الى دينهم. وأن يطبقوا ما عرفوه من دينهم {ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله} [11]. كل المشاكل القائمة اليوم والتي يتحمس بعض الشباب ويقول ما العمل ؟! سواءٌ قلنا ما هو بجانبنا من المصيبة التي حلت بالعالم الإسلامي والعالم العربي ! وهي احتلال اليهود لفلسطين، أو قلنا محاربة الصليبين للمسلمين بإرتيريا وفي الصومال، في البوسنة والهرسك في في0000 إلى آخر البلاد المعروفة اليوم. هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تعالج بالعاطفة وإنما تعالج بالعلم والعمل. {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } [12]، {وقل اعملوا} الآن نقف عند هذه النقطة. العمل للإسلام اليوم في الساحة الإسلامية، له صور كثيرة وكثيرة جداً، وفي جماعات وأحزاب متعددة، والحقيقة أن هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تكّبر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم. بعضهم يرى أن،المشكلة احتلال اليهود لفلسطين – أن المشكلة ما ذكرناه آنفاً، محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها – لا!

نحن نقول: المشكلة أكبر وهي تفرق المسلمين. المسلمون أنفسهم متفرقون شيعاً وأحزاباً خلاف قول الله تبارك وتعالى: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون} [13]. الآن الجماعات الإسلامية مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية، وهي الذل الذي ران على المسلمين، وكيف السبيل إلى الخلاص منه ؟
هناك طرق:
الطريقة الأولى: هي الطريقة المثلى التي لا ثاني لها، وهي التي ندعو إليها دائماً وأبداً. وهي فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقهُ وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفّى، تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ كما ذكرنا ونذكر أبداً. فرسول الله بدأ بأصحابه أن هداهم إلى الإيمان بالله ورسوله- أن علمهم بأحكام الإسلام-، وكانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم، كان يأمرهم بالصبر، يأمرهم بالصبر ! وأن هذه سنة الله في خلقه أن يُحارب الحق بالباطل وأن يُحارب المؤمنون [14] بالمشركين وهكذا، فالطريقة الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع هي العلم النافع والعمل الصالح. هناك حركات ودعوات أخرى، كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى والمثلى والتي لا ثاني لها وهي اتركوا الإسلام الآن جانباً ! من حيث وجوب فهمه ! ومن حيث وجوب العمل به ! الأمر الأن أهم من هذا الأمر ! وهو أن نجتمع وأن نتوحد على محاربة الكفار !! سبحان الله، كيف يمكن محاربة الكفار بدون سلاح ؟! كل إنسان عنده ذرّة عقل أنه إذا لم يكن لديه سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلّح، ليس بسلاح مادي بل بأسلحةِ مادية !. فإذا أراد أن يحارب عدوه - هذا -المسلح وهو غير مسلح ماذا يقال له ؟ حاربه دون أن تتسلح ؟! أم تسلح ثم حاربه ؟
لا خلاف في هذه المسآله أن الجواب: تسلح ثم حارب، هذا من الناحية المادية، لكن من الناحية المعنوية الأمر أهم بكثير من هذا، إذا أردنا أن نحارب الكفار؛ فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانباً؛ لأن هذا خلاف ما أمر الله عز وجل ورسوله المؤمنين في مثل آيات كثيرة منها قوله تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [15]. {إن الإنسان لفي خسر}. نحن بلا شك الآن في خسر. لماذا ؟! لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز وجل من الاستثناء حين قال: {إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. نحن الآن نقول آمنا بالله ورسوله، ولكن ! حينما ندعو المسلمين المتحزبين المتجمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق – الرجوع إلى الكتاب والسنة – يقولون هذا ندعه الآن جانباً! الأمر أهم !. هو محاربة الكفار !، فنقول: بسلاح أم بدون سلاح ؟ !. لابد من سلا حين، السلاح الأول: السلاح المعنوي، وهم يقولون الآن دعوا هذا السلاح المعنوي جانباً ! وخذوا بالسلاح المادي ! ثمّ، لا سلاح مادي !! لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نُحكم بها الآن؛ ليس فقط من الكفار المحيطين بنا من كل جانب؛ بل ومن بعض الحكام الذين يحكموننا ! فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ بالاستعداد بالسلاح المادي – هذا لا نستطيعه –. فنقول : نريد نحارب بالسلاح المادي ! وهذا لا سبيل إليه، والسلاح المعنوي الذي هو بأيدينا – {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [16] – العلم ثم العمل في حدود ما نستطيع، هذا نقول بكل بساطة متناهية دعوا هذا جانباً ! هذا مستطاع ونؤمر بتركه جانباً ! وذلك غير مستطاع. فنقول : يجب أن نحارب !! وبماذا نحارب ؟! خسرنا السلاحين معاً؛ السلاح المعنوي العلمي نقول نؤجله ! لأنه ليس هذا وقته وزمانه !! السلاح المادي لا نستطيعه فبقينا خراباً يباباً ضعفاء في السلاحين المعنوي والمادي. إذا رجعنا إلى العهد الأول الأنور؛ وهو عهد الرسول عليه السلام الأول، هل كان عنده سلاح مادي ؟ الجواب، لا بماذا إذاً كان مفتاح النصر ؟ آلسلاح المادي أم السلاح المعنوي ؟ لاشك أنه السلاح المعنوي، وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية {فاعلم أنه لا إله إلا الله} إذاً العلم- قبل كل شئ – إذاً بالإسلام قبل كل شئ ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع. نستطيع أن نعرف العقيدة الإسلامية - الصحيحة طبعاً – نستطيع أن نعرف العبادات الإسلامية، نستطيع أن نعرف الأحكام الإسلامية، نستطيع أن نعرف السلوك الإسلامي ، هذه الأشياء كلها مع أنها مستطاعة فجماهير المسلمين بأحزابهم وتكتلاتهم هم معرضون عنها؛ ثم نرفع أصواتنا عاليةً نريد الجهاد ! أين الجهاد ؟! مادام السلاح الأول مفقود والسلاح الثاني غير موجود بأيدينا ؟!! نحن لو وجدنا اليوم جماعة من المسلمين متكتلين حقاً على الإسلام الصحيح وطبقوه تطبيقاً صحيحاً، لكن لا سلاح مادي عندهم؛ هؤلاء يأتيهم أمره تعالى في الآية المعروفة: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةً، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [17] لو كان عندنا السلاح الأول المعنوي؛ فنحن مخاطبون بهذا الإعداد المادي. فهل نحارب إذا لم يكن عندنا إعداد مادي ؟! الجواب : لا.لأننا لم نحقق هذه الآية التي تأمرنا بالإعداد المادي؛ فما بالنا، كيف نستطيع أن نحارب ونحن مفلسون من السلاحين المعنوي والمادي ؟ !. المادي الآن لا نستطيعه، المعنوي نستطيعه؛ إذاً {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } [18]. {فاتقوا لله ما استطعتم} [19] فالذي نستطيعه الآن هو العلم النافع والعمل الصالح.

