احذروا سيد قطب - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

احذروا سيد قطب

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-07-08, 14:45   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
بلال88
بائع مسجل (ب)
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريـاض مشاهدة المشاركة

يا أخ بلال 88
1- بالنسبة لشهادة الشيخ عبد العزيز العقيل في سيد قطب .. فهل ممكن أن توثّقها لنا ثم ننقاشها
2- بالنسبة لكلام محمد قطب فقد تمّ تفنيده بالأدلّة والبراهين في النقل الذي أتيتك به .. وإن كان لديك اعتراض فما عليك إلاّ أن ترد على النقاط التي ذكرها صاحب الموضوع وتفنّدها نقطة نقطة
3- كتاب العدالة الإجتماعية طبعة دار الشروق توجد فيه تلك الطوام لسيد قطب .. وبالمناسبة ليس ذلك الكتاب وحده الذي فيه انحرافات سيد قطب


عزمت أن لا أرجع إلى هذا الموضوع، لكن لما رأيت مشاركتك... قلت: لا بأس
ياأخي الكريم: هل تراك فعلا تتكلم عن التوثيق؟!! لقد لقد بح حلقي وأنا أطالبك بتوثيق نقولاتك من الطبعات الأخيرة... ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيا
شهادة المستشار عبد الله العقيل كانت في مجلة المجتمع الكويتية العدد 112 الصادر في 8/8/1972
وأهمس في أذنك: لقد كدت أن أحفظ هذه "الطوام" يوم كنت مدخليا جلدا وأستغفر الله وأتوب إليه

إذا كنت تريد نقاشا جادا فانظر في الطبعات الأخيرة ودعك من النسخ واللصق وأنا معك إلى الآخر
أما غير ذلك فلن تبرأ ذمتك أمام ربك والله يهدينا إلى الحق.








 


قديم 2015-07-08, 15:05   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
عثمان الجزائري.
مؤهّل منتدى الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية عثمان الجزائري.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خير الأخ zizo92 و لو لم تفعل لفعلت. مشكلتهم أنهم لا يفرقون بين بيان البدع لتحذير الناس منها و بين القدح في النيات، فالعلماء إنما يبينون و لا يعلم ما في القلب إلا الله....فلو كان رجلا مخلصا مجتهدا و أخطأ أو وقع في بدعة نبين الخطأ للناس و لا نتهم أحدا هذا هو منهجنا.
و رحم الله الشيخ الألباني حين سئل عن سيد قطب فأنصفه قائلا أنه أديب و ليس عالما و لا يعتبر مرجعية دينية أصلا...










قديم 2015-07-08, 15:52   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
نَبيل
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذه شهادة الدكتور القرضاوي غفر الله لنا وله وتصريحه بغلو سيد قطب في التكفير. « قال يوسف القرضاوي إن كتابات المرحلة الأخيرة من حياة المفكر سيد قطب تؤكد "خروجه عن أهل السنة والجماعة بوجه ما" بخصوص التكفير، لافتا إلى أنه لو قدر له أن يعيش لعدل من أفكاره في هذه القضية..»

من موقع القرضاوي.










قديم 2015-07-09, 01:21   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizo92 مشاهدة المشاركة
الوصول واتباع منهج الأنبياء = كاد يصل لمصاف الأنبياء؟ شتان بين الكلمتين
والكلام هذا فيه بتر كبير جدا لكلام الشيخ ربيع وتدليس
اقرأ هذا الموضوع: https://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=109609

وبفرض أنه قاله كما نقلته فمعلوم أن علماء السنة يبنون كلامهم بداية على حسن الظن حتى إذا تبين لهم خلاف ذلك مما يستدعي الجرح رجعوا عن التزكية وردوا بالدليل والبرهان.
.
أحلتني إلى نص طويل عريض لا متسع لدي من الوقت لأن أضيعه في قراءة كلام لا يعنيني ..مع أن المفروض أن ترد على كلامي
شيخكم ربيع يقول
" رحم الله سيد قطب لقد نفذ من دراسته إلى عين الحق والصواب، ويجب على الحركات الإسلامية أن تستفيد من هذا التقرير الواعي الذي انتهى إليه سيد قطب عند آخر لحظة من حياته بعد دراسة طويلة واعية لقد وصل في تقريره هذا إلى عين منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام" (منهج الأنبياء ص/138-139)ك
وقال
" لكن أنا أقول إن سيد قطب كان ينشد الحق ، ولهذا لو يسمع الإخوان نصيحته ، لانتهت الخلافات بينهم وبين السلفيين، هذا الرجل بإخلاصه وحبه للحق ، توصل إلى أنه لابد أن يربى الشباب على العقيدة والأخلاق قبل كل شيء ، العقيدة الصحيحة ، وأظن قرأت لزينب الغزالي ، ولا أدري إن كنتم قرأتم لها ، أنه كان يحيلهم إلى كتب الشيخ ابن عبد الوهاب ، والى كتب السلفية ، فالرجل بحسن نيته إن شاء الله ، يعني توصل إلى أن المنهج السلفي هو المنهج الصحيح ، الذي يجب أن يأخذ به الشباب ، وأن يتربوا عليه"

أنتم تصفون ربيعكم بحامل لواء الجرح والتعديل.
على أي أساس بنى ربيع حكمه أن سيد قطب نفذ إلى عين الحق والصواب ؟ ووصل إلى عين منهج الأنبياء ؛ بمعنى أنه وافق الحق المطلق ؟
ثم ينقلب ليجعل منه رأس التكفير والتفجير وأب الخوارج ؟
إن قولك إن علماء السنة يبنون كلامهم بداية على حسن الظن حتى إذا تبين لهم خلاف ذلك مما يستدعي الجرح رجعوا عن التزكية هو مردود عليك ولا حجة فيه بل فيه إسقاط لشيخك ربيع
إن علماء الجرح والتعديل قيدما كانوا يبنون أحكامهم على "السماع" وقد لا يبلغهم حال راوي معين فيعدلونه ؛ حتى إذا بلغهم بـ"السماع" من حافظ آخر خلاف ذلك أو ظهر لهم في شأنه وصف آخر رجعوا عن التزكية
أما بخصوص حال سيد قطب فربيع أخذها من كتبه وليس من قبيل "السماع" و"المشافهة".وكلها منشورة ومطبوعة. لأنهما لم يلتقيا
فقل لي : حين زكى ربيعكم سيد قطب رحمه الله ؛ ماذا خفي عنه وقتها ؟ ألم يكن قد قرأ كتبه في التوحيد وغيرها ؟
فإن زكاه دون أن يطلع على كتبه فكيف تأخذون عن ربيع الحكم على الرجال وهو لا يتبين حال الناس رغم أن كتبهم مطبوعة ؟
و‘إن كان قرأ كتبه ورغم ذلك زكاه فتلك طامة أخرى.



ثم تقول
اقتباس:
هذا ليس كلام الشيخ بل هو مجرد نقل والرواية موجودة في كتب التاريخ القديمة كتاريخ الطبري وغيره. أما متنه فمنكر
وعقيدة الشيخ محمد في الصحابة واضحة لمن يقرأ كتبه، يقول الشيخ عن الصحابة رضوان الله عليهم في كتابه الرد على الرافضة: "ومن اعتقد فيهم مايوجب إهانتهم فقد كذّب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من وجوب إكرامهم وتعظيمهم، ومن كذبه فيما ثبت عنه قطعاً فقد كفر "
بل هو كلام محمد بن عبد الوهاب
وهو تنقص واضح من الصحابة حين وصفهم بالتمادي في الغي والجهالة والشر.
وإن كنت صادقا في دعواك فاتنا بنص الروايات التي تصف الصحابة بالتمادي في الغي والجهالة والشر ؟
ثم على فرض صحة دعواك فمحمد بن عبد الوهاب ينقل ويوافق ؛ أي يتبنى النقل
بمعنى أنه يتبنى التنقص والطعن في الصحابة.
اتسع الخرق على الراقع
وليتك قلت أن الشيخ أخطأ بدل الترقيع الفاضي ..
لا تنس أن تأتيني بنص الروايات التي تصف الصحابة بالتمادي في الغي والجهالة والشر ؟ في كتب الطبري وغيره.


ثم تقول
اقتباس:
أين إطلاق التكفير على المجتمعات الإسلامية في ردك هذا؟ أم تحمل الكلام مالايحتمل
نعم فيها جاهلية وفيها مظاهر الشرك من زيارة الأضرحة وغيرها وفيها غير ذلك. لكن العلماء لم يكفروها وللتكفير ضوابط السلفين هم أحرص الناس على الإعتناء بها وأبعدهم عن التكفير.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين السخط تبدي المساويا.

التكفير في كلام شيوخكم واضح ؛ ولكنكم تلتمسون التأويل والعذر لهم ولا تفعلون مثل ذلك مع سيد قطب
لماذا

راجع النصوص التي نقلتها لك
ماذا يعني كلام ربيع المدخلي بكفر الشعوب بالله في قوله
(قد تكون هي من الأسباب، وإلى جانبها أسباب أُخر، هي كفر الشعوب بالله، وشركها به، وفسوقها عن هداية الأنبياء)
ماذا يعني كلام الجامي أن حياة المسلمين اليوم أقرب إلى الجاهلية التي قبل مبعث النبي
ماذا يعني بقوله "ردة القرن العشرين" في قوله
"فما أحوجنا اليوم إلى عمر نعم إلى عمر لمقاومة جاهلية القرن العشرين ووثنيته، ما أحوج المسلمين إلى الصديق للقضاء على ردة القرن"
هل للردة إلا معنى واحد ووحيد ؟

ما معنى قول شيوخكم أن مجتمعاتنا جاهلية ..وليس أن مجتمعاتنا فيها جاهلية ؛ بل قال مقبل الوادعي أن مجتمعانا جاهلية
قال : "فعلينا أن نتقي الله وأن نتصرف تصرفا إسلاميا مع مجتمعاتنا هذه الجاهلية ".قمع المعاند" (ص.239).
وقال أيضا : "فالفساد إذا لم يواجهه المصلحون بالتغيير باليد أو باللسان أو بالقلب فإنه ينتشر كما هو شأنه في مجتمعاتنا الجاهلية". المصدر السابق (ص.268).
وقال: "فهذه المجتمعات جاهلية لا تتقيد بالكتاب والسنة". المصدر السابق (ص.284) وانظر (ص.236-238-447) منه.

دقق رعاك الله ... ودعك من الترقيع

مع العلم أن التكفير هو ليس منهج علماء الدعوة الوهابية المعاصرين فحسب بل إن كتب تاريخ نجد و كتابها هم من الأعلام السلفيين الذين عاصروا محمد ابن عبد الوهاب أو دعوته ودولته أمثال تاريخ حسين بن غنام , وتاريخ ابن شبر , حين أرّخوا لتاريخ حركة محمد ابن عبد الوهاب جاءت كتبهم تكفير في تكفير . أشد مما في كتب سيد قطب رحمه الله ..

ولنأخذ كتاب تاريخ نجد المسمى "روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام" لمؤلفه المؤرخ السلفي حسين بن غنام يتحدث فيه بلغة التكفير الصريح لأمّة الإسلام , حيث يقول ومنذ أول سطر في كتابه أن أكثر المسلمين ارتكسوا في الشرك وارتدوا إلى الجاهلية

مامعنى " أكثر المسلمين ارتكسوا في الشرك وارتدوا إلى الجاهلية " ؟؟ أي ترقيع ينفعك هنا ؟

أوّل من سنّ التكفير هم أتباع محمد ابن عبد الوهاب , وحركته
وكتب الوهابية ورسائل أتباع ابن عبد الوهاب تشهد على ذلك

من ذلك رسالة سعود بن عبد العزيز التي أرسلها إلى والي بغداد يقول فيها : " ...... وأما إن دمتم على حالكم هذه ولم تتوبوا من الشرك الذي أنتم عليه وتلتزموا بدين الله الذي بعث الله رسوله وتتركوا الشرك والبدع والخرافات لم نزل نقاتلكم حتى تراجعوا دين الله القويم ".
ويقول عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف ال الشيخ وهو من أحفاد محمد ابن عبد الوهاب وأحد أعلام وعلماء الدعوة يقول " " ومعلوم أن الدولة التركية كانت وثنية تدين بالشرك والبدع وتحميها "

ومما تذكره الوثائق أنه بعد غزو سعود بن عبد العزيز لمكة خطب قائلاً: "احمدوا الله الذي هداكم للإسلام وأنقذكم من الشرك أطلب منكم أن تبايعوني على دين الله ورسوله وتوالوا من والاه وتعادوا من عاداه في السراء والضراء والسمع والطاعة"
ووتذكر الكتب أنهم ألزموا تحت الإكراه علماء مكة من مختلف المذاهب الإسلامية على توقيع بيان الإقرار بالكفر والشرك.
فمما جاء في بيان الإعتراف: "نشهد نحن علماء مكة الواضعون خطوطنا وأحكامنا في هذا الرقيم أن هذا الدين الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعا إليه إمام المسلمين سعود بن عبدالعزيز من توحيد الله ونفي الشرك الذي ذكره في هذا الكتاب أنه الحق الذي لا شك فيه ولا ريب وأن ما وقع في مكة والمدينة سابقاً ومصر والشام وغيرهما من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنه الكفر المبيح للدم والمال والموجب للخلود في النار ومن لم يدخل في هذا الدين ويعمل به ويوالي أهله ويعادي أعداءه فهو عندنا كافر بالله واليوم الآخر وواجب على إمام المسلمين جهاده وقتاله حتى يتوب إلى الله مما هو عليه ويعمل بهذا الدين".

ووقّّع على هذا البيان :
- عبد الملك القلعي مفتي الحنفية بمكة
- محمد بن صالح بن إبراهيم مفتي الشافعية
- محمد البناتي مفتي المالكية
- محمد بن يحيى مفتي الحنابلة

وعندما غزيت المدينة وقـّع علماء المدينة بياناً مشابهاً جاء فيه نص البيان:
"نشهد أن ما وقع في مكة والمدينة سابقاً والشام ومصر وغيرهما من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنها الكفر المبيح للدم والمال وكل من لم يدخل في هذا الدين ويعمل به فهو كافر بالله واليوم والآخر والواجب على إمام المسلمين وكافة المسلمين القيام بفرض الجهاد وقتال أهل الشرك والعناد وأن من خالف ما في هذا الكتاب من أهل مصر والشام والعراق وكل من كان على دينهم! الذي هم عليه الآن فهو كافر مشرك من موقعه..."
والبيانان موثقان في الدرر السنية والأجوبة النجدية.

لذلك قال الشيخ محمد الزواوي الشافعي في الفتح المبين عن أتباع ابن عبد الوهاب :"فجوزوا قتل من خالفهم من المسلمين واستحلوا مالهم وسبي ذراريهم ونكاح أزواجهم بلا طلاق من أزواجهن ولا عدة..." وهذا قتال الكفار والمرتدين

ويؤكده كذلك ما أرتكبه أتباع ابن عبد الوهاب في حق العلماء

فمن العلماء الذين نفذ فيها أتباع ابن عبد الوهاب حكم الإعدام بلا محاكمة أو "استتابة" نذكر :

- الشيخ عبد الله الزواوي مفتي الشافعية بمكة
- الشيخ سليمان بن مراد قاضي الطائف
- الشيخ عبد الله أبو الخير قاضي مكة
- السيد يوسف الزواوي الذي ناهز الثمانين من العمر
- الشيخ حسن الشيبي
- الشيخ جعفر الشيبي
- الشيخ عبد القادر الشيبي ذبح أبناؤه
أما هو فقد شهد تحت الإكراه على نفسه بالكفر فتركوه وزعموا أنه عرف الحق بعد الضلال.

إن الوهابية هم رأس التكفير وبدايته في العالم الإسلامي
وما تكفيرهم لدولة الخلافة العثمانية الإسلامية إلا دليل بسيط

اقتباس:
لجواب:
الكلام الذي قاله ذلك العالم رحمه الله الذي تلمح إليه ليس هو الذي نسخته بل هناك تحريف في نسخك مع التسطير على الكلام المحذوف
كلام سيد قطب رحمه الله هو عينه كلام أمان الجامي ... لا فرق
الفرق هو أنكم تفترون على سيد قطب حين تزعمون أنه يقول بوحدة الوجود ؛ بينما تؤولون كلام أمان الجامي
حتى سيد قطب رحمه الله لا يقول بوحدة الوجود ؛ بل ينفي ذلك في كتابه "الظلال"
يقول سيد رحمه الله ; " والنظرية الإسلامية: أن الخلق غير الخالق. وأن الخالق ليس كمثله شيء.. ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة: «وحدة الوجود» على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح- أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة- أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده.. أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس.. والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر: وحدة صدوره عن الإرادة الواحدة الخالقة، ووحدة ناموسه الذي يسير به، ووحدة تكوينه وتناسقه واتجاهه إلى ربه في عبادة وخشوع:
«بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ» ..
فلا ضرورة لتصور أن له من بين ما في السماوات والأرض ولداً.. فالكل من خلقه بدرجة واحدة، وبأداة واحدة ...
"

نص صريح في نفي عقيدة وحدة الوجود عند سيد ؛ ولكن الجامية يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض
وإنما يحاولون إسقاط سيد قطب لأن منهجه في مقارعة الظلم يخيفهم ويخيف أسيادهم الطغاة










قديم 2015-07-09, 01:34   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لماذا يستهدفون سيد قطب ؟

للعلامة السلفي الفقيه الأصولي الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي


فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله :

كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينـزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟

الجواب :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
وبعد :
فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟

إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.

فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .

وإني إذ أسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: ﴿ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا ﴾ فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: ﴿ ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ﴾ , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .

وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.

والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى ﴿ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ﴾ فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .

وختاما :

لا يسعني إلا أن أذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام (( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله )) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .

وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قاله ؛ حمود بن عقلاء الشعيبي 16/5/1421هـ

https://www.al-oglaa.com/?section=subject&SubjectID=194









قديم 2015-07-09, 05:14   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
موسى عبد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية موسى عبد الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احكي مليح مشاهدة المشاركة
لماذا يستهدفون سيد قطب ؟

للعلامة السلفي الفقيه الأصولي الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي


فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله :

كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينـزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟

الجواب :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
وبعد :
فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟

إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.

فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .

وإني إذ أسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: ﴿ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا ﴾ فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: ﴿ ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ﴾ , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .

وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.

والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى ﴿ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ﴾ فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .

وختاما :

لا يسعني إلا أن أذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام (( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله )) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .

وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قاله ؛ حمود بن عقلاء الشعيبي 16/5/1421هـ

https://www.al-oglaa.com/?section=subject&SubjectID=194
اعد قراءة موضوع الاخ zizo92 جيدا اذا لم تفهم مقصده كرره لعلك تفهم









قديم 2015-07-09, 20:03   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
ommed
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

"اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا"










قديم 2015-07-09, 20:46   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف ترجم الشيخ ابن باز لحياة سيد قطب ومن استشهدوا معه ؟؟












قديم 2015-07-11, 01:40   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
موسى عبد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية موسى عبد الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2015-07-11, 02:52   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
mouatez32
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية mouatez32
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2015-07-11, 03:15   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
موسى عبد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية موسى عبد الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الله









قديم 2015-07-11, 05:35   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
أنصار - السنة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الثورة على عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بين قول النبي صلى الله عليه وسلم و قول سيد قطب رحمه الله


عن عائشة – رضي الله عنها – قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا عثمان إن الله عز وجل مقمصك قميصا، فإن أرادك المنافقون على أن تخلعه، فلا تخلعه لهم، ولا كرامة » يقولها: له مرتين أو ثلاثا .
رواه أحمد والحاكم

قال سيد قطب :
(( وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه بنو أمية))



العدالة الاجتماعية ص 189










قديم 2015-07-11, 05:38   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
أنصار - السنة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

من طوام سيد قطب

الافتراء على عثمان رضى الله عنه

منذ المرة الأولى التى قرأت فيها كتب سيد قطب قبل حوالى عشر سنوات وأنا أتساءل: لماذا شغل نفسه بتحميل عثمان بن عفان -رضى الله عنه- كل هذه التُهم وهو الذى شهد له النبى صلى الله عليه وسلم بالشهادة وبشَّره بالجنة؟
لماذا لم يكلف قطب نفسه تحرى صحة ما كتب وعنده فى كتب السلف ما يكفى، وأذكر مثلا كتاب "العواصم من القواصم" للإمام أبى بكر بن العربى المالكى؟.. بل لماذا لم يعود إلى أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وسيجد فيها أدلة تبرئة عثمان؟ ألم يقرأ الحديث الذى رواه أحمد عَنِ ابن عمر، (قال: ذكر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فتنة، فمر رجل، فقال: "يُقْتَلُ فِيهَا هَذَا الْمُقَنَّعُ يَوْمَئِذٍ مَظْلُوماً"، قَال: فنظَرت فإِذَا هو عثمان بن عفّان رضي اللّه تعالى عنه)؟.. وغير ذلك الكثير من الآثار التى تثبت أن ما ذكره سيد قطب ما هو إلا افتراءات لا سند له فيها.
وأستكمل اليوم نقل افتراءات سيد قطب "الكاذبة" عن عثمان، وأنقل من كتابه "العدالة الاجتماعية فى الإسلام- الطبعة الثالثة عشرة- دار الشروق- 1993م".


قال طاعنا فى الذمة المالية لعثمان: "منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم، فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين، وقد بدا في وجهه الحزن وترقرت في عينه الدموع، فسأله أن يعفيه من عمله؛ ولما علم منه السبب، وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين، قال مستغرباً: "أتبكي يا ابن أرقم أن وصلت رحمي"؟!. فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف: "لا يا أمير المؤمنين! ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضاً عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله، والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيراً!، فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين، وقال له: "ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم! فإنا سنجد غيرك". (صفحة 159).
ويقول أيضا: "والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسعات، فقد منح الزبير ذات يوم ستمائة ألف، ومنح طلحة مائتى ألف، ونفًّل مروان بن الحكم خمس خراج أفريقية، ولقد عاتبه فى ذلك ناس من الصحابة وعلى رأسهم على بن أبى طالب، فأجاب: "إن لى قرابة ورحما" فأنكروا عليه وسألوه: "فما كان لأبى بكر وعمر قرابة ورحم؟" فقال: "إن أبا بكر وعمر كانا يحتسبان فى منع قرابتهما، وأنا أحتسب فى إعطاء قرابتى" فقاموا عنه غاضبين يقولون: "فهديهما والله أحب إلينا من هديك". (صفحة 159).

وفى سياق افتراءاته المتكررة يقول: "وغير المال! كانت الولايات تغدق على الولاة من قرابة عثمان، وفيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضم إليه فلسطين وحمص؛ وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي وقد جمع المال والأجناد. وفيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله الذى آواه عثمان وجعل ابنه مروان بن الحكم وزيره المتصرف. وفيهم عبد الله بن سعد بن أبي السرح أخوه من الرضاعة... إلخ". (صفحة 159).

وعما خلفته سياسة عثمان فى نفوس المسلمين، يقول سيد قطب: "ومضى عثمان إلى رحمة ربه، وقد خلف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكن لها فى الأرض... وبفضل ما مكن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام.... وليس بالقليل ما يشيع فى نفس الرعية –إن حقا وإن باطلاً- أن الخليفة يؤثرأهله ويمنحهم مئات الألوف؛ ويعزل أصحاب رسول الله ليولى أعداء رسول الله". (صفحة 161).

وأقول -وأنا أُشهد الله على ذلك- أنى اضطررت لاختصار طعون سيد قطب فى "ذى النورين"، ولو تركت لنفسى العنان لزدت الكثير، لكنها مجرد أمثلة لما كتبه رجل يأخذ البعض عنه دينهم بلا وعى ولا بصيرة.. وإلى الله المُشتكى.

منقول للأمانة










قديم 2015-07-11, 05:48   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
أنصار - السنة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

حول توبة سيد قطب رحمه الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين
اما بعد
فهذا جزء من من كتاب وقفات منهجية في الذب عن السلفية (حوار مع عدنان عرور )
للشيخ السلفي الفاضل أبي عبد الباري عبد الحميد العربي حفظه الله ونفع به
حول توبة سيد قطب
قال ( ص:50-56) :
((...فإن قال عدنان : إن سيداً قد تاب وأناب وتنازل عن أقواله الباطلة التي بسطها في " الظلال"، و" العدالة الاجتماعية "، وكتب وشخصيات "،وغيرها من كتبه المملوءة بالسموم .
فإنني أقول : هذه إحالة على جهالة ، فإن عاندت وعدت وقلت : إن ثمة من قال ، إنه تخلى عن ترهاته 1 .
فأقول لك كما قال الشاعر :
رَضيعَي لبان ثدْي أم تقاسما بأسْحَمَ دّاجٍ عوض لا نَتَفَرقُ
وأزيد بيانا فأقول : إن من شروط التوبة الإصلاح والبيان وخاصة في حق من ظهرت من أقوال انجرّ من خلالها فساد عريض ، وعدول عن منهج السلف في إقامة حكم الله في الأرض . قال تعالى :
(( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) [ سورة البقرة160 ]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى ) أي رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم ، وبينوا للناس ما كانوا يكتمونه ) 2
وقال رشيد رضا رحمه الله وتجاوز عن بلاويه : ((إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا )) عن الكتمان ((وَأَصْلَحُوا)) عملهم بالأخذ بتلك البينات عن النبي صلى الله عليه وسلم ودينه و الهدى الذي جاء به ، ((وَبَيَّنُوا)) ماكانوا يكتمونه ، أو بينوا إصلاحهم وجاهروا بعملهم الصالح وأظهروه للناس ، فإن بعض الناس يعرف الحق ولا يعمل به ، ولكنه يكتم عمله ويسره موافقة للناس فيما هم فيه لئلا يعيبوه ، وهذا ضرب من الشرك الخفي وإيثار الخلق على الحق ، لذلك اشترط في توبتهم إظهار إصلاحهم والمجاهرة بأعمالهم ليكونوا حجة على المنكرين وقدوة صالحة لضعفاء التائبين )) 3
فأين هذا البيان وأين هذا الإصلاح ، وأين الكتب التي بين فيها تخليه عن الأفكار العفنة التي جاء بها ؟ ولا اظنك تقول يا عدنان عرعور : انه تراجع في كتابه معالم في الطريق 4، فهذا كلام لا يستقيم ، وما جاء في كتابه " معالم " فإنه مملوء بتكفير الحكام ودعوة الشباب إلى إزالة عروشهم – بتعبيره - وأمره للحكام بدفع الجزية لأنهم عنده كفار كفراً بواحاً !!! انظر على سبيل المثال فقط : الجهاد في سبيل الله ( ص:55-56-57-58-59 طبعة دار الشروق ).
فهل هذا الفكر الطالح يستقيم وفهم السلف الصالح ؟ قال تعالى :
((مَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ )) [ سورة فاطر :19-20] .
وقال شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله : (إن سيداً لم يرجع عن هذه البدع الكبيرة الكثيرة، التي ناقشناه فيها في ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وقد بينا لك إصراره على ما تضمنه كتاب "العدالة الاجتماعية" بعد أن نبهه الشيخ محمود شاكر على ما وقع فيه من طعن في الخليفة الراشد عثمان وإخوانه من الصحابة، فأصر على هذا الطعن، وبقي مشرفاً على طبعه إلى قبيل موته، بل أضاف إلى ما تضمنه الكتاب من ضلال موضوعاً آخر، وهو رميه للمجتمعات الإسلامية بأنها مجتمعات جاهلية.
ولو كان هذا الرجل يرجع عن شيء من آرائه الضالة؛ لرجع عن طعنه في أصحاب رسول الله ، ولو مراعاة لمشاعر المسلمين الذين يستفظعون هذا العمل، -سواء السني منهم أو البدعي-وهذا يبين لك أن دعاوى أنه رجع عن كذا وجهل كذا كلها دعاوى باطلة لا يستطيع أهلها إثباتها.
بل تصرفات سيد ونقله آراءه من كتاب إلى كتاب، وإحالته من كتاب متأخر على كتاب متقدم تؤكد إصراره وثباته على آرائه، وأنه لم يتزحزح عنها.
ولو أننا أخذنا دعاوى الرجوع والتراجع الباطلة بعين الاعتبار؛ لما أمكن أن يدان فرد من أفراد فرق الضلال بما دوَّن في كتبه من بدع وضلالات، إذ يمكن بسهولة جداً أن يُقال عن أي مبتدع ألفَ في البدع: أنه رجع عنها . وهذا يفتح من أبواب الفساد مالا يعلمه إلا الله) 5
قلت : إن للرجوع علاماتٍ ، تظهر من المخطئ وينقلها عنه الرواة ، ولو فعل سيد مثل ما فعل أبو الحسن الأشعري 6 لقلت برجوعه ،ولكن هيهات
قال ابن عساكر الأشعري الدمشقي (ت:571) في كتابه التبيين 7:
( قال أبو بكر إسماعيل بن أبي محمد بن إسحق الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة : إنّ أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً ، وإنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة , وكان لهم إماماً , ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوماً, فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة , وقال : معاشر الناس , إنني إنما تغيبت عنكم هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة , ولم يترجح عندي حق على باطل , ولا باطل على حق , فاستهديت بالله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه , وانخلعت من جميع ما كنت اعتقده ، كما انخلعت من ثوبي هذا , وانخلع من ثوب كان عليه رحمه الله ورمى به ) .
قال ابن كثير الأثري : ( وقد كان الأشعري معتزليا فتاب منه بالبصرة فوق المنبر وثم اظهر فضائح المعتزلة ) 8.
فأين ما انخلع منه سيد رحمه الله ؟
لقد شهد بعض المؤرخين على رجوع أبي الحسن الأشعري ومنهم تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية (2/246) ، وابن فرحون المالكي في كتابه "الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب " (ص:193) والمرتضى الزبيدي في كتبه "إتحاف السادة المتقين " (3:2) وغيرهم ، وألف رحمه الله كتابه الإبانة وفيه أظهر رجوعه رحمه الله .
فأين العلماء الذين صرَّحوا برجوع سيد ؟ وأين كتابه مثل الإبانة فهل تستطيع يا عدنان عرور أن تثبت رجوع سيد, ودون ذلك خرط القتاد .
فهذا الحق ليس به خفاء فدعني عني بنيات الطريق
قال الحسن ابن شقيق :" كنا عند ابن المبارك إذ جاءه رجل فقال له : أنت ذاك الجهمي , قال إذا خرجت من عندي فلا تعد إليّ , قال الرجل : فأنا تائب , قال: لا حتى يظهر من توبتك مثل الذي ظهر من بدعتك " 9
========الحواشي==========
1 لقد صرح في سلسلته انه محمد قطب ، قلت صدق قول الشاعر الجاهلي فيك ياعدنان :
وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
2 تفسير ابن كثير (1/ 176ط : دار القلم )
3 تفسير المنار (2/50 ط: الثانية ، المنارة المصرية )
مع الحذر من بعض المسائل التي خالف فيها رشيد رضا السلف ، ومشى فيه وراء المعتزلة ، وشرذمة من العقلانيين وللإفادة يراجع ما كتب العلامة مقبل بن هادي رحمه الله في هذا الباب .
4 جاء في هذا الكتاب السيئ في ( ص:5-9) " ووجود الأمة الإسلامية يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة " وقال في (ص:8-22) هذه جاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض ,وعلى أخص خصائص الألوهية ... وهي الحاكمية . إن هذا الكتاب "معالم " يعد بمثابة الميثاق عند الإخوان المفلسين , وقد نال تزكيات عظيمة من منظريهم ، لكن ما إن صدر هذا الجزء الردئ حتى قام شيوخ الأزهر آنذاك – على ما فيهم - وهم : حسن مأمون ، وعبد اللطيف السبكي ومحمد المدني بتجهيل سيد ، وتخطئته ، وتضليله , وكانوا في فعلهم مصيبين ، لان هذا الكتاب يعد القانون الأساسي لجماعة شكري مصطفى التكفيري الهالك ، وجماعة الجهاد والإخوان على مبدأ تشجيع البضائع المحلية إلى الآن يتباهون بهذا الكتاب , قال محمد عبد القادر أبو فارس _ وهو احد رؤوس الإخوان بالأردن - لمجلة المجتمع العدد(821) تاريخ 16/6/1987م ، في (ص33): ( أؤكد على أن سيد قطب نشأ ومات وهو من الإخوان، فيما أعلم أن كتابه الشهير " معالم في الطريق " كان بعلم الإخوان وإطلاعهم )).
5 أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره [( ص: 236-237)، ط: مكتبة الغرباء الأثرية ].
6 ولكن بقيت فيه بعض رواسب الكلابية ، فلقد جعل رحمه الله كلام الله أزليا كما هو واضح في الابانة (ص:66-67) , والسلف يقولون : إن الله متكلم في الأزل ، لكنهم يقولون إنه يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف شاء .
وقال أيضا رحمه الله في الإبانة ( ص:161 ) "إن إرادة الله أزلية "وأخرجها عن صفات الأفعال , وقرن الإرادة بالكلام في هذا الباب وربطها جميعا بالعلم الذي هو صفة ذاتية أزلية تتجدد ,كما حرر ذلك ابن تيمية في درء التعارض (10/17) والرد على المنطقيين (ص:463) ومجموع الفتاوى (16/304) وجعل رحمه الله الرضا والغضب صفات أزلية بناء على أصل ابن كلاب انظر الإبانة (ص :80-81)
وأوّل رحمه الله قوله تعالى (( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ))[ الأنبياء :2] قال : الذكر الذي عناه الله عز وجل ليس هو القرآن ، بل هو كلام رسوله الله صلى الله عليه وسلم ووعظه إياهم " انظر الإبانة (ص:102) ، وأسال الله أن يتجاوز عنا وعنه بكرمه ومنه .
7 لقد شكك الشيخ المحدث عبد القادر بن حبيب الله السندي رحمه الله في نسبة هذا الكتاب إلى ابن عساكر انظر كتابه المفيد التصوف في ميزان البحث والتحقيق (1/258) والله أعلم بالصواب .
8 البداية والنهاية (11/187)
9 الإبانة الصغرى (ص :165,رقم 150 ) والحسن بن عمر بن شقيق صدوق ,انظر تهذيب الكمال (6/278) . وانظر إلى ابن المبارك كيف اشترط على هذا الرجل إظهار توبته , بمثل ما ظهر من بدعته .










قديم 2015-07-11, 05:52   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
أنصار - السنة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

رد العلامة محمود شاكر على سيد قطب ” لا تسبوا أصحابي “

“لا تسُّبّوا أصحابي..”

– محمود محمد شاكر –

مجلة “المسلمون”.

العدد الثالث. سنة 1952 .

رداً على سيد قطب عفا الله عنه

“حسبُ امرئٍ مسلم لله أن يبلغَه قول رسولِ الله صلى الله عليه و سلم:” لا تسبُّوا أصحابي ! لا تسبُّوا أصحابي ! فو الذي نفسي بيده لو أنَّ أحدَكم أنفقَ مثل أحُد ذهبًا ما أدركَ مُدّ (1) أحدِهم و لا نصيفه ! “، حتى يخشعَ لربِّ العالمين، و يسمعَ لنبيِّ الله و يُطيعُ، فكيف غَرْب(2) لسانه و ضراوةِ فكرِه عن أصحابِ محمّد صلى الله عليه وسلم، ثم يعلم علماً لا يشوبُه شكٌّ و لا ريبةٌ، أنْ لا سبيلَ لأحدٍ من أهل الأرض، ماضيهِم و حاضرِهم، أن يلحقَ أقلَّ أصحابِه درجةً، مهما جهد في عبادتِه، و مهما تورّعَ في دينِه، و مهما أخلص قلبه من خواطر السوء في سرّه و علانيته. و من أين يشكُّ و كيف يطمعُ، و رسول الله لا ينطِقُ عن هوىً، و لا يُداهنُ في دين، و لا يأمرُ الناسَ بما يعلم أنّ الحقَّ على خلافِه، و لا يُحدّثُ بخيرٍ، و لا ينعتُ أحداً بصفة، إلا بما علمه ربُّه و بما نبأه؟ و ربّه الذي يقول له و لأصحابه:” و الذي جاءَ بالصِّدق و صَدّقَ به أولئِكَ هم المتَّقُون-33- لهم ما يَشاءونَ عند ربِّهِم ذلك جَزاءُ المُحسنين-34- لِيُكَفِّرَ اللهُ عنهم أسوأَ الذي عمِلُوا و يجزِيَهم أجرَهُم بأحسنِ الذي كانوا يعمَلُون”- الزمر.
ثم يُبين صلى الله عليه وسلم عن كتابِ ربّه فيقول: “خيرُ الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قومٌ تسبق شهادة أحدهم يمينه، و يمينه شهادته”. ثم يزيدُ الأمرَ بياناً صلى الله عليه وسلم، فيدلّ المؤمنين على المنزلة التي أنزلَها اللهُ أصحابَ محمد رسول الله، فيقول: “يأتي على الناس زمانٌ، فيغزو فِئَامٌ(3) من الناس فقولون: فيكم مَن صاحبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم! فيُفتح لهم. ثم يأتي على الناس زمانٌ فيغزو فئامٌ من الناس فيُقال:هل فيكم من صاحبَ أصحابَ رسول الله ؟ فيقولون : نعم! فيُفتح لهم ، ثم يأتي على الناس زمان ، فيغزوا فئام من الناس ، فيقال : هل فيكم من صاحبَ من صاحبَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون : نعم! فيُفتَح لهم.” فإذا كان هذا مبلغ صحبة رسول الله، فأيّ مسلم يطيق بعد هذا أن يبسطَ لسانَه في أحدٍ من صحابة محمد رسول الله ؟ و بأيّ لسانٍ يعتذر يوم يخاصِمونَه بين يدي ربهم؟ و ما يقول وقد قامت عليه الحجة من كتاب الله ومن خبر نبيه ؟! و أين يفرّ امرؤٌ من عذاب ربه ؟! وليس معنى هذا أنّ أصحابَ محمد رسول الله معصومون عصمة الأنبياء، و لا أنهم لم يُخْطِئوا قط ولم يُسيئوا، فهم لم يدّعوا هذا، وليس يدّعيه أحدٌ لهم، فهم يخطئون و يصيبون ، ولكنّ الله فضّلهم بصحبةِ رسوله، فتأدّبُوا بما أدّبهم به، وحرصوا على أن يأتوا من الحق ما استطاعوا، وذلك حَسْبُهُم، و هو الذي أمِروا به، وكانوا بعدُ توّابين أوابين كما وصفهم في محكم كتابه. فإذا أخطأَ أحدُهم، فليس يحل لهم، و لا لأحدٍ من بعدهم، أن يجعلَ الخطأَ ذريعةً إلى سبِّهم والطّعن عليهم. هذا مجمل ما أدّبنا به اللهُ و رسولُه. بَيْدَ أنّ هذا المجمل أصبح مجهولاً مطروحًا عند أكثر من يتصدّى لكتابة تاريخ الإسلام من أهل زماننا ، فإذا قرأَ أحدُهم شيئًا فيه مطعنٌ على رجلٍ من أصحاب رسول الله سارع إلى التوغل في الطعن والسب، بلا تقوى ولا ورع. كلا، بل تراهم ينسوْن كلَّ ما تقضي به الفطرة من التثبّت من الأخبار المروية، على كثرة ما يحيط بها من الريب والشكوك، ومن العِلل الدافعة إلى وضعِ الأحاديث المكذوبة على هؤلاء الصحابة.
ولن أضرب المثل بما يكتبُه المستشرقون ومن لفّ لفّهم فهم كما نعلم. ولا بأهل الزيغ والضلال والضغينة على أهل الإسلام،كصاحب كتاب الفتنة الكبرى(4) وأشباهه من المؤلّفين. بل سآتيك بالمثل من كلام بعض المتحمِّسين(5) لدينِ ربهم ، المعلنين بالذب عنه والجهاد في سبيله. لتعلمَ أنّ أخلاقَ المسلم هي الأصل في تفكيره وفي مناهجه وفي علمه ، وأن سمةَ الحضارة الوثنية الأوروبية، تنفجر أحيانا في قلب من لم يحذر ولم يتق، بكل ضغائنِ القرن العشرين، و بأسوأ سخائم هذه الحضارة المتعدّية لحدود الله التي كتب على عباده – مسلمهم وكفارهم – أن لا يتعداها. أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم:أبو سفيان بن حرب، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص، و هند بنت عتبة بن ربيعة-أم معاوية. رضي الله عنهم كيف يتكلّم أحدُ الناس عنهم ؟.
1- “فلما جاء معاوية، وصَيَّرَ الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً؛ في بني أمية؛ لم يكن ذلك من وحي الإسلام، إنما من وَحْي الجاهلية” ولم يكتفِ بهذا بل شملَ بني
أميّة جميعاً فقال:” فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمانُ قلوبَها ، وما كان الإسلام لها إلا رداء تخلعه وتلبَسُه حسب المصالح والملابسات”.
2- ثم يذكر يزيد بن معاوية بأسوأ الذّكر، ثم يقول: “و هذا هو “الخليفة” الذي يفرضُه معاوية على الناس، مدفوعًا إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام، دافع العصبية العائلية القبلية. وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه. فمعاوية هو ابنُ أبي سفيان، وابنُ هند بنت عتبة، و هو وريث قومِهم جميعا و أشبهُ شيءٍ بهم في بُعدِ روحه عن حقيقة الإسلام. فلا يأخذ أحدٌ الإسلامَ بمعاوية أو بني أمية؛ فهو منه و منهم برئ “.
3- ” ولسنا نُنكِر على معاوية في سياسة الحكم ابتداعَه نظام الوراثة وقهر الناس عليها فحسب، إنما ننكر عليه أولاً وقبل كل شئ إقصاءَه العنصر الأخلاقي في صراعه مع
علي، و في سيرتِه في الحكم بعد ذلك، إقصاءه كاملاً لأول مرة في تاريخ الإسلام …فكانت جريمة معاوية الأولى، التي حطّمَتْ روحَ الإسلام في أوائل عهدِه هي نفي العنصر الأخلاقي من سياسته نفياً باتّاً. ومما ضاعفَ الجريمة أنّ هذه الكارثة باكرت الإسلامَ ولم تنقض إلا ثلاثون سنة على سُنَنِه الرفيعة… و لكي نُدرك عمقَ هذه الحقيقة يجب أن نستعرِضَ صُوَرًا من سياسة الحكم في العهود المختلفة على أيدي أبي بكر و عمر، و على أيدي عثمان و مروان…ثم على أيدي الملوك من أمية…ومن بعدهم من بني العباس، بعد أن خُنقت روحُ الإسلام خنقا على أيدي معاوية وبني أبيه”.
4 ” و مضى عليٌّ رضي الله عنه إلى رحمة ربه، و جاءَ معاوية ابن هند وابن أبي سفيان !” (وأنا أستغفر الله من نقل هذا الكلام ، بمثل هذه العبارة النابية، فإنه أبشع ما رأيتُه) ثم يقول: ” فلئنْ كان إيمان عثمان وورعُه ورقّته، كانت تقف حاجزاً أمام أميّة.. لقد انهار هذا الحاجز، و انساح ذلك السّدّ ، و ارتدت أمية طليقةً حرّة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام. وجاء معاوية، تُعاونه العصبةُ التي على شاكلتِه، و على رأسِها عمرو بن العاص. قومٌ تجمعُهم المطامعُ والمآرب، و تدفعُهم المطامِحُ والرغائب، و لا يُمسِكُهم خُلُق ولا دين ولا ضمير” (و أنا أستغفر الله وأبرأ إليه). ثمّ قالَ: “و لا حاجة بنا للحديث عن معاوية؛ فنحن لا نؤرّخ له هنا، وبحسبنا تصرّفه في توريث يزيد الملك، لِنعلمَ أيّ رجل هو. ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدّر أيّة جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين”.
5- ثم ينقل خطبةً يزعم أنها لمعاوية في أهل الكوفة بعد الصّلح يجئ فيها قول معاوية:” وكلّ شرطٍ شرطتُه، فتحت قدميّ هاتين “، ثم يعقّب عليه مستدركا: “و الله تعالى يقول: “وأوفُوا بالعهدِ إنّ العهدَ كان مسئولاً”. والله يقول:” و إن استنصَرُوكم في الدّين فعليكم النّصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق”. فيؤثر الوفاء بالميثاق للمشركين المعاهدين، على نصرة المسلمين لإخوانهم في الدين. أما معاوية؛ فيخيس بعهدِه للمسلمين، و يجهر بهذه الكبيرة جهرة المتبجِّحِين !.. إنه من أمية، التي أبت نحيزتها أن تدخل في حلف الفضول ! “.
6- ثم يذكر خطبةً أخرى لمعاوية في أهل المدينة: ” أما بعد ؛ فإني و الله ما وليتُها بمحبةٍ علمتُها منكم ” ثم يعلق عليها فيقول:” أجل ، ما وليها بمحبة منهم . و إنه ليعلم
أن الخلافة بيعة الرضى في دين الإسلام. و لكن ما لمعاوية وهذا الإسلام.. وهو ابنُ هند و ابن أبي سفيان !” .
7- ” وأما معاوية بعد علي، فقد سارَ في سياسة المال سيرته التي ينتفي منها العنصر الأخلاقي ، فجعله للرُّشى و اللهى وشراء الأمم في البيعة ليزيد، و ما أشبه هذه الأغراض، بجانب مطالب الدولة والأجناد والفتوح بطبيعة الحال “.
8- ثم قال شاملا لبني أمية : “هذا هو الإسلام، على الرغم مما اعترضَ خطواته العملية الأولى، من غلبة أسرة لم تعمرْ روحُ الإسلام نفوسَها. فآمنَتْ على حرف حين غلب الإسلام، وظلت تحلم بالملك الموروث العضوض حتىنالته، فسارت بالأمر سيرةً لا يعرفها الإسلام .”
هذا ما جاء في ذكر معاوية، و ما أضفى الكاتبُ من ذيوله على بني أمية، و على عمرو بن العاص. وأما ما جاء عن أبي سفيان بن حرب ؛ فانظر ماذا يقول :
9- ” أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحاتُ التاريخ ، والذي لم يُسْلِمْ إلا وقد تقرّرت غلبةُ الإسلام. فهو إسلام الشفة واللسان ، و لا إيمان القلب والوجدان. وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل قطّ؛ فلقد ظل يتمنى هزيمة المسلمين ويستبشر لها في يوم حنين ، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد ، بينما يتظاهر بالإسلام. ولقد ظلّت العصبية الجاهلية تسيطر على فؤاده …وقد كان أبو سفيان يحقد على الإسلام والمسلمين ، فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها “.
10- “ولقد كان أبو سفيان يحلمُ بملك وراثي في بني أمية منذ تولي الخلافة عثمان؛ فهو يقول:” يا بني أمية …تلقفوها تلقف الكرة؛ فو الذي يحلف به أبو سفيان ؛ ما زلت أرجوها لكم ، ولتصيرنَّ إلى صبيانكم وراثة !”. وما كان يتصوّر حكمَ المسلمين إلا ملكًا حتى في أيام محمد،( وأظنُّ أنا أنه من الأدب أن أقول: صلى الله عليه وسلم) ؛ فقد وقفَ ينظر إلى جيوش الإسلام يوم فتح مكة، ويقول للعباس بن عبد المطلب:” والله يا أبا الفضل ؛ لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما”. “فلما قال له العباس:إنها النبوة! قال: “نعم إذن! …
” نعم إذن! و إنها لكلمةٌ يسمعها بأذنه فلا يفقهها قلبُه؛ فما كان مثل هذا القلب ليفقَهَ إلا معنى الملك والسلطان “.
ثم يقول عن هند بنت عتبة أم معاوية :
11- ” ذلك أبو معاوية. فأمّا أمّه هند بنت عتبة؛ فهي تلك التي وقفَتْ يومَ أحد تلغ في الدم، إذ تنهش كبد حمزة كاللبؤة المتوحشة ، لا يشفع لها في هذه الفعلة الشنيعة حق الثأر على حمزة ؛ فقد كان قد مات. وهي التي وقفت بعد إسلام زوجها كرهًا بعد إذْ تقرّرت غلبةُ الإسلام تصيح:” اقتلوا الخبيثَ الدنس الذي لا خير فيه. قُبِّح من طليعة قوم! هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم ؟” .
هؤلاء أربعةٌ من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يذكُرُهم كاتبٌ مسلم بمثلِ هذه العبارات الغربية النابية! بل زاد، فلم يعصم كثرةَ بني أمية من قلمه، فطرح عليهم كلَّ ما استطاع من صفاتٍ تجعلهم جملة واحدة برآءً من دين الله ، ينافقون في إسلامهم، و ينفون من حياتهم كل عنصر أخلاقي ! كما سمّاه.. و أنا لن أناقش الآن هذا المنهجَ التاريخي ، فإنّ كلّ مُدّعٍ يستطيع أن يقول:هذا منهجي، و هذه دراستي. بل غاية ما أنا فاعل أنْ أنظُرَ كيف كان أهل هذا الدين ينظرون إلى هؤلاء الأربعة بأعيانهم، وكيف كانوا – هؤلاء الأربعة – عند من عاصرهم ومن جاءَ بعدهم من أئمة المسلمين وعلمائهم. وأيضا فإني لن أحقّقَ في هذه الكلمة فسادَ ما بُني عليه الحكم التاريخي العجيبُ، الذي استحدثه لنا هذا الكاتب، بل أدعه إلى حينه .
-فمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أسلمَ عام القضية، ولقِيَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مُسْلمًا، وكَتَم إسلامَه من أبيه وأمه. و لما جاءتِ الرِّدة الكبرى، خرجَ معاوية في هذه القِلّة المؤمنة التي قاتلت المرتدين، فلما استقر أمرُ الإسلام وسيّرَ أبو بكر الجيوشَ إلى الشام، سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه. فلما ماتَ يزيد في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال لأبي سفيان رضي الله عنه: أحسنَ اللهُ عزاءَك في يزيد. فقال أبو سفيان:من وليت مكانه ؟ قال : أخاه معاوية. قال: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين. و بقي معاوية واليًا لعمر على عمل دمشق. ثم ولاه عثمان الشامَ كلها، حتى جاءت فتنةُ مقتل عثمان، فولى معاوية دمَ عثمان لقرابته، ثم كان بينه و بين علي ما كان.
ويروى البخاري: (5/28) أنّ معاوية أوترَ بعد العشاء بركعة، وعنده مولى لابن عباس ، فأتى ابنَ عباس، فقال : دعه ؛ فإنّه صَحِبَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.و قال في خبرٍ آخر: هل لكَ في أمير المؤمنين معاوية ؛ فإنه أوتر بواحدة ؟ فقال ابنُ عباس: إنه فقيه . و روى أحمد في ” مسنده ” (4/102) عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس : أن معاوية أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصّرَ شعرَه بمشقص(6). فقلتُ لابن عباس: “ما بلغنا هذا الأمر إلا عن معاوية” ! فقال: “ما كان معاوية على رسول الله صلى الله عليه وسلم متهماً”. وعن أبي الدرداء : “ما رأيتُ أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبهَ صلاةٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا ( يعني معاوية ). “مجمع الزوائد “( 9/357 ). وروى أحمد في ” مسنده “( 4/101) عن أبي أمية عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده : أنّ معاوية أخذَ الإداوة ( إناء من جلد صغير كالقربة) بعد أبي هريرة يتّبعُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بها و اشتكى أبو هريرة، فبينا هو يوضئ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم،رفع رأسَه إليه مرة أو مرتين، فقال:” يا معاوية ! إنْ وليتَ أمراً ؛ فاتّقِ اللهَ عز وجل و اعدِلْ “.قال معاوية : “فما زلتُ أظنّ أني مبتلى بعملٍ لقول النبي صلى الله عليه وسلم حتى ابتليتُ .” وروى أحمد في ” مسندِه ” ( 4/127 ) عن العرباضِ بن سارية السلمى ؛ قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان : ” هلموا إلى الغداء المبارك! ثم سمعتُه يقول :”اللهم علِّمْ معاوية الكتابَ والحسابَ ، و قِهِ العذابَ “. و روى أحمد في “مسنده “( 4/216 ) عن عبد الرحمن بن أبي عميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه ذكرَ معاوية فقال: ” اللهم ! اجعله هادياً مهدياً ، واهد به “.
هذا بعض ما قيل في معاوية رضي الله عنه، و في دينِه و إسلامِه . فإن كان هذا الكاتب قد عرفَ و استيقَنَ أنّ الروايات المتلقفة من أطراف الكُتب تنقض هذا نقضاً حتى يقول:إنّ الإسلام برئٌ منه، فهو و ما عرف. و إنْ كان يعلم أنه أحسَنُ نظرًا ومعرفةً بقريش من أبي بكر حين ولىّ يزيدَ بن أبي سفيان، وهو من بني أمية، و أنفذُ بصرًا من عمر حين ولىّ معاوية. فهو وما عَلِمَ !! و إنْ كان يعلم أنّ معاوية لم يقاتِل في حروبِ الرِّدة إلا و هو يضمِرُ النّفاقَ و الغدر، فله ما علم !! و إنْ كان يرى ما هو أعظمُ من ذلك؛ أنّه أعرفُ بصحابة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من رسولِ الله الذي كان يأتيه الخبرَ من السّماء بأسماءِ المنافقين بأعيانهم؛ فذلك ما أعيذُه منه أن يعتقدَه أو يقوله. و لكن لينظرْ فرقَ ما بين كلامه وكلام أصحاب رسول الله عن رجل آخر من أصحابه، ثم ليقطَعْ بنفسِه ما شاءَ من رحمة الله أو من عذابه. و لينظرْ أيّهما أقوى برهانا في الرواية، هذا الذي حدّثنا به أئمةُ دينِنا ، أم ما انضمّت عليه دفتا كتاب من عُرْض كتب التاريخ، كما يزعمون. و لينظُرْ لنفسِه حتى يرجحَ روايةً على روايةٍ، و حديثًا على حديث، وخبراً على خبر، و ليعلمْ أنّ الله تعالى أدّبَ المسلمين أدباً لم يزالوا عليه مذ كانت لدينِ الله الغلبة، حتى ضربَ اللهُ على أهل الإسلام الذّلة بمعاصيهم وخروجِهم عن حدّ دينهم و اتّباعهم الأمم في أخلاقها و في فكرها و في تصوّرها للحياة الإنسانية .يقول ربنا سبحانه وتعالى :” يا أيها الذين آمنوا إنْ جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبيّنُوا أنْ تُصيبُوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمِين “. ويقول تعالى :” يا أيها الذين آمنُوا اجتَنِبُوا كثيراً من الظّنِّ إنَّ بعضَ الظّنِ إثم” .و يقول تعالى :”ولا تَقْفُ ما ليس لك به علم، إنّ السمعَ و البصرَ والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولاً ” .
و لينظرْ أنىّ له أن يعرفَ أنّ معاوية كان يعمل بوحي الجاهلية لا الإسلام، وأنه بعيدُ الروح عن حقيقة الإسلام، و أنّ الإسلامَ لم يعمُرْ قلبَه، و أنه خَنَقَ روحَ الإسلام هو و بنو أبيه، و أنه هو وعمرو بن العاص ومن على شاكلتهم لا يُمْسِكُهم خلقٌ و لا دينٌ و لا ضمير، وأنّ في أسلاخ معاوية و بني أمية جريمة أيّ جريمة على الإسلام والمسلمين، وأنه يخيس بالعَهد و يجهَر بالكبيرة جهرةَ المتبجِّحِين، و أنّه ما لمعاوية وهذا الإسلام؟ و أنّه ينفي العنصرَ الأخلاقي من سِيرته، و يجعل مالَ الله للرشى واللهي وشراء الذمم، وأنه هو و بنو أمية آمنوا على حرف حين غلبَ الإسلامُ .
-أما أبو سفيان رضي الله عنه؛ فقد أسلمَ ليلة الفتح ، وأعطاه رسولُ الله من غنائمَ حنين كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم ، فقال له: “و الله ؛ إنكَ لكريمٌ فداكَ أبي وأمي، والله ؛ لقد حاربتُكَ فلنعمَ المحاربُ كنتَ، ولقد سالمتُكَ فلنعم المسالمُ أنتَ ، جزاك الله خيراً. ” ثم شاهدَ الطائفَ مع رسول الله، وفُقئت عينه في القتال. ولاّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نجران ،
و رسولُ الله لا يولِّي منافقاً على المسلمين. و شهِد اليرموك، وكان هو الذي يحرض الناسَ ويحثّهم على القتال. و قد ذكر الكاتبُ في ما استدل به على إبطان أبي سفيان النّفاق و الكفر أنّه كان يستبشر بهزيمةِ المسلمين في يوم حنين، و في قتال المسلمين والروم فيما بعد، وهذا باطلٌ مكذوب. وسأذكر بعد تفصيل ذلك . أما قول أبي سفيان للعباس:” لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً “. قال العباس: إنها النبوة ! فقال أبو سفيان : فنعم إذن. فهذا خبرٌ طويل في فتح مكة، قبل إسلامه ، وكانت هذه الكلمة “نعم إذن ” أوّلَ إيذانٍ باستجابتِه لداعي الله، فأسلم رضي الله عنه، وليست كما أولها الكاتب:” نعم إذن. و إنها كلمةٌ يسمعها بأذنه فلا يفقهها قلبه، فما كان مثل هذا القلب ليفقه إلا معنى الملك والسلطان “!!، إلا أن يكون الله كشفَ له ما لم يكشِف للعباس و لا لأبى بكر و لا لعمر، و لا لأصحابِ رسول الله من المهاجرين والأنصار، و أعوذُ بالله مِنْ أنْ أقولَ ما لم يُكشَف لرسول الله ونبيِّه صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن عباس: أنّ أبا سفيان قال: يا رسول الله ثلاثاً أعطنيهِن.قال: “نعم” . قال : تؤمرني حتى أقاتل الكفارَ كما قاتلتُ المسلمين. قال:” نعم “. قال: ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك. قال: ” نعم” . وذكرَ الثالثةَ ، هو أنّه أرادَ أن يُزوِّجَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بابنتِه الأخرى عزّة بنت أبي سفيان و استعان على ذلك بأختِها أم حبيبة، فقال: ” إنّ ذلك لا يحل لي “.
-و أمّا هند بنت عتبة أم معاوية رضي الله عنهما ؛ فقد روي عن عبد الله ابن الزبير ( ابن سعد : 8/171 ) قال: لما كان يوم الفتح ؛ أسلمَتْ هند بنت عتبة و نساء معها، و أتين رسولَ الله وهو بالأبطح، فبايَعْنَه، فتكلّمتْ هند ، فقالت: يا رسول الله ! الحمد لله الذي أظهرَ الدين الذي اختارَه لنفسه. لتنفعني رحمُك يا محمد ! إني امرأةٌ مؤمنة بالله مصدّقة برسولِه.
ثم كشفتْ عن نقابِها. وقالت: أنا هند بنت عتبة. فقال رسولُ الله :مرحباً بكِ “.فقالت : و الله ؛ ما كان على الأرض أهل خباء أحبّ إليّ من أن يذلُّوا من خبائك، ولقد أصبحتُ و ما على الأرض أهل خباء أحبّ إليّ من يعزّوا من خبائك. فقال رسول الله: وزيادة … قال محمد بن عمر الواقدي:لما أسلمتْ هند ؛ جعلتْ تضربُ صنماً في بيتِها بالقدوم ، حتى فلذته فلذة ، و هي تقول: كنا منكَ في غرور. و روى البخاري هذا الخبرَ عن أمّ المؤمنين عائشة ( 5/40 ).
فهل يعلم عالمٌ أنّ إسلامَ أبي سفيان و هند كان نفاقًا وكذبًا وضغينة ؟ لا أدري. ولكن أئمّتنا من أهلِ هذا الدين لم يطعَنُوا فيهم، و ارتضاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، و ارتضى إسلامَهم. و أمّا ما كان من شأنِ الجاهلية ؛ فقلّ رجلٌ وامرأةٌ من المسلمين لم يكنْ له في جاهليته مثل ما فعلَ أبو سفيان أو شبيهٌ بما يُروى عن هند إنْ صحّ.
-و أما عمرو بن العاص، فقد أسلمَ عام خير قدم مهاجرا إلى الله ورسوله، ثم أمّره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية إلى ذات السلاسل يدعو بليّا إلى الإسلام،ثم استعمله رسولُ الله على عمان، فلم يزل والياً عليها إلى أن تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أقرّه عليها أبو بكر رضي عنه، ثم استعمله عمر. وروى الإمامُ أحمد في “مسنده” (2/327،353،354 ) من حديث أبي هريرة:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” ابنا العاص مؤمنان “؛ يعني : هشاما وعمرا. و روى الترمذي وأحمد في ” مسنده “(4/155) عن عقبة بن عامر الجهني : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” أسلمَ الناسُ وآمنَ عمرُو بن العاص “. وروى أحمد في ” مسنده ” ( 1/161 ) عن طلحة بن عُبيد الله،قال:ألاَ أُخبركم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ ؟أَلا إني سمعتُه يقول:” عمرو بن العاص من صالحي قريش ، و نعم أهلِ البيت أبو عبد الله، و أمّ عبد الله، و عبد الله “.
فإذا كان جهاد عمرو، وشهادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتولية رسول الله، ثم أبي بكر ثم عمر ؛ لا تدلّ على شيء من فضلِ عمرو بن العاص، و لا تدلّ على نفي النّفاقِ في دين الله عنه ؛ فلا ندري بعد ما الذي ينفع عمرًا في دنياه وآخرته. ؟! و لستُ أتصدّى هنا لتزييفِ ما كتبه الكاتبُ من جِهة التاريخ، و لا من جهة المنهاج، ولكني أردتُ –كما قُلتُ – أن أُبِّينَ أنّ الأصلَ في دينِنا هو تقوى الله، و تصديق خبر رسول الله، وأنّ أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا لعّانين ولا طعانين ولا أهل إفحاش، ولا أصحاب جرأة وتهجّم على غيب الضمائر، وأنّ هذا الذي كانوا عليه أصلٌ لا يمكن الخروج منه؛ لا بحجّة التاريخ، ولا بحجّة النّظر في أعمالِ السابقين للعبرة و اتّقاءِ ما وقعُوا فيه من الخطأ.
ولو صحَّ كلّ ما يُذكَر مما اعتمد عليه الكاتبُ في تمييزِ صفات هؤلاء الأربعة، وصفة بني أمية عامة ؛ لكان طريق أهل الإسلام أن يحملوه على الخطأ في الاجتهاد من الصّحابي المخطئ، ولا يدفعهم داءُ العصر أن يُوغِلوا من أجلِ خبرٍ أو خبرين في نفي الدين والخُلُق و الضمير عن قومٍ هم لقربِ زمانهم وصُحبتهِم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أولىَ أهلِ الإسلام بأنْ يعرِفُوا حقَّ الله وحقَّ رسولِه صلى الله عليه وسلم،و أن يعلمُوا من دين الله ما لم يعلمْهُ مجترئٌ عليهم طعّانٌ فيهم.
وأختم كلمتي هذه بقولِ النووي في “شرح مسلم “(16/93) :”اِعلمْ أنّ سبَّ الصحابة رضي الله عنهم حرامٌ من فواحش المحرمات، سواء من لابَس الفِتَنَ منهم وغيره ؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأوّلون. و قال القاضي:سبُّ أحدِهم من المعاصي الكبائر، ومذهبنا مذهب الجمهور أن يُعزَّر ولا يُقتل، و قال بعض المالكية :يقتل “.
و أُسدِي النّصيحَةَ لمن كتبَ هذا و شبهه:أنْ يبرَأَ إلى الله علانية مما كتبَ، و أنْ يتوبَ توبة المؤمنين مما فرط منه، وأنْ يُنَـزه لسانَه و يعصمَ نفسَه و يُطَهِّر قلبَه، وأنْ يدعو بدعاءِ أهل الإيمان:”ربّنا اغفِرْ لنا ولإخوانِنا الذين سبقُونَا بالإيمانِ و لا تجعَلْ في قلوبِنا غِلاً للذين آمَنُوا ربّنَا إنّكَ رءوفٌ رحيم “.
من أجل هذا أقول: إنّ خلق الإسلام، هو أصلُ كلّ منهاجٍ في العلمِ و الفهمِ، سواء كان العلم تاريخاً أو أدباً أو اجتماعاً أو سياسةً. و إلا فنحنُ صائرون إلى الخروج عن هذا الدين، و صائرون إلى تهديم ما بناه أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، و إلى جعلِ تاريخ الإسلام حشداً من الأكاذيب الملفقة، و الأهواء المتناقضة، و العبَث بكل شيءٍ شريف ورثتنا إياه رحمة الله لهم و فتحَ الله عليهم، و رضاه عن أعمالهم الصالحة، و مغفرته لهم ما أساؤا، رضي الله عنهم و غفرَ لهم و أثابهم بما جاهدوا و صبروا، و علِموا و علّموا،. و استغفر اللهَ و أتوبُ إليه.










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
احذروا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc