رمضانيات 2013 - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الإبتدائي > قسم الأرشيف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رمضانيات 2013

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-28, 09:02   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

من رحمة الله عزّ وجلّ بالعباد أن جعل أفضل أيّام رمضان آخره، إذ النّفوس تنشط عند قرب النّهاية وتستدرك ما فاتها رغبةً في التعويض، والعشر الأواخر هي خاتمة مسك رمضان، إذ كان سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُعطي هذه الأيّام عناية خاصة ويجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها: ”أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها”. ومن الأعمال المستحبة فى هذه الأيّام المباركة الّتي فيها ليلة القدر الّتي هي خيرٌ من ألف شهر.
الاعتكاف: عن ابن عمر رضي الله عنهما: ”أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان”، قال القاضي عياض رحمه الله: ”وفيه استحباب كونه في العشر الأواخر من رمضان لمواظبة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على ذلك لقوله: ”كان يعتكف”، وأكثر ما يستعمل هذا فيما كان يداوم عليه، مع ما دلّت عليه نصوص الآثار من تكراره، ولأنّ ليلة القدر مطلوبة في تلك العشر”.
وعن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتّى توفاه الله تعالى. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ”كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعتكف في كلّ رمضان عشرة أيّام، فلمّا كان العام الّذي قُبِض فيه اعتكف عشرين”.
ليلة القدر: قال الله تعالى: ”إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” القدر:1-3. وهي ليلة عظيمة مباركة اختصّها الله عزّ وجلّ بفضائل وخصائص كثيرة عن غيرها من الليالي، منها: أنّ الله تعالى أنزل القرآن الكريم في هذه اللّيلة، كما قال تعالى: ”إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ”أنّ القرآن الكريم أُنْزِل في ليلة القدر جملة واحدة من اللّوح المحفوظ إلى بيت العِزّة في السّماء الدنيا”. وأنّ الله تعالى عظَّم شأنها وذكرها بقوله: ”وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ”. وأنّ العبادة والعمل الصّالح فيها من صيام وقيام ودعاء وقراءة القرآن خيرًا من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، قال تعالى: ”لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”. وفي هذه الليلة لا يخرج الشيطان معها، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”إنّ الشّمس تطلع كلّ يوم بين قرني الشّيطان إلاّ صبيحة ليلة القدر”. وأنّ الملائكة والرّوح تتَنَزَّل في هذه اللّيلة، قال تعالى: ”تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ”. وأن الأمن والسّلام يحلّ في هذه اللّيلة على أهل الإيمان، قال تعالى: ”سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر”. وأنّهـا ليلة مباركة، قال تعالى: ”إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ”.
تحرّي ليلة القدر في لّيالي الوتر من هذه العشر: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه”. وعن عُبادة بن الصّامت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”من قامها ابتغاءها ثمّ وقعت له غُفِر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر”. وقد بيَّن لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ ليلة القدر ليست في ليلة معيّنة وإنّما أرشدنا إلى تحرّي هذه الليلة المباركة وطلبها في اللّيالي الوتر من العشر الأواخر، فعن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”. وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن كان متحريًا فليتحرها ليلة سبع وعشرين أو قال: ”تحروها ليلة سبع وعشرين”.
الإكثار من الدعاء: بيّن لنا الله عزّ وجلّ أنّه قريب من عباده يستجيب لهم إذا دعوه فقال جلّ وعلا: ”وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
ويستحب للإنسان الإكثار من الدعاء في هذه الأيّام واللّيالي المباركة، فعن عائشة رضي الله عنها أنّها سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت: إنّ وافقني ليلة القدر فماذا أقول؟ فقال: ”قولي اللّهمّ إنّك عَفُوٌ تحبّ العفو فاعْفُ عنّي”.









 


قديم 2013-07-28, 12:19   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
المدير2012
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المدير2012
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2013-07-28, 12:48   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
المدير2012
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المدير2012
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

طفل روسي يقرأ القرأن










قديم 2013-07-29, 12:22   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

عَد صلاة التّهجُّد من أبرز العلامات الّتي يتميّز بها الاعتكاف، لمَا لها من عظيم الأثر في النُّفوس ولمَا يلمسه المرء من شعور صادق بقربه من الله تعالى، مِصْداقًا لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”أقرَبُ ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر” رواه الترمذي بسند حسن صحيح، ففي ظلّها تصفو القلوب وتخشع النُّفوس وتتسامى العقول والخواطر وتعرج الأرواح إلى بارئها فتنعم بجواره وتأوي إلى رحمته.
من الأدوار التي يمكنك القيام بها لتعميق استفادة المعتكفين بهذه المعاني الروحية من صلاة التّهجّد، أن توفّر لهم ظروفًا تساعدهم على ذلك مثل:
الحرص على إيجاد قارئ مجيد لحفظ القرآن، حسن الصوت، يشعر مَن يُصلّي خلفه بروعة القرآن ويعيش في ظلال معانيه، كما علّمنا ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين قال: ”إنّ مِن أحسن النّاس صوتًا بالقرآن الّذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله” رواه ابن ماجه بسند صحيح.
يحسن أن يكون وقتها في الثلث الأخير من الليل وليس في منتصف الليل؛ وذلك لتفوز بالرّحمات الّتي أخبر بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الثلث الأخير من الليل حين قال: ”إذا مضَى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السّماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يُعطَى! هل من داع يُستجاب له! هل من مستغفر يُغفر له! حتّى ينفجر الصبح” رواه مسلم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يستطيع المعتكفون أن يأخذوا قسطًا من النّوم فيقومون للتّهجّد بنفس يقظة واعية لمَا تسمعه من آيات القرآن ولمَا تتلفّظ به من الذِّكر والدعاء.
ويمكن أيضًا أن تنظم بعض العِظات القصيرة الّتي ترق لها القلوب، مثل: الحديث عن نِعَم الله علينا، وعن الجنّة ونعيمها، وعن مشاهد يوم القيامة.. إلخ، بين ركعات التّهجّد.
كذلك يمكن عمل فقرات ”معايشة”، وذلك بأن يقوم أحد المعتكفين بتحضير آية معيّنة، ويلقي خاطرة بسيطة حولها، ثمّ يترك المجال لبقية المعتكفين حتّى يتفكّروا في معاني هذه الآية ويتعايشوا معها.
وفي الاعتكاف تسمُو الأرواح وترق النُّفوس، فتصبح في حالة من الاستعداد والتهيؤ لقبول النُّصح والإرشاد والتأثر والعمل به، وهذا الاستعداد فرصة كبيرة لإكساب المعتكفين العديد من المفاهيم وغرس الكثير من القيم والمعاني والأخلاق في نفوسهم، وليكن ذلِكَ من خلال كلمات قصيرة وموجّهة بشكل مركّز حول أحد المفاهيم أو القيم أو الأخلاق أو الآداب أو غير ذلك بعد كلّ صلاة.
جريدة الخبر ليوم 29/07/2013










قديم 2013-07-29, 23:47   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
المدير2012
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المدير2012
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي












قديم 2013-07-30, 09:35   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أحكام زكاة الفطر
مجلة التوحيد

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( فرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة )[رواه البخاري]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

ففي هذا المقال نبين جملة من الأحكام التي تتعلق بزكاة الفطر فنقول مستعينين بالله عز وجل:
يقال: زكاة الفطر، وصدقة الفطر، ويقال للمُخْرَج فطرة.

حكمها: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( فرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ) [رواه البخاري ].

وصدقة الفطر هي ما يخرجه المسلم من ماله للمحتاجين طهرةً لنفسه، وجبرًا لما يكون قد حدث في صيامه من خلل مثل لغو القول وفحشه، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث وطعمةً للمساكين ) [رواه أبو داود بسند جيد ].

وقد شرعت زكاة الفطر في شعبانَ من السنة الثانية من الهجرة.

وهي تفترق عن زكاة المال فالزكاةُ هي صدقةُ المال، والفطر والكفارةُ صدقة الأبدان.

وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أن صدقة الفطر فريضة فرضَها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين وما فرضه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أو أمر به فله حكم ما فرضه الله تعالى وأمر به.
قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ﴾ [النساء:80 ]
وقال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر:7 ].

وهي فريضة على الكبير والصغير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين. لحديث ابن عمر السابق.
ولا تجب عن الحمل الذي في البطن إلا أن يُتطوعَ بها فلا بأس، فقد كان أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه يخرجها عن الحمل. ويخرجها المسلم عن نفسه وكذلك عمن تلزمه مؤونته من زوجة أو قريب إذا لم يستطيعوا إخراجها عن أنفسهم فإن استطاعوا فالأولى أن يخرجوها عن أنفسهم لأنهم المخاطبون بها أصلا.

ولا تجب إلا على من وجدها فاضلة زائدة عما يحتاجه من نفقة يوم العيد وليلته، فإن لم يجد إلا أقّل من صاع أخرجه لقوله تعالى:
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن:16 ]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) [متفق عليه ].

حكمتها: وأما حكمتها فظاهرة، ففيها إحسان إلى الفقراء وكَفٌ لهم عن السؤال في أيام العيد ليشاركوا الأغنياء في فرحهم وسرورهم به ويكون عيدًا للجميع.
وفيها الاتصاف بخلق الكرم وحب المواساة، وفيها تطهير الصائم مما يحصل في صيامه من نقص ولغو وإثم.
وفيها إظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه وفعل ما يتيسر من الأعمال الصالحة فيه.

وأما جنس الواجب في زكاة الفطر فهو طعام الآدميين من تمر أو بُرّ أو أرزٍّ أو زبيب أو أقط - وهو اللبن الذي لم تنزع زبدته - أو غيرها من
طعام بني آدم.
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: ( كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعًا من طعامنا؛ الشعير والزبيب والأقط والتمر ) [رواه البخاري ].

مقدارها: وأما مقدار الفطرة فهو صاع بصاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو عبارة عن كيلوين وأربعين جرامًا من البُرِّ توضع في إناء بقدرها بحيث تملؤه ثم نكيل به.

وقت وجوبها: وأما وقت وجوب زكاة الفطر فهو غروب الشمس ليلة العيد.

فمن كان من أهل الوجوب حينذاك وجبت عليه وإلا فلا.

وعلى هذا فإذا مات قبل الغروب ولو بدقائق لم تجب، وإن مات بعده ولو بدقائق وجب إخراج الزكاة عنه، ولو ولد مولود بعد الغروب ولو بدقائق لم تجب، لكن يُسن إخراجها كما سبق، وإن ولد قبل الغروب ولو بدقائق وجب إخراج الصدقة عنه، لأنه أدرك بعض الوقت من رمضان.

وإنما كان وقت وجوبها غروب الشمس من ليلة العيد لأنه الوقت الذي يكون به الفطر من رمضان وهي مضافة إلى ذلك فإنه يقال: زكاة الفطر من رمضان فكان مناط الحكم ذلك الوقت.

وقت إخراجها:
وأما وقت إخراجها فوقتان: وقت فضيلة، ووقت جواز.
1 ـ فأما وقت الفضيلة: فهو صباح العيد قبل الصلاة لما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ( كنا نخرج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعًا من طعام ) وفيه أيضًا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة ) [رواه مسلم وغيره ].

وقال ابن عيينة في تفسيره: عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال: يقدم الرجلُ زكاته يوم الفطر بين يدي صلاته فإن الله يقول:﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴿14 ﴾ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى:14-15 ]، ولذلك كان من الأفضل تأخير صلاة العيد يوم الفطر ليتسع الوقت لإخراج الفطرة.

2 ـ وأما وقت الجواز: فهو قَبْل العيد بيوم أو يومين ففي صحيح البخاري عن نافع قال: ( كان ابنُ عمر يعطي عن الصغير والكبير حتى إن كان يعطى عن بَنِيّ ( أولاد نافع الراوي عن ابن عمر ) وكان ابن عمر يعطي الذين يقبلونها وكانوا يُعطون قبل الفطر بيوم أو يومين ) ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فإن أخرها عن صلاة العيد بلا عذر لم تقبل منه لأنه خلاف ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ).
أما إن أخرها لعذر فلا بأس، مثل أن يجيء العيد وليس عنده من يدفع إليه، أو يأتي خبر بثبوت العيد فجأة بحيث لا يتمكن من إخراجها قبل الصلاة أو يكون معتمدًا على شخص في إخراجها فينسى أن يخرجها قبل الصلاة فلا بأس أن يخرجها ولو بعد العيد لأنه معذور في ذلك.

والواجب أن تصل إلى مستحقها أو وكيله في وقتها قبل الصلاة، فلو نواها لشخص ولم يجده ولا وكيله وقت الإخراج فإنه يدفعها إلى مستحق آخر ولا يؤخرها عن وقتها.

جهة إخراجها: وأما جهة إخراجها فتدفع إلى فقراء المكان الذي هو فيه وقت الإخراج سواء كان محل إقامته أو غيره من بلاد المسلمين لا سيما إن كان مكانًا فاضلا كمكة والمدينة أو كان فقراؤه أشد حاجة، فإن كان في بلد ليس فيه من يدفع إليه أو كان لا يعرف المستحقين فيه، وَكّل من يدفعها عنه في مكان فيه مستحق.

المستحقون لزكاة الفطر
والمستحقون لزكاة الفطر هم الفقراء ومَنْ عليهم ديون لا يستطيعون وفاءها فيُعطَوْنَ منها بقدر حاجتهم.

ويجوز توزيع الفطرة على أكثر من فقير ودفعُ عدد من الفطر إلى مسكين واحد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدَّر الواجب ولم يقدر من يُدفَع إليه، وعلى هذا لو جمع جماعة فطرهم في وعاء واحدٍ بعد كيله وصاروا يدفعون منه بلا كيل ثان أجزأهم ذلك.

يجوز للفقير إذا أخذ الفطرة من شخص أن يدفعها عن نفسه أو أحد من عائلته، إذا كالها أو أخبره دافعها أنها كاملة ووثق بقوله.

والمسلم تلزمه الصدقة عن الوالدة الفقيرة والأولاد الذكور الذين لا مال لهم حتى يشتغلوا بمعاشهم، وكذلك الإناث إلى أن يدخل بهن الزوج، والمماليك والخدم الذين التزم المخدوم بنفقتهم ومعاشهم ويجوز صرفها للمسافرين المغتربين الذين لا مال لهم بأيديهم، أو الداخلين في الإسلام الذين لا يجدون عملا يعيشون منه.

والحمد لله رب العالمين










قديم 2013-07-30, 14:12   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
المدير2012
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المدير2012
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2013-07-31, 08:35   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

كان فتح مكة أهم فتح للإسلام والمسلمين، أكرم الله به نبيّه صلّى الله عليه وسلّم خاصة والمسلمين عامة، فقد جاء هذا الفتح المبارك بعد سنوات متواصلة من الدعوة والجهاد لتبليغ رسالة الإسلام، فتُوّج مرحلة مهمّة من مراحل الدعوة الإسلامية، وكان أشبه ما يكون بنهاية المطاف لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذه الدار، وبداية المطاف لمَن بعده لإتمام مهمّة نشر الدعوة
في أرجاء الأرض كافة.

فتح مكّة المكرّمة من الأحداث العظيمة الّتي حدثت في شهر رمضان الفضيل، حيث وقعت في يوم 20 من رمضان، دخلها سيّدنا الحبيب المصطفى، صلّى الله عليه وسلّم، معزّزًا مكرّمًا بجيش تعداده عشرة آلاف مقاتل كلّهم يردّدون ”لا إله إلاّ الله، نصر عبده وأعزَّ جنده وهزم الأحزاب وحده”، بعد أن أخرجته قريش منها.
إن فتح مكة هو نتيجة لجملة من المرتكزات الفكرية الّتي قامت عليها الدعوة المحمّدية المباركة، منها:
البناء العقائدي، كما جاء في الحديث الّذي رواه البخاري من طريق عائشة رضي الله عنها: ”علّمنا الإيمان قبل الأحكام”. فالتربية الإيمانية هي الّتي دفعت بلال بن رباح، رضي الله عنه، لأن يتحمّل كلّ ألوان العذاب وهو يردّد ”أحد أحد، فرد صمد”.
المفهوم الشامل للإسلام، كما قال تعالى: ”قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، وبذلك أًمِرتُ وأنا أوّل المسلمين”، قوله ”صلاتي” كناية عن العبادات و”محياي” كناية عن الحياة الّتي يحياها المسلم بتبني ميادينها ومجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والروحية، لابدّ أن تكون لله، لأنّ الإسلام منهج حياة.
التدرّج في الدعوة ومراعاة المرحلية في التّغيير، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كان متدرِّجاً في دعوته، وعلّم الصّحابة، رضي الله عنهم، التدرّج في الدعوة، كما جاء في الحديث الّذي يرويه البخاري في صحيحه أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، بعث معاذ بن جبل إلى اليمن فقال له: ”إنّك ستدرك قوم أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة ألاّ إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسوله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أنّ الله افترض عليهم صدقة تُؤخَذ من أغنيائهم وتُرد إلى فقرائهم”.
كسب الأنصار بالتّرغيب. لذا، كان صلّى الله عليه وسلّم يدعو ويقول: ”اللّهمّ انصُر الإسلام بأحد العُمرين: عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام (أبو جهل)”، أي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يطمح في إسلام أبي جهل. ولمّا دخل مكة، أمَر أن ينادى ”مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمِن”، تأليفاً لقلبه على الإسلام. لذا، على الدعاة أن يرفعوا شعار ‘’التّرغيب لا التّرهيب، التّيسير لا التّنفير’’، وأن ينشروا الإسلام بالحُبّ.
حقن الدماء مقصد من مقاصد الشّرع، ولمّا دخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مكة، سمِع سعد بن عبادة يقول: ”اليوم يوم الملحمة، الْيَوْمَ تُسْتَحَلّ الْحُرْمَةُ”، فقال رسول الله: ”لا يا سعد، اليوم يوم المرحمة، اليوم تعظّم الكعبة وتبجّل”.
العفو عند المقدرة. لمّا دخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد أن حطّم الأصنام الّتي كانت في جوف الكعبة وحولها، قام خطيباً ثم قال: ”ما تظنّون أنّي فاعل بكم؟” فقالوا: أنتَ الكريم ابن الكريم. فقال صلّى الله عليه وسلّم: ”اذهبوا فأنتُم الطُّلقاء”.
التّواضع والبكاء من خشية الله. فقد دخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مكة وهو مطأطئا رأسه ويقرأ قوله تعالى: ”إنَّا فتحنا لك فتحاُ مُبيناً”، والدموع تذرف من عينيه الشّريفتين ليُعلّمنا الربّانية في الدعوة، وأن نستشعر أنّ النّصر من عند الله كما قال عزّ وجلّ: ”وما النّصر إلاّ من عند الله”، وقوله تعالى: ”إذا جاء نصر الله والفتح”.










قديم 2013-07-31, 11:38   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
المدير2012
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المدير2012
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2013-08-01, 09:22   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

إنّ ممّا أنعم به الله عزّ وجلّ على هذه الأمّة، ليلة وصفها المولى سبحانه وتعالى بأنّها مباركة، لكثرة خيرها وبركتها وفضلها، إنّها ليلة القدر، عظيمة القدر، ولها أعظم الشّرف وأوفى الأجر، أنزل الله فيها القرآن فقال: {إنّا أنْزَلْنَاهُ فِي ليْلة القدْرِ}.
أُنزل الله عزّ وجلّ القرآن الكريم في تلك اللّيلة المباركة، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} القدر:1-2، وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} الدخان:3، وسمّيت بهذا الاسم، لأنّ الله سبحانه وتعالى يُقدّر فيها الأرزاق والآجال وحوادث العالم كلّها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والنّاجين والهالكين، والسّعداء والأشقياء، وكلّ ما أراده الله تعالى في تلك السنة، كما قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} الدخان:4.
لقد نَوَّه الله جلّ جلاله بشأنها وأظهر عظمتها، فقال جلّ وعلا: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} القدر:2-3، فمن تُقبِّل منها فيها، صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، أي: ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر، وهذا ثواب كبير وأجر عظيم، على عمل يسير قليل.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه”، يُحييها المؤمن تصديقًا بوعد الله بالثّواب عليه، وطلبًا للأجر، والعبرة بالاجتهاد والإخلاص.
فينبغي على المؤمن الصّادق أن يشغل ليالي العشر الأواخر بهذه العبادات، طلبًا لليلة القدر:
القيام: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” أخرجه البخاري.
الدعاء: لقول عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قال: ”قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي” أخرجه الترمذي.
المحافظة على الفرائض: قال الله تعالى في الحديث القدسي: ”وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ” أخرجه البخاري.
المحافظة على المغرب والعشاء في جماعة: لحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ”.
الاجتهاد في العبادة: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ”كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ” أخرجه البخاري ومسلم.
الاعتكاف: وبه يتمكن الإنسان من التّشمير عن ساعد الجدّ في طاعة الله، ولذا ”كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يَعْتَكِفُ في كلّ رمضان” كما قالت عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري.

جريدة الخبر ليوم01/08/2013










قديم 2013-08-01, 12:29   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
المدير2012
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المدير2012
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2013-08-02, 09:40   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات مع ليلة القدر .

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
رمضان شهر ظاهره العذاب!، وباطنه الرحمة...
ظاهره جوع وعطش .. وقيام وسهر .. وباطنه عفو ومغفرة.
فمن صام نهاره غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليله غفر له كذلك، وليس ذلك فحسب، بل فيه ليلة من وفق لقيامها حصل هذا الثواب العظيم.
يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((من يَقُم ليلة القدر ، إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه ))
[ متفق على صحته ].
فـ "ليلة القدر":ليلة لا عدل لها من ليالي العام.

قيل أنها سميت بهذا الاسم لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يُقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق والمقادير القدرية(1) .
فيكون اسمها مشتق من القدر والتقدير ، وهو القدر الكوني السنوي الذي يكون فيه من أمر الموت والأجل والرزق وغيره، كما في قوله تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }(2)[ الدخان : 3 ]
وقيل سميت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها، من قولهم: لفلان قدر؛ أي شرف ومنزلة، وذلك لأن الرب ـ سبحانه ـ جعلها بداية نزول القرآن، كما في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}(3) [القدر: 1] .
ومن أجل أنها نزل فيها القرآن العظيم، خصها الرب ـ سبحانه ـ بفضل ليس له حد.
فقال عز وجل : { لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }[القدر: 3].
وفي مثل هذه المواضع من القرآن العدد لا يفيد التحديد . . إنما هو يفيد التكثير؛ عنى بألف شهر جميع الدهر، لأن العرب تذكر الألف في غاية الأشياء، كما قال تعالى: { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } [ البقرة: 96 ] يعني جميع الدهر(4)
فيكون المقصود بالآية: أن فضل وخيرية هذه الليلة عظيم جداً، لا تستطيعون تقديره.
فالله ـ عز وجل ـ كلم العرب بما يفهمون، لأنه قيل أن أكبر عدد كانت تعرفه العرب هو : " الألف" فحدثهم بما يفهمون (5) ، ويكون بذلك من السطحية أن نقول أن فضل تلك الليلة يعادل ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر، فليس هو المقصود بالآية، والله أعلم.

وقد صح في تعين ليلة القدر أحاديث، منها:
ما رواه البخاري من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ((تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)) .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر ، في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى)) [رواه البخاري].

وعن ابن عمر رضي الله عنه : أن أُناساً أُرُوا ليلة القدر في السبع الأواخر ، وأن أُناساً أُرُوا أنها في العشر الأواخر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( التمسوها في السبع الأواخر)) [رواه البخاري].

وعند مسلم أن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تحينوا ليلة القدر في العشر الأواخر )) أو قال (( في التسع الأواخر )).

وفي المتفق على صحته أنها كانت ليلة أحدى وعشرين، الليلة التي سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ماء وطين.
وعند مسلم في صحيحه أن أبياً بن كعب رضي الله عنه أقسم أنها ليلة صبيحة سبع وعشرين.

وذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن ليلة القدر ليلة أربع وعشرين، لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن، وفي البخاري عن عكرمة، عن ابن عباس: (( التمسوها في أربع وعشرين )).

قلت : ليلة القدر بمجموع هذه الأحاديث والآثار، هي في العشر الأواخر من رمضان، وهي أقرب إلى الليالي الوترية منها إلى الأشفاع، ولا يتنافي أن تأتي في الأشفاع كما وضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى.
ويكون ما أتى من قسم أبي بن كعب رضي الله عنه أنها ليلة صبيحة سبع وعشرين، أنه وافقها في هذه الليلة وعلمها من أمارتها التي تظهر بعد الليلة كما سيأتي، وقد أتت في سنة أخرى ليلة أحدى وعشرين وهي التي شهدها الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي متنقلة في العشر الأواخر من رمضان.

أما ما نقل عن أحد السلف أنها ليلة سبع وعشرين، لأسباب منها: ((أن الله خلق سبع سماوات، وسبع أرضين، والأسبوع سبع أيام، وأن الإنسان يسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورمي الجمر سبع، ...))، فهذا لو صح (6)، يُحمل على أنه من مُلح العلم(7) ، كالذي قال: " أن القرآن افْتُتِح بسورة البقرة، وأن أكثر من ذكر في سورة البقرة، اليهود، وأفضل يهود " آل عمران"، فلهذا جاءت السورة التي تليها سورة "آل عمران"!، وأفضل من خرج من "آل عمران"، "مريم البتول" عليها السلام، ولهذا جاءت السورة التي تليها سورة "النساء"!، وأحسن ما تحسن النساء صنعه هو: الطعام، فلهذا جاءت السورة التي تليها سورة "المائدة"!، وأفضل ما يقدم على المائدة اللحوم، ولهذا جاءت السورة التي تليها "الأنعام"!!، ...الخ ، فهذا ليس من متين العلم وصلبه، بل هو من مُلح العلم، والله المستعان(8) .

وجاء في صحيح مسلم من حديث أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ يرفعه، (أن الشمس تطلع في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها)).
وعند ابن حبان زيادة: ((كأنها طست))، وهو: الإناء المستدير ويكون من نحاس ونحوه.

وعند أحمد في مسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ يرفعه : (( ... إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى)) [حسنه البوصيري والألباني].

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي : ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ))[رواه أحمد، والترمذي، وغيرهما، وصححه الشيخ الألباني].

هذا؛ وذكر ابن حجر في الفتح أن السبكي الكبير ذهب إلى استحباب كتمان ليلة القدر لمن رآها، لأن الله قدر لنبيه أنه لم يخبر بها، والخير كله فيما قدره له فيستحب اتباعه في ذلك.

قلت: لعله يقصد حديث عبادة بن الصامت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر ، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال : (( إني خرجت لأخبركم بليلة القدر ، وإنه تلاحى فلان وفلان ، فرفعت ، وعسى أن يكون خيرا لكم )).
فينبغي على المسلم أن يتحرى تلك الليلة المباركة في العشر الأواخر جميعاً بلا تفريق بين ليالي الوتر أو الأشفاع، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع والمسكنة بين يدي ربه للفوز بها ، لعله يأتي رمضان القادم ولا يكون بين الأحياء.
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
منقول










قديم 2013-08-02, 10:31   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
المدير2012
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المدير2012
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2013-08-02, 21:19   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
ابراهيم حميدي
مشرف قسم رئيس المؤسسة التعليمية
 
الصورة الرمزية ابراهيم حميدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2013-08-03, 00:10   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
loula evola
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي


















 

الكلمات الدلالية (Tags)
2014, رمضانيات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc