السلام عليكم
–المذهب الواقعي وأثره في الأدب العربي : نشأت الواقعية الغربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر م متأثرة بالنهضة العلمية والفلسفة العقلانية ونتيجة للمبالغات الخيالية والعاطفية التي انغمست فيها الرومانسية .تدعو الواقعية إلى الإبداع الأدبي بتصوير الأشياء الخارجة عن نطاق الذات .
والثورة على شرور الحياة والكاتب الواقعي يأخذ مادة تجاربه من مشكلات العصر الاجتماعية وشخصياته من الطبقة الوسطى أو طبقة العمال .
وغاية الواقعين أن يصبح الإنسان سيد الطبيعة في مجتمع عادل ومن ثم كان الأديب الواقعي أكثر أمانة في تصوير بيئته .
– ولما كانت الرومانسية تحمل في حد ذاتها بذور الواقعية ليس غريبا أن تقوم الواقعية لا على أنقاض الرومانسية أو كمذهب مناوئي لها بل كتيار يسير جنبا إلى جنب معها . –رغم الموضوعية التي دعا إليها الواقعيون فقد اتسم أدبهم بطابع تشاؤمي
ولعل ذلك راجع إلى المبالغة في تشخيص الآفات الاجتماعية
فهم ينظرون إلى الواقع بمنظار اسود . فالخير ما هو إلا بريق زائف فالشجاعة برأيهم يأس من الحياة وضرورة لابد منها و الكرم مباهاة والمجد تكالب على الحياة .
فالواقعية على هذا الأساس هي انعكاس للواقع الخارجي في نفس الأديب أو هي صورة للواقع ممزوجة بنفس الأديب وقدراته .
ولهذا يمكن إجمال خصائصها فيما يلي //
-قيامها على أساس الفلسفة الوضعية والتجريبية .
- الدعوة إلى الموضوعية في الإبداع الأدبي عكس الرومانسية .
تصوير ما تعانيه الطبقة الدنيا من حيف وتشخيص الآفات الاجتماعية مما جعل أدبهم يتسم بطابع تشاؤمي .
- تركز إنتاجهم على القصة والمسرحية .
-ويعد *بلزاك*الرائد الأول للواقعية في فرنسا إذ خلف موسوعة في الأدب الواقعي تشمل نحو مائة وخمسين قصة 150 أطلق عليها في أواخر أيامه *الكوميديا البشرية * و الفرنسي فلوبير صاحب رواية* مدام بوفاري * التي صور فيها عصره بجميع مشكلاته .
–وفي انجلترا مثل هذا الاتجاه *شريدان و* شاكري *وتشارلز دي كنز * الذي قدم وصفا صادقا للمجتمع الإنجليزي في رواياته *صحائف بكويك*و*دافيد كوبر فيلد * و*دمني وولده - - ويميز النقاد بين الواقعية1-—الواقعية الانتقادية أو الواقعية الاروبية المتشائمة يمثلها من ذكرنا سابقا.
2–الواقعية الطبيعية *
.. واصل التيار الواقعي عند الغربيين تطوره حتى انتهى إلى الواقعية الطبيعية . ويعد* إميل زولا * رائد هذا المذهب بدون منازع . فالإنسان عندهم مقيد مجبر على إتباع غدده. والأدب عبارة عن تحاليل مخبرية فالإنسان يرث عناصر الجريمة .
-3-الواقعية الاشتراكية. *
وقد ظهر تيار آخر للواقعية أطلق النقاد عليها اسم الواقعية الجديدة * تمييزا عن واقعية الغرب المتشائمة . والواقعية الجديدة تصور واقعا جديدا لذا قيل عنها أنها واقعية التفاؤل والاستبشار . وهي حصيلة النظرة الماركسية للأدب والفن وهي حصيلة التجربة المعاصرة لكتاب الاتحاد السوفيتي وقد التزموا بأهداف الطبقة العاملة و النضال في سبيل تحقيق الاشتراكية . من روادها تشيكوف*وتوليستوي *ومكسيم جوركي*في قصة* الأم *