أخي الكريم ، بارك الله بكِ على حرصكِ على إخوانكِ وأخواتك المسلمين،.. لدي بعض الأفكار عسى أن تنتفع بها ولسجلي مواقفاً من هؤلاء الأصناف من الناس..
أولاً: نحن بشر، يخطئ الواحد منا تارةً ويُصيبُ أخرى، فقد صار الثبات في أيامنا في الناس قليل، وصَعُب على كثيرين أن يثبتوا أمام الفتن والابتلاءات، والمغريات.. إلا مَن وهب نفسه لله، فثبت على منهجه، وطبق شريعته، وانتهى عن نواهيه، واعتصم بحبله، وأخلص دينه له وحده..
هذه حقيقة نقرّ بها.. وهذه الفئة التي لم تثبت ليس الأصل فيها البعد عن التديّن، أو التفلت من أحكام الدين (فالأصل أن يكون المسلم متديناً، وهذا لا ينفي عنه أن يقع في الزلات والهفوات)..
لذا فالأوْلى لنا أن نحاسب مَن تخلى عن الدين، بحجة أن الملتزمين يخطؤون، وقد يقع أحدهم في المحرمات.. فهذه ما هي إلا حجج واهية للتفلت من الالتزام، والله أعلم..
ثانياً: لا أظنّ أن الشباب المسلم الملتزم يتصنع الالتزام، بل قد يكون لديه فهم خاطئ في بعض المسائل الشرعية، أما أن يتصنّع فهذه تهمة عظيمة تدخل في معنى النفاق والزندقة، أي إظهار الالتزام والدين وإخفاء عكسه.. فلِم يا أخي نبرر دائماً لغير المتديّن أن بيئته لا تساعده على التديّن، أو أنه لم يتلقَ العلم بالدين للضرورة.. أو أنّ هناك مَن نفّره من الالتزام، وهذا الكلام.. بينما بمجرد وقوع المتديّن في خطأ ما ولو كان بسيطاً لا نكفّ عن تحميله مسؤولية الأمة، وتأثير مجتمعه حوله سلبياً...
ثالثاً: لا أقصد بكلامي الدفاع عن المتديّن الملتحي، أو المتدينة المنقبة مجرّد الدفاع، لكن فلنعذر هذا المتدين أمام المدّ الهائل من الفتن والمغريات، والمشكلات الاجتماعية، البطالة وغيرها.. ولننصحه بالعودة إلى الحقّ..
ولا أعني بذلك أن أنفي المسؤولية تُجاه هذا المتديّن الذي أخطأ وجاهر بخطئه فهو قدوة لغيره.. وهذا دور مَن هم أعلم منه وأثبتُ مِن ثباته وأتقى منه أن يوصوه بالحق والثبات والصبر عليهما..
وقد قال الإمام عليّ رضي الله عنه وأرضاه أنّ الحقّ لا يُعرَف بالرجال، تعرّف على الحق تعرِف أهله..
لذا فليكن شعار الفتاة المسلمة لن أتزوّج سوى ملتزم، وملتحٍ، فالعبرة بالالكتزام والتديّن إضافة إلى حُسن الخلق، والسمت والشخصية، لا كما يقولون بأن العبرة ليست في التديّن وكم من المتديّنين سيئي الخُلُق..
وشكرا لك على الطرح
موفق بادن الله