لعلي أطلت في هذا الجواب أكثر من اللازم، لكني أنا ألخص الآن فأقول:
ليست مشكلة المسلمين في فلسطين فقط - يا إخواننا-، لأنه مع الأسف الشديد من جملة الانحراف التي تصيب المسلمين اليوم؛ أنهم يخالفون علمهم عملاً ! حينما نتكلم عن الإسلام وعن الوطن الإسلامي، نقول: كل البلاد الإسلامية هي وطن لكل مسلم؛ ما في فرق بين عربي وعجمي، ما في فرق بين حجازي وأردني ومصري 00000 و إلى آخره، لكن هذه الفروق العملية موجودة، هذه الفروق عمليه موجودة ! ليس فقط سياسياً؛ هذا غير مستغرب أبداً، لكن موجودة حتى عند الإسلاميين ! مثلاً تجد بعض الدعاة الإسلاميين يهتمون بفلسطين؛ ثم لا يهمهم ما يصيب المسلمين الآخرين في البلاد الأخرى. مثلاً: حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الأفغان وبين السوفييت وأذنابهم من الشيوعيين، لماذا ؟! لأن هؤلاء مثلاً ليسوا سوريين ! مصرين ! أو ما شابه ذلك. إذاً المشكلة الآن ليست محصورة في فلسطين فقط؛ بل تعدت إلى بلاد إسلامية كثيرة فكيف نعالج هذه المشكلة العامة ؟ بالقوتين المعنوية والمادية، بماذا نبدأ ؟
نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالأهم وبخاصة إذا كان الأهم ميسوراً؛ وهو السلاح المعنوي – فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً ثم السلاح المادي إذا كان ميسوراً. اليوم - مع الأسف الشديد –؛ الذي وقع في أفغانستان.... الأسلحة التي حارب المسلمون – الأسلحة المادية – التي حارب المسلمون بها الشيوعيين هل كانت أسلحة إسلامية ؟ الجواب: لا.
كانت أسلحة غربية، إذا نحن الآن من ناحية السلاح المادي مستعبدون؛ لو أردنا أن نحارب وكنا أقوياء من حيث القوة المعنوية، إذا أردنا أن نحارب بالسلاح المادي فنحن بحاجة إلى أن نستورد هذا السلاح؛ إما بالثمن وإما بالمنحة أو شيء مقابل شيء ! كما تعلمون السياسة الغربية اليوم على حدّ المثل العامّي: "حكّلّي لحكّلّك"! يعني أي دوله الآن حتى بالثمن لا تبيعك السلاح إلا مقابل تنازلات. تتنازل أنت أيها الشعب المسلم مقابل السلاح الذي تدفع ثمنه أيضاً فإذاً يا إخواننا الأمر ليس كما نتصور عبارة عن حماسات وحرارات الشباب وثورات كرغوة الصابون تثور ثم تخور في أرضها لا أثر لها إطلاقاً !. أخيراً أٌقول {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله..} إلى آخر الآية.
لكن أكرر أن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقروناً بالعلم النافع؛ والعلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله كما قال إبن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسولـــــهُ*** قال الصحابةُ ليس بالتمويــــهِ
ما العلمُ نصبَكَ للخلاف سفاهــةً*** بين الرسولِ وبين قولِ سفيــــهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيــها*** حذرا من التعطيل التشويـــــهِ
مصيبة العالم الإسلامي مصيبة أخطر – وقد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله !-مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احتلال اليهود لفلسطين ! مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلـوا سواء السبيل. أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة معاً. وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين وقتّلوا وصلّبوا ثم ماتوا فلا شك أنهم ماتوا سعداء ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين. أما من عاش عزيزاً في الدنيا وهو بعيد عن فهم الإسلام كما أراد الله عز وجل ورسوله فهو سيموت شقياً وإن عاش سعيداً في الظاهر.

إذاً بارك الله فيكم: العلاج هو فرّوا الى الله ! العلاج فرّوا الى الله ! فرّوا الى الله تعني أفهموا ما قال الله وقال رسول الله واعملوا بما قال الله وما قال رسول الله. وبهذا أنهي هذا الجواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين"

سلسلة الهدى والنور شريط رقم (760 )











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:51   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لرحيلي:وراء هذه المظاهرات..أعداء التوحيد/من العلمانيين و الليبراليين و الرافضة و الصوفية و الخوارج/ما أرادوا إلا هدم دولة التوحيد



كلمة فضيلة الشيخ إبراهيم الرحيلي حول المظاهرات

(29 ربيع الأول 1432 الموافق ل 04 مارس 2011) :


[دق23:15] :

كلنا الأن نتفق و لا يوجد أحد من أهل العلم و ممن له علم و ديانة ينازع في أن هذه الدولة لم تقصر في شيء من خدمة الإسلام, و مع هذا نحن لا نقول إن هذه الدولة معصومة هم بشر يصيبون و يخطئون, لكن الخير الموجود يضرب به المثل في هذه العصور المتأخرة.
و بهذا يتبين أنه لا يمكن أن يقف موقف المعارض و موقف أصحاب هؤلاء الفتنة ضد هذه البلاد إلا من إرتكس في الفتنة, إما في فتنة الشبهات أو الشهوات. وأما أن يوجد عالم من علماء المسلمين رزقه الله علما و تدينا و صدقا فوالله لا يوجد رجل يعرف بهذه الأوصاف يقف موقف المعارض لهذه الدولة في مثل هذه المهاترات و المظاهرات, و إنما العلماء مجمعون بحمد لله على الإلتفات حول ولاة الأمر و على المناصحة بالرفق و اللين و على جمع الكلمة عليهم.
و اما الذين هم وراء هذه المظاهرات و وراء هذه الفتنة فهم أعداء التوحيد و أعداء الإسلام من العلمانيين و الليبراليين و الرافضة و الصوفية و الخوارج و أهل الشبهات و الشهوات و كل أصحاب الفتنة, فعلينا أن لا نغتر بهذه الدعايات هؤلاء والله ما أرادوا إلا هدم الإسلام و ما أرادوا إلا هدم دولة التوحيد و يريدون العلمانية يريدون الإباحية يريدون التفلت, وإلا الأن بعض المسلمين الذين يخرجون في بعض البلدان يطالبون بتحكيم الشريعة, الشريعة عندنا محكمة يطالبون بأن تعطى المرأة حريتها و حجابها, المرأة مكنت من هذا يطالبون الرجل أن يعفي لحيته و يقصر ثوبه, المسلم مكن من هذا في هذه البلاد.
فما الذي ينقص المسلم في هذه البلاد؟, لا ينقصه شيء بحمد الله من هذه المطالب الشرعية"










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 12:56   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم الثورات فى البلاد العربية للشيخ عثمان الخميس حفظه الله

هنا









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(مُتَجَدِّدٌ), مَلَفٌّ, الْمُظَاهَرَاتِ, بِحُكْمِ, خَاصٌّ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc