السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع ومهم في وقتنا الحالي
سأحكي لكم قصة واقعية، قصة أخت مسلمة مشكلتها تتلخص أنّها شديدة الحياء، عندما يأتي إليها خاطب تستحي أن ترفع وجهها إليه أو حتى توجه إليه كلام، وإذا وجه هو إليها سؤال مستحيية، يتحجر لسانها ولكن ترغم نفسها على الكلام، وتجاوب على السؤال باختصار، رغم أنّها مفوهة تقف وتخطب في جموع النساء بكل قوة وشجاعة، فيظن الخاطب أنّها لا تطيق الكلام معه وترفضه أو أنّها تعاني من رهاب اجتماعي وسطحية، لا تستطيع الكلام والمحاورة، وهي والله ليس فيها إلاّ الحياء، أهل الفتاة يلومونها ويتعجبون من حيائها فتجيبهم، عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِن الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِن الْإِيمَانِ» [رواه البخاري ومسلم].
النّاس تتعجب من هذه الفتاة هي في زماننا؟ تدبرت حكايتها وبكيت، هل تعرفون لما؟ لأنّي تذكرت حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:«كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها» [صحيح البخاري ومسلم].
سبحان الله كانت العرب إذا أرادت أن تضرب مثالا للحياء تضربه بالبكر فلم يكن يجود وقتها من هو أشد منها حياءً حتى تضرب به الأمثال، هل في زماننا هذا نستطيع أن نشبه حياء رسولنا بحياء العذراء؟ عباد الله الحياء أمر هام إنّه خلق الإسلام «إنّ لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء» [صحيح الجامع: 2149]، وإنّه دلالة الإيمان «والحياء شعبة من الإيمان» [رواه مسلم]. فهل الخلل في المجتمع أم في هذه الفتاة التي تستحي من الخطاب؟!
موقع طريق الاسلام[/CENTER][/CENTER]