خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-18, 23:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
هذا رد على الشبهة المذكورة أنقلها على عجل من بحث لي -لم أكمله بعد-بعنوان(االتعليقات الجلية على كتاب الخطوط العريضة لأدعياء السلفية )):

وقفات علمية لتبرئة أهل الدعوة السلفية
الوقفة الأولى :
قال الكاتب :
(
الأصل الأول : خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام ، رافضة مع الجماعات ، قدرية مع اليهود والنصارى والكفار …)
أقول :
بلا شك أن هذا الأصل قد ينطبق على من يدعي السلفية وهي منهم براء كبعض الحزبيين والخوارج في عصرنا ممن يسب الصحابة ويطعن فيهم ويعمل بمذهب الإرجاء في تعامله مع الحكام
روى الصابوني بإسناده الصحيح إلى أحمد بن سعيد الرباطي أنه قال: قال لي عبد الله بن طاهر: يا أحمد! إنكم تبغضون هؤلاء القوم (يعني المرجئة) جهلاً، وأنا أُبغضهم عن معرفة؛ أولاً: إنهم لا يَرَوْن للسلطان طاعة …( ).
قلت: ألا تدلّ هذه النصوص دلالةً واضحةً على أنهم هم المرجئة على الحقيقة، وأن أئمتنا السلفيين براءٌ من ذلك.
ولا عجب حينئذ أن ينشأ الإرجاء على أعقاب الخروج؛ قال قتادة: إنما حدَثَ الإرجاء بعد فتنة ابن الأشعث
ووما يؤكد أن الأصل ينطبق على الكثير من الحزبيين موقف هؤلاء من الجماعة السلفية إذ أنهم إنتهجوا موقف الرافضة في تعاملهم مع الصحابة رضوان الله عليهم وما تهجمهم على فتوى ابن باز في وجوب الصلح مع اليهود وفتواه في جواز الاستعانة بالأمريكان عنا ببعيد .
أما عن قدريتهم مع اليهود والنصارى فتلك من الأمور الواضحات فإننا للأسف الشديد مازلنا نرى الخوارج وأذنابهم من الحزبيين يرجفون، ويلقون الرعب بين الناس، ويسيؤون ظنهم بربهم ، ويظنون أنه لا ينصرهم إلا بما يخالف شرعه ودينه من قتل المؤمنين، وقتل المعاهدين والمستأمنين، وإشاعة الفوضى بين المسلمين.
فليحذر المسلم من الإرجاف وأهله .
والإرجاف من صفات المنافقين .
قال تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً {60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً {61} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}.
وقال تعالى: { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} والآيات بعدها.
وقال تعالى: { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً {12} وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً {13} وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً} والآيات بعدها.
فما نراه اليوم من إشاعة الخوف والذعر بين المسلمين ، وتضخيم دول الكفر وتفخيمهم إلى درجة إيصال اليأس إلى قلوب الناس ، وتخويف الناس بأن دول الكفر ستقضي على جميع دول الإسلام وخاصة معقله البلاد السعودية –حرسها الله- .
فهذا من الإرجاف ومن اليأس من روح الله .
بل الواجب اليقين بوعد الله ، وإصلاح النفس ، والرجوع إلى الله ، والتوبة إليه ، والالتفاف حول العلماء والأمراء ، والتوكل على الله .
وهذا لا ينافي معرفة مخططات أعداء الله ، وما هو غرضهم بالمجيء إلى الشرق الأوسط بقضهم وقضيضهم .
فهذه الأمور من واجبات الأمراء والعلماء –أهل الحل والعقد- أما إشاعتها بين الناس مع تقنيطهم ، وزعزعتهم ، وقذف الرعب في قلوبهم ، ودعوتهم لإساءة الظن بعلمائهم وأمرائهم !
فهذا من عمل المفسدين والمرجفين .
وهذا هو دأب خوارج هذا الزمان وأذنابهم القاطنين في بلاد الكفر ، والذين ينفذون مخططات أوليائهم من الكفرة والمشركين .
وقد استغل طواغيت الكفر أولئك الخوارج أسوأ استغلال حيث احتفظوا بهم لزرع الفرقة والخلاف بين الناس ، وفتح المجال لهم ليرعبوا الناس ويرجفوا بينهم .
فاحذروا –رحمكم الله- من الطواغيت وأوليائهم من الخوارج ومن يدعي الجهاد ونصرة المجاهدين وهم في الحقيقة إنما يحققون أهداف الكفار ، وأداة في أيدي الكفار يسيرونهم كيف شاؤوا.
واحذروا ممن يدعي نصرة المجاهدين وهو في الحقيقة يريد زرع الفتنة والفرقة، ويريد أن يتوصل بهذه الواجهة وها التلبيس والخداع إلى تكفير ولاة الأمور المسلمين، وإضفاء الشرعية على أعمال الإرهابيين التخريبية من قتل المجاهدين من رجال الأمن، وقتل النساء والأطفال وقتل المعاهدين والمستأمنين.
تبرئة أهل السنة السلفيين من هذا الأصل
إن هذا الأصل يناقش من أربعة مقامات
المقام الأول : تبرئة أهل السنة السلفيين من قول الكاتب خوارج مع الدعاة
المقام الثاني : تبرئة أهل السنة السلفيين من قول الكاتب مرجئة مع الحكام
المقام الثالث : تبرئة أهل السنة السلفيين من قول الكاتب رافضة مع الجماعات
المقام الرابع: تبرئة أهل السنة السلفيين من قول الكاتب، قدرية مع اليهود والنصارى والكفار …
أما المقام الأول : فنقول ماذا تقصد بلفظة الخوارج؟
أتريد أن أهل السنة يكفرون المسلمين بكبائر الذنوب؟
أم تعد الرد على دعاتكم من أهل البدع والضلال تكفيرا لهم؟
فإن كان الأولى :فما أشبه الليلة بالبارحة , فبالأمس كان أعداء الدعوة السلفية ينقمون على الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله دعوته إلى توحيد الله الخالص من شوائب الشرك والبدع ويطلقون عليه وعلى منا صريه بأنهم خرواج واليوم نسمع من دعاة الحزبية المقيتة من يرمي أهل السنة بذلك وهكذا تتشابه قلوب أهل الباطل في القديم والحديث
قال تعالى(تشابهت قلوبهم)
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)
ولقد أحسن القائل‘والطيور على أشكالها تقع
قال ابن غنام ما حاصلهوأشر الناس والعلماء إنكارا عليه-محمد بن عبد الوهاب-وأعظمهم تشنيعا وسعيا بالشر إليه :سلمان بن سحيم وأبوه محمد فقد اتهم في ذلك وأنجد وجد التحريش عليه والتحريض..وافتوا للحكام والسلاطين والأشرار بأن القائم بدعوة التوحيد خارجي وأصحابه خوارج
وإن كان الثاني : فهذا وشأنكم أما نحن فلا نعده تكفيرا وإنما بيانا ونصيحة ورحمة على المردود عليه بل يعد ذلك علما من علوم الشريعة المطهرة، ألا و هو علم الجرح و التعديل ، الذي به حفظ الله لهذه الأمة دينها قال تعالى : ( إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) (الحجر : 9).
قال الشيخ العثيمين -حفظه الله- : لله الحمد ما ابتدع أحد بدعة ، إلا قيض الله له بمنه و كرمه من يبين هذه البدعة و يدحضها بالحق ، و هذا من تمام مدلول قول الله –تبارك و تعالى – : (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ)
و لكن ماذا يقال عن أناس يقلبون حقائق الأمور و كأنَّهم لم يسمعوا إلى قوله تعالى : (وَ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الأيَتِ وَ لِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ) (الأنعام : 55).
و قد أخذ أهل العلم بجواز التكلم في الشخص بغير حضرته للمصلحة واستدلوا بأدلة منها :
ما جاء في الصحيحين و اللفظ للبخاري من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم فلما رآه قال : بئس أخو العشيرة و بئس ابن العشيرة فلما جلس تَطَلَّقَ النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم في وجهه و انبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة : يا رسول الله ، حين رأيت الرجل قلت له : كذا و كذا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ في وجهه و انبسطت إليه فقال صلى الله عليه و على آله و سلم :يا عائشة مَتَى عهدتني فاحشاً، إن شر الناس عند الله منْزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره
قال الخطيب البغدادي : ففي قول النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم للرجل بئس رجل العشيرة دليل على أن اخبار المخبر بما يكون في الرجل من العيب على ما يوجب العلم و الدين من النصيحة للسائل ليس بغيبة؛ إذ لو كان غيبة لما أطلقه النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم
و ثبت في مسلم من حديث فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها ألبتة فقال النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم : فإذا أحللت فآذنيني. قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان و أبا جهم خطباني، فقال رَسولُ الله صلى الله عليه و على آله و سلم : أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، و أما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد
قلت : لذا فقد فقه السلف -رضوان الله تعالى عليهم- هذا الأمر جيداً و سطروا في ذلك المؤلفات؛ حفاظاً على السنة المطهرة من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين و تأويل الجاهلين، فمن تلكم المؤلفات في باب الجرح و العديل، كتاب الكمال في أسماء الرجال للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة 600 ه، ثُمَّ جاء الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمان المزي المتوفى سنة 746 ه و قام بتهذيبه في كتاب سماه تهذيب الكمال في اسماء الرجال و يقال أنه لم يكمله، و أكمله الحافظ علاء الدين مغلطاي المتوفى سنة 762 ه و لأبي حفص عمر بن علي ابن الملقن كتاب سماه إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال و قد اهتم العلماء بالتهذيب، فقد ألف الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة 748 ه كتاباً سماه تهذيب تهذيب الكمال ثٌمَّ قام باختصاره في كتاب له سماه الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة و جاء الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 825 ه فألف كتابه تهذيب التهذيب و يقع في اثني عشر مجلداً، ثُمَّ اختصره في كتاب تقريب التهذيب الذي خرج قريباً محققاً بتحقيق أبي الأشبال صغير أحمد الباكستاني، و جاء بعد الحافظ بن حجر الحافظ صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي،فألف كتاباً سماه خلاصة تهذيب تهذيب الكمال في أسْماء الرجال و يقع في ثلاثة مجلدات
و السوأل الذي يوجه لهؤلاء المفترين على أهل السنة أن يقال : هل كل هذه المؤلفات من السب و الشتم و الغيبة؟!إذا أننا لا نجد فيها إلا فلاناً كذاباً أو متروكاً أو ضعيفاً أو سيء الحفظ ، أو به غفلة أو متهماً بالكذب و ما شابه ذلك، نبئونا بعلم إن كنتم صادقين؟
و قد يقول قائلهم : إن هناك فرقاً بين علم الجرح و التعديل لأجل حفظ الشريعة و بين نقدكم اللاذع لمن خالف الشريعة فهو يعد من قبيل الغيبة ، فنقول ما قاله الحافظ بن رجب رحمه الله : و لا فرق بين الطعن في رواة حفاظ الحديث و لا التمييز بين من تقبل روايته منهم و من لا تقبل و بين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب و السنة و تأول شيئاً منها على غير تأويله ، و تمسك بما لا يتمسك به ، ليحذر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه و قد أجمع على جواز ذلك أيضاً.
أما المقام الثاني من هذا الأصل وهو : إن أهل السنة السلفيين مرجئة مع الحكام فنقول له :ماذا تقصد بكلمة مرجئة؟
فإن كان مقصودك بذلك بدعة الإرجاء التي هي :تأخير العمل عن مسمى الإيمان وأنه لا يضر مع الإيمان معصية فهذا من أبطل الباطل وأكذب الكذب عنهم وهذا معلوم لدى القاصي والداني ممن قلت بضاعته في العلم الشرعي فضلا عن أهله وها هي كتبهم شاهدة بنقيض ذلك بل فيها التشنيع والنكير على هذه البدعة النكراء.
قال سعيد بن جبير ومثل المرجئة مثل الصابئين
وقال شريك عن المرجئةهم أخبث قوم وحسبك بالرافضة خبثا ولكن المرجئة يكذبون على الله
والأقوال عن السلف في ذم المرجئة وبيان سوء مذهبهم أكثر من أن تحصر حتى أن الإمام الخلال عقد مجلدا في كتابهالسنة للرد على المرجئة وهو الجزء الرابع والخامس.
وما تكاد تقرأ كتابا من كتب العقيدة والسنة إلا وقد تعرض بالرد على هؤلاء المبتدعة .
ولكن القوم-أعني المفترين-يرمون أهل السنة به لأن موقفهم من الحاكم المتلبس بالظلم أو الفسق موافق للنصوص الشرعية وماعليه عمل السلف الصالح من عدم الخروج عليه وإثارة الفتن والقلاقل في أوساط المجتمعات لأنهم-أي أهل السنة والجماعة السلفيين-لا يكفرونه بل يرون السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة الصادقة وفق هدي السلف.
بينما أهل البدع من أصحاب الحركات المشبوهة يكفرون الحكام قاطبة من غير تفصيل إستدلالا بقوله تعالىومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون
ونسوا أو تناسو أن الكفر عند أهل العلم كفران :كفر إعتقادي :يخرج من الملة وكفر عملي :لا يخرج من الملة وعلى ذلك جاتءت النصوص من الكتاب والسنة بتسمية بعض الأعمال كفرا وهي غير ناقلة عن الملة بمجرد الفعل منها :
ما قاله النبي صلى الله عليه وسلمسباب المسلم فسوق وقتاله كفر
وقال عليه الصلاة والسلاماثنان من الناس هما بهم كفر :الطعن في النسب والنياحة على الميت
قلت :وبعد أن تقرر أن هذا الأصل وهو أن الكفر كفران نأتي إلى قول ربنا عزوجلومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون فننظر هل الحكم بغير ما أنزل الله من الكفر الأكبر أو الأصغر وما هي أقوال أهل العلم في ذلك
قال ابن عباس هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله
وقال أيضا :ليس بكفر ينقل من الملة.وقال عطاء :كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسوق دون فسوق
وقال سفيان : أي ليس كفرا ينقل من الملة.
وقال ابن جرير الطبريوأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت، وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى قد عمّ بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصاً؟!
قيل: إن الله تعالى عمّ بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون، وكذلك القول في كلّ من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به، هو بالله كافر؛ كما قال ابن عباس.
قلت : والغريب أن هؤلاء الذين يكفرون الحكام المتلبسين بالظلم والفسق يجهلون أو يتجاهلون أن الحكم في الآية عام فيتناول كل من لم يحكم بما أنزل الله سواء كانوا أمراء أم مشايخ قبائل الذين يتحاكمون بالعادات وسوالف البادية ويتناول أيضا مشايخ الطرق الصوفية والأحزاب المبتدعة ونحو ذلك بل حتى على نطاق رب البيت مع رعيته فلماذا يقتصرون في حكمهم على حكام المسلمين فقط؟
!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية”وإذا كان من قول السلف: (إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق)، فكذلك في قولهم: (إنه يكون فيه إيمان وكفر) ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملّة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ قالوا: كفروا كفراً لا ينقل عن الملة، وقد اتّبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة.
وقال الإمام ابن القيموالصحيح: أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مُخيّر فيه، مع تيقُنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر. إن جهله وأخطأه، فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.
قلت :فهذه أقوال أئئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين استناروا بنور الوحي فأبانوا الحق في هذه المسألة الخطيرة التي حقيقة هي منزلة قدم كثير ممن ينتسبون إلى حياض الدعوة إلى الله تعالى فضلا عن غيرهم فماذا يقال عن كل هؤلاء الأخيار؟ أيقال أنهم مرجئة مع الحكام؟ قال تعالىفماذا بعد الحق إلا الضلال
إن الواجب أن نقفوا أثر هؤلاء الأبرار حتى نسعد-إن شاء الله تعالى-في الدينا والآخرة إن الحقيقة التي ينبغي ان تعلم أن الذين يستحقون أن يوصمو بالإرجاء هم أهل البدع كما تبين آنفا ولله الحمد والمنة.









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجئة, الدعاة, الحكام, حواري


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc