تحقيق التوحيد : تخليصه من الشِّرك - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحقيق التوحيد : تخليصه من الشِّرك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-27, 16:34   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

النوع الثالث من انواع العبادة


الإستعاذة :

يقول التالي للقران (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم )ومعنى (اعوذ)اعتصم والتجئ واتحرز( بالله ) معبودي الحق الذي لا اعبد سواه ولا افوض امري الا اليه (من) شر (الشيطان الرجيم) الذي رجم ورمي وابعد وطرد من رحمة الله جل وعلا من شياطين الجن ومن شياطين الانس









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:35   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

✿•✿فضل «تحقيق التَّوحيد»✿•✿

قالَ الإمام ابن تيميَّة (ت: 728هـ) رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «من حقَّق التَّوحيد والاسْتغفار فلا بدَّ أنْ يرفع عنه الشَّر؛ فلهذا قالَ ذو النُّون: ﴿لاَ إلهَ إلاَّ أنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين﴾».اهـ.










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:36   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الاستغاثة عمل ظاهر، ولهذا يجوز أن يستغيث المرء بمخلوق، لكن
بشروطه، وهي أن يكون هذا المطلوب منه الغوث، أن يكون حيا، حاضرا، قادرا،
يسمع..
فإذا لم يكن حيا كان ميّتا صارت الاستغاثة بهذا الميت كفرا، ولو
كان يسمع ولو كان قادرا، [مثل الملائكة أو الجن]، قلنا أن يكون حيا حاضرا
قادرا يسمع، صحيح؟ طيّب، إذا لم يكن حيا كان ميتا، ولو اعتقد المستغيث أنه
يسمع وأنه قادر، فإنه إذ كان ميتا فإن الاستغاثة به شرك.
الأموات جميعا
لا يقدرون على الإغاثة ؛ لكن قد يقوم بقلوب المشركين بهم أنهم يسمعون ،
وأنهم أحياء مثل حال الشهداء، وأنهم يقدرون مثل ما يُزعم في حال النبي عليه
الصلاة والسلام ونحو ذلك.
فنقول: إذ كان ميتا فإنه لا يجوز الطلب منه.
قالوا:
فما يحصل يوم القيامة من استغاثة الناس بآدم ثم استغاثتهم بنوح إلى آخر
أنهم استغاثوا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
نقول: هذا ليس استغاثة
بأموات، يوم القيامة هؤلاء أحياء، يُبعث الناس ويُحيَوْن من جديد، كانوا في
حياة ثم ماتوا ثم أعيدوا إلى حياة أخرى. فهي استغاثة بمن؟ بحي ، حاضر،
قادر ، يسمع. بهذا ليس فيما احتجوا به من حال أولئك الأنبياء يوم القيامة
حُجة على جواز الاستغاثة بغير الله جل وعلا، والاستغاثة بغير الله جل وعلا
أعظم كفرا من كثير من المسائل التي صَرْفها لغير الله جل وعلا شرك.
إذن
فالشروط:
1) أن يكون حيا: إذا كان ميّتا لا يجوز الاستغاثة به.
2)
أن يكون حاضرا: إذا كان غائبا لا يجوز الاستغاثة به ؛ حي قادر لكنه غائب.
مثل لو استغاث بجبريل عليه السلام فليس بحاضر، حي نعم ، وقادر قد يطلب منه
ما يقدر عليه ، ولكنه ليس بحاضر. مثل أن يطلب من حيٍّ قادر من الناس ؛
يَطلب من ملك يملك أو أمير يستغيث به أغثني يا فلان، وهو ليس عنده، مع أنه
لو كان عنده لأمكن بقوَّته، لكنه لما لم يكن حاضرا صارت الاستغاثة-تعلُّق
القلب- بغير حاضر هذا شرك بالله جل وعلا.
3) أن يكون قادرًا: إذا لم يكن
قادرا فالاستغاثة به شرك، ولو كان حيا حاضرا يسمع، مثل لو استغاث بمخلوق
بما لا يقدر عليه، وهو حي حاضر يسمعه، وتعلق القلبُ -قلب المستغيث- على هذا
النحو، تعلق قلبُه بأن هذا يستطيع ويقدر أن يغيثه، بمعنى ذلك أنه استغاث
بمن لا يقدر على الإغاثة، فتعلق القلب بهذا المستغاث به ، فصارت الاستغاثة
وهي طلب الغوث شركا على هذا النحو.
وكذلك يسمعُ: لو كان حيا قادرا،
ولكنه لا يسمع، حاضر لا يسمع كالنائم ونحوه، كذلك لا تجوز الاستغاثة به.
وقد
تلتبس بعض المسائل بهذه الشروط في أنها في بعض الحالات تكون شركا أكبرا،
وفي بعض الحالات يكون منهي عنها من ذرائع الشرك، ونحو ذلك. مثل الذي يسأل
ميت، يسأل أعمى بجنبه أو مشلول بجنبه أن يغيثه ونحو ذلك.
المقصود أن
العلماء اشترطوا لجواز الاستغاثة بغير الله جل وعلا : أن يكون المستغاث به
حيا حاضرا قادرا يسمع.

الشيخ صالح آل الشيخ
حفظه الله عند شرحه للأصول الثلاثة :










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:36   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

النوع الثاني من أنواع العبادة

الإستغاثة

يقول الله سبحانه وتعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ}
الإستغاثة : هي طلب الغوث ، والغوث يحصل لمن وقع في شدة وكرب ويخشى معه المضرة الشديدة أو الهلاك ، فيقال : أغاثه : إذا فزع إليه و أعانه على كشف ما به ، وخلصه منه، كما قال الله جل وعلا في قصة موسى {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} يعني أن من كان من شيعة موسى طلب الغوث من موسى على من كان عدوا لهما جميعا ، فأغاثه موسى عليه السلام .
فالإستغاثة : طلب الغوث ، وطلب الغوث لا يصلح إلا من الله فيما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله، لأن الإستغاثة يمكن أن تطلب من المخلوق فيما يقدر عليه .










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:37   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ، أحلت لي الغنائم ، ولم تحل لنبي كان قبلي ، ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي ، وبعثت إلى كل أحمر وأسود ، أعطيت الشفاعة ؛ وهي نائلة من أمتي من لايشرك بالله شيئا ".
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3636
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:38   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

آداب الدعـــاء

الدعاء له آداب في الإسلام، آداب عظيمة، وهي الإقبال على الله وحضور القلب في الدعاء، أن تحضر قلبك في الدعاء، وأن تستقبل القبلة، وأن ترفع يديك، تلح في الدعاء، وتكرر الدعاء تبدأ بحمد الله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم تدعو، كل هذا من آدابه، وإذا كنت على طهارة، فهو أكمل، ومن آدابه الحذر من أكل الحرام، تكون حريصاً على أن يكون طعامك طيباً، وملبسك طيباً، وأكسابك طيبة، فإن أكل الحرام من أسباب حرمان الإجابة، والمعاصي من أسباب حرمان الإجابة، فالعناية بطاعة الله، والاستقامة على طاعة الله والحذر من المعاصي والحذر من أكل الحرام كل هذا من أسباب الإجابة، والتساهل بالمعاصي، أو بالكسب المحرم من أسباب المنع في الإجابة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الشيخ بن باز رحمه الله










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:39   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شروط الدعاء
1 أن يكون الداعي عالماً بأن الله وحده هو القادر على إجابة دعوته.
2 ألا يدعو إلا الله
3 أن يتوسل إلى الله بأحد أنواع التوسل المشروعة:- التوسل باسم من أسماء الله عز وجل أو صفة من صفاته مثل (يا رحمن ارحمني – يا كريم أكرمني). التوسل إلى الله بصالح الأعمال مثل (اللهم إني أسألك بإيماني بك أو بإتباعي رسولك).
التوسل إلى الله بدعاء رجل صالح حي حاضر قادر مثل(دعاء الرسول حين جاءه الأعرابي يشكو قلة المطر).
4 إظهار الافتقار والذلة والاعتراف بالذنب والتقصير مثل(اللهم إني عبدك الفقير المقصر على نفسه أسألك بأن تغفر لي).
5 تجنب الاستعجال.
6 الدعاء بالخير.
7 حسن الظن بالله - عز وجل -.
8 حضور القلب.
9 الدعاء بما شُرع أو على الأقل ألا يُصادم الأدعية المشروعة بالأدعية البدعية.
10 إطابة المأكل.
11 تجنب الإعتداء في الدعاء.
12 ألا يُشغل الدعاء عن أمر واجب أو فريضة حاضرة.

أنواع الدعاء
الدعاء نوعان ، دعاء مسألة ودعاء عبادة
دعاء المسألة: هو الذي يسميه العامّة أو يسمِّيه الناس الدعاء، وهو المقصود به، إذا قيل دعا فلان يعني سأل به الله جل وعلا قال: اللهم اعطني، اللهم قني، اللهم اغفر لي. ونحو ذلك، هذا يسمى دعاء المسألة.
دعاء العبادة: فهو العبادة نفسُها؛ لأن المتعبد لله جل وعلا بصلاة أو بذكر هو سائل لله جل وعلا، لأنه إنما عبد أو صلى، أو صام، أو زكى، أو ذكر، أو تلا، رغبةً في الأجر، كأنه سأل الله جل وعلا الثواب،










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:40   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من أنواع العبادات
*1* الدعــــأء

ثبت في السنن عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ ثُمَّ قَرَأَ : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر:60]))(1) .

فالدعاء من أجل العبادات وأعظمها وهو حق لله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يُصرف لغيره كائناً من كان ، وله مكانة عظيمة في الدين ومنزلة رفيعة فيه ، وذلك لما في الدعاء من التضرع وإظهار الضعف والحاجة لله ، ولأن العبادة كلما كان القلب فيها حاضراً وأخشع فهي أفضل وأكمل ، والدعاء أقرب العبادات إلى حصول هذا المقصود، والدعاء فيه ملازمة للتوكل والاستعانة بالله ، والتوكل هو اعتماد القلب على الله وثقته به في حصول المحبوبات واندفاع المكروهات ؛ والنصوص في فضل الدعاء وعظيم شأنه كثيرة لا تحصر.
قال ابن القيم رحمه الله : (( أساس كلّ خير أن تعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ؛ فتتيقن حينئذ أن الحسنات من نِعَمِه ؛ فتشكره عليها وتتضرعَ إليه أن لا يقطعها عنك ، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته؛ فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يكِلَكَ في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك . وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكلَّ شرٍّ فأصله خذلانه لعبده ، وأجمعوا أنَّ التوفيق أن لا يكِلَك الله إلى نفسك، وأن الخذلان : هو أن يخلي بينك وبين نفسك، فإذا كان كلُّ خير فأصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد؛ فمفتاحه الدعاءُ والافتقار وصدق اللَّجإ والرغبةِ والرهبةِ إليه ، فمتى أعطَى العبدَ هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ، ومتى أضلَّه عن المفتاح بقي بابُ الخير مُرْتَجاً دونه ... وما أُتي من أُتِيَ إلا من قِبَل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء ، ولا ظَفِرَ من ظفر - بمشيئة الله وعونِه - إلا بقيامه بالشكرِ وصدقِ الافتقار والدعاء))(4) اهـ.
والدعاءُ شأنُه في الإسلام عظيمٌ، ومكانتُه فيه ساميةٌ، ومنزلتُه منه عالية؛ إذ هو أجلُّ العبادات وأعظمُ الطاعات وأنفعُ القربات، ولهذا جاءت النصوصُ الكثيرةُ في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبيِّنةُ لفضله والمُنَوِّهةُ بمكانته وعظم شأنه، والمرغِّبةُ فيه والحاثَّةُ عليه، وقد تنوَّعت دلالاتُ هذه النصوص المبيِّنة لفضل الدعاء، فجاء في بعضها الأمرُ به والحثُّ عليه، وفي بعضها التحذير من تركه والاستكبار عنه، وفي بعضها ذكرُ عِظم ثوابه وكبر أجره عند الله، وفي بعضها مدحُ المؤمنين لقيامهم به، والثناءُ عليهم بتكميله، وغيرُ ذلك من أنواع الدلالات في القرآن الكريم على عظم فضل الدعاء.

بل إنَّ الله سبحانه قد افتتح كتابه الكريم بالدعاء واختممه به، فسورة «الحمد» التي هي فاتحة القرآن الكريم مشتملةٌ على دعاء الله بأجلِّ المطالب وأكمل المقاصد، أَلَا وهو سؤال الله عزَّ وجلَّ الهدايةَ إلى الصراط المستقيم والإعانةَ على عبادته، والقيامَ بطاعته سبحانه، وسورةُ «الناس» التي هي خاتمة القرآن الكريم مشتملةٌ على دعاء الله سبحانه، وذلك بالاستعاذة به سبحانه من شرِّ الوسواس الخنَّاس، الذي يوسوسُ في صدور الناس، مِنَ الجِنَّة والناس، وما من ريبٍ أنَّ افتتاحَ القرآن الكريم بالدعاء واختتامَه به دليلٌ على عِظم شأن الدعاء وأنَّه روحُ العبادات ولبُّها.

بل إنَّ الله جلَّ وعلا سمَّى الدعاءَ في القرآن عبادةً في أكثر من آية، مِمَّا يدلُّ على عِظم مكانته، كقوله سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر: 60]، وكقوله فيما حكاه عن نبيِّه إبراهيم عليه السلام: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا } [مريم: 48 – 49]، ونحـوها من الآيات، وسَمَّى سبحانه الدعاءَ دِيناً كمـا في قوله: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 65]، ونحوها من الآيات.

وهذا كلُّه يُبيِّن لنا عِظمَ شأن الدعاء، وأنَّه أساسُ العبودية وروحُها، وعنوانُ التذلُّل والخضوع والانكسار بين يدي الربِّ، وإظهارِ الافتقار إليه، ولهذا حثَّ الله عبادَه عليه، ورغَّبهم فيه في آيٍ كثيرة من القرآن الكريم، يقول الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف: 55 – 56]، وقال تعالى: { هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 65].

وأخبر سبحانه ـ مرَغِّباً عبادَه في الدعاءِ ـ بأنَّه قريبٌ منهم يُجيب دعاءَهم، ويُحقِّقُ رجاءَهم، ويعطيهم سؤلهم، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186] ، وقال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ} [النمل: 62].

ولهذا فإنَّ العبدَ كلَّمـا عظُمت معرفتُه بالله وقويت صِلتُه به كان دعاؤُه له أعظمَ، وانكسارُه بين يديه أشدَّ، ولهذا كان أنبياءُ الله ورُسُلُه أعظمَ الناس تحقيقاً للدعاء وقياماً به في أحوالهم كلِّها وشؤونهم جميعِها، وقد أثنى الله عليهم بذلك في القرآن الكريم، وذَكَر جملةً من أدعيتهم في أحوالٍ متعدِّدةٍ ومناسبات متنوِّعةٍ، قال تعالـى في وصفهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].

فينبغي على المؤمن أن يعنى بهذه العبادة ، وأن يغتنم أوقات الإستجابة بالإقبال على الله بالدعاء والسؤال والإلحاح راغبا راهبا ، مع العناية بشروط الدعاء وآدابه .

وسنأتي ان شاء الله على ذكر شروط وأداب الدعاء وأوقات الإجابة .

(1) سنن أبي داود (1479)، سنن الترمذي (3247) وقال: هذا حديث حسن صحيح ، سنن ابن ماجه (3828) .

(2) رواه الطبراني في الدعاء (1215) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7513) .

(3) رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/345، 6185) .

(4) الفوائد لابن القيم (ص:127- 128 )










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:41   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال : لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرُمَ ماله ودمه . وحسابه على الله ". وفي رواية : من وحد الله . المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 23
خلاصة حكم المحدث: صحيح










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:42   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تعريف العبادة

يفسر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى للعبادة في أول رسالته العبودية حيث قال: إن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وهذا التعريف مناسب؛ لأنه أيسر في الفهم أولا, والثاني أنه قريب المأخذ من النصوص، فقال: إن العبادة اسم جامع؛ يجمع أشياء كثيرة, جامع لأي شيء ؟ لكل ما يحبه الله ويرضاه، كيف نصل إلى أن هذا العمل أو القول يحبه الله ويرضاه؟ لابد أن يكون مأمورا به، أو مخبَرا عنه بأن الله جل وعلا يحبه ويرضاه. أنواعها، قال: من الأقوال والأعمال؛ فهناك قول وعمل. فإذن العبادات تنقسم إلى:
• عبادات قولية.
• وعبادات عملية.
ليس ثمَّ قسم ثالث، إما أن تكون قولية، وإما أن تكون عملية. قال: الظاهرة والباطنة؛ قد يكون القول ظاهرا، وقد يكون باطنا، وقد يكون العمل ظاهرا، وقد يكون باطنا.
فتحصل أن أنواع العبادات هي الأقوال والأعمال التي يحبها الله ويرضاها:
والقول: قد يكون باللسان، وقد يكون بالجنان.
قول اللسان أعمال كثيرة مما أمر الله جل وعلا به مثل الذكر والتلاوة، كلمة المعروف ونحو ذلك، هذه كلها من أنواع العبادات اللسانية.
قول القلب هو نيته, قصده، التبست النية على قوم فكانوا يتلفظون بها، نعم النية قول، لكنها قول القلب، إذا قصد القلب وتوجه إلى شيء كان قائلا به، ليس متكلما، لأن الكلام من صفات اللسان؛ كلام ظاهر، أما القول قد يكون ظاهرا وقد يكون باطنا.
العمل: عمل القلب وعمل الجوارح.
وهذه الأنواع التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى ممثلا بعضها من الأقوال والأعمال، بعضها ظاهر، وبعضها باطن، بعضها لساني، وبعضها قلبي، وبعضها عملي قلبي، وبعضها من عمل الجوارح.
فمثلا الإخلاص هذا عمل القلب، التوكل عمل القلب، لا يصلح الإخلاص إلا لله جل وعلا؛ إخلاص العبادة، إخلاص الدين إلا لله جل وعلا كما قال تعالى ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(1)إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ(2)أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾[الزمر:1-3], ﴿قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي﴾[الزمر:14]، التوكل كذلك من أعمال القلب التي ليست إلا لله، الخوف من أعمال القلب التي ليست إلا لله، يعني خوف العبادة، خوف السر سيأتي إيضاحه إن شاء الله في موضعه، الرغبة، الرهبة، الإنابة، الخضوع, الذل؛ ذل العبادة, خضوع العبادة، إلى آخره وسيأتي تفصيلها إن شاء الله تعالى.
هذه كلها من أعمال القلب هي داخلة في أنواع العبادة.
الأعمال الظاهرة مثل الاستغاثة؛ الاستغاثة طلب الغوث, طلب الغوث طلب ظاهر, مثل الاستعانة؛ طلب العون، هذه من الأعمال الظاهرة، الذبح واضح أنها عمل الجوارح, النذر واضح أنه قول اللسان وعمل الجوارح، ونحو ذلك، فإذن هذه العبادات التي مَثَّل بها، أراد أن يشمل تمثيله أقسام العبادات القولية، والعملية؛ الظاهرة والباطنة، يجمعها جميعا أنها عبادات.
والعبادة لا تصلح إلا لله جل وعلا، العبادة الظاهرة أو الباطنة، القلبية أو اللسانية، أو التي موردها الجوارح، فهي لا تصلح إلا لله؛ فمن صرف شيئا منها لغير الله فقد توجّه بالعبادة لغير الله منافيا لما قال الله جل وعلا ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾[البقرة:21]، ومنافيا لإقراره بأن معبوده هو الله جل وعلا، إذا أقر العبد بأن قوله من ربك؟ يعني من معبودك؟ وأن الله جل وعلا قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ) يعني وحده دون ما سواه، فإنه إذا توجه بشيء من هذه الأنواع لغير الله جل وعلا كان متوجها بالعبادة لغير الله، وذلك هو الشرك.
وسيأتي إن شاء الله ذكر أنواع العبادة مع تعريف كل نوع .










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:43   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

✿اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ✿.
_________________________________
«✿»عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ، قَالَت : قلتُ يَا رَسُول الله ✿صلى الله عليه و سلم ✿ ، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ لَيْلَة الْقدر مَا أَقُول فِيهَا ؟ قَالَ :
..✿ قولي اللَّهُمَّ إِنَّك عَفْوٌّ تحب الْعَفْو فَاعْفُ عني ✿.. «✿»
رواه الترمذيّ ( 3513 ) وصححه ، والنَّسائيّ في " الكبرى " ( 6 / 218 ) وابن ماجه ( 3850 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
تنبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـ
______________________
حكم زيادة كريم في قول ✿اللهم إنك عفو [كريم] تحب العفو فاعف عني ✿.

قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة عند حديث رقم 3337:
تنبيه : وقع في سنن الترمذي بعد قوله : ( عفو ) زيادة ( كريم ) ! ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة ، ولا في غيرها ممن نقل عنها ، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين ، فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من سنن الترمذي التي عليها شرح ( تحفة الأحوذي ) للمباركفوري ( 4 / 264 ) ولا في غيرها ، وإن مما يؤكد ذلك أن النسائي في بعض روا يته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي ، كلاهما عن شيخهما ( قتيبة بن سعيد ) بإسناده دون الزيادة
وكذلك وقعت هذه الزيادة في رسالة أخينا الفاضل علي الحلبي : " مهذب عمل اليوم والليلة لابن السني " ( 95 / 202 ) ، وليست عند ابن السني ؛ لأنه رواه عن شيخه النسائي - كما تقدم - عن قتيبة ، ثم عزاه للترمذي ، وغيره ! ولقد كان اللائق بفن التخريج أن توضع الزيادة بين معكوفتين كما هو المعروف اليوم [ ] ، وينبَّه أنها من أفراد الترمذي ، وأما التحقيق : فيقتضي عدم ذكرها مطلقاً ؛ إلا لبيان أنه لا أصل لها ، فاقتضى التنبيه .

" السلسلة الصحيحة " ( 13 / 140 ) .
.انتهى كلامه رحمه الله










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:44   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( سورة ق ) تتضمن تقرير المبدأ والميعاد وصفات التوحيد
من كتاب الفوائد لبن القيم الجوزية

قد جمعت هذه السورة( سورة ق ) من أصول الإيمان ما يكفي ويشفي, ويغني عن كلام أهل الكلام, ومعقول أهل المعقول,
فإنها تضمّنت تقرير المبدأ والمعاد والتوحيد والنبوّة والإيمان بالملائكة, وانقسام الناس إلى هالك شقي, وفائز سعيد, وأوصاف هؤلاء وهؤلاء.

وتضمّنت إثبات صفات الكمال لله, وتنزيهه عما يضاد كماله من النقائص والعيوب.

وذكر فيها القيامتين : الصغرى والكبرى, والعالمين: الأكبر, وهو عالم الآخرة, والأصغر وهو عالم الدنيا.

وذكر فيها خلق الإنسان ووفاته وإعادته, وحاله عند وفاته ويوم معاده وإحاطته سبحانه به من كل وجه, حتى علمه بوساوس نفسه, وإقامة الحفظة عليه, يحصون عليه كل لفظة يتكلم بها, وأنه يوافيه يوم القيامة, ومعه سائق يسوقه إليه, وشاهد يشهد عليه, فإذا أحضره السائق قال:{ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ }, ق 23.أي هذا الذي أمرت بإحضاره قد أحضرته, فيقال عند إحضاره:{ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ }, ق24.كما يحضر الجاني إلى حضرة السلطان فيقال: هذا فلان قد أحضرته, فيقول: اذهبوا به إلى السجن وعاقبوه بما يستحقّه.

وتأمّل كيف دلّت السورة صريحا على أن الله سبحانه وتعالى يعيد هذا الجسد بعينه الذي أطاع وعصى, فينعمه ويعذّبه, كما ينعم الروح التي آمنت بعينها, ويعذّب التي كفرت بعينها, لا أنه سبحانه يخلق روحا أخرى غير هذه فينعمها ويعذبها كما قاله من لم يعرف المعاد الذي أخبرت به الرسل, حيث زعم أن الله سبحانه يخلق بدنا غير هذا البدن من كل وجه, عليه يقع النعيم والعذاب, والروح عندهم عرض من أعراض البدن, فيخلق روحا غير هذه الروح, وبدنا غير هذا البدن

وهذا غير ما اتفقت عليه الرسل ودلّ عليه القرآن والسنّة وسائر كتب الله تعالى وهذا في الحقيقة إنكار للمعاد وموافقة لقول من أنكره من المكذبين, فإنهم لم ينكروا قدرة الله على خلق أجسام أُخر غير هذه الأجسام يعذبها وينعمها, كيف وهم يشهدون النوع الإنساني يخلق شيئا بعد شئ! فكل وقت يخلق الله سبحانه أرواحا وأجساما غير الأجسام التي فنيت, فكيف يتعجّبون من شئ يشاهدونه عيانا؟ وإنما تعجّبوا من عودهم بأعيانهم بعد أن مزّقهم البلى وصاروا عظاما ورفاتا, فتعجّبوا أن يكونوا هم بأعيانهم مبعوثين للجزاء,










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:45   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مراتب القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة

هذه رسالة للشيخ ابن عثيمين في القضاء والقدر " نافعة وممتازة جدا ـ أنصح بقراءتها كاملة من موقع الشيخ ـ رحمه الله ـ "
https://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_16973.shtml
يقول " الشيخ ـ رحمه الله ـ" عن المراتب :ومراتب القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة أربع مراتب

: المرتبة الأولى
: العلم وهي أن يؤمن الإنسان إيمانا جازماً بأن الله تعالى بكل شي عليم وأنه يعلم ما في السماوات والأرض جملة وتفصيلاً سواء كان ذلك من فعله أو من فعل مخلوق
اته وأنه لا يخفى على الله شي في الأرض ولا في السماء .

المرتبة الثانية :

الكتابة وهي أن الله تبارك وتعالى كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شي .وقد جمع الله تعالى بين هاتين المرتبتين في قوله .(ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير)[الحج :70] فبدأ سبحانه بالعلم وقال إن ذلك في كتاب أي أنه مكتوب في اللوح المحفوظ كما جاء به الحديث عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم.(إن أول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال رب ماذا أكتب ؟ قال اكتب ما هو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ))[4] .ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما نعمله أشي مستقبل أم شي قد قضي وفرغ منه ؟ قال (( انه قد قضى وفرغ منه ))[5] وقال أيضا حين سئل : أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب الأول قال ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له )[6].فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل فأنت يا أخي اعمل وأنت ميسر لما خلقت له .ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : (( فآما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى (6) فسنيسره لليسرى (7) وأما من بخل واستغنى (8) وكذب بالحسنى (9) فسنيسره للعسرى)) [ الليل:

المرتبة الثالثة :

المشيئة وهى أن الله تبارك وتعالى شاء لكل موجود أو معدوم في السماوات أو في الأرض فما وجد موجود إلا بمشيئة الله تعالى وما عدم معدوم إلا بمشيئة الله تعالى وهذا ظاهر في القران الكريم وقد أثبت الله تعالى مشيئته في فعله ومشيئته في فعل العباد فقال الله تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم (28) وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) [ التكوير : 28، 29 ] ( ولو شاء ربك ما فعلوه ) [ الأنعام : 112 ] ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ) [ البقرة : 25 ] .فبين الله تعالى أن فعل الناس كائن بمشيئته وأما فعله تعالى فكثير قال تعالى ( ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها )[ الأنعام :13] وقوله(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) [ هود 118] إلى آيات كثيرة تثبت المشيئة في فعله تبارك وتعالى فلا يتم الإيمان بالقدر إلا أن نؤمن بأن مشيئة الله عامة لكل موجود أو معدوم فما من معدوم إلا وقد شاء الله تعالى عدمه وما من موجود إلا وقد شاء الله تعالى وجوده ولا يمكن أن يقع شيء في السماوات ولا في الأرض إلا بمشيئة الله تعالى .

المرتبة الرابعة :

الخلق أي أن نؤمن بأن الله تعالى خالق كل شي فما من موجود في السماوات والأرض إلا الله خالقه حتى الموت يخلقه الله تبارك وتعالى وإن كان هو عدم الحياة يقول الله تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك : 2] فكل شيء في السماوات أو في الأرض فإن الله تعالى خالقه لا خالق إلا الله تبارك وتعالى وكلنا يعلم أن ما يقع من فعله سبحانه وتعالى بأنه مخلوق له فالسماوات والأرض والجبال والأنهار والشمس والقمر والنجوم والرياح والإنسان والبهائم كلها مخلوقات الله وكذلك ما يحدث لهذه المخلوقات من صفات وتقلبات أحوال كلها أيضا مخلوقة لله عز وجل .ولكن قد يشكل على الإنسان كيف يصح أن نقول في فعلنا وقولنا الاختياري انه مخلوق لله عز وجل . فنقول نعم يصح أن نقول ذلك لأن فعلنا وقولنا ناتج عن أمرين :أحدهما : القدرة والثاني: الإرادة فإذا كان فعل العبد ناتجاً عن إرادته وقدرته فان الذي خلق هذه الإرادة وجعل قلب الإنسان قابلاً للإرادة هو الله عز وجل وكذلك الذي خلق فيه القدرة هو الله عز وجل ويخلق السبب التام الذي يتولد عنه المسبب نقول إن خالق السبب التام خالق للمسبب أي أن خالق المؤثر خالق للأثر فوجه كونه تعالى خالقا لفعل العبد أن نقول فعل العبد وقوله ناتج عن أمرين هما :1ـ الإرادة2ـ القدرة فلولا الإرادة لم يفعل ولولا القدرة لم يفعل لأنه إذا أراد وهو عاجز لم يفعل لعجزه عن الفعل وإذا كان قادرا ولم يرد لم يكن الفعل فإذا كان الفعل ناتجا عن إرادة جازمة وقدرة كاملة فالذي خلق الإرادة الجازمة والقدرة الكاملة هو الله وبهذه الطريق عرفنا كيف يمكن أن نقول إن الله تعالى خالق لفعل العبد وإلا فالعبد هو الفاعل في الحقيقة فهو المتطهر وهو المصلي وهو المزكي وهو الصائم وهو الحاج وهو المعتمر وهو العاصي وهو المطيع لكن هذه الأفعال كلها كانت ووجدت بإرادة وقدرة مخلوقتين لله عز وجل والأمر ولله الحمد واضح .

وهذه المراتب الأربع المتقدمة يجب أن تثبت لله عز وجل وهذا لا ينافى أن يضاف الفعل إلى فاعله من ذوى الإرادة .كما أننا نقول النار تحرق والذي خلق الإحراق فيها هو الله تعالى بلا شك فليست محرقة بطبيعتها بل هي محرقة بكون الله تعالى جعلها محرقة ولهذا لم تكن النار التي ألقى فيها إبراهيم محرقة لأن الله قال لها: ( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) [ الأنبياء : 69 ] فكانت برداً وسلاماً على إبراهيم فالنار بذاتها لا تحرق ولكن الله تعالى خلق فيها قوة الإحراق، وقوة الإحراق هي في مقابل فعل العبد كإرادة العبد وقدرته فبالإرادة والقدرة يكون الفعل وبالمادة المحرقة في النار يكون الإحراق فلا فرق بين هذا وهذا ولكن العبد لما كان له إرادة وشعور واختيار وعمل صار الفعل ينسب إليه حقيقة وحكماً وصار مؤاخذا بالمخالفة معاقباً عليها لأنه يفعل باختيار ويدع باختيار .وأخيرا نقول : على المؤمن أن يرضى بالله تعالى رباًّ ومن تمام رضاه بالربوبية أن يؤمن بقضاء الله وقدره ويعلم أنه لا فرق في هذا بين الأعمال التي يعملها وبين الأرزاق التي يسعى لها وبين الآجال التي يدافعها ، الكل بابه سواء والكل مكتوب والكل مقدر وكل إنسان ميسر لما خلق الله .أسال الله عز وجل أن يجعلنا ممن ييسرون لعمل أهل السعادة وان يكتب لنا الصلاح في الدنيا والآخرة والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين

https://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=38445













رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:46   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

«✿»شَرْطُ قَبُولِ العَمَلِ«✿»
_____________________

✿قَالَ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالىَ: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: 2]
«هُوَ أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ»،
✿قَالُوا: «يَا أَبَا عَليٍّ، مَا أَخْلَصُهُ وُأَصْوَبُهُ؟»،
✿فَقَالَ: «إِنَّ العَمَلَ إِذاَ كَانَ خَالَِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ َيَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا. الخَالِصُ أََنْ يَكُونَ للهِ، وَالصَّوابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ»،
ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
_______________________
[الكهف: 110] [«مدارج السّالكين» لابن القيّم: (2/ 93)].

✿قال سماحه الشيخ العلامه صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله فى خطبه له بعنوان (الإبتلاء والإمتحان لبنى آدم ) :
قال الله سبحانه وتعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، بين سبحانه وتعالى الحكمة من خلق الموت والحياة وأنها الابتلاء والامتحان لبني آدم أيهم يحسن العمل لآخرته والله جل وعلا لم يقل أيكم أكثر عملا وإنما قال: (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)، فالعبرة بالعمل الحسن لا بالعمل الكثير الذي ليس بحسن، ولا يكون العمل حسن إلا إذا توفر فيه شرطان الشرط الأول الإخلاص لله جل وعلا فيه فلا يكون فيه شرك ولا يكون فيه رياء ولا سمعة ولا قصد لغير وجه الله ولا قصد لطمع الدنيا والشرط الثاني أن يكون صوابًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موافقا لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون فيه بدعة ومحدثات فإن العمل الأول وهو الذي خالطه شرك مردود على صاحبه لا يقبل وهو حابط وباطل وأما الذي فقد الشرط الثاني وهو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه أيضا باطل ومردود على صاحبه قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"، وفي رواية: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود على صاحبه سواء هو الذي أحدث البدعة أو أحدثها غيره وعمل بها تقليداً له فإن البدع مردودة كلها مهما كلف صاحبها نفسه فيها لأن الله أمرنا بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، ولم يأمرنا بالاقتداء بغيره ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والله سبحانه وتعالى.













رد مع اقتباس
قديم 2012-12-27, 16:46   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

«✿»حَقِيقَةُ التَّوْحِيدِ«✿»

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ: «✿»إِنَّ حَقِيقَةَ التَّوْحِيدِ أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، فَلاَ يُدْعَى إلاَّ هُوَ، وَلاَ يُخْشَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَّقَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَوَكَّلَ إِلاَّ عَلَيْهِ، وَلاَ يَكُونَ الدِّينُ إِلاَّ لَهُ لاَ لأَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، وَأَلاَّ نَتَّخِذَ المَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا، فَكَيْفَ بِالأَئِمَّةِ وَالشُّيُوخِ وَالعُلَمَاءِ وَالمُلُوكِ وَغَيْرِهِم«✿»
___________________________
[«منهاج السّنّة النّبويّة» لابن تيميّة: (3/ 490)].










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التوحيد, الشِّرك, تخليصه, تحقيق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc