لماذا تجاهل الله جمعة الله معنا وجمعة لن نركع الا لله
حرصت يوم الجمعة الماضي على متابعة وقائع المظاهرات التي يحشد لها ويقودها, كما يقال في فضائيات يمولها شيوخ النفط والغاز, نشطاء سوريون متخصصون في مجال الترويج للديمقراطية والحرية وصيانة كرامة الشعب السوري ولهذا تسمرت امام التفلزيون واخترت من الفضائيات قناة الشيخة موزة " الجزيرة " لارصد منها ردود فعل النظام حيال المتظاهرين خاصة بعد ان يشحنهم اصحاب العمائم بجرعات من الديمقراطية والتعددية والدولة المدنية التي تزعم الشيخة موزة عبر فضائيتها انهم باتوا من اشد انصارها بعد ان تخلوا عن الدعوة والترويج لنظام الشورى واطاعة اولى الامر وغيرها من اشكال رضوخ واذعان الرعية للحاكم المستبد التي كانت سارية المفعول في الحقب البدوية الرعوية . كان المتظاهرون وكما في مظاهرات سايقة يكبّرون تارة ثم يرددون بصوت هادر " الشعب يريد اسقاط النظام " فيما كان شبيحة النظام يردون باطلاق الرصاص الحي عليهم ربما لتذكيرهم بان النظام ما زال متماسكا وقادرا ان يفرق شمل المتظاهرين واخراس اصواته وحتى اجتثاث لحى وسكسوكات بعض الهتّافين .
المشاركون في هذه المظاهرة كما اقسم "ِ شاهد العيان ابو اسلام " الذي استشهدت بتقريره الفضائية ناهز عددهم المئة الف ولقد عجبت كيف يصل عدد المتظاهرين الى هذا الرقم واكبر مسجد في ضواحي دمشق التي اجتاحتها هذه المظاهرة بالكاد يتسع لبضع الاف من المصلين كما لفت انتباهي ان الشيخ الذي شحن المتظاهرين باقسى العبارات ضد نظام الاستبداد والذي هو فاسد في كافة الاحوال لم ارى عمامته كما لم المح لحيته المتدلية ولم ار اي اثر له ويبدو انه قد شّمع الخيط ولاذ بالفرار تاركا مهمة التصدي للشبيحة للمراهقين والاطفال الذكور ولا اقول الاناث لا سمح الله لانعدام وجودهم في كافة فعاليات الثوار ربما لان الثوار قد اعتمدوا المواجهة الذكورية مع النظام واوكلوا للنساء مهمة رفع الادعية والابتهالات كي يقف الله الى جانب المتظاهرين ويشد من عضدهم الموجه لاسقاط النظام .
قبل انتهاء المشهد لاحظت ان شبيحة النظام كانوا يتمتعون بكفاءة عالية ان لم تكن نادرة في قنص المتظاهرين ولقد علمت من شاهد العيان ابو اسلام ان الشبيحة قد اصطادوا عشرة منهم وبانهم قد لبوا نداء ربهم على الفور وصعدت ارواحهم الى جنات النعيم . على الاثر تفرق المتظاهرون هربا من الرصاص الذي كان ينهمر عليهم من كل حدب وصوب الا قلة منهم صمدوا في مكانهم مرددين نفس الشعارات الشهيد حبيب الله والله اكبر يا بشار ارحل عنا ومرة اخرى انطلقت رشقة من الرصاص فخر احدهم صريعا . المهم في جمعة الله معنا سقط ثلاثين قتيلا فيما صمد ولم يسقط النظام .
عدت صباح اليوم وتسمرت امام شاشة التلفاز لا تابع في هذه المرة رد فعل "الله" تبارك وتعالى خاصة وان التنسيقيات المشرفة على التعبئة والتحشيد لهذه المظاهرات بواسطة خلويات تتصل بالاقمار الصناعية اى من الانواع المتطورة والباهظة الثمن والتى لم تكن تسمح امكانيات الثوار الحصول عليها الا بعد ان هرّبها لهم شيوخ النفط والغاز من دول مجاورة لسورية قد قررت التنسيقيات تنظيمها تحت شعار " لن نركع الا لله تعالى " وفي هذه المرة ركزت انظارى على السماء ولم اركزها على المتظاهرين ولا على الشبيحة لان مشهدهم بات روتينيا ولا اثارة وتشويق فيه : الشبيحة يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين بلا رحمة وهؤلا بدورهم يرددون نفس الشعارات كألله اكبر ولا اله الا الله " والشعب بدوا الحرية والموت ولا المذلة والشعب يريد اسقاط بشار وكأنهم يخجلون او لنقل لا يتقربون من الله لو هتفوا بشعارات " ليسقط الاستعمار والصهيونية او الشعب يريد اسقاط الراسمالية والرجعية العربية نعم للسلطة الشعبية لا للدكتاتورية الى غيرها من الشعارات التي كان يهتف بها المتظاهرون والثوار السوريون حين كان يقود مظاهراتهم الاحزاب الوطنية والقومية واليسارية ولا يقودها ويحركها في ظل ثورات الربيع العربي تارة السلفيون وتارة اصحاب العمائم وتارة الاخوان المسلمين .
كنت اتوقع حين جلت بناظري في السماء ان يرسل الله نجدة للمتظاهرين كما ارسلها الله لماس في حرب الرصاص المصبوب على غزة وبفضلها سحقوا اليهود وحققوا عليهم نصرا الهيا راهنت علة مثل هذه النجدة لعلها تساعدهم في هذه المرحلة في التصدي للشبيحة وفي مرحلة لاحقة في اسقاط النظام لسوء حظي لم ارى الا سماء ساطعة وطائرة هليكوبتر تحلق فيها فقلت في نفسي ربما الله لم يبعث بملائكته لان اي ثورة في العالم لن تنجز اهدافها الا اذا فجرها وشارك فيها الكادحون من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين او ربما لانه اوكل مهمة الدعم والمساندة لثوار المساجد ال الى رئيس الولايات المتحدة الاميركية اوباما واذنابه في المنطقة العربية امثال اردوجان وشيوخ النفط والغاز وشيخ الازهر واسرائيل او ربما ستظهر قدرة الله عندما تبدأ طائرات سلاح الجو الاميركي وحلف الاطلسى في تدمير سوريا تحت غطاء حماية المدنيين السوريين بينما هدفها الحقيقي هو فك ارتباط سوريا بايران ومن ثم دورانها في فلك الامبريالية الاميركية !!!
من قلم : خليل خوري