الامازيغ قبائل العرب العاربة . - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الامازيغ قبائل العرب العاربة .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-08, 01:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
JACKLINNE
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية JACKLINNE
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عندما ادخل الئ هذا القسم من المنتدى اشعر بضيق في صدري .......ارى كيف وان هويتي تطمس وكانها لاشيئ
حقيقة اخي اذا اراد الامازيغ ان يقولو ان اصلهم ليس عربي فهو كذلك لماذا كل هذه الابحاث فقط لتثبتوا شيئا لايهمكم بالاساس
ارى ان الكثيرين لنقل يكرهون من يقول انه امازيغي وكانه قال انه يهودي .... فلماذا تطمجون الى ان تثبتوا اننكم من اصل واحد
يا اخوتي بغينا نقولو اصلنا مشي عربي واحد مايسالنا اصلنا عربي ثاني واحد مايسالنا ........كل واحد يشوف لروحو برك
يخي رانا مسلمين هذا واش يهم ....









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-02-21, 14:43   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
bencheriet
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية bencheriet
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم أريد كتاب ( جماعة المسلمين ) للمؤلف أبو يعلى الزواوي وشكرااا









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-27, 14:28   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة le professeur a مشاهدة المشاركة
عثمان سعدي ....قذافي الجزائر
السلام عليكم
صح رمظانكم

اخي الكريم الامازيغي الحر هداك الله الى الحق
اتساءل فقط لماذا تشتم دكتورا امازيغيا فاضلا من بني جلدتك من الامازيغ الاحرار .
لماذا اسلوب الشتم و القدح المتصاعد بدون فائدة
لماذا لا يكون هناك اسلوب للنقد العلمي البناء
عثمان سعدي دكتور و استاذ شاوي امازيغي محترم و الدليل على ذلك علمه و اكادميته
كما انه من اتباع المدرسة الباديسية و جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي ترأسها الامازيغ من امثال الشيخ ابن باديس الصنهاجي و الشيخ عبدالرحمان شيبان القبائلي رحمة الله عليهم اجمعين و
يكفي الدكتور و الاستاذ عثمان سعدي شرفا انه لم يكن من اتباع المدرسة الباريسية الفرنكفونية التي تكره العرب و الاسلام و العربية و النبي محمد صلى الله عليه و سلم
و لماذا يا اخي قصرت الكلام فقط على الدكتور عثمان سعدي الشاوي حفضه الله لماذا لم تتكلم عن الدكتور احمد بن نعمان القبائلي حفضه الله صحاب المؤلفات حول قضية التعريب في الجزائر
لماذا لم تنعت الامام عبدالحميد بن باديس بانه قذافي ايضا
و لماذا لم تنعت الشيخ الفضيل الورثيلاني بانه قذافي ايضا
و لماذا لم تنعت الشيخ عبدالرحمان شيبان بانه قذافي ايضا
و لماذا لم تنعت الشيخ ابويعلى الزواوي بانه قذافي ايضا صاحب كتاب تاريخ الزواوة
و لماذا لم تنعت الامام عبدالحميد بن باديس بانه قذافي ايضا
و لماذا لا تنعت الشيخ محمد الطاهر بن السعيد فضلاء.القبايلي البجاوي بانه قذافي ايضا
و لماذا لا تنعت الاستاذ الموسوعي مولود قاسم نايت بلقاسم القبائلي بانه قذافي ايضا و هو الذي دافع عن برنامج التعريب و اللغة العربية في الجزاءر
رحمة الله عليهم جميعا شيوخ الاصلاح الاتقياء الصلحاء الذين احبوا العربية و الاسلام و لم يكونوا اذيالا و خداما و ابواقا لفرنسا المستدمرة الغاشمة التي لوثت عقول كثير من اخواننا الجزائريين هداهم الله









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-27, 14:57   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Hot News1

العلامة الجزائري مولود قاسم نايت بلقاسم الامازيعي المدافع عن العربية
موضوع منقول من الانترنت



شهدت الجزائر في الآونة الأخيرة إحياء ذكرى العالم الراحل “مولود قاسم نايت بلقاسم”، من قبل جريدة الشروق اليوميّ أوسع الجرائد العربية انتشارا، هذا الرجل الذي لا يمكن للذاكرة الإنسانية أن تنساه، ولا يملّ اللسان من الثناء عليه والدعاء له، حيث كان أحد أبرز رموز الجزائر بعد الاستقلال، فهذا السياسيّ الكبير تميّز عن غيره من الساسة بما أعطاه الله تعالى من علم غزير طعّمه بتواضعه الكبير، يعرفه العرب والمسلمون من خلال جهوده في افتتاح ملتقيات الفكر الإسلاميّ في الجزائر في سبعينيات القرن الماضي.
هذا العالم “البجاويّ” الأمازيغيّ الذي استمات في الدفاع عن اللغة العربية، كان يحسن تسع لغات عالمية، لكنّه قرّر أن تكون اللغة العربية التي عشقها وأحبّها من صميم قلبه، اللغة التي تتربّع عالية كأولوية مقدّسة طوال حياته، إذ قرّر الرجل أن يدافع عنها من منصبه وزيرا للشؤون الدينية في الجزائر، ليؤكّد للعالم بأسره أنّ الهوية العربية والإسلامية أهمّ مكوّنات الذات الجزائرية، وأنها مبعث فخر وقوّة مستديمة أمام الآخر، خصوصا المحتلّ الفرنسيّ السابق الذي لا تهدأ آلته الفكرية في فرض نمط الهيمنة الثقافية على الشعب الجزائريّ رغم نيل الاستقلال.
قام أكثر من عشرين عالما جزائريا بتكريم العلامة الكبير، مولود قاسم نايت بلقاسم، بمبادرة من جريدة الشروق اليومي الجزائرية، في شهر رمضان المبارك لسنة 1430 هجرية، مولود قاسم نايت بلقاسم، الرجل المتواضع الذي ترك بصمات خالدة في تاريخ الجزائر، جسدها رصيده الحافل من الانجازات الكبرى، التي جعلت رفقاء دربه ممن حضروا تكريمه يثنون عليه، ويعترفون أنّه أعطى للجزائر وحده الكثير، بفضل عبقريته السياسية وقدرته على توظيف إمكاناته كوزير في الحكومة، في جعل الدفاع عن العروبة والإسلام من أبرز المهام الحضارية التي تتميز بها صورة الجزائر المستقلّة لدى الآخر، واستغلال التوهّج الثوريّ للشعب الجزائريّ، المفتخر بثورته المباركة التي ركّعت واحدة من أكثر قوى “الاستدمار القديم” كما كان يسميها نايت بلقاسم، الاستدمار الفرنسيّ الذي سعى جاهدا إلى إلغاء هوية الجزائريين، وفشل فشلا ذريعا أمام شعب عربيّ مسلم قويّ يرفض الاستعباد.

مولده ونشأته، وقصته مع الشيخ آيت علجت

إنه أمازيغي ابن فلاح عباسي قبائلي، ولد في يناير سنة 1927 بقرية آيت عباس بمدينة بجاية الإسلاميّة الواقعة في منطقة القبائل الكبرى، أو كما تعرف بمنطقة “جبال جرجرة”، والتي لعبت دورا تاريخيا هاما أثناء الثورة الجزائرية، فمولود قاسم المجاهد الكبير في ثورة التحرير المباركة، كان مناضلا سياسيا نشطا في الدفاع عن قضية وطنه العادلة، وكان المجاهدون يطلقون عليه اسما ثوريا مميزا وهو: السّي “بلقاسم الوطني”، فدفاعه عن وطنه العربيّ المسلم يذكّرنا بالدور الكبير للقائد الأمازيغي طارق بن زياد في إعلاء كلمة الله أثناء فتح الأندلس. شهادة الشيخ “محمد الطاهر آيت علجت” حول مولود قاسم نايت بلقاسم كانت ثرية حقا، فهذا الشيخ هو من تولّى تدريس نايت بلقاسم مذ كان طفلا صغيرا، كما أنّه كان صديقا لوالده وأقرب جار له في قرية آيت عباس، وقال الشيخ آيت علجت أنّ مولود قاسم كان تلميذا نجيبا في صغره، وقد برز نبوغه عندما كان يدرس القرآن والحديث في مسجد القرية، وقال أنّ الله استجاب لدعوة والده الذي دعا له أن يصبح فقيها في الدين، ولمّا كتب له التوجّه للمدرسة الفرنسية في سنّ السادسة عشرة حيّر مولود قاسم مدرّسيه الفرنسيين لشدّة نبوغه وقوة ذاكرته، وحبّه الشديد لوطنه وللغته العربية ودينه الإسلاميّ، وبسبب بعده عن مقرّ سكناه قرّر مولود قاسم ترك تلك المدرسة الفرنسية التي كان يطلق عليها الشيخ بن باديس اسم “القلعة”، وكان مولود قاسم يحبّ مخالطة من يكبره سنّا ليحرق مراحل تكوينه التعليميّ، وساهمت مبادراته العصامية في زيادة نبوغه ونجاحه الدراسيّ.
توجّه بعدها إلى تونس لمواصلة دراسته حيث كانت الدراسة متاحة في تونس أكثر من الجزائر التي عانت من مؤامرات الفرنسيّين ومساعيهم لتجهيل الشعب الجزائريّ، ثمّ التحق مولود بجامع الزيتونة سنة 1946، والتحق بعدها بحزب الشعب سنة 1947، قبل أن يبتعث إلى القاهرة تكريما له باعتباره الأول على الدفعة، وفي سنة 1954 التحق بجامعة باريس التي سجّل فيها أطروحته لنيل الدكتوراه، والتي حملت عنوان: “الحرية عند المعتزلة”، غير أنّه تخلّى عن المشروع سنة 1956 على اثر مضايقات الشرطة الفرنسية له والتي فرضت عليه مغادرة البلاد بسبب استجابته لنداء الإضراب الذي دعا إليه اتحاد الطلبة المسلمين، وتوجه بعدها إلى دولة التشيك، والتي سجّل بجامعتها مشروع أطروحة دكتوراه بعنوان “الحرية عند كانط”، وما لبث برهة في التشيك، حتى دعاه نداء الوطن فترك مشروعه البحثيّ متجها نحو ألمانيا، حيث كلّفه المفاوض الجزائريّ “سعد دحلب” بكتابة ردّ على المفاوض الفرنسيّ جوكس في مفاوضات إيفيان سنة 1961، حول إصرار الجزائريين على رفض فصل الصحراء الجزائرية، ولولا أنّه اختار رحمه الله خطّ الدراسات الإنسانية والاجتماعية لكان قد أصبح طيّارا كما رشّحه مدّرسوه لشدّة ذكائه وفطنته.

يضحّي بشهادة الدكتوراه… لعيون الجزائر

كان مولود قاسم نايت بلقاسم قادرا على نيل شهادة الدكتوراه غير انّه آثر تلبية نداء الوطن، وقد تبيّن له أنّ دوره في ألمانيا مفيد ومساعد في الثورة الجزائرية، وعندما نالت الجزائر استقلالها كان هدف نيل شهادة الدكتوراه ما زال قائما، غي أنّ الجزائر كانت بحاجة إلى وقفة رجل شجاع للنهوض باللغة العربية من جديد استكمالا لجهود الشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي، اللذان أسسا جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مطلع ثلاثينيات القرن الماضي بجهود متواضعة، لم تستطع وقف المدّ الكبير للغة الفرنسية في الجزائر، وقال مولود قاسم متحدّيا الفرنكوفونيين، حيث كان يعلم تماما كيف يفكّون، فقال لهم: “أنّ اللغة العربية كانت لغة العالم في يوم من الأيام، وأنّها كانت تقود العقول وتطوّر العلوم”، وكان مدافعا شرسا عن اللغة العربية من خلال إشرافه على المجلس الأعلى للغة العربية، كما انّه لم يتوانى عن الكتابة حول الموضوع، خصوصا في مقاله الشهير المنشور في مجلة “الثقافة” الجزائرية، والذي حمل عنوان: “بجاية الإسلام علّمت أوروبا الرياضيات بلغة العروبة”، وهو البحث الهام الذي جاء فيه بقيمة مضافة على الصعيد الفكريّ، حين أثبت أنّ اللغة العربية قادرة على استيعاب كل العلوم.
يقول الدكتور “يوغرطة نايت بلقاسم” أنّ أباه كان محبّا للغة العربية ومدافعا كبيرا عنها، وأنّه كان ينعزل وحده في حزن عميق حين تمّ التراجع عن “قانون التعريب” عام 1992، وكان دق أحرز تقدّما كبيرا في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وقد روى عنه ابنه أنّه كان شديدا مع أبنائه في دعوته لتعلّم اللغة العربية، فكان أمرهم بالمطالعة حتى عند الحلاق، وقد سأله الكثيرون عن سبب اختيار اسم يوغرطة الأمازيغي لابنه فقال: “‬يوغرطة* ‬هو* ‬أعظم* ‬ملوك* ‬الجزائر* ‬عبر* ‬التاريخ*”‬، كما أنّه كان يجيب المشككين بأن له ابنة أخرى سمّاها: “جزائر”.

شهادة أصدقائه برهان على نضاله

أنشأ محبو مولود قاسم نايت بلقاسم جمعية تعنى بحماية ما تركه العلامة الراحل من زاد الفكريّ متمثّل في عشرات الكتب والمقلات والدراسات والصور الهامة، التي تؤكّد مساعيه المخلصة في الدفاع عن اللغة العربية، وتردّ على الكتابات المشكّكة في نضاله الكبير رحمه الله، وقد قال فيه صديقه الكاتب أحمد بن نعمان: “مولود قاسم نايت بلقاسم كان يجيد 09 لغات ولهجات أوروبية محلية، تعلمها بمفرده دون اللجوء إلى المدارس، وقال عنه أيضا: “لقد عرفت مولود قاسم فردا في أمة، وفارقته وهو أمة في فرد، لقد كان شخصية عبقرية فريدة من نوعها جمعت بين العلم والأصالة والحكمة، كان يدافع عن الإسلام والعربية بشراسة منقطعة النظير، وكان ينفق 99 بالمائة من وقته في المطالعة والمعرفة، لدرجة أني كنت أشفق عليه.. لقد استطاع من خلال معرفته المدهشة باللغات خدمة القضية الجزائرية في العديد من الدول الأوروبية، أين كتبت الكثير من الصحف عن الثورة وبطولات الشعب الجزائري”.
كان مولود قاسم نايت بلقاسم يحوز مكانة هامة في الحكومة، كونه مترجما بارعا تولّى ترجمة كلّ ما يكتب عن الجزائر في الصحف الأوروبية، إذ كان يحسن تسع لغات عالمية حتى القديمة منها كاللاتينية، وكان مولود قاسم رجل عصاميّا تولى تكوين نفسه بنفسه حتّى وصل إلى إتقان هذه اللغات بلهجاتها المحليّة بكلّ طلاقة، وسخّر هذه القدرة في خدمة البلد في فترة الاستعمار وبعد الاستقلال، إلى درجة أنّه كان يشتغل في بيته ليبقى متابعا لكلّ ما يكتب عن الجزائر.
نقل عنه محمد الصغير بلعلام أحد أصدقائه الأوفياء، أنّ مولود قاسم كان يعتبر فكرة “حوار الديانات” آخر الأساليب الغربيّة المبتكرة لتنصير الشباب، لانّ لكل دين خصوصيته وأصوله وقواعده، وقال بلعلام في شهادته التاريخية المميزة أثناء لقاء تكريم الراحل مولود قاسم، أنّ الفقيد قد أقسم بألاّ يوقّع على أيّة وثيقة جزائرية باللغة الفرنسية، كما أنّه قرّر ألاّ يرد على أيّ بريد يرد إليه إلاّ باللغة العربية، وقال موظفو الوزارة التي كان يقودها أنّه كان صارما في التشديد على أهمية تشكيل الكلمات العربية باستخدام الآلة الراقنة لتوصيل المعاني الصحيحة بين الوزارات الحكومية، وقيل أنّه قام بجلب كتب اللغة العربية من دمشق وبغداد وزوّد بها مقرّ حزب جبهة التحرير الوطنيّ لرعاية مشروع تعريب الجامعة الجزائرية، لكنّه فوجئ باختفائها فيما بعد، فشاهد في دهشة مشروع التعريب وهو يفكّك أمام عينه دون قدرة على التحرّك لوقف تلك المؤامرة.
شهادة أخرى قدّمها المجاهد والمناضل والسياسيّ الكبير عبد الحميد مهري في حقّ مولود قاسم نايت بلقاسم رفيق دربه وزميل دراسته، حيث اعتبره مهري شخصية متعدّدة المواهب، وقال انّه كان مكسبا للجزائر حقّا، ذلك أنّ إسهام نايت بلقاسم في إثراء الحياة السياسية بفكره كان بنيّة جمعه رحمه الله بين هدفي الدفاع عن الأصالة والانتماء العربيّ والإسلاميّ وللامازيغية، والانفتاح على العالم، كما أنّه ساهم في تقديم صورة جميلة عن الجزائر العريقة التي تحافظ على التقاليد وتسعى نحو الحداثة والعصرنة، بمعنى أنّه كان يسعى للمزاوجة بين مسعى ترسيخ قيم إسلام والعروبة وتوطين الحداثة والتقدّم، وقال عبد الحميد مهري أنّ مولود قاسم نايت بلقاسم: “كان يكرّس معالم النهضة في ملتقيات الفكر الإسلامي”، معتبرا أنّ من انتقده ذلك الوقت كان يريد أن يلصق به تهمة التشدّد، وهو لم يكن ليألو أيّ جهد في سبيل الوصول إلى ما كان يصبو إليه.

حبّه الشديد للجزائر واللغة العربية

كان مولود قاسم آيت بلقاسم مدافعا قويا عن الجزائر، وكان يحرّض الجزائر برمتها حكومة وشعبا حتى تلعب الجزائر دورها التاريخيّ أمام المستدمر الفرنسيّ السابق، الذي نهب ثروات البلاد قبل الاستقلال وقتل شعب الجزائر ودمّر أرضه، وهو يسعى بعد الاستقلال في سبيل تشويه تاريخ الجزائر، وقال للرئيس هواري بومدين حين قال له الرئيس الفرنسيّ السابق جيسكار ديستان: “إنّ فرنسا التاريخية تمدّ يدها للجزائر الفتيّة”، قال للرئيس بومدين: “سيادة الرئيس إنّه جيسكار ديستان يشتمنا”، وكأنّي به مذكّرا الجزائريين بأنّ فرنسا تسعى للتشكيك في الكيان الجزائريّ الذي تدّعي أنّه لم يكن موجودا قبل سنة 1830، ويذكّرنا موقفه هذا بقولة الشيخ عبد الحميد بن باديس الشهيرة: “لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله لما قلتها”، لقد كان مولود قاسم صارما وشديدا بهذا الخصوص أيضا، وقال مخاطبا الرئيس بومدين: “أفضّل أن أكون بوابا في السويد على أن أكون وزيرا في حكومة ضعيفة في الجزائر”، وقد روي أنّه قرّر عدم النزول من الطائرة في زيارة كان قد أجراها لروسيا سنة 1971 لأنّ وزير الخارجية الروسيّ لم يكن في استقباله، قائلا أنّه يرفض هذه السلوكات التي تنتقص من قيمة الجزائر، وعلى إثر هذه الحادثة قدّم استقالته إلى الرئيس بومدين لكنّ الأخير رفضها، فدعا مولود قاسم نايت بلقاسم القيادة الجزائرية إلى التشدّد في الدفاع عن مصالح الشعب والوطن.
درس مولود قاسم نايت بلقاسم تاريخ الجزائر وتمعّن في أصل شعبه الأمازيغيّ، ووجد أنّ على الجزائريين الافتخار بأجدادهم الأمازيغيين، مذكّرا بدور القائد الإسلاميّ الكبير طارق بن زياد في الفتوحات الإسلامية وفتح الأندلس، ولشدّة حبّه للتاريخ الأمازيغيّ أطلق اسم يوغرطة على نجله الأكبر. وكان يؤلمه كثيرا لجوء بعض الإخوة العرب إلى التشكيك في عروبة الجزائر، وكان غضبه حيال تلك الأقاويل لا يقلّ عن غضب الشيخ البشير الإبراهيميّ الذي كان يقاوم كذلك مثل هذه الإدّعاءات، إذ يقال أنّ الأديب المصري الراحل، دكتور طه حسين ألقى خطابا في حضرة الكتّاب العرب في خمسينيات القرن الماضي بالقاهرة، وقال: “أحسب أنّ العالم العربي مثل طائر إحدى جناحيه في سوريا والعراق والأخر في الخليج العربي، وقلبه في مصر، وذيله في المغرب العربي”، ويقال أنّ رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ الإبراهيميّ قد استشاط غضبا، وقال في ردّه على هذا المثال: “أحسب أنّ الدكتور الفاضل طه حسين كان يقصد في مثاله “طائر الطاووس” وأجمل ما فيه ذيله”.
هذه المسألة أشار إليها الدكتور عبد المالك مرتاض الذي لام كثيرا -في سياق آخر- تجاهل الإخوة العرب لإخوانهم الجزائريين والمغاربة، فقال: “في الوقت الذي يعرف فيه الجزائريون كل شيء عن المشرق لا يعرف المشارقة أي شيء عن الجزائر”، وبهذا الخصوص نستحسن جهود مجلة العربي المرموقة في السعي إلى جسر الهوة بين المشرق والمغرب، في مشروعها البحثيّ السبّاق، والموسوم بـ: “حوار المشارقة والمغاربة”، والذي شارك في إعداده عدد من الكتاب المغاربة المرموقين إضافة إلى كتاب المشرق العربيّ، لنقل جزء من الحقائق المجهولة عن إخوانهم في المغرب العربيّ.

مولود بلقاسم… وضوح الرؤية

رفض مولود قاسم نايت بلقاسم أداء الخدمة الوطنية في صفوف الجيش الفرنسيّ عندما كان شابا أثناء فترة الاستخراب الفرنسيّ، وكان قد قرّر حينها الاعتكاف في الزاوية الدينية والاشتغال بتعلّم الفقة وعلوم الدين وحفظ القرآن الكريم والتفاسير، وكان لا يخشى عصيان السلطات الفرنسية لأنّّه رفض بشدّة الدفاع عن العلم الفرنسيّ قائلا أنّه لن يدافع إلاّ عن العلم الجزائريّ، وهو ما يبرّر رعايته عندما كان وزيرا للشؤون الدينية لمتقيات الفكر الإسلاميّ في سبعينيات القرن الماضي، حيث كان دارسا للفقه والفكر الإسلاميّ، وقد لقيت مبادرة ملتقيات الفكر الإسلاميّ استحسان الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عندما كان يرأس جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بمدينة قسنطينة، ويذكر الجزائريون قولة الشيخ الغزالي عن الملتقيات التاريخية التي رعاها العلامة مولود قاسم، حين قال في مرّة من المرّات: “تذكرني هذه الحرية الفكرية في الجزائر، بموقف طريف حدث بين أخوين مسلمين في أمريكا، كانا يتحاوران في حرية فكرية، وكان أحدهما محبا لسيدنا عليّ كرّم الله وجهه والآخر محبا لسيدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وبجانبهما مواطن أمريكيّ، فسألهما قائلا: هل هذان الرجلان مرشحان للرئاسة في بلدكما؟، فقالا له لا، لقد حدث ذلك قبل 14 قرنا، فتعجّب الرجل وقال: بعد كلّ هذه القرون ولا تزالان تناقشان برامجهما الانتخابية؟”، فضحك جمهور ملتقيات الفكر الإسلاميّ ومنهم العلامة مولود قاسم نايت بلقاسم.

مولود قاسم… التواضع والأنفة

فجّر الدكتور بوعلام بن حمودة الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطنيّ مفاجأة بقوله أنّه كان دائم التحايل على مولود قاسم نايت بلقاسم داعيا إيّاه للسعي إلى استرجاع اسمه الثوريّ، لضمان حقوقه ومصالحه الاجتماعية، غير أنّ الرجل رفض في غضب شديد، قائلا أنّه لم يكن يريد مقابلا عن واجب طلبته الجزائر، فأجمل كلمة تصف الرجل أنّه “خدم دينه ولغته ووطنه بشكل أسطوري”.
وقال الشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلاميّ الأعلى أنّه وقف على عظمة مولود قاسم نايت بلقاسم عندما سافر معه إلى ملتقى إسلاميّ عقد في قرطبة اسبانيا، وقال أنّ للرجل ثقافة واسعة وخبرة في عدّة لغات عالمية جعلته يندهش من معرفة هذه الحقيقة، وقال أنّ شغفه لتعلّم المزيد من المعارف كان كبيرا، حيث كان يسأل الشيخ بوعمران أن يدلّه على المساجد والمكتبات الموجودة في اسبانيا والتي لم يكن يعرفها.
كان العلامة الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم مسكونا بمصير اللغة العربية وبهموم الأمة الإسلامية رحمه الله، لذلك كان دائما يحثّ أبناءه على حبّ الإسلام واللغة العربية، لقد كان رجلا محبا لانتمائه العربي الإسلاميّ، قاصدا في الدفاع عن العروبة إذا فعل، ومبرزا لدور الحضارة الإسلامية في المحافل الدولية، رجل جمع بين الأصالة والمعاصرة، قوي العزيمة سديد الكلمة، كبير الشأن رفيع المقام، هذا العالم الذي خصّه الرئيس الراحل هواري بومدين بمكانة خاصة حين عيّنه وزيرا في حكومته، وكلّفه بتولي مشروع “التعريب” في البلاد، بدء بالتعليم في الجزائر التي انتشرت بها لغة الهيمنة الفرنسية بعد 132 عاما من الاستخراب الفرنسيّ للعقول والنفوس الجزائرية العربية المسلمة، لذلك لا بدّ على أبنائه في الجزائر أن يسعوا لحماية اللغة العربية والدفاع عن القيم الإسلامية والتشبّث بها في ظلّ استمرار المدّ الثقافيّ الفرنكفونيّ في الجزائر، لأولى معاقل اللغة الفرنسية في العالم بعد فرنسا.












رد مع اقتباس
قديم 2012-01-21, 09:33   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اجريدة الشروق تكرم عائلة الاستاذ العظيم مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله بحضور جمع من العلماء والرفاق
الأمازيغيّ الذي قتله إلغاء قانون التعريب




https://www.echoroukonline.com/ara/di...nia/41962.html










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-30, 01:46   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Hot News1 اللغة العربية في الجزائر , "عقيلة حرة، ليس لها ضرّة للبشير الابراهيمي

اللغة العربية في الجزائر , "عقيلة حرة، ليس لها ضرّة



مقال كتب بتاريخ 1948 في جريدة البصائر للشيخ العلامة البشير الابراهيمي رحمه الله نائب عبدالحميد بن باديس

اللغة العربية في الجزائر , "عقيلة حرة، ليس لها ضرّة



اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة و لا دخيلة، بل هي في دارها، و بين حماتها و أنصارها، و هي ممتدة الجذور مع الماضي، مشتدة الأواخي مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل : ممتدة مع الماضي لأنها دخلت هذا الوطن مع الإسلام على ألسنة الفاتحين، ترحل برحيلهم و تقيم بإقامتهم. فلما أقام الإسلام بهذا الشمال الإفريقي إقامة الأبد و ضرب بجدرانه فيه أقامت معه العربية لا تريم و لا تبرح ما دام الإسلام مقيما لا يتزحزح، و من ذلك الحين بدأت تتغلغل في النفوس، و تنساغ في الألسنة و اللهوات، و تنساب بين الشفاه و الأفواه. يزيدها طيبا و عذوبة أن القرآن بها يتلى، و أن الصلوات بها تختم. فما مضى عليها جيل أو جيلان حتى اتسعت دائرتها، و خالطت الحواس و الشواعر، و جاوزت الإبانة عن الدين إلى الإبانة عن الدنيا، فأصبحت لغة دين و دنيا معا، و جاء دور القلم و التدوين فدوّنت بها علوم الإسلام و آدابه و فلسفته و روحانياته، و عرف البربر على طريقها ما لم يكونوا يعرفون، و سعت إليها حكمة يونان، تستجديها البيان و تستعديها على الزمان، فأجدت و أعدت، و طار إلى البربر منها قبس لم تكن لتطيره لغة الرومان، و زاحمت البربرية على ألسنة البربر فغلبت و برزت و سلطت سحرها على النفوس البربرية و فأحالتها عربية، كل ذلك باختيار لا أثر فيه للجبر، و اقتناع لا يد فيه للقهر، و ديموقراطية لا شبح فيها للاستعمار. و كذب و فجر كل من يسمي الفتح الإسلامي استعمارا. و إنما هو راحة من الهم الناصب، و رحمة من العذاب الواصب، و إنصاف للبربر من الجور الروماني البغيض.
من قال بأن البربر دخلوا الإسلام طوعا فقد لزمه القول بأنهم قبلوا العربية طوعا، لأنهما شيئان متلازمان حقيقة و واقعا، لا يمكن الفصل بينهما، و محاولة الفصل بينهما كمحاولة الفصل بين الفرقدين. و من شهد أن البربرية ما زالت قائمة الذات في بعض الجهات، فقد شهد للعربية بحسن الجوار، و شهد للإسلام بالعدل و الإحسان. إذ لو كان الإسلام دين الجبرية و تسلط لمحا البربرية في بعض قرن فإن تسامح ففي قرن.
إذا رضي البربري لنفسه الإسلام طوعا بلا إكراه، و رضي للسانه العربية عفوا بلا استكراه، فأضيع شيء ما تقول العواذل، و اللغة البربرية إذا تنازلت عن موضعها من ألسنة ذويها للعربية لأنها لسان العلم و آلة المصلحة، فإن كل ما يزعمه التاريخ بعد ذلك فضول.
إن العربي الفاتح لهذا الوطن جاء بالإسلام و معه العدل، و جاء بالعربية و معها العلم. فالعدل هو الذي أخضع البربر للعرب، ولكن خضوع الأخوة، لا خضوع القوة، و تسليم الاحترام، لا تسليم الاجترام. و العلم هو الذي طوع البربرية للعربية، و لكنه تطويع البهرج للجيدة، لا طاعة الأمة للسيدة لتلك الروحانية في الإسلام، و لذلك الجمال في اللغة العربية، أصبح الإسلام في عهد قريب صبغة الوطن التي لا تنصل و لا تحول، و أصبحت العربية عقيلة حرة، ليس لها بهذا الوطن ضرة.
ما هذه النغمة الناشزة التي تصك الأسماع حينا بعد حين، و التي لا تظهر إلا في نوبات من جنون الاستعمار ؟ ما هذه النغمة السمجة التي ارتفعت قبل سنين في راديو الجزائر بإذاعة الأغاني القبائلية، و إذاعة الأخبار باللسان القبائلي، ثم ارتفعت قبل أسابيع من قاعة المجلس الجزائري بلزوم مترجم للقبائلية في مقابلة مترجم للعربية ؟
أكل هذا إنصاف للقبائلية و إكرام لأهلها و اعتراف بحقها في الحياة و بأصالتها في الوطن ؟ كلا، إنه تدجيل سياسي على طائفة من هذه الأمة، و مكر استعماري بطائفة أخرى، و تفرقة شنيعة بينهما و سخرية عميقة بهما. إن هاتين النغمتين و ما جرى مجراهما هي حداء الاستعمار بالقوافل السائرة على غير هدى لتزداد إمعانا في الفيافي الطامسة، فحذار أن يطرب لها أحد. و إن النغمتين من آلة واحدة مشوشة الدساتين مضطربة الأوتار، و مغزاهما واحد، و هو إسكات نغمة أخرى تنطق بالحق و تقول أن هذا الوطن عربي، فيجب أن تكون لغته العربية رسمية، فجاءت تلك النغمات الشاذة ردا على هذه النغمة المطردة و نقضا لها و تشويشا عليها، و لتلقى في الأذهان بأن هذا الوطن مجموع أجناس و لغات لا ترجح إحداهن على الأخرى، فلا تستحق إحداهن أن تكون رسمية.
لا يوجد قبائلي يسكن الحواضر إلا و هو يفهم عن الفرنسية. و لا يوجد في القبائل، القرى – القرى و هم السواد الأعظم – إلا قليل ممن لا يحسن إلا القبائلية. و لكن ذلك السواد الأعظم لا يملك جهاز راديو واحدا لأنهم محرومون من نور الكهرباء كما هم محرومون من نور العلم، و كل ذلك من فضل الاستعمار عليهم. فما معنى التدجيل على القبائل بلغتهم ؟ و لا يوجد عضو قبائلي في المجلس الجزائري إلا و هو يحسن الفرنسية، فما معنى اقتراح مترجم للقبائلية ؟
أمّا نحن فقد فهمنا المعنى. و أمّا الحقيقة فهي أن الوطن عربي و أن القبائل مسلمون و عرب، كتابهم القرآن يقرءونه بالعربية، و يكتبونه بالعربية؛ و لا يرضون بدينهم و لا بلغته بديلا، و لكن الظالمين لا يعقلون.










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-30, 01:58   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الشيخ البشير الابراهيمي و اللغة العربية لعبدالرحمان شيبان

الامام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي واللغة العربية


مقالة للشيخ عبد الرحمن شيبان القبائلي الامازيغي رئيس جمعية العلماء المسلمين رحمه الله كتبت بتاريخ 9-6-1430 بجريدة البصائر



ينظم اليوم (الاثنين) المجلس الأعلى للغة العربية، تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، يوما دراسيا هاما حول العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، عليه رحمة الله، تحت عنوان:"منور الأذهان وفارس البيان" يشارك فيه بمداخلة متميزة سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ارتأينا أن نقدم لقراء البصائر نص المداخلة المستمد من مقال شامل سبق نشره في مجلة "الثقافة" التي تصدرها وزارة الثقافة الجزائرية، وهذا ملخص عنها في سانحة هذا العدد :

الإمام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي واللغة العربية


"...يموت العظماء، فلا يندثر منهم إلا العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله، أما معانيهم فتبقى في الأرض، قوة تحرك، ورابطة تجمع، ونورا يهدي، وعطرا ينعش، وهذا هو معنى العظمة، وهذا هو معنى كون العظمة خلودا"
الإمام الإبراهيمي في ذكرى وفاة
الإمام عبد الحميد بن باديس
إذا كان ما يميز العباقرة هو التفوق في مجال واحد، تطغى فيه الموهبة الخارقة على الجوانب الأخرى في شخصية العبقري، فإن أهم ما تتميز به شخصية العظماء: التكامل والانسجام، مهما تتعدد جوانبها، أو تتباين في الظاهر، لأنها تصدر، جميعا، عن جوهر واحد، وفلسفة واحدة، عميقة شاملة، وهذا سر قوة العظماء: صمود واتزان، لا يلهيهم مكسب تحقق عن مواصلة جهادهم الطويل، ولا يضعفون مع نوائب الأيام، ولو خارت من حولهم العزائم، لأن قدرهم أن يحترقوا ليضيئوا للناس سبل الحياة العزيزة الحرة الكريمة.
وإذا كان من العظماء، من لا يقدره معاصروه حق قدره، وإنما تنتصر له الأيام التي تؤكد مصداق ما نادى به ودعا إليه، فإن من العظماء من ملأوا الدنيا وشغلوا الناس، في حياتهم ومن بعد وفاتهم، ومن هؤلاء الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي، رحمه الله.
والحديث عن شيخنا الإمام، واسع متشعب، متعدد المجالات، لغنى مواهبه، وقوة شخصيته، وسعة علمه واطلاعه، وتعدد اهتماماته، وطول جهاده، فهو نفسه الحديث عن الجزائر العربية المسلمة؛ حضارة وأصالة وصمودا وتحررا ونهضة، فقد جسم، رحمه الله، الجزائر، في شخصيته، قولا وكتابة وسلوكا وجهادا.
إمام العربية:
يتناول هذا المقال المتواضع جانبا واحدا من جوانب جهاده الطويل في ميدان خطير، يشكل وحده عالما خصبا، يمكن أن توضع فيه دراسات عديدة، ألا وهو جهاده من أجل إحياء اللغة العربية، ونشرها وازدهارها.
إن الشيخ البشير الإبراهيمي، قبل أن يكون مفكرا مصلحا، وسياسيا محنكا، كان أديبا شاعرا، وخطيبا مفوها، إلى جانب علمه بالتفسير، وبالحديث وعلومه، وبالفقه وأصوله.
وقد خلف إنتاجا غزيرا يشهد له أنه –بحق- مدرسة كاملة، بل فلتة من فلتات هذا الزمان، كما كان ينعته كبار المفكرين والأدباء العرب والمسلمين في المشرق والمغرب.
فلم يكن غريبا أن تشهد له مجلة "الشهاب" لصاحبها الإمام عبد الحميد بن باديس، بالإمارة في مجال الكتابة، كما شهدت لمحمد العيد آل خليفة، بالإمارة في مجال الشعر، وذلك في مقال بعنوانبين أميرين: أمير شعراء الجزائر وأمير كتابها). ولم يكن غريبا أن يحظى بتقدير كبير في الأوساط العلمية والشعبية، على السواء، فينتخب عضوا في المجامع اللغوية والعلمية في القاهرة وبغداد ودمشق.
لقد كان رحمه الله إماما في اللغة العربية وبلاغتها، تفقه في أسرارها، وتغذى بآدابها، واستنار بقرآنها، وكان خطيبا مصقعا، وكان ديوانا لأيام العرب، وآدابهم وتقاليدهم، في أفراحهم وأحزانهم، في حربهم وسلمهم.
أما أسلوبه في الكتابة، فهو جاحظ عصره، وبديع زمانه، مما جعله –بحق- معجزة من معجزات الثقافة العربية الإسلامية في القرن العشرين.
نماذج من أسلوبه:
أنظر إليه كيف يصور للناس إيمانه العميق بأن ما انتزعه الاستعمار بالقوة لا يمكن أن يسترد منه إلا بالقوة، قال رحمه الله:"وقد نجحت الجمعية إلى حد بعيد في إفهام الأمة هذه المعاني الاجتماعية، وتوجيهها إلى مجاراة السابقين، وتهيئتها لأن تكون أمة عزيزة الجانب، مرعية الحقوق، ثابتة الكيان، محفوظة الكرامة، صالحة للحياة، مساوية للأحياء، وفي أعلامها أن بغْي القوي على الضعيف قد طمس معالم الحق بينهما، وردهما إلى نوع من الحيوانية، كالذي بين الذئب والخروف، حتى أصبحت الاستطالة في الأقوياء طبيعة، والاستكانة في الضعفاء طبيعة، وإن طبيعة الأولين لا تتبدل إلا بعد تبدل طبيعة الآخرين، وإن الحقوق التي أخذت اغتصابا لا تسترجع إلا غلابا"
"ليس من سداد الرأي أن يضيّع الضعيف وقته في لوم الأقوياء، وليس من المجدي أن يدخل معه في الجدل.
إن من تمام معنى اللوم أن يتسبب في توبة، أو يجر إلى إنابة، ونحن نعلم أن القوم لا يتوبون ولا يذكرون.
فمن الواجب أن نلوم أنفسنا على التقصير، ونقرعها عن الانقياد لآراء هؤلاء القوم ولإرشادهم...
أما لومنا إياهم، فهو لوم الخروف للذئب، وأما طمعنا في توبتهم فهو طمع الخروف في توبة الذئب، فإن أردتم أن تروا المثل الخارق من توبة الذئب، فقلموا أظافره، وأَهْتمُوا أنيابه"
واستمع إلى الشيخ الإبراهيمي، في إرهاصاته المبكرة بالثورة على المستعمر، وهو يصور الرفض والسخط الكامنين في نفوس أبناء الجزائر، في إحدى مناجاته لوطنه الحبيب، مؤكدا عزمه الشديد على الثورة لاسترجاع الحق المغصوب، بأسلوب عربي مبين، اعتمد فيه السجع في غير تكلف، فجاء مزمجرا زمجرة الشعب المهان، قويا قوة الإيمان بانتصار الحق، ولو طال الزمان!
"...سلام عليك يوم لقيت من عقبة وصحبة برا، فكنت شامخا مشمخرا، ويوم لقيت من بيجو وحزبه شرا، فسلمت مضطرا، وأمسيت عابسا مكفهرا، وللانتقام مسرا، وسلام عليك يوم تصبح حرا، متهللا مفترا معتزا بالله لا مغترا !"
مكانته الأدبية خارج الجزائر:
نشرت مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مقالا للأستاذ بهجت البيطار أفريل 1966م، جاء فيه:
" نعت إلينا الأنباء في 24 أيار (أفريل) 1965م العالم الكبير والكاتب الشهير: الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء في الجزائر، تغمده الله برحمته ورضوانه:
" إنا كنا في مدرسة تجهيز دمشق جد مغتبطين بدروس الأستاذ الإبراهيمي، التي كانت بعذوبة أسلوبها كالماء الزلال، بل السحر الحلال، كان الأستاذ يملي علينا القصائد الطوال لأرقى الشعراء في العصور الذهبية، ويشرحها شرحا لغويا وأدبيا وافيين، فكنا إذا رجعنا إلى دواوين الشعراء وشروحها، أخذنا العجب من صحة الرواية للأستاذ ودرايته، وتحقيقه العلمي والأدبي، وكنا نشعر أننا أمام دائرة معارف حوت من كل شيء أعلاه وأحلاه".
إن مما يجب أن يعلمه جيل الاستقلال من عظمة إمامنا الجليل، أنه كان وطنيا صادق الوطنية، ومفكرا مصلحا، وسياسيا حكيما، ومعلما مربيا، وفقيها متعمقا في الدين، غير أن للإمام جانبا آخر كما أسلفنا، نريد أن نوجه الأنظار إليه، وهو أنه كان بحق، رائدا للتعريب في الجزائر، باعتباره أول من وضع لهذه القضية أسسها النظرية، وحدد أبعادها المختلفة.
ويمكن أن نحصر هذا المجال الواسع الذي عمل فيه الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي في محورين كبيرين متكاملين:
1- اللغة العربية: لغة العلم والحضارة.
2- اللغة العربية: لغة الجزائر العربية المسلمة.
لقد أولى هذه القضية الخطيرة عناية كبيرة، فلم تمنعه فترة الاستعمار الحالكة من معالجتها معالجة علمية دقيقة، فبين ما تنطوي عليه اللغة العربية ذاتها من أسباب القوة وعناصر الكمال، وما تتميز به عن سائر اللغات، ثم فصل القول في أفضالها على العلم والمدنية، بالرغم مما كان يدعيه الاستعمار، والعلماء الخادمون لسياسته من أن العربية قاصرة عن ميادين العلم، عاجزة عن مسايرة التطور والتجديد، وأن العرب في القديم لم يفعلوا أكثر من ترجمة ما عند الغير من علوم، فلم يكن لهم حظ في ميدان الابتكار والتجديد.
فنَّد الإبراهيمي هذه الأباطيل بأسلوب العالم المتمكن النزيه، فبين أن أسلافنا الأوائل، عندما واجهوا حضارات الفرس والروم واليونان والهند، نهلوا منها ما يفيد دون عقدة نقص، بالرغم من بساطتهم، ثم تجاوزوا ذلك إلى التفاعل الحي مع هذه الحضارات، فصححوا وأضافوا ووافقوا وابتكروا، وما يزال الباحثون النزهاء يؤكدون أن ما في حضارة الغرب، اليوم، من خير، هو من بقية عصارة ذلك الفكر المبدع الأصيل.
فلسفته في التعريب:
قال، رحمه الله، في خطاب بعنوانالعربية: فضلها على العلم والمدنية، وأثرها في الأمم غير العربية) يبين سر قوة الشخصية الحضارية التي كانت لأسلافنا الأوائل، الذين أدركوا ضرورة التفاعل مع الغير عن طريق اللغات الأجنبية، فكان بذلك، أول من وضع للتعريب فلسفة عميقة، شاملة وواضحة:
"...قامت اللغة العربية، في أقل من نصف قرن، بترجمة علوم هذه الأمم، ونظمها الاجتماعية وآدابها، فوعت الفلسفة بجميع فروعها، والرياضيات بجميع أصنافها، والطب والهندسة والآداب والاجتماع، وهذه هي العلوم التي تقوم عليها الحضارة العقلية، في الأمم الحاضرة والغابرة، وهذا هو التراث العقلي المشاع الذي ما يزال يأخذه الأخير عن الأول، وهذا هو الجزء الضروري في الحياة، الذي إما أن تنقله إليك فيكون قوة فيك، أو تنتقل إليه في لغة غيرك فتكون قوة في غيرك، وقد تفطن أسلافنا إلى هذه الدقيقة، فنقلوا العلم ولم ينتقلوا إليه".
ثم يواصل:"يقول المستعمرون عنا: أننا خياليون، وأننا، حين نعتز بأسلافنا نعيش في الخيال، ونعتمد الماضي، ونتكل عليه، يقولون هذا عنا، في معرض الاستهزاء بنا، أو في معرض النصح لنا، إنهم يريدون أن ننسى ماضينا، فنعيش بلا ماض، حتى إذا استيقظنا من نومنا، أو من تنويمهم لنا، لن نجد ماضينا نبني عليه حاضرنا فاندمجنا في حاضرهم، وكل ما يريدون!"
"إنهم يخلدون عظماءنا في الفكر والأدب والفلسفة والفن والحرب، إنهم لا ينسون الجندي ذا الأثر فضلا عن القائد الفاتح، وهذه تماثيلهم تشهد، وهذه متاحفهم تردد الشهادة!"
"وإني أتخيل أن لهم -في تحريف الكثير من أسماء أعلامنا- مأربا يوم كانوا يـأخذون العلم منا، كأنهم ألهموا يومئذ أن الزمان سيدول، وأن دورة الفلك علينا بالسعد ستنتهي، وأننا سنعود إلى الأخذ عنهم، فحرفوا أسماءنا لتشتبه على أبنائنا، فلا يعرفون "أفيروس" هو ابن رشد، وأن "أفيسين" هو ابن سينا، وأن "جبر الطار" هو جبل طارق، وهكذا ينطق بها أبناؤنا اليوم، ولا يهتدون إلى أصحابها حتى يقيض الله لهم من يكشف الحقيقة".
العربية: لغة الجزائر العربية المسلمة.
من المعروف أن الاستعمار لم يستهدف في غزوه للجزائر الأرض وحدها، بل تجاوز ذلك إلى محاولة القضاء على شخصية الشعب الجزائري، فحارب أول ما حارب اللغة والدين، فحول المساجد إلى كنائس ومستشفيات، أما اللغة العربية فإنه حاربها محاربة شديدة، معتمدا في ذلك أساليب كثيرة متنوعة، لعل أخطرها محاولة التشكيك في أصالتها، وقد عالج الإبراهيمي هذه المسألة الخطيرة من الأساس، وفند هذه المزاعم الخبيثة، فكتب مقالا سنة 1948م بعنواناللغة العربية في الجزائر، عقيلة حرة، ليس لها ضرة) جاء فيه:
" اللغة العربية في الجزائر ليست غريبة، ولا دخيلة، بل هي في دارها، وبين حماتها وأنصارها، وهي ممتدة الجذور مع الماضي، مشيدة الأواخي مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل، لأنها دخلت هذا الوطن مع الإسلام على ألسنة الفاتحين، ترحل برحيلهم وتقيم بإقامتهم، فلما أقام الإسلام بهذا الشمال الإفريقي إقامة الأبد وضرب بـحرانه فيه، أقامت معه العربية لا تريم ولا تبرح، مادام الإسلام مقيما لا يتزحزح، ومن ذلك الحين بدأت تتغلغل في النفوس، وتنساغ في الألسنة واللهوات، وتنساب بين الشفاه، والأفواه، يزيدها طيبا وعذوبة أن القرآن بها يتلى، وأن الصلوات بها تبدأ وتختم، فما مضى عليها جيل أو جيلان، حتى اتسعت دائرتها، وخالطت الحواس والشواعر، وجاوزت الإبانة عن الدين إلى الإبانة عن الدنيا، فأصبحت لغة دين ودنيا معا".
إصلاح التعليم ومحو الأمية:
لقد وضع الإبراهيمي مع الإمام ابن باديس والميلي والتبسي وغيرهم من إخوانه العلماء برنامجا واسعا لإصلاح التعليم العربي الحر والنهوض به، لأن الأمم الحية –في وقتنا هذا- ما حييت إلا بالعلم الاختباري التطبيقي، وأساس هذا العلم القراءة والكتابة، فأنشئت لذلك: المدارس الحرة، والمساجد الحرة، والنوادي، والصحف.
وقد عززت هذه المساعي بإنشاء مؤسسة علمية تربوية أعطت هذا التعليم العربي الإسلامي الحر، نفسا جديدا، هي "معهد عبد الحميد بن باديس" في قسنطينة، الذي يقول فيه:
".. هو إحدى الكفارات التي تقدمها الأمة الجزائرية عما اجترحته من مآثم الجهل والأمية، وسيئات الغفلة والتفريط، وأسباب التأخر والجمود، وجنايات الابتداع في الدين، والإتباع في الدنيا.
ومن المعروف أن الاستعمار ضرب على الجزائر حصارا شديدا، حتى كاد يؤمن الصديق، ناهيك عن العدو، أن هذا البلد انسلخ، كلية، من كيان العروبة والإسلام، وكان مما ساعد على اختراق هذا الحصار تلك البعثات العلمية إلى المشرق العربي والإسلامي، من خريجي معهد عبد الحميد بن باديس، والمدارس الحرة لجمعية العلماء، فقد وجد فيها الشرق وجه الجزائر الأصيل، واطمأن من خلالها على أن الإسلام والعربية فيها بخير.
ولقد انتقل الشيخ الإبراهيمي بنفسه إلى المشرق العربي لتهيئة جامعاته لاستقبال بعثات الطلبة من خريجي معهد ابن باديس.
"ولو تحدثت جمعية العلماء، لقالت لكل العاملين في المشرق العربي لرفعة العربية وإعلاء شأنها بين اللغات: بأنها عملت لها أكثر مما عملوا لها، وهم أحرار آمنون، وفي بلد لسانه وجنسيته عربيان، وحاكمه ومحكومه عربيان، وعملنا لها تحت زمجرة الاستعمار، ودمدمة أنصاره، وأنقذناها من بين أنيابه وأظفاره، ورفعنا منارها في وطن، لم يبق الاستعمار من عروبته إلا اسم الفعل، تجعله رمزا للبذاءة والسباب".
ذلكم شيء قليل من كثير، من عظمة هذا الرجل، الذي عاش للجزائر وللعروبة والإسلام، ككل أبناء الجزائر البررة، ممن جاهدوا واستشهدوا، كل في ميدانه، لتسترجع مجدها وكرامتها.
عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-06, 00:20   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Hot News1 الشهيد عميروش خادم العلم و اللغة العربية

الشهيد العقيد عميروش ايت حمودة المجاهد وخادم العلم واللغة العربية



[SIZE="5"]العقيد عميروش المجاهد وخادم العلم والعربية


الاثنين, 12 يناير 2009 00:35
بقلم : محمد حاج عيسى الجزائري
تقديم من المشرف العام : (يُطِلُّ على موقع منار الجزائر، مقال الأخ الفاضل الشيخ محمد حاج عيسى، ليكشف لنا جانبا يكاد أن يكون منسيا من تاريخ ثورتنا، ألا وهو اهتمام قادة الثورة بالعلم، حتى يعلم الناس أن العلم والعلماء اقترنا دائما بالثورات التي قامت ضد الإستدمار الفرنسي الصليبي عبر التاريخ في بلادنا الجزائر.. فجزى الله خيرا الأخ الفاضل على هذه الصفحات النادرة من تاريخ ثورتنا المظفرة )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإني لست مؤرخا ولا شاهدا على تاريخ من مضى ، ولكني قارئ له كسائر القراء المعتنين به، أحب مطالعة أسفاره، وأتشوف إلى معرفة حقائقه، وأتطلع إلى تفسير أحداثه وأخذ العبر منه، ولا يخفى أن تاريخ أمتنا تاريخ حافل بذكر سير الرجال الأبطال وتدوين جلائل الأعمال، وقد بدا لي أن أنقل في هذه الصفحات شيئا من مآثر أحد المجاهدين الكبار المنتمين إلى هذه الديار، أحد أعلام الجهاد الذي حررت به هذه البلاد، وهو الشهيد عميروش آيت حمودة رحمه الله، أنقلها من المصادر المعتمدة وعن الشهود العيان عليها، لنقربها إلى قراء موقع "منار الجزائر"، ولعلها تكون حافزا لبعضهم أن يرجع إلى المصادر ويتعمق أكثر في تاريخ أمتنا المجيدة .
وقد اخترت الكتابة عن هذا البطل العظيم لأني رأيت بعض الجوانب من حياته تكاد تكون مجهولة لدى أكثر شبابنا اليوم، وللذب عن عرض هذا الشهيد الذي لم يسلم من تشويه الفرنسيين، ومن تجريح حساده –وليتهم حسدوه على الشهادة- حتى بعد موته وبعد أن مضى على ذلك نصف قرن من الزمان ، وكذا لأجلّي بعض حقائق الجهاد في الجزائر، التي يريد كثير من الناس طمسها وإخفاءها، حتى يتسنى لهم تزييف التاريخ والترويج للمفاهيم المنحرفة.
إن الناس كلهم يعرفون عميروش القائد العسكري المغوار، أسد جرجرة والصومام الذي دوخ عساكر الفرنسيين وأرهقهم، وهزمهم في مواقع كثيرة وكبّدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، لكنهم لا يعرفون عميروش خادم العلم والعلماء وخادم اللغة العربية، ولا يعرفون عميروش المفكر البعيد النظر، ولا يعرفون الأبعاد الحضارية التي جاهد في سبيلها إلى أن نال الشهادة رحمه الله تعالى، وهذا ما نريد إيضاحه بهذه الصفحة المشرقة من حياة هذا الزعيم البطل.

[العقيد عميروش في رحاب جمعية العلماء]

والذي يمهد لنا شرح هذه الجوانب أن نعلم أن عميروش رحمه الله كان قد انتسب إلى الشعبة المركزية لجمعية العلماء العاملة في باريس آنذاك، فكان من النشطاء في ظلها، وبعد أن تعلم مبادئها واعتنقها، صار داعيا إليها ناشرا لصحفها ومنسقا بين خلاياها في تلك البلاد، وذلك ابتداء من السنة التي التحق فيها بباريس عام 1950م، وكان رحمه الله منتميا لحزب الانتصار للحريات الديمقراطية، فانسحب منه قبل الانضمام للجمعية أو بعد انضمامه –ليس ثمة خبر يقيني عن هذا الأمر- وقد اختلفت الروايات في تحديد سبب انسحابه من هذا الحزب السياسي ، والذي شهد به المجاهد عبد الحفيظ أمقران أن سبب ذلك اختلافه مع الجماعة التي تبنت النزعة البربرية داخل الحزب في تلك الحقبة، فقد أرادوا استمالته إليهم بحكم انتمائه لمنطقة القبائل، لكنه رحمه الله تعالى كان متشبعا بالعقائد والأفكار التي تحميه من مثل تلك النزعات العرقية، التي كانت تبثها فرنسا الاستعمارية آنذاك من أجل تفريق مسلمي الجزائر إعمالا لسياسة فرق تسد(1)، فعارضهم بل واجَههم حتى وصل الأمر إلى المشادات البدنية وضرب بعمود حديدي فكسرت ثَنِيَّتُه.
وحسب رواية الشيخ الطاهر آيت علجات فإن كسر سِنّه كان بسبب انخراطه في صفوف النَّشيطين مع جمعية العلماء والداعين إليها، ثم إنه بعد إعلان الجهاد تصالح مع خصمه واجتمعا على حرب الغزاة الصليبيين (2).

[العقيد عميروش يحب لغة القرآن ]

وقد استفاد عميروش كثيرا من انخراطه في الجمعية واتصاله بقادتها في باريس كالربيع بوشامة والشيخ عباس والشيخ بسطانجي؛ ومن ذلك أنه أصبح لديه اهتمام كبير بتعلم اللغة العربية ، بل قد درّسها للمبتدئين رغم مستواه المتواضع فيها(3)، ومما قاله لمحمد الصالح صديق لما لقيه في تونس وقد رواه عنه بالمعنى ولا شك:« إن اللغة العربية قد هانت في الجزائر بهوان أهلها، وقد آن الأوان أن تعتز بعزة أهلها وتأخذ مكانها الشرعي في المدرسة والإدارة والمحكمة والشارع وسائر ميادين الحياة ..واللغة العربية من أعظم العوامل الفعالة في توحيد المسلمين وجمع شملهم لأنها لغة دينهم وقرآنهم الذي يتعبدون به ويتثقفون، ونُموُّ هذه اللغة وانتشارها يقوم على انتشار المدارس والجرائد والمساجد ، وقد أدركت فرنسا المستعمرة في الجزائر فعالية هذه اللغة في توحيد الفكر والاتجاه ، وفعالية المدارس والجرائد والمساجد في انتشار اللغة العربية ، فَحَرَمت الجزائريين من هذه اللغة ، ومنعتهم من بناء المدارس وتأسيس الجرائد وحولت المساجد إلى كنائس، ولولا جهاد جمعية العلماء بقيادة الإمام عبد الحميد بن باديس في تأسيس بعض المدارس وإنشاء بعض الجرائد والمجلات تحت مدافع فرنسا وفَوَّهات بنادقها لكانت الجزائر اليوم في وضع أسوأ مما هي عليه الآن»، قال محمد الصالح: "وأكد العقيد بعد هذا أن من واجب كل جزائري وجزائرية أن يحافظ على هذه اللغة لأنها لغة دينه ولغة قرآنه ، واللغة هي التي تربطه بالعالم الإسلامي قاطِبة . وسأله أحد الحاضرين عن دور المثقفين بالعربية فقال إنه دور مشرف وساق أمثلة من الشهداء منهم والذين ما يزالون آنذاك في صفوف الثورة مجاهدين أو فدائيين أو مناضلين ، وقد تحدث العقيد عميروش بإسهاب عن دور هؤلاء في القضاء والإفتاء ونشر الوعي الثوري في مختلف القرى والمداشر"(4).
وبعد أن تكلم بهذا الكلام، أي في غضون عام 1958م أصدر تعليمة إلى كل المجاهدين تنص على إلزامية أداء الصلاة وتدعوهم إلى تعلم اللغة العربية ، وقد عين لأجل ذلك معلمين يقومون بهذه المهمة ، حتى أصبح كثيرا ما يُرى المجاهد في الجبال يحمل بيد سلاحه وباليد الأخرى كراسا يكتب فيه دروسا في العربية (5).

[العقيد عميروش يشيد بدور مدارس العلماء]

قد رأينا في النص الذي نقلناه إشادته بدور مدارس جمعية العلماء في الحفاظ على اللغة العربية وهي إحدى مقومات الشخصية الجزائرية، وقد أشاد رحمه الله تعالى بهذه المدارس التي أذكت الروح النضالية أيضا ، وكانت سببا في الاستجابة لنداء الجهاد في أول نوفمبر، فإن عميروش كان مكلفا في بداية الحرب بالدعاية للجهاد في منطقة القبائل الصغرى، وقد وجد في قلعة بني عباس ما لم يجده في غيرها من المدن والقرى، فأرسل عام 1955م رسالة إلى الشيخ محمد الصالح بن عتيق، الذي كان أحد العلماء المعلمين في مدرسة القلعة قبل الثورة ، وجاء في هذه الرسالة التنويه بالعمل الذي قام به الشيخ ابن عتيق وبالروح الجهادية التي برزت بوضوح في أهل القلعة عموما وفي تلاميذ المدرسة خصوصا، وقد قال في رسالته: " جئت إلى القلعة فوجدت القوم على أتم استعداد لخوض معركة التحرير والالتحاق بالمجاهدين ، وبذل المال والرجال، يا ليتنا عملنا على نشر هذه المدارس في الوطن إذاً لاسترحنا من كثير من المشاكل التي تعترض سبيلنا اليوم "(6).

[ثقة عميروش في العلماء]

ومن الأمور البارزة في شخصية عميروش ثقته الكبيرة في أهل العلم الشرعي وطلابه وتعظيمه لهم وكثرة رجوعه إليهم وعلى رأسهم الشيخ "الطاهر آيت علجات" و"أزرقي كَتالي" والإخوة "أُبوداود" ا"لسعيد" و"السي الطيب"، و"الشريف أوسحنون" وغيرهم(7)، وكان معروفا باحترامه لأهل القرآن وطلاب الزوايا أي الزوايا التي تعلم القرآن.
وقد قال لي الشيخ الطاهر آيت علجات في لقاء معه:"إنه كان يثق في العلماء ثقة مطلقة"، وقال محمد الصالح صديق:" وأذكر للتاريخ أني سألته عن رجال الدين والثقافة العربية بالولاية الثالثة ، وَوضْعِهم مع الثورة فأشاد بهم ونوَّه بجهادهم وسألني عن اثنين من هؤلاء إن كنت أعرفهما: وهما الشيخ الطاهر آيت علجات والشيخ أرزقي آيت شبانة، ولما أجبته بنعم قال : إنهما مثلان للجد والنشاط، فلو رأيتهما لظننت أنهما دون الثلاثين من العمر "(8).
وكان رحمه الله تعالى يرجع إلى كل من يعرفهم من أهل العلم بقصد الاستفتاء، وممن كان يرجع إليهم الشيخ الطاهر آيت علجات قبل أن يرسله إلى تونس .
وتقدم مسؤول الأوقاف محند الطاهر مواسي ورفيقه أبو عبد السلام إلى عميروش يوما بملاحظة حول طبيعة محاكم جيش التحرير وممارساتها فأجابهما بقوله :" بما أن الأئمة يعرفون أفضل من غيرهم أحكام الشريعة، فيجب أن تكون لديهم مكانتهم في قضاء جيش التحرير ، وما عليكم إلا أن تقدموا اقتراحات ألتزمُ بتنفيذها "، وفي الليلة ذاتها أعدا مذكرة تتمحور حول النقط الآتية: منع إعدام أي متهم بدون محاكمته من قبل محكمة شرعية، ومراجعة تشكيلة كل محكمة بإدخال عضو ممثل عن الأوقاف يكون كامل الصلاحيات، وإلزام كل المجاهدين بأداء الصلاة، وبناء على ذلك وجه عميروش تعليمة لكل المناطق يُطالبها بتطبيق ما جاء في المذكرة، وقال جودي أتومي وهو يتحدث عن المحكمة بعد هذه التعليمة:" لكن ممثل الحبوس يملك الكلمة الفاصلة أو على الأقل القدرة على التأثير "(9).

كان عميروش رحمه الله يجل أهل العلم ويتواضع أمامهم ويوصي بهم خيرا، وقد فرض على مسؤولي التنظيم إسناد مسؤولية الخلايا والقرى والمداشر إلى المعلمين الذين لم ينخرطوا بعد في جيش التحرير، وقد قال مرة :" إن مهمة هؤلاء المعلمين جد خطيرة، وإنها لأعظم من مهمة المقاتل في الأدغال، وإن ثقافتهم لهي الرتبة الحقيقية التي تفوق رتبتي العسكرية كعقيد"(10).
[مراسلات عميروش لأهل العلم]
سبق أن ذكرنا أن العقيد عميروش كان يرجع إلى أهل العلم فيما يعرض له من مسائل شرعية وكان يستشيرهم فيما يتخذ من قرارات وإجراءات ، وممن كان على اتصال به أثناء الحرب للفتوى والاستشارة الشيخ العربي التبسي بعد انتقاله إلى العاصمة عام 1956م (11)، وقد أرسل التبسي أيضا إلى العقيد عميروش رحمه الله تعالى أموالا وآلات الكتابة والطباعة والسَّحب(12). وطلب منه عميروش يوما أن يكتب إليه بوصية يتبعها في جهاده ، فأرسل إليه مع الرسول مصحفا صغيرا وقال له : بلغه سلامي ودعواتي وابتهاجي العظيم بجهادهم وانتصارهم وقل له :" هذا المصحف الشريف هو وصيتي له"(13).
وممن كان على صلة به أيضا الأستاذ الربيع بوشامة أحد تلاميذ ابن باديس رحمهم الله تعالى أجمعين، الذي وطّد العلاقة معه في شعبة باريس حيث كان عميروش تلميذا من تلاميذه ما بين 1952 و1953، وقد استمرت هذه العلاقة أثناء الحرب وقد كان الربيع مجاهدا يعمل في السر وكان هو الوسيط بينه وبين الشيخ العربي التبسي، وكانت بينه وبين عميروش مراسلات كثيرة وقد نُصح الربيع بإحراق تلك الرسائل فعزَّ عليه ذلك ، حتى جاء اليوم الذي اكتشف أمره وضبطت الرسائل في بيته فأعدم رحمه الله بسببها بدون محاكمة (14).
وممن كان يراسلهم عميروش الشيخ محمد الصالح بن عتيق، وقد سبق نقل جزء من إحدى رسائله إليه وكان يومها في البليدة، ومنهم أيضا محمد الصالح صدّيق صاحب مقاصد القرآن فإنه لما كان في ساحات القتال كان عميروش يبعث إليه دائما بالسلام مع الجند الذين يعملون تحت قيادته وينتقلون إلى المنطقة التي كان فيها، حتى ظن هؤلاء المجاهدون أنهما كان يتعارفان من قبل الحرب من شدة حرص عميروش على معرفة أخبار محمد الصالح وتأكيده على إقرائه السلام(15). والواقع أنه كان يسمع عنه فقط، وكان أول لقاء بينهما في تونس عام 1957م، حيث كُلف عميروش بمهمة هناك وكان محمد الصالح قد سبقه إلى تونس بعد تأسيس جريدة المقاومة ، وكان عميروش هو من بحث عن محمد الصالح صدّيق وطلب لقاءه .

[العقيد عميروش وقطاع التعليم]

ومن الآثار التي ورثها من غير شك من الحركة الإصلاحية، اهتمامه بقطاع التعليم ، فإن الحركة الإصلاحية التي كان يقودها الإمام عبد الحميد بن باديس كان التعليم قوامها الأساسي(16). ففي قلب المعركة وفي ظل حصار المستعمر العسكري كان عميروش يفكر في جزائر ما بعد الاستقلال، إنه كان واثقا بنصر الله تعالى للمجاهدين، وقد رأى ومن كان معه كرامات كثيرة تدل على تأييد الإله جل جلاله للمجاهدين(17)، وقد أهدى يوما لمحمد الصالح صديق ساعة لِيَعُدَّ أيام الاستعمار التي كانت قليلة في نظره (18)، لذلك فقد جمع إلى جانب تفكيره في قيادة الولاية الثالثة عسكريا وتنظيميا تفكيره في تكوين إطارات المستقبل، فنظم قطاع التعليم في ولايته التي كانت تمتد إلى بوسعادة جنوبا، ومن ثنية ودلس غربا إلى سطيف والبرج شرقا، ورصد لهذه العملية العظيمة ميزانية ضخمة وجنَّد لها رجال الأوقاف في الداخل الذين قاموا بمجهود عظيم في الميدان(19). ومن أجل ذلك اهتم عميروش بقطاع الأوقاف اهتماما بالغا ، وهذا القطاع الذي كان يضطلع بمهام التعليم والإفتاء والقضاء وتنظيم الممتلكات الوقفية من مساجد وزوايا وكتاتيب قرآنية، بل كان يتدخل بنفسه للبحث عن الإطارات الشرعية المؤهلة لتسيير هذا القطاع، وكان من بين من كلفهم بمهام تسيير هذا القطاع على مستوى الولاية عبد الحفيظ أمقران وأحمد قادري، وهما من خريجي زوايا المنطقة.

وقد شهد الشيخ الطاهر آيت علجات أنه كلفه عام 1955م بإنشاء زوايا في القرى المجاورة لتَموقْرَة، لتدريس القرآن واللغة العربية وتوعية الناس وحثهم على الكفاح من أجل التحرر ، وذكر أن عميروش رصد مبلغا ماليا لترميم زاوية تموقرة وغيرها من الزوايا، وقال العقيد في خطاب موجه إلى طلبة زاوية أوبوداود :" أنتم جيل الغد أنتم ستتولون تربية أجيال الاستقلال، وستكونون إطارات الجزائر المستقلة، من خلال دراستكم في هذه المدرسة تخوضون نفس الكفاح الذي يخوضه المجاهدون، وهي طريقتكم في الكفاح التي تُطمْئِنُنا على مستقبل البلاد، لا تنسوا بأن الحرب ستكون طويلة وصعبة ، فإذا احتجنا إليكم في الجبال كونوا مستعدين لأخذ المشعل ، لكن في انتظار ذلك اهتموا بدراستكم واعملوا بجد "(20).
[العقيد عميروش والبعثات العلمية]
ولم يكتف بتوفير كل الوسائل لهذا الميدان في الداخل بل أرسل بعثات طلابية إلى تونس ومنها ينتقلون إلى مختلف البلدان العربية كليبيا ومصر والأردن والعراق والسعودية، وغيرها من البلدان الصديقة، كان يرسل الشباب الذين حصلوا شيئا من مبادئ العلوم في الزوايا كزاوية عبد الرحمن اليلولي وزاوية تموقرة ومدارس جمعية العلماء وغيرها من المدارس الحرة المنتشرة في تراب الولاية الثالثة.
وكلف الشيخين أرزقي آيت شبانة ومحمد الطاهر آيت علجت وكذا السيد سعيد بن غانم بالذهاب إلى تونس لتلقي هؤلاء الطلبة والقيام على شؤونهم وتعليمهم وتوجيههم إلى التخصصات التي تناسبهم ، وكان في تونس العاصمة مركزان لاستقبال هؤلاء الطلبة (21). وقد فاق عدد الطلبة الذين أرسلهم في تلك البعثات الثلاثمائة حسب بعض الشهود ، وكان يجعل لهم ميزانية خاصة حتى وهم خارج الوطن، فقد أرسل إليهم في أوت 1958 مثلا مبلغ 3ملايين فرنك قديم، وأرسل إليهم رسائل يشرح لهم فيها واجبهم والغاية التي أُرسلوا من أجلها إلى تلك البلاد(22). بل وكان يخطب فيهم قبل إرسالهم ويقول لهم : أرسلكم إلى تونس لكي تُحصِّلوا على تكوين وتخدموا الوطن بعد الاستقلال ، لا تعودوا إلا بشهادات لأن هذا ما نفتقر إليه أكثر "(23).

وحسب عبد الحفيظ أمقران فإنه شرع في هذه العملية بإرسال تعليمة إلى كل مناطق الولاية الثالثة تنص على جمع الطلبة في مراكز معينة، والشروع في إرسالهم إلى تونس، وقد تم توجيههم حسب مؤهلاتهم وحسب احتياجات الثورة إلى معاهد مختلفة في تونس ومصر وسوريا والعراق والسعودية، فمنهم من تخرج من الكليات العسكرية ومنهم من تخرج من مختلف التخصصات الأدبية والعلوم الإنسانية والتحقوا بمختلف هياكل الثورة، وقد كانت الولاية الثالثة سباقة إلى هذا الميدان(24). كما تولى كثير منهم مناصب هامة بعد الاستقلال في مختلف أجهزة الدولة، وهذا التصرف الحكيم يدل على بعد نظره وتفكيره في الجزائر بعد الاستقلال، وعِلْمِه بأن الثورة ستكلف الشعب تضحيات بما في ذلك طبقة المثقفين(25).
وبقي عميروش يحمل هم هؤلاء الطلبة إلى آخر ساعة من حياته، فقد كان من ضمن المطالب التي حملها معه إلى الحكومة المؤقتة، مطالب تتعلق بالبعثات العلمية، فقد جاء في توصيات المجلس الولائي المنعقد في 2 مارس 1959م، مطالبة الحكومة المؤقتة بمنح مساعدة مادية منتظمة للطلبة الجزائريين الموجودين في الخارج، لأن تنظيمهم لم يكن مرْضيا وأوضاعهم المادية لم تكن لائقة، وميزانية الولاية الثالثة لم تعد كافية (26). (اجتمع مجلس الولاية في دورة استثنائية ثم اجتمع عميروش ببقية ممثلي الولايات في الاجتماع الذي عرف باجتماع العقداء الأربعة، وقرروا حمل مطالبهم الجماعية إلى تونس واستشهد العقيدان عميروش وسي الحواس وهما في الطريق إليها رحمهما الله تعالى)
[تقدير عميروش لكل المثقفين]
ولم يكن عميروش يقدر فقط المتعلمين تعليما عربيا، بل كان يحترم المثقفين عموما ولو كانت ثقافتهم باللغة الفرنسية ، فكان يقربهم ويرفع من أقدارهم ورتبهم رغم صغر سنهم، حتى أصبح المجاهدون القدماء يحسدون الشباب الذين التحقوا بعد 19جوان 1956م على الرتب التي نالوها (27)، وفي هذا رد على بعض حساده ممن يرميه ببغض المثقفين، بل وبإعدامهم دون جريرة. (تاريخ 19 جوان 1956م هو تاريخ التحاق طلبة المدارس الفرنسية جماعيا بالجهاد، أما طلبة مدارس الجمعية والزوايا فقد كانوا سباقين فرادى وجماعات منذ انطلاق الشرارة الأولى وأول شهيد سقط في الميدان هو قاسم زيتون خريج معهد ابن باديس قتل تحت التعذيب يوم 2 نوفمبر 1954 وألقي جثمانه في ميناء الجزائر).
[الجهاد من أجل القيم هو الجهاد الأكبر]
كان عقيدنا رحمه الله يعلم أن الأمة قد ابتعدت كثيرا عن مقومات شخصيتها، لذلك كان يرى أن معركة القيم هي الجهاد الأكبر الذي ينتظر الأمة بعد الاستقلال، ففي لحظة وداعه للشيح محمد الصالح صديق في تونس أخرج ساعة من جيبه فضبطها على ساعته فأهداها إليه كما هي عادته رحمه الله ، فقد كان سخيا كريما ، أعطاه إياها وقال:" خذها لِتَعُدَّ بها أيام الاستعمار الباقية في الجزائر وهي قليلة، وبعد الاستقلال سنخوض معركة أخرى من أجل قِيَمِنا وإسلامنا ولغتنا العربية فذلك هو الجهاد الأكبر"(28).
الخلاصة: أن هذه الكلمات، ولا شك قد أظهرت صفحة مجهولة من حياة العقيد عميروش؛ وهي تَدَيُّنَه العميق وحبه للعلم والعلماء، وحبه للغة العربية التي هي لغة القرآن ودين الإسلام..
وفي الأخير ننقل هذه الكلمات المقتطفة من كتاب جودي أتومي المقاتل الذي عاش مع عميروش مدة في الولاية الثالثة قال :"من غير شك أنه يدعو لأن يكون للدين مكانة هامة لدى المجاهدين" "وكان يحب التعمق في أمور الشريعة" "وكان تقيا محافظا على الدين حريصا على القيم الإسلامية التي يُلْزِم جميع المجاهدين باتباعها"، ونقل أن المنخرطين الجدد قبل 1956م كان قَسَمُهم أمام عميروش: "أقسم على المصحف الشريف بأن أكافح حتى النصر أو الشهادة "(29). ومن شدة ما أثر عنه ما الالتزام بالدين وبأحكامه فقد وصفه بعضهم بعمر بن الخطاب، وقيل بأنه كان يفرض على المجاهدين أن يعلموا أحكام الجهاد في الشريعة الإسلامية (30).

استشهاد العقيد عميروش رحمه الله

وقد استشهد رحمه الله تعالى يوم 29 مارس 1959م مع العقيد سي الحواس، لما كانا في طريقهما إلى تونس في جبل ثامر قرب بوسعادة، تحت قصف الطائرات والمدفعية بعد وشاية بهما لا يعلم مصدرها يقينا، استُشهد رحمه الله وهو يحمل في جيبه المصحف الشريف (31)، وفي قبله همّ العربية والإسلام، استُشهد رحمه الله وهو يحمل في جعبته مطالب تهم الجهاد في الداخل والطلبة في الخارج ، وتهََم التوجه العام للجهاد الجزائري آنذاك (32).
نسأل الله تعالى أن ينفعني وإخواني بهذه الكلمات، وإن مما نرجوه أن تكون فاتحة لشهية الباحثين عموما، والمختصين في التاريخ خصوصا؛ أن يُبرزوا مثل هذه الجوانب التاريخية التي تخدم قضايا أمتنا في هذه الأيام، خاصة مع كثرة حملات التشويه ضد أعلام الجهاد، وكثرة التزييف للحقائق والتحريف للتاريخ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــ
الهوامش
1/ مذكرات من مسيرة النضال والجهاد لعبد الحفيظ أمقران نقلا عن دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (50-51) ويقول المؤرخ ناصر الدين سعيدوني وهو يتحدث عن النزعة البربرية التي اجتاحت حزب الشعب في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات:" وقد كان للبطل المجاهد عميروش مواقف وأعمال خالدة في محو بقايا هذه الترسبات في المنطقة بأكملها" انظر فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان (129).
2/ كلمة ألقاها في ملتقى "دور جمعية العلماء في الحرب التحريرية"في بلعباس في 13 نوفمبر 2008م.
3/انظر العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(176) وفي الصفحة (186) صورة لعميروش مع أعضاء خلية من خلايا جمعية العلماء في باريس.
4/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (27-28).
5/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(185).
6/ أحداث ومواقف لمحمد الصالح بن عتيق (77).
7/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(178).
8/ العقيد عميروش لمحمد الصالح الصديق (25-26).
9/ انظر العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (201-202) ثم (189).
10/ دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (155)
11/ شهداء علماء معهد ابن باديس لأحمد حماني (24).
12/ صراع بين السنة والبدعة لأحمد حماني (2/298-299) الشيخ العربي التبسي مصلحا لأحمد عيساوي (424).
13/ أعلام الإصلاح لمحمد علي دبوز (2/68).
14/ وذلك في 13ماي 1959م انظر من أعلام الإصلاح لمحمد الحسن فضلاء(1/289-290).
15/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (24-25).
16/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (43-44).
17/ انظر شيئا من تلك الكرامات في كتاب العقيد عميروش أمام مفترق الطرق (184).
18/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (54).
19/ دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (155)
20/ انظر العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(178) ثم (198).
21/ العقيد عميروش لمحمد الصالح الصديق (40-42).
22/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (247).
23/ العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ لجودي أتومي (207).
24/ مذكرات من مسيرة النضال والجهاد لعبد الحفيظ أمقران (75) نقلا عن دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (156) وانظر فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان (378).
25/ دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (156).
26/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (362).
27/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (265) العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ لجودي أتومي (124).
28/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (54).
29/ وهذا رغم توجهات الكاتب غير الإسلامية انظر تلك النصوص في كتابه العقيد عميروش أمام مفترق الطرق (177،181،184،177-178) وكتابه الآخر: العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ (84،95).
30/ جاء في كتاب تاريخ الجزائر المعاصر –دراسات ووثائق- لمحمد الأمين بلغيث (264) "كما يشهد من عاشر العقيد عميروش أنه كان لا يقبل ضمن جنوده إلا من تمكن من حفظ وفهم سورة الأنفال وهي التي تُعلم فقه الجهاد وأحكامه" وقد رأيت في هذا النقل مبالغة والله أعلم.
31/فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان (336).
32/ فقد جاء في وثيقة مجلس الولاية الثالثة العبارة الآتية :"نطالب بإعادة النظر في أرضية الصومام رغم كونها قاعدة صلبة"، ومعروف أن من أهم ما انتقده المجاهدون على وثيقة مؤتمر الصومام تجاهل المرجعية العربية والإسلامية التي نُص عليها في بيان أول نوفمبر، لأن كاتبها الذي لم يكن حاضرا في المؤتمر حسب بعض المصادر التاريخية هو عمار أوزقان الشيوعي . [/SIZE]










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-16, 01:18   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
Mohammed Salih
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخوة الأعزاء. ما رأيكم بأن أقول أن السامية أصلا نسبة إلى سام ابن نوح (ع س). وهو جد إبراهيم، الذي بدوره أبو إسماعيل (أبو العرب) و إسحاق (أبو الإسرائيليين). فاللغات السامية يقصد بها لغات أبناء سام بن نوح، وليس اللغة العربية. فلا داعي للخلط من فضلكم. أما الكنعانيون، الفينيقيين، الفراعنة والأمازيغ، فهم أبناء هام ابن نوح (أخو سام). وهذا ما يبعدهم عن العرب بعد المشرق عن المغرب.
بالعودة إلى اللغة، إن حقيقة أن اللغات تتشابه لا يعني أن أحدها أصل الثاني. فالعبرية مثلا أقرب للعربية من الأمازيغية، فلم لا نقول أن العرب أصل الإسرائيليين؟ أيضا تشابه اللغات لا يعني نفس الشعوب، بل تأثر الشعوب ببعضها. فالأمازيغ تأثروا بالفينيقيين، والذين بدورهم تأثروا بالعرب.
أنا لن أستدل بالانجيل لتأكيد قصة هام وسام، بل بكتب ابن خلدون، مادام كل العالم يستعملها. لم أفهم فقط لم لم يرجع كاتب هذا المقال إلى كتب ابن خلدون.
شكرا.










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-21, 15:44   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ithguel
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ithguel
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ...

اسمح لي اخي الكريم ان انبهك اولا الى ان عثمان سعدي هذا متشبع بالفكر البعثي..

هو ضد الامازيغية شكلا ومضمونا وقد حاول نسب اصل بعض الكلمات المازيغية الى اللغة العربية مع انها لا تتفق معها في شيء...

لذلك اقول لك ولكل الاخوة لا علاقة للامازيغ بالعرب مطلقا.....وارجو عدم اساءة الظن فانا هنا اتكلم عن العرق ...










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-21, 18:46   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Hot News1

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ithguel مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ...

اسمح لي اخي الكريم ان انبهك اولا الى ان عثمان سعدي هذا متشبع بالفكر البعثي..
هو ضد الامازيغية شكلا ومضمونا وقد حاول نسب اصل بعض الكلمات المازيغية الى اللغة العربية مع انها لا تتفق معها في شيء...

لذلك اقول لك ولكل الاخوة لا علاقة للامازيغ بالعرب مطلقا.....وارجو عدم اساءة الظن فانا هنا اتكلم عن العرق ...

السلام عليكم
الاخ الكريم ithguel تحية طيبة و بعد
انت تتهم الاستاذ الدكتور الشاوي الامازيغي عثمان سعدي بهذا الاتهام لماذا لا تتهم ايضا اسلافك الامازيغ العظام و مؤرخيهم و علمائهم و ابطالهم في الاسلام و قبل الاسلام الذين افتخروا بانتساب اللغة الامازيغية الى اللهجة العربية الحميرية القديمة و بمحبتهم للغة العربية كلام القران الكريم المنزل من فوق سبع سموات و امتزجت دمائهم مع دماء اخوانهم العرب و عربهم الاسلام دين الحق سبحانه و تعالى و اعادهم الى منابعهم العربية القديمة في شبه جزيرة العرب مهد اخوانهم البابليين و الكنعانيين و الفنيقيين القرطاجيين و العمالقة و الانباط و الحميريين و كل هؤلاء عرب قدماء .

لماذا لا تتهم العلامة الامازيغي ابن معطي الزواوي 564هـ المتوفي سنة 628ه الذي سبق الامام بن مالك في نظم الفية النحو العربي و هو ليس عربي حيث اعترف ابن مالك بهذا السبق في بداية الفيته النحوية فقال :

وتقتضى رضا بغير سخط ** فـائقة ألفية ابن معطى ...
وهوبسبق حائز تفضيلا ** مستوجب ثنائى الجميلا
والله يقضي بهبات وافره ** لي وله في درجات الآخره

لماذا لا تتهم العلامة ابويعلى الزواوي القبائلي من ايغيل انزكري من امازيغ سطيف .من شيوخ جمعية العلماء المسلمين الذي الف كتاب تاريخ زواوة اكد فيه ان الامازيغ من شعوب اليمن العرب العرباء القحطانيين الحميريين

لماذا لا تتهم العلامة الشيخ طاهر الجزائري الزواوي الامازيغي و هو من اركان النهضة العلمية الادبية العربية في سوريا

لماذا لا تتهم الشيخ الصوفي الصالح من بلاد القبائل محمد السعيد بن ارزقي رحمه الله من قرية أيت سيدي عثمان بلدية واسيف ولاية تيزى وزو الذي نافح عن العربية و الاسلام فقتلته ايدي الغدر في ابداية العشرية

لماذا لا تتهم العالم الفيلسوف القبائلي الزواوي مولود قاسم نايت بلقاسم و شيوخ جمعية العلماء المسلمين و على راسهم الشيخ عبدالحميد بن باديس الصنهاجي الامازيغي و الفضيل الورثيلاني الامازيغي رحمهم الله و الشيخ محمد الطاهر فضلاء رحمه الله و الشيخ القبائلي عبدالرحمان شيبان رحمه الله و الشيخ الكريم الطاهر آيت علجت الامازيغي و كلهم من المنافحين عن العربية و الاسلام

لقد اعتز الشعراء الأمازيغ بأصلهم القحطاني اليماني، الحميري العربي القديم ،

فقال الشاعر الحسن بن رشيق المسيلي المتوفى سنة 463 هـ ، مادحا الأمير ابن باديس الصنهاجي الامازيغي :

يا ابن الأعزة من أكابر حمير ...... وسلالة الأملاك من قحطان

و القصيدة يبدأ مطلعها الرائع و ابياتها الجميلة الفصيحة

ذمت لعينك أعين الغزلان ........... قمر أقر لحسنه القمران
ومشت ولا والله ما حقف النقا ....... مما أرتك ولا قضيب البان
وثن الملاحة غير أن ديانتي ....... تأبى علي عبادة الأوثان
يا بن الأعزة من أكابر حمير ... وسلالة الأملاك من قحطان
من كل أبلج واضح بلسانه ... يضع السيوف مواضع التيجان

ويعتز الشاعر ابن خميس التلمساني ، المتوفى سنة 708 هـ ، بأصله الحميري ، فيقول:

إذا انتسبت فإنني مـن دوحــة ........يتفيّأ الإنسان برد ظلالهــا
من حِمير من ذي رُعين من ذوي ........حَجْر من العظماء من أقيالها

وفي بيتين يفتخر شاعر أمازيغي طرقي او ترقي بانتساب قبائل الطوارق الأمازيغ إلى حمير ،
فيقول:
قوم لهم شرف العلى من حميــر ........وإذا دعوا لمتونة فهمُ همــو
لمّا حووا علياء كل فضيلـــة ...........غلب الحياء عليهم فتلثمــوا

اللغة الأمازيغية لغة مثل اللغات التي تفرعت عن اللغة العربية الأمّ قبل آلاف السنين، مثل الأكدية، والبابلية، والأشورية، والكنعانية التي نزلت بها التوراة، والأرامية التي نزل بها الإنجيل، والعدنانية التي نزل بها القرآن الكريم، والحميرية،وغيرها . ،
الأمازيغية هي اللغة الوحيدة العروبية الباقية حية مستعملة شفويا، ومنها نستطيع التعرف على جذورنا العربية كعرب، فمثلا المرأة تسمى بالأمازيغية تامطّوث جذرها طمث ، والطمث العادة الشهربة للمرأة، المرأة الطّامث التي عليها العادة الشهرية، وفي رأيي أن التسمية الأمازيغية هي التسمية الأولى بالعربية للمرأة ، أي الكائن البشري الذي يحيض، قبل أن تتطور إلى اسم المرأة، كما أن اللغة الأمازيغية لغة عروبية ، قاموسها متكون من الكلمات العاربة واالمستعربة. مستمدة من الحميرية اللغة العاربة القحظانية، العمود الفقري للغتين الحميرية والأمازيغية وزن أفعول، القاضي اليمني الأكوع له دراسة عنوانها [وزن أفعول في اللغة الحميرية] .

وهذا الوزن غيرموجود في اللغة العدنانية التي نزل بها القرآن الكريم. الأمازيغية بها هذا الوزن مثل أغروم أكسوم. لا ينكر عروبتها حتى المستشرقون النزيهون مثل جابريال كامبس G.Camps في كتابه (البربر ذاكرة وهوية) يقول: "إن علماء الأجناس يؤكدون أن الجماعات البيضاء بشمال إفريقيا سواء كانت ناطقة بالبربرية أو بالعربية، تنحدر في معظمها من جماعات متوسطية، جاءت من الشرق في الألف الثامنة بل قبلها ، وراحت تنتشر بهدوء بالمغرب والصحراء"، كما يقول المؤرخ الفرنسي بوسكويه G.H.Bousquet : "وعلى كل حال يوجد ما يجعلنا نقتنع بأن عناصر مهمة من الحضارة البربرية، وبخاصة اللغة، أتت من آسيا الصغرى عن طريق منخفض مصر، في شكل قبائل تنقلت في شكل هجرات متتابعة،على مدى قرون عدة، في زمن قديم لم يبت في تحديده" .

و المشتشرق الألماني أوتو روسلر Otto Rossler الذي يسمى الأمازيغية النوميدية، يقول في كتابه [النوميديون أصلهم كتابتهم ولغتهم]:
"إن اللغة النوميدية و يقصد بها اللغة الامازيغية لغة سامية بمعني لغة عربية انفصلت عن اللغات السامية في المشرق في مرحلة مغرقة في القدم" ، كما يعترف أمراء البربر بانتابهم إلى حمير. فعندما ساءت علاقة أبو فتح المنصورالزيري الصنهاحي بالقرن العاشر الميلادي مع الخلافة الفاطمية في القاهرة، عبر عن طموحه في الاستئثار بحكم المغرب العربي دون المظلة الفاطمية ، أمام شيوخ القبائل الذين حضروا إلى القيروان لتهنئته بالإمارة، قائلا لهم: "إن أبي وجدي أخذا الناس بالسيف قهرا، وأنا لا آخذهم إلا بالإحسان، وما أنا في هذا الملك ممن يولّى بكتاب ويعزل بكتاب، لأنني ورثته عن آبائي وأجدادي الذين ورثوه عن آبائهم وأجداهم حمير" .
فالامازيغية تنتمي الى حقل اللغة الحميرية الامهرية العربية الجنوبية حيث تتشابه معها إلى حد كبير في النطق و كذلك في الكتابة فالخط الحميري القديم يشبه الى حد بعيد كتابة التيفناغ الأمازيغية .
و اللغة الحميرية هي : لغة قبيلة حمير اليمنية، وهي لغة مشتقة من اللغة السبئية والكويشية ، و قد فسدت اللغة الحميرية بسبب مجاورة الحميريين للأحباش .
و لا تزال النسخة المهرية من اللغة الحميرية تتحدث بها قبيلة المهرة في منطقة الربع الخالي ، إذ أن الربع الخالي يحد محافظة مهرة من اليمن شمالاً ،
و قد اندثرت لغات القبائل الحميرية ، وكما ذكرتُ فلم يبق منها إلاَّ نُسخًٌ مختلفة من النسخة المهرية في مناطق نائية ، مثل :
1ـ لغة سكان االربع الخالي
2ـ لغة اهل فيفا
3ـ لغة سكان جزيرة مهرة بحر العرب جنوب اليمن
4ـ سكان جزيرة سقطرى ببحر العرب جنوب اليمن
5ـ اللغة الشحرية في ظفار بعمان .









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-28, 21:04   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
كويتنا
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية كويتنا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohammed salih مشاهدة المشاركة
الأخوة الأعزاء. ما رأيكم بأن أقول أن السامية أصلا نسبة إلى سام ابن نوح (ع س). وهو جد إبراهيم، الذي بدوره أبو إسماعيل (أبو العرب) و إسحاق (أبو الإسرائيليين). فاللغات السامية يقصد بها لغات أبناء سام بن نوح، وليس اللغة العربية. فلا داعي للخلط من فضلكم. أما الكنعانيون، الفينيقيين، الفراعنة والأمازيغ، فهم أبناء هام ابن نوح (أخو سام). وهذا ما يبعدهم عن العرب بعد المشرق عن المغرب.
بالعودة إلى اللغة، إن حقيقة أن اللغات تتشابه لا يعني أن أحدها أصل الثاني. فالعبرية مثلا أقرب للعربية من الأمازيغية، فلم لا نقول أن العرب أصل الإسرائيليين؟ أيضا تشابه اللغات لا يعني نفس الشعوب، بل تأثر الشعوب ببعضها. فالأمازيغ تأثروا بالفينيقيين، والذين بدورهم تأثروا بالعرب.
أنا لن أستدل بالانجيل لتأكيد قصة هام وسام، بل بكتب ابن خلدون، مادام كل العالم يستعملها. لم أفهم فقط لم لم يرجع كاتب هذا المقال إلى كتب ابن خلدون.
شكرا.
اخ محمد حام او هام كما اسميته هو والد السود ذوي الانف الافطس وليس والد الفينيق والفراعنه وغيرهم ...فيما يافث والد المنغول والصينيين وغيرهم الذين يسمون بالصفر ....اما سام فهو والد بقية الاجناس ومنهم العرب والامازيغ والعبريين ....









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-26, 23:59   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
احمد شافع العليوى
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fati 11 مشاهدة المشاركة
هل كانت للامازيغ حضارة قبل دخول العرب اي القبائل الهلالية
هوارة .. عبر الزمان

قبيلة هوارة هي أحدى قبائل بني قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلاموبنو قيدار هؤلاء جاء ذكرهم في التوراة ( التوراة تعتبر سجل تاريخي لسيرة آل إبراهيم علية السلام ) - وقيدار هو الابن الثانى لإسماعيل علية السلام- وأنجب بدورة عدة أبناء أكبرهم ابنة بر الذي أنجب بدورة ولدين أحدهم برنس والآخر مادغيس الأبترومنهما جاءت كل القبائل التي عرفت بعد ذللك بأسم قبائل البربر بعد هجرتهم واستقرارهم بشمال أفريقيا وكان بنو قيدار في بداية نشأتهم وقبل أن يتفرعوا لقبائل كبيرة كانوا يقيمون بمنطقة مكة المكرمة ثم ارتحلوا منها إلى شمال الجزيرة العربية نتيجة للجفاف ليقيموا بالقرب من أبناء عمومتهم من بني أسحق علية السلام وكان الجميع على دين جدهم إبراهيم علية السلام قبل أن يضلوا - ثم تزايد عددهم عن بنى عمومتهم وأصبحوا يشكلون قبائل كبيرة العدد أسست مملكة ( بنى قيدار ) التى جاء ذكرها فى التوراه وكانت تشمل وسط وشمال الجزيره العربيه والأردن و جنوب فلسطين وشملت شرق مصر فى عهد ملكهم ( جشم ) , وأشتهروا بالشجاعه والمهاره الحربيه - وبدأت تنشأ خلافات وصراعات بين الطرفين من وقت لآخر وعندما تجددت تلك الخلافات فى عهد سيدنا داوود علية السلام( وكان ملكا لبنى إسرائيل وكانت وقتها مملكة قوية لها سيطرة على باقي الممالك ) قام بتهجيرهم ألى شمال أفريقيا وأنزلهم بمنطقة مراقبا المصرية على الساحل الشمالي ثم انتقلوا منها إلى باقي شمال أفريقيا , وكمـا ذكر المؤرخـون ( المقريزي ص38/ 167)- انتقلت قبيلة لواتة إلى برقهوانتقلت قبيلة هوارة إلى منطقة طرابلس الغرب ونزلت قبيلة زناته بالجبال ثم استقرتبتونس- ثم انتشر البربر بعد ذلك بشمال أفريقيا وحتى السويس على البحر الأحمر, وكانوا يطلقون على أنفسهم أسم الأمازيغ( أى الأحرار ذوى الأصل النبيل ) , وكانت شعوب أوربا الغربية خاصة الرومان يقيمون بشمال أفريقيا قبل قدوم بني قيدار إليها - حيث لم يكن لمضيق جبل طارق وجود وكانت الأرض متصلة قبل مجيء الأسكندر الأكبر الذي حفر المضيق ووصل البحرين - والرومان هم من أطلقوا لفظ البربر على بنى قيدار وعلى غيرهم أيضا لعدم فهمهم للغتهم وهو لفظ كانوا يطلقونة على الشعوب التى لا يعرفون لغتها أو يعادونها . و كان بنو قيدار أثناء أقامتهم بالجزيرة العربية - قبل ارتحالهم إلى شمال أفريقيا - كانوا معتادين الارتحال فى قوافل تجارية إلى مصر ويتزاورون مع أخوالهم فى مصر حيث تجرى في عروقهم بجانب الدماء الكلدانية العربية التي ورثوها عن جدهم الأكبر إبراهيم الخليل علية السلام - تجرى أيضا دماء مصرية فرعونية ملكية ورثوها مرتين أحداهما عن أمهم هاجر الأميرة الفرعونية المصرية والتي كانت أسيرة لدى الهكسوس وأهدوها لإبراهيم علية السلام والثانية عندما تزوج جدهم إسماعيل علية السلام من أحدى قريبات والدته فى مصر- وهو ما أكدته التوراة خلاف ما يشاع في هذا الشأن- وفى أحدى هذه القوافل التجارية عثرت القافلة بالبئر الذي شربوا منة على سيدنا يوسف بن يعقوب بن أسحق بن إبراهيم الخليل عليهم جميعا السلام - ولم يكن يعلمون أنة من أبناء عمومتهم - وباعوه بمصر وبعد أن أصبح وزيرا لمصر زادت هجرتهم لها كما فعل آل يوسف علية السلام – وأستقر كثير منهم فيها وتزايد عددهم مع الوقت بالأضافه للهجرات المتتالية لقبائلهم بعد ذلك من الحدود الغربيه بعد نزولهم بشمال أفريقيا والتي استقرت بالدلتا وخالطوا المصريين والتحقوا بالجيش المصري وجاء وقت كانوا يشكلون فيه 90 % من قوة الجيش المصري وأصبح أحدهم القائد العام للجيش وعندما مات الفرعون - ولم يكن له وريث أختاره المصريون لعرش مصر وحمل لقب فرعون وهو لقب لايحملة الا مصري وأصبح ششنقأول فرعون أمازيغىلمصر من بنى قيدار وحمل أسم ششنق الأول وكان معاصرا لفترة حكم سيدنا سليمان لبنى إسرائيل , واستعان بة سيدنا سليمان علية السلام في صراعه مع الكنعانيين , ثم تزوج علية السلام من ابنة ششنق الأول - وبعد وفاة سيدنا سليمان علية السلام أظهر من خلفوه على ملك بنى إسرائيل أطماعا فى مصر فجهز لهم الفرعون جيشا قويا وشن عليهم حملة لتأديبهم ألا أنها تطورت لصراع كبير انتهى بتدمير دولة إسرائيل وتدمير الهيكل وتكوين إمبراطورية مصرية كبرى شملت لأول مره الشام وفلسطين ومصر وليبيا والسودان – كما ورد بالتوراة - وأستمر حكم بنى قيدار لمصر من الأسرة الثانيه والعشرين إلى الأسرة الخامسة والعشرين .
وكانت من أشهر القبائل التي استقرت بمصر قديما , قبيلةلواتة ( وهى قبيلة استوطنت برقه وهاجرت عشائر كثيرة منهم لمصر قديما واستقروا بالدلتا وهم أبناء عمومة لهوارة ) وكانت تعتنق المسيحية ثم أسلمت بعدالفتح . أما أشهر هجرات قبيلة هوارة لمصر جاءت معالفتح الفاطميواستقرت بعدها بمصر , حيث كان الجيش الفاطمي بقيادة جوهر الصقلييتكون أساسا من ثلاثة ألوية لأشهر وأقــوى قبائل البربر أحدهـم لقبيلةكتامة ( وهى التي ساندت قيام الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا وساندت انتشارها بالحجاز والشام وتولى أبناؤها كل المناصب الهامة بالدولة ولولاها ما كانت الدولة الفاطمية, وكتامة هم أبناء عمومة لكلا من هوارة وصنهاجة ) , أما اللواء الآخر كان لقبيلةصنهاجة ( وهى القبيلة ذات التاريخ العريق والتي أرهقت الرومان بمقاومتها لهم بشمال أفريقيا وهى التي أسست دوله المرابطين بالمغرب العربي وشيدت مدينةمراكشالتى لاتزال قائمة حتى اليوم , كذلك هي التي أسقطت الدولة الفاطمية بشمال أفريقيا عندما نكص الخليفة الفاطمي وعدة للبربر بتدعيم المذهب السني في مصر أذا ما ساندوه في فتحها - أيضا عشائرهم المقيمة في ليبيا هي التي تحملت العبء الأكبر في مقاومة الاحتلال الأيطالى - وصنهاجة أخوة أشقاء لهوارة وكانوا يشكلون معا قبيلة أوريغه ) . أما اللواء الثالث فكان لقبيلةهوارة ( وهى التي أجمع المؤرخون ومنهم ابن خلدون على انة يرجع لها الفضل فىالفتح الأسلامى للأندلس ثم صقلية وحكمت كلا البلدين قرابة مائتى عام وأقامتدولة ذى النونبالأندلس وأقامت دولةبنى الخطابفى ليبيا وأيضا أقامت دولةبنى الزيرىفي المنطقة المشتركة بين ليبيا والجزائر وتونس , وشيدت مدينة وهران بالجزائر و مصراته بليبيا ومليله بالمغرب وهى مدن لا تزال قائمه حتى اليوم , كما شيدت عدة مدن بمصر وكثير من المدن بمناطق أخرى لا زالت تحمل أسماء عشائرها , وتحملت عشائرها المقيمة بريف المغرب وجبال الأوراس بالجزائر العبء الأكبر في مقاومة الاحتلال الفرنسي ) , وكان لواء هوارة بجيش الفتح الفاطمي يتشكل أساسا من عشيرة زويلة- وهى عشيرة قوية وهى التى أقامت دولة بنى الخطاب وعاصمتها زويلة - وبعد الفتح استقر من جاء منهم في القاهرة بمكان عرف باسمهم وهو حارة زويلة وعرف بابها ذو البرجين وكلا منهم على شكل مئذنه , بأسم باب زويلة حتى اليوم , وأقامت عشائر هوارة بمحافظة البحيرة بعد الفتح , وبعد أن تولى المماليك حكم مصر , وكان بدر بن سلامأميرا لهوارة فى ذلك الوقت 782 )هـ / 1380 م ) دار صراع كبير بين الطرفين استعان فيه المماليك بقبائل العربان وزناره وتغلبوا على هوارة وقاموا بترحيلها ألي الصعيد بولاية جرجا- سوهاج حاليا - وكانت مناطق خربة قاموا بأصلاحها وتعميرها فى عهد أميرهم الأول بعد هجرتهم الأمير إسماعيل مازن, والذى أستطاع لم شملهم وتقويتهم , ثم توسعت أملاكهم وأنتشرت قراهم من الجيزة شمالا الى قوص جنوبا , وذلك في عهد أشهر أمرائهم الأميرعمر بن عبد العزيز الهوارى والذى كان جيشه يتكون من 30 ألف فارس من أبناء القبيلة قاوم بهم الأتراك ومنع عنهم الخراج وأجبرهم في النهاية على عقد صلح معه ، والأعتراف بة أميرا على الصعيد من الجيزة حتى أسوان وذلك بموجب صك رسمى من الباب العالى وأصبح للصعيد مايعرف اليوم بالحكم الذاتي تحت أمرته وأسس أول أماره هواريه بالصعيد وأتخذ من قوص عاصمة له , وتنتمي إليه فى الوقت الحاضر عشائر الوشيشات وأغلب عشائر هواره الحديثه , ومن أشهر أمرائهم من بعدة , حفيده الأميرهمام بن سيبيه الهوارى أمير هوارة وشيخ مشايخ العرب وأمير الصعيد وكان مشهورا بالنبل والكرم والجود وتولى من بعدة الأمير همام بن يوسف مؤسس ثانى أماره هواريه بالصعيد وعاصمتها فرشوط , وتنتمى أليهما فى الوقت الحاضر عشائر الهمامية وعدة عشائر أخرى أما باقى عشائر هواره الحديثه فهي كثيرة كثيره ولا مجال لحصرها هنا .

نسب .. هوارة


هوارة هي أكبر قبائل المغرب العربي، ويرجع نسبها اليهوار بنأوريغ بن برنس بن بر بن قيدار بن أسماعيل بن إبراهيم الخليلعليهما السلام -وهوارهذا كان له أخوة هم ملد ومغر وقلدن الا أن أبناؤهم جميعا نسبوا إلية وتسموا جميعابهوارة أما صنهاج بن أوريغ فنشأت عنه قبيلة صنهاجه وكانوا جميعهم في البداية يشكلون قبيلة أوريغه - و بجانب الفضائل التي اتصفت بها قبائل البربر مثل الكرم والجود وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف والذود عن الشرف والشجاعة , تميز أبناء القبيلة أيضا بالمهارة الحربية والفروسية وعلو الهمة والإقدام, ولذلك كانوا يتولون مهام الاستطلاع , و يتصدرون الصفوف الأولى للجيوش ويتولون مناصب القيادة فيها , وهم فى ذلك ورثوا جدهم أسماعيل عليه السلام فهو أول من روض الخيل وأعتلاها وكان أمهر رماة الرمح وقد قال الشاعر فيهم قديما :


أنظر إلى خيل هوارة ترىعجبا
فى سـيرها حين يســـرى بها الســـارى
لم تخـــتال الخيل قط براكبهــــا
ما لم يكن الراكب فــوق السرج هوارى
وتنقسم هوارة إلى عدة بطون ( عشائر ) ، فإلى هوار بنأوريغ تنتمي بطون كهلان وغريان ومسلاتة (أسسوا مدينة مسلاته بليبيا ) ومجريس وورغة وزكاوة (قبيلة زغاوة الموجودة بتشاد والسودان) وونيفن .
وإلى مغرتنتمي بطون ماوس وزمور وكياد وسراى وورجين ومنداسة وكركودة .

وإلى قلدن تنتمي بطونقمصانة ورصطيف وبيانة .
وإلى ملد تنتمي بطون مليلة ( أسسوا مدينة مليلة بالمغرب) ووسطط وورفل ( أسسوا مدينة وورفلة بليبيا ) ومسراتة( أسسوا مدينة مصراتة بليبيا ) وأسيل .
ومن البطون المنتمية أيضا إلى هوارة :
ترهونة ( أسسوا مدينه ترهونه بليبيا ) وهراغة وشتاتةوانداوة وهنزونة وأوطيطة وصنبرة .











رد مع اقتباس
قديم 2012-03-20, 11:11   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
Rania666
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ههههههه كم هو امر مظحك لو كان الامازيغ اصلهم عرب لكانو يتحدثون العربية لان اللغة لاتتغير تغير جدري فهناك فرق كبير بين الامازيغية والعربية وبين حرف التيفناغ و الحرب العربي ههههههههه موضوعكم اظحكني بصراحة واصلا لو كان الامازيغ عرب لكانت لديهم تقاليد متشابه بتقليد بالعرب وحتى في المظهر الخاريجي يجب ان يكونو متشابهين مع العرب لكن لا لا يوجد شبه لا من قريب ولا من بعيد
وشكرا ع الموضوع المظحك بصراحة










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-22, 23:35   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
basic2000
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية basic2000
 

 

 
إحصائية العضو










New1 شعوب البربر

شعوب البربر

الأمازيغ والنوبة والكثير من ألبان كوسفو والصرب واليونان وتركيا والصومال و جنوب ايطاليا و اثيوبيا و جنوب وغرب شبه الجزيرة العربية وأقصى جنوب فرنسا وجنوب وشمال اسبانيا ...
فالأمازيغ فرع من شعوب البربر


جين البربر E1b1b1 M35 haplogroup

والجين موجودة بكثرة في سلالة الامازيغ النقية التي لم تختلط الأ في ما بينها وهذا العنصر موجودة بكثرة في سلالة أمازيغ المغرب الآقصى وبعض مناطق الجزائر تونس و ليبيا

Frequency Distribution of Y-DNA
Haplogroup E1b1b1-M35






https://www.moonzstuff.com/dna/haplo.html










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الامازيغ, اصولها, عاربة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc