الطائفية ... وتقسيم سوريا والعراق
حينما قام الحاكم الأميركي للعراق بعد احتلاله من قبل القوات الأميركية في العام 2003 بول بريمر بحل الجيش العراقي وتقسيم العراق طائفيا، لم يكن ذلك الأمر عبثيا وإنما كان جزءا من صناعة الفوضى الخلاقة في المنطقة التي تبناها المحافظون الجدد حكام الولايات المتحدة في ذلك الوقت.
من خلال تصريحات وزيرة الخارجية مستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس التى أكدت في عدة مرات على ضرورة صناعة فوضى خلاقة في المنطقة تفرز واقعا جديدا، وكان ذلك ضمن مخطط عام بدأت آثاره تظهر شيئا فشيئا حتى تجلت الآن بوضوح تام في ظل التقارب الأميركي الايراني من جهة واستبقاء النظام العلوي في سوريا ومد أجله ودعم مخططاته في تدمير سوريا تاريخا وإنسانا وحضارة.
لم تعد البقعة الممتدة من جنوب العراق حتى حدود تركيا شمالا وغربا حتى عمق سوريا إلا مستنقعا من الطائفية والدماء، الاقل قيمة فيه هو الأنسان، أيا ما كان انتماؤه وإن كان أهل السنة هم الأكثر تدميرا وتهجيرا وسجنا واعتقالا كأنما يراد لهذه البقعة أن تصبح طائفية خالصة خالية من السنة وأن هذه الفوضى الخلاقة في هذه المنطقة هدفها النهائي هو تطهيرها تماما من السنة وترحيلهم إلى مناطق أخرى فقيرة في كل شيء أو تهجيرهم للجزيرة العربية ليشكلوا عبئا ومشكلة تفجرها هي الأخرى، حتى تمثل البقعة الجديدة عمقا استراتيجيا لايران التي اقتربت كثيرا من الولايات المتحدة وهي لم تكن بعيدة ـ كما اشارت كثير من الدراسات والتقاريرـ طوال السنوات الماضية فقد كان هناك تعاون وثيق بين إيران والولايات المتحدة خلال الحرب على طالبان وخلال الحرب على نظام صدام حسين وكثير من قادة القاعدة الذين هربوا عبر الحدود الأفغانية إلى إيران سلموا للولايات المتحدة.