هل خرج محمد بن عبد الوهاب عن الخلافة العثمانية ؟ [مجموعة من العلماء] - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل خرج محمد بن عبد الوهاب عن الخلافة العثمانية ؟ [مجموعة من العلماء]

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-10-20, 13:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي هل خرج محمد بن عبد الوهاب عن الخلافة العثمانية ؟ [مجموعة من العلماء]

يثير بعض المغرضين الخوارج المعاصرين شبهة مفادها أن الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى قام بالخروج على الدولة العثمانية وفي هذا الموضوع نورد كلام علمائنا الكرام الأفاضل رحم الله الآموات وحفظ الآحياء

• جواب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

لم يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة العثمانية – فيما أعلم وأعتقد -، فلم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة، وعلى كل بلدة أو قرية – مهما صغرت – أمير مستقل … وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة، وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده، فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى…

.

• جواب فضيلة الشيخ صالح الفوزان
الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – و الإمام محمد بن سعود لم يخرجوا على ولي الأمر في وقتهم لأن الدولة العثمانية ليس لها سلطة على بلاد نجد و إنما كانت بلاد نجد بيد أمرائها ، كل بلدة من بلاد نجد عليها أمير مستقل بها يحكمها ، و إذا مات يخلفه أحد أبنائه أو أقاربه فليس للعثمانيين سلطة على بلاد نجد و لا يهتمون بها الدولة العثمانية ما تهتم ببلاد نجد لأن ما فيها إنتاج في وقتها ولا يهتمون بها ، و إنما حاربوا الدولة السعودية ما هم لأنهم خرجوا عليهم حاربوهم خوفاً منهم ، حاربوا الدولة السعودية خوفاً منها لما عظم شأنها و ظهر أمرها خافوا منها فحاربوها خشية من أن الدولة السعودية تغزوهم في بلادهم هذا القصد و إلا هم ليس لهم سلطة على بلاد نجد و إنما كانت بلا نجد بيد أمرائها و حكامها جيلاً بعد جيل حتى جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بالدعوة و ناصره محمد بن سعود فبسطوا سلطتهم على بلاد نجد كلها و على غيرها من بلاد الجزيرة مكنهم الله – سبحانه و تعالى – لأنهم قاموا بدعوة محمد – صلى الله عليه و سلم – و نشر الإسلام فدخلت الإمارات كلها التي كانت من قبل متوزعة في نجد دخلت تحت سلطة واحدة فحينئذ خشيت الدولة العثمانية أنهم يصلونهم في بلادهم في بلاد العراق و في بلاد الشام خشوا على أنفسهم و أيضاً عندهم خرافات و عندهم أضرحة فخشوا على ما هم عليه و عندهم تصوف و بدع فخشوا على ما هم عليه من هذه الأمور أن دعوة الشيخ تغيرها فلذلك حاربوا الدولة السعودية








 


قديم 2014-10-20, 13:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

سئل الشيخ صالح آل الشيخ هذا السؤال :
ما رأيك عن قول من قال إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله خرج على العثمانيين، وكيف نرد عليهم؟
فأجاب قائلاً :
الجواب من جهتين:
الجهة الأولى: أنه كما ذكرت لكم نَجْد في وقت الشيخ لم تكن تحت ولاية العثمانيين، بل إن نجدا من سنة 260 هـ وهي لم تخضع لوِلاية، لا ولاية العباسيين لا ولايات أخر، كانت مستقلة، تسلط عليها بعض الخوارج من ذلك الوقت وطائفة من أهل اليمن ونحوها، يعني استقلت لم تدخل تحت طاعة من ذلك الوقت، فكانوا في تفرق فلم يُجبر أهلها ولم يخضعوا لبيعة وإنما كانوا مستقلين، لما ظهرت الدولة العثمانية كانت نجد كل بلد لها أميرها، فما خضعوا تحت الخلافة العثمانية في أول ما قامت لأنه أول ما قامت كانت على إسلام صحيح بعد ذلك انحرفت.
هذا لما أتى الشيخ وهم على هذا النحو كل بلد لها أمير، ما يقرون بطاعة لبني عثمان بخلاف الأحساء والمنطقة الشرقية وهؤلاء يقرون للولاية للعثمانيين، والوالي على الأحساء ونحوها تحت ولايته، كذلك [الأشراف] ونحوهم كان عندهم نوع استقلال لكنهم تحت الولاية العامة، أما نجد كانت مستقلة، هذا من جهة.
الجهة الثانية: أن في وقت الشيخ رحمه الله تعالى كان العثمانيون يدعون إلى الشرك الأكبر وإلى الطرق الصوفية ويحببون ذلك وينفقون على القبور وعلى عبادتها ينفقون عليها الأموال، فمن هذه الجهة لو كانت نجد داخلة تحت الولاية لما كان لهم طاعة لأنهم دعوا إلى الشرك وأقروه في عهودهم الأخيرة، أما في المائتين سنة الأولى (250 سنة الأولى) كانوا على منهج، يعني كانوا في الجملة جيدين، لكن لما في كان في سنة 1100 تقريبا وما بعدها لما كثر الشرك في المسلمين هم كانوا ممن يؤيدون ذلك تأييدا وينفقون عليه، وقد وجد من أقوال الخلفاء العثمانيين -حسب التسمية الشائعة- ولاة بني عثمان وجد منهم من يكتب أدعية في استغاثة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - أو استغاثة بالأولياء ونحو ذلك.
فالجهة الأولى هي المعتمدة التي ذكرتُ لك، والثانية فرع عنه.
شرح كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب المشرفي التميمي 1115هـ - 1206هـ -رحمه الله تعالى- ص 36-37
للشيخ .[صالح آل الشيخ]











قديم 2014-10-20, 13:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده
اقتباس:
فما خضعوا تحت الخلافة العثمانية في أول ما قامت لأنه أول ما قامت كانت على إسلام صحيح بعد ذلك انحرفت.
هل يعني هذا أن الخروج على الأوضاع الفاسدة جائز؟ ...
والخروج على الحاكم المنحرف جائز؟

بارك الله فيكم على القبسات









قديم 2014-10-20, 17:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الياس محمد
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل صحيح أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب خرج على الدولة العثمانية؟

https://www.youtube.com/watch?v=askF12OGR_I

















قديم 2014-10-21, 11:07   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


الزعم أن دعوة محمد ابن الوهاب لم تخرج على الدولة العثمانية خطأ إن لم تزوير للحقائق , بل هو خروج صريح , قائم على تكفير الدولة العثمانية ومنتسبيها , للأسباب التالية :

1- أن للدولة العثمانية ولاية اسمية على نجد كون نجد لم تكن دولة مستقلة ؛ والدولة العثمانية حكمت الحجاز والرياض وماجاورها ؛ والدولة العثمانية باعتبارها امبراطوية إسلامية عظمى فهي مسؤولة عن نجد.

1- أن دعوة محمد ابن الوهاب دخلت الحجاز واليمن والإحساء والخليج وأطراف العراق والشام وهاجموا (كربلاء) وحاصروا (دمشق) وكلها تابعة للدولة العثمانية.
فمن يزعم أن دولة ابن عبد الوهاب لم تخرج على الدولة العثمانية كون نجد غير واقعة تحت سلطتها ؛ كيف توسّع دولة ابن سعود إلى الحجاز وكيف يبرر مهاجمتهم للدولة العثمانية في اليمن والعراق والشام ؟


2 - أن رسائل أمراء الدعوة أتباع الشيخ ابن عبد الوهاب تدل على تكفير الدولة العثمانية وهو أحد اسباب الخروج على الدولة العثمانية
من ذلك رسالة سعود بن عبد العزيز التي أرسلها إلى والي بغداد يقول فيها : " ...... وأما إن دمتم على حالكم هذه ولم تتوبوا من الشرك الذي أنتم عليه وتلتزموا بدين الله الذي بعث الله رسوله وتتركوا الشرك والبدع والخرافات لم نزل نقاتلكم حتى تراجعوا دين الله القويم ".

ويقول عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف ال الشيخ وهو من أحفاد محمد ابن عبد الوهاب وأحد أعلام وعلماء الدعوة يقول " " ومعلوم أن الدولة التركية كانت وثنية تدين بالشرك والبدع وتحميها "

فمما تقدم يتوضح أن الخروج على الدولة العثمانية كان بدافع تكفيرها وتكفير المنتسبين إليها ومن وقع تحت سلطانها وأن التكفير هو أساس قتال المخالفين لدعوة محمد بن عبد الوهاب .

ومما تذكره الوثائق أنه بعد غزو سعود بن عبد العزيز لمكة خطب قائلاً: "احمدوا الله الذي هداكم للإسلام وأنقذكم من الشرك أطلب منكم أن تبايعوني على دين الله ورسوله وتوالوا من والاه وتعادوا من عاداه في السراء والضراء والسمع والطاعة"

ووتذكر الكتب أنهم ألزموا تحت الإكراه علماء مكة من مختلف المذاهب الإسلامية على توقيع بيان الإقرار بالكفر والشرك.
فمما جاء في بيان الإعتراف: "نشهد نحن علماء مكة الواضعون خطوطنا وأحكامنا في هذا الرقيم أن هذا الدين الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعا إليه إمام المسلمين سعود بن عبدالعزيز من توحيد الله ونفي الشرك الذي ذكره في هذا الكتاب أنه الحق الذي لا شك فيه ولا ريب وأن ما وقع في مكة والمدينة سابقاً ومصر والشام وغيرهما من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنه الكفر المبيح للدم والمال والموجب للخلود في النار ومن لم يدخل في هذا الدين ويعمل به ويوالي أهله ويعادي أعداءه فهو عندنا كافر بالله واليوم الآخر وواجب على إمام المسلمين جهاده وقتاله حتى يتوب إلى الله مما هو عليه ويعمل بهذا الدين".
ووقّّع على هذا البيان :
- عبد الملك القلعي مفتي الحنفية بمكة
- محمد بن صالح بن إبراهيم مفتي الشافعية
- محمد البناتي مفتي المالكية
- محمد بن يحيى مفتي الحنابلة

وعندما غزيت المدينة وقـّع علماء المدينة بياناً مشابهاً جاء فيه نص البيان:
"نشهد أن ما وقع في مكة والمدينة سابقاً والشام ومصر وغيرهما من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنها الكفر المبيح للدم والمال وكل من لم يدخل في هذا الدين ويعمل به فهو كافر بالله واليوم والآخر والواجب على إمام المسلمين وكافة المسلمين القيام بفرض الجهاد وقتال أهل الشرك والعناد وأن من خالف ما في هذا الكتاب من أهل مصر والشام والعراق وكل من كان على دينهم! الذي هم عليه الآن فهو كافر مشرك من موقعه..."
والبيانان موثقان في الدرر السنية والأجوبة النجدية.

لذلك قال الشيخ محمد الزواوي الشافعي في الفتح المبين عن أتباع ابن عبد الوهاب :"فجوزوا قتل من خالفهم من المسلمين واستحلوا مالهم وسبي ذراريهم ونكاح أزواجهم بلا طلاق من أزواجهن ولا عدة..." وهذا قتال الكفار والمرتدين

ويؤكده كذلك ما أرتكبه أتباع ابن عبد الوهاب في حق العلماء

فمن العلماء الذين نفذ فيها أتباع ابن عبد الوهاب حكم الإعدام بلا محاكمة أو "استتابة" نذكر :

- الشيخ عبد الله الزواوي مفتي الشافعية بمكة
- الشيخ سليمان بن مراد قاضي الطائف
- الشيخ عبد الله أبو الخير قاضي مكة
- السيد يوسف الزواوي الذي ناهز الثمانين من العمر
- الشيخ حسن الشيبي
- الشيخ جعفر الشيبي
- الشيخ عبد القادر الشيبي ذبح أبناؤه
أما هو فقد شهد تحت الإكراه على نفسه بالكفر فتركوه وزعموا أنه عرف الحق بعد الضلال










قديم 2014-10-21, 11:38   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث مهم
لمن يبتغي الحق والحقيقة

رابط pdf
خروج الوهابية على الخلافة العثمانية
قراءة تاريخية ومناقشة شرعية










قديم 2014-10-21, 11:55   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي رد الشيخ صالح الفوازن - حفظه الله - على شبهة خارجية (الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الدولة العثمانية )


سئل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - عمن يستدل بفعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - مع الدولة العثمانية و أن فعله كان خروجاُ على الخلافة في ذلك الوقت



فأجاب - سلمه الله - بهذا الجواب القيم :


من هنا الرابط الصوتي :


https://www.salafi.ws/faris/alfozan-k...3bdalwahab.mp3



*************


تفريغ الفتوى :


السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة


يقول هذا السائل :يقول بعض الناس المعادين لدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - أن شيخ الإسلام و و الإمام محمد بن سعود خارجين عن حكم ولي الأمر الدولة العثمانية و قد شفوا عصا الطاعة و هذا مخالف لإعتقاد أهل السنة و الجماعة ما رأيكم في هذه المقولة أثابكم الله ؟


الجواب : و هذا الذي يقول هذه المقالة هل هو ملتزم بالسمع و الطاعة ؟!


أغلب اللي يقولون هالمقالة يرون الخروج على الأئمة الآن و لا يلتزمون و لايعترفون بولاية ولاة الأمور ، هذه ناحية .


و الناحية الثانية أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - و الإمام محمد بن سعود لم يخرجوا على ولي الأمر في وقتهم لأن الدولة العثمانية ليس لها سلطة على بلاد نجد و إنما كانت بلاد نجد بيد أمرائها ، كل بلدة من بلاد نجد عليها أمير مستقل بها يحكمها ، و إذا مات يخلفه أحد أبنائه أو أقاربه فليس للعثمانيين سلطة على بلاد نجد و لا يهتمون بها الدولة العثمانية ما تهتم ببلاد نجد لأن ما فيها إنتاج في وقتها ولا يهتمون بها ، و إنما حاربوا الدولة السعودية ما هم لأنهم خرجوا عليهم حاربوهم خوفاً منهم ، حاربوا الدولة السعودية خوفاً منها لما عظم شأنها و ظهر أمرها خافوا منها فحاربوها خشية من أن الدولة السعودية تغزوهم في بلادهم هذا القصد و إلا هم ليس لهم سلطة على بلاد نجد و إنما كانت بلا نجد بيد أمرائها و حكامها جيلاً بعد جيل حتى جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بالدعوة و ناصره محمد بن سعود فبسطوا سلطتهم على بلاد نجد كلها و على غيرها من بلاد الجزيرة مكنهم الله - سبحانه و تعالى - لأنهم قاموا بدعوة محمد - صلى الله عليه و سلم - و نشر الإسلام فدخلت الإمارات كلها التي كانت من قبل متوزعة في نجد دخلت تحت سلطة واحدة فحينئذ خشيت الدولة العثمانية أنهم يصلونهم في بلادهم في بلاد العراق و في بلاد الشام خشوا على أنفسهم و أيضاً عندهم خرافات و عندهم أضرحة فخشوا على ما هم عليه و عندهم تصوف و بدع فخشوا على ما هم عليه من هذه الأمور أن دعوة الشيخ تغيرها فلذلك حاربوا الدولة السعودية ، نعم .









قديم 2014-10-21, 12:06   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول البعض أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد خرج على الدولة العثمانية فما ردكم؟
الشيخ محمد بن هادي المدخلي
المـــــــدة : 3 دقائق


التفريغ
السؤال الآن لكم الشيخ محمد بن هادى
السؤال يقول:
يقول البعض أن الإمام محمد بن عبدالوهاب قد خرج على الدولة العثمانية فما ردكم على هذا الإيراد؟
الجواب
هذا كذب ، يُعلم بالتأريخ كما قلنا قبل قليل لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التأريخ ، بلاد نجد لم تكن للدولة العثمانية عليها ولاية بل كانت إمارات فى قرى متفرقة متناحرة يُغِيير بعضهم على بعض ويقتل بعضهم بعضا ويغنم بعضهم بعضا وهكذا ، وكانوا على جانب كبير من الجهل بدين الله والشرك به سبحانه وتعالى ، والدولة العثمانية لم يكن لها فائدة فى بلاد نجد فتركتها.
فقام الإمام رحمه الله تعالى لما رأى ما رأى من بلاد نجد ومن أهلها قام بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى وهيئ الله سبحانه وتعالى له بعد مدة من بدء دعوته بأن نصره الإمام محمد بن سعود رحمهما الله تعالى جميعا وما قاتلوا أحدا هم ابتداءا كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله وتلاميذه وكذلك الأئمة من آل سعود فى ذلك الحين رحمهم الله جميعا ، ما قاتلوا أحدا ولا ابتدوا بالقتال إلا لما قُتلوا قاتلوا دفاعا عن النقس والحرمة فأراد أهل الباطل ومن أوعدت إليهم الدولة العثمانية فى منطقة الحس بمحاربة هذا الشيخ وهذا الأمير الذى نصره ونصرهما الله جل وعز لأنهما قاما بنصرة دين الله والدعوة إلى توحيده هذا بالعلم والبيان وهذا بالسيف والسنان فضحى فى سبيل ذلك بأولاده وهكذا ، نصرهما الله جل وعلا ، فلما أوعدت الدولة العثمانية إلى القائم بها أو القائم لها على الأحس واستنفره إلى قتالهم قاتلوا دفاعا عن النفس والحرمة ، وإلا بلاد نجد لم تكن خاضعة لهم حتى يقال إن الإمام محمد بن عبدالوهاب خرج ، يا سبحان الله كيف يقول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمة الله تعالى عليه هذا الإمام الجليل المبجل خارجيا وسالكا مسلك الخوارج وهذه كتابته العظيمة كلها تدل على الأمر بالسمع والطاعة للأئمة والدعوة إلى الإمتثال للأوامرهم والإنقياد لما يوجهون به ، كيف يقال هذا عنه رحمه الله تعالى!!!!
وهذه كتبه شاهدت بكلامه الصريح الذى يدل على نقض هذا الذى يقولونه ولكن من أعماه هواه فلا حيلة فيه ، نسأل الله العافية والسلامة.









قديم 2014-10-21, 12:10   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:

[ شبهةُ خروج الإمام المجدِّد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- على الدولة العثمانية ]
فضيلة الشيخ/ هشام بن فؤاد البيليّ -حفظه الله وسدّد على طريق الحق خُطاه-

فهذا ردٌّ مختصر -لا يتجاوز الثلاث دقائق- على هذه الشبهة الكاسدة التي يبثها أهل الزيغ والضلال.
المصدر: مقطع من خطبة الجمعة 23 ربيع الآخر 1433هـ، الموافق 16/3/2012م

لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3
اضغط هنـــا === اضغط هنـــا

التفريغ:
PDF - جاهز للطباعة
اضغط هنـــا === اضغط هنـــا.

WORD - للتعديل.
اضغط هنـــا === اضغط هنـــا.

صورة من ملف التفريغ:
https://img225.images....2012083912.png

القراءة المباشرة:
وعادتْ مظاهرُ الشِّرْكِ إلى «الجزيرة» وإلى «نَجْدٍ» وانطمستْ معالم التوحيد في بيئةٍ سياسيةٍ قامتْ على التنازع والتناحر.
ففي غضون ضعف الدولة العثمانية وسيطرة التُّرك على مصر والشام وغيرها من البلدان، انقسمت «الجزيرةُ» و«نَجْدٌ» انقسموا إلى ولاياتٍ؛ فعلى كل قطعةٍ وَالٍ يدعو إلى نفسه، ولم يعد سيطرةٌ للدولة العثمانية على «الجزيرة» -مطلقًا-.
ولهذا الذين يقولون بأنّ الشيخَ «محمدَ بن عبدالوهاب» -رحمه الله تعالى- خرج على السلطان وخرج على الإمام، نردُّ عليهم بردين مختصرين:
الرد الأول:
أنّ الشيخَ -رحمه الله تعالى- في كل كُتبه قد قرر منهجَ أهلَ السُّنَّة والجماعة في أنه لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم الجائر، شأنه في ذلك شأن أئمة الهُدى ومصابيح الدُّجَى ممن كان قبله.
فكيف يكتب، ويُدوِّن، ويُقَعِّد، ويُؤَصِّل، ثم بعد ذلك يخالِف؟!! هذه مسألةٌ..
والردُّ الثاني:
أنّ هذه المنطقة لم تكن خاضعةً للدولة العثمانية -أصلاً- بل تركها العثمانيون واستولى التُّرك على مصر -بعد المائة التاسعة سيطروا عليها- ولم يأبهوا بهذه المنطقة، ولم يلتفتْ إليها أحدٌ..
بل هي عبارة عن إماراتٍ، على كل بلدةٍ أميرٌ يدعو إليها: أميرُ «الإحْسَاء»، أميرُ «الدِّرْعِيَة»، أميرُ «العُيَيْنَة»، أميرُ «حِرِمْلَة»، أميرُ كذا.. في كل بقعةٍ من هذه البقاع أميرٌ يدعو إلى نفسه.
فأين -إذًا- مرجعية الدولة التي يُرجع إليها؟! وأين السلطان الذي يبعث نفوذه على هذه المنطقة حتى نقول: إنّ «محمد بن عبدالوهاب» خارجٌ على السلطان؟!!
كيف ذلك وهو الذي أصَّلَ -أصَّلَ لأهل السُّنَّةِ والجماعة- أنه لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم -أبدًا-!!
فنشأ -رحمه الله تعالى- في هذه الحقبة من الزمان وفي هذه البقعة من المكان، وهي التي كانت معروفة في التاريخ بنهاية العصور الوسطى. اهـ
منقول منhttps://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=128952









قديم 2014-10-21, 12:17   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مناقشة شرعية لسبب خروج الوهابية على الخلافة العثمانية (1)

كتبه ياسين بن علي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

"الوهابية"، نسبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1115هـ/1703م - 1206هـ/1792م)، حركة إصلاحية دينية سياسية ظهرت في القرن 12هـ الموافق للقرن 18م في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية. وتعرف اليوم باسم "السلفية". يقول الدكتور عبد الله العثيمين (في بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة العربية السعودية ص11): "كلمة "الوهابية" ذاتها... صفة يطلقها كثير من الدارسين على أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العقيدة، وعلى الذين لبوا دعوته وانضموا إلى الدولة التي قامت على أساسها في وسط الجزيرة العربية، كما تطلق على عقيدة ذلك الشيخ ودعوته أو حركته. ومن الواضح أن النسبة في الكلمة، وإن تكن أقرب إلى اسم والد الشيخ من اسم الشيخ نفسه، نسبة صحيحة من الناحية اللغوية. ذلك أنها لا تختلف مثلا عن نسبة الحنبلية إلى أحمد بن حنبل".

ويرى بعض الناس أنّ مصطلح "الوهابية" غير صحيح ولا يعبّر عن الحركة وإنما يراد به تشويهها، وهو ما عبّر عنه الملك عبد العزيز آل سعود "في خطابه الذي ألقاه في القصر الملكي بمكة، يوم غرة ذو الحجة عام 1347هـ الموافق 11 مايو عام 1929م بعنوان (هذه عقيدتنا) جاء فيه قوله: يسموننا "بالوهابيين" ويسمون مذهبنا "الوهابي" باعتبار أنه مذهب خامس، وهذا خطأ فاحش، نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثّها أهل الأغراض". (نقلا عن: تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية، للدكتور محمد بن سعد الشويعر، ص132). ولكن سبق لمطبعة المنار بمصر أن طبعت بأمر الملك عبد العزيز آل سعود نفسه سنة 1342هـ كتاب "الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية لجميع إخواننا الموحدين من أهل الملة الحنيفية والطريقة المحمدية" لسليمان بن سحمان النجدي (ت1349هـ). فعنوان الكتاب الذي طبع بأمر الملك عبد العزيز يقرّ استعمال مصطلح "الوهابية"، بل أكّده صاحب الكتاب بقوله في مقدّمته (ص3): "... حقيقة ما عليه أهل الإسلام الموحدين من أهل نجد المشهورين بالوهابية..."، وأكّده أيضا الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (ت1367هـ) بقوله في الكتاب نفسه (ص92): "... وصار بعض الناس يسمع بنا معاشر الوهابية ولا يعرف حقيقة ما نحن عليه...".

وللعلم، لم يطلق الوهابيون الأوائل على أنفسهم أو حركتهم اسما بل كانوا يصفون أنفسهم بـ"المسلمين" و"الموحدين" كما جاء في تاريخ ابن غنّام (ت 1225ه) وابن بشر (ت1290هـ)وغيرهما. قال الدكتور منير العجلاني (في تاريخ البلاد العربية السعودية، الدولة السعودية الأولى، الجزء الثاني ص279): "استعمل المؤرخان النجديان ابن غنام وابن بشر كلمة "المسلمين" في تسمية أتباع الدولة السعودية الأولى عامة، ومقاتلتها خاصة، وربما أطلقا عليهم اسم "الموحدين" أيضا، وكلا التسميتين تبدو اليوم غريبة.. وكأن فيها لونا من ألوان التحدي للآخرين والشكّ في صحة معتقداتهم.. كانوا يطلقون على أنفسهم اسم "المسلمين" – أو "الموحدين" – يختصون به قومهم دون غيرهم، حتى أزالوا معالم الشرك والشركيات، وقضوا على الجهل والخرافات، وبذلك تحققت مقاصد الدعوة، ولم تبق اليوم حاجة – في اعتقادنا – إلى هذا التخصيص الذي كان يقترن بمرحلة معينة من التاريخ". وقال الدكتور عبد الله العثيمين (في بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة العربية السعودية ص11-12) وهو ممن استعمل مصطلح "الوهابية" في كتابه: "أما أنصار دعوة ابن عبد الوهاب؛ خاصة فيما مضى، فإنهم لا يرضون بالتسمية المشار إليها، وإنما يسمون أنفسهم ودعوة إمامهم تسميات أخرى. فأحيانا يسمون أنفسهم المسلمين، ويسمون الدعوة التي لبّوها دين الإسلام. وأحيانا يستعملون صفات أكثر التصاقا بطبيعة الدعوة، فيطلقون على أنفسهم اسم الموحدين، ويطلقون على دعوتهم دعوة التوحيد، أو الدعوة السلفية، أو الدعوة فقط... ولكن عددا قليلا من التابعين لدعوة ابن عبد الوهاب، أو المتعاطفين معها، بدأوا في السنوات الأخيرة لا يتحاشون استعمال كلمة "الوهابية" في كتاباتهم. ويبدو أن هذا الموقف جاء نتيجة اعتقاد هؤلاء بأن ما كان يدعو إليه ذلك الشيخ قد بات واضحا بدرجة كبيرة...".

وعليه، فإننا نرى أنّ أدقّ مصطلح يمكن استعماله للتعبير عن هذه الحركة وتمييزها عن غيرها هو مصطلح "الوهابية"، وبخاصة إذا كان الحديث عنها يتعلّق بزمن نشأتها وظهورها.

سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وابتداء دعوته:

جاء في كتاب الدولة السعودية الأولى: "ينتمي الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أسرة آل مُشرف، من فروع آل وُهبة، أحد بطون قبيلة تميم. فهو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن أحمد بن راشد بن بُريد بن محمد بن بُريد بن مشرف. كان جده سليمان عالماً من علماء نجد في القرن الحادي عشر الهجري. وتولى القضاء في روضة سدير. كما كان والده عبد الوهاب قاضياً في بلدة العيينة، ثم عُزل عام 1139هـ، وعين قاضياً لبلدة حريملاء.ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بيت علم، في بلدة العيينة، سنة 1115هـ /1703م. وتلقى تعليمه الأولي على يد والده، وحفظ القرآن الكريم، في صغره. كما درس الفقه والتفسير والحديث. ثم ذهب للحج. ومن مكة المكرمة، توجه إلى المدينة المنورة، ثم عاد إلى العيينة.وتميز محمد بن عبد الوهاب بقوة الذاكرة، والتعلق بالعلم. فانطلق طالباً المزيد منه. فرحل إلى مكة المكرمة ثانية، ومنها إلى المدينة المنورة، حيث حضر حلقات الدرس في الحرم النبوي للشيخ النجدي عبد الله بن إبراهيم بن سيف الذي شجعه على القراءة في الفقه الحنبلي. وتلقى العلم أيضاً من عالم الحديث الشيخ محمد حياة السندي المدني (توفي عام 1165هـ) الذي تأثر به محمد بن عبد الوهاب في الدعوة إلى التجديد، ومحاربة البدع في الدين، وما يؤدي إلى الشرك من الأعمال.وعاد محمد بن عبد الوهاب إلى بلدته، العيينة ومكث بها عاماً. وتوجه إلى البصرة ليرضي نهمه في العلم. وفيها درس الفقه، وعلوم الحديث، وقواعد اللغة العربية.وفي البصرة التي كانت آنذاك تعج بالمذاهب والفِرق، آنس في نفسه القدرة على معارضة الأمور، التي كانت تجري على خلاف الشرع؛ وأن ينكر ما يرتكب، هناك، من البدع التي تفضي إلى الشرك؛ وأن يشترك في النقاش حول التوحيد والعقيدة، مما أثار عليه بعض الأهلين وآذوه. ولهذا أجبر على مغادرة البصرة، فتوجه إلى الزبير، ومنها إلى الأحساء، حيث مكث بعض الوقت، واستفاد من علمائها، مثل عبد الله بن فيروز، ومحمد بن عفالق، وعبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي.وخلال طلبه العلم، عكف الشيخ محمد بن عبد الوهاب، على دراسة كتب شيخ الإسلام تقي الدين أحمد ابن تيمية (المتوفى عام 728هـ/1327م ). ودرس آثار تلميذه ابن قيم الجوزية (المتوفى 751هـ/1350م). وتأثر بهما كل التأثر، خاصة رأي ابن تيمية في ضرورة العودة في أمور الدين، إلى الكتاب والسُّنة، وما صح عن الصحابة من آثار؛ وتصحيح العقيدة وتنقيتها من بدع المتصوفة والمتكلمة. وتأثر به في محاربته للبدع والمنكرات، التي تؤدي إلى الشرك مثل الاستغاثة بغير الله، والتوسل بالأولياء والموتى، والاعتقاد أنهم يجلبون النفع، ويدفعون الضر. وكذلك التبرك بالأضرحة والأشجار وغير ذلك. وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب دائم التمثل بآراء ابن تيمية في كتبه ورسائله.ورجع الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى بلدة حريملاء، التي عُيّن أبوه قاضياً لها. وكان وصوله إلى نجد بين عامَي 1144هـ ـ 1149هـ/ 1731 ـ 1736م...". (نقلا عن موسوعة مقاتل من الصحراء www.moqatel.com).

وقال الشيخ حسين بن غنّام - وهو ممن عاصر الشيخ ابن عبد الوهاب - (في تاريخ نجد ص83- 86): "... فأقام الشيخ محمد في حريملاء مع أبيه يقرأ عليه سنين، إلى أن توفي أبوه سنة (1153) ثلاث وخمسين ومائة وألف. فأعلن دعوته واشتدّ في إنكاره مظاهر الشرك والبدع، وجدّ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذل النصح للخاص والعام، ونشر شرائع الإسلام... فذاع ذكره في جميع بلدان العارض: في حريملا والعيينة والدرعية والرياض ومنفوحة... وانقسم الناس فيه فريقين: فريق تابعه وبايعه وعاهده على ما دعا إليه، وفريق عاداه وحاربه وأنكر عليه وهم الأكثر... فانتقل الشيخ من حريملا إلى العيينة ورئيسها يؤمئذ عثمان بن حمد بن معمر، فأكرمه وتزوج فيها الجوهرة بنت عبد الله بن معمر. ولما عرض على عثمان دعوته اتبعه وناصره، وألزم الخاصة والعامة أن يمتثلوا أمره. وكان في العيينة وما حولها كثير من القباب والمساجد والمشاهد المبنية على قبور الصحابة والأولياء، والأشجار التي يعظّمونها ويتبركون بها: كقبّة زيد ابن الخطاب في الجبيلة، وكشجرة قريوة وأبي دجانة والذيب. فخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومعه عثمان بن معمر وكثير من جماعتهم إلى تلك الأماكن بالمعاول فقطعوا الأشجار وهدموا المشاهد والقبور، وعدلوها على السنة... ولم يزل الشيخ رحمه الله مقيما في العيينة: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعلم الناس دينهم، ويزيل ما قدر عليه من البدع، ويقيم الحدود ويأمر الوالي بإقامتها حتى جاءته امرأة من أهل العيينة زنت، فأقرّت على نفسها بالزنا، وتكرر ذلك منها أربعا... فأمر الشيخ رحمه الله الوالي برجمها لأنها محصنة... فخرج الوالي عثمان ابن معمر وجماعة من المسلمين فرجموها حتى ماتت... فلما جرت هذه الحادثة كثرت أقاويل أهل البدع والضلال، وطارت قلوبهم خوفا وفزعا، وانخلعت ألبابهم رهبا وجزعا. وتطاولت ألسنة العلماء عليه ينكرون ما فعل مع أنه لم يعد الحكم المشروع بالسنة والإجماع. فلما أعياهم ردّ ما أفحمهم به الشيخ من حجج، عدلوا إلى ردها بالمكر والحيلة، فشكوه إلى شيخهم سليمان آل محمد رئيس بني خالد والأحساء، فأغروه به، وصاحوا عنده وقالوا: إن هذا يريد أن يخرجكم من ملككم، ويسعى في قطع ما أنتم عليه من الأمور، ويبطل العشور والمكوس. فلما خوّفوه بذلك كتب إلى عثمان بن معمر يأمره بقتله أو إجلائه عن بلده، وشدّد عليه...فلما ورد على عثمان كتاب سليمان استعظم الأمر فآثر الدنيا على الدين، وأمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالخروج من العيينة".

بيعة الدرعية:

قال الدكتور عبد الله العثيمين (في بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة العربية السعودية، ص23): "وحين تقرر أن يترك محمد بن عبد الوهاب بلدة عيينة كانت الدرعية المكان المناسب لمقره الجديد. ذلك أن العلاقات بين هذه البلدة وبين حكام الأحساء كانت سيئة. وكان من المتوقع أن يرحبوا بمن وقفوا منه موقف عداء، لأنهم كانوا خصوما لهم قبل ذلك. وكان كثير من أعيان البلدة مؤيدين لدعوة الشيخ. ومن بين هؤلاء إخوة أميرها وابنه عبد العزيز. وحين قابل الشيخ محمد بن عبد الوهاب الأمير محمد بن سعود في الدرعية أوضح له ما سبق أن أوضح لعثمان بن معمّر من تلازم الإصلاح الديني والإصلاح السياسي، كما أوضح له أن نجدا ميدان مفتوح أمامه لكي يمارس فيه نشاطه..."

وأما تفاصيل بيعة الدرعية وما ورد فيها من شروط فننقلها من ثلاثة مصادر:
- المصدر الأول: قال ابن غنّام (في تاريخ نجد، ص86-87): "فخرج الشيخ سنة سبع أو ثمان وخمسين ومائة وألف من العيينة إلى بلدة الدّرعية. فنزل في الليلة الأولى على عبد الله بن سويلم، ثم انتقل في اليوم التالي إلى دار تلميذه الشيخ أحمد بن سويلم. فلما سمع بذلك الأمير محمد بن سعود، قام من فوره مسرعا إليه ومعه أخواه: ثنيان ومشاري، فأتاه في بيت أحمد بن سويلم فسلّم عليه، وأبدى له غاية الإكرام والتبجيل، وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده. فأخبره الشيخ بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما دعا إليه، وما كان عليه صحابته رضي الله عنهم من بعده، وما أمروا به وما نهوا عنه، وأن كل بدعة ضلالة، وما أعزّهم الله به بالجهاد في سبيل الله وأغناهم به وجعلهم إخوانا. ثم أخبره بما عليه أهل نجد في زمنه من مخالفتهم لشرع الله وسنة رسوله وبالشرك بالله تعالى والبدع والاختلاف والظلم. فلما تحقّق الأمير محمد بن سعود معرفة التوحيد، وعلم ما فيه من المصالح الدينية والدنيوية، قال له: (يا شيخ إن هذا دين الله ورسوله الذي لا شك فيه، فأبشر بالنصرة لك ولما أمرت به، والجهاد لمن خالف التوحيد؛ ولكن أريد أن أشترط عليك اثنتين: نحن إذا قمنا في نصرتك والجهاد في سبيل الله، وفتح الله لنا ولك البلدان، أخاف أن ترحل عنا وتستبدل بنا غيرنا، والثانية: أنّ لي على الدرعية قانونا آخذه منهم في وقت الثمار، وأخاف أن تقول لا تأخذ منهم شيئا). فقال الشيخ: (أما الأولى فابسط يدك: الدم بالدم والهدم بالهدم، وأما الثانية فلعلّ الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك الله من الغنائم ما هو خير منهم). فبسط الأمير محمد يده وبايع الشيخ على دين الله ورسوله والجهاد في سبيله، وإقامة شرائع الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فقام الشيخ ودخل معه البلد واستقرّ عنده".

- المصدر الثاني: قال ابن بشر (في عنوان المجد في تاريخ نجد، ج1 ص42- 43): "... فسار إليه محمد ابن سعود. ودخل عليه في بيت ابن سويلم فرحب به وقال: (أبشر ببلاد خير من بلادك، وأبشر بالعزة والمنعة). فقال له الشيخ: (وأنا أبشرك بالعز والتمكين والنصر المبين. وهذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل كلهم. فمن تمسك بها، وعمل بها، ونصرها؛ ملك بها البلاد والعباد. وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة والاختلاف والقتال لبعضهم بعض. فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك). وجعل يشرح له الإسلام وشرايعه وما يحل وما يحرم وما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الدعوة إلى التوحيد والقيام في نصره والقتال عليه. فلما شرح الله صدر محمد بن سعود لذلك، وتقرر عنده، طلب من الشيخ المبايعة على ذلك، فبايع الشيخ على ذلك، وأنّ الدم بالدم والهدم بالهدم، وعلى أنّ الشيخ لا يرغب عنه إن أظهره الله. إلا أنّ محمد بن سعود شرط في مبايعته للشيخ أن لا يتعرضه فيما يأخذه من أهل الدرعية مثل الذي كان.. يأخذه رؤساء البلدان على رعاياهم، فأجابه الشيخ على ذلك رجاء أن يخلف الله عليه من الغنيمة أكثر من ذلك، فيتركه رغبة فيما عند الله سبحانه، فكان الأمر كذلك ووسع الله عليهم في أسرع ما يكون...".

- المصدر الثالث: قال حسن بن جمال بن أحمد الريكي (في لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب، ص30-31 بتحقيق الدكتور أحمد أبو حاكمة): "... فسمع محمد بن سعود بورود محمد بن عبد الوهاب، وكان قبل هذا قد سمع بصيته وإظهاره مذهبا جديدا فجاء إليه، وصافحه وقال: (هذه القرية قريتك والمكان أنت واليه، فلا تخشى [المحقق: اقرأ فلا تخش] أعداءك؛ والله لو انطبقت علينا جميع نجد ما أخرجناك عنا)، فقال: (أنت كبيرهم وشريفهم، أريد منك عهدا على أنك تجاهد في هذا الدين، والرياسة والإمامة فيك وفي ذريتك بعدك، وأنّ المشيخة والخلافة في الدين فيّ وفي آلي من بعدي أبدا، بحيث لا ينعقد أمرا ولا يقع صلحا ولا حربا [المحقق: اقرأها بالرفع لا بالنصب] إلا ما نراه كذلك، فإن قبلت هذا فأخبرك أن الله يطلعك على أمور لم يدركها أحد من عظماء الملوك والسلاطين، وتكون عاقبة أمرك محمودة عند الله لأنك اتبعت الدين ونصرته. ولم تقصر رتبتك عن رتبة الصحابة والخلفاء الذين نصروا رسول الله (ص) وأي منزلة أعلى من هذه)؟ فقال محمد بن سعود: (قبلت وبايعتك على ذلك). فتبايعا واشترط كل منهما على صاحبه ما اشترط عليه...".

مناقشة بيعة الدرعية:

تضمنت بيعة الدرعية التي تمت بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود جملة من الأمور الخطيرة، نذكر منها ما يلي:
1. ذكر ابن غنّام وابن بشر أنّ محمد بن سعود اشترط على الشيخ ابن عبد الوهاب أن لا يمنعه من أخذ "القانون" الذي كان يأخذه من أهل الدرعية أي أن لا يمنعه من أخذ الضرائب أو الخفارة وهو "ما يدفعه الضعيف للقوي ليحميه ويدافع عنه" – كما في هامش تاريخ نجد ص 87 -، ونفهم من هذا أنّ ابن سعود اشترط على الشيخ ابن عبد الوهاب أن يسمح له بأخذ المال الحرام وأكل مال الناس بالباطل، وهو ما فهمه الشيخ فردّ عليه بقوله – كما في تاريخ نجد لابن غنام -: "وأما الثانية فلعلّ الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك الله من الغنائم ما هو خير منهم". وقد يفهم من هذا الردّ أنّ الشيخ ابن عبد الوهاب رفض الشرط، ولكن ابن بشر، وهو "عدل ثقة صادق الرواية واسع الإطلاع" – كما قال فيه الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله ابن عبد اللطيف آل الشيخ في مقدمة كتاب عنوان المجد، ج1 ص11) - ذكر عبارة ترفع الاحتمال والإبهام، قال: "فأجابه الشيخ على ذلك رجاء أن يخلف الله عليه من الغنيمة أكثر من ذلك، فيتركه رغبة فيما عند الله سبحانه". ومعنى هذا الكلام أنّ الشيخ ابن عبد الوهاب قبل الشرط، وسمح لابن سعود بأخذ المال الحرام. فهل يجوز هذا؟

2. ذكر حسن بن جمال بن أحمد الريكي أن البيعة تضمنت شرط التوريث في الإمامة السياسية والدينية، وهو ما يدل عليه قول الشيخ ابن عبد الوهاب: "أريد منك عهدا على أنك تجاهد في هذا الدين، والرياسة والإمامة فيك وفي ذريتك بعدك، وأنّ المشيخة والخلافة في الدين فيّ وفي آلي من بعدي أبدا". وتوريث الحكم يفهم أيضا من رواية ابن بشر التي ورد فيها قول الشيخ: "فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك". وهو ما حصل بالفعل. قال ابن بشر (في عنوان المجد ج1 ص99): "ثم دخلت السنة التاسعة والسبعون بعد المائة والألف، وفيها توفي الإمام الرئيس والمجاهد في الدين بالعرمرم الخميس محمد بن سعود... وكان ولي العهد بعده ابنه عبد العزيز، فكان إماما للمسلمين وحامي ثغور الموحدين". وقال (ج1 ص186): "وأما حسين [ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب] فهو الخليفة بعد أبيه...". فمسألة التوريث في الإمامة السياسية والدينية من الأمور المعلومة التي لا تخفى على أحد؛ إذ إنّ الحكم في "المملكة السعودية" يتوارثه آل سعود، والمشيخة يتوارثها آل الشيخ ابن عبد الوهاب ولم يشذّ عن هذه القاعدة – حسب علمي - إلا الشيخ عبد العزيز بن باز الذي تولى منصب الإفتاء من سنة 1992م إلى سنة 1999م ثم عادت المشيخة إلى آل الشيخ. فهل يجوز هذا؟ قال الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي (ت1422هـ) في كتابه الإمامة العظمى: "... اجتماع أهل الحل والعقد وأهل الفضل والصلاح وتشاورهم في اختيار الإمام من أروع صور الشورى بين المسلمين، وإن لم يكن هذا هو عين الشورى فماذا يكون؟وأضيف إلى هذه الحقيقة أن يكون الاختيار أساسه الشورى كان هو رأي عمر نفسه، فقد روى عنه عبد الرزاق في (المصنف) أنه قال: "الإمارة شورى"، وروى عنه بسند قوله: "من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره من غير شورى من المسلمين فلا يحل لكم إلا أن تقتلوه"، وروى عنه ولده عبد اللَّه بن عمر أنه قال لأهل الشورى قبل وفاته: "من تأمر منكم من غير شورى من المسلمين فاقتلوه".وإذا كانت الشورى هي طريقة اختيار الحاكم فإن ذلك يعني أن الأمة يجب أن يكون لها رأي فيمن يتولى شئون الحكم في الدولة الإسلامية، فمسئولية الاختيار راجـعة إلى الأمة نفسها، وقد كان حكم عمـر بن الخطاب رضي اللَّه عنه في ذلك واضحًا حين قرر أن من حاول أن يفرض نفسه أو غيره دون رضا المسلمين المبني على مشاورتهم وجب أن يعاقب عقاب المفسدين في الأرض "فلا يحل لكم إلا أن تقتلوه"... فأبو بكر لم يعهد لابنه من بعده بل عهد إلى عمر، رضي اللَّه عنهم أجمعين، وعمر لم يعهد إلى ابنه بل جعلها شورى بين الستة وجعله من أهل الشورى، وشدد على أنه ليس له من الأمر شيء فلا يتولى الخلافة، وكذلك عثمان لم يعهد إلى أحد من أقاربه، وعلي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه حين سأله رجل: ألا تعهد يا أمير المؤمنين؟ قال: لا؛ ولكني أترككم كما ترككم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فوجب علينا الاقتداء بهؤلاء الأعلام والسير على نهجهم، وأخذ سنـتهم رضي اللَّه عنهم، ومن أجاز العهد للأبناء إنما اشترط رجحان وتيقن المصلحة وأمن الفتنة، وإلا فإن الإمامة لا تُورث وليست حكرًا على عائلة بعينها لا تخرج منها. قال ابن خلدون: (وأما أن يكون القصد بالعهد حفظ التراث على الأبناء فليس من المقاصد الدينية، إذ هو أمر من اللَّه يخصُّ به من يشاء من عباده، وينبغي أن تحسن فيه النية ما أمكن خوفًا من العبث بالمناصب الدينية، والملك للَّه يؤتيه من يشاء)، وشدد ابن حزم رحمه اللَّه على هذا الأمر فقال: (لا خلاف بين أحد من أهل الإسلام في أنه لا يجوز التوارث فيها)". (نقلا عن الموقع الالكتروني للشيخ: www.al-oglaa.com). وأخرج الحاكم في المستدرك عن محمد بن زياد قال: "لما بايع معاوية لابنه يزيد، قال مروان: سنة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هرقل وقيصر".

3. ذكر ابن بشر أنّ الشيخ ابن عبد الوهاب قال لابن سعود: "فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك"، وذكر أيضا: "فلما شرح الله صدر محمد بن سعود لذلك، وتقرر عنده، طلب من الشيخ المبايعة على ذلك، فبايع الشيخ على ذلك، وأنّ الدم بالدم والهدم بالهدم، وعلى أنّ الشيخ لا يرغب عنه إن أظهره الله".فالبيعة كانت بيعة حرب وحكم قامت عليها الدولة الوهابية/السعودية الأولى. ومما يدلّ أيضا على أنّ البيعة كانت بيعة حكم لإقامة إمارة/دولة يحكمها حاكم واجب الطاعة ورود ألفاظ الجهاد والغنيمة في الاتفاق الذي حصل بين الشيخ ابن عبد الوهاب وابن سعود. ومن المعلوم أنّ الحديث عن الجهاد والفتوحات والغنائم يعني الحديث عن كيان سياسي يتولى هذه الأمور، وهو ما كان يفكّر فيه الشيخ من قبل إلا أنه لم يتح له تحقيقه. قال الدكتور عبد الله العثيمين (في بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة العربية السعودية، ص22): "وكان واضحا منذ البداية أن محمد بن عبد الوهاب يرى أن الإصلاح الديني لا ينفصل عن الإصلاح السياسي، وأن الناحية السياسية ستستفيد من الناحية الدينية. ومن هنا كانت عبارته الأولى حين قابل الأمير عثمان [في العيينة]: "إني أرجو إن قمت بنصر لا إله إلا الله أن يظهرك الله تعالى وتملك نجدا وأعرابها". وفي هذه العبارة أيضا توضيح لأمر آخر كان يدور في ذهن الشيخ حينذاك، وهو أنه كان يرى منطقة نجد، المفككة سياسيا وغير الخاضعة للدولة العثمانية، مجال حركته المستقبلة". وعليه، فإن بيعة الدرعية كان الإعلان الأول لتأسيس الدولة الوهابية/السعودية الأولى. قال الدكتور عبد الله العثيمين (في بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة العربية السعودية، ص24): "وكان اتفاق محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود سنة 1744م بمثابة إعلان ميلاد دولة جديدة في المنطقة، لها هدف معيّن ومبادئ واضحة". وقال الدكتور منير العجلاني (في تاريخ البلاد العربية السعودية: الدولة السعودية الأولى، الجزء الثاني ص18): "قال بعض المؤرخين: إنّ عبد العزيز هو مؤسس الدولة السعودية الأولى، لأن الفتوحات العظيمة تمّت في زمانه، فأصبحت بلاده "دولة" بعد أن كانت "مشيخة" أو إمارة صغيرة مغمورة! ولكننا لا نشارك القائلين بهذا الرأي رأيهم، وإنما نقول بما قالته الكثرة من المؤلفين والمؤرخين وهو: أن محمد بن سعود مضى بشرف تأسيس الدولة السعودية الأولى، وأن ابنه عبد العزيز أكمل عمله وحقق أمله...". وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة بعث بها إلى الإمام عبد الله بن فيصل: "تفهّم أنّ أول ما قام به جدك محمد، وجدك عبد الله بن محمد، وعمك عبد العزيز: أنها خلافة نبوة... وأراد الله إمارة سعود بعد أبيه، يرحم الله الجميع، وأراد الله أن يغير طريقة والده الذي قبله، وبغاها ملكا، وبدأ ينقص أمر الدين والدنيا تطغى". (ينظر: تاريخ البلاد العربية السعودية: الدولة السعودية الأولى، الجزء الثاني ص31-32).


يتبع إن شاء الله تعالى...
25 شعبان 1434هـ
https://azeytouna.net/index.php/2012-...53/item/4699-1









قديم 2014-10-21, 12:37   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مناقشة شرعية لسبب خروج الوهابية على الخلافة العثمانية (7):

هل خرج الوهابية على الخلافة العثمانية؟
https://azeytouna.net/index.php/2012-...53/item/5392-7

يقول الشيخ عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف (في دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ص233-240): "ادعى بعض خصوم الدعوة السلفية أن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب قد خرج على دولة الخلافة العثمانية، ففارق بذلك الجماعة، وشق عصا السمع والطاعة… وقبل أن نورد الجواب على شبهة خروج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة، فإنه من المناسب أن نذكر ما كان عليه الشيخ الإمام من اعتقاد وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف. يقول الشيخ الإمام في رسالته لأهل القصيم: (وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه). ويقول أيضاً: (الأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمّر علينا، ولو كان عبداً حبشياً فبين الله له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً. ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند كثير من يدعي العلم، فكيف العمل به). وصرح الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله باعتقادهم في هذه المسألة فقال: (ونرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية). وبعد هذا التقرير الموجز الذي أبان ما كان عليه الشيخ من وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله فإننا نشير إلى مسألة مهمة جواباً عن تلك الشبهة، فهناك سؤال مهم هو: هل كانت نجد موطن هذه الدعوة ومحل نشأتها تحت سيطرة دولة الخلافة العثمانية؟ يجيب الدكتور صالح العبود على هذا السؤال فيقول: (لم تشهد نجد على العموم نفوذاً للدولة العثمانية، فما امتد إليها سلطانها، ولا أتى إليها ولاة عثمانيون، ولا جابت خلال ديارها حامية تركية في الزمان، الذي سبق ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ومما يدل على هذه الحقيقة التاريخية استقراء تقسيمات الدولة العثمانية الإدارية، فمن خلال رسالة تركية عنوانها (قوانين آل عثمان مضامين دفتر الديوان) يعني قوانين آل عثمان في ما يتضمنه دفتر (الديوان) ألفها – يمين علي أفندي – الذي كان أميناً للدفاتر الخاقاني سنة 1018هـ الموافقة 1609م من خلال هذه الرسالة يتبين أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري، كانت دولة آل عثمان تنقسم إلى اثنتين وثلاثون إيالة، منها أربع عشرة إيالة عربية، وبلاد نجد ليست معها ما عدا الإحساء إن اعتبرناه من نجد..). ويقول الدكتور عبد الله العثيمين: (ومهما يكن فإن نجداً لم تشهد نفوذاً مباشراً للعثمانيين عليها قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما أنها لم تشهد نفوذاً قوياً بفرض وجوده على سير الحوادث داخلها لأية جهة كانت، فلا نفوذ بني جبر، أو بني خالد في بعض جهاتها، ولا نفوذ الأشراف في بعض جهاتها الأخرى أحدث نوعاً من الاستقرار السياسي، فالحروب بين البلدان النجدية ظلت قائمة، والصراع بين قبائلها المختلفة استمر حاداً عنيفاً)... فإذا كانت نجد - محل ظهور وانطلاق هذه الدعوة - ليست تحت سيطرة العثمانيين، فكيف ترد هذه الشبهة ويظن أن الشيخ قد خرج على دولة الخلافة ؟. واستكمالاً لهذا المبحث نذكر بعض جواب سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز على ذلك الاعتراض، يقول الشيخ عبد العزيز: (لم يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة العثمانية - فيما أعلم وأعتقد -، فلم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة، وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل … وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة، وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده، فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى …). ويجيب الشيخ محمد نسيب الرفاعي على من ادعى أن هذه الدعوة حركة انقلابية المراد منها خلع الخليفة العثماني، وإعادة الخلافة إلى العرب، فكان مما قاله: (لم يكن ليخطر على بال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن ينقلب على خليفة المسلمين ولا مرّ بخاطره ذلك.. ولكن الملتفين حول الخليفة إذ ذاك من الطرقيين المتصوفة قلبوا له الأخبار، وشوهوها، ليوغروا صدر الخليفة عليهم، وحرضوه عليهم بحجة أنهم أهل حركة انقلابية على الخليفة نفسه، تقصد إرجاع الخلافة إلى العرب.. مع أن من صميم عقيدة الشيخ رحمه الله التي هي العقيدة الإسلامية الحقة أنه لا تنقض الأيدي من طاعة الخليفة القائم إلا أن يروا فيه كفراً بواحاً صراحاً، ولم ير الشيخ شيئاً من هذا حتى يدعو الناس إلى خلع الخليفة، حتى ولو كان الخليفة فاسقاً في ذاته، إن لم يصل فسقه إلى درجة الكفر البواح الصراح، فلا يجوز الانقلاب عليه، ولا الانتقاض على حكمه، وأن الشرع يخالف القيام على السلطان إلا في حالات الكفر البواح الصراح، حتى وإن الحركة – من أولها إلى آخرها – لم يكن للخليفة والخلافة أي علاقة في الدعوة ألبتة، حتى ولما استتب لهم الأمر في نجد والحجاز، أنهم انتقضوا على الخليفة، ولم يكن للخليفة ذكر قط في مراحل الدعوة..). يتبين – من خلال النصّيْن السابقين – جانب من موقف الشيخ من دولة الخلافة فليس هناك عداء أو خصومة لدولة الخلافة. ولذا يقول الدكتور عجيل النشمي: (نستطيع القول باطمئنان أن كتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس فيها تصريح بموقف عدائي ضد دولة الخلافة. - ويقول أيضا: ولم نعثر على أي فتوى له تكفر الدولة العثمانية بل حصر افتاءاته في البوادي القريبة منه التي كان على علم بأنها على شرك..). بل – كما يقول النشمي – أن موقفه من دولة الخلافة هو موقف الناصح الآمر بالمعروف، المنكر لما يخالف الشرع دون أن يتعداه إلى الصدام المسلح، بل كان يتجنبه ويتحاشاه، كما هو واضح في موقفه من الأشراف الذين يحكمون الحجاز باسم دولة الخلافة. ويذكر النشمي بعض الأحداث التاريخية – في زمن الشيخ – التي تثبت ما كان عليه الشيخ الإمام من نبل الموقف، وتقدير الدولة العثمانية وإجلالها... وبهذه النقول المتنوعة ينكشف زيف هذه الشبهة، وتهافتها أمام البراهين العلمية الواضحة من رسائل الشيخ الإمام ومؤلفاته، كما يظهر زيف الشبهة أمام الحقائق التاريخية التي كتبها المنصفون".

أقول: هذا الكلام الذي سماه صاحبه بالبراهين العلمية الواضحة والحقائق التاريخية ليس إلا مجموعة مغالطات لا تمتّ إلى البحث العلمي النزيه بصلة. وإليك الدليل:

1.الوهابية حركة دينية سياسية أسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب واستمرت بعده إلى يومنا هذا، فليست محصورة في شخص المؤسس حتى يستدلّ على موقفها من دولة الخلافة العثمانية من كتابات المؤسس فقط بل يجب أن ينظر إلى الثقافة الوهابية ككلّ وتاريخها من خلال مواقف رجالها كلّهم الذين ورثوا دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب وساروا على نهجه. فالكاتب يدافع عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويؤكّد لنا أنّه لم يكفّر الخلافة العثمانية ولم يكن عدوا لها، ولكنه نسي الحروب التي شنّها أمراء الوهابية على الخلافة ومنهم سعود الذي تحدّى "الدولة العثمانية تحديا صارخا وحاربها، وانتصر عليها خلال فترة من الزمن" (تاريخ البلاد العربية السعودية، للدكتور منير العجلاني، ج2 ص10)، ونسي علماء الوهابية الذين كفروا الخلافة العثمانية ومنهم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف القائل (في الدرر السنية، ج9 ص429): "من لم يعرف كفر الدولة [أي الخلافة العثمانية]، ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين، لم يعرف معنى لا إله إلا الله، فإن اعتقد مع ذلك: أن الدولة مسلمون، فهو أشد وأعظم، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله، وأشرك به، ومن جرهم وأعانهم على المسلمين بأي إعانة فهي ردة صريحة". فهل خالف هؤلاء الوهابية منهج شيخهم أم ساروا على نهجه؟
لقد حاول بعض العلماء من قبل الدفاع عن شخص الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونصرة الحركة الوهابية، إلا أنّهم اصطدموا بحقائق لا يستطيع باحث نزيه تجاهلها وإنكارها. ومن هؤلاء العلماء، الشيخ السيد محمود شكري الألوسي (ت1342هـ\1924م) الذي كان مناصرا لدعوة الشيخ ابن عبد الوهاب فأثنى عليه وعلى حركته في كتاب سماه "تاريخ نجد"، إلا أنه لم يستطع تجاهل بعض الحقائق فسلّم بها قائلا (ص94): "ثم خلف عبد العزيز (سعودا) وهو أيضا قد قاد الجيوش على الخيل العتاق والركائب النجب، وأذعنت له صناديد العرب، وذلت له رؤساؤهم، بيد أنه منع الناس عن الحج، وخرج على السلطان، وغالى في تكفير من خالفهم...". فإن سلمنا جدلا أنّ الشيخ ابن عبد الوهاب لم يخرج على الخلافة، فهل يعني هذا أنّ غيره من أمراء آل سعود لم يخرجوا على الخلافة؟ والجواب: قطعا لا، لأنّ التاريخ يثبت لنا بيقين أنّ أمراء الدولة الأولى (عبد العزيز وسعود وعبد الله) حاربوا الدولة العثمانية وغزوا مناطق تابعة لها. فهل خالف هؤلاء منهج الشيخ ابن عبد الوهاب أم ساروا على نهجه؟ قال ابن غنّام (في تاريخ نجد، ص89-90): "وقد بقي الشيخ [أي ابن عبد الوهاب] بيده الحلّ والعقد، والأخذ والإعطاء، والتقديم والتأخير، ولا يركب جيش ولا يصدر رأي من محمد بن سعود ولا من ابنه عبد العزيز إلا عن قوله ورأيه. فلما فتح الله الرياض... واتسعت ناحية الإسلام، وأمنت السبل، وانقاد كل صعب من باد وحاضر، جعل الشيخ الأمر بيد عبد العزيز بن محمد بن سعود، وفوّض أمور المسلمين وبيت المال إليه، وانسلخ منها، ولزم العبادة وتعليم العلم، ولكنّ عبد العزيز لم يكن يقطع أمرا دونه، ولا ينفذّه إلا بإذنه". فقد كان الشيخ ابن عبد الوهاب على علم بسياسة الدولة وهو الذي حدّد أهدافها ومنهجها ونظامها.

2.يصوّر لنا الكاتب حركة الشيخ ابن عبد الوهاب كحركة علمية تثقيفية دعوية تعنى بنشر التوحيد والعلم الشرعي في مناطق سادها الجهل والشرك؛ ولهذا فإنّ الحركة الوهابية لم تهدد نفوذ دولة الخلافة ولم تساهم في هدمها. وهذا الكلام يخالف الحقيقية.

· قال لويس دو كورانسي (في: الوهابيون: تاريخ ما أهمله التاريخ، ص96): "... مات عبد العزيز [سنة1803م] في الوقت الذي دخل فيه مكة منتصرا فأصبح سيد الجزيرة العربية، وأصاب السلطنة العثمانية بأخطر الضربات. والوهابيون مدينون لهذا القائد بانتصاراتهم الأولى. فهو أول من زعزع بصورة علنية حكم السلطان [أي الخليفة] في آسيا، بعد أن انهار في أوروبا، حيث ما زالت بعض المصالح السياسية تسنده".

· وقال السفير السعودي محمد الفهد العيسى (في الدرعية قاعدة الدولة السعودية الأولى، ص81-82): "... توحدت دولة عربية مسلمة بزعامة سعود بن عبد العزيز، مملكة موحدة من نجد والحجاز واليمن وعمان، دولة شاسعة الأطراف، شعارها التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... اضطربت الدولة العثمانية اضطرابا شديدا لتوحيد جزيرة العرب تحت لواء الدرعية، والدعوة الحازمة، وشعرت بالخوف لا على مقامها في جزيرة العرب فحسب، بل خشيت تقلص سيادتها في مصر وسورية والعراق".

· وقالت الدكتورة مديحة أحمد درويش (في تاريخ الدولة السعودية، ص49): "... قامت الدولة السعودية بطرد القاضيين التركيين من مكة والمدينة وبذلك قضت على أي نفوذ روحي للخليفة العثماني على الحرمين، كما أمر الأمير سعود بإخراج من كان في مكة من الجنود والترك، وقد أثر كل هذا بدوره على مركز السلطان العثماني الديني وأحرج موقفه أمام العالم الإسلامي".

· وقال اليكسي فاسيلييف (في تاريخ العربية السعودية، ص110): "إن تمرد الوهابيين على الإسلام العثماني، كما بينت الأحداث، قد تجاوز كثيرا الإطار الديني واتسم بطابع سياسي عسكري. لقد كان ذلك صداما بين نظام الدولة العربي في الجزيرة وبين الإمبراطورية العثمانية. وصارت راية للحركة الوطنية العربية ضد النفوذ العثماني في الجزيرة".
· وقال الدكتور عبد الفتاح حسن أبو علية (في محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى، ص43): "وتكون الدولة السعودية الأولى بعد دخولها الأحساء قد شكلت خطرا كبيرا يهدد النفوذ العثماني في المنطقة. وكان هذا مؤشرا لقيام صراع طويل ومرير بين الدولة السعودية والدولة العثمانية متمثلا لك في ولاية العراق ثم في الولايات العثمانية العربية الأخرى كولاية الشام وولاية مصر".

· وقال الدكتور فائق حمدي طهبوب (في بحث: الحملة العثمانية على شرقي الجزيرة العربية عام 1871م، ضمن كتاب: الصلات التاريخية بين الخليج العربي والدولة العثمانية، ص251): "وعندما ظهرت الحركة الوهابية في نجد أتت بمفاهيم جديدة تشكل خطرا على فكرة الخلافة العثمانية، ومما زاد الأمر إثارة أن السعوديين استطاعوا إدخال منطقة الأحساء التي تطل على الخليج العربي ضمن أقاليم دولتهم عام 1795 مما أثار حفيظة الدولة العثمانية، فحاولت استرجاعها من السعوديين أكثر من مرة ولكنها فشلت في ذلك".

· وقال آلويس موسيل (في آل سعود: دراسة في تاريخ الدولة السعودية، ص84): "أصبحت في عام 1810م (1225هـ) مناطق عسير والجزء الشمالي من اليمن، ونصف الجزء الغربي من عمان تابعة للدولة السعودية، كما تمكن في هذه الأثناء من إجبار شريف مكة والذي كان آنذاك يقيم في جدة على التبعية له. ونظرا لأن مكة والمدينة كانتا منذ عام 1806م (1220هـ) تابعتين لسعود بن عبد العزيز، فقد أصبح يلقب "خادم الحرمين الشريفين" وبذلك فهو إمام جميع المسلمين؛ إذ إن من تتبع له مكة والمدينة يكون قد حقق أول شروط استحقاق لقب الخليفة. وصل في هذه الأثناء سلطان سعود بن عبد العزيز إلى ذروته، لقد أصبحت جزيرة العرب كلها ليس اسميا فقط وإنما فعليا تحت حكمه....".

فالشيخ ابن عبد الوهاب لم يكن مجرّد عالم يدعو إلى العلم الشرعي بل أسّس دولة (ينظر المقال الأول والثاني) أصابت – وفق تعبير لويس دو كورانسي – " السلطنة العثمانية بأخطر الضربات".

3.ينقل الكاتب عن الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز قوله: "والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة، وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده، فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى...". ومراد الكاتب أن يبيّن لنا أنّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان معترفا بالخلافة العثمانية ولم يخطر بباله "أن ينقلب على خليفة المسلمين ولا مرّ بخاطره ذلك"، ولم يفعل الشيخ سوى رفع لواء الجهاد لتطهير نجد وما حولها من الشرك والمشركين. ولكن، هل يجوز في فقه الشيخ ابن عبد الوهاب الجهاد دون إذن الإمام؟

· قال الشيخ الدكتور صالح الفوزان (في شرح عقيد الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، ص121): " الشرط الثاني: أن يكون الجهاد تحت راية يعقدها ولي أمر المسلمين، وليس كلّ يجاهد، وكلّ يقاتل، وكلّ يكوّن له جماعة، هذا لا يجوز في الإسلام... ولهذا قال الشيخ: (وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام)، أي: إمام للمسلمين يقودهم وينظمهم، ويشرف عليهم، ويعدّ العدّة ويسلّحهم، لا بدّ أن يكون الجهاد تحت راية الإمام وبأمره حتى ينجح الجهاد، أما إذا كان بدون إمام وبدون راية فإنه يؤول إلى الفشل في النهاية، فقوله (مع كل إمام)، دل على أنه يشترط وجود الإمام الذي يقاتل تحت رايته".
· وقال عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن، وحسن بن حسين، وسعد بن حمد بن عتيق، ومحمد بن عبد اللطيف (في الدرر السنية، ج9 ص95-96): "ورأينا أمرا يوجب الخلل على أهل الإسلام، ودخول التفرق في دولتهم، وهو الاستبداد من دون إمامهم، بزعمهم أنه بنية الجهاد، ولم يعلموا أن حقيقة الجهاد ومصالحة العدو، وبذل الذمة للعامة، وإقامة الحدود، أنها مختصة بالإمام، ومتعلقة به، ولا لأحد من الرعية دخل في ذلك، إلا بولايته؛ وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن الجهاد، فأخبر بشروطه بقوله صلى الله عليه وسلم: "من أنفق الكريمة، وأطاع الإمام، وياسر الشريك، فهو المجاهد في سبيل الله" والذي يعقد له راية، ويمضي في أمر من دون إذن الإمام ونيابته، فلا هو من أهل الجهاد في سبيل الله".

· وقال الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان (في الجهاد أنواعه وأحكامه والحدّ الفاصل بينه وبين الفوضى، ص151-153): "وحاصل الأمر كما قال موفق الدين أبو محمد المقدسي رحمه الله: (وأمر الجهاد موكول إلى الإمام واجتهاده)... قال شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله... (إنّ الله يخاطب الإمام، إمام الأمة، لا أنه يخاطب كل واحد، ولهذا قال: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}، وهذا الرجل إذا خرج بدون إذن الإمام خارج عن الجماعة، ومخطئ على نفسه... ولهذا قال العلماء: يحرم الغزو بدون إذن الإمام)... وكذلك استدلّ بعضهم بقول العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله بأن الجهاد لا يشترط له إذن الإمام، وأذّكر أولا بأن أئمة الدعوة يستدل لهم لا يستدل بهم، ثم لا بدّ من معرفة المحامل التي خرج عليها كلام ذلك الإمام، ولا بدّ من تلمح أن الدولة السعودية اختطف إمامها إبراهيم باشا نائب الدولة العثمانية، وذهب به إلى مصر، فحينئذ لا يقال لرجال الدولة السعودية لا جهاد، لأن إمامكم غير موجود. كما أن سائر أئمة الدعوة جميعا يقولون باشتراط إذن الإمام للجهاد، وأئمة الدعوة يتوافقون لأن مصادر تلقيهم واحدة الكتاب والسنة بفهم السلف، فلماذا يعرض هذا البعض عن إجماع أئمة الدعوة، ويتعسّف لكلام إمام منهم مقطوعا عن المحامل التي خرج عليها؟!... وقد تلمح شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله مقاصد الداعين للقتال بدون إذن الإمام، فقال: (لو جاز للناس أن يغزو بدون إذن الإمام لأصبحت المسألة فوضى، كل من شاء ركب فرسه وغزا، ولأنه لو مُكّن الناس من ذلك لحصلت مفسدة عظيمة، فقد تتجهز طائفة من الناس على أنهم يريدون العدو، وهم يريدون الخروج على الإمام، أو يريدون البغي على طائفة من الناس، كما قال الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:9]، فلهذه الأمور الثلاثة ولغيرها أيضا لا يجوز الغزو إلا بإذن الإمام)".

إذن فنحن أمام "إجماع لأئمة الدعوة" (الوهابية\السلفية) بأنه لا يجوز الجهاد إلا بإذن الإمام. وبناء عليه نسأل "أئمة الدعوة": قلتم إنّ من عقيدة الشيخ ابن عبد الوهاب "وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم"، وإنّه لم يخرج على الخلافة، فهل أخذ الشيخ إذن الإمام أو نائبه للجهاد؟

والجواب – كما يعلمه "أئمة الدعوة" - : لم يأخذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب إذن الإمام بل كوّن دولة وعقد له راية ومضى في أمر القتال وفتوح البلدان وجمع الأنفال والفيء والزكاة وتوزيعها من دون إذن الإمام أي الخليفة. قال ابن بشر (في عنوان المجد في تاريخ نجد، ج1 ص45-46): "ثم أمر الشيخ [أي محمد بن عبد الوهاب] بالجهاد لمن عادى أهل التوحيد وسبه وسب أهله، وحضهم عليه فامتثلوا... فأغاروا أظنه على بعض الأعراب فغنموا ورجعوا... فكانت الأخماس والزكاة وما يجبى إلى الدرعية من دقيق الأشياء وجليلها، كلّها تدفع له يضعها حيث يشاء". فهل يصدق عليه قول الشيخ العثيمين: "وهذا الرجل إذا خرج بدون إذن الإمام خارج عن الجماعة"؟

4.هناك حقيقة تاريخية ثابتة بيقين لا ينكرها أحد، وهي وجود دولة في نجد وما حولها يسميها السعوديون بالدولة الأولى (ينظر المقال الأول والثاني) أسسها محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود سنة (1157هـ/1744م)، وهناك حقيقة تاريخية أخرى ثابتة أيضا بيقين لا ينكرها أحد، وهي وجود دولة عثمانية في ذلك الزمن تعرف لدى المسلمين بأنها خلافة إسلامية. فكيف نفسّر قيام دولة وهابية\سعودية بجانب دولة الخلافة؟

يجيبنا بعض علماء الوهابية بقولهم: لم تكن نجد تحت سيطرة الدولة العثمانية. هذا جوابهم، وهو جواب من يتهرّب من الحقيقة التاريخية والشرعية.

فالحقيقة التاريخية، أنّ الدولة الوهابية\السعودية لم تقتصر على نجد بل افتكّت مناطق تابعة للدولة العثمانية وخاضعة لسيطرتها في الحجاز والشام والعراق. قال محمد بن عمر الفاخري (في تاريخه، ص167-171): "وفي سنة 1222هـ... وفيها حج سعود بالناس وقدم المدينة وأخذ شيئا مما في الحجرة [النبوية]. وفيها حججت حجة الإسلام وحج أخي إبراهيم، ولم يحجّ أحد من أهل الأقطار الشاسعة. وفي سنة 1223ه غزا سعود مغزى كربلاء الثاني... ثم وصلوا أشثاثا [بالعراق] وأخذوها ثم رجعوا. وفيه حج سعود بالناس ولم يحج أحد من أهل الأقطار سوى شرذمة قليلة من أهل المغرب وشرذمة قليلة من العجم... وفي سنة 1225هـ... وفيها غزوة الشام، وصل سعود – رحمه الله – إلى قصر المزيريب ونزل في عين البجّة، ثم نزل عند بصرى وغنم ما شاء الله ثم رجع... وفيها حج سعود بالناس حجته السابعة وأوعب معه رعيته للحج، ولم يحج غيرهم أحد...". فالدولة الوهابية\السعودية لم تقتصر على نجد بل بسطت سيطرتها على مناطق تابعة للخلافة كمكة والمدينة، وتحدت سلطة الخلافة فمنعت الناس من الحج فلم يحج أحد سوى سعود ورعيته، ولم تكتف بذلك بل "غزت" العراق والشام. فهذه الأحداث التاريخية ليست من نسج الخيال ولم يختلقها أعداء الدعوة الوهابية بل هي حقيقة تاريخية ذكرها مؤرخو الدعوة الوهابية وأتباعها كالفاخري.

وأما الحقيقة الشرعية فتتمثّل في جواب سؤال: ما هو حكم الشرع في قيام دولة إسلامية بجانب دولة إسلامية أخرى؟
والجواب نأخذه من فقه الدعوة الوهابية: قال الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف في رسالة إلى جمع من المشايخ (في الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ج9 ص78-80): "... ومن شعارهم: أنّ مخالفة ولي الأمر، وعدم الانقياد له فضيلة، وبعضهم يجعله دينا، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وأمر بالصبر على جور الولاة، والسمع والطاعة، والنصيحة لهم، وغلظ في ذلك، وأبدى وأعاد. وهذه: هي التي ورد فيها، ما في الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم"، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ولم يقع خلل في دين الناس أو دنياهم، إلا من الإخلال بهذه الوصية، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بسمع وطاعة". فليتأمل: من أراد نجاة نفسه هذا الشرط، الذي لا يوجد الإسلام إلا به، ومع ذلك استحسن الواقع من استحسنه، وأجاز نصب إمامين، وأثبت البيعة لاثنين، كأنه لم يسمع في ذلك نص: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما؛ أوفوا ببيعة الأول فالأول؛ وما قاله الفاروق رضي الله عنه، في بيعة أبي بكر رضي الله عنه عنهما، لما قال الأنصار – أهل السقيفة – منا أمير ومنكم أمير؛ وما ذهب إليه الحكمان، في شأن علي ومعاوية رضي الله عنهما. فلو كان جائزا في دينهم نصب إمامين، لأقرا عليا على الحجاز والعراق، وأقرا معاوية على مصر والشام، ولكن لم يجدا مخرجا إلا بخلع أحدهما، مع أن عليا رضي الله عنه، لم يقاتل معاوية وأهل الشام، إلا لأجل الجماعة، والدخول في الطاعة، وكان محقا في ذلك رضي الله عنه. وما ذهب إليه الحسن، في خلع نفسه، فلو رأى ذلك جائزا له، لاقتصر على الحجاز والعراق، وترك معاوية وما بيده، لكن لما علم أن ذلك لا يستقيم إلا بخلع أحدهما، آثر الباقي وغض الطرف عن الفاني، وخلع نفسه. وكذلك ما قاله إمام هذه الدعوة النجدية، الشيخ محمد رحمه الله تعالى، لما أراد عبد العزيز: أن يجعل أخاه عبد الله، أميرا في الرياض بعد فتحها، أنكر ذلك وأعظمه، وقال هذا قدح وغيبة لإمام المسلمين، وعضده ونصيره؛ لأنه رأى ذلك وسيلة إلى الفرقة، مع أن عبد الله ما يظن به إلا خيرا، وحسبك به رحمه الله".

ويفسّر لنا الدكتور منير العجلاني (في تاريخ البلاد العربية السعودية، ج2 ص13) سبب عدم موافقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على تسمية عبد العزيز لأخيه عبد الله أميرا على الرياض "مع محبته هو أيضا لعبد الله"، فيقول: "وذلك حرصا على وحدة الدولة الناشئة وقوتها، فلو أن البلدان النجدية توزعت بين عدد من أمراء آل مقرن واستقلّ كل واحد منهم بمملكته الصغيرة لما قامت الدولة السعودية الكبرى". وهذا معنى عبارة الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف: "لأنه رأى ذلك وسيلة إلى الفرقة".

ونقول كما قال الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف: "وحسبك به رحمه الله"؛ فقد كان الشيخ المؤسس للدولة الوهابية حريصا على الجماعة عدوا للتفرقة والتجزئة. ولكن، لماذا استقلّ بدولة في الدرعية، ولم يقل "هذا قدح وغيبة لإمام المسلمين"؟

يتبع إن شاء الله تعالى...
01 محرّم 1435هـ









قديم 2014-10-21, 21:33   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الياس محمد
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقبل أن نورد الجواب على شبهة خروج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة، فإنه من المناسب أن نذكر ما كان عليه الشيخ الإمام من اعتقاد وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف.
يقول الشيخ الإمام في رسالته لأهل القصيم:
(وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه) .

ويقول أيضاً:
(الأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمّر علينا، ولو كان عبداً حبشياً فبين له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً. ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند كثير من يدعي العلم، فكيف العمل به).
وصرح الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله باعتقادهم في هذه المسألة فقال:
(ونرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية) .

وبعد هذا التقرير الموجز الذي أبان ما كان عليه الشيخ من وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله.


فإننا نشير إلى مسألة مهمة جواباً عن تلك الشبهة، فهناك سؤال مهم هو: هل كانت نجد موطن هذه الدعوة ومحل نشأتها
تحت سيطرة دولة الخلافة العثمانية ؟

يجيب الدكتور صالح العبود على هذا السؤال فيقول:

(لم تشهد نجد على العموم نفوذاً للدولة العثمانية، فما امتد إليها سلطانها، ولا أتى إليها ولاة عثمانيون، ولا جابت خلال ديارها حامية تركية في الزمان، الذي سبق ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ومما يدل على هذه الحقيقة التاريخية استقراء تقسيمات الدولة العثمانية الإدارية، فمن خلال رسالة تركية عنوانها (قوانين آل عثمان مضامين دفتر الديوان) يعني قوانين آل عثمان في ما يتضمنه دفتر (الديوان) ألفها – يمين علي أفندي – الذي كان أميناً للدفاتر الخاقاني سنة 1018هـ الموافقة 1609م من خلال هذه الرسالة يتبين أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري، كانت دولة آل عثمان تنقسم إلى اثنتين وثلاثون إيالة، منها أربع عشرة إيالة عربية، وبلاد نجد ليست معها ما عدا الإحساء إن اعتبرناه من نجد..) .
ويقول الدكتور عبد الله العثيمين:

(ومهما يكن فإن نجداً لم تشهد نفوذاً مباشراً للعثمانيين عليها قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما أنها لم تشهد نفوذاً قوياً بفرض وجوده على سير الحوادث داخلها لأية جهة كانت، فلا نفوذ بني جبر، أو بني خالد في بعض جهاتها، ولا نفوذ الأشراف في بعض جهاتها الأخرى أحدث نوعاً من الاستقرار السياسي، فالحروب بين البلدان النجدية ظلت قائمة، والصراع بين قبائلها المختلفة استمر حاداً عنيفاً).

يقول الدكتور عجيل النشمي:

ن نجداً وما جاورها لم تعرها دولة الخلافة أهمية تذكر، وربما كانت سياستها هذه تجاه بلاد نجد لسعة أراضيها، وترامي أطرافها، هذا من جانب، ولتمكن التوزيع القبلي والعشائري من جانب آخر..)
ويقول أمين سعيد في هذا الشأن:

(ولقد حاولنا كثيراً في خلال دراستنا لتاريخ الدولتين الأموية والعباسية، وتاريخ الأيوبيين، والمماليك في مصر، ثم تاريخ العثمانيين الذين جاءوا بعدهم وورثوهم، أن نعثر على اسم وال، أو حاكم أرسله هؤلاء، أو أولئك أو أحدهم إلى نجد أو إحدى مقاطعتها الوسطى، أو الشمالية أو الغربية أو الجنوبية، فلم نقع على شيء، مما يدل على مزيد من الإهمال تحمل تبعته هذه الدول..
على أن الذي استنتجناه في النهاية هو أنهم تركوا أمر مقاطعات نجد الوسطى والغربية إلى الأشراف الهاشميين حكام الحجاز الذين جروا على أن يشرفوا على قبائلها إشرافاً جزئياً) .

ويقول أيضا:
(وكان كل شيخ أو أمير في نجد مستقل استقلالاً تاماً في إدارة بلاده وما كان يعرف الترك، ولا الترك يعرفونه)

ويبين حسين خزعل حال نجد زمن العصر العثماني فيقول:

(ولما حلت سنة 923هـ، وظهرت الدولة العثمانية على المسرح السياسي في جزيرة العرب، - وإن كانت الجزيرة العربية لن تشتمل بالحكم العثماني المركزي المباشر، بل اكتفت الدولة العثمانية بالسلطة الأسمية عليها -، كان كل قطر من أقطار الجزيرة العربية مستقلا بذاته، ولا سيما نجد، فقد كانت العصبيات فيها قائمة على قدم وساق، لكل عشيرة دولة، ولكل حاكم من أولئك الحكام حوزته الخاصة يحكمها حكماً مطلقاً .

ويقول جاكلين بيرين في ذلك:
(ولكن شبه الجزيرة العربية ظلت ممتنعة على الفتح التركي بفضل صحرائها التي هلكت فيها عطشاً الجيوش التي وجهها السلطان سليمان سنة 1550 م)










قديم 2014-10-21, 21:46   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
الياس محمد
محظور
 
إحصائية العضو










B18

فإذا كانت نجد - محل ظهور وانطلاق هذه الدعوة - ليست تحت سيطرة العثمانيين، فكيف ترد هذه الشبهة ويظن أن الشيخ قد خرج على دولة الخلافة ؟.

يقول الشيخ عبد العزيز:
(لم يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة العثمانية - فيما أعلم وأعتقد -، فلم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة، وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل … وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة، وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده، فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى …) ( ).

ويجيب الشيخ محمد نسيب الرفاعي على من ادعى أن هذه الدعوة حركة انقلابية المراد منها خلع الخليفة العثماني، وإعادة الخلافة إلى العرب، فكان مما قاله:
(لم يكن ليخطر على بال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن ينقلب على خليفة المسلمين ولا مرّ بخاطره ذلك.. ولكن الملتفين حول الخليفة إذ ذاك من الطرقيين المتصوفة قلبوا له الأخبار، وشوهوها، ليوغروا صدر الخليفة عليهم، وحرضوه عليهم بحجة أنهم أهل حركة انقلابية على الخليفة نفسه، تقصد إرجاع الخلافة إلى العرب.. مع أن من صميم عقيدة الشيخ رحمه الله التي هي العقيدة الإسلامية الحقة أنه لا تنقض الأيدي من طاعة الخليفة القائم إلا أن يروا فيه كفراً بواحاً صراحاً، ولم ير الشيخ شيئاً من هذا حتى يدعو الناس إلى خلع الخليفة، حتى ولو كان الخليفة فاسقاً في ذاته، إن لم يصل فسقه إلى درجة الكفر البواح الصراح، فلا يجوز الانقلاب عليه، ولا الانتقاض على حكمه، وأن الشرع يخالف القيام على السلطان إلا في حالات الكفر البواح الصراح، حتى وإن الحركة – من أولها إلى آخرها – لم يكن للخليفة والخلافة أي علاقة في الدعوة ألبتة، حتى ولما استتب لهم الأمر في نجد والحجاز، أنهم انتقضوا على الخليفة، ولم يكن للخليفة ذكر قط في مراحل الدعوة..)


يتبين – من خلال النصّيْن السابقين – جانب من موقف الشيخ من دولة الخلافة فليس هناك عداء أو خصومة لدولة الخلافة.
ولذا يقول الدكتور عجيل النشمي:
(نستطيع القول باطمئنان أن كتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس فيها تصريح بموقف عدائي ضد دولة الخلافة)
(فكانت سياسة الشيخ وموقفه تجاه الحجاز أنه لم يؤثر عنه طوال حياته تحريض أو استعداء أو دعوة لحربها، أو الاستيلاء عليها لشعوره أن ذلك الفعل قد يسفر على أنه خروج على دولة الخلافة.
لم تحرك دولة الخلافة ساكناً، ولم تبدر منها أية مبادرة امتعاض، أو خلاف يذكر رغم توالي أربعة من سلاطين آل عثمان في حياة الشيخ..)

















قديم 2014-10-21, 12:20   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مناقشة شرعية لسبب خروج الوهابية على الخلافة العثمانية (2)



أدوار تاريخ الدولة الوهابية/السعودية:

قال الدكتور منير العجلاني (في تاريخ البلاد العربية السعودية: الإمام تركي بن عبد الله، ص14): "اتفق المؤرخون المحدثون على تقسيم التاريخ السعودي إلى ثلاثة أدوار: الدور الأول، وسموه: الدولة السعودية الأولى. الدور الثاني، وسموه: الدولة السعودية الثانية. الدور الثالث، وسموه: المملكة العربية السعودية".

أما الدولة السعودية الأولى: فقد تأسست سنة (1157هـ/1744م) وانهارت سنة (1233هـ/1818م). وقد تولى الحكم فيها:
1. محمد بن سعود: من سنة 1744م إلى سنة 1765م
2. خلفه: عبد العزيز بن محمد بن سعود: من سنة 1765م إلى سنة 1803م
3. خلفه: سعود بن عبد العزيز بن محمد: من سنة 1803م إلى سنة 1813م
4. خلفه: عبد الله بن سعود بن عبد العزيز: من سنة 1813م إلى سنة 1818م

ومن أشهر مشايخ الدولة الأولى: الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والشيخ حسين بن عبد الوهاب، والشيخ عبد الله بن عبد الوهاب، والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

وأما الدولة السعودية الثانية: فقد تأسست سنة (1240هـ/1824م) وانهارت سنة (1309هـ/1891م). ومؤسسها هو تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود (ت1249هـ/1834م)، وتولى الحكم من بعده ابنه فيصل بن تركي، ثم تولى الحكم بعده عبد الله بن فيصل، وسعود بن فيصل، وعبد الرحمن بن فيصل.

ومن أشهر مشايخ الدولة الثانية: عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، وعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، وعبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين.

وأما الدولة السعودية الثالثة المسماة بالمملكة العربية السعودية: فقد تأسست سنة (1344هـ/1926م) وهي السنة التي لقّب فيها عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها. وفي سنة (1351هـ/1932م) أصدر الملك عبد العزيز أمرا ملكيا بتوحيد البلاد في دولة واحدة تدعى: المملكة العربية السعودية. وقد تولى الحكم بعد وفاته سنة (1956م) ابنه سعود، ثم ابنه فيصل، ثم ابنه خالد، ثم ابنه فهد، ثم ابنه عبد الله.

ومن أشهر مشايخ الدولة الثالثة: محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، وسليمان بن سحمان، وعبد الله العنقري، وعبد الله بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، وعبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين.

نظام الحكم في الدولة الوهابية/السعودية الأولى:
أسّس الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود دولة يمكن أن نصفها بالإمارة إسلامية تقوم على نظام محدد. "ويشتمل هذا النظام على المناصب التالية:

- الإمام (الحاكم): وهو في قمة النظام السياسي وهو الرئيس الأعلى للدولة وصاحب السلطات الفعلية. ولقب الإمام يشتمل على الزعامتين: الدينية والسياسية... فالإمام هو المشرف العام على جميع شؤون الدولة... ويقيم الإمام ويمارس مهام عمله في الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى. وكان له ديوان في قصره يجتمع فيه مع مستشاريه وقضاته وأمرائه ورؤساء الأقاليم وشيوخ القبائل والعلماء.

- ولي العهد: كانت ولاية العهد في الدولة السعودية الأولى تعهد إلى الابن الأكبر من أبناء الإمام الحاكم. فكان الإمام يعهد لأكبر أبنائه بمهمة ولاية العهد ويعهد إليه بقيادة الجيوش الغازية. ويعطينا ابن بشر وصفا لما كان يتم عند إعلان ولاية العهد فيقول: "أمر الشيخ محمد [ابن عبد الوهاب] رحمه الله تعالى أهل بلدان نجد وغيرهم أن يبايعوا سعود بن عبد العزيز – رحمه الله –، وأن يكون ولي العهد بعد أبيه وذلك بأمر بعبد العزيز فبايعه جميعهم". ومن سلطات ولي العهد وواجباته أنه ينوب عن الإمام في القيام بمهام الدولة أثناء غيابه في حالات الغزو والمرض...

- أمراء الأقاليم: كان الإمام يعيّن على أقاليم دولته أمراء يطلق عليهم لقب أمراء الأقاليم أو حكام الأقاليم. وقد وجدت هذه المناصب العليا في المناطق لتسدّ الحاجة الإدارية بعد أن توسعت الدولة فشملت العديد من المناطق...
- الشورى: كان الإمامان محمد بن سعود وابنه عبد العزيز يستشيران الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كل أمور الدولة بخاصة القضايا الدينية منها. إلى جانب هذا فكان الإمامان يستشيران العلماء وأصحاب الرأي في البلاد بخاصة أولئك الذين يقيمون في الدرعية. وقد تطور أمر الشورى في عهد الإمام سعود الكبير...". (نقلا عن: محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى، للدكتور عبد الفتاح أبو علية ص109-112 بتصرف).

وهنا يرد سؤال يتعلّق بحاكم الدولة الأولى بعد تأسيسها: هل هو الشيخ ابن عبد الوهاب أم الأمير ابن سعود؟

الناظر في تاريخ نجد لابن غنّام يجد أنّه كثيرا ما يقرن بين الاسمين حين الحديث عن كثير من الأمور المتعلقة بالدولة وإدارتها. ومثال ذلك: يقول (ص95): "أرسل هو [أي الشيخ ابن عبد الوهاب] والأمير محمد بن سعود إلى دهام بن دوّاس... واجتهدا في نصحه ما وسعهما الاجتهاد..."، ويقول (ص99): "فأرسل إلى الشيخ وإلى محمد بن سعود يستشفع إليهما، ويطلب منهما الصفح عن تخلفه، فقبلا عذره رجاء منهما ألا يعود..."، ويقول (ص100): "من غير مشورة الشيخ وابن سعود"، ويقول(ص104): "وفي هذه السنة ارتدّ إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن أمير ضرمى، ونقض عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود". ويقول (ص106): "فأتوا إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود..."، ويقول (ص108): "فرفعوا أمرهم إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود". وقد يفهم من هذا أنّ الدولة كانت تدار من الشيخ والأمير معا وفق قاعدة الشورى، وأنّ هذا كان معلوما في داخل الدولة وخارجها.

ولكن قال ابن غنّام (في تاريخ نجد، ص89-90): "وقد بقي الشيخ [أي ابن عبد الوهاب] بيده الحلّ والعقد، والأخذ والإعطاء، والتقديم والتأخير، ولا يركب جيش ولا يصدر رأي من محمد بن سعود ولا من ابنه عبد العزيز إلا عن قوله ورأيه. فلما فتح الله الرياض... واتسعت ناحية الإسلام، وأمنت السبل، وانقاد كل صعب من باد وحاضر، جعل الشيخ الأمر بيد عبد العزيز بن محمد بن سعود، وفوّض أمور المسلمين وبيت المال إليه، وانسلخ منها، ولزم العبادة وتعليم العلم، ولكنّ عبد العزيز لم يكن يقطع أمرا دونه، ولا ينفذّه إلا بإذنه". ويفهم من هذا النص أن الشيخ ابن عبد الوهاب كان هو الحاكم الفعلي للدولة.

ويبدو أن هذا الأمر كان مشتهرا ومستقرا في أذهان الناس، "حتى قال الرحالة نيبوهر في كتابه (صفة جزيرة العرب): إن رئيس البلاد النجدية هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب" (عن تاريخ البلاد العربية السعودية: الدولة السعودية الأولى، الجزء الثانيص35)، ولذلك "سئل الشيخ: عبد الله أبا بطين [ت1282هـ]، إذا قال بعض الجهال: إن من شرط الإمام أن يكون قرشيا، ولم يقل عارضيا، يشير إلى أنه قد ادّعاها من ليس من أهلها، يعني محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ومن قام معه وبعده بما دعا إليه...؟ فأجاب: إذا قال بعض الجهال ذلك، فقل له: ولم يقل: تركيا، فإذا زال هذا الأمر عن قريش، فلو رجع إلى الاختيار لكان العرب أولى به من الترك، لأنهم أفضل من الترك، ولهذا ليس التركي كفوا للعربية، ولو تزوج تركي عربية كان لمن لم يرض من الأولياء فسخ هذا النكاح، وهذا الذي يعظمه الناس تركي لا قرشي، وهم أخذوها بغيا على قريش، ومحمد بن عبد الوهاب رحمه الله ما ادّعى إمامة الأمة، وإنما هو عالم ودعا إلى الهدى، وقاتل عليه ولم يلقّب في حياته بالإمام، ولا عبد العزيز بن محمد بن سعود، ما كان أحد في حياته منهم يسمى إماما، وإنما حدث تسمية من تولى إماما بعد موتهما. وأيضا: فالألقاب أمرها سهل، وهذا كل من صار وليا [واليا] في صنعا يسمّى إماما، وصاحب مسكة يلقب كذلك...". (نقلا عن الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ج9 ص8-9).

نقف وقفة قصير مع هذا الجواب لنقول:

1. لا ندري لماذا وصف السائل بلفظ "بعض الجهال" مع أنه سأل سؤالا شرعيا وجيها يتعلق بشرط الإمامة؟

2. لا ندري كيف يكون العربي أفضل من التركي مع أنّ الله عز وجلّ قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير}، وعن أبي نضرة قال: حدثني من سمع خطبة رسول الله rفي وسط أيام التشريق فقال: «يا أيها النّاس، ألا إنّ ربكم واحد، وإنّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى» (رواه أحمد في المسند).

3. يقول الشيخ: "وهذا الذي يعظمه الناس تركي لا قرشي، وهم أخذوها بغيا على قريش"، فمن هذا التركي الذي يعظمه الناس؟ إنه الخليفة العثماني، فلماذا لا يذكر الشيخ لقبه؟ وما هاته التي أخذوها بغيا؟ إنّها "الخلافة"، فلماذا لا يذكرها الشيخ؟

4. يقول الشيخ: "وإنما حدث تسمية من تولى إماما بعد موتهما"، ونحن نسأل: تولى ماذا يا شيخ حتى لقّب بالإمام؟ هل تولى شركة أو مشيخة أو إمارة أو خلافة أو سلطنة؟ لا شكّ أنه تولى الحكم فلقّب بالإمام. ثمّ إذا كان اللاحق الذي تولى الحكم قد لقّب بالإمام، فمن البديهي أن يلقّب السابق بالإمام؛ لأنه مصدر الإمامة وأصلها ومؤسسها وإن لم يلقّب في حياته بالإمام كما يقول الشيخ.

5. يقول الشيخ: " فالألقاب أمرها سهل"، وهذا غير صحيح؛ لأنّه لا يتلقب بلقب الإمام (وهو لقب شرعي يدل على الرئاسة الدينية والسياسية) إلا من يزعم أنه مستحقّ للإمامة، وإلاّ لما تلقب بها. ولو كان أمر الألقاب سهلا لجاز أن يتسمى كل إنسان بالإمام، وهو ما لا يقوله أحد من الناس.

6. يقول الشيخ: "ولم يلقّب في حياته بالإمام، ولا عبد العزيز بن محمد بن سعود، ما كان أحد في حياته منهم يسمى إماما"، وهذا غير صحيح كما سنبينه. والظاهر أنّ الشيخ يتهرّب من الحقيقة خشية أن يوصف ابن عبد الوهاب بالخروج عن الخلافة العثمانية.

ونعود إلى أصل المسألة: قال ابن غنّام - مؤرخ الدولة الوهابية/السعودية- (في تاريخ نجد، ص129): "وفي ربيع الأول أيضا من هذه السنة [1179هـ] اختار الله الأمير محمد بن سعود إلى جواره وكان قد ولّى بعده ابنه عبد العزيز إماما للمسلمين، فبايعه الناس على ذلك: خاصهم وعامهم، حضرهم وبدوهم، دانيهم وقاصيهم. وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو رأس ذلك النظام المحكم لعقده. فأسقط الأمير عبد العزيز جميع المظالم والمغارم، وارتفع عمود الحقّ، وأقبلت الدنيا على رعيته، وسارت بفتوحه الركبان، وطارت قلوب أهل الضلال فزعا". وقال (ص170) "وفي هذه السنة [1202هـ] أمر الشيخ العلامة محي السنة الإمام محمد بن عبد الوهاب المسلمين أن يبايعوا سعودا على الإمارة بعد أبيه، فنهض إليه الناس كافة، وبايعه أهل التوحيد والإيمان جميعا، وتعاقدوا على التزام الطاعة...". وهذا يبيّن لنا بوضوح واقع النظام في الدولة الأولى؛ فالحاكم الذي يعرف بإمام المسلمين هو من آل سعود، ويسمى عندهم بالأمير، وعنه يتوارث الحكم بولاية العهد، وأمّا الشيخ محمد بن عبد الوهاب (الذي سماه ابن غنام بالإمام) فقد كانت له الإمامة الدينية مع تفويض بالحكم من الأمير محمد بن سعود. والظاهر أنّ محمد بن سعود فوّض إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب الحكم في أمور كثيرة نظرا لمكانة الشيخ وامتلاكه لرؤية شرعية تتعلّق بالدولة ونظامها وأجهزتها وإدارتها، ولكن بعد وفاة الشيخ أخذت الأمور مجراها الطبيعي وأصبح الأمر كلّه بيد آل سعود مع حفظ مكانة آل الشيخ وإمامتهم الدينية. قال الدكتور منير العجلاني (في تاريخ البلاد العربية السعودية: الدولة السعودية الأولى، الجزء الثانيص13): "كان الشيخ حسين وإخوانه أبناء الشيخ أعظم الوزراء – أو المستشارين – عند عبد العزيز، وكان على رأيهم المعوّل في الأمور الدينية...".

يتبع إن شاء الله تعالى...
27 شعبان 1434هـ
https://azeytouna.net/index.php/2012-...53/item/4719-2









قديم 2014-10-21, 12:24   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مناقشة شرعية لسبب خروج الوهابية على الخلافة العثمانية (3)

موقف الخلافة العثمانية من الوهابية:
https://azeytouna.net/index.php/2012-...53/item/4755-3

ظهرت الدعوة الوهابية في منطقة نجد وتمكنت من تأسيس إمارة سنة 1157ه/1744م، ومع ذلك لم يبلغ إلى مسامع الخلافة العثمانية خبر هذه الدعوة رسميا إلا سنة 1162هـ/1749م عن طريق واليها في مكة الشريف مسعود. قال الأستاذ إسماعيل حقي جارشلي (في أشراف مكة المكرمة وأمرائها في العهد العثماني، ترجمة خليل علي مراد، ص179): "أرسل الشريف مسعود [أمير مكة] عريضة إلى الحكومة في 1162هـ/1749م أشار فيها إلى وجود شخص من أهالي العيينة، وهي إحدى قرى نجد، يدعى محمد بن عبد الوهاب يصدر اجتهادات. وقد ردت الحكومة على عريضة الشريف بكتاب جوابي في سنة 1163ه طلبت منه إقناع هذا الشخص. وأمرت والي ولاية حبش ومتصرف جدة وشيخ الحرم المكي عثمان باشا بأن يعمل بنشاط مع أمير مكة المكرمة بهذا الخصوص".

وهذا نص الجواب والأمر السلطاني من الخليفة العثماني محمود الأول (تولى من سنة1143ه إلى سنة 1168ه): "أمر إلى أمير مكة المكرمة حاليا الشريف مسعود دام سعده. لقد ظهر شخص سيء المذهب (bed mezheb) في العيينة وهي إحدى قرى نجد في جهة الشرق وقام بإصدار اجتهادات باطلة ومخالفة للمذاهب الأربعة ونشر الضلالة والترغيب بها. وبناء على إعلامكم إيانا واقتراحكم السابق فإن عليكم المبادرة إلى زجر وتهديد المفسد المذكور وأتباعه بمقتضى الشرع المطهر وإمالتهم إلى طريق الصواب، أما إذا أصروا على معلنتهم فإن عليكم إقامة وتنفيذ الحدود الإلهية الواجبة شرعا. وقد أصدرت إليكم يا شريف مكة المشار إليه أمري هذا خطابا. ولما كنتم قد أبلغتم الدولة العلية في كتبكم الواردة إلى دار السعادة (اسطنبول) بحاجتكم إلى الإمدادات والمعونات بسبب تمكن الملحد من كسب سكان تلك المناطق إلى جانبه بكل الحيل بحيث لم يعد ممكنا التقرب من تلك الأطراف فإن التقاعس بخصوص هذا الشخص المذكور (محمد بن عبد الوهاب) سيؤدي إلى ظهور حاجة إلى قوات أكثر عددا لمحاربة الشخص المذكور. لقد صدر أمر السلطاني بخصوص سيركم ضد الشخص المذكور واستئصاله. وأن إيذاءهم بسيف الشريعة وتطهير الأراضي المقدسة (منهم) يعتبر عقوبة (سياست) لهم وواجبا يفرضه الدين. ولأجل تسديد مصاريف رواتب ومؤن العساكر الذين ستقومون بتسجيلهم لهذه المهمة فقد أنعمت عليكم بمبلغ 25 كيس رومي من الأقجات من إرسالية مصر لسنة 1163 هـ... (أرشيف رئاسة الوزراء – وثائق الداخلية تصنيف جودت – الرقم 6716 أواسط شوال 1164ه)". (عن هامش أشراف مكة المكرمة، ص179-180).

طلب الخليفة من أمير مكة أن يعمل على إقناع الشيخ ابن عبد الوهاب وأتباعه، وهذا يعني أنه طلب منه مناقشتهم لبيان خطأ دعوتهم، فإن أصروا على رأيهم وأبوا الرجوع إلى الحقّ فإنّ عليه محاربتهم دون تقاعس؛ لأنّ التقاعس "سيؤدي إلى ظهور حاجة إلى قوات أكثر عددا لمحاربة الشخص المذكور".

توفي الشريف مسعود بن سعيد ربيع الآخر 1165ه/شباط 1752م ولم ينفذ ما طلبه الخليفة منه. وبعد موته اضطرب حال الإمارة في مكة وشهدت البلاد انتفاضات وحروب بين الأشراف من أجل المنصب. وأما الدولة الوهابية /السعودية فقد استغلت الظرف السياسي جيدا وأخذت في التوسع، "وفي سلسلة من الانتصارات العسكرية نشر عبد العزيز الأول ابن محمد بن سعود الدعوة الإصلاحية في كل الجزيرة العربية وخارجها؛ في سوريا والعراق وحتى في آسيا الوسطى خارج العالم العربي. وبفضل القبائل البدوية المحاربة في أواسط الجزيرة تغلغلت الوهابية جنوبا حتى في عمان، وغربا في الحجاز، وشمالا في العراق، وشرقا في الإحساء. وأكمل سعود خلف عبد العزيز انتصارات أبائه وأجداده إذ ضم الأماكن المقدسة، مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى الإمبراطورية السعودية الوهابية. وهكذا لاقت دعوة محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية التي حملتها أسلحة آل سعود إتباعا أكثر. وفي فجر القرن التاسع عشر، امتدّت الإمبراطورية السعودية من البحر الأحمر حتى الخليج العربي، ومن عمان حتى بلاد ما بين النهرين". (نقلا عن: جزيرة العرب، لجان جاك بيربي، ص48-49).

وقد حاولت الدولة العثمانية مرات عديدة إيقاف توسع الدولة الوهابية/السعودية، إلا أنها لم تنجح:

1. حاولت عن طريق ولاية العراق: في حملة أولى "قام بها ثويني بن عبد الله رئيس قبائل المنتفق على القصيم عام 1201ه/1786م ومعه جموع غفيرة من المنتفق وأهل المجرة والزبير وبوادي شمّر وغالبية طي"، ولكن فشلت حملته. وحاولت في حملة ثانية قام بها ثويني نفسه بتجهيز من والي بغداد سليمان باشا، ولكنه قتل ففشلت حملته الثانية. "ولما رأى العثمانيون عدم نجاح هذا الأسلوب قرروا اتخاذ إستراتيجية جديدة تعتمد فيها الدولة على الجيش النظامي"، فجهّزوا حملة علي كيخيا التي "ضمت الجند المدرب والعشائر والأكراد وقبائل الخزاعل الشيعية"، ولكنها فشلت فشل الأولى والثانية. "وقد أدى هذا الأمر إلى اقتناع السلطات العثمانية في استنبول بأن العراق العثماني لا يصلح بحال من الأحوال أن يقود الحركة الهجومية العثمانية ضد السلفيين". (ينظر: محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى، لعبد الفتاح أبو علية، ص47- 54).

2. حاولت عن طريق أمراء مكة ومنهم الشريف غالب الذي عزلته الحكومة العثمانية فيما بعد لتقاعسه في حرب الخوارج كما يفهم من نص خطاب السلطان محمود الثاني (تولى من سنة 1223ه إلى سنة 1255ه) إلى والي مكة الجديد الشريف يحي بن سرور، وقد جاء فيه قوله: "أصبح معلوما لدى جنابنا السلطاني بأن سلفكم أمير مكة السابق الشريف غالب بن مساعد قد سلك مسلكا يخالف مقتضيات الإمارة إضافة إلى طمعه وتقاعسه وبصورة خاصة عدم وقوفه بحزم ضد الخارجين (الوهابيين)...". (نقلا عن أشراف مكة المكرمة، ص199).

3. حاولت عن طريق مسقط/عمان ولكن الإنجليز أفسدوا مخططها. قال ألويس موسيل (في كتاب: آل سعود: دراسة في تاريخ الدولة السعودية، ترجمة د. سعيد بن فايز السعيد، ص80-81): "رحل في الخريف السيد سلطان [بن أحمد البوسعيدي] إمام مسقط من عمان إلى البصرة كي يبرم حلفا مع الحكومة التركية ضد خصمه سعود بن عبد العزيز. لقد تمت المحادثات بينه وبين مبعوث حاكم بغداد في قرية الجابدة، واعترف بتبعيته للحكومة العثمانية التي وعدته مقابل ذلك بتقديم المساعدات الفعالة في هذا الشأن. وعن طريق هذا الاتفاق اتسع النفوذ التركي ليشمل جميع ممتلكات إمام مسقط الواقعة في شبه الجزيرة العربية وفي بلاد فارس وفي شرق أفريقيا، وهذا التوسع العثماني في المنطقة كان بالتأكيد لا يتفق مع مصالح بريطانيا التي كانت في ذلك الوقت ترعى مصالحها في الخليج العربي بكل همة، لذلك يجب على إمام مسقط أن ينتهي، وهذا ما تم فعلا، فخلال رحلة إيابه إلى مسقط تعرضت السفينة المقلة له لقراصنة البحر فقتلوه [1804م]. وبعد رحيله تمت المصالحة بين خليفته بدر والإمام سعود بن عبد العزيز".

"بعد فشل ولاية العراق في مقاومة السلفيين والقضاء على دولتهم، وبعد أن جربت الدولة موقف أشراف الحجاز وعملهم المضاد ضد الدولة السعودية، حيث لم يعط النتائج المطلوبة، وبعد أن جربت رد الفعل الشامي تجاه السلفيين؛ بعد هذه المحاولات جميعها، قررت الدولة العثمانية أن تكلف واليها في مصر للقيام بمهمة القضاء على الدولة السعودية". (عن محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى، لعبد الفتاح أبو علية، ص65). وبعد حملات متعددة استطاع والي مصر محمد علي أن يخرج الوهابية من مكة والمدينة، ثم تمكن ابنه إبراهيم باشا (سنة 1233ه/1818م) من افتكاك الدرعية معقل الوهابية وانتهت الحملة بتسليم عبد الله بن سعود لنفسه. وهكذا انتهت الدولة الوهابية/السعودية الأولى.

والخلاصة:كانت الدولة العثمانية تنظر إلى الوهابية كخوارج، ويظهر هذا بوضوح في رسالة وجهها والي الشام سليمان باشا سنة 1222ه إلى سعود بن عبد العزيز، ومما جاء فيها قوله: "من سليمان والي أقاليم الشام من طرف الدولة العثمانية أيّدها الله إلى يوم القيامة وثبتها على عقيدة أهل السنة والجماعة، إلى سعود بن عبد العزيز... أنتم أعراب سكان البادية، فئة نجدية، فئة مسيلمة الكذاب، اعتقاداتكم محدثة وبدعة، قوم جهلة بقواعد أئمة الدين أهل السنة والجماعة، أنتم طائفة باغية، خوارج عن اعتقاد أهل السنة والجماعة السلطانية، فإن كانت شهوتكم في إعانة الإسلام بالمقاتلة والمعاندة، فقاتلوا أعداء الدين الكفرة الفجرة، لا الملة الإسلامية، ولا افتتانها، قال عليه الصلاة والسلام: "المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه". وكيف تخاطبون أهل الإسلام مخاطبة الكفار، وتقاتلون قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر؟ قال عليه الصلاة والسلام: "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، وقال تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (سورة فاطر، الآية: 8)، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من قال إن الناس هلكوا فهو أهلكهم" كما في الحديث … فأي حالة أسوأ وأضل وأعظم ظلماً من قتال المسلمين، واستباحة أموالهم وأعراضهم، وعقر قراهم من نواحي الشام، التي هي خيرة الله في أرضه، وتكفير المسلمين، وأهل القبلة والتجري على ذلك، وعلى مخاطبة المسلمين بما خوطب به الكفار؟، فلم يُسمع ذلك من أئمة الدين إلا من الفرق الضالة. وكيف تدَّعون العلم وأنتم جاهلون، بل أنتم خوارج، في قلوبكم زيغ تبغون الفتنة، وتريدون الملك بالحيلة، وقد خلت أمثالكم زائلة، والأمور بأوقاتها مرهونة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واحتسبنا بالله وتوكلنا على الله، ويكفيكم عبرة قصة الشيخ النجدي، ونسبتكم إليه، ومسكنكم واديه، وتكفينا شامنا، وعزة ربه، فإن كان لكم فهم ورشد وهدى، يكفيكم هذا القدر من الكلام مختصراً، فارجعوا إلى أوطانكم كما كنتم، وكفُّوا شركم من قريب وبعيد، فلا بأس عليكم، وإلا فنغمد سيوفنا فيكم، واحتسبنا بالله عليكم، قال تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (سورة الحجرات، الآية: 9). وجزاء الذين يسعون فيالأرض فساداً أن يقتلوا في شريعة الله، والسلام على من اتبع الهدى وترك الفتنة والأذى". (نقلا عن: موسوعة مقاتل من الصحراء www.moqatel.com).

موقف العلماء من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:

قال ابن غنّام (في تاريخ نجد، ص84): "وانقسم الناس فيه [أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب] فريقين: فريق تابعه وبايعه وعاهده على ما دعا إليه، وفريق عاداه وحاربه وأنكر ذلك عليه، وهم الأكثر". ويفهم من هذا أن كثيرا من العلماء رفضوا دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب، "وصنّفوا – كما في تاريخ نجد ص85 – المصنّفات في تبديعه وتضليله وتغييره للشرع والسنة، وجهله وغوايته".

"ويذكر الدكتور عبد الله العثيمين عددا - تقريبا - لأولئك الخصوم في نجد آنذاك، وتنوع مواقفهم فيقول: (واضح من رسائل الشيخ (الشخصية) أن دعوته لقيت معارضة شديدة من قبل بعض علماء نجد، فالمتتبع لها يلاحظ أن أكثر من عشرين عالما أو طالب علم وقفوا ضدها في وقت من الأوقات، ويأتي في مقدمة هؤلاء المعارضين عبد الله المويس من حرمة، وسليمان بن سحيم من الرياض، ويستفاد من هذه الرسائل أن معارضي الشيخ من النجديين كانوا مختلفي المواقف، فمنهم من عارضه واستمر في معارضته مثل المويس، ومنهم من كان يعترف في بداية الأمر بأن ما جاء به الشيخ أو بعضه حق، لكنه غيّر موقفه مع مرور الزمن مثل ابن سحيم، ومنهم – أيضاً – من كان متأرجحاً في تأييده ومعارضته مثل عبد الله بن عيسى)...". (نقلا عن دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لعبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف، ص32).

ويمكن لنا أن نقسم موقف العلماء من الدعوة الوهابية إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

- قسم أول: وافق الشيخ في دعوته، وبعبارة ابن غنّام "تابعه وبايعه وعاهده على ما دعا إليه"، وهم أقلية.

- قسم ثاني: خالف الشيخ وردّ دعوته وأنكر عليه، وعدّه وجماعته من الخوارج، وهم أغلب العلماء.
ومنهم العلامة محمد أمين الشهير بابن عابدين الحنفي (1198-1252ه) الذي قال (في حاشيته ردّ المحتار على الدر المختار، ج6 ص413): "مطلب في أتباع عبد الوهّاب الخوارج في زماننا: قوله: (ويكفرون أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم) علمت أن هذا غير شرط في مسمى الخوارج، بل هو بيان لمن خرجوا على سيدنا علي رضي الله تعالى عنه، وإلا فيكفي فيهم اعتقادهم كفر من خرجوا عليه، كما وقع في زماننا في أتباع عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة، لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون، واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم، حتى كسر الله تعالى شوكتهم وخرّب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف...".
ومنهم العلامة أحمد بن محمد الصاوي المالكي (1175- 1241ه) الذي قال (في حاشيته على تفسير الجلالين، سورة فاطر ج3 ص255): "... وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد الآن في نظائرهم وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية {يحسبون أنهم على شيء ألا إنّهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إنّ حزب الشيطان هم الخاسرون} نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم...".

قسم ثالث: ويشمل بعض العلماء الذين مدحوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية ورأوا فيها بصيص أمل لمعالجة الركود الفكري المخيم على المسلمين بعامة، إلا أنّهم تراجعوا عن موقفهم ووجهوا انتقادات للدعوة الوهابية، ومنهم الأمير الصنعاني والشوكاني.
أما العلامة محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الشهير بالأمير الصنعاني (ت1182ه) فقد قال: "لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد، يقال له محمد بن عبد الوهاب، ووصل إلينا بعض تلاميذه، وأخبرنا عن حقائق أحواله، وتشميره في التقوى، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة 1163ه وأرسلناها من مكة المشرفة وهي:

سلام على نجد ومن حلّ في نجد ... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي

إلى آخر القصيدة التي مدح فيها الشيخ محمد رحمه الله ودعوته. ثم قال الأمير بعد ذلك: لما بلغت هذه الأبيات نجد، وصل إلينا بعد أعوام من أهل نجد عالم يسمى مربد بن أحمد التميمي، وكان وصوله في شهر صفر سنة 1170هـ ، وأقام لدينا ثمانية أشهر، وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطه، وفارقنا في عشرين شوال سنة 1170هـ راجعا إلى وطنه ووصل من طريق الحجاز مع الحجاج.وكان قد تقدمه في الوصول إلينا الشيخ عبد الرحمن النجدي، ووصف لنا من حال محمد بن عبد الوهاب أشياء أنكرناها فبقينا مترددين فيما نقله الشيخ عبد الرحمن النجدي، حتى وصل إلينا الشيخ مربد، وله نباهة وأوصل بعض رسائل ابن عبد الوهاب، وحقق لنا أحواله، وكانت أبياتنا قد طارت كل مطار... ولما أخذ علينا الشيخ مربد تأكدنا من ذلك، ورأينا أنه يتعين علينا نقض ما قدمناه وحل ما أبرمناه، فكتبت أبياتا وشرحها وهي:

رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي ... فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مربد ... فحقق من أحواله كل ما يبدي

إلى آخر القصيدة. اهـ. ملخصا من ديوان الصنعاني المطبوع". (نقلا عن: علماء نجد، لمحمد بن صالح البسام، ج6 ص417-418 ).
وقد ألّف الشيخ سليمان بن سحمان كتابا (عنوانه: تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير أهل الكذب والبين) يكذّب فيه القصيدة المنسوبة إلى الأمير الصنعاني التي تدلّ على تراجعه. قال (ص3): "فلما تأملتها علمت يقينا أنها موضوعة مكذوبة على الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني... وقد بلغني أن الذي وضع هذا النظم وشرحه رجل من ولد ولده...". ولكن، قال البسام (في علماء نجد، ج6 ص418): "كثير من أصحاب القلوب السليمة ينفون صحة الرجوع عن الشيخ الصنعاني، وينسبون تزوير الرجوع والقصيدة الناقضة إلى ابنه، ولكنني تحققت من عدد من الثقات، ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاء بأن رجوع الأمير الصنعاني حقيقة، وأن القصيدة الناقضة له وليست لابنه. وقد قرأت في هذه السنة 1399ه بعض كتب الصنعاني، ومنها حاشيته على شرح ابن دقيق العيد، فترجح عندي رجوعه عن معتقده في الشيخ محمد رحمه الله، كما أرجح صدور القصيدة الناقضة منه...".

وأما العلامة محمد بن علي الشوكاني (ت1250ه) فقد كتب قصيدة ينتقد فيها أعمال سعود بن عبد العزيز ويردّ فيها على بعض أفكار الوهابية. قال (كما في ديوانه: أسلاك الجوهر، ص161- 164):

إلَى الدِّرْعِيَّةِ الْغَرَّاء تَسْري... فَتُخْبِرُها بِمَا فَعْلَ الْجُنُودُ
وتَصَرُخُ في رُبا نَجْدٍ جِهاراً... فَيَسْمَعُها إذا صَرَخَتْ سُعودُ
وأَبنا مُقْرنٍ وهُمُ لُيوثٌ... إذَا الْحَرْبُ الْعَوانُ لَها وَقُودُ
ويسألُ كلُّ ذي فهم وعلم ... سؤالا عند معضلة تؤودُ
ثمّ قال:
وما قالوا بتكفيرٍ لقومٍ... لهم بدعٌ على الإسلام سودٌ
كما كان الخوارج في ابتداعٍ... يشيبُ لها من الإسلام قودُ
وَمَا قالُوا بأنَّ الرَّفَضَ كُفْرٌ... وبِدْعَتَهُ تُشَقُّ لَها الْجُلودُ
فكَيْفَ يُقالُ قَدْ كَفَرَتْ أُناسٌ... يُرَى لِقُبُورِهِمْ حَجَرٌ وعُودُ
فإنْ قَالُوا أَتَى أَمْرٌ صحيحٌ... بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ فَلاَ جُحُودُ
ولكنْ ذاكَ ذَنْبٌ لَيْسَ كُفراً... ولا فسْقاً فَهَلْ في ذَا رُدودُ
وإلا كان من يَعصي بذنبٍ... كفوراً إنَّ ذا قول شَرودُ
وقدْ ذَهَبَ الخوارِجُ نَحْوَ هَذا... وما مِثلُ الخوارِجِ من يَقُود
وَقَدْ خَرَقُوا بِذَا الإجماعِ حَقّاً... وكُلُّ العالَمينَ بهِ شُهُودُ
فإنْ قُلْتُمْ قَدِ اعْتَقَدوا قُبُوراً... فلَيْسَ لِذا بأرْضِينا وُجودُ
ومَنْ يأتي إلى عَبْد حَقيرٍ... فَيَزعُمُ أَنَّهُ الرَّبُّ الوَدُودُ
فَهَذا الكُفْرُ لَيسَ بِهِ خَفَاءٌ... وَلاَ رَدٌّ لِذاكَ ولا جُحودُ
ولَسْتُ بِمُنْكِرٍ هَدْماً لِقَبْرٍ... إذَا لَعِبَتْ بِجَانِبِه القُرودُ
وقَالُوا إنَّ رَبَّ القَبْرِ يَقْضي... لَنَا حَاجاً فَتأتِيهِ الوُفودُ
كَذَبْتُمْ ذاكَ رَبُّ العَرْشِ حَقّاً... تَعالى أَنْ تَكُونَ لَهُ نُدودُ
وَمَنْ يَقْصِدْ إلى قَبْرٍ لأَمْرٍ... بِغَيْرِ تَوَسُّلٍ فَهُوَ الكَنُودُ
ويَبْقَى الأَمْرُ فيمَنْ قَالَ جَهْلاً... مَقالاً مَالَهُ فيهِ قُصُودُ
ولَوْ قُلْنَا لَهُ هَلْ ذاكَ رَبٌّ... تُنادِيه لَظَلَّ بِذَا يَمودُ
وقَالَ الرَّبُّ رَبُّ العَرْشِ فَرْدٌ... وهَذَا عِنْدَهُ عَبْدٌ وَدُودُ
ولَيْسَ لَهُ مِنَ الأَشْياءِ شَيْءٌ... فَقِيرٌ لا يُنيلُ ولا يَجُودُ
ولكِنْ كانَ ذَا عَمَلٍ وعِلْمٍ... وما عِنْدِي لِذا أَبَداً وُجُودُ
فَرُمْتُ تَوَسُّلاً يَوْماً بعَبْدٍ... إلى رَبٍّ يَحِقُّ لَهُ السُّجُودُ
أفيدونا وإلاّ فاستفيدوا... وعودوا نحونا فيمن يعودُ
وختم قصيدته بقوله:
فَيا أَهْلَ الجَزيرَةِ مِنْ مَعَدٍّ... وقَحْطانٍ إلى الْمَعْهودِ عُودوا
وَقَدْ آنَ الوِفاقُ فَلا تَكُونوا... عَلَى الإسْلامِ فاقِرَةً تَؤودُ
وذُودُوا مَنْ أتَى مِنْكُمْ بِنُكْرٍ... فَخَيْرُ الْمُسْلِمينَ فَتىً يَذُودُ
وذَا نُصْحٌ صَحيحٌ منْ نَصيحٍ... فساعِدْني عَلَيْهِ يا سعودُ

موقف العلماء من الوهابية بين الغلو والإنصاف:

ذكرنا أنّ أغلب العلماء عارضوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والحقيقة أنّ منهم من تعصّب ضده إلى درجة الافتراء عليه فنسب إليه زورا وبهتانا ما لم يقله، ومنهم من عارضه وأنكر عليه وانتقد الدعوة الوهابية ولكن باعتدال وإنصاف. ومن هؤلاء:

العلامة إبراهيم فصيح الحيدري البغدادي (ت1299ه) الذي قال (في عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد، ص209-211): "فخلف محمد بن سعود بن مقرن عبد العزيز، وهو الذي قاد الجيوش لنصرة الطريقة الوهابية، وبلغت سراياه وعماله أقصى بلاد نجد، وزالت به الحروب التي كانت تقع بين قبائل نجد، وحصل الأمن والأمان في البادية والحضر، وكانت الإبل والخيام والأنعام ترعى في الصحارى وتلد وليس عندها سوى رجل واحد، ولا يستطيع أحد من قبائل العرب أن يأخذ منها شيئا. ثم خلف عبد العزيز سعودا وهو أيضا قاد الجيوش على الخيل العتاق والركائب النجب، وأذعنت له صناديد العرب وذلت له رؤساؤهم، إلا أنه أخطأ خطأ عظيما في منع الناس عن الحج وفي الخروج على السلطان، وأنهم غالوا في تكفير من خالفهم ولو كان من أهل السنة والجماعة، وشددوا في بعض الأحكام التي لم يرد الشرع بتشديدها، وحملوا أكثر الأمور على ظاهرها، وكذا غالت الناس في القدح عليهم... وأما ما ينسب إليهم من اعتقاد النبي صلى الله عليه وسلم كالجماد في قبره والعياذ بالله، فحسب ظني بقوة إسلامهم أنه لا أصل له بل مفترى عليهم... ثم خلف سعود بن عبد العزيز عبد الله... وعبد الله المشار إليه وإن كان قد علم كأسلافه القبائل أحكام الدين وأمرهم بقيام الجماعات في الأوقات الخمسة بحيث لا يتخلف أحد منهم في بلاد نجد عنها إلى عصرنا هذا إلا أنه قد أخطأ في تجاسره على بلاد السلطان الذي هو إمام العصر وخادم الحرمين الشريفين، ولو اكتفى بنجد وما يليه من عمان وجزيرة البحرين وغيرهما لاستقام أمره وفاز بتعليمه أحكام الدين للقبائل...". وقال (ص234) عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "وبالجملة أنه كان من العلماء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وكان يعلم الناس أحكام الصلاة وسائر أركان الدين ويأمر الجماعات، وقد سعى غاية السعي في تعليم الناس وحثهم على الطاعة، وأمرهم بتعليم أصول الإسلام وشرائطه... ومعرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونسبه ومبعثه وهجرته وأول ما دعا إليه من كلمة التوحيد وسائر العبادات التي لا تنبغي إلا لله تعالى كالدعاء والذبح والنذر والخوف والرجاء والخشية والرغبة والتوكل والإنابة وغير ذلك... وانتفع الناس به من هذه الجهة الحميدة. إلا أنه بالغ في بعض الأمور وحمل الناس على اعتقاد عدم الشرك فيما خالفه، وحثهم على قتال المخالفين له وأحل أموالهم، وجعل قتالهم جهادا في سبيل الله تعالى، وصار سببا لإظهار هذه البدع الواهية والفتن العظيمة...".

ومن العلماء الذين تكلموا عن الوهابية بإنصاف العلامة محمد بيرم الخامس التونسي (ت1307ه) الذي قال (في صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار، ج1 ص36-37): "وملخص الكلام أن هاته الفرقة [الوهابية] تجاوزت المقصد الصحيح في الدين الذي ينبغي التيقظ إليه وإن كانت تدّعيه، كما أنّ بعض الرادين عليها تجاوزوا حدّ ما ينبغي وخرجوا أعمالها كلها عن حدود الشرع بل كادوا أن ينسبوها للكفر، وقد ألفت تآليف كثيرة في الردّ على مذهبهم من علماء مصر وتونس وغيرهم لما استفحل أمر هاته القبيلة واستولت على الحرمين الشريفين... والأحقّ أن لا يعتبروا مملكة مستقلة وإنما يعتبرون كأنهم قبائل في أطراف الممالك العثمانية غير خاضعين إليها ولو أنها أحسنت التصرف بالدين والسياسة فإنها بإرادة الله تضمهم إلى ممالكها وتنظم أمرهم على أحسن ترتيب فينصلح حالهم وتقوى بهم الدولة الإسلامية... فكما امتدت الدولة العلية بالولاية على اليمن شيئا فشيئا إلى العهد القريب كذلك إن شاء الله تجمع كلمة الإسلام هناك على خليفة واحد...". قال الشيخ هذا الكلام سنة 1297ه أيام الدولة السعودية الثانية.

يتبع إن شاء الله تعالى...
02 رمضان 1434ه









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, الخلافة, العلماء], العثمانية, الوهاب, [مجموعة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc