فوائد حول العشر المباركة من ذي الحجة و يوم النحر و أيام التشريق - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فوائد حول العشر المباركة من ذي الحجة و يوم النحر و أيام التشريق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-10-28, 09:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محب الصحابة 1
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B8

ترغيب الأخوة في صيام عشر ذي الحجة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذا جزء لطيف في سنية صوم الأيام العشر من شهر ذي الحجة، نفع الله به الكاتب والقارئ، إنه سميع مجيب.
وسيكون الكلام في مسائل:
المسألة الأولى / وهي عن المراد بالأيام العشر من ذي الحجة التي يستحب صيامها.
قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح مسلم"(8/71رقم:1176):
والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة.اهـ
وقال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في "لطائف المعارف"(ص368):
الصيام إذا أضيف إلى العشر فالمراد صيام ما يجوز صومه منه.اهـ
وإطلاق العشر عليها محمول على الغالب، وذلك لثبوت النهي عن صوم يوم العيد، وهو اليوم العاشر منها، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري"(3/390).
المسألة الثانية / وهي عن مستند هذا السنية.
يدل على الترغيب في صيام هذه الأيام، وأنه سنة محمودة ما يأتي:
أولاً: ما أخرجه البخاري في "صحيحه"(969) عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( ما العمل في أيام أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد، قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء )).
وفي لفظ عند الترمذي في "سننه"(757):
(( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)).
ووجه الاستدلال من هذا الحديث:
أن العمل الصالح عام، فيدخل فيه الصيام، لأنه من الأعمال الصالحة، بل من أفضلها.
ثانياً: ما أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(4/257رقم:7715) عن الثوري عن عثمان بن موهب قال سمعت أبا هريرة وسأله رجل قال:
(( إن علي أياماً من رمضان أفأصوم العشر تطوعاً؟ قال: لا، قال: ولم؟ قال: ابدأ بحق الله، ثم تطوع بعد ما شئت )).
وإسناده صحيح.
ووجه الاستدلال من هذا الأثر:
أن أبا هريرة رضي الله عنه لم ينكر على الرجل التطوع بصيام العشر، بل أقره على ذلك إذا قضى ما بقي عليه من شهر رمضان.
وهذا يدل على أن صيامها معروف في عهد السلف الصالح، وعلى رأسهم الصحابة.
المسألة الثالثة / وهي عن أقوال أهل العلم عند حديث ابن عباس رضي الله عنه (( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر )).
أولاً:بوب الإمام أبو داود ـ رحمه الله ـ على هذا الحديث، وحديث آخر في "سننه"(2438):
باب في صوم العشر.
ثانياً: بوب عليه الإمام ابن ماجه ـ رحمه الله ـ في "سننه"(1727) مع حديث عائشة:
باب صيام العشر.
ثالثاً: قال الطحاوي ـ رحمه الله ـ في كتابه "مشكل الآثار"(7/419):
وإن كان الصوم فيها له من الفضل ما له، مما قد ذكر في هذه الآثار التي قد ذكرناها فيه، وليس ذلك بمانع أحداً من الميل إلى الصوم فيها، لا سيما من قدر على جمع الصوم مع غيره من الأعمال التي يتقرب بها إلى الله عز وجل سواه.اهـ
رابعاً:قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه "المحلى"7/19مسألة رقم:794):
ونستحب صيام أيام العشر من ذي الحجة قبل النحر، لما حدثناه ناه حمام نا ابن مفرج نا ابن الأعرابي نا الدبري نا عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( ما من أيام أحب إلى الله فيهم العمل أو أفضل فيهن العمل من أيام العشر، قيل: يا رسول الله ولا الجهاد قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )).
قال أبو محمد: هو عشر ذي الحجة, والصوم عمل بر، فصوم عرفة يدخل في هذا أيضاً.اهـ
خامساً: قال أبو العباس القرطبي ـ رحمه الله ـ في كتابه "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم"(5/32):
وقول عائشة :
(( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط )) تعني به: عشر ذي الحجة، ولا يفهم منه: أن صيامه مكروه، بل أعمال الطاعات فيه أفضل منها في غيره، بدليل ما رواه الترمذي من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من أيَّام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: (( ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء )) قال: هذا حديث حسن صحيح.اهـ
سادساً: قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح مسلم"(8/71رقم:1176):
فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحباباً شديداً لاسيما التاسع منها، وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله، وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه )) يعنى العشر الأوائل من ذي الحجة.اهـ
وبوب على هذا الحديث في كتابه "رياض الصالحين"(رقم:1249) فقال:
باب فضل الصوم وغيره في العشر الأول من ذي الحجة.اهـ
سابعاً: قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري"(6/114-119):
وهذا الحديث حديث عظيم جليل..
وهذا الحديث نص في أن العمل في عشر ذي الحجة أفضل من جميع الأعمال الفاضلة في غيره،ولا يستثنى من ذلك سوى أفضل أنواع الجهاد، وهو أن يخرج الرجل بنفسهوماله، ثم لا يرجع منهما بشيء،فهذا الجهاد بخصوص يفضل على العمل في العشر، وأما سائر أنواع الجهاد مع سائر الأعمال، فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل منها.اهـ
وقال في كتابه "لطائف المعارف"0ص365-366):
وقد دل هذا الحديث على أن العمل في أيامه أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده.اهـ
وقال أيضاً (ص367):
وقد دل حديث ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها.اهـ
ثامناً: قال الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري"03/390):
واستدل به على فضل صيام عشر ذي الحجة، لاندراج الصوم في العمل، ..والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره.اهـ
تاسعاً: قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في كتابه "نيل الأوطار"(4/323):
وقد تقدم في كتاب العيدين أحاديث تدل على فضيلة العمل في عشر ذي الحجة على العموم، والصوم مندرج تحتها.اهـ
وقال أيضاً:
على أنه قد ثبت من قوله ما يدل على مشروعية صومها كما في حديث الباب.اهـ
عاشراً: قال ابن باز ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع فتاويه"(15/418أو25/216-217):
وقد دل على فضل العمل الصالح في أيام العشر حديث ابن عباس المخرج في صحيح البخاري، وصومها من العمل الصالح، فيتضح من ذلك استحباب صومها في حديث ابن عباس.اهـ
وقال أيضاً كما في "الدرر البهية من الفوائد البازية"(1/137رقم:754):
ولكن حديث ابن عباس في الباب الذي بعده يدل على مشروعية صيام هذه الأيام.اهـ
وقال أيضاً (1/91رقم:2438):
وهذا الحديث يعم الصيام والقراءة والتكبير.اهـ
حادي عشر: قال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كما في اللقاء الشهري"(26/1):
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال:
(( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر- أي: عشر ذي الحجة- قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء))وهذا الحديث يدل على أنه ينبغي لنا أن نكثر من الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة، فمنها: أن نكثر من التسبيح والتهليل والتكبير، فنقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، نكثر من الصدقة،لأنها من الأعمال الصالحة، نكثر من الصلاة، لأنها أفضل الأعمال البدنية، نكثر من قراءة القرآن، لأن القرآن أفضل الذكر، نكثر من كل عمل صالح، ونصوم أيام العشر، لأن الصيام من الأعمال الصالحة، وحتى لو لم يرد فيه حديث بخصوصه فهو داخل في العموم، لأنه عمل صالح، فنصوم هذه الأيام التسعة، لأن العاشر هو يوم العيد ولا يصام، ويتأكد الصوم يوم عرفة إلا للحجاج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم عرفة: (( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )).اهـ
وقال أيضاً كما في "شرح رياض الصالحين"(5/303):
وقوله:
(( العمل الصالح )) يشمل الصلاة والصدقة والصيام والذكر والتكبير وقراءة القرآن وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق وحسن الجوار وغير ذلك..
ففي هذا دليل على فضيلة العمل الصالح في أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، من صيام وغيره.اهـ
المسألة الرابعة / وهي عن أقوال المذاهب الفقهية المشهورة وغيرهم في استحباب صيام هذه الأيام.
أولاً: المذهب الحنفي.
قال علاء الدين الكاساني ـ رحمه الله ـ في كتابه "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع"(2/108):
ولا بأس بقضاء رمضان في عشر ذي الحجة، وهو مذهب عمر وعامة الصحابة رضي الله عنهم إلا شيئاً حكي عن علي رضي الله عنه أنه قال: يكره فيها، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن قضاء رمضان في العشر، والصحيح قول العامة لقوله تعالى:
{ فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر } مطلقا من غير فصل، ولأنها وقت يستحب فيها الصوم، فكان القضاء فيها أولى من القضاء في غيرها، وما روي من الحديث غريب في حد الأحاديث، فلا يجوز تقييد مطلق الكتاب، وتخصيصه بمثله، أو نحمله على الندب في حق من اعتاد التنفل بالصوم في هذه الأيام، فالأفضل في حقه أن يقضي في غيرها لئلا تفوته فضيلة صوم هذه الأيام، ويقضي صوم رمضان في وقت آخر، والله أعلم بالصواب.اهـ
وجاء في "الفتاوى الهندية"(1/201):
ويستحب صوم تسعة أيام من أول ذي الحجة كذا في السراج الوهاج.اهـ
ثانياً: المذهب المالكي.
جاء في "حاشية الصاوي على الشرح الصغير"(3/251):
(و) ندب (صوم) يوم (عرفة لغير حاج) وكره لحاج، أي لأن الفطر يقويه على الوقوف بها.
(و) ندب صوم (الثمانية) الأيام (قبله) أي عرفة.اهـ
وجاء في "شرح مختصر خليل" للخرشي (6/488):
(ص) وصوم يوم عرفة إن لم يحج وعشر ذي الحجة.
(ش): يريد أن صوم يوم عرفة مستحب في حق غير الحاج، وأما هو فيستحب فطره ليتقوى على الدعاء وقد أفطر النبي صلى الله عليه وسلم في الحج وأن صيام عشر ذي الحجة مستحب.اهـ
وجاء في "منح الجليل شرح مختصر خليل"(4/12):
(و) ندب صوم باقي غالب (عشر ذي الحجة).اهـ
ثالثاً: المذهب الشافعي.
قال النووي ـ رحمه الله ـ في كتابه "روضة الطالبين"(2/254أو2/388):
ومن المسنون، صوم عشر ذي الحجة، غير العيد.اهـ
وجاء في "غاية البيان شرح زبد ابن رسلان"(1/158):
يسن صوم عشر ذي الحجة غير العيد (وست شوال) بعد يوم العيد.اهـ
رابعاً: المذهب الحنبلي.
قال المرداوي ـ رحمه الله ـ في كتابه "الإنصاف"(3/345):
قوله: "ويستحب صوم عشر ذي الحجة".
بلا نزاع، وأفضله يوم التاسع وهو يوم عرفة ثم يوم الثامن، وهو يوم التروية، وهذا المذهب وعليه الأصحاب.اهـ
وقال مجد الدين أبو البركات ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في كتابه "المحرر في الفقه"(1/231):
ومن السنة إتباع رمضان بست من شوال وإن أفردت، وصوم عشر ذي الحجة، وآكده يوم التروية وعرفة.اهـ
وقال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في "شرح العمدة"(2/553قسم الصيام):
قال أصحابنا: " ويستحب صوم عشر ذي الحجة".
وفي الحقيقة المعني صوم تسع ذي الحجة، وآكدها يوم التروية وعرفة.اهـ
خامساً: المذهب الظاهري.
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه "المحلى"7/19مسألة رقم:794):
ونستحب صيام أيام العشر من ذي الحجة قبل النحر، لما حدثناه ناه حمام نا ابن مفرج نا ابن الأعرابي نا الدبري نا عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( ما من أيام أحب إلى الله فيهم العمل أو أفضل فيهن العمل من أيام العشر، قيل: يا رسول الله ولا الجهاد قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )).
قال أبو محمد: هو عشر ذي الحجة, والصوم عمل بر، فصوم عرفة يدخل في هذا أيضاً.اهـ
سادساً: قال ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "لطائف المعارف"(ص386):
وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقد تقدم عن الحسن وابن سيرين وقتادة ذكر فضل صيامها، وهو قول أكثر العلماء أو كثير منهم.اهـ
وقال في كتابه "فتح الباري"(6/119):
وقد كان عمر يستحب قضاء رمضان في عشر ذي الحجة، لفضل أيامه، وخالفه في ذَلِكَ علي، وعلل قوله باستحباب تفريغ أيامه للتطوع، وبذلك علله أحمد وإسحاق، وعن أحمد في ذَلِكَ روايتان.اهـ
سابعاً: المنقول من الآثار عن التابعين.
ومن هذه الآثار:
أولاً: ما نقل عن إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير.
حيث أخرج عبد الرزاق في "مصنفه"(2/256رقم:7713)عن الثوري عن حماد قال:
(( سألت إبراهيم وسعيد بن جبير عن رجل عليه أيام من رمضان أيتطوع في العشر؟ قالا: يبدأ بالفريضة )).
وسنده صحيح.
ثانيا: ما نقل عن عطاء بن أبي رباح.
حيث أخرج عبد الرزاق في "مصنفه"(2/256رقم:7713)عن ابن جريج عن عطاء:
(( كره أن يتطوع الرجل بصيام في العشر وعليه صيام واجب؟ قال: لا، ولكن صم العشر، واجعلها قضاء )).
ثم قال المحقق في الحاشية:
أخشى أن يكون سقط من هنا: " قلت: لعطاء " بدليل قوله" (( قال: لا )) ثم وجدت الساقط في "ز" فأثبته.اهـ
وعلى كلامه هذا يكون الإسناد صحيحاً، ولا يعل بعنعنة ابن جريج.
وهذان الأثران ظاهران في أن التطوع بصيام العشر كان معروفاً في عصر التابعين.
المسألة الخامسة / عن الإجابة على حديث عائشة رضي الله عنه:
(( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط )).
وسيكون الكلام على هذا الحديث من جهتين:
الأولى: عن تخريجه ودرجته.
وقد أخرجه مسلم في "صحيحه"(1176).
إلا أنه اختلف على إبراهيم النخعي في وصله وإرساله، فوصله عنه الأعمش، وأرسله منصور.
وقد اختلف العلماء في أيهما أثبت في إبراهيم، ودونكم ما ذكره ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "شرح علل الترمذي"(1/271) حيث قال:
ذكر علي بن المديني عن يحيى بن سعيد قال: " ما أحد أثبت عن مجاهد وإبراهيم من منصور، قلت ليحيى: منصور أحسن حديثاً عن مجاهد من أبي نجيح؟ قال: نعم، وأثبت، وقال: منصور أثبت الناس".
وقال أحمد حدثني يحيى قال: قال سفيان: " كنت إذا حدثت الأعمش عن بعض أصحاب إبراهيم قال، فإذا قلت: منصور سكت".
وقال ابن المديني عن يحيى عن سفيان قال: " كنت لا أحدث الأعمش عن أحد إلا رده، فإذا قلت: منصوري سكت".
وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين قال: " لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري"
ورجحت طائفة الأعمش على منصور في حفظ إسناد حديث النخعي.
قال وكيع : "الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور".
وقد ذكره الترمذي في باب التشديد في البول من " كتاب الطهارة " واستدل به على ترجيح قول الأعمش في حديث ابن عباس في القبرين: " سمعت مجاهداً يحدث عن طاووس عن ابن عباس ".
وأما منصور فرواه عن مجاهد عن ابن عباس.
وكذلك ذكره أيضاً في " كتاب الصيام " في باب صيام العشر، واستدل به على ترجيح رواية الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة:
(( ما رأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صائماً في العشر قط )) على قول منصور، فإنه أرسله.
ورجحت طائفة الحكم، قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي: " من أثبت الناس في إبراهيم؟ قال: الحكم ثم منصور".
وقال أيضاً: قلت لأبي: أي أصحاب إبراهيم أحب إليك؟ قال: الحكم ثم منصور، ما أقربهما، ثم قال: كانوا يرون أن عامة حديث أبي معشر إنما هو عن حماد - يعني ابن أبي سليمان ".
وقال حرب عن أحمد: " كان يحيى بن سعيد يقدم منصوراً والحكم على الأعمش ".
وقال ابن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: "أي أصحاب إبراهيم أحب إليك؟ قال : الحكم ومنصور، قلت: أيهما أحب إليك؟ قال: ما أقربهما".اهـ
وقد ذكر الدارقطني ـ رحمه الله ـ هذا الحديث في "التتبع"(ص529) وقال عقب سوقه عن لأعمش موصولاً:
وخالفه منصور، رواه عن إبراهيم مرسلاً.اهـ
وقال في"العلل"(15/74-75رقم:3847):
يرويه إبراهيم النخعي، واختلف عنه، فرواه الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة.
ولم يختلف عن الأعمش فيهحدث به عنه، أبو معاوية وحفص بن غياث ويعلى بن عبيد وزائدة بن قدامة و... بن سليمان والقاسم بن معن وأبو عوانة.
واختلف عن الثوري، فرواه ابن مهدي عن الثوري عن الأعمش كذلك.
وتابعه يزيد بن زريع، واختلف عنه، فرواه حميد المروزي عن يزيد بن زريع عن الثوري عن الأعمش، مثل قول عبد الرحمن بن مهدي.
وحدث به شيخ من أهل أصبهان، يعرف بعبد الله بن محمد بن النعمان عن محمد بن منهال الضرير عن يزيد بن زريع عن الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة.
وتابعه معمر بن سهل الأهوازي عن أبي أحمد الزبيري عن الثوري.
والصحيح عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك رواه أصحاب منصور عن منصور مرسلاً، منهم فضيل بن عياض وجرير.اهـ
وقال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في كتابه "لطائف المعارف"(ص368):
وقد اختلف جواب الإمام أحمد عن هذا الحديث فأجاب مرة بأنه قد روي خلافه، وذكر حديث حفصة، وأشار إلى أنه اختلف في إسناد حديث عائشة، فأسنده الأعمش، ورواه منصور عن إبراهيم مرسلاً.اهـ
وصحح الموصول:
الترمذي والبغوي والألباني والوادعي وربيع بن هادي.
وقال الترمذي ـ رحمه الله ـ في "سننه"(756):
هكذا روى غير واحد عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة وروى الثوري وغيره هذا الحديث عن منصور عن إبراهيم:
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير صائما في العشر )) وروى أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عائشة ولم يذكر فيه عن الأسود، وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث، ورواية الأعمش أصح وأوصل إسناداً.
قال وسمعت محمد بن أبان يقول سمعت وكيعاً يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور.اهـ
الثانية: عن الجواب عنه.
لم أجد خلال بحثي في هذا المسألة عن أحد ممن تقدم من السلف الصالح أو من بعدهم من الفقهاء المشهورين وأصحابهم أنه قال: بعدم استحباب صيام هذه الأيام، أو كراهتها، أو أنها بدعة، وإنما وجدت إشارة من بعض من أجاب عن هذا الحديث كالطحاوي وابن قيم الجوزية وابن رجب الحنبلي توحي بوجود اختلاف، لكن من دون ذكر لأحد بعينه، وأخشى أن يكون مرادهم من ذلك هو الاختلاف في صيام النبي صلى الله عليه وسلم لا الاختلاف بين العلماء في مشروعية صيام العشر، وقد جاءت إشارتهم هذه عند الجمع بين الأحاديث الواردة في صيامه وعدمه.
وقد أجيب عن هذا الحديث بأجوبة:
الأول: أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لصيامه قد يكون لعارض من مرض أو سفر أو غيرهما.
وقد ذكر هذا الجواب أبو العباس القرطبي والنووي وغيرهما.
الثاني:أنه يحتمل أن تكون عائشة لم تعلم بصيامه صلى الله عليه وسلم فإنه كان يقسم لتسع نسوة فلعله لم يتفق صيامه في نوبتها.
وقد ذكر هذا الجواب النووي وغيره.
الثالث: أن تركه صلى الله عليه وسلم قد يكون خشية أن يفرض على أمته كما نقل عنه في مواضع أخرى.
وقد ذكر هذا الجواب أبو العباس القرطبي وابن حجر العسقلاني وغيرهما.
الرابع: أن تركه صلى الله عليه وسلم قد يكون لأجل أنه إذا صام ضعف عن أن يعمل فيها بما هو أعظم منزلة من الصوم.
وقد أجاب بهذا الجواب الطحاوي.
الخامس: أن عائشة قد تكون أرادت أنه لم يصم العشر كاملاً.
وقد أجاب بهذا الجواب الإمام أحمد.
وكتبه: عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-10-29, 00:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبوطه الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبوطه الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا

https://www.islamweb.net/hajjflash/index.htm










رد مع اقتباس
قديم 2011-10-29, 13:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
emosabrina
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية emosabrina
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااا جزيلاااا على الموضوع المفيد










رد مع اقتباس
قديم 2011-10-29, 13:58   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أنثى للخير مبادرة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أنثى للخير مبادرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بـــــــــــــــــــــــــــارك الله فيكم و جعل ماتقومون به في موازين حسناتكم










رد مع اقتباس
قديم 2011-10-31, 06:29   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ليلى المستغانمية
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ليلى المستغانمية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم اللة الرحمن الرحيم


فى البداية احب ان اهنىءاخواتي في المنتدى بمناسبة حلول شهر ذى الحجة المبارك اعادة اللة علينا وعلى الامة الاسلامية بالخير واليمن والبركات وكل عام وانتم بخير بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك وبعد.


روى عن فضل الأيام العشر من ذى الحجة انة من صام هذة الايام أكرمة اللة تعالى بعشرة أشياء هى :

1- البركة فى العمر

2- الزيادة فى المال

3- الحفظ والبركة فى الاولاد

4- التكفير للسيئات

5- مضاعفة الحسنات

6- التسهيل عند سكرات الموت

7- الضياء لظلمة القبر

8- التثقيل فى الميزان

9- النجاة من دركاتة

10- الصعود فى درجاتة

روى بن عباس عن رسول الله صلى الله علية وسلم أنة قال :


اليوم الذى غفر اللة فية لأدم علية السلام هو أول يوم من ايام ذى الحجة من صام ذلك اليوم عفر اللة لة كل ذنب.


اليوم الثانى هو اليوم الذى استجاب اللة فية دعاء سيدنا يونس علية السلام وهو فى بطن الحوت من صام ذلك اليوم كمن عبد اللة سنة كاملة ولم يعصية طرفة عين


اليوم الثالث هو اليوم الذى استجاب اللة فية دعاء سيدنا ذكريا من صام ذلك اليوم استجاب اللة دعاءة.


اليوم الرابع هو اليوم الذى ولد فية سيدنا عيسى علية السلام من صام ذلك اليوم ينفر اللة عنة الفقر والبؤس.


اليوم الخامس هو اليوم الذى ولد فية سيدنا موسى علية السلام من صام ذلك اليوم انجاة اللة من عذاب القبر.


اليوم السادس هو اليوم الذى فتح اللة فية لنبية كل ابواب الخير من صام ذلك اليوم ينظر الية اللة بالرحمة ومن نظر اللة الية بالرحمة لا يعذبة ابداً


اليوم السابع هو اليوم الذى تغلق فية ابواب جهنم فلا تفتح حتى تنتهى الغشر ومن صام ذلك اليوم فتح اللة لة ثلاثين باباً من اليسر واغلق عنة ثلاثين باباً من العسر.


اليوم الثامن هو يوم التروية من صام ذلك اليوم أعطاة اللة من الخير مالا يعلمة الا اللة سبحانة وتعالى.


اليوم التاسع وهو يوم عرفة من صام ذلك اليوم كان كفارة للسنة الماضية والسنة المستقبلية وهو اليوم الذى انزل فية اللة تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم) صدق اللة العظيم.


اليوم العاشر وهو يوم العيد ويوم التضحية ومن قرب فية قرباناً كان كفارة لكل ذنوبة .


فأغتنموا هذة الفرصة وتقربو فيها الى اللة سبحانة وتعالى بالاعمال الصالحة واكثروا من الصوم فى تلك الايام واضعف الايمان هو صوم يوم عرفة فلا تجعلوا هذة الفرصة تفوتكم ربما لا نكون موجودين بالدنيا فى العام القادم ويومها سنكون نادمين اشد الندم .


وكل عام وانت بخير والسلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة











رد مع اقتباس
قديم 2011-10-31, 06:34   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ليلى المستغانمية
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ليلى المستغانمية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-10-31, 10:45   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
krimou25
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أنا أكرم من قسنطينة أحتاج للدعاء من فضلكم أدعيولي ربي ننجح فالماجيستير ويفرج عليا ويهديني راني يائس تماما، جزاكم الله خير










رد مع اقتباس
قديم 2011-10-31, 20:13   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
امينة الصفاء
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية امينة الصفاء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
جزاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-02, 19:18   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أماني قادة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أماني قادة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا بارك الله فيك و غفر الله لك و لوالديك و لكل المسلمين










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-04, 07:04   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو الأمين
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي يوم عرفة ومنى وأيام التشريق فضائل و.

يوم عرفة وأيام التشريق فضائل وأحكام
لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم ؟
اختلف في سبب تسمية عرفة وعرفات على أقوال منها :
أنه من العرف ، بمعنى : الرائحة الزكية ، وذلك لأن منى تصبح رائحتها لكثرة الذبح متغيرة ، أما عرفات فلا يصيبها ذلك أو لأنها مطيبة بالتقديس ، فهي واد مقدس معظم ، لأنه من شعائر الله .
وقيل : لأن الناس يجتمعون فيه فيتعارفون
وقيل : لأن العباد يتعرفون على ربهم بالطاعات والعبادات
وقيل : لأن الله بعث جبريل عليه السلام إلى إبراهيم ، فحج به ، حتى إذا أتى عرفة ، قال : عرفت وكان قد أتاها مرة قبل ذلك ، قال له : عرفت .
وقيل : لأن آدم وحواء تعارفا بعد الهبوط إلى الأرض . والله أعلم بالصواب .
هل يوم عرفة هو خير الأيام عند اللّه تعالى ؟
للعلماء قولان :
الأول : الشافعية قالوا : إن يومُ عرفة أفضلُ أيام العام ،فهو يومُ الحج الأكبر، وصيامُه يكفر سنتين، ومَا مِنْ يَوْمٍ يَعْتِقُ اللَّهُ فِيهِ الرِّقابَ أَكثَرَ مِنهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ، ولأنه سبحانه وتعالى يَدْنُو فِيهِ مِنْ عِبَادِه ، ثُمَّ يُبَاهِي مَلاَئِكَتَه بِأَهْلِ الموقف.
الثاني جمهور الفقهاء قالوا : يومُ النحر أفضلُ أيام العام ، وهو يومُ الحج الأكبر كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أَفْضَلُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ" وهو يوم الحادي عشر.
وفي "سنن أبي داود" أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "يوم الْحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ
وعلى هذا فإن يومُ عرفة يكون كمقدِّمة ليوم النَّحر ففيه يكونُ الوقوفُ ، والتضرعُ ، والتوبة ، والابتهالُ ، ثم يومَ النَّحر وتكون الوفادةُ والزيارة ، ولهذا سمي طوافُه طوافَ الزيارة ، لأنهم قد طهروا من ذنوبهم يوم عرفة ، ثم أذن لهم ربُّهم يوم النَّحر في زيارته ، والدخولِ عليه إلى بيته ، ولهذا كان فيه ذبحُ القرابين ، وحلقُ الرؤوس ، ورميُ الجمار ، ومعظمُ أفعال الحج ، وعملُ يوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم.

فإن قيل: فأيهما أفضلُ: يوم الجمعة، أو يوم عرفة؟

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم."لاَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَلاَ تَغْرُبُ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ" رواه ابن حبان
والصوابُ أن يوم الجمعة أفضلُ أيام الأسبوع ، ويومَ عرفة ويوم النَّحر أفضلُ أيام العام .
ويوم عرفة موافق ليوم إكمال اللّه تعالى دينَه لعباده المؤمنين، وإتمامِ نعمته عليهم، كما ثبت في "صحيح البخاري" عن طارق بن شهاب قال: جاء يهوديٌ إلى عمرَ بنِ الخطاب فقال: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين آيَةٌ تَقْرَؤونَهَا في كِتَابِكُمْ لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ وَنَعْلَمُ ذَلِكَ اليَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، لاتَّخَذْنَاهُ عِيداً ،
قَالَ: أيُ آَيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً} المائدة:3
فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيه ِ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ ، وَنَحْنُ وَاقِفُونَ مَعَهُ بِعَرَفَةَ.

فضل صوم يوم عرفة :
في الحديث عند مسلم عن أبى قتادة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة قال : " يكفر السنة الماضية والباقية ".
قال النووي : معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر، وهذا يشبه تكفير الخطايا بالوضوء، فإن لم تكن هناك صغائر يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعت درجات. ( شرح صحيح مسلم، 4/308 )
وقال الملا علي القاري : قال إمام الحرمين: المكفر الصغائر. وقال القاضي عياض: وهو مذهب أهل السنة والجماعة, وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة، أو رحمة الله.( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 4/474 )
وقال المباركفوري :فإن قيل: كيف يكون أن يكفر السنة التي بعده مع أنه ليس للرجل ذنب في تلك السنة ؟
قيل: معناه أن يحفظه الله تعالى من الذنوب فيها.
وقيل: أن يعطيه من الرحمة والثواب قدرا يكون ككفارة السنة الماضية والسنة القابلة إذا جاءت واتفقت له ذنوب.( تحفة الأحوذي، 3/171-172 )
الحجاج لا يصومون يوم عرفة :
عن عمير مولى أم الفضل ( شك ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عرفة ونحن بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه بقعب فيه لبن وهو بعرفة فشربه ) رواه مسلم
قال ابن المنذر : الفطر يوم عرفة بعرفات أحب إلىَّ إتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والصوم بغير عرفة أحب إلىَّ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم - وقد سئل عن صوم يوم عرفة - فقال : " يكفر السنة الماضية والباقية " .

والحكمة من ذلك : حتى يتقوى الحاج على القيام في هذا اليوم مع اشتداد حرارة الشمس وقلة الظل ، فيحتاج التقوي على طاعة الله بالدعاء والاستغفار والتلبية والذكر .
و روي عنسفيان بن عيينة: أنه سئل عن النهي عن صيام يوم عرفة بعرفة ؟فقال : لأنهم زوار الله و أضيافه و لا ينبغي للكريم أن يجوع أضيافه .

الدعاء يوم عرفة :

قال صلى الله عليه وسلم : " أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) "رواه الترمذي وحسنه الألباني". " .

وذكر الشيخ سيد سابق في فقه السنة هذه القصة قال :
يروى عن الحسين بن الحسن المروزي قال : سألت سفيان بن عيينة عن أفضل الدعاء يومعرفة . فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
فقلت له : هذا ثناء وليس بدعاء .
فقال : أتعرف حديث مالك بن الحارث ؟ هو تفسيره .
فقلت : حدثنيه أنت ، فقال : حدثنا منصور ، عن مالك بن الحارث قال : يقول الله عز وجل : " إذا شغل عبدي ثناؤه عليعن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين " . قال : وهذا تفسير قول النبي صلى اللهعليه وسلم .
ثم قال سفيان : أما علمت ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى عبد اللهابن جدعان يطلب نائله (عطاءه ) ؟
فقلت : لا .
فقال : قال أمية :

أأذكر حاجتي أم قد كفاني.......حياؤك إن شيمتك الحياء
وعلمك بالحقوق وأنت فرع ....... لك الحسب المهذب والسناء
إذا أثنىعليك المرء يوما ....... كفاه من تعرضه الثناء
ثم قال : يا حسين، هذا مخلوق يكتفي بالثناء عليه دون مسألة ، فكيف بالخالق ؟
يوم عرفة يوم العتق من النار :
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عدداً من النار من يوم عرفة وأنه ليدنو عز وجل ثم يباهى بهم الملائكة ، يقول : ما أراد هؤلاء " . رواه الدارقطني
وعن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما رئي الشيطان يوماً هو فيه اصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة ) رواه مالك في الموطأ مرسلا

قوله تعالى : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ )
نزلت هذه الآية لأن قريشاً كانت ترى نفسها أهل الحرم فلا يُطالبون أبداً بما يُطالب به سائر الناس، ولذلك لا يذهبون مع الناس إلى عرفات، والله يريد بالحج المساواة بين الناس، ولذلك قال النبي في حجة الوداع: " كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب) فلابد أن ينسخ الله مسلك قريش فقال: { ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ } يعني لا تميز لكم ولا تفرقة بين المسلمين.
الْحَجّ عَرَفَة :
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الْحَجّ عَرَفَة ) رواه أبو داوود
ومعناه : أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأكبر فمن فاته فقد فاته الحج
أسماء الأيام من اليوم الثامن من ذي الحجة إلى الثالث عشر :
8 من ذي الحجة : يوم التروية :
سمي بذلك لأنه لم يكن بعرفة ومزدلفة ماءفي الزمن القديم ، وكان الناس في اليوم الثامن يستقون الماء لحمله معهم إلى عرفاتومزدلفة .
9 من ذي الحجة : يوم عرفة : سبق ذكر سبب تسميته بهذا الاسم .
و10 من ذي الحجة : يوم النحر:
لأنه تنحر (تذبح ) فيه الأضاحي والهدي ، ويسمى يوم الحج الأكبر لأن أغلب مناسك الحج تتم فيه (الذبح والرمي والطواف والحلق أو التقصير )
و11 من ذي الحجة : يوم القر:
سمي بذلك لأن الحجيج يستقرون فيه بمنى بعد أداء المناسك في اليوم السابق .
و11و12و13 من ذي الحجة الثلاثة :
تسمى أيام التشريق وسُميت هذه الأيام بذلك؛ لأنهم كانوا يُشرِّقون لحوم الأضاحي في الشمس، وتشريق اللحم كما قال أهل اللغة: تقطيعه وتقديده وبسطه ( نشره ) فكانت هذه الوسيلة المتاحة آنذاك لحفظ اللحم لكثرته مع عدم وجود المبردات (الثلاجات ).
قال ابن حجر : سميت أيام التشريق؛ لأنهم كانوا يُشرِّقون فيها لحوم الأضاحي، أي: يقطعونها ويقددونها .
وتسمى أيام التشريق: الأيام المعدودات، قال تعالى: { واذكروا الله في أيام معدودات } (البقرة:203) وتسمى أيضًا: أيام منى، لأن الحاجَّ يكون موجودًا فيها تلك الأيام .
وسميت منى (بكسر الميم ) بذلك لأن الدماء تمنى أي تراق وتسيل فيها بسبب ذبح الهدي والأضاحي .
من أحوال السلف بعرفة :
أما عن أحوال السلف الصالح بعرفة ؛ فمنهم من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء: وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي.
وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!.
ووقفالفضيلبعرفة و الناس يدعون و هو يبكي بكاء الثكلى (التي مات ولدها )المحترقة قد حال البكاء بينه وبين الدعاء ، فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء و قال : و اسوأتاه منك وإن عفوت .

و دعا بعض العارفين بعرفةفقال : اللهم إن كنت لم تقبل حجي و تعبي و نصبي فلا تحرمني أجر المصيبة على ترككالقبول مني .
ومنهم من كان يغلب عليه الرجاء: قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
العبد بين حالين
إذا ظهر لنا حال السلف الصالح في هذا اليوم، فاعلم أنه يجب أن يكون حالك بين خوف صادق ورجاء محمود كما كان حالهم .
والخوف الصادق: هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط.
والرجاء المحمود: هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله، فهو راج لثواب الله، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله، فهو راج لمغفرته وعفوه.
قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) "البقرة: 218".
فينبغي عليك أخي أن تجمع في هذا اليوم العظيم المبارك بين الأمرين: الخوف والرجاء؛ فتخاف من عقاب الله وعذابه، وترجو مغفرته وثوابه.

التكبير في عيد الأضحى :
قال بعض أهل العلم :
التكبير في عيد الأضحى نوعان: تكبير مطلق، وتكبير مقيد.
فالتكبير المطلق يجوز من أول ذي الحجة إلى أيام العيد .. له أن يكبر في الطرقات وفي الأسواق، وفي منى، ويلقي بعضهم بعضًا فيكبر الله.

وأما التكبير المقيد فهو ما كان عقب الصلوات الفرائض، وخاصة إذا أديت في جماعة، كما يشترط أكثر الفقهاء.

وكذلك في مصلى العيد .. في الطريق إليه، وفي الجلوس فيه، على الإنسان أن يكبر، ولا يجلس صامتًا .. سواء في عيد الفطر، أو عيد الأضحى . لأن هذا اليوم ينبغي أن يظهر فيه شعائر الإسلام.

ومن أبرز هذه الشعائر التكبير .. وقد قيل " زيّنوا أعيادكم بالتكبير ". (رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه نكارة).

ولهذا ينبغي على المسلمين أن يظهروا هذه الشعيرة يوم العيد، فإذا توجهوا إلى المصلى، أو جلسوا فيه ينتظرون الصلاة، فعليهم أن يرفعوا أصواتهم مكبرين بقولهم "الله أكبر . الله أكبر . لا إله إلا الله. .. والله أكبر . ولله الحمد " وهذه الصيغة واردة عن ابن مسعود وأخذ بها الإمام أحمد .

وهناك صيغة وردت عن سلمان " الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا ".


أما الصلوات وما يتبعها من أذكار فلم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم كقولهم: " اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد .. الخ ".


والصلاة على النبي مشروعة في كل وقت، ولكن تقييدها بهذه الصيغة وفي هذا الوقت بالذات لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته الأبرار.

وكذلك ما يقولونه بهذه المناسبة " لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ... " لم يرد أيضًا مقيدًا بيوم العيد. وإنما التكبير المأثور الوارد هو ما كان بالصيغة السابقة الذكر " الله أكبر . الله أكبر، لا إله إلا الله . والله أكبر . الله أكبر . ولله الحمد ".


فعلى المسلم أن يحرص على هذا التكبير، وأن يملأ به جنبات المصلي، وأن يكبر الله في أيام عشر ذي الحجة كلها.


وأما التكبير المقيد بأعقاب الصلوات فيبدأ عقب الصلاة فجر يوم عرفة، ويستمر إلى ثلاث وعشرين صلاة، يعني إلى رابع أيام العيد، حيث ينتهي التكبير عقب صلاة العصر من ذلك اليوم .
لماذا نكبِّر في عيد الأضحى أكثر ممّا نكبِّر في عيد الفطر؟
مدّة التكبير في عيد الفطر أقلَّ من الأضحى؛ لأن القُربة إلى الله في عيد الفطر كان أهمُّها الصلاة وإخراج زكاة الفطر، أمّا في عيد الأضحى فالقُربة برمَي الجِمار والذَّبح ممتدة إلى ثلاثة أيّام بعد يوم العيد.

أيام التشريق :
أخرجمسلمفيصحيحهمن حديث نبيشة الهذلي أن النبي صلىالله عليه و سلم قال : (أيام منى أيام أكل و شرب و ذكر الله عز و جل)
و في روايةللإمام أحمد( من كان صائماً فليفطر فإنها أيام أكل و شرب)
وهي الأيام المعدودات كما أسلفنا.
و ذكر الله عز و جل المأمور به في أيامك التشريق أنواع متعددة منها :
1- ذكر الله عز و جل عقب الصلوات المكتوبات بالتكبير في أدبارها و هو مشروع إلى آخرأيام التشريق عند جمهور العلماء .
2- و منها : ذكره بالتسمية و التكبير عند ذبح النسك فإن وقت ذبحالهدايا و الأضاحي يمتد إلى آخر أيام التشريق عند جماعة من العلماء ، و هو قولالشافعيو رواية عنالإمام أحمد
3- ومنها : ذكر الله عز و جل على الأكل و الشرب فإن المشروع في الأكل و الشرب أن يسميالله في أوله و يحمده في آخره ، و في الحديث (إنالله عز و جل يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها و يشرب الشربة فيحمدهعليها.)
4- و منها : ذكره بالتكبير عند رمي الجمار في أيامالتشريق ، و هذا يختص به أهل الموسم .
5- و منها : ذكر الله تعالى المطلق فإنه يستحبالإكثار منه في أيام التشريق ، و قد كان عمر يكبر بمنى في قبته فيسمعه الناسفيكبرون فترتج منى تكبيراً ، و قد قال الله تعالى : (فإذا قضيتممناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا... )البقرة 200
استحباب الدعاء بـ (ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرةحسنة و قنا عذاب النار)
و قداستحب كثير من السلف كثرة الدعاء بهذا في أيام التشريق .
قال عكرمة : كان يستحب أنيقال في أيام التشريق :ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرةحسنة و قنا عذاب النار
و عنعطاءقال : ينبغيلكل من نفر أن يقول حين ينفر متوجهاً إلى أهله :ربنا آتنا فيالدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار، خرجهما عبد بن حميد فيتفسيره
و هذا الدعاء من أجمع الأدعية للخير و كان النبي صلى الله عليه و سلم يكثرمنه
و روي : أنه كان أكثر دعائه ، و كان إذا دعا بدعاء جعله معه فإنه يجمع خيرالدنيا و الآخرة .
قالالحسن: الحسنة في الدنيا : العلمو العبادة ، و في الآخرة : الجنة .
و قالسفيان: الحسنةفي الدنيا : العلم و الرزق الطيب ، و في الآخرة : الجنة
و الدعاء من أفضل أنواع ذكرالله عز و جل .
و في الأمر بالذكرعند انقضاء النسك معنى و هو أن سائر العبادات تنقضي و يفرغ منها ، و ذكر الله باقلا ينقضي و لا يفرغ منه بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا و الآخرة ، و قد أمر اللهتعالى بذكره عند انقضاء الصلاة ، قال الله تعالى : (فإذا قضيتمالصلاة فاذكروا الله قياماً و قعوداً و على جنوبكم) النساء 103
و قال في صلاة الجمعة : (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً) الجمعة 10
و قال تعالى : (فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب) الشرح 8،7
قالالحسن: أمره إذافرغ من غزوة أن يجتهد في الدعاء و العبادة فالأعمال كلها يفرغ منها ، و الذكر لافراغ له و لا انقضاء ، و الأعمال تنقطع بانقطاع الدنيا و لا يبقى منها شيء فيالآخرة ، و الذكر لا ينقطع ، المؤمن يعيش على الذكر و يموت عليه و عليه يبعث .

قال ذو النون : ما طابت الدنيا إلا بذكره و لاالآخرة إلا بعفوه و لا الجنة إلا برؤيته .

فأيام التشريق يجتمعفيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل و الشرب ، و نعيم قلوبهم بالذكر و الشكر ، وبذلك تتم النعم ، و كلما أحدثوا شكراً على النعمة كان شكرهم نعمة أخرى إلى شكر آخر ، و لا ينتهي الشكر أبداً .
في قول النبيصلى الله عليه و سلم :إنها أيام أكل و شرب و ذكر الله عز و جل، إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد و الشرب إنما يستعان به على ذكر اللهتعالى و طاعته و ذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات ، و قد أمر اللهتعالى في كتابه بالأكل من الطيبات و الشكر له ، فمن استعان بنعم الله على معاصيهفقد كفر نعمة الله و بدلها كفراً و هو جدير أن يسلبها .
كما قيل :إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
و داوم عليها بشكر الإله فشكر الإلــــه يزيلالنقم


و خصوصاً نعمة الأكل من لحوم بهيمة الأنعام كما في أيامالتشريق فإن هذه البهائم مطيعة و هي مسبحة له قانتة كما قال تعالى : (و إن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) الإسراء44.
و إنها تسجد له كما أخبر بذلك فيسورة النحل و سورة الحج ، و ربما كانت أكثر ذكراً لله من بعض بني آدم ، و فيالمسندمرفوعاً :رب بهيمة خير من راكبها ، واكثر له منه ذكراً.
و قد أخبر الله تعالى في كتابه أن كثيراً من الجن والإنس كالأنعام بل هم أضل فأباح الله عز و جل ذبح هذه البهائم المطيعة الذاكرة لهلعباده المؤمنين حتى تتقوى بها أبدانهم و تكمل لذاتهم في أكلهم اللحوم ، فإنها منأجل الأغذية وألذها مع أن الأبدان تقوم بغير اللحم من النباتات و غيرها لكن لا تكملالقوة و العقل و اللذة إلا باللحم فأباح للمؤمنين قتل هذه البهائم و الأكل منلحومها ليكمل بذلك قوة عباده و عقولهم ، فيكون ذلك عوناً لهم على علوم نافعة وأعمال صالحة يمتاز بها بنو آدم على البهائم و على ذكر الله عز و جل و هو أكثر منذكر البهائم .
فلا يليق بالمؤمن مع هذا إلا مقابلة هذه النعم بالشكر عليها ، والإستعانة بها على طاعة الله عز و جل و ذكره حيث فضل الله ابن آدم على كثير منالمخلوقات ، و سخر له هذه الحيوانات ، قال الله تعالى : (فكلوامنها و أطعموا القانع و المعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون) الحج36
فأما من قتلهذه البهيمة المطيعة الذاكرة لله عز و جل ثم استعان بأكل لحومها على معاصي الله عزو جل و نسي ذكر الله عز و جل فقد قلب الأمر و كفر النعمة ، فلا كان من كانت البهائمخيراً منه و أطوع .
و إنما نهى عن صيام أيامالتشريق لأنها أعياد للمسلمين مع يوم النحر فلا تصام بمنى و لا غيرها عند جمهورالعلماء ، خلافاًلعطاءفي قوله : إن النهي يختص بأهلمنى و إنما نهي عن التطوع بصيامها سواء وافق عادة أو لم يوافق
فأما صيامها عنقضاء فرض أو نذر أو صيامها بمنى للمتمتع إذا لم يجد الهدي ففيه اختلاف مشهور بينالعلماء .
هذا الموضوع اقتبست أغلب فقراته من كتاب لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي باختصار وتصرف يسير

للأمانة ....منقول...................









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-04, 07:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو الأمين
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي يوم عرفة ومنى وأيام التشريق فضائل و.

يوم عرفة وأيام التشريق فضائل وأحكام
لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم ؟
اختلف في سبب تسمية عرفة وعرفات على أقوال منها :
أنه من العرف ، بمعنى : الرائحة الزكية ، وذلك لأن منى تصبح رائحتها لكثرة الذبح متغيرة ، أما عرفات فلا يصيبها ذلك أو لأنها مطيبة بالتقديس ، فهي واد مقدس معظم ، لأنه من شعائر الله .
وقيل : لأن الناس يجتمعون فيه فيتعارفون
وقيل : لأن العباد يتعرفون على ربهم بالطاعات والعبادات
وقيل : لأن الله بعث جبريل عليه السلام إلى إبراهيم ، فحج به ، حتى إذا أتى عرفة ، قال : عرفت وكان قد أتاها مرة قبل ذلك ، قال له : عرفت .
وقيل : لأن آدم وحواء تعارفا بعد الهبوط إلى الأرض . والله أعلم بالصواب .
هل يوم عرفة هو خير الأيام عند اللّه تعالى ؟
للعلماء قولان :
الأول : الشافعية قالوا : إن يومُ عرفة أفضلُ أيام العام ،فهو يومُ الحج الأكبر، وصيامُه يكفر سنتين، ومَا مِنْ يَوْمٍ يَعْتِقُ اللَّهُ فِيهِ الرِّقابَ أَكثَرَ مِنهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ، ولأنه سبحانه وتعالى يَدْنُو فِيهِ مِنْ عِبَادِه ، ثُمَّ يُبَاهِي مَلاَئِكَتَه بِأَهْلِ الموقف.
الثاني جمهور الفقهاء قالوا : يومُ النحر أفضلُ أيام العام ، وهو يومُ الحج الأكبر كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أَفْضَلُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ" وهو يوم الحادي عشر.
وفي "سنن أبي داود" أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "يوم الْحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ
وعلى هذا فإن يومُ عرفة يكون كمقدِّمة ليوم النَّحر ففيه يكونُ الوقوفُ ، والتضرعُ ، والتوبة ، والابتهالُ ، ثم يومَ النَّحر وتكون الوفادةُ والزيارة ، ولهذا سمي طوافُه طوافَ الزيارة ، لأنهم قد طهروا من ذنوبهم يوم عرفة ، ثم أذن لهم ربُّهم يوم النَّحر في زيارته ، والدخولِ عليه إلى بيته ، ولهذا كان فيه ذبحُ القرابين ، وحلقُ الرؤوس ، ورميُ الجمار ، ومعظمُ أفعال الحج ، وعملُ يوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم.

فإن قيل: فأيهما أفضلُ: يوم الجمعة، أو يوم عرفة؟

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم."لاَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَلاَ تَغْرُبُ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ" رواه ابن حبان
والصوابُ أن يوم الجمعة أفضلُ أيام الأسبوع ، ويومَ عرفة ويوم النَّحر أفضلُ أيام العام .
ويوم عرفة موافق ليوم إكمال اللّه تعالى دينَه لعباده المؤمنين، وإتمامِ نعمته عليهم، كما ثبت في "صحيح البخاري" عن طارق بن شهاب قال: جاء يهوديٌ إلى عمرَ بنِ الخطاب فقال: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين آيَةٌ تَقْرَؤونَهَا في كِتَابِكُمْ لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ وَنَعْلَمُ ذَلِكَ اليَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، لاتَّخَذْنَاهُ عِيداً ،
قَالَ: أيُ آَيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً} المائدة:3
فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيه ِ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ ، وَنَحْنُ وَاقِفُونَ مَعَهُ بِعَرَفَةَ.

فضل صوم يوم عرفة :
في الحديث عند مسلم عن أبى قتادة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة قال : " يكفر السنة الماضية والباقية ".
قال النووي : معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر، وهذا يشبه تكفير الخطايا بالوضوء، فإن لم تكن هناك صغائر يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعت درجات. ( شرح صحيح مسلم، 4/308 )
وقال الملا علي القاري : قال إمام الحرمين: المكفر الصغائر. وقال القاضي عياض: وهو مذهب أهل السنة والجماعة, وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة، أو رحمة الله.( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 4/474 )
وقال المباركفوري :فإن قيل: كيف يكون أن يكفر السنة التي بعده مع أنه ليس للرجل ذنب في تلك السنة ؟
قيل: معناه أن يحفظه الله تعالى من الذنوب فيها.
وقيل: أن يعطيه من الرحمة والثواب قدرا يكون ككفارة السنة الماضية والسنة القابلة إذا جاءت واتفقت له ذنوب.( تحفة الأحوذي، 3/171-172 )
الحجاج لا يصومون يوم عرفة :
عن عمير مولى أم الفضل ( شك ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عرفة ونحن بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه بقعب فيه لبن وهو بعرفة فشربه ) رواه مسلم
قال ابن المنذر : الفطر يوم عرفة بعرفات أحب إلىَّ إتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والصوم بغير عرفة أحب إلىَّ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم - وقد سئل عن صوم يوم عرفة - فقال : " يكفر السنة الماضية والباقية " .

والحكمة من ذلك : حتى يتقوى الحاج على القيام في هذا اليوم مع اشتداد حرارة الشمس وقلة الظل ، فيحتاج التقوي على طاعة الله بالدعاء والاستغفار والتلبية والذكر .
و روي عنسفيان بن عيينة: أنه سئل عن النهي عن صيام يوم عرفة بعرفة ؟فقال : لأنهم زوار الله و أضيافه و لا ينبغي للكريم أن يجوع أضيافه .

الدعاء يوم عرفة :

قال صلى الله عليه وسلم : " أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) "رواه الترمذي وحسنه الألباني". " .

وذكر الشيخ سيد سابق في فقه السنة هذه القصة قال :
يروى عن الحسين بن الحسن المروزي قال : سألت سفيان بن عيينة عن أفضل الدعاء يومعرفة . فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
فقلت له : هذا ثناء وليس بدعاء .
فقال : أتعرف حديث مالك بن الحارث ؟ هو تفسيره .
فقلت : حدثنيه أنت ، فقال : حدثنا منصور ، عن مالك بن الحارث قال : يقول الله عز وجل : " إذا شغل عبدي ثناؤه عليعن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين " . قال : وهذا تفسير قول النبي صلى اللهعليه وسلم .
ثم قال سفيان : أما علمت ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى عبد اللهابن جدعان يطلب نائله (عطاءه ) ؟
فقلت : لا .
فقال : قال أمية :

أأذكر حاجتي أم قد كفاني.......حياؤك إن شيمتك الحياء
وعلمك بالحقوق وأنت فرع ....... لك الحسب المهذب والسناء
إذا أثنىعليك المرء يوما ....... كفاه من تعرضه الثناء
ثم قال : يا حسين، هذا مخلوق يكتفي بالثناء عليه دون مسألة ، فكيف بالخالق ؟
يوم عرفة يوم العتق من النار :
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عدداً من النار من يوم عرفة وأنه ليدنو عز وجل ثم يباهى بهم الملائكة ، يقول : ما أراد هؤلاء " . رواه الدارقطني
وعن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما رئي الشيطان يوماً هو فيه اصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة ) رواه مالك في الموطأ مرسلا

قوله تعالى : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ )
نزلت هذه الآية لأن قريشاً كانت ترى نفسها أهل الحرم فلا يُطالبون أبداً بما يُطالب به سائر الناس، ولذلك لا يذهبون مع الناس إلى عرفات، والله يريد بالحج المساواة بين الناس، ولذلك قال النبي في حجة الوداع: " كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب) فلابد أن ينسخ الله مسلك قريش فقال: { ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ } يعني لا تميز لكم ولا تفرقة بين المسلمين.
الْحَجّ عَرَفَة :
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الْحَجّ عَرَفَة ) رواه أبو داوود
ومعناه : أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأكبر فمن فاته فقد فاته الحج
أسماء الأيام من اليوم الثامن من ذي الحجة إلى الثالث عشر :
8 من ذي الحجة : يوم التروية :
سمي بذلك لأنه لم يكن بعرفة ومزدلفة ماءفي الزمن القديم ، وكان الناس في اليوم الثامن يستقون الماء لحمله معهم إلى عرفاتومزدلفة .
9 من ذي الحجة : يوم عرفة : سبق ذكر سبب تسميته بهذا الاسم .
و10 من ذي الحجة : يوم النحر:
لأنه تنحر (تذبح ) فيه الأضاحي والهدي ، ويسمى يوم الحج الأكبر لأن أغلب مناسك الحج تتم فيه (الذبح والرمي والطواف والحلق أو التقصير )
و11 من ذي الحجة : يوم القر:
سمي بذلك لأن الحجيج يستقرون فيه بمنى بعد أداء المناسك في اليوم السابق .
و11و12و13 من ذي الحجة الثلاثة :
تسمى أيام التشريق وسُميت هذه الأيام بذلك؛ لأنهم كانوا يُشرِّقون لحوم الأضاحي في الشمس، وتشريق اللحم كما قال أهل اللغة: تقطيعه وتقديده وبسطه ( نشره ) فكانت هذه الوسيلة المتاحة آنذاك لحفظ اللحم لكثرته مع عدم وجود المبردات (الثلاجات ).
قال ابن حجر : سميت أيام التشريق؛ لأنهم كانوا يُشرِّقون فيها لحوم الأضاحي، أي: يقطعونها ويقددونها .
وتسمى أيام التشريق: الأيام المعدودات، قال تعالى: { واذكروا الله في أيام معدودات } (البقرة:203) وتسمى أيضًا: أيام منى، لأن الحاجَّ يكون موجودًا فيها تلك الأيام .
وسميت منى (بكسر الميم ) بذلك لأن الدماء تمنى أي تراق وتسيل فيها بسبب ذبح الهدي والأضاحي .
من أحوال السلف بعرفة :
أما عن أحوال السلف الصالح بعرفة ؛ فمنهم من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء: وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي.
وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!.
ووقفالفضيلبعرفة و الناس يدعون و هو يبكي بكاء الثكلى (التي مات ولدها )المحترقة قد حال البكاء بينه وبين الدعاء ، فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء و قال : و اسوأتاه منك وإن عفوت .

و دعا بعض العارفين بعرفةفقال : اللهم إن كنت لم تقبل حجي و تعبي و نصبي فلا تحرمني أجر المصيبة على ترككالقبول مني .
ومنهم من كان يغلب عليه الرجاء: قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
العبد بين حالين
إذا ظهر لنا حال السلف الصالح في هذا اليوم، فاعلم أنه يجب أن يكون حالك بين خوف صادق ورجاء محمود كما كان حالهم .
والخوف الصادق: هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط.
والرجاء المحمود: هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله، فهو راج لثواب الله، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله، فهو راج لمغفرته وعفوه.
قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) "البقرة: 218".
فينبغي عليك أخي أن تجمع في هذا اليوم العظيم المبارك بين الأمرين: الخوف والرجاء؛ فتخاف من عقاب الله وعذابه، وترجو مغفرته وثوابه.

التكبير في عيد الأضحى :
قال بعض أهل العلم :
التكبير في عيد الأضحى نوعان: تكبير مطلق، وتكبير مقيد.
فالتكبير المطلق يجوز من أول ذي الحجة إلى أيام العيد .. له أن يكبر في الطرقات وفي الأسواق، وفي منى، ويلقي بعضهم بعضًا فيكبر الله.

وأما التكبير المقيد فهو ما كان عقب الصلوات الفرائض، وخاصة إذا أديت في جماعة، كما يشترط أكثر الفقهاء.

وكذلك في مصلى العيد .. في الطريق إليه، وفي الجلوس فيه، على الإنسان أن يكبر، ولا يجلس صامتًا .. سواء في عيد الفطر، أو عيد الأضحى . لأن هذا اليوم ينبغي أن يظهر فيه شعائر الإسلام.

ومن أبرز هذه الشعائر التكبير .. وقد قيل " زيّنوا أعيادكم بالتكبير ". (رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه نكارة).

ولهذا ينبغي على المسلمين أن يظهروا هذه الشعيرة يوم العيد، فإذا توجهوا إلى المصلى، أو جلسوا فيه ينتظرون الصلاة، فعليهم أن يرفعوا أصواتهم مكبرين بقولهم "الله أكبر . الله أكبر . لا إله إلا الله. .. والله أكبر . ولله الحمد " وهذه الصيغة واردة عن ابن مسعود وأخذ بها الإمام أحمد .

وهناك صيغة وردت عن سلمان " الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا ".


أما الصلوات وما يتبعها من أذكار فلم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم كقولهم: " اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد .. الخ ".


والصلاة على النبي مشروعة في كل وقت، ولكن تقييدها بهذه الصيغة وفي هذا الوقت بالذات لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته الأبرار.

وكذلك ما يقولونه بهذه المناسبة " لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ... " لم يرد أيضًا مقيدًا بيوم العيد. وإنما التكبير المأثور الوارد هو ما كان بالصيغة السابقة الذكر " الله أكبر . الله أكبر، لا إله إلا الله . والله أكبر . الله أكبر . ولله الحمد ".


فعلى المسلم أن يحرص على هذا التكبير، وأن يملأ به جنبات المصلي، وأن يكبر الله في أيام عشر ذي الحجة كلها.


وأما التكبير المقيد بأعقاب الصلوات فيبدأ عقب الصلاة فجر يوم عرفة، ويستمر إلى ثلاث وعشرين صلاة، يعني إلى رابع أيام العيد، حيث ينتهي التكبير عقب صلاة العصر من ذلك اليوم .
لماذا نكبِّر في عيد الأضحى أكثر ممّا نكبِّر في عيد الفطر؟
مدّة التكبير في عيد الفطر أقلَّ من الأضحى؛ لأن القُربة إلى الله في عيد الفطر كان أهمُّها الصلاة وإخراج زكاة الفطر، أمّا في عيد الأضحى فالقُربة برمَي الجِمار والذَّبح ممتدة إلى ثلاثة أيّام بعد يوم العيد.

أيام التشريق :
أخرجمسلمفيصحيحهمن حديث نبيشة الهذلي أن النبي صلىالله عليه و سلم قال : (أيام منى أيام أكل و شرب و ذكر الله عز و جل)
و في روايةللإمام أحمد( من كان صائماً فليفطر فإنها أيام أكل و شرب)
وهي الأيام المعدودات كما أسلفنا.
و ذكر الله عز و جل المأمور به في أيامك التشريق أنواع متعددة منها :
1- ذكر الله عز و جل عقب الصلوات المكتوبات بالتكبير في أدبارها و هو مشروع إلى آخرأيام التشريق عند جمهور العلماء .
2- و منها : ذكره بالتسمية و التكبير عند ذبح النسك فإن وقت ذبحالهدايا و الأضاحي يمتد إلى آخر أيام التشريق عند جماعة من العلماء ، و هو قولالشافعيو رواية عنالإمام أحمد
3- ومنها : ذكر الله عز و جل على الأكل و الشرب فإن المشروع في الأكل و الشرب أن يسميالله في أوله و يحمده في آخره ، و في الحديث (إنالله عز و جل يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها و يشرب الشربة فيحمدهعليها.)
4- و منها : ذكره بالتكبير عند رمي الجمار في أيامالتشريق ، و هذا يختص به أهل الموسم .
5- و منها : ذكر الله تعالى المطلق فإنه يستحبالإكثار منه في أيام التشريق ، و قد كان عمر يكبر بمنى في قبته فيسمعه الناسفيكبرون فترتج منى تكبيراً ، و قد قال الله تعالى : (فإذا قضيتممناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا... )البقرة 200
استحباب الدعاء بـ (ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرةحسنة و قنا عذاب النار)
و قداستحب كثير من السلف كثرة الدعاء بهذا في أيام التشريق .
قال عكرمة : كان يستحب أنيقال في أيام التشريق :ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرةحسنة و قنا عذاب النار
و عنعطاءقال : ينبغيلكل من نفر أن يقول حين ينفر متوجهاً إلى أهله :ربنا آتنا فيالدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار، خرجهما عبد بن حميد فيتفسيره
و هذا الدعاء من أجمع الأدعية للخير و كان النبي صلى الله عليه و سلم يكثرمنه
و روي : أنه كان أكثر دعائه ، و كان إذا دعا بدعاء جعله معه فإنه يجمع خيرالدنيا و الآخرة .
قالالحسن: الحسنة في الدنيا : العلمو العبادة ، و في الآخرة : الجنة .
و قالسفيان: الحسنةفي الدنيا : العلم و الرزق الطيب ، و في الآخرة : الجنة
و الدعاء من أفضل أنواع ذكرالله عز و جل .
و في الأمر بالذكرعند انقضاء النسك معنى و هو أن سائر العبادات تنقضي و يفرغ منها ، و ذكر الله باقلا ينقضي و لا يفرغ منه بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا و الآخرة ، و قد أمر اللهتعالى بذكره عند انقضاء الصلاة ، قال الله تعالى : (فإذا قضيتمالصلاة فاذكروا الله قياماً و قعوداً و على جنوبكم) النساء 103
و قال في صلاة الجمعة : (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً) الجمعة 10
و قال تعالى : (فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب) الشرح 8،7
قالالحسن: أمره إذافرغ من غزوة أن يجتهد في الدعاء و العبادة فالأعمال كلها يفرغ منها ، و الذكر لافراغ له و لا انقضاء ، و الأعمال تنقطع بانقطاع الدنيا و لا يبقى منها شيء فيالآخرة ، و الذكر لا ينقطع ، المؤمن يعيش على الذكر و يموت عليه و عليه يبعث .

قال ذو النون : ما طابت الدنيا إلا بذكره و لاالآخرة إلا بعفوه و لا الجنة إلا برؤيته .

فأيام التشريق يجتمعفيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل و الشرب ، و نعيم قلوبهم بالذكر و الشكر ، وبذلك تتم النعم ، و كلما أحدثوا شكراً على النعمة كان شكرهم نعمة أخرى إلى شكر آخر ، و لا ينتهي الشكر أبداً .
في قول النبيصلى الله عليه و سلم :إنها أيام أكل و شرب و ذكر الله عز و جل، إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد و الشرب إنما يستعان به على ذكر اللهتعالى و طاعته و ذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات ، و قد أمر اللهتعالى في كتابه بالأكل من الطيبات و الشكر له ، فمن استعان بنعم الله على معاصيهفقد كفر نعمة الله و بدلها كفراً و هو جدير أن يسلبها .
كما قيل :إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
و داوم عليها بشكر الإله فشكر الإلــــه يزيلالنقم


و خصوصاً نعمة الأكل من لحوم بهيمة الأنعام كما في أيامالتشريق فإن هذه البهائم مطيعة و هي مسبحة له قانتة كما قال تعالى : (و إن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) الإسراء44.
و إنها تسجد له كما أخبر بذلك فيسورة النحل و سورة الحج ، و ربما كانت أكثر ذكراً لله من بعض بني آدم ، و فيالمسندمرفوعاً :رب بهيمة خير من راكبها ، واكثر له منه ذكراً.
و قد أخبر الله تعالى في كتابه أن كثيراً من الجن والإنس كالأنعام بل هم أضل فأباح الله عز و جل ذبح هذه البهائم المطيعة الذاكرة لهلعباده المؤمنين حتى تتقوى بها أبدانهم و تكمل لذاتهم في أكلهم اللحوم ، فإنها منأجل الأغذية وألذها مع أن الأبدان تقوم بغير اللحم من النباتات و غيرها لكن لا تكملالقوة و العقل و اللذة إلا باللحم فأباح للمؤمنين قتل هذه البهائم و الأكل منلحومها ليكمل بذلك قوة عباده و عقولهم ، فيكون ذلك عوناً لهم على علوم نافعة وأعمال صالحة يمتاز بها بنو آدم على البهائم و على ذكر الله عز و جل و هو أكثر منذكر البهائم .
فلا يليق بالمؤمن مع هذا إلا مقابلة هذه النعم بالشكر عليها ، والإستعانة بها على طاعة الله عز و جل و ذكره حيث فضل الله ابن آدم على كثير منالمخلوقات ، و سخر له هذه الحيوانات ، قال الله تعالى : (فكلوامنها و أطعموا القانع و المعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون) الحج36
فأما من قتلهذه البهيمة المطيعة الذاكرة لله عز و جل ثم استعان بأكل لحومها على معاصي الله عزو جل و نسي ذكر الله عز و جل فقد قلب الأمر و كفر النعمة ، فلا كان من كانت البهائمخيراً منه و أطوع .
و إنما نهى عن صيام أيامالتشريق لأنها أعياد للمسلمين مع يوم النحر فلا تصام بمنى و لا غيرها عند جمهورالعلماء ، خلافاًلعطاءفي قوله : إن النهي يختص بأهلمنى و إنما نهي عن التطوع بصيامها سواء وافق عادة أو لم يوافق
فأما صيامها عنقضاء فرض أو نذر أو صيامها بمنى للمتمتع إذا لم يجد الهدي ففيه اختلاف مشهور بينالعلماء .
هذا الموضوع اقتبست أغلب فقراته من كتاب لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي باختصار وتصرف يسير

للأمانة ....منقول...................









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-05, 17:37   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*ابو محمد الجزائري*
مشرف سابق
 
الأوسمة
المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-05, 19:06   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أريج ماريا
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بووووركت وجزاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-20, 11:19   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
سالكة نهج النبي
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية سالكة نهج النبي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

دمتم في رعاية المولى وحفظه










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-22, 17:11   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
همسة فرح
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركتم جزاكم الله خيرااااااااااا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المباركة, الحدث, العصر, النحر, فوائد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc