في خطوة تؤشر الى مدى الانزعاج السعودي من تطور العملية السياسية في العراق ،وبعد هزيمة أميركا المدوية وخروجها خالية الوفاض من بلاد الرافدين، أصيبت السعودية بما يشبه الدوار جراء خوفها من انتقال حمى الديمقراطية الشعبية اليها .
وقد أفادت مصادر من داخل السعودية ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز تسلم بنفسه متابعة ملف العراق ، وطلب مؤخرا ً من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي بندر بن سلطان ووزير الخارجية سعود الفيصل توظيف جميع الإمكانات لضرب العراق سياسيا ً وأمنيا ً، مؤكدا ً على رصد الأموال اللازمة لتخريب وزعزعة العملية السياسية فيه ، لما تمثله برأيه من خطر على السعودية .
رئيس تحرير صحيفة السياسة العراقية عادل المانع اتهم السعودية بالكشف عن وجهها الحقيقي وبلا خجل ، مضيفا ً أن تدخلها لم يقتصر على مرحلة ما بعد سقط صدام عام 2003 بل كانت تدعم وجوده في السلطة ولعبت ولا تزال دورا ً رئيسا ً في التفجيرات الإرهابية فيه من خلال رعايتها لبعض السياسيين العراقيين ورفدهم بالمال .
يذكر في هذا المجال أن الرياض دعمت نظام صدام بالمال والسلاح خلال الحرب التي فرضها على الجمهورية الإسلامية في إيران في العام 1980 بعد أقل من سنه على نجاح ثورتها الإسلامية التي قادها الإمام الراحل آية الله روح الله الموسوي الخميني قدس .
تبقى الإشارة أن السعودية ترعى منذ نشأتها الفكر الوهابي التكفيري المسؤول عن نشر الإرهاب في العالم بغطاء من الولايات المتحدة الأميركية التي إعترفت وزير خارجيتها هيلاري كلنتون بدور بلادها في دعم نشأة تنظيم القاعدة لقتال الإتحاد السوفياتي الذي كان يحتل أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي