ملاحم المقاومة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني . - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ملاحم المقاومة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-10, 23:35   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دراسة: تكاملية قوى المقاومة ضرورة لتحقيق النصر
إعداد: الباحث الدكتور محمد احمد جميعان (*)

نحو مقاومة متكاملة وفاعلة ومقتدرة:


للنصر مقومات مادية ومعنوية ظاهرة يقدرها ويلمسها البشر وأخرى باطنة غائبة او غيبية تتعلق بالقناعات العقائدية التي لا يمكن تقديرها لأنها ترتبط بالخالق عز وجل إذا قد يحدث النصر رغم قصور المقومات الظاهرة ، عندها نطلق على هذا النصر ( نصر الاهي ) لعجزنا عن كشف أسباب النصر كاملة بل إن الأسباب الظاهرة أحيانا قد توحي بالهزيمة أو عدم تحقيق النصر على ابعد تقدير .

ولكن الله عز وجل اخبرنا بان نأخذ بالأسباب " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم .." والإعداد هنا يشمل منظومة متكاملة فيها القوة والتدريب والامكانات والتمويل والتسليح والتعبئة والأعلام والسياسة والمناورة والكر والفر والحاضنة والإسناد والتخطيط وتقدير الموقف التكتيكي والاستراتيجي وما إلى ذلك من عناصر كثيرة لا يتسع المقام شرحها وتفصيلها بل ولا الاحاطة بسردها كاملة ..

إلا أن هناك مفتاحا رئيسيا ( ماستر كي ) يجمع ذلك كله يحيط بكل المقومات المادية والمعنوية وتوابعها هو التكاملية في عمل المقاومة وبكل ما يحيط بها الذي من شأنه أن يضبط الإيقاع ويلم الشمل ويرص الصفوف ويعطي العزيمة ويرفع الهامات ويضاعف الامكانات ويشيع ثقافة المقاومة بين الشعوب طالما افتقدناه في الماضي في بدايات المقاومة مع الاحتلال الاسرائيلي وكان سببا رئيسا في عدم نجاح المقاومة ..

وعندما استخدمت التكاملية في حرب الكرامة وحرب رمضان تحقق النصر واندحر الاحتلال ، بل وعندما اعتمدت المقاومة اللبنانية مبدأ التكاملية على يد حزب الله في إطار ما سمحت به الظروف في لبنان تحقق النصر واندحرت إسرائيل لأول مرة على يد رجال المقاومة وأسلحتهم الفردية والصاروخية من اراضي محتلة دون سياسة اومفاوضات لإن مبدأ التكاملية يجعل المقاومة مستندة إلى حائط متين يحقق لها النصر بأذن الله .

لقد استطاعت المقاومة اللبنانية ان تترجم مفهوم التكاملية في عمل المقاومة ما أمكنها إلى ذلك سبيلا محليا وعربيا وإسلاميا، إقليميا ودوليا رغم حجم الصعوبات والعراقيل التي وضعت أمامها ورغم حشد الأعداء وما أحاكوا لها من مطبات ومتاريس وعوائق تنوء عن ازاحتها القدرات العادية .. الا انها استطاعت بكل ما أوتيت من قوة وتحالف في حكم الظروف هذه ان تحقق تكاملية في مفهوم المقاومة انتقلت بها نوعيا إلى تحقيق النصر على إسرائيل ..

فما أحوجنا والحالة هذه ان نعمق هذا المفهوم ونؤطره ونستثمره أيما استثمار لنحقق النصر الأكبر في إزالة إسرائيل وتحرير فلسطين .

مفهوم المقاومة في ظل التكاملية

في ظل التكاملية يجب أن يتسع مفهوم المقاومة ليشمل الإطار الإنساني والبشري إذ أن فطرة الله التي فطر الناس عليها في هذا المقام نزعة متأصلة في النفس هي دفع الظلم والانتصار للمظلوم والنخوة للملهوف مهما بعدت المسافات الاسرية والقبائلية والوطنية والقومية والعقائدية ، ولكن تطور البشرية وتعقد المصالح وتحول المفاهيم وخلخلة الثقافات وإفساد الأذواق اضعف هذا الوازع الداخلي للانتصار للمظلوم والنخوة للملهوف وأصبحت هذه النزعة الفطرية مقتصرة في نفوس الشرفاء الانقياء الذين يرفضون الظلم وأهله ، فكان الشرفاء من اوروباء يسيرون قوافل النصرة وكسر الحصار على غزة بقيادة النائب البريطاني جورج غلوي في حين يقف بعض أبناء جلدتنا ممن حكمتهم الأنظمة يعيقون وصولهم ويفتعلون لهم المكائد لإحباطهم وثنيهم عن نصرة المظلوم ودعم المقاومة في غزة.

وهاهو الرئيس الفنزويلي تشافيز في أقصى الأرض في أمريكا الشمالية ينتصر للمقاومة في ذروة العدوان الاسرائيلي على غزة ويقطع علاقات بلادة مع إسرائيل ويعلن صراحة نصرته للمقاومة خلافا لما نراه من بعض الأنظمة وبعض النخب فيها , بل وانا اسطر هذه الكلمات وصلني خبر ان الرئيس تشافيز ينوي قيادة قافلة إغاثة وكسر الحصار على غزة ونأمل ان يتحقق ذلك لان مغزاه اكبر من كسر الحصار في إطار التكاملية لقوى المقاومة على مستوى الأرض او البشرية .

أليس من حق المقاومة بل ومن واجبها ان تمد يدها إلى كل اؤلئك الشرفاء في العالم الذين قدموا أنفسهم خدمة لها من منطلق دفع الظلم والانتصار للمظلوم، واعتبار هؤلاء الشرفاء مقاومون بل رموز مقاومة يستحقون منا كل تقدير .

ان مبدأ التكاملية عندما يترسخ في مفهوم المقاومة تجعل منها محورا للوحدة يلتف حولها المخلصون والشرفاء بكلمة سواء واحدة وتصبح بوتقة ينصهر بداخلها كل الفوارق العرقية والمذهبية والقومية ، وتصبح معها المقاومة بوصلة حق يهتدي بها كل صاحب ضمير .

من هنا فان من شأن التكاملية ان تشيع ثقافة المقاومة ، وما الأسماء التي نسمعها وتطلق أحيانا مثل ( ممانعة ، مساندة ، تأييد ، نصرة ، مسيرة ، تبرع ...) كلها هذه ادوار لاشخاص وجماعات ودول تمارس المقاومة ، ولكنها اختارت طواعية او كرها بحكم الظروف او تكتيكا بحكم المرحلة ان تكون مقاومة بهذا الشكل من المقاومة ، ويجب ان تعمل المقاومة على تعظيم هذه الأفعال وتحميسها بل وتفعيلها بشكل اكبر انطلاقا من التكاملية و قول رب العزة لا يكلف الله نفسا الا وسعها .

جوانب التكاملية في عمل المقاومة

ان المقاومة بالذات لايمكن ان تعمل دون حاضنة شعبية وإسناد وتمويل وكلما اتسعت دائرة الحاضنة والإسناد والتمويل كلما استطاعت المقاومة ان تصل الى المستوى المطلوب من التكاملية المنشودة الذي يؤهلها للنصر وتحقيق الأهداف ،وعادة ما تبدأ المقاومة بالحاضنة المحلية المحيطة ثم توسع دائرتها تدريجيا بحجم الانتصارات التي تحققها وتكسبها شعبية والمقاومة اللبنانية خير شاهد على ذلك حتى وصلت عمق حاضنتها ان ترفع صورة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كرمز للمقاومة في مسيرات حاشدة في كثير من العواصم العالمية.

الا انه وفي حالات استثنائية تبدأ المقاومة بحاضنة واسعة جدا يلتف حولها المحلي والإقليمي والعالمي عندما ينتسب لها وتدعمها أطراف بعيدة في أقاصي الأرض الا انها سرعان ما تضمحل هذه الحاضنة وتخبو هذه المقاومة، وتصبح سرابا تذره الرياح لتتمحور حول أعضائها الذي يتقاضون مخصصات منها، وهناك مثال حي على ذلك المقاومة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي بدأت بحاضنة محلية وعربية وإسلامية بل وعالمية عندما كان ينتسب لها ويدعمها مناضلون من اليابان وأوروبا وأمريكا ولكنها فشلت ان تبقي هذا الزخم وتوسعه بل وسرعان ما تراجع واضمحل على ضوء وأعتاب حروبها الدامية الداخلية بين فصائلها، وبينها وبين الأنظمة الرسمية ليصل بها الأمر إلى تطلعها للكراسي ومقاتلة من يدعمها ويحتضنها حتى اختارت بنفسها أخيرا ان تكون منظمة فلسطينية على منهجية اوسلو والمفاوضات الى ان وصلت الى ما وصلت إليه كوادر تعتاش ومناصب توزع ولا حول ولا قوة الا بالله.

ويمكن الحديث عن سبعة جوانب تكاملية في عمل المقاومة أجملها بما يلي:

الاول: بين أجنحة التنظيم او الفصيل المقاوم نفسه العسكرية والسياسية والإعلامية والثقافية التعبوية والاجتماعية والاقتصادية ، بحيث يقوم كل بدوره دون ان يتطلع الى أنانية او تنافسية او نجومية بل كل جناح وكل قائد يعتبر نفسه مكملا للآخر وهو على ثغرة يجب ان لا يؤتى من قبله.

الثاني: بين تنظيمات المقاومة وفصائلها ، بحيث توزع القواطع والمسؤوليات وتنسق العمليات بما لا يخل في حساسية المهمة وطبيعة العمليات بل يجب على كل تنظيم ان يقدم المساعدة والعون بقدر ما يستطيع الى التنظيم الآخر في اطار تكاملي بعيدا عن التنافسية التي تزرع الأنانية والاحتكار وتضعف فاعلية المقاومة.

الثالث: بين المقاومة كتنظيمات وبين حاضنتها الشعبية باعتارها مقاومة ايضا ولكن في ادوار الإسناد والتمويل والإغاثة والطبابة والحماية الخلفية والدعم النفسي والمعنوي في اطار تكاملي مدروس ومثبت في خطط جاهزة تنفذ في الوقت المناسب .

الرابع: بين المقاومة كتنظيمات وبين إعلامها المقاوم ومع كل إعلام منصف ومتعاون ومتعاطف في إطار خطة منسقة ومعدة مسبقا للظروف الطبيعية والعملياتية.

الخامس: بين المقاومة وقوى التحرر وتنظيماته ومنظمات المجتمع المدني ومؤسساته ،الوطنية والعربية والإسلامية والدولية او لنقل بشكل اشمل وأوضح المحلية والإقليمية والعالمية التي تدعم المقاومة وترفع صوتها وتدافع عنها بحيث تصبح هذه القوى وهذه المنظمات سبل تعبئة وتحريض وتحريك لصالح المقاومة ومشروعها الاستراتيجي والتكتيكي.

سادسا: بين المقاومة كجسم متكامل والأجهزة الأمنية والاستخبارية والجيش بما لا يخل بأمن المقاومة وسريتها و منهجية عملها وخططها المستقبلية تجاه العدو المحتل وذلك في إطار لجان تنسيق دائمة وأخرى طارئة حسب الحاجة وضباط ارتباط على نحو ممنهج وقواعد ثابتة وأصول متفق عليها باعتبار المقاومة مصلحة وطنية لا تتعارض والمشروع الوطني والنهضوي للدولة، وهذا البند حساس للغاية وكل مقاومة هي أدرى بظروفها وعلى العموم يجب على كل مقاومة أن تراعي خصوصية كل ساحة تعمل عليها .

سابعاً: بين المقاومة والأنظمة الرسمية والقيادات والزعماء والرموز السياسية والوطنية والعشائرية والدينية الموالية والمحايدة والمعارضة الذين يملكون القرار والتأثير والتوجيه والضغط ويجب ان لا يستهان في خلق روح تكاملية وتعاونية معهم ما مكن الى ذلك سبيلا ، وان لا تأخذها المقاومة حجم وزخم شعبتها فتنسيها تأثير وقوة هذه الأنظمة والقيادات المختلفة والمتنافرة أحيانا فيها وهذا البند أيضا له خصوصية ويحتاج الى دراية وخبرة وتعقل وتعمق ودقة حسابات لا يمكن الإلمام بها في بحث او دراسة بل يحتاج الى توسع وممارسة وخبرة في تداخل وتعقيدات كل ساحة او نظام .

التكاملية مرحلة حتمية في تاريخ المقاومة

من يطالع التاريخ يجد ان المقاومة لأي محتل قد مرت في ثلاثة مراحل رئيسة تصل بها الى التكاملية التي تحقق النصر وهذه المراحل تختلف من مقاومة الى اخرى ومن شعب الى آخر قد يمتد بها الزمن طويلا وقد يقصر تبعا لعوامل رئيسة تتمثل فيما يلي :

1ـ مستوى الوعي الوطني والقومي والعقائدي للشعب الذي هو سيفرز رجال المقاومة.
2ـ مستوى الاستعداد النفسى والمعنوي للتضحية وتحمل الخسائر من قبل الشعب نفسه .
3ـ طبيعة العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع المحتل ومدى الحماسة فيها لاسيما مفاهيم العزة والكرامة والمروءة والدفاع عن الارض والعرض وبالمقابل مفاهيم النذالة والذل والدنية لذلك فان الامام الحسين بن علي كرم الله وجهه عندما استنهض من حوله خاطبهم قائلا " لا والله المنية ولا الدنية .." ومن يسير على هذا النهج كيف يكون جبانا .
4ـ وعي قادة المقاومة ورجالها وعمق إدراكهم للواجب الذي يقومون به والمستوى التعبوي بينهم .
5ـ توفر الامكانات المادية والتسليحية والتدريبية والمعلوماتية ( الاستخبارية) للمقاومة .
6ـ دهاء العدو ومدى اختراقه لصفوف المقاومة او مستوى قدراته الاستخبارية في اختراق المقاومة والسيطرة عليها وتوجيهها بما يخدم المحتل .
7ـ قوى التثبيط التي تعمل على تثبيط العزائم بين الشعب المحتل نفسه وهذه القوى لا يستهان بها فهي خليط من العملاء والطابور الخامس والمرجفين الجبناء واهل الهوى والملذات والشهوات واصحاب المصالح من ضعاف النفوس من بعض التجار ورؤس الاموال والمستثمرين ..وهنا مدى فاعلية القوى المثبطة ومدى تغلب قوى المقاومة عليهم ، واحسب هنا ان قوى المقاومة اللبنانية استطاعت ان تتغلب على قوى التثبيط بسرعة كبيرة .
8ـ قوة العدو العسكرية ومدى قسوته في ممارستها وهنا أضعها في ذيل الأسباب لان قوة العدو المحتل وقسوته مهما بلغت تنقصها المعنويات والقناعات والاستمرارية في المواجهة لا سيما اذا واجهت مقاومة مدربة وقوية الشكيمة تعرف كيف تقاتل بأساليب مختلفة ومبتكرة .

المراحل التي تمر به المقاومة وصولا للتكاملية

المرحلة الأولى: العشوائية

والعشوائية هنا طبيعية عندما يفاجئ الشعب بالاستعمار او الاحتلال لا سيما اذا كان هذا الاحتلال مستبعدا, والعشوائية هنا تعني ممارسة المقاومة بأسلوب الفزعة او الهبة ولا يخلو الأمر من بعض التنظيم والتدريب والتسليح ولكن كل هذا لا يرقى الى مستوى دحر الاحتلال وإزعاجه , ولكن كم تستمر هذه العشوائية ؟ هنا نعود للأسباب سابقة الذكر ونتعمق بها فالمقاومة العراقية مثلا انتقلت سريعا من العشوائية الى المرحلة التالية وهي التناحرية في مدة لم تزد عن ثلاثة سنوات وأصبح هناك تنظيمات عملاقة تمارس المقاومة بينما في فلسطين امتدت المقاومة العشوائية وطالت وان كان هناك بعض التنظيمات الفاعلة والقيادات الشجاعة أمثال القسام وغيره الا ان قوى التثبيط من العملاء وأذنابهم وأتباعهم واصحاب الهوى والملذات والمصالح والمرجفين كانت فاعلة بشكل اضعف فاعلية المقاومة وقدراتها التنظيمية في ذلك الوقت إلى بداية الستينات حين تم تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وبدأت معه ألمرحله الثانية وهي المرحلة التناحرية .

المرحلة الثانية: التناحرية ( تمارس تحت عنوان التنافسية )

والتناحرية هنا يحاول البعض تجميلها وتحسينها او قل تبريرها تحت مسمى "التنافس الشريف " والتنافسية كمفهوم مهما بلغت من الحسن والجمال فهي لا تتعدى عدم إيذاء الخصم وتركه وشأنه للعمل ليقدم كل ما بوسعه حسب" شطارته" من اجل ان يسبق الأخر وهنا المصيبة اذا طبقنا هذا المفهوم على المقاومة لأنه يعني بكل بساطة عدم التعاون وعدم التكامل بين اذرع المقاومة وفصائلها وان يحتكر كل تنظيم بنفسه ليقدم الأفضل بعيدا عن الآخر من اجل التسابق للفوز بالشعبية او المال والتمويل ، والحقيقة ان هذا المفهوم عملت عليه إسرائيل وعمقته وعظمته من خلال عملائها داخل فصائل المقاومة الفلسطينية وبالتحديد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية حتى غدا المشهد تناحريا بشعا بين قادة الفصيل نفسة وما يجري به من تصفيات ..

وبين هذا الفصيل وذاك وكل يدعي القدرة والشجاعة والوطنية والآخر خائن جبان وهكذا بل ان الأمر تعدى ذلك لما هو اعظم واكبر الى افتعال الصراع والتناحر المسلح مع الدول والأنظمة والشعوب التي تحتضن المقاومة بل ومع الأسر والعشائر والقبائل والمجتمع في تلك الدول طمعا في السلطة والمكاسب حتى غدت منظمة التحرير الفلسطينية مرفوضة وجسما غير مقبول على أي ارض عربية اللهم الا في تونس في نطاق شروط ومقيدات لا يتعدى تواجد إداري محدود ، وما زالت بقايا هذه المرحلة التناحرية مستمرة على الارض الفلسطينية بأنماط ومعطيات أخرى ولا أرى داعيا لتفصيلها هنا ولكنها مدركة ومعروفة للجميع .

.واكتفي هنا بملاحظة جديرة بالاهتمام اطرحها من منطلق الغيرة والحرص على أخوتنا الفلسطينيين ان المقاومة العراقية رغم حداثتها وصغر عمرها الا انها تجاوزت العشوائية بفترة قصيرة وهي الآن كما ترد المعلومات الإخبارية تحاول تجاوز مرحلة التناحرية وهناك مؤشرات مباشرة حول ذلك وهي تحاول الولوج إلى التكاملية رغم تعقد المجتمع العراقي وتداخل أطيافه بينما ما زالت المقاومة الفلسطينية واخص منظمة التحرير الفلسطينية تسكن مرحلة التناحر بأساليب والتفافات جديدة تثير التشاؤم أحيانا ..؟!

المرحلة الثالثة: التكاملية

وقد شرحت التكاملية وماذا تعني وهي امتداد تاريخي عندما تصل المقاومة إلى قناعة بان التناحرية وغطائها التنافسية لن تحقق هدف المقاومة وعندما يدرك الرجال المخالصون ان العدو يلعب على وتر التنافسية لإثارة التناحرية والفتن وعندما يصمم هؤلاء الرجال وهم يتمسكون بمبادئهم من اجل اهدافهم الكبرى تدخل المقاومة مرحلة التكاملية واذا كان هناك من موقف في هذا المجال فهو يسجل للمقاومة اللبنانية ولحزب الله الذي بدأ مقاومته على أسس تكاملية شهد لها ألقاصي والداني رغم ان المرحلة التي سبقت تأسيس حزب الله او معه بقليل كانت المقاومة فيها في تناحرية دامية حيث تواجدت بعض الفصائل الفلسطينية واذرعها المسلحة وتناقضاتها على الساحة اللبنانية مما شجع الاحتلال الاسرائيلي على اجتياح لبنان وترحيل قادة وكوادر بعض التنظيمات الفلسطينية عبر البحر وهو مشهد معروف للجميع .

لقد مارست المقاومة اللبنانية مقاومة فاعلة منتصرة لأنها اعتمدت التكاملية طريقا ومنهجا بقدر ما استطاعت إلى ذلك سبيلا مع الجيش اللبناني واذرعه المختلفة الذي تكامل مع المقاومة وكانت تصريحات الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود الذي كان قائدا للجيش اللبناني في أكثر من مقابلة صحفية وفضائية بان القوات اللبنائية تقوم بعمل تكاملي مع المقاومة ، إضافة الى جوانب تكاملية أخرى حيث لم تتأخر في تقديم الدعم للمقاومين في غزة في أثناء العدوان الصهيوني على غزة فيما يعرف بالأعلام بخلية حزب الله التي اعتقلتها السلطات المصرية وأسأل الله ان يفك أسرهم واعتقالهم ، بل وفي منظور اشمل حين كانت جزءا من تحالف وطني وإطار قومي وبعدا اسلاميا وإنسانيا جعلت من نفسها معولا للوحدة والتكافل والتظامن داخليا وخارجيا في مشهد لا يحتاج الى شهادة او تفصيل بل يحتاج الآخرين من شرفاء المقاومة وفصائلها ان تحذى حذو المقاومة اللبنانية لأنها مثلا يحتذى في منهجية المقاومة وأساليبها التي أثبتت الأيام صحة مسلكها ودقة عملها طريقا للنصر الأكبر في تحرير فلسطين وإزالة إسرائيل بأذن الله .

تكاملية المقاومة وانهيار معسكر" السلام "

ان كافة المعطيات والمستجدات المتسارعة تشير الى مرحلة جديدة تغيب فيها شمس إسرائيل ، وان انهيار عملية السلام وتصاعد الإعداد والاستعداد والتكاملية للمقاومة وحلفائها في المنطقة بداية النهاية لتدحرج إسرائيل نحو نهايتها ، وان إسرائيل تدرك ذلك جيدا تبعا لكل المظاهر والمؤشرات الميدانية لديها حيث يزداد التخبط وتنعدم الخيارات وتتدنى معها المعنويات التي لولاها ولولا امريكا لما بقي هذا الكيان قائما لغاية الآن .

ان تسارع تكاملية المقاومة ياتي تماما مع بشائر انهيار معسكر " السلام "وهذا يتطلب الحديث في المستجدات المحلية والإقليمية والدولية التي تبدلت وتغيرت على الساحات المختلفة بعد ستين عاما من النكبة وبعد ان فشلت عملية السلام في ان تأتي بحل مقنع وهي تحتضر وتنتظر الإعلان الرسمي لانهيارها بعد ان فشلت على ارض الواقع .

أولا: المتسجدات المحلية الإسرائيلية:

تعيش إسرائيل حالة من القلق الذي يصل حد الرعب غير المسبوق في تاريخها، فهناك هواجس لدى الإسرائيليين جميعا لا يخفونها على كافة مستوياتهم القيادية العسكرية والسياسية والشعبية من قرب زوال كيانهم ويظهر ذلك جليا مما يلي:

أ: أحاديثهم الصريحة في إعلامهم وصحافتهم بالذات حول تخوفهم على مستقبلهم من التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة الآن في العراق وإيران ولبنان وغزة وسوريا وتهديدات القاعدة واحمدي نجاد وحسن نصرالله سيما بعد حرب تموز 2006 التي كشفت عوراتهم وجعلتهم في ارتباك دائم.

ب: وكان أوضح من ذلك تلك المناورات الإسرائيلية الكبرى التي أطلقت عليها إسرائيل نفسها المناورة الأكبر والأوسع في تاريخها والتي اشتملت على سيناريوهات مرعبة لأسلحة غير تقليدية تضرب إسرائيل بكاملها ..وهذالمناورات " الضخمة " اصبحت متكررة بواقع مناورة كل شهرين تقريبا ..

ج: هناك إحباط ويأس عميق في الكيان الإسرائيلي ولدى السياسيين خاصة وفي الشارع الإسرائيلي عموما من مجريات عملية السلام التي لم تسفر لهم عن شئ بعد ثلاثين عاما من مخاضها الأول حيث لم تحقق لهم الاستقرار بل زادت الصمود في وجههم والعنف عليهم والمواجهة لهم والحديث الجدي هذه المرة عن زوال كيانهم ولم تحقق لهم التطبيع المنشود الذي كانوا يحلمون به واقتصرت عملية السلام في أضيق أبوابها وعلى استحياء في بعض الأحيان على الأنظمة الرسمية بل أصبحت إسرائيل بشكل أكيد العدو الأول في المنطقة بأسرها وهذا ما جاء في تصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني في مؤتمر الدوحة للديمقراطية والتجارة الحرة هذا العام 2008 حين قالت وهي محبطة وبائسة ان إسرائيل بعد السنوات الطويلة من عملية السلام ما زالت العدو الأول للرأي العام العربي والإسلامي ولم تتوانى ان تستجدي من الحاضرين المساعدة في تغيير المناهج المدرسية لعل الحال يتغير ..

وياتي اجتماع وزراء الخارجية العرب مؤخرا ليؤكد ان ما يسمى " السلام " قارب على الانتهاء حيث اعطوا مهلة اربعة شهور لاستئناف حقيقي للمحادثات ولا اعتقد ان اسرائيل سوف تتجاوب اطلاقا ولو مارست عليها امريكا الضغوط من خلال الدبلوماسية والتانيب فلن يجدي ذلك نفعا لان ما يسمى بالسلام واعادة الحقوق لا يوفر الاستقرار ولن يكون قائما في يوم من الايام.

د: لقد فقدت إسرائيل قدرة المبادأة والمبادرة في العمليات العسكرية واصبحت تتظاهر بالحكمة والدهاء وحسن تقدير الموقف كما وأصبحت تعيش حالة تخبط ولجلجة ، نرى ذلك واضحا من خلال صراع السياسيين فيها وما جاء في تقرير فينقراد بعد حرب تموز 2006 وما تلاه من تقارير ومماحكات كثيرة ومتجددة ..

وهو تخبط استمد حالته تلك بشكل كبير من التخبط الأمريكي نفسه في المنطقة وما جولات مبعوث السلام الامريكي الا عنون للفشل نفسه ، وما عروض السلام المفاجئ على سوريا والفلسطنين التي لاتلبي الحدود الدنيا للحقوق وارتكاب المجازر اليومية بحق الأطفال والمدنيين والاغتيالات المتكررة في غزة ودمشق وبودبست والامارات ثم طلب التهدئة والحوار والسلام بعد ذلك إلا جزء من هذا التخبط الكبير الذي تعيشه .

ثانيا: المستجدات الإقليمية:

لقد شهدت المنطقة بعد احتلال العراق وسقوط بغداد تطورات أفجعت إسرائيل وأدمت امريكا وجاءت بما لا تشتهي السفن الإسرائيلية الأمريكية، لان إسقاط الرئيس الراحل صدام حسين بالأساس هو من اجل عيون إسرائيل حين هدد بضربها بشكل متواصل حتى انهيارها وكان هذا التهديد هو سبب قرار امريكا احتلال العراق وإسقاط نظامه ولم يكن له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأسلحة الدمار الشامل او القاعدة او الديمقراطية ولا حتى البترول الذي ارتفع سعره الى أضعاف ما كان قبل احتلال العراق، ولكن التخبط وضيق الأفق الأمريكي والحماقة الإسرائيلية هذه المرة كانت وبالا وتهلكة على إسرائيل من حيث:

أ: تحولت الساحة العراقية الى ساحات تدريب للمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية وتحولت الى مدارس تخرج المقاومين اكبر وأوسع واقرب من الساحات الأفغانية حيث تتحول هذه القدرات الميدانية المدربة والمنظمة لتحرير فلسطين وهذا ما أفصح عنه تنظيم القاعدة على لسان ايمن الظواهري في شريطه الأخير بشكل صريح وواضح وهو ما تتحدث عنه أيضا فصائل المقاومة العراقية كافة من ان الهدف القادم هو إسرائيل .

ب: تعاظم القدرات الإيرانية التقليدية وغير التقليدية العسكرية والتقنية بشكل كبير لم يكن متوقع حيث أفسح التورط والتوحل الأمريكي في العراق المجال أمام الإيرانيين لتعاظم قوتهم وأصبحت تشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل ولعل التهديدات المباشرة التي أطلقها الرئيس الإيراني مؤشرا واضحا على تعاظم إيران بشكل أصبح الحديث عن زوال إسرائيل من قبل رئيس الدولة أمرا سهلا وهينا جعل إسرائيل تعيش حالة رعب تسبق الانهيار بأذن الله .

ج: تمكن حماس بشكل مفاجئ وسريع ومذهل من السيطرة على غزة ومقرات السلطة بما فيها من أسلحة ووثائق وغيرها أربك الإسرائيليين وفاجأهم وأفسح المجال للحركة حرية التدريب والتنظيم والتسليح الممكن وبناء أجهزة استخبارية قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية واستثمارها وحفر الأنفاق الدفاعية والأخرى وما الى ذلك بعيدا عن الأعين الإسرائيلية وبشكل فاق كل التوقعات ويكفي ان نشير الى ان إسرائيل حاولت اجتياح القطاع بشكل واسع إلا ان المقاومة ودفاعتها غير المخترقة أوقعت الخسائر في صفوف الإسرائيليين وجعلتهم ينسحبوا بشكل سريع معلنين صراحة إلغاء خطتهم تلك.

د: صمود حزب الله ومقاومته التكاملية المنظمة والمؤثرة والقادرة في حرب تموز الذي أذهل الإسرائيليين والأجهزة الاستخبارية في امريكا والمنطقة وجعلهم أمام واقع جديد قلب الموازين راس على عقب وتحولت معه إسرائيل من قلعه تهابها المنطقة الى قيادة مهلهلة ومرتبكة وجيش يمكن قهره وهزيمته ومجتمع مفكك ومرعوب سهل الانهيار لو تواصلت عليه عمليات القصف بشكل قوي وكبير ومكثف ..

هـ: أثبتت حرب تموز ان زمن القدرات الخارقة للأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية قد ولى وان الواقع ألان يقول ان إسرائيل لم تعد قادرة على الاختراق كما كانت في السابق بل أصبحت محل اختراق من قبل حزب الله نفسه وهذا ما رأيناه من الأهداف العسكرية والحيوية التي قصفها حزب الله مقابل قصف عشوائي ومكشوف للأهداف التي قصفتها إسرائيل في لبنان

و: هناك حديث في أوساط الخبراء العسكريين عن قدرات سورية متطورة في مجال الصواريخ والأسلحة غير التقليدية قادرة على تدمير كافة الأهداف الحيوية في إسرائيل..

ح: بوادر تذمر وتحول أكيدة يمكن ملاحظتها من الأنظمة الرسمية في المنطقة تجاه إسرائيل على ضوء عملية السلام ومبادرة السلام العربية بالذات التي باتت ميتة غير قابلة للإنعاش وتصريحات أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في هذا الاتجاه واضحة وصريحة الى مؤتمر وزراء الخارجية العرب الاخير الذي حدد مهلة اربعة شهور لاول مرة بعد ان كانت مفتوحة ..

ط: هناك تصاعد كبير في عمليات المقاومة في الجغرافيا العالمية يمكن اعتبارها حالة جهادية وتكاملية غير مسبوقة في التاريخ ، ورغم تناقض فكر ومنهجية بعض حركات او فصائل المقاومة إلا أنها تلتقي جميعا حول تحرير فلسطين وإزالة إسرائيل بل يمكن ملاحظة تكاملية غير مسبوقة بين هذه الحركات فيمن سيحرر فلسطين ويقدم لها اكثر .

ي: وعلى ضوء تصاعد أعمال المقاومة تلك هناك حالة تعبوية كبيرة في الشارع العربي والإسلامي وبالذات تجاه ما يجري في غزة والاقصى ، وهذه الحالة مع تكرار ما يجري وديمومته وتصاعد متواتر في عمليات المقاومة سوف تتحول الى موقف وفعل مؤثر يدعم المقاومة بأشكال متعددة وسوف يؤثر في موقف الأنظمة تجاه إسرائيل وعملية السلام .

و: استطاعت قوى المقاومة بناء تكاملية بين إيران وسوريا وحزب الله وحماس والجهاد وفصائل أخرى مواليه لهم تشكيل جبهة ممانعة وبناء حلف عسكري واستخباري وطوق ناري صاروخي حول إسرائيل قادر حسب المعلومات الصحفية والمتسربة والخبراء العسكريين من تدمير الأهداف الحيوية والسكانية الكثيفة في إسرائيل في ضربة واحدة ، وهنا يجدر الإشارة والتذكير بتصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله حول القدرة على زوال إسرائيل وحديث الرئيس الإيراني ونائب القائد العام للقوات الإيرانية حول محو إسرائيل من الخريطة فيما لو أقدمت على ضرب إيران .

ثالثا: المستجدات الدولية:

أ: أصبحت إيران رقما صعبا ومؤثرا في المعادلة الدولية من خلال تعاظم الدور الإيراني الذي يصل حد الهيمنة أحيانا في المنطقة وتأثيرها الفاعل والمحسوس على مجريات الإحداث في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين والمنطقة والذي سبق وفصلت فيه بحثا منفردا له بعنوان " إيران العظمى من استثمار الفرص الى صناعتها"، وأصبح الحديث صراحة من راس الدولة عن إزالة إسرائيل .

ب: التوسع الاقتصادي والاستثماري للدولة الإيرانية والقطاع الخاص فيها بشكل كبير ومنافس وملفت لكل المراقبين في العالم خاصة في الدول الآسيوية سيما الهند والصين وباكستان ودول الاتحاد السوفييتي سابقا وجنوب شرق آسيا إضافة الى فنزويلا وأمريكا اللاتينية وهو توسع ينم عن تخطيط ورؤى كبيرة يصعب معها فرض حظر عليها فيما لو تم القرار بذلك من قبل امريكا او المجتمع الدولي .

ج: تخبط وعجز أمريكي ودولي واضح لا يخفى على احد في معالجة الملف النووي الإيراني في مقابل موقف حازم وحاسم وعنيد من قبل إيران في استمرار مشروعها النووي وهذ ناجم من تعاظم الدور السياسي والاستراتيجي الإيراني الذي يقترن بتعاظم تصاعدي للقدرات التقنية والعسكرية الإيرانية.

د: انبهات وتراجع تدريجي متسارع وخارج عن التوقعات أحيانا للدور الأمريكي كدولة عظمى التي تعتمد عليها إسرائيل بشكل مباشر وتأثير ذلك على هيبة إسرائيل وقدراتها في المنطقة سيما بعد تورط امريكا في العراق وأفغانستان وما حصل من هزة مالية واقتصادية كبيرة يصفها بعض الخبراء بالانهيار والتحول نحو نظام مالي جديد على حساب الدولار وعظمة امريكا ، وهناك من الخبراء والمراقبين من يذهب بعيدا حول انحسار الدور الأمريكي داخل حدودها بعد انسحابها من العراق مباشرة.

وفي كل الاحوال فقد نجم عن ذلك خسائر فادحة مباشر على الاقتصاد الأمريكي جراء مئات المليارات التي أنفقت في الحرب دون مقابل إضافة الى خسائر دولية هائلة وغير مباشرة لبعض حلفائها بعد انخفاض الدولار وارتفاع أسعار النفط الى حدود غير مقبولة نجم عنه خلخلة وعدم استقرار لبعض الأنظمة جراء ارتفاع جنوني ومستمر في الأسعار وما تبع ذلك من أزمة مالية كبيرة ومؤثرة ما زالت نتائجها تتداعى لغاية الآن ، كل ذلك أوصل الجميع أصدقاء و حلفاء وأعداء لأمريكا بان تخبط سياساتها الخارجية والمالية والاقتصادية والعسكرية في السنوات الأخيرة كان غباء لا ينم عن دراسة ومؤسسية او حكمة او تعقل او عظمة بقدر ما ينم عن عقلية عقائدية للرئيس بوش تحتل حماية إسرائيل فيها جزءا كبيرا يتحدث عنها باستمرار أوصلت امريكا الى هذا المستنقع وهذا يبدو واضحا في النقاشات الحادة بين الحزبين في امريكا وبين امريكا وحلفائها الأوربيين والآخرين في المنطقة والتي نسمعها ونقرؤها يوميا والتي سوف تزداد حدة وتدحرجا في الشهور القادمة .

هـ: هناك تغير واضح في المزاج العالمي والمزاج الأوروبي بالذات تجاه إسرائيل إذا استثنينا بريطانيا نسبيا وفرنسا برئاسة ساركوزي ، فلم تعد إسرائيل تلك الدولة التي تحظى بالإعجاب والتعاطف بل أصبح يشار إليها على إنها مشكلة الشرق الأوسط الملتهب وهي سبب مباشر لأعمال الارهاب والعنف في المنطقة، وهذا ما تشير إليه يوميا الصحافة الدولية عموما والأوروبية بشكل او آخر وما قبول الدعاوي القضائية ضد اسرائيل والتعاطف معها الا دليل واضح على التغير الكبير في المزاج الاوروبي رسميا وشعبيا .

و: إعادة إحياء الدور الروسي وريث الاتحاد السوفييتي في المنطقة والعالم، والندية التي ظهر بها في مواجهة امريكا كقوة عظمى ، وفشل الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الى روسيا والتي جاءت في أعقاب زيارة الرئيس السوري الناجحة هناك وما تلا ذلك من زيارات متكررة للقطع البحرية الروسية للموانئ في المنطقة وبعض دول العالم الحليفة السابقة للاتحاد السوفييتي .

ز: الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي جاءت بالرئيس الأسود من أصول إسلامية افريقية ومن أب مسلم باراك حسين اوباما الى البيت الأبيض وما يعني ذلك من تغيير ولو كان بطيئا ومخيبا للامال في بعض الاحيان ولا أريد التعليق اكثر فالأيام تفصح لنا ولكن الأكيد ان الرئيس بوش الأب ومن بعده الابن كان وبالا ودمارا لأمريكا والمنطقة وكان نعمة لن تتكرر لإسرائيل كمل يقول ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت الذي أضاف ان اسم بوش سوف يحفر بماء الذهب لدى اليهود .. فما هو الذي بعد الذهب ؟!

ان شمس اسرائيل ستختفي بالحماقة الاسرائيلية نفسها التي اعتادت عليها في مهاجمة الخصوم ولكنها هذه المرة ستجد حلفا يواجهها بقوة واقتدار واعداد محسوب تشير له كل المعطيات المتوفرة والمؤشرات الواضحة والمعلومات المتسربة...

ولعل كل ذلك توج اخيرا في صورة مشتركة ولقاءات مشتركة ومتكاملة في دمشق وطهران ضم مرشد الثور الايرانية نفسه والرئيس الايراني والسوري وامين عام حزب الله وقوى المقاومة واطرها المتواجدة في دمشق التي اجتمعت في طهران بشكل علني ومباشر ينبىء عن مشروع مواجهة ضخم وكبير غير مسبوق من حيث القوة والاقتدار والاعداد والاستعداد والارادة للمواجهة يمكن تقديره وتسميته بانه " مشروع المواجهة الاعظم لازالة اسرائيل " قد يضع اسرائيل على عتبة الانهيار اذا لم يكن انهيارها في أي مواجهة قادمة .

تكاملية المقاومة والاجابة على تساؤلات المثبطين

كلما اثير موضوع نهاية إسرائيل او زوالها يخرج البعض من معسكر " السلام " والمثبطين ليتحدث بالواقعية والاستفادة من التجارب مستندا الى التاريخ القريب المليء بالهزائم المختلفة والأصوات الدعائية المرتفعة التي كانت تتحدث عن " جوع يا سمك ورميهم في البحر وهكذا " غافلا عن التاريخ البعيد او ماضي الأمة المشرق الذي جعلها اعز حضارة واقدر امة وأشجع رجال وأقوى حجة وأفصح بيان استطاعت من خلاله ان تشكل امتدادا مساحيا وعمقا جغرافيا على امتداد الكرة الأرضية في زمن قياسي لم يكن له مثيل في تاريخ الحضارات الغابرة او المعاصرة .. ومع ذلك فان مقارنة ميدانية بين هذا الماضي الذي يشيرون إليه والحاضر الذي نرى فيه نور الحقيقة القادم وقائع لا ينكرها احد يمكن ايجازها :

1ـ نعم لقد صدح احمد سعيد من صوت العرب عن رميهم في البحر وتجويع السمك ليبتلعهم ولكننا لم نكن نمتلك القوة والقدرة على تدمير إسرائيل او حتى هزيمتها في معركة كبرى فقد غلبت المؤامرات والدعايات وتحصيل الشعبية على الامكانات والقدرات والجاهزية بالمقابل فان الحديث الآن عن زوال إسرائيل يرافقه قوة واقتدار يربك ليس إسرائيل وحدها بل وأمريكا التي تقف خلفها التي تقف عاجزة عن اتخاذ موقف تجاه ملف اسمه " الملف النووي الإيراني " ناهيك عن سيل الأحاديث المتكررة لاحمدي نجادا عن زوال اسرئيل وتحدي الغرب وأمريكا وإسرائيل ان يحاولوا ضرب إيران.

وحتى لا نبعد كثيرا فان المعلومات العسكرية ومراكز الدراسات تشير الى ان حزب الله في لبنان وحده دون غيره قادر ولديه جاهزية وترسانة من الصواريخ تفوق الأربعين ألف والبعض يتحدث عن سبعين ألف صاروخ قادرة على إحداث تدمير هائل في إسرائيل فيما لو تم توجيهها الى مراكز ومعامل كيماوية وأبراج سكنية وأحياء مكتظة وان ضربة مثل هذه من قبل حزب الله على إسرائيل كفيلة ان تحدث هثيان مدني وذهول عسكري تضع إسرائيل على عتبة الانهيار الذي سيتبعه تدفق بشري هائل الى فلسطين يسيطر على كافة المرافق فيها فكيف إذا كان الحديث عن محور متكامل وطوق ناري متآلف يشمل حزب الله وإيران وسوريا وحماس وحشد بشري جاهز للتدفق فيما لو نفذ هذا السيناريو...

2ـ لم يعد سرا حجم الاختراق ألمخابراتي المذهل وبالذات الإسرائيلي للمنظمات والفصائل الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما قبل عملية السلام فقد تحدث عن ذلك الكثير من مدراء وضباط المخابرات السابقين وصدرت مؤلفات بذلك وصل حدا ان الشين بيت كان يعد البعض من الكوادر عند التحقيق معهم ان يصبح قائدا فيما لو اعترف وتعامل معهم ، وهذا الاختراق اخذ بعدا خطيرا في تاريخ القضية الفلسطينية وحول هذه الفصائل الى مجرد أسماء وبيانات وأصوات إعلامية ودعائية وتنسيق وضباط ارتباط وحجوزات بالفنادق والشقق المفروشة بعيدا عن واجبها الأساس وهو العمل الميداني والمقاومة بل وأخذها الى إثارة الفتن وطحن وصراعات فيما بينا وكانت الذروة الأسوأ في ذلك مواجهة وقتال الأنظمة والدول والعواصم التي احتضنتها منذ البداية الى ان أصبحت تنافسها على الحكم والسلطة بشكل دمر هذه الفصائل ماديا ومعنويا وأبعدها عن حاضنتها الشعبية والعربية والإسلامية وجعلها محل نفور وعزلة وإحباط الى ان توجت ذلك في سابقة مخزية ومستغربة غير معهودة في التاريخ بإلغاء بند المقاومة والتحرير الكامل لفلسطين في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية التي وجدت أصلا من اجل ذلك عام 1964 ( أي قبل احتلال عام 1967 ) وبعدها هرولت هذه الفصائل مسرعة الى السلام الموعود ( بإقامة الدولة القابلة للحياة ) وسارع البعض الى القشور والإجراءات الشكلية والبروتوكولية الى فرش البساط الأحمر واخذ يستعرض حرس الشرف قبل إقامة الدولة لهذا السلام الذي كانت نتائجه معروفة للجميع .

بالمقابل فنحن الآن أمام مقاومة تكاملية متصاعدة قادرة وعقائدية وحقيقية ومحصنة ومثمرة على ارض الواقع في العراق الذي أصبح مدرسة وميدان تدريب لتخريج المقاومين وفي لبنان وغزة وصلت حد تحرير الأرض وإطلاق الأسرى وكانت عصية على الاختراق الاستخباري وهي تنجز بشكل متواصل ومتواتر لم نشهده من قبل وهنا لابد من الإشارة الى ان المقاومة العراقية في اغلبها واللبنانية من خلال حزب الله وحركات المقاومة الإسلامية والشعبية في غزة وراس حربتها حماس فهي منذ تأسيسها استفادت من هذه التجربة ولم تنجرف الى صراعات مع الأنظمة او اختراقات على غرار ما حصل في السابق لذلك حققت هذه الإنجازات وحصلت على هذه الشعبية المتنامية بين الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي في زمن قياسي غير مسبوق .

3ـ الإرادة في قرار المواجهة مع إسرائيل وإزالتها كان في السابق يرتبط في اغلبه بتثبيت الكراسي وتحصيل الشعبية والنجومية والهتافات والتصفيق وما رافق ذلك من مؤامرات ودكتاتوريات وانقلابات وصراعات للقوميين وإعدامات للإسلاميين أمثال سيد قطب وقد أعجبني قول لأحد الناصريين بمثابة نقد ذاتي حين وصف القائد جمال عبد الناصر قال " ان عبد الناصر عظيم الأمجاد عظيم الأخطاء " بالمقابل فان الإرادة في قرار المواجهة مع إسرائيل وإزالتها يرتبط الآن في ثلاثة إبعاد متلازمة وعازمة على تحقيق الهدف هي عمق عقائدي متلهف للمواجهة ومصلحة استراتيجية إيرانية وتحالفية مع حزب الله ترتبط بأجندة متكاملة بمشروع طموح فوق العادة لقيادة الأمة الإسلامية مفتاحه الأساس هو زوال إسرائيل على أيديهم وبدون ذلك لن تستطيع إيران تحقيق مشروع عظمتها وثالثا الإعداد والاستعداد المتواصل قدرة واقتدار وتشكيل حلف متماسك وقادر على المواجهة وتحقيق الهدف ومن يريد الاستزادة والتفصيل فهي موجودة في بحث لي سابق ومنشور بعنوان " مدى جدية واستراتيجية تصريحات الرئيس الإيراني احمدي نجادا

4ـ الاستعداد للتضحية وتحمل الخسائر وهنا لا أريد المقارنة فهذا الاستعداد كان موجود في السابق لدى أبناء الأمة ولكن لم تكن هناك قيادة موحدة وقيادة مقاومة قادرة وعازمة ونظيفة على استثمارها باتجاه التحرير بل وللأسف استثمرتها باتجاهات أخرى أما الآن فالوضع مختلف تماما وقد رأينا ذلك بوضوح في العراق الذي هو رصيد قادم وفي لبنان وغزة والأيام سوف تثبت ذلك اكثر وأكثر..

5ـ ان معظم الدراسات وكافة المعطيات والمستجدات المتسارعة تشير الى مرحلة جديدة تغيب فيها دولة إسرائيل كنظام سياسي وعسكري وأيدلوجي دون المبالغة في رمي اليهود بالبحر كما كان يقال سابقا بل في استيعاب من يبقى منهم على ارض فلسطين في إطار دولة فلسطينية ديمقراطية تحكمها صناديق الانتخاب ، وان انهيار عملية السلام القادم قريبا وتصاعد الإعداد والاستعداد المتواصل للمقاومة وحلفائها في المنطقة ومنهجية القلعة والحماقة والهواجس الأمنية التي تسيطر على العقلية الإسرائيلية هي بداية النهاية لتدحرج إسرائيل نحو نهايتها بشكل متسارع ، وان إسرائيل تدرك ذلك جيدا تبعا لكل الحوارات والدلائل والمظاهر والمؤشرات الميدانية والإعلامية والسياسية لديها حيث يزداد التخبط وتنعدم الخيارات وتتدنى معها المعنويات التي لولاها ولولا امريكا لما بقي هذا الكيان قائما لغاية الآن ،،،،

تكاملية المقاومة ضرورة لزوال اسرائيل

لا يمكن للمقاومة بعد ان اشتد عودها وحققت خطوات كبيره على طريق التكاملية الا ان يكون هدفها عظيم بالنصر الاكبر على اسرائيل ، وحتى نزداد تفاؤلا وتعمقا علينا ان نبحث تكاملية المقاومة على ضوء التصريحات المتحمسة والتفصيلية والممنهجة والمتكررة للرئيس الإيراني احمدي نجادا وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حول زوال إسرائيل وقرب نهايتها والتي وصلت ذروتها في تصريح الرئيس الإيراني في مطلع نيسان من هذا العام 2008 حين قال " يجب محو إسرائيل من على الخريطة " وتصريح آخر في نفس السياق لنائب القائد العام للجيش الإيراني محمد رضا اشتياني قال فيه " ان إيران ستمحوا إسرائيل من على وجه الكون .."

يجدر في أي باحث متابع للأحداث وتهمه تكاملية المقاومة وحشد قدراتها من اجل تحرير فلسطين وازالة اسرائيل ان ينظر في جدية ازالة اسرائيل ؟ ويرى مدى الدعاية او الحرب النفسية المقصودة منها ؟ او هل هي تكتيكات سياسية لها أغراض محددة تخدم مرحلة آنية وحسب ؟ أم هي استراتيجية في معناها ومغزاها وتأتي في إطار خطة مرسومة تم الإعداد والاستعداد لها بعناية وحكمة وحنكة وما هذه التصريحات إلا مقدمات حرب نفسية تنهك العدو وتربكه تمهيدا لتنفيذ الهدف المعلن عنه في التصريحات وهو زوال إسرائيل في اطار من التكاملية المنشودة والمرسومة.

عادة ما ترتبط طبيعة التصريحات ومدى الجدية فيها من خلال ثلاثة محاور رئيسة تتمثل فيما يلي :

الأول: مدى استراتيجية زوال اسرائيل، ومدى عمق تواجدها في الثقافة والفكر والعقيدة والسياسة معا .
الثاني: مدى توفر الامكانات المادية والظروف الموضوعية التي تخدم هذه الاستراتيجية.
الثالث: مدى الإعداد والاستعداد والتخطيط لتنفيذ هذه الاستراتيجية وتلك التهديدات والتصريحات ، بمعنى آخر ماذا أعدت المقاومة فعليا وعمليا لزوال إسرائيل ؟

اولا: مدى الاستراتيجية والقناعات العقائدية

أ: ان زوال إسرائيل هدف استراتيجي في صلب الثورة الخمينية يخدم مصالحها العقائدية الذي يرتبط بمشروعها المقاوم والممانع في محيط يصعب فيه التمدد إلا بعمل عظيم كزوال إسرائيل يخدم الأمة الإسلامية وتتجه إليه أفئدة المسلمين كافة ، كما ان هذا الزوال وتحرير بيت المقدس هدف جهادي عقائدي لفصائل المقاومة في لبنان وغزة بكل فصائلها ..

ب: يرتبط زوال اسرائيل بالقناعات العقائدية التي تشكل دافعا ووقودا استرايجيا للتضحية وتحقيق النصر بما ورد في الأثر والحديث والفكر الاسلامي ان "زوال إسرائيل في آخر الزمان سوف يتم على يد العمائم السود او الرايات السود القادمة من الشرق.." والحديث الشريف " لا تقوم الساعة حتى تقاتلون اليهود انتم شرقي النهر وهم غربيه ...." ومعروف للجميع ان قوى المقاومة الرئيسة في ايران ولبنان وغزة انما هي عقائدية وجهادية تؤمن باهدافها من وحي عمق عقيدتها .. وبالمناسبة الملفته ان هذا المضمون موجود في روايات مشابهة للمسيحية بل وفي اليهودية نفسها وان الرئيس بوش كان مقتنعا ان زوال إسرائيل في آخر الزمان على يد جيش يأتي من الشرق حيث يعتبرون العراق وإيران هما الخطر القادم ، وبعد ان بعثروا العراق وأبادوا قدراته العسكرية وحلوا جيشه لم يبقى لهم سوى إيران يشكل تهديد وخطر قادم على إسرائيل حسب معتقداتهم.

ج: ان إيران الفارسية القومية هي عظيمة باسلامها ولا يمكن ان تحصل على العظمة وقيادة المنطقة والعالم الإسلامي بل ولا يمكن ان تأخذ دورا رياديا كبيرا وقياديا متميزا في منطقة عربية القومية إلا في تحمل عبئ ومسؤولية زوال إسرائيل التي عجز العرب والمسلمين عن تحقيقه..

د: ان إيران الدولة والثورة والسياسة وسوريا العربية القومية المتمسكة بالممانعة وحزب الله وحركة حماس والجهاد والفصائل المقاومة الاخرى كلها تسعى الى تحقيق هذا الهدف باعتبار امريكا هي "الشيطان الأكبر" وان إسرائيل "سرطان في جسم الأمة يجب اقتلاعه ".

ثانيا: مدى الامكانات والظروف المناسبة

أ: ان موقع إيران الجغرافي وسعة مساحته وحجم سكانه ومتانة اقتصاده وامكاناته النفطية تعزز قدرة إيران على تحقيق مثل هكذا هدف له مردود كبير بهذا الحجم من المصالح والاستراتيجيات بل وتساعد إيران على المضي قدما في تحقيق هذا الهدف دون تردد.

ب: ان الظروف الموضوعية الجغرافية والسياسية التحالفية والتكاملية لقوى المقاومة قي المنطقة شجعت إيران بكل امكاناتها للسعي نحو تحقيق هذا الهدف ، وهذا الظروف تتمثل في تواجد المقاومة اللبنانية على حدود فلسطين الشمالية وما قام به من إنجازات في هذا المجال سواء على صعيد تحرير الأراضي اللبنانية وما يمتلكه من قدرات عسكرية وعددية ومكانة شعبية في المنطقة.

ج: التحالف التاريخي والاستراتيجي المعلن والمعروف بين إيران و سوريا والذي يوفر دعما مباشرا للمقاومة ولحزب الله ومكن سوريا من تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية بالذات بشكل كبير ومؤثر ضد إسرائيل وتشكيل جبهة الممانعة التي تعتبر حجز الزاوية في تكاملية المقاومة.

د: الامتداد ألتحالفي والتكاملي مع حركة حماس المقاومة والحكومة والسلطة الفعلية في غزة وما تلقته من دعم مالي كبير في هذا المجال والذي هو امتداد للدعم الإيراني لحركة الجهاد الإسلامي مما شكل طوقا ناريا محكما حول إسرائيل كما سنرى لاحقا .

ثالثا: مدى الاستعدادات التكاملية

وهذه المعلومات إنما هي ما أفصح عنه الاعلام وما كشفته الأحداث وما تم تسريبه في الدوائر الغربية والإسرائيلية والمخفي أعظم ولكنه يعطي دلالات أكيدة وتحليلات واضحة على حجم ما تم أعداده في اطار تكاملية قوى المقاومة لزوال إسرائيل والمتمثل بما يلي :

1- إقامة طوق ناري صاروخي ومؤثر ومفزع حول إسرائيل من خلال تكاملية المقاومة بين حزب الله وسوريا وحماس والجهاد الإسلامي دفع إسرائيل لأول مرة في تاريخها الى إجراء مناورات شاملة وضخمة وعلنية لكافة القطاعات العسكرية والمدنية وكافة المناطق ولكافة الأسلحة بما فيها الكيماوية وغير التقليدية ، وجاءت التصريحات الإسرائيلية توضح ذلك بان إسرائيل قلقة من القدرات الصاروخية للعدو والذي قد يربك استدعاء الاحتياط في الجيش الإسرائيلي ، وان إسرائيل تنوي نقل قواعدها الجوية الى النقب في محاولة لحمايتها.. والمخفي الذي لم يصرح عنه من القلق أعظم من ذلك بكل تأكيد .

2- استطاعت إيران تطوير قدراتها العسكرية والقتالية والتقنية والصاروخية على وجه التحديد من حيث المدى والدقة والقدرة التدميرية بحيث تصل الى إسرائيل وتضربها بشكل مؤثر وفاعل وقد أعلنت إيران رسميا وإعلاميا عن بعض هذه القدرات سيما التقليدية منها ، خلافا لغير التقليدية التي يحاول الإيرانيون عدم الحديث فيها ورغم شح المعلومات والتكتم والتمويه في المجال غير التقليدي لا سيما في المجال النووي إلا ان التقديرات العسكرية المتخصصة في هذا المجال تتوقع تطور وتقدم إيراني كبير قياسا على التوجه والتركيز الإيراني على التطوير وامتلاك السلاح المؤثر وهنا يكفي ان نشير الى ان إيران أصبحت قادرة على إطلاق ما يزيد على عشرة آلاف قذيفة صاروخية في الدقيقة الأولى في أية مواجهة او رد فعل وان الرأس المتفجر في هذه الصواريخ وصل الى ما يقارب الطن ، والمدى الى نحو ثلاثة ألاف كيلومتر..

3- عملت تنظيمات المقاومة مع حلفائها في المنطقة على بناء وتدريب أجهزة استخبارية دفاعية وهجومية متقدمة وقادرة على توفير الحماية لهم وعلى اختراق العدو ، وقد لاحظت ذلك بشكل دقيق في المفاجآت التي أعدها حزب الله في حرب تموز وقدراته على التمويه والمناورة والتظليل والتخفي لامكاناته العسكرية والصاروخية والقتالية .. إضافة الى حجم المواقع العسكرية والإحداثيات الموضعية والموقعية التي استطاع حزب الله ضربها والتي تحتاج الى معلومات استخبارية دقيقة ومسبقة مما يؤكد اختراق حزب الله وحلفاء إيران الآخرين للكيان الاسرئيلي في عمق الأهداف العسكرية... مقابل عجز إسرائيلي واضح على اختراق حزب الله ومجموعاته القتالية ومواقعه الصاروخية والتخزينية بل عجزت إسرائيل عن رصد او اختراق أي هدف عسكري او حيوي مهم غير مكشوف لحزب الله، وان ما قامت به إسرائيل في حرب تموز عبارة عن تدمير مجمعات سكنية ومكاتب ومؤسسات جماهيرية مكشوفة للصحافة والإعلام في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى.

4- تقديم الدعم المالي بسخاء في سبيل مواجهة إسرائيل وزوالها وكذلك تحمل الخسائر والأضرار التي تترتب على مثل هكذا مواجهة وقد أتضح ذلك جليا من خلال ما قام به حزب الله في أعقاب حرب تموز من تعويضات وإعادة البناء بشكل سريع وقياسي.. كذلك ما قدمته إيران الى حماس من دعم مالي كبير وفوري ضاهري ومعلن تجاوز نصف مليار دولار ..ناهيك عن المساعدات الاخرى والمساعدات التي تقدم الى الجهاد الإسلامي منذ زمن طويل ..

5- استطاعت إيران بحنكة ودهاء ان تشكل رقما صعبا في المعادلة الدولية والأمريكية على وجه الخصوص لا يمكن تجاوزه ولا يمكن المغامرة معه من خلال ما قامت به من دعم عسكري ومالي واستخباري منظم وممنهج لمنظمات وتنظيمات وحركات وفصائل متضاربة في الفكر والمنهج والاتجاه أحيانا ولكنها متوافقة وتكاملية في هدف المقاومة في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين والمنطقة عموما، وهذا الاختراق الكبير سوف تجيره وتستخدمه إيران عند الضرورة في مواجهة إسرائيل.

6- تمارس إيران سياسة خارجية متعقلة ومتزنة عموما ولكنها متسللة وسريعة وقادرة على استغلال الفرص بل وصناعتها في خدمة مصالحها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية ، وهي تتبع تكتيكات تبتعد عن المواجهة والصدام المباشر حيث تستخدم اذرعها الحليفة في العراق وأفغانستان ولبنان والمنطقة في المواجهات بما يحرج امريكا ويجعلها في وضع الارتباك الدائم لمعالجة ملفها النووي وتحقيق هدفها في ازالة إسرائيل..

7- من يتابع التصريحات الإيرانية وتصريحات الرئيس احمدي نجادا وتصريحات أمين حزب الله السيد حسن نصرا لله على وجه الخصوص حول زوال إسرائيل يدرك بما لا يدع مجالا للشك ان هذه التصريحات تأتي في إطار مدروس ودقيق وممنهج لحرب نفسية تم الإعداد لها في إطار خطة متكاملة في هذا الاتجاه يخدم الهدف الأكبر والأعظم لزوال إسرائيل ..

8- بالمقابل فان الكيان الإسرائيلي يعيش حالة من الرعب غير مسبوقة من زوال كيانه ومن يتابع الإعلام الإسرائيلي يجد ذلك جليا وواضحا بل ان هناك من الكتاب الاسرائيين هذه الأيام من يتحدث حول مخاوف حقيقية وهواجس زوال إسرائيل مما يشير الى ان تأثيرات كبيرة ومؤثرة للحرب النفسية من تصريحات نجادا ونصرا لله وقد أتت أكلها مما يدفع ويشجع الإعلام العربي والإسلامي المستقل على تكثيف الحديث حول زوال إسرائيل وإعطاء الأفكار والتفصيلات والبرامج حول زوال هذا الكيان .

9- إعادة البناء السريعة لقطاعات حزب الله العسكرية في أعقاب حرب تموز من تدريب ومضاعفة أعداد المقاتلين الى زيادة وتطوير القدرات الصاروخية بالذات على نحو يشكل أضعاف ما كان قائما قبل الحرب والذي تؤكده أوساط حزب الله والخبراء في هذا المجال يدلل على مدى الإعداد والاستعداد والحماسة لمواجهة كبرى مع إسرائيل من اجل زوالها والذي أصبح يكرره ويؤكد عليه السيد حسن نصر الله نفسه.

10- لقد أسقطت حرب تموز جدار الخوف والدعاية المضخمة الذي زرعته إسرائيل لحفظ كيانها ، وأثبتت هذه الحرب للشعوب العربية والإسلامية وحتى للأنظمة الرسمية فيها ان هذا الكيان غير قادر على اختراق المقاومة العقائدية المنظمة والقادرة والمدربة وغير قادر أيضا على إنهائها او تحجيمها او الحد من تأثيرها..

11- ان حرب الفرقان او الحرب على غزة قد عززت تكاملية المقاومة حيث كانت صورة وحقيقة ارض المعركة هي مجموعات قتالية مجاهدة مؤمنة مدربة ومنظمة في سرايا مشاة تحمل سلاح متواضع ما تيسر لها تقف وتقاتل ببسالة واقتدار في وجه جيش يملك ويستخدم اقوى وادق وافضل ما توصلت اليه التكنلوجية العسكرية استدعى الاحتياط واعلن الطوارئ واستنفر كل قوته .. لتكون النتيجة بعد اثنين وعشرين يوما وليس بعد ستة ايام عدم القدرة على تحقيق أي هدف معلن او مبطن اوغير معلن لاسرائيل بل ولم تستطع ان تحقق اية اهداف تكتيكية بسيطة في المفهوم العسكري الميداني كوقف اطلاق الصواريخ من بين الدبابات ومن فمها وحتى بعد وقف القتال وانسحاب الجيش الاسرائيلي .

12ـ لقد اثبتت الحرب على غزة انهيار النظرية الامنية والاستخبارية للكيان الاسرائيلي امام قوى المقاومة حيث لجوء العدو للقصف العشوائي كقصف ارض الفضاء والمساحات المفتوحة التي يعتقد ان تحتها انفاق او مقاتلين في جنوب وشرق القطاع او قصف مؤسسات معروفة ومكشوفة ومثبتة على الخرائط المساحية او قصف بيوت ومنازل قادة وكوادر حركة حماس المعروفة لطوابير العملاء وهي فارغة بعد رحيل كثير من سكانها اوتم ترحيلهم او قصف المساجد وسيارات الاسعاف ينم عن ضعف كبير في بنك الاهداف لدى سلاح الجو الاسرائيلي وينم عن عجز استخباري في اختراق حركة حماس وجناحها العسكري بشكل واضح . وهو نصر بحد ذاته للمقاومة وهزيمة استخبارىة لاسرائيل .

13- لقد اتاحت الحرب على غزة وافسحت للمقاومة التكاملية وحماس بالذات ان تظهر قدراتها وامكاناتها ان تكون حركة عقائدية وحكومة قادرة وقيادة رشيدة ومؤسسات منضبطة ومقاومة مدربة ومجهزة وملتزمة في اصعب الظروف واحلكها وكذلك في مجال الحصول على السلاح وتصنيعة رغم الحصار والمراقبة والعملاء كذلك وقدرتها على ادارة المعركة ببراعة ورباطة جأش والتزام بالخطة وعدم الارتباك والسيطرة على الوضع الداخلي وادارته اثناء الحرب رغم المتربصين والمتنفعين كما واظهرت قدرة في العمل الاستخباري والتضليل والاختراق والحصول على المعلومات وتحصين الكوادر والقادة والمؤسسات السرية والمعلومات من الاختراق او التصفية او المتابعة ..

وهذا كله له مردود نفسي ومعنوي كبير في عملية الاستقطاب والتعبئة والتنظيم والتجنيد لصالح حركة حماس في الاوساط الفلسطينية مستقبلا مما يشكل وضعا تصاعديا لشعبية حماس وثقلها بين الحاضنة الفلسطينية والمحيط العربي والاسلامي سوف تظهر نتائجه قريبا في قدرتها على بناء مصداقية عملية وفعلية وحقيقية تخدمها في الحصول على شرعية التمثيل الفلسطيني في الداخل والخارج على حساب السلطة المهترئة وفتح المتراجعة بعد ان تكشفت كل الاوراق ولم تعد هناك اقنعة للتستر تحتها ، وهذا بحد ذاته هو اكثر من نصر واعظم للمقاومة ولحركة حماس ، لم يكن ليكون لولاء هذه الحرب والحماقة الاسرائيلية التي برزت وكشفت كل ذلك ..

14ـ ان حجم الضحايا والدماء التي سالت من المدنيين والاطفال والابرياء والدمار الذي حدث في غزة وفي لبنان قبل ذلك من قبل الحماقة الاسرائيلية قد حسم ثلاثة مسائل مهمة وخطيرة لصالح المقاومة سوف تشكل سابقة وكارثة على اسرائيل وشعبها اليهودي وسوف تدرك اسرائيل لاحقا ان حرب غزة وحرب تموز هي اكثر من هزيمة عليها وهي في الوقت نفسة اكبر من نصر للمقاومة وقوى الممانعة وهي :

أ: سقوط نظرية السلام الاسرائيلي وانهياره سياسيا واخلاقيا وثقافيا واجتماعيا واستراتيجيا ولم تعد هناك مصوغات لاية تسوية او سلام او تعايش بل وحسمت المسالة لمصلحة المقاومة وبرنامجها للتحرير على كافة الاصعدة .

ب: اعطت اسرائيل بما ارتكبته سابقة ورخصة شرعية و تصريحا دوليا للمقاومة لاعادة العمل بالعمليات الاستشهادية التي وقف العالم ضدها في شرم الشيخ لانها تقتل المدنيين،وهل هناك بعد الان وبعد ما شاهده العالم في غزة من يلوم المقاومة على عملياتها الاستشهادية مستقبلا وهل هناك اعتراض بعد اليوم بعد المجازر التي ارتكبتها اسرائيل لعودة هذه العمليات .

ج: ان النقطة الاضعف في الكيان الاسرائيلي بل ومقتل اسرائيل كلها وعنوان انهيارها مستقبلا يتمثل في طبيعة واقعها السكاني والجغرافي حيث تجمع يهودي كثيف في رقعة مساحية ضيقة في نطاق جغرافي محدود في فلسطين، بل ان محيط تل ابيب وضواحيها فقط كفيل بانهيار الكيان الاسرائيلي فيما اذا وجهت له ضربة مفاجئة وقوية ومكثفة وشاملة ، وكان العائق في هذا السيناريو هو عدم قتل المدنيين ولكن بعد السابقة الاسرائيلية في غزة لا اعتقد ان هناك محظورات سيما ان الرئيس السوري بشار الاسد كان واضحا في هذا الامر في مؤتمر غزة بالدوحة حين شرح ذلك واجمله بقوله " ان اسرائيل قد حفرت قبرها بيدها ".

15ـ من الحقائق المهمة التي تعتبر نصرا ويجب الاستفادة منها مستقبلا والتي اكدتها حرب الفرقان بعد ان كشفتها حرب تموز بشكل كبير تظهر مدى هشاشة الكيان الاسرائيلي وتخوفه من تفككه امام وقوع الضحايا في صفوفه وهذا هو السبب المباشر الذي منع الجيش الاسرائيلي من اجتياح التجمعات السكانية في غزة وفضل ان يسجل في تاريخه جبنا وهزيمة كما سجلها في حرب تموز على تكبد خسائر بشرية امام استبسال المقاومة اذ ان تقديرات متكررة للموساد والشين بيت والاستخبارات الاسرائيلية تفيد ان وقوع خسائر بشرية كبيرة بين الجيش والمدنيين الاسرائيليين سوف يؤدي إلى تفكك الجبهة الداخلية وهروب اليهود خارج فلسطين وعودتهم الى أوروبا ، مما يعني ان يتم الاستفادة من هذه الحقيقة في التخطيط القادم لاية مواجهة مع إسرائيل .

نتيجة وتوصية

لقد مهدت هذه الحروب الإسرائيلية الحمقاء على لبنان وغزة وشجعت المقاومة بشكل حقيقي ومفصلي لمزيد من تسريع خطوات التكاملية في عملها مع كل جوانب التكاملية الداخلية والخارجية ، المحلية والإقليمية والدولية من اجل زوال إسرائيل وأثبتت ان إسرائيل كيان هش قابل للاختراق والانهيار المفاجئ غير المتوقع ، وان مزيد من تكاملية المقاومة مع قواها الحية والقادرة بكل جوانبها وأطيافها ضرورة لتحقيق النصر باذن الله ،من هنا فاني اخلص الى توصية بضرورة تشكيل هيئة عليا مهمتها محصورة في دفع خطوات التكاملية بشكل متسارع وعميق بين قوى المقاومة وحلفائها وتنظيماتها وحواضنها الشعبية وأصحاب الضمائر الحية في العالم من اجل تحقيق الهدف الاكبر في النصر وزوال إسرائيل باذن الله .


المراجع:

ـ اميل لحود ، 2006،تكاملية المقاومة والجيش اللبناني ،مقابلة مع فوكس نيوز ،صحيفة الشرق الاوسط،العدد 10110 ،تاريخ 13/ 8 /2006.
ـ الجبهة الديمقراطية ، 2008، المقاومة الفلسطينية في ظل ازدواجية السلطة ،دار التقدم العربي ،بيروت.
ـ المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ، 2006 ، عام الانقسامات ، دار التقدم العربي ، بيروت .
ـ المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ، 2005، كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية ، دار الوطنية الجديدة ، دمشق .
ـ الجدع ، احمد ، 1990 ، صراعنا مع اليهود من أين الى أين ؟ ، دار الضياء ، عمان
ـ الحوت ، بيان نويهض ، 1981 ، القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت.
ـ الدقاق وآخرون ، إبراهيم ، 2005 ، القضية الفلسطينية تحديات الوجود والهوية ، مؤسسة عبدا لحميد شومان ، المؤسسة العربية للدراسات ، بيروت.
ـ دروزة ، محمد عزة ، 1982 ، القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها ، مطبعة الاتحاد ، دمشق.
ـ زعيتر ، أكرم ، 1955 ، القضية الفلسطينية ، دار المعارف ، القاهرة .
عبدالقادر ياسين وآخرون ،2007 ، اربعون عاما من حياة منظمة التحرير الفلسطينية ، دار التقدم العربي ، بيروت .
ـ جميعان ، محمد احمد، 2007، القدس بين مشاريع السلام العربية وبين حتمية التحرير،بحث مشارك في المؤتمر الدولي الاول لنصرة القدس ، غزة.
ـ جميعان ،محمد احمد ، 2007، خيار المقاومة .. والامن القومي العربي ، بحث منشور ، مركز ماج للدراسات ،عمان.
ـ جميعان ، محمد احمد ، 2008 ، حقيقة النصر والهزيمة في حرب غزة ،بحث مشارك في المؤتمر الدولي الثاني لنصرة القدس ، غزة .
جميعان ، محمد احمد ، 2008 ، حماقة اسرائيلية في مواجهة استعداد ايراني سوف تزيل اسرائيل ، بحث منشور ، مركز النور ، السويد.
ـ جميعان ، محمد احمد ، 2009، انهيار" السلام " نهاية اسرائيل ، كتاب تحت الطبع ، عمان .
ـ يواكيم ، مبارك ، 1996 ، القدس ـ القضية ، ترجمة مها الخوري ،مجلس كنائس الشرق الأوسط .

(*) المصدر: مركز الشرق للدراسات الحضارية والاستراتيجية/ 5/5/2010/ عبر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-06-11, 17:44   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

فضيحة ثقافة من يدعي المقاومة ظاهرا ويحرف جمهوره عن المواجهة مع الإسرائيليين باطنا
يعرف اللبنانيين جيدا بأنه منذ إنتهاء حرب تموز 2006 بين لبنان والإسرائيليين هدأت الجبهة الجنوبية وأصبحت شبيهة بجبهة الجولان المحتل. فبعد مضي 6 سنوات على حرب تموز لم تحرر مزارع شبعا ولم تسفر الحرب الأخيرة عن اي تقدم على صعيد امن لبنان سوى دخول قوات اجنبية من جنسيات متعددة إلى لبنان وتموضعها في الجنوب. هذه حرب تموز الذي كبدت لبنان خسائر مادية وبشرية جسيمة كانت شرارتها خطف جنود إسرائيليين على يد المسمى حزب الله تحت شعار “لو كنت أعلم” فقتل أكثر من ألف لبناني.
فهؤلاء المدنيين الذين قتلوا، قتلهم مباشرة الجيش الإسرائيلي عن طريق إستهدافه المدنيين بالطائرات والدبابات والمدافع والبنادق ولم يقتلهم الشعب اللبناني. فإذا بالمسمى حزب الله يعبأ جمهوره من خلال خطابات امينه العام ونوابه وأبواق بعض الصحافيين وتلفزيون المنار بأن من قتل المدنيين في حرب تموز هم العملاء أو المتهمين بالعمالة وهذا ما يفسر نسيان المقاومين مقاومة الإحتلال. فالمبالغة والإعلام المركز والمتعمد من غالبية قوى 8 آذار على إتهام كل من يتم توقيفه بتهمة العمالة انه هو الذي قتل اللبنانيين حرف غالبية اللبنانيين عن مقاومة الإحتلال ووصلت شدة التعبأة إلى حد التأثير على بعض سياسي قوى 14 آذار مما دفعهم الى المزايدة والمبارزة برفع سقف المحاكمات حتى لو خرق القانون. فخرج فايز كرم من سجنه بطريقة استفزت جمهور قوى 8 آذار الذي تشرب فكرة ان من قتل اللبنانيين في حرب تموز العملاء وتناسوا ان القاتل الحقيقي هو الإسرائيلي. فخروج فايز كرم من السجن وهو عميل فضح ثقافة من يدعي المقاومة وكشف النقاب عن سر جديد خفي في سياسة غالبية قوى 8 آذار الا وهي عدم التحريض على الإسرائيلي لكي لا يؤدي هذا إلى عمليات عسكرية فردية او جماعية ضد الإحتلال وبهذا صار عندما يتم توقيف اي متهم بالتعامل تتعالى صرخات نواب الحزب للتشدد معهم لأنهم بزعمهم من قتل اهل الجنوب ليتبين ان كثير ممن اتهموا بالعمالة عمدوا فقط على الإتصال برقم بريطاني متوفر على الأنترنت عن تقديم 10 مليون دولار لمن يعطي معلومات عن رون أراد ومنهم من خرج بمنع المحاكمة عنه امثال ميلاد عيد ومنهم من لفقت له تهمة العمالة امثال طارق الربعة ومنهم من تدخل المسمى حزب الله شخصيا لتخفيف الحكم عنهم ولا ينسى اللبنانيين الشاب سيزار جبرايل الذي طلب له قاضي التحقيق العسكري الإعدام وحكمه رئيس المحكمة العسكرية نزار خليل لمدة سنة واحدة فقط ولن ينسى اللبنانيين فضيحة شبكة الباروك وإخلاء سبيل عمر بكري إضافة إلى قصة فايز كرم وقاتل الطيار سامر حنا وسياسة الكيل بعدة مكاييل بحسب مصالح ادعياء المقاومة اللاهثين مع ايران وراء الولايات المتحدة التي خربت لبنان وهاجمت العراق…
هذا هو سر ثقافة ادعياء المقاومة المتهمين بإغتيال رفيق الحريري ألا وهو السيطرة على لبنان وتفعيل النزاعات في الشرق الأوسظ وكسب ثقة الإسرائيلي والأميريكي بهدف تقوية دورهم…

وتستمر المؤامرة على لبنان.










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-12, 15:43   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حرب الجهوزية بين المقاومة والكيان الإسرائيلي

تبقى القدرات المعلنة وغير المعلنة للمقاومة اللبنانية ، وعلى رأسها حزب الله الأكثر تأثيراً وترويضاً للمعادلة العسكرية الإسرائيلية ، ولتمكنها من إجهاض أي توجهات أو سلوكيات عدوانية يمكن أن تهدد الأمن القومي اللبناني والعربي وأصبح سلاح الجهوزية بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة اللبنانية والفلسطينية ، أكثر تشعباً وخلال فترة اللاحرب بين المقاومة والكيان الإسرائيلي تتعدد أوجه الصراع وأساليبه وآلياته ومقاصده ، ومن بينها ما تعمد إليه تل أبيب ، وبشكل مفرط في الفترة الأخيرة في محاولة لترميم وتحسين صورة المنعة والاقتدار على تحقيق المصالح بالقوة العسكرية ، وبالذات بعد الهجوم الأخير على قطاع غزة وإقحام القبة الحديدية في أي تصريح لقائد المنطقة الشمالية أو الجنوبية تلك القبة التي أثبتت فشلها في مواجهة غزة الأخيرة .‏

وكثيراً ما يفكر قادة الكيان الإسرائيلي بصوت عالٍ ، فيكتشفون بعض ما لديهم ، أو يقولون شيئاً ما من الحقيقة فيما يبدو لأول وهلة وكأنما هو نقيض للرسمي المتبع ، فلم يترك قادة الكيان الإسرائيلي فرصة إلا ومنحوا الإعلام مادة دسمة تشتمل على جملة كبيرة جداً من المواقف والتصريحات يضاف إليها تقارير وأبحاث مطولة تصدر تباعاً في مراكز الدراسات والأبحاث الأمنية في الكيان الإسرائيلي كلها تتركز على جانب واحد هو مناعة الكيان الإسرائيلي ، وقوة جيشه ، واستعداده لأي حرب صغيرة أو كبيرة طويلة كانت أو قصيرة ومن هذا مثلاً: التقارير الإعلامية الكثيرة عن جهوزية جيش الكيان الإسرائيلي البشرية واللوجستية والمعنوية ، ومناوراته وتكتيكاته ، ووسائله القتالية غير المسبوقة ،لإثبات قدرته على التحرك في أكثر من جبهة في آن واحد إلى حد تأكيد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ، أخيراً أنه لا يستبعد تجنيد كل الشعب الإسرائيلي بأسره للقتال.‏
إلا أن القناة العبرية العاشرة عرضت تقريراً مفصلاً حول ضرورة جهوزية الحرب ، وهو عنوان ردده القادة الصهاينة منذ حرب لبنان وحرب غزة الأمر الذي طرح ظلالاً كثيفة من الشك حول مدى جهوزية الجبهة الداخلية لحرب مقبلة وتزامن التقرير الذي عرض في 19 نيسان 2012 ، مع توزيع الجبهة الداخلية الإسرائيلية ، نشرات على المستوطنات حول سيناريو تلك الحرب المقبلة ، تضمنت تفاصيل خاصة حول حصة كل مدينة ومستوطنة من تلك الحرب.‏
ومع ذلك ، تبقى محاولات إيجاد أو زيادة الثقة بقدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصحاب القرار فيه ، التي يستخدمها قادة الكيان الإسرائيلي على كثرتهم والتأكيدات على منعة وقدرة جيش الكيان الإسرائيلي مشكوك فيها سواء باتجاه الإسرائيليين أنفسهم أو باتجاه الحلفاء وإرهاب الأعداء وردعهم ، وقد تصل في أحيان كثيرة إلى حد المبالغة ، وتصطدم بوقائع صلبة ، ومن شأن ذلك أن يرتد سلباً على الجهودالإسرائيلية ، ويتعارض مع المقصد الإبتدائي لتل أبيب وردع أعدائها وهكذا تمنح المبالغة في إظهارالقدرات ، والمصحوبة دائماً بالتهديد المفرط تفسيراً آخر في الحالة الإسرائيلية ، يعبر عن خشية من الحرب أكثر من تأكيده على الانتصار فيها.‏
الأمر الذي تشير إليه الحقيقة التي ظهرت أخيراً في الكيان الإسرائيلي ، ومن شأنها أن تكشف عن منسوب مرتفع من القلق يعتري المؤسسة السياسية والعسكرية في هذا الكيان حيال الحرب وأثمانها.‏
كما تكشف هذه الحقائق ، وبشكل أساسي ، أن تل أبيب غير جاهزة حتى الآن على الأقل، لخوض تلك الحرب التي تلوح مهددة بها بمناسبة أو من غير مناسبة.‏
وظهر هذا جلياًأكثر ، في أعقاب تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، على أن المقاومة قادرة علىضرب أهداف محددة جداً في أي مكان من فلسطين المحتلة،وأن تدمير مبنى في الضاحية يقابله تدمير مبانٍ في تل أبيب ، فهرع المحللون العسكريون في الكيان الإسرائيلي لفهم ما يعني ذلك ، وخلصوا لتحليل أن المقاومة تملك صواريخ الفاتح 110 التي يستطيع الواحد منها أن يحمل شحنة متفجرة تصل إلى نصف طن ، وتبلغ أي نقطة في فلسطين المحتلة هذه الصواريخ التي تجعل من المنطقة الآن،ضمن معادلة سياسية وعسكرية جديدة فقال معلق صحيفة هآرتس للشؤون العسكرية عاموس هرئيل «إن ما قام به نصر الله هو إعلان خطة حزب الله المعدة للرد على عقيدة الضاحية ، أي استهداف مطار بن غوريون وضرب تل أبيب مباشرة رداً على استهداف إسرائيل للبنى التحتية في لبنان» وبحسب معلق هآرتس للشؤون السياسية ، ألوف بن ، فإن «الأمين العام لحزب الله حدد موقفه حيال عقيدة الضاحية الإسرائيلية ، التي تنص على تدمير البنى التحتية اللبنانية إذا تعرضت إسرائيل لهجوم بالصواريخ وطرح «نصر الله» في المقابل ،عقيدة مطار بن غوريون وتل أبيب»‏
فعندما وضع السيد حسن الخارطة كاملة للشريط السكني في الساحل الفلسطيني في عام ثمانية وأربعين، كان يقصد غوش دان التي تمتد من نتانيا في الشمال ، حتى أشدود في الجنوب بطول 90 كيلو متراً ، ومن البحر، غرباً إلى مدينة أربيا في الشرق بعرض 20 كيلو متراً، وبمساحة إجمالية تبلغ ألفاً وخمسمئة كيلو متر مربع.‏
عدد سكان هذه البقعة الجغرافية ، مليونا نسمة ، يشكلون ثلث سكان الكيان الإسرائيلي ، وخلال السنوات الأخيرة الماضية، شهدت مدن «غوشدان» نزوحاً كبيراً من المناطق الداخلية ، بهدف العمل والابتعاد عن مناطق الاحتكاك مع جنوب لبنان والمناطق الفلسطينية.‏
كما أن التقرير المنشور في صحيفةجيروز اليم بوست بتاريخ 1٤-5-2012 والذي يكشف أن جيش الكيان الإسرائيلي صادق على خطة طموحه لإيجاد مواقع بديلة للقواعد والمنشآت العسكرية الحساسة ، التي من المرجح أن يجري استهدافها في الحرب المقبلة ، ومن بينها نقل قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي ، إلى موقع سري في وسط «إسرائيل» كما تكشف الصحيفة أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ، صادق أخيراً على تحصين ما يقرب من عشرة منشآت حيوية حساسة في مختلف المناطق الإسرائيلية بناء على أنواع الصواريخ والتي يمتلكها حزب الله.‏
وهي عينات ذات دلالات واضحة ، وتؤكد على الإقرار الإسرائيلي بما بات لدى المقاومة من قدرة تدميرية،نوعية ودقيقة قادرة على استهداف
المنشآت والمواقع العسكرية والحيوية الحساسة في الكيان الإسرائيلي ، لكن قبل كل ذلك تشير هذه العينات وأخرى غيرها لم تنشر بعد، لعلها لن تنشر في الكيان الإسرائيلي ، إلى أن تل أبيب غير جاهزة ، كما تدعى ،لخوض الحرب التي تهدد بها اعداءها‏

الأحد 10 يونيو 2012









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-12, 19:18   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

مقارنة بين صفقات الأسرى(حزب الله - حماس
سني نيوز : أسامة شحادة : مقارنة بين صفقة الأسرى التي قام بها "حزب الله" سنة 2004 وبين صفقة "حماس" سنة 2011
قامت حركة حماس بعقد صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل، خرج في الدفعة الأولى من الصفقة 450 أسيراً و27 أسيرة، وسيتم لاحقاً الإفراج عن 550 أسيراً، مقابل تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أُسر لمدة خمس سنوات.
وفيما يلى مقارنة سريعة لفئات الأسرى الذين أطلقت حماس سراحهم بفئات الأسرى الذين خرجوا في صفقة حزب الله سنة 2004[1]، والهدف والغاية من ذلك هو التأكيد على أن صفقة حزب الله كانت صفقة فاشلة بل تكاد توصف بالخيانة رغم كل التطبيل والتزمير الذي حظيت به في وقتها!!
ومما يؤكد فشل أو خيانة صفقة حزب الله أن الجميع يتفق على أن وضع حزب الله في عام 2004 كان أفضل من وضع حماس في 2011 وهو ما أثر على مخرجات الصفقة، ولكن برغم كل هذا فإن المقارنة بين الصفقتين ستكشف عن مقدار الخداع الذي انطلى على الكثيرين في الترحيب وتأييد حزب الله عموماً والصفقة تحديدا










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-12, 19:41   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

"ميركافا" حرب تموز: "خيال ظل"

بحلول شهر آب 2006 كانت ثمانية ألوية اسرائيلية تحاول التوغل في جنوب لبنان، حيث عمل اللواء (401) في بلدة مركبا، ولواء "ناحال" في بلدة الطيبة، ولواء "غولاني" في ميس الجبل، واللواء (7) في مارون الراس، ولواء المظليين في عيتا الشعب، فضلا عن ثلاثة ألوية من الاحتياط انتشرت عند محور القطاع الغربي.
وقد اعتمد سلاح البر لدى محاولته دخول البلدات اللبنانية على زج جرافات مدرعة في مقدمة التشكيلات، بحيث تقوم هذه الجرافات بفتح الطرق أمام المشاة والدبابات. وقد تحولت هذه الأخيرة الى أهداف ـ رماية للمقاومين ما أفقدها دورها كآلة حربية قادرة على الموازنة بين المناورة والعمل الهجومي.
الميركافا
[IMG]https://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/*******/0908/merkava1.jpg[/IMG]كلمة "ميركافا" تعني "المركبة الحربية"، وقد تم اختيار هذا الاسم للدلالة على جمعها عدة خصائص.
صُممت الدبابة من واقع الدروس المستقاة من حرب تشرين 1973، حين أشرف رئيس العمليات في قيادة الأركان الاسرائيلية يسرائيل طال على وضع التصميم، استنادا الى عقيدة القتال الاسرائيلية. علما أن مجموعة من المشاة تواكب الدبابة، اضافة الى طاقمها، حتى لا تنفصل قوات المدرعات عن المشاة الميكانيكية في قتال الثنائي مشاة ـ مدرعات.
بدأ انتاج "ميركافا - 1" استناداً الى الأبحاث التي أجرتها لجان عديدة في الصناعة الحربية الاسرائيلية (IMI)، والتي استهدفت زيادة فاعلية العناصر الثلاثة المكونة لقوة الصدم، وذلك من خلال زيادة قوة نيران الدبابة وتعزيز درعها ليقاوم الصواريخ المضادة للدروع (من الجيل الأول) وزيادة سرعتها وقدرتها على المناورة.
يستطيع الجيل الأول من الدبابة الاسرائيلية حمل ما بين (8) الى (10) أفراد، يتوزعون داخلها بطريقة تسمح لهم بالترجل منها عند اصطدامها بموقع معادٍ.
تم استخدام الجيل الأول من الميركافا للمرة الأولى في الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982.
وجُهزت "ميركافا - 1" بمحرك ديزل ألماني تستخدمه الدبابة الألمانية "ليوبارد - 2" قوته 900 حصان، ومدفع عيار 105 ميلليمتر، ومدى عمل 400 كيلومتر.
"ميركافا ـ 2"
على ضوء تجربة الجيل الأول في بيروت عام 82, تم تطوير "ميركافا ـ 2" بإضافة المزيد من الدروع، وذلك لمواكبة التطوير الذي استحدث في الجيل الثاني من الصواريخ المضادة للدبابات. كما تم تعديل علبة السرعة بزيادة نسبتها 25 في المئة، إضافة الى تطوير نظام إدارة النيران، ولكن المدفع بقي على حاله، أي من عيار 105 ميلليمتر.
"ميركافا ـ 3"
مع بداية التسعينيات من القرن الماضي ظهر الجيل الثالث من الدبابة "ميركافا ـ 3" التي تميزت بنقلة نوعية كبيرة تمثلت في مدفع أملس من عيار 120 ميلليمترا مزود بغطاء حراري يزيد من حمايتها ضد الحرارة والصدمات، وخمسين قذيفة.
وتم تزويد الدبابة ببرج جديد معزز من حيث صفائح التدريع، وحُصّن بسلاسل منيعة تتحطم عليها الصواريخ. وخضع التدريع لثورة تقنية، اذ صار بالإمكان استبدال صفحات الدروع عند الاصابة.
وتم تبديل النظام الهيدروليكي في "ميركافا ـ 3" بنظام إلكتروني وكهربائي متكامل زيادة في الحماية والأمان. كما جُهزت بنظام تحذير دقيق يعمل بالليزر، ويُظهر أي خطر قادم لآمر الدبابة في البرج.
وزُودت حجرة المدفعية بقناة تلفزيونية وبمتعقب آلي للهدف يعمل في الليل والنهار.
وطُور المحرك ليصبح بقوة 1200 حصان، ما رفع سرعة الدبابة الى 55 كيلومترا في الساعة، وزاد مدى عملها من 400 الى 500 كيلومتر. كذلك ارتفع نسق النيران من 8 الى 10 طلقات في الدقيقة.
"ميركافا ـ 4"‏
[IMG]https://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/*******/0908/merkava4.jpg[/IMG]دخلت دبابة "ميركافا ـ 4" التي يبلغ وزنها 65 طنا، طور الانتاج الكامل عام 2001، ودخلت أول كتيبة "ميركافا ـ 4" الخدمة عام 2004.
هي أضخم بقليل من "ميركافا ـ 3"، قادرة على حمل ثمانية جنود من المشاة ومجموعة قيادة وثلاثة جنود مصابين، إضافة إلى طاقم الدبابة المكون من آمر وملقم ورامٍ وسائق. تستطيع الرمي أثناء التحرك على أهداف متحركة، كما تم تجهيزها للرمي على الطوافات المهاجمة مستعملة الذخيرة التقليدية المضادة للدبابات.‏
برجها يعمل بالكهرباء، وفيه فتحة واحدة للآمر، وهو مزود بمدفع أملس من عيار 120 ميلليمترا مغلف بغلاف حراري لتخفيف التقوّس نتيجة الحرارة.
يمكن لهذا المدفع أن يرمي ذخيرة عالية الطاقة بما فيها القذائف الموجهة، ويمكن للملقم أن يختار نوع القذائف بطريقة نصف آلية.
تحمل الدبابة (48) قذيفة محفوظة كل واحدة منها في حاوية حامية. ويحوي مخزن دوار يعمل كهربائياً عشر قذائف جاهزة للرمي. أما أنواع القذائف المصنوعة في "اسرائيل" فهي:‏
ـ الفائقة التفجير المضادة للدبابات (Heat-MP-TM325 (CL3105.‏
- القذائف (APFSDS-T M711(CL3254.‏
- القذائف (TPCSDS-T M324(CL3139.‏
ويمكن للمدفع أن يرمي القذائف الفرنسية والألمانية والأميركية عيار 120 ميلليمترا. وزودت الدبابة كذلك برشاشات عيار 7.62 ميلليمتر وهاون عيار 60 ميلليمترا يمكنه أن يرمي قذائف منفجرة ومضيئة يصل مداها الى 2700 متر. وتتضمن مجموعة الحماية نظام إنذار وتحديد الخطر كهرومغناطيسياً.
أما نظام التحكم بالنيران فيتضمن أجهزة فائقة التطور، بما فيها القدرة على كشف الأهداف المتحركة والتسديد عليها، وحتى الطوافات، فيما الدبابة نفسها تتحرك. ويشتمل نظام الحاسب الآلي المتحكم بإدارة الرمي على استقرار خط الرؤية على محورين ومنظار تلفزيون من الجيل الثاني ومتعقب هدف حراري آلي، ومقياس بعدي ليزري ونظام رؤية ليلية حراري مطور، ومؤشر دينامي لزاوية الميل. أما قمرة الآمر فمجهزة بمنظار بانورامي مستقر ليل نهار. ويتضمن نظام العمليات المدمج وصلات اتصال متقدمة وإدارة المعركة.
جُهزت "ميركافا ـ 4" بمحرك ديزل على شكل (7) باثنتي عشرة اسطوانة بقوة 1500 حصان بخاري، وقد ثبت مع خزان وقود في مقدم الدبابة، فيما ثُبت خزانا وقود آخران في المؤخرة. وقد زاد هذا المحرك الجديد قوة الدبابة بنسبة 25 في المئة اكثر من "ميركافا – 3"، علما أن علبة السرعة تتألف من خمس سرعات.‏
أما الهيكل فقد عرف زيادة في حماية التصفيح الأمامي وتحسيناً في حقل رؤية السائق الذي يستعمل كاميرا للقيادة الى الوراء. كذلك غطي البرج بتدريع خاص تراكبي ما يوجد تباعداً بين التدريعين (المضاف والمضاف اليه). وباتت الدبابة محمية ضد سلسلة كبيرة من الأخطار، بما فيها الصواريخ الموجهة بدقة من الجو والأسلحة المطورة المضادة للدبابات. أما الجانب السفلي للهيكل فجُهز بحماية مدرعة إضافية ضد الألغام. كما تحتوي حجرة الطاقم على نظام تكييف.
..وتبقى تعديلات ما بعد حرب تموز/ يوليو 2006، في الاختبار لأن فشل الميركافا في تلك الحرب أثبت أنها "خيال ظل" في معركة لا يصمد فيها إلا الرجال الرجال بوجه أكثر التكنولوجيات حداثة وتفوق.










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-12, 19:44   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شهادة الرجل الثاني في حكومة اولمرت شمعون بيريز أمام لجنة فنيوغراد

بيريز في شهادته أمام لجنة فينوغراد : إسرائيل أصبحت الآن مكسر عصا فهي ليست كسابق عهدها لا تخيف ولا تفاجئ وغير خلاقة لقد فقدت قوة الردع بوجه العرب

ضمن سلسلة شهادات قادة العدو امام لجنة فينوغراد التي شكلت للتحقيق في اسباب اخفاقات العدو الصهيوني في عدوان تموز 2006 ، تنشر "الانتقاد.نت" ، نص شهادة شمعون بيريز ، النائب الاول لرئيس وزراء العدو الصهيوني السابق ايهود اولمرت امام لجنة فينوغراد .

أثارت شهادة شمعون بيريز النائب الاول لرئيس حكومة العدو خلال عدوان تموز 2006 أمام لجنة فينوغراد ، الاستياء في الحلبة السياسية الصهيونية ، بعد نشر مقتطفات منها من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية في آذار (مارس) 2007 ، خصوصا لجهة تأكيده خلالها بأنه عارض قرار شن الحرب على لبنان.
هذا الإعلان عن إفادة الرجل الثاني في حكومة اولمرت أمام لجنة فينوغراد ، احدث زوبعة من الانتقادات التي وجهها مقربون من أولمرت الى بيريز متهمين اياه بانه أيد الحرب في اجتماعات الحكومة ، كما شدد هؤلاء على أن بيريز أثنى خلال الحرب على طريقة أولمرت في اتخاذ القرارات.
في المقابل ، فقد وصفت مصادر سياسية شهادة بيريز امام لجنة فينوغراد بعد نشرها بأنها ضربة شديدة لرئيس الحكومة، معتبرة أن «بيريز دفن أولمرت».
وقال مسؤول كبير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» آنذاك إن بيريز «نقل عملياً المسؤولية الى بوابة رئيس الوزراء وحده».
وفي هذا السياق ، كتب المعلق السياسي في «معاريف» بن كسبيت يقول أن «رئيس حكومة اسرائيل يشبه الحيوان الجريح الطريد الذي يحاول تلمس دروب النجاة. حملة الصيد خلف رأس إيهود أولمرت بلغت مراحلها الحاسمة. اصوات المطاردين أصبحت واضحة، بما في ذلك داخل جدران ديوان رئيس الوزراء مُحكمة الإغلاق. اولمرت يجلس هناك لوحده تقريباً منتظراً الأعجوبة. مثل ثعلب هارب يسمع نباح الكلاب المقتربة منه، قافزاً الى الغصن الأعلى من الشجرة ناظراً من هناك الى العالم. من أين سيأتيه الخلاص؟ الجميع يطلبون رأسه: الشرطة، الخصوم السياسيون، الشركاء السياسيون، مراقب الدولة، لجنة التحقيق التي عينها بنفسه، وسائل الإعلام، الجمهور. هو يقف في مواجهة العالم كله. هذا ليس بالوضع السهل، خصوصاً عندما أصبح ابراهام هيرشزون أحد ركائزه النادرة القليلة مقيداً الآن أمام المذبح».
[IMG]https://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/*******/0709/shimonpereza2009.jpg[/IMG]
شهادة بيريز امام لجنة فينوغراد

انتقد شمعون بيريز النائب الأول لرئيس وزراء العدو خلال عدوان تموز 2006 طريقة إعلان الحرب على لبنان ، وفي إفادته امام لجنة فينوغراد التي شكلت للتحقيق في اسباب اخفاقات العدو خلال الحرب ، ألقى بيريز بكرة المسؤولية على ثالوث الحرب ايهود اولمرت وعامير بيرتس ودان حالوتس ، لافتا إلى ان المشكلة الأساسية كانت في كيفية اتخاذ قرار الحرب ... وكاشفا بان اولمرت وعامير بيرتس وحالوتس اخذوا القرار وحدهم ، وقال بيريز امام اللجنة :" هم أتوا إلى المجلس الوزاري ومعهم قرار موحد بشن الحرب ، وكان من الصعب إقناع احد منهم بذلك ، فالنقاش مع اولمرت وبيرتس كان غير مجد حينها فلو كان الأمر لي لما ذهبت الى هذه الحرب وما كنت أيضا لأضع قائمة أهداف الحرب ".
وبحكم خبرته السياسية الطويلة خصوصا وانه كان رئيسا لحكومة العدو خلال عدوان نيسان 1996 على لبنان ، وصف بيريز الحرب بانها شيء صعب لا يمكنك السيطرة على ظروفها ، مضيفا امام اللجنة : " في الحرب هنالك دائما مفاجآت وهي مسابقة لارتكاب الأخطاء , والخطأ الأكبر كان الحرب بحد ذاتها ".
ولدى سؤاله من قبل لجنة فينوغراد حول المسار الذي سلكته حرب تموز 2006 على لبنان ، قال بيريز : " لأسفي الشديد ... فالأمور ذهبت من ضياع إلى ضياع ، فحينما يقول ايهود اولمرت ان هدف الحرب هو استعادة الجنديين الاسيرين لدى حزب الله ... أنا لا افهم ما الذي يقصده بذلك ... برأيي ما كانت هناك حاجة لتحديد أهداف للحرب ، لأنك إذا وضعت أهداف فانك تعقد الأمور , إذا قلت أن الهدف الرئيس هو تحرير الأسيرين فانك في واقع الأمر تضع نفسك تحت رحمة حزب الله فلماذا تحتاج لان تقول ذلك ؟. ".
واذا حمّل بيريز جزءا من المسؤولية لجيش كيانه مشيرا الى ان الجيش لم يبد أية جاهزية للحرب وانه دخلها مرهقا كما أنها لم تكن حربه. نفى بيريز تحقيق اية انتصارات خلال الحرب ، ناسبا ذلك الى عدة اسباب منها ان الحرب انطوت على هزيمة نفسية كبيرة جدا ، وهذه الهزيمة نشأت حسب تعبيره عن ان حزب الله تباهى بناطق لا تعوزه الكفاءة هو أمينه العام السيد حسن نصر الله ، مشيرا في هذا الاطار الى ان الأقوال والكلمات في الحرب هي قنابل أيضا ، ومنتقدا في المقابل وجود جوقة من الناطقين بلسان كيانه خلال الحرب, قائلا : " كان لدينا الكثير من الناطقين لكنهم ليسوا خطباء ولا يعرفون كيف يفسرون الأمور".
وفي ختام شهادته امام لجنة فينوغراد اقر النائب الاول لحكومة اولمرت خلال العدوان بالهزيمة امام المقاومة الاسلامية في تموز 2006 بشكل واضح وصريح ، موضحا حجم التداعيات التي ستتركها هذه الهزيمة على كيانه ، فوصف بيريز نتائج الحرب على اسرائيل بانها " كانت صعبة جدا إلى حدود أصبحت فيها إسرائيل الآن مكسر عصا فهي ليست كسابق عهدها لا تخيف ، ولا تفاجأ ، وغير خلاقة لقد فقدت قوة الردع بوجه العرب ... نحن الآن في نظر العالم ضعفاء عما كنا عليه ... والعالم وقف إلى جانبنا لأننا ضعفاء وليس لأننا محقون ".









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-12, 20:07   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

ففي غمرة الشعارات الجوفاء، والأسماء الكاذبة، يُطلُّ علينا الغلاة في آل البيت، ومحرّفو القرآن ولاعنو الصحابة، وقاذفو أمهات المؤمنين برؤوسهم ليصوروا للعالم أنهم هم من يقود الأمة الإسلامية التي يلعنون سلفها الصالح ويتبرؤون منهم ليل نهار، ولقد أذهلنا حال كثير من المسلمين المنخدعين بحقيقة حزب الله الشيعي اللبناني، حتى وصل الأمر ببعض جهلة أهل السنة أنهم يدعون إلى تقبيل رأس حسن نصر الله، رئيس هذا الحزب وتتويجه وسامَ البطولة، ولا شك أن هذا من الجهل العظيم بحال هذا الحزب، ودوافعه، وعقيدة المنتمين إليه، وتاريخه الملطخ بدماء الأبرياء.
فرضي الله عن أمير المؤمنين الفاروق –عمر- حين قال: "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا دخل في الإسلام من لا يعرف الجاهلية".

وفي هذه الأيام التي نرى فيها الإشادة ونسمع الثناء البالغ على الحزب ورئيسه نتذكر تلك الأيام التي خرج لنا فيها (الخميني) وأعلن تأسيسه للجمهورية (الإسلامية!) الإيرانية –زعموا- ، فانخدع به خلق كثير من أهل السنة، بل وصل الحال عند بعضهم أن سافر إلى إيران لتهنئة الخميني بقيام تلك الدولة التي ظنوا أنها ستقيم دولة الإسلام ، ولكن ضاعت أحلامهم وتبددت آمالهم عندما تبين لهم ولغيرهم أن هدف (الخميني) هو تأسيس دولة شيعية (طائفية) هدفها وغايتها نشر التشيع في العالم الإسلام
ي .










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-12, 20:35   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
مواطن وخلاص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مواطن وخلاص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في 2006عندما قصفت اسرائيل الضاحية الجنوبية وخاصة أماكن كان يعتقد بوجود السيد حسن نصر الله

كنت اتابع الجزيرة وكان غسان بن جدو مرتبكا كثيرا وعلامات القلق بادية عليه

ولم يستطع اخفاءها وكان يردد عبرات : لقد قصفت أماكن حساسة بقنابل ضخمة وبضراوة شديدة ونحن في انتظار الجديد

كنت انا شخصيا في ذلك الوقت أقول يا رب احفظ السيد حسن نصر الله يارب خذني مكانه والضربة التي تصيبه أتمنى ان تصيبني وتحفظه
أنا أفديك يا سيد حسن أقسم بالله على هذا والله على ما أقول شهيد

فجأة يظهر غسان بن جدومرة أخرى فرحا ويقول لدي معطيات جديدة وأخبار مؤكدة

أن قيادة حزب الله بخير وأأكد أنها جاءتني معلومات مؤكدة ان السيد حسن بخير

هنالك حمدت الله وعادت إلي الروح

سلمت يا أبا هادي وكلنا فداك










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-12, 20:47   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
مواطن وخلاص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مواطن وخلاص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كتب الإعلامي والكاتب الجزائري، «يحيى أبو زكريا»، في مقالة بعنوان "سماحة السيد حسن نصر الله؛ قراءة في شخصيته" وعالج في هذه المقالة شخصية الأمين العام لحركة حزب الله وإليكم نص المقالة:



"فمازلت أتذكّر وعندما عزيته في بيروت وفي قلب الضاحية الجنوبية بإستشهاد إبنه البار «محمد هادي» وكان ذلك في ساحة عزاء أقيمت في ساحة عامة متاخمة لقناة "المنار" كان الرجل متماسكا بل فرح بعنوان الشهادة لإبنه هادي، بل إنّه طلب من إبنه الذي يلي محمد هادي السيد «محمد جواد» بأن يستلم بندقية أخيه ويستعّد للإلتحاق بجبل "الصافي" وهو الجبل الذي أفرز عمالقة المقاومة الإسلامية أمس واليوم".



لم يتخرجّ سماحة السيد حسن نصر الله من جامعات العالم العربي أو الغربي، ومع ذلك فقد أصبح مرجعا لكل المثقفين و المفكرين وحملة الشهادات العليا الذين يتمنون من أعماق قلوبهم أن يتركوا القلم جانبا و أن يحملوا البندقية مع الأطهار الذين يصنعون لنا أعظم إنجاز حضاري في الراهن العربي.



















رد مع اقتباس
قديم 2012-06-12, 21:15   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواطن وخلاص مشاهدة المشاركة

كنت اتابع الجزيرة
الم تنتبه وأنت تتابع الجزيرة في تلك الفترة الى انها قناة فتنة وكذب وتحريض









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-13, 16:46   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
مواطن وخلاص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مواطن وخلاص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




يا من يصلّي الفجر في حقل ٍ من الألغام..
لا تنتظر من عرب اليوم سوى الكلام...
لا تنتظر منهم سوى رسائل الغرام..
لا تلتفت إلى الوراء يا سيدنا الإمام
فليس في الوراء غير الجهل والظلام
وليس في الوراء غير الطين والسخام
وليس في الوراء إلا مدن الطروح والقزام
حيث الغنيّ يأكل الفقير
حيث الكبير يأكل الصغير
حيث النظام يأكل النظام...



ياأيها المسافر القديم فوق الشوك والآلام
ياأيها المضيء كالنجمة، والسّاطع كالحسام
لولاك مازلنا على عبادة الأصنام
لولاك كنا نتعاطى علناً
حشيشة الأحلام
اسمح لنا أن نبوس السيف في يديك
اسمح لنا أن نجمع الغبار عن نعليك
لو لم تجيء يا سيدنا الإمام
كنا أمام القائد العبري
مذبوحين كالأغنام
سيذكرُ التاريخُ يوماً قريةً صغيرةً
بين قرى الجنوب،
تدعى "معركة"
قد دافعت بصدرهاعن شرفِ الأرض،
وعن كرامة العروبة
وحولها قبائلٌ جبانةٌ
وأمةٌ مفككه



لم يبقَ إلا أنت
تسيرُ فوق الشوكِ والزجاج
والإخوة الكرام
نائمون فوقَ البيضِ كالدجاج
وفي زمانِ الحربِ، يهربون كالدجاج

من رسالة نزار قباني للسيد حسن









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 21:25   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

"الواشنطن بوست" : نتائج حرب تموز 2006 كانت كارثية على "إسرائيل"


ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 أصبحت الآن من أهم القضايا في وزارة الحرب الأميركية التي تدرس طريقة القتال الأميركية المستقبلية في ظروف مماثلة.

وأضافت الصحيفة ان نتائج حرب تموز 2006 كانت كارثية على "إسرائيل"، ما دفع بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين إلى التحذير من خطورة مواجهة الولايات المتحدة لظروف مماثلة لما تعرض له جيش الإحتلال الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة بعثت عشرات الخبراء إلى "إسرائيل" لمقابلة ضباط إسرائيليين شاركوا في الحرب كما أنفقت ملايين عدة من الدولارات لصنع مقلدات تحاكي البيئة التي قاتل فيها حزب الله في الجنوب اللبناني وطريقة قتاله.

وقالت الصحيفة إن الخسارة الإسرائيلية الكبيرة في الجنوب اللبناني أثارت قلق المسؤولين العسكريين الأميركيين ووضعتهم في حيرة بخصوص الخطوات الواجب إتباعها لعدم الوقوع في خسارة كبيرة كتلك التي تعرض لها الإسرائيليون مشيرة في الوقت نفسه إلى الخلافات في الوسط العسكري الأميركي حول هذا الأمر.

وقالت الصحيفة إن عدداً من الخبراء أكدوا ضرورة استعداد الولايات المتحدة لخوض مثل هذا النوع من الحروب في حين حذر البعض الآخر من أن الاستعداد لمثل هذه المعارك سيضعف الأداء الأميركي في الحروب التقليدية.
وفي السياق نفسه قالت الصحيفة إن الخسائر التي ألحقها حزب الله بجيش العدو الإسرائيلي المجهز بأحدث الأسلحة وقدرة أفراد الحزب على استخدام أنظمة الصواريخ الموجهة والمعقدة المضادة للدروع وقدرته على الصمود في الأرض التي يقاتل بها حتى في المعارك التي دامت لأكثر من 12 ساعة متواصلة والتشويش على أنظمة الاتصالات الإسرائيلية وضرب البارجة الإسرائيلية المتطورة ساعر 5 أذهلت الخبراء العسكريين الأميركيين ودفعت بالبعض إلى التحذير من دخول الولايات المتحدة في مثل هذه الحروب على الأقل في الوقت الراهن.










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 21:26   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكايا عدوان تموز: الوصية.. ممنوع أن تُقتل في الظهر

ممنوع أن تُقتل في الظهر

هو العنوان الذي اطلقه "الحاج محمد السيد" وأسمعه للمجاهدين عندما وقف امام جسد ولده الشهيد يوسف محمد السيد ..

يروي لنا الحاج محمد عن دوره الذي كان يؤديه مع من بقي من ابناء بلدته عيتا الشعب فيقول "كنا مجموعة من الرجال أخذنا على عاتقنا رعاية من بقي من أهل البلدة نؤمن الغذاء والماء والدواء لمن يحتاجه، وكان ذلك الأمر محفوفاً بالمخاطر إلا أنه لا بد من القيام به.. زوجتي بقيت معي وأخذت على عاتقها هي أيضاً رعاية العجّز الذين هم أشد الناس حاجة الى الرعاية.. وبعد مضي خمسة عشر يوما على بدء العدوان انطلق الهجوم البري.

جاء ولدي الشهيد يوسف الى حيث كنت وطلب مني الإذن بالذهاب فقلت له أنت لست بحاجة مني الى الإذن، فلو استطيع لذهبت بنفسي معك.. اذهب برعاية الله يا ولدي.. مضى الشهيد يوسف بطريقه نحو رضا الله الذي كان غايته الاولى والاخيرة".

امتزج دم الشهيد بتراب تلك البلدة التي عشقها حيث رفض أن يكون من الذين يرمون من البعيد، بل أصرّ على ان يلتحم مع الجنود الغزاة..

زفّ نبأ استشهاده لأبيه وامه فأصرّ الحاج محمد على الذهاب الى مكان استشهاده حتى يعاين شهادة ابنه بنفسه، وصل اليه ووجده ممدداً على تراب أرضه.. قبّل جبينه وضمه الى صدره وراح يتفحص مكان اصابته فارتسمت على شفتيه ابتسامة ممزوجة بالعز والفخر.. وحين سئل عن سبب ابتسامته قال"كنت قد قلت له إياك ان تصاب بالظهر، هي اصابة من فرّ أو أخذ غدراً".

ثم قال لهم امام جسد ولده: "كرامة لدم يوسف لا تدعوهم يدخلون ويدنسون هذه الارض الطاهرة.. واعلموا ان دم ولدي قد زادني قوة وثباتاً لم أعرفهما من قبل".

هكذا هو شعب المقاومة الذي لا يتعب..










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-15, 16:10   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقاربات حول انتصار المقاومة الإسلامية في معركة الوعي


اقترن شهر شباط بسجل مميّز في الجدول الزمني للمقاومة الإسلامية، سواء على مستوى تنفيذ العمليات العسكرية، أو على مستوى ارتقاء الشهداء في عديد أيامه، إلى درجة كانت قيادة الاحتلال تضع خططاً أمنية وعسكرية خاصة لهذا الشهر، الذي طالما شهد تصاعداً كمياً ونوعياً لعمليات المجاهدين نسبة لباقي شهور السنة، وأبرز هذه الإنجازات عملية الأسيرين التي نفذتها المقاومة الإسلامية بتاريخ 17/2/1986 على طريق كونين - بيت ياحون، وإعدام قائد قوات الاحتلال في جنوب لبنان إيرز غيرشتاين بتاريخ 28/2/1999، فضلاً عن اقتحام المواقع الإسرائيلية واللحدية وأبرزها موقع بئر كلاب بتاريخ 27/2/1998.

وما كرّس فرادة شهر شباط أن أيامه ترصّعت باستشهاد قادة ثلاث للمقاومة الإسلامية، أولهم شيخ شهداء المقاومة راغب حرب بتاريخ 16 شباط 1984 وسيد شهداء المقاومة عباس الموسوي بتاريخ 16 شباط 1992 وقائد الانتصارين الحاج عماد مغنية بتاريخ 12 شباط 2008.

المقاومة ووعي المعركة
هي معركة الوعي التي بدأتها المقاومة الإسلامية منذ انطلاقتها، ولم تكن أدواتها فقط البندقية والصاروخ والعبوة، ولم تكن من أساليبها النفسية فقط إلقاء التحية العسكرية وزرع الراية على دشم المواقع، ولم يكن صداها فقط بث الأفلام المصورة والصور الفوتوغرافية كتوثيق عملاني وتأريخي لإنجازات المجاهدين، بل كانت كل ذلك وفوق ذلك المنهج الجهادي والثقافة الوطنية وعقيدة الاستشهاد وصولاً إلى استنهاض الأمة، ليس أمة الداخل ولا جمهور المقاومة ومريديها فحسب، بل زرع بذور القيام وكسر حاجز الخوف والطمأنينة إلى إمكانية النصر على عدو طالما حسم المعركة نفسياً ومعنوياً قبل إطلاق الرصاصة الأولى. وهذا الوعي هو الذي نما في عقول وقلوب المجاهدين منذ العام 1982 وحتى اليوم، وكان لكل قائد من القادة الشهداء مرحلته ودوره وأثره.

المقاومة في الأثر اللبناني
نجحت دماء الشهداء ولا سيما القادة منهم في بث روح الوعي على مدى سني المقاومة لدى الشعب اللبناني وتاريخه الذي اعتورته شائبة حادثة رمي الورود على جنود الاحتلال في إحدى المناطق الجنوبية، ولكن النبض الحقيقي في وجدان الناس سرعان ما أثمر ثورات شعبية وانتفاضات عارمة عمّت قرى الجنوب كان الشيخ راغب حرب يحرّك جذوتها، وتوّجتها دماء الشهداء في مواجهات بيروت ومداخلها وعملية الاستشهادي أحمد قصير في 11/11/1982 التي أطلقت سلسلة الهزّات الأمنية والعسكرية للعدو، وهو الشهيد الذي خرج من منزل أهل الشهيد القائد عماد مغنية في طيردبا متوجّهاً إلى تنفيذ عمليته النوعية، وتنامى هذا الوعي وأخذ أشكالاً مختلفة من المواجهة العسكرية والأمنية بإدارة ومشاركة مباشرة للقادة ولا سيما الشهيد السيد عباس الموسوي الذي كان يشرف بنفسه على الخطط والإجراءات العسكرية والأمنية، ولا سيما في عملية "الأسيرين" النوعية، وكان سماحته يحرص على وداع المجاهدين قبل انطلاقهم إلى تنفيذ عملياتهم الجهادية كما يكون في استقبالهم، وتكرّس هذا الوعي ليعلن الشعب اللبناني بمعظم شرائحه السياسية والطائفية وقوفه خلف خيار المقاومة ليستكمل الجيش اللبناني، ولا سيما خلال عدوان نيسان 1996، أضلاع المثلث الذهبي في معادلة المواجهة الوطنية الكبرى، ليخوض لبنان معركة الوعي مع الصهاينة في مواقع الهجوم وصنع الفعل وليس في مواقع الدفاع ورد الفعل.

المقاومة في الوعي الإسرائيلي
"الصهاينة رأوا في استشهاد الحاج عماد مغنية إنجازاً كبيراً، ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الآتي، وهم ظنوا أن بقتله ستنهار المقاومة، ولكنهم مشتبهون تماماً ومخطئون تماماً، كما أخطأوا في قتل الشيخ راغب والسيد عباس. من حرب تموز 2006 ذات الصلة الوثيقة بالحاج عماد مغنية، إلى دمه في شباط 2008، فليكتب العالم كله، وعلى مسؤوليتي، يجب أن نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل".

هي معادلة أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال بذكرى أربعين الشهداء القادة بتاريخ 28/3/2008، ولا أبلغ من تعبير سماحته عن أثر المقاومة على الوجود الإسرائيلي، ليكمل شرحه للمعادلة نفسها بالقول: "هكذا كان الحال مع الشيخ راغب، قتلوه فتصاعدت المقاومة، وخرجت اسرائيل من العاصمة، من الجبل، من البقاع الغربي، من أغلب الجنوب، باستثناء الشريط المحتل، بفعل دمه الزكي ومقاومته الابية، وليس بالقرارات الدولية، ولا بالتدخل الدولي، الذي لم نر منه دوما إلا دعماً للصهاينة. وهكذا كان الحال مع القائد الشهيد السيد عباس الموسوي، قتلوه وظنوا أن المقاومة ستنهار في قتله، فتصاعدت ورسمت خطها البياني التصاعدي، وبعد سنوات قليلة خرجت مهزومة ذليلة مدحورة في العام 2000 بفعل دمه وبفعل المقاومة التي حملت اسم عباس الموسوي ورايته، وليس بفعل القرارات الدولية ولا المجتمع الدولي"، ليختم سامحته بالتأكيد: "إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا، فإنّ دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله".

المقاومة في الوعي العربي والإسلامي
لطالما تحدث الإسرائيليون عن معركة الوعي مع شعوب المنطقة العربية والإسلامية ولا سيما مع الفلسطينيين واللبنانيين، وسخّروا لأجل ذلك قدرات إعلامية هائلة على مستوى العالم الغربي والعالم العربي وجنّدوا جيشاً من الإعلاميين وخبراء الدعاية والحب النفسية من أجل التأثير المباشر وغير المباشر على الرأي العام في المنطقة بعدما استطاعوا أن يسيطروا على معظم مواقع النفوذ في العالم ولا سيما في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ونجحوا إلى حد كبير في تحوير الحقائق من خلال دفع الرأي العام الدولي إلى "تفهّم" عمليات القتل والبطش والإرهاب والمجازر وهدم البيوت واغتيال القادة والحصار والتجويع، وصولاً إلى إسقاط الوعي العربي والإسلامي وفي الوقت نفسه إفهام الآخرين بأن أمل بهزيمة "إسرائيل"، ولا سيما مع التفاف العالم المستكبر حولها ودعمها سياسياً وعسكرياً وأمنياً في المحافل الدولية ولا سيما في مجلس الأمن.

ولكن الذي جرى مع مسيرة المقاومة الإسلامية وشهدائها ومحطات انتصارها، منذ انتصار تموز 1993 مروراً بانتصار 1996 والتحرير عام 200 وحتى الانتصار الالهي عام 2006، أن المقاومة استطاعت الانتصار في معركة الوعي وكسرت حاجز الخوف الوهمي فاندفعت الشعوب العربية والإسلامية لتعلن إيمانها بإمكانية القيام وتحقيق الانتصار، سواء على مستوى مواجهة المخططات الأميركية أو لجهة القيام ضد أنظمتها الخانعة المستسلمة، وما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها إلا شواهد على أثر مسيرة المقاومة والشهادة، على الرغم مما يجري من محاولات غربية لاستغلال هذه الثورات وتحوير أهدافها باتجاه تخريب استقرار المنطقة، وعلى الرغم من لعب الدعاية الغربية والإسرائيلية على وتر تشويه صورة المقاومة في لبنان على خلفية الموقف من الوضع في سوريا، إلا أن الشباب العربي على وجه الخصوص لا يزال ينظر إلى السيد حسن نصر الله وحزب الله كرمز من رموز العزة والافتخار لأنه الوحيد الذي استطاع أن يستنهض معنويات الشعوب ونفّذ وعوده وكان صادقاً في مواقفه قولاً وعملاً في هزيمة أسطورة "الجيش الذي لا يقهر".

المقاومة في الخارطة العالمية
وبناءً على كل ما سبق، لم يعد حزب الله والمقاومة الإسلامية رقماً محلياً أو لاعباً في المعادلة الداخلية، بل أصبح رقماً صعباً في المعادلات الاقليمية والدولية، بحيث لم يعد ممكناً تجاوزه في أي معطىً، سياسياً كان أم عسكرياً أم اجتماعياً وحتى على المستوى الاقتصادي، بل وحتى على مستوى مصير المنطقة برمّتها. ولا مبلاغة في هذا القول فقد فرض حزب الله نفسه من خلال أدائه ومواقف قيادته ودوره المحوري على مستوى تأمين الاستقرار الداخلي في لبنان والحفاظ على مقوّمات هذا الاستقرار، فضلاً عن تنسيقه المستمر والفعّال مع مختلف الشرائح الحزبية والسياسة الوطنية والمؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية.

لم يكن لهذه القوة والفعالية أن تأخذ مكانها في الخارطة الداخلية والخارجية لولا قدرة المقاومة الإسلامية ونجاحها في إسقاط مكامن الضعف والخوف في النسيج الوطني إلى جانب الجيش اللبناني في مواجهة "إسرائيل"، وهي الكيان الذي طالما مارس إرهابه السياسي والعسكري والأمني ضد الشعوب والدول العربية والإسلامية، إلا أنه اليوم بات عاجزاً عن اتخاذ أي قرار عسكري، وحتى على مجرد التفكير بشن حرب جديدة على لبنان، وما أدّى إلى تمتين هذا الواقع الممانع وجود محور المواجهة الممتد من فلسطين ولبنان إلى سوريا وإيران.

وانسياقاً مع هذا الواقع، يأتي تأكيد السيد نصر الله المستمر، ومنذ العام 2006 على أن "حزب الله والمقاومة الإسلامية في أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان محتمل أو حرب على لبنان. اليوم بعد أن قتلوا الحاج عماد فليسمعوني جيداً: في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد مغنية واحد ولا عدة آلاف من المقاتلين، لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة".










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-22, 18:56   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقاربات حول انتصار المقاومة الإسلامية في معركة الوعي





اقترن شهر شباط بسجل مميّز في الجدول الزمني للمقاومة الإسلامية، سواء على مستوى تنفيذ العمليات العسكرية، أو على مستوى ارتقاء الشهداء في عديد أيامه، إلى درجة كانت قيادة الاحتلال تضع خططاً أمنية وعسكرية خاصة لهذا الشهر، الذي طالما شهد تصاعداً كمياً ونوعياً لعمليات المجاهدين نسبة لباقي شهور السنة، وأبرز هذه الإنجازات عملية الأسيرين التي نفذتها المقاومة الإسلامية بتاريخ 17/2/1986 على طريق كونين - بيت ياحون، وإعدام قائد قوات الاحتلال في جنوب لبنان إيرز غيرشتاين بتاريخ 28/2/1999، فضلاً عن اقتحام المواقع الإسرائيلية واللحدية وأبرزها موقع بئر كلاب بتاريخ 27/2/1998.
وما كرّس فرادة شهر شباط أن أيامه ترصّعت باستشهاد قادة ثلاث للمقاومة الإسلامية، أولهم شيخ شهداء المقاومة راغب حرب بتاريخ 16 شباط 1984 وسيد شهداء المقاومة عباس الموسوي بتاريخ 16 شباط 1992 وقائد الانتصارين الحاج عماد مغنية بتاريخ 12 شباط 2008.

المقاومة ووعي المعركة
هي معركة الوعي التي بدأتها المقاومة الإسلامية منذ انطلاقتها، ولم تكن أدواتها فقط البندقية والصاروخ والعبوة، ولم تكن من أساليبها النفسية فقط إلقاء التحية العسكرية وزرع الراية على دشم المواقع، ولم يكن صداها فقط بث الأفلام المصورة والصور الفوتوغرافية كتوثيق عملاني وتأريخي لإنجازات المجاهدين، بل كانت كل ذلك وفوق ذلك المنهج الجهادي والثقافة الوطنية وعقيدة الاستشهاد وصولاً إلى استنهاض الأمة، ليس أمة الداخل ولا جمهور المقاومة ومريديها فحسب، بل زرع بذور القيام وكسر حاجز الخوف والطمأنينة إلى إمكانية النصر على عدو طالما حسم المعركة نفسياً ومعنوياً قبل إطلاق الرصاصة الأولى. وهذا الوعي هو الذي نما في عقول وقلوب المجاهدين منذ العام 1982 وحتى اليوم، وكان لكل قائد من القادة الشهداء مرحلته ودوره وأثره.
المقاومة في الأثر اللبناني
نجحت دماء الشهداء ولا سيما القادة منهم في بث روح الوعي على مدى سني المقاومة لدى الشعب اللبناني وتاريخه الذي اعتورته شائبة حادثة رمي الورود على جنود الاحتلال في إحدى المناطق الجنوبية، ولكن النبض الحقيقي في وجدان الناس سرعان ما أثمر ثورات شعبية وانتفاضات عارمة عمّت قرى الجنوب كان الشيخ راغب حرب يحرّك جذوتها، وتوّجتها دماء الشهداء في مواجهات بيروت ومداخلها وعملية الاستشهادي أحمد قصير في 11/11/1982 التي أطلقت سلسلة الهزّات الأمنية والعسكرية للعدو، وهو الشهيد الذي خرج من منزل أهل الشهيد القائد عماد مغنية في طيردبا متوجّهاً إلى تنفيذ عمليته النوعية، وتنامى هذا الوعي وأخذ أشكالاً مختلفة من المواجهة العسكرية والأمنية بإدارة ومشاركة مباشرة للقادة ولا سيما الشهيد السيد عباس الموسوي الذي كان يشرف بنفسه على الخطط والإجراءات العسكرية والأمنية، ولا سيما في عملية "الأسيرين" النوعية، وكان سماحته يحرص على وداع المجاهدين قبل انطلاقهم إلى تنفيذ عملياتهم الجهادية كما يكون في استقبالهم، وتكرّس هذا الوعي ليعلن الشعب اللبناني بمعظم شرائحه السياسية والطائفية وقوفه خلف خيار المقاومة ليستكمل الجيش اللبناني، ولا سيما خلال عدوان نيسان 1996، أضلاع المثلث الذهبي في معادلة المواجهة الوطنية الكبرى، ليخوض لبنان معركة الوعي مع الصهاينة في مواقع الهجوم وصنع الفعل وليس في مواقع الدفاع ورد الفعل.

المقاومة في الوعي الإسرائيلي



"الصهاينة رأوا في استشهاد الحاج عماد مغنية إنجازاً كبيراً، ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الآتي، وهم ظنوا أن بقتله ستنهار المقاومة، ولكنهم مشتبهون تماماً ومخطئون تماماً، كما أخطأوا في قتل الشيخ راغب والسيد عباس. من حرب تموز 2006 ذات الصلة الوثيقة بالحاج عماد مغنية، إلى دمه في شباط 2008، فليكتب العالم كله، وعلى مسؤوليتي، يجب أن نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل".
هي معادلة أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال بذكرى أربعين الشهداء القادة بتاريخ 28/3/2008، ولا أبلغ من تعبير سماحته عن أثر المقاومة على الوجود الإسرائيلي، ليكمل شرحه للمعادلة نفسها بالقول: "هكذا كان الحال مع الشيخ راغب، قتلوه فتصاعدت المقاومة، وخرجت اسرائيل من العاصمة، من الجبل، من البقاع الغربي، من أغلب الجنوب، باستثناء الشريط المحتل، بفعل دمه الزكي ومقاومته الابية، وليس بالقرارات الدولية، ولا بالتدخل الدولي، الذي لم نر منه دوما إلا دعماً للصهاينة. وهكذا كان الحال مع القائد الشهيد السيد عباس الموسوي، قتلوه وظنوا أن المقاومة ستنهار في قتله، فتصاعدت ورسمت خطها البياني التصاعدي، وبعد سنوات قليلة خرجت مهزومة ذليلة مدحورة في العام 2000 بفعل دمه وبفعل المقاومة التي حملت اسم عباس الموسوي ورايته، وليس بفعل القرارات الدولية ولا المجتمع الدولي"، ليختم سامحته بالتأكيد: "إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا، فإنّ دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله".
المقاومة في الوعي العربي والإسلامي
لطالما تحدث الإسرائيليون عن معركة الوعي مع شعوب المنطقة العربية والإسلامية ولا سيما مع الفلسطينيين واللبنانيين، وسخّروا لأجل ذلك قدرات إعلامية هائلة على مستوى العالم الغربي والعالم العربي وجنّدوا جيشاً من الإعلاميين وخبراء الدعاية والحب النفسية من أجل التأثير المباشر وغير المباشر على الرأي العام في المنطقة بعدما استطاعوا أن يسيطروا على معظم مواقع النفوذ في العالم ولا سيما في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ونجحوا إلى حد كبير في تحوير الحقائق من خلال دفع الرأي العام الدولي إلى "تفهّم" عمليات القتل والبطش والإرهاب والمجازر وهدم البيوت واغتيال القادة والحصار والتجويع، وصولاً إلى إسقاط الوعي العربي والإسلامي وفي الوقت نفسه إفهام الآخرين بأن أمل بهزيمة "إسرائيل"، ولا سيما مع التفاف العالم المستكبر حولها ودعمها سياسياً وعسكرياً وأمنياً في المحافل الدولية ولا سيما في مجلس الأمن.



ولكن الذي جرى مع مسيرة المقاومة الإسلامية وشهدائها ومحطات انتصارها، منذ انتصار تموز 1993 مروراً بانتصار 1996 والتحرير عام 200 وحتى الانتصار الالهي عام 2006، أن المقاومة استطاعت الانتصار في معركة الوعي وكسرت حاجز الخوف الوهمي فاندفعت الشعوب العربية والإسلامية لتعلن إيمانها بإمكانية القيام وتحقيق الانتصار، سواء على مستوى مواجهة المخططات الأميركية أو لجهة القيام ضد أنظمتها الخانعة المستسلمة، وما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها إلا شواهد على أثر مسيرة المقاومة والشهادة، على الرغم مما يجري من محاولات غربية لاستغلال هذه الثورات وتحوير أهدافها باتجاه تخريب استقرار المنطقة، وعلى الرغم من لعب الدعاية الغربية والإسرائيلية على وتر تشويه صورة المقاومة في لبنان على خلفية الموقف من الوضع في سوريا، إلا أن الشباب العربي على وجه الخصوص لا يزال ينظر إلى السيد حسن نصر الله وحزب الله كرمز من رموز العزة والافتخار لأنه الوحيد الذي استطاع أن يستنهض معنويات الشعوب ونفّذ وعوده وكان صادقاً في مواقفه قولاً وعملاً في هزيمة أسطورة "الجيش الذي لا يقهر".
المقاومة في الخارطة العالمية
وبناءً على كل ما سبق، لم يعد حزب الله والمقاومة الإسلامية رقماً محلياً أو لاعباً في المعادلة الداخلية، بل أصبح رقماً صعباً في المعادلات الاقليمية والدولية، بحيث لم يعد ممكناً تجاوزه في أي معطىً، سياسياً كان أم عسكرياً أم اجتماعياً وحتى على المستوى الاقتصادي، بل وحتى على مستوى مصير المنطقة برمّتها. ولا مبلاغة في هذا القول فقد فرض حزب الله نفسه من خلال أدائه ومواقف قيادته ودوره المحوري على مستوى تأمين الاستقرار الداخلي في لبنان والحفاظ على مقوّمات هذا الاستقرار، فضلاً عن تنسيقه المستمر والفعّال مع مختلف الشرائح الحزبية والسياسة الوطنية والمؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية.
لم يكن لهذه القوة والفعالية أن تأخذ مكانها في الخارطة الداخلية والخارجية لولا قدرة المقاومة الإسلامية ونجاحها في إسقاط مكامن الضعف والخوف في النسيج الوطني إلى جانب الجيش اللبناني في مواجهة "إسرائيل"، وهي الكيان الذي طالما مارس إرهابه السياسي والعسكري والأمني ضد الشعوب والدول العربية والإسلامية، إلا أنه اليوم بات عاجزاً عن اتخاذ أي قرار عسكري، وحتى على مجرد التفكير بشن حرب جديدة على لبنان، وما أدّى إلى تمتين هذا الواقع الممانع وجود محور المواجهة الممتد من فلسطين ولبنان إلى سوريا وإيران.
وانسياقاً مع هذا الواقع، يأتي تأكيد السيد نصر الله المستمر، ومنذ العام 2006 على أن "حزب الله والمقاومة الإسلامية في أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان محتمل أو حرب على لبنان. اليوم بعد أن قتلوا الحاج عماد فليسمعوني جيداً: في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد مغنية واحد ولا عدة آلاف من المقاتلين، لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة".

17-02-2012









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المقاومة, الصهيوني, الإسلامية, الكيان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc