الأشاعرة وموقف أهل السنة منهم - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأشاعرة وموقف أهل السنة منهم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-12-06, 01:06   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[font="comic sans ms"]نفي التأويل – الذي ادَّعاه السقاف - عن الإمام مالك – رحمه الله -

وادعى السقاف - زوراً وبهتاناً – أن الإمام مالك قد أوَّل صفة النزول ، بنزول الأمر . فقال : ( روى الحافظ ابن عبد البر في (( التمهيد ))(7/143) ، وذكر الحافظ الذهبي في ((سير أعلام النبلاء ))(8/105) أن الإمام مالكاً رحمه الله تعالى ، أوَّل النزول الوراد في الحديث بنزول أمره سبحانه وهذا نص الكلام من ((السير)) : قال ابن عدي : حدثنا محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا صالح بن أيوب ، حدثنا حبيب بن أبي حبيب ، حدثني مالك ، قال : (( يتنزل ربنا تبارك وتعالى : أمره ، فأما هو فدائم لا يزول )) . قال صالح ، فذكرت ذلك ليحيى بن بكير ، فقال : حسن والله ، ولم أسمعه من مالك . قلت – ( القائل هو السقاف ) - : ورواية ابن عبد البر من طريق أخرى فتنبه ) .

قلت : هذا والله عين التبجح بنسبة الأقوال إلى العلماء بالأسانيد الساقطة ، والتدليس بأن ثمة طريقاً آخر يعضد طريق ابن عدي . وإليك تفصيل الكلام على هذه الطرق – الواهية – التي اعتمدها السقاف ليثبت ما ادعاه من نسبة التأويل إلى الإمام مالك – رحمه الله -.

{ الكلام على طريق ابن عدي } : أما طريق ابن عدي : ففيه حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك ، قال أحمد : (( ليس بثقة ، . . كان يكذب )) وأثنى عليه شراً وسوءاً ، وقال أبو داود : (( كان من أكذب الناس )) ، وقال أبو حاتم : (( متروك الحديث ، روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة )) ، وقال الأزدى : (( متروك الحديث )) ، وقال أبو داود في رواية : ((يضع الحديث )) ، وقال النسائي : (( متروك الحديث ، أحاديثه كلها موضوعة عن مالك )) ، وتكلم فيه ابن معين والحاكم . وصالح بن أيوب هذا مجهول . والغريب أن السقاف نقل هذا الخبر من (( السير )) ، ولم ينقل ما علقه الذهبي عليه أداءً للأمانة . قال الذهبي – رحمه الله – بعد إيراده هذا الخبر : (( قلت : لا أعرف صالحاً ، وحبيب مشهور ، والمحفوظ عن مالك – رحمه الله – رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات ، فقال أمروها كما جاءت بلا تفسير ، فيكون للإمام في ذلك قولان إن صحت رواية حبيب )) .

قلت : لم تصح رواية حبيب ، فهو تالف الحال كما ذكرنا آنفاً . ولعله يُروى عن حبيب نفسه ، وليس هو بحجة ، فقد قال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/143) : (( وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك ، وغيره )) ، فلم ينسبه لمالك ، فيكون صالح بن أيوب قد رواه على التوهم فنسبه لمالك ، ولا إخاله يثبت عن حبيب نفسه ، فصالح مجهول كما سبق ذكره .

{ الكلام على الطريق المعضد !!}: وأما الطريق الآخر الذي ذكره السقاف – وكأنه يعضضد الطريق الأول !! – فأورده ابن عبد البر في (( التمهيد ))(7/143) وقال : (( وقد روى محمد بن علي الجبلي – وكان من ثقات المسلمين بالقيروان – قال : حدثنا جامع بن سوادة بمصر ، قال : حدثنا مطرف ، عن مالك بن أنس ، أنه سئل عن الحديث : (( إن الله ينزل في الليل إلى سماء الدنيا )) فقال مالك : يتنزل أمره .

قلت: وهذا سند ساقط ، فيه جامع بن سوادة ، ترجمه الذهبي في ((الميزان))(1/387) فقال : (( وعن آدم بن أبي إياس بخبر باطل في الجمع بين الزوجين ، وكأنه آفته )) . وأما محمد بن علي الجبلي ، فلعله الذي ترجمه الخطيب في (( تاريخه )) (3/101) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، ولكن قال : (( علقت منه مقطعات من شعره ، وقيل إنه كان رافضياً شديد الرفض )) . فهذان هما طريقا هذا الأثر ، الأول : موضوع ، والثاني : رواية متهم ، فأنى يكون لهذا الخبر ثبوت ؟!! .[/font]









 


قديم 2008-12-06, 01:06   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجواب عما نسبه السقاف إلى الإمام أحمد - رحمه الله – من التأويل

وقد نسب السقاف التأويل – أيضاً – إلى الإمام أحمد في أربعة مواضع :

قال : ( روى الحافظ البيهقي في كتابه (( مناقب الإمام أحمد )) – وهو كتاب مخطوط – ومنه نقل الحافظ ابن كثير في (( البداية والنهاية )) (1/327) ، فقال : (( روى البيهقي عن الحاكم ، عن أبي عمرو بن السماك ، عن حنبل ، أن أحمد ابن حنبل تأول قوله تعالى : { وجاء ربك } أنه جاء ثوابه ، ثم قال البيهقي ، وهذا إسناد لا غبار عليه )) انتهى كلام ابن كثير . وقال ابن كثير أيضاً في (( البداية )) (10/327) : (( وكلامه – أحمد – في نفي التشبيه ، وترك الخوض في الكلام ، والتمسك بما ورد في الكتاب والسنة عن النبي ? وعن أصحابه )) اهـ.

قلت :ومثل هذا لا يصح عن الإمام أحمد ، وإن ورد عنه بإسناد رجاله ثقات ، من وجهين :

? أولهما : أن روايه عنه هو حنبل بن إسحاق ، وهو وإن كان ثقة ، ومن تلاميذ الإمام أحمد – وابن عمه – إلا أنه يغرب ويتفرد عنه ببعض المسائل . قال الحافظ الذهبي – رحمه الله – في (( السير ))(3/52) : (( له مسائل كثيرة عن أحمد ، ويتفرد ، ويغرب )) . ونقل العليمى في (( المنهج الأحمد ))(1/245) عن أبي بكر الخلال قوله : (( قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية ، وأغرب بشيء يسير ، وإذا نظرت في مسائله شبهتها في حسنها وإشباعها وجودتها بمسائل الأثرم )) . قلت : فإن صح هذا الخبر عن حنبل ، فيكون قد أغرب به على أبي عبد الله – رحمه الله – فإن المحفوظ عنه إمرار النص على وجهه ، والتصديق ، وعدم التأويل (4) .

ثم وقفت بعد ذلك على كلام لابن رجب الحنبلي في شرحه على البخاري المسمى بـ((فتح الباري)) في دفع هذه النسبة ، فقال – رحمه الله – (9/279) في معرض الكلام على حديث النزول : (( ومنهم من يقول : هو إقبال الله على عباده ، وإفاضة الرحمة والإحسان عليهم . ولكن يردُّ ذلك : تخصيصه بالسماء الدنيا ، وهذا نوع من التأويل لأحاديث الصفات ، وقد مال إليه في حديث النزول – خاصة – طائفة من أهل الحديث ، منهم : ابن قتيبة ، والخطابي ، وابن عبد البر ، وقد تقدَّم عن مالك ، وفي صحته عنه نظر ، وقد ذهب إليه طائفة ممن يميل إلى الكلام من أصحابنا ، وخرجوا عن أحمد من رواية حنبل عنه في قوله تعالى : { وجاء ربك } أن المراد : وجاء أمر ربك . وقال ابن حامد : رأيت بعض أصحابنا حكى عن أبي عبدالله الإتيان ، أنه قال : تأتي قدرته ، قال : وهذا على حدَّ التوهم من قائله ، وخطأ في إضافته إليه )) .
حتى قال : (( والفرقة الثالثة : أطلقت النزول كما ورد ، ولم تتعد ماورد ، ونفت الكيفية عنه ، وعلموا أن نزول الله تعالى ليس كنزول المخلوق . وهذا قول أئمة السلف : حماد بن زيد ، وأحمد ، فإن حماد بن زيد سئل عن النزول فقال :هو في مكانه يقرب من خلقه كيف يشاء . وقال حنبل : قلت لأبي عبدالله : ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا ؟ قال : نعم ، قلت: نزوله بعلمه أو بماذا ؟ قال لي : اسكت عن هذا ، مالك ولهذا ، أتقن الحديث على ما روي بلا كيف ولا حدٍّ ، إلا بما جاءت به الآثار وبما جاء به الكتاب ، فقال الله عز وجل: {فلا تضربوا لله الأمثال} { النحل :74} ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته ، أحاط بكل شيء علماً ، لا يبلغ قدره واصف ، ولا ينأى عنه هارب )) .

ثانيهما : أن هذه الرواية الأخيرة تدل على مذهب الإمام أحمد في حديث النزول ، وهي موافقة لسائر الروايات عنه في ذلك ، مما يدل على أن الرواية الأولى من المفاريد والغرائب عنه ، فهي غير مقبولة . ثم إن هذا الخبر من زيادات إحدى نسخ البداية والنهاية ، وهي النسخة المصرية ، وباقي النسخ لم يرد فيها هذا الخبر ، فثبوته محل نظر .

ومما ينبغي التنبيه عليه هنا : أن السقاف أورد كلام ابن كثير الأخير مورد الاستدلال على المخالف بأن أحمد نفى التشبيه ، يقصد بذلك صفات اليد ، والضحك ، والوجه ، والساق . وهذا فهم خاطئ ، وإنما التشبيه المقصود به هنا أن يقول : وجه كوجه ، أويد كيد ، أو ساق كساق . . وهكذا . قال الإمام الترمذي – رحمه الله – في (( جامعه ))(3/50) : (( قد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه : اليد ، والسمع ، والبصر ، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم ، وقالوا : إن الله لم يخلق آدم بيده ، وقالوا : إن معنى اليد هاهنا القوة . وقال إسحاق بن إبراهيم – ( وهو ابن راهويه ) - : إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد ، أو مثل يد ، أو سمع كسمع ، أو مثل سمع ، فإذا قال : سمع كسمع ، أو مثل سمع فهذا هو التشبيه . وأما إذا قال كما قال الله تعالى : يد وسمع وبصر ، ولا يقول كيف ، ولا يقول مثل سمع ، ولا كسمع ، هذا لا يكون تشبيهاً ، وهو كما قال الله تعالى في كتابه : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . ))

قلت : ونمثل للسقاف هنا بصفة الحلم . فإن الله عز وجل وصف نبيه إبراهيم بهذه الصفة فقال : { إن إبراهيم لأواه حليم } { التوبة : 114 } وقال : { إن إبراهيم لحليم أواه منيب } {هود :75 } . ووصف سبحانه وتعالى نفسه بنفس الصفة فقال : { والله شكور حليم } { التغابن :17 } { وإن الله لعليم حليم } { الحج : 59 } {إنه كان حليماً غفوراً } {الإسراء : 44 } ولكن اختلفت كيفية الصفة في ذلك ، ولا أظن أن السقاف يقول بأن حلم الله كحلم إبراهيم – والعياذ بالله – وإلا لكان هو المشبه .

وقال السقاف : ( تأويل آخر للإمام أحمد : قال الحافظ ابن كثير أيضاً في (( البداية والنهاية ))(10/327) : (( ومن طريق أبي الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل أنه أجاب الجهمية حين احتجوا عليه بقوله تعالى :{ وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون } قال : يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث ، لا الذكر نفسه هو المحدث ، وعن حنبل ، عن أحمد أنه قال : يحتمل أن يكون ذكراً آخر غير القرآن )).اهـ . قلت – ( القائل هو السقاف ) -: وهذا تأويل محض ، ظاهر ، واضح ، وهو صرف اللفظ عن ظاهره ، وعدم إرادته حقيقة ظاهره ) .

قلت : لا يصفو له هذا القول أيضاً في إثبات التأويل عن الإمام أحمد – رحمه الله – والجواب عنه من وجوده :
? الأول : أن الخبر قد أورده ابن كثير معلقاً ، ولم يورده بإسناده حتى نحكم عليه بالثبوت أو البطلان !!
? الثاني : أن هذا الخبر من زيادات إحدى نسخ (( البداية والنهاية )) – كسابقه – فهو محل نظر ، فكتاب البيهقي (( مناقب أحمد )) ، غير موجود بين أيدينا مطبوعاً حتى نحكم إذا ما كان هذا الخبر فيه حقاً ، أم أن بعض المعطلة قد زاد هذه الزيادات في نسخة البداية والنهاية .
? الثالث : أن هذا الخبر قد أورده الذهبي في (( السير ))(11/245) بسياق آخر يدل على أن الإمام أحمد لم يؤول النص ، بل فسره بنص آخر من القرآن . قال الذهبي – رحمه الله -: (( . . فقال بعضهم : { يأتيهم من ذكر من ربهم محدث } ، أفيكون محدث إلا مخلوقاً؟ فقلت : - ( القائل : هو الإمام أحمد ) - : قال الله : { ص *والقرآن ذي الذكر } ، فالذكر هو القرآن ، وتلك ليس فيها ألف ولام )) . فهذا النص يوضح مقصد الإمام أحمد (( يحتمل أن يكون ذكراً آخر )) ، فإن القرآن لا يطلق عليه ( ذكر ) بغير ألف ولام في القرآن . . ، فكأنه قصد هنا سنة رسول الله ? ، بل هو ما قصده . وقد خشى السقاف أن تنكشف حيلته ، فحذف الشطر الأخير من الخبر ، وهو : (( يحتمل أن يكون ذكراً آخر غير القرآن ، وهو ذكر رسول الله ? )) .

فدل ذلك دلالة واضحة على أن الإمام أحمد – رحمه الله – لم يتأول النص بما يخرجه عن ظاهره كما ادعى السقاف ، بل فسره بالقرآن ، فرد المتشابه إلى المحكم .

ثم قال السقاف : (تأويل آخر عن الإمام أحمد : قال الحافظ الذهبي في (( سير أعلام النبلاء ))(10/578) : (( قال أبو الحسن عبد الملك الميموني : قال رجل لأبي عبدالله – أحمد بن حنبل:- ذهبت إلى خلف البزار أعظه ، بلغني أنه حدث بحديث عن الأحوص ، عن عبدالله بن مسعود ، قال : ما خلق الله شيئاً أعظم من آية الكرسي .. وذكر الحديث . فقال أبو عبدالله – أحمد بن حنبل -: ما كان ينبغي أن يحدث بهذا في هذه الأيام – يريد زمن المحنة – والمتن : (( ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي )) . وقد قال أحمد بن حنبل لما أوردوا عليه هذا يوم المحنة : إن الخلق واقع هاهنا على السماء والأرض وهذه الأشياء ، لا على القرآن ) .

قلت : هذا النقل دليل على جهل السقاف ، وقلة بضاعته في العلم ، أو تجاهله وتدليسه لإثبات مذهبه الردىء . فالتأويل يأتي بمعنيين :
الأول : الحقيقة التي يؤول إليها الكلام .
والثاني: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به.
والتأويل بالمعنى الثاني هو المذموم الذي عليه كثير من المتأخرين والأشاعرة والمعتزلة وغيرهم ، وهو الذي يحاول السقاف إثباته على الإمام أحمد .

والتأويل بالمعنى الأول هو التفسير وهو الذي سار عليه الإمام أحمد مع هذا النص فحقيقة الكلام تؤول إلى أن الله عز وجل لم يخلق شيئاً أعظم من آية الكرسي من كلام الله ، وكلام الله غير مخلوق – وليس كما يدعي السقاف – أن حقيقة الكلام تؤول إلى أن آية الكرسي مخلوقة والعياذ بالله – فصرف الإمام أحمد الكلام عن هذا الوجه فقال بأن الخلق لم يقع عليها . وهذا التفسير الذي ذكرناه للحديث هو ما ذهب إليه ابن عيينة – رحمه الله - . قال الترمذي في (( جامعه ))(2884) : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان بن عيينة – في تفسير حديث عبد الله بن مسعود قال : ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي – قال سفيان : لأن آية الكرسي هو كلام الله ، وكلام الله أعظم من خلق الله ، من السماء والأرض . وسنده صحيح .

وبهذا يُعلم أن ما ذهب إليه أحمد – رحمه الله – هو ما يدل عليه ظاهر النص ، وليس وجهاً مرجوحاً متأولاً – بالمعنى الثاني للتأويل - .

وأخيراً قال هذا السقاف : ( تأويل آخر عن الإمام أحمد يتعلق بمسألة الصفات : روى الخلال بسنده ، عن حنبل ، عن عمه الإمام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول : احتجوا على يوم المناظرة ، فقالوا : (( تجيء يوم القيامة سورة البقرة … )) الحديث . قال : فقلت لهم : إنما هو الثواب . فتأمل في هذا التأويل الصريح ) . وقال في (( الحاشية )) : ( وقد نقل هذا لنا عن الخلال المحدث الإمام محمد زاهد الكوثرى رحمه الله تعالى في تعليقه على (( دفع شبه التشبيه )).

قلت : إسناده لا نعرفه عن حنبل حتى نثبته من قول الإمام أحمد ، ولو صح عنه فليس بتأويل ، إنما فسر هذا الحديث على النحو لرواية أخرى للحديث ورد فيها ما يدل على أن الذي يجيء يوم القيامة هو الثواب . وهذه الرواية هي حديث نواس بن سمعان مرفوعاً : (( يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران … الحديث )). قال الإمام الترمذي في (( الجامع ))(5/148) : (( ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم هذا الحديث أو ما يشبه من هذه الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن . وفي حديث النواس عن النبي ? ما يدل على ما فسروا ، إذ قال النبي ? : وأهله الذين يعملون به في الدنيا ، ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل )) . قلت : وحديث النواس هذا صحيح مخرج عند مسلم والترمذي . فتأملوا تلبيس هذا السقاف !! وقد نسب السقاف التأويل إلى الإمام البخاري والنضر بن شميل وغيرهما ، وسوف يأتي الجواب عن ذلك عند الكلام على إثبات صفة الضحك ، والاستواء للرب تعالى .









قديم 2008-12-06, 01:08   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خلط السقاف بين التفويض والتأويل وبين تفويض المعنى وتفويض الكيف ليثبت التأويل عند السلف الصالح !!
والعجيب من هذا السقاف استخفافه بالقراء الكرام ، بخلطه بين المصطلحات والإطلاقات ليثبت ما يدين به من ضرورة التأويل لصفات الرب عز وجل ، وقد ظهر هذا جلياً في مقدمته على (( دفع شبه التشبيه )) ، حيث قال : ( التفويض أيضاً كان مذهب السلف … ونصوص أئمة السلف في قولهم أمروها كما جاءت مع عدم الخوض في بيان معناها أكثر من أن تحصر ، من ذلك ما قاله الإمام الحافظ الترمذي في ((سننه ))(4/692): (( والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ، ثم قالوا : تُروى هذه الأحاديث ، ونؤمن بها ، ولا يقال : كيف ، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت : ويؤمن بها ، ولاتُفسر ، ولاتتوهم ، ولايُقال : كيف ، وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه )) اهـ . قلت – القائل هو السقاف - : وقوله : ( لايُفسر ) هي نفس قول بعض أئمة السلف ( قراءتها تفسيرها ) ، وقوله : ( لاتتوهم ) معناه : يُصرف ظاهرها الذي يوهم مشابهة الله لخلقه ، مع تفويض المعنى الحقيقي لله تعالى ، وأما الكيف فلا نحتاج إلى تفويضه لأن الكيف محال على الله تعالى كما قال الإمام مالك : ولا يقال كيف ، والكيف عنه مرفوع ).

قلت : يظهر للقارئ الكريم من كلام السقاف أنه يحاول بشتى الطرق – محاولة المستميت – أن يثبت أن التأويل والتفويض من مذاهب السلف . ولذلك أتى بكلام الإمام الترمذي ، وهو كلام حسن رائق لاشوب فيه البتة ، وهو حقيقة مذهب السلف ، إلا أن السقاف المبتدع جاء ففسره كما يحب ، فنسب إلى السلف ما ليس من مذهبهم البتة . فقال : ( قوله : (لاتتوهم ) معناه : يُصرف ظاهرها الذي يوهم مشابهة الله لخلقه، مع تفويض المعنى الحقيقي لله تعالى ). وهذا ليس من مذهب أهل السنة والجماعة . وإنما معنى قولهم : ( لا تتوهم ): أي لا تتوهم أنها كصفات المخلوقين ، ففيها نفي الشبه بصفات المخلوقين ، لأنه سبحانه ليس كمثله شيء ، والسبب في ذلك أن معنى الصفة معروفة عندهم في لغة العرب ، فدفعوا التوهم في المشابهة في الكيفية . وهذا ولا شك بخلاف ما ذكره السقاف ، فإنه قد نفى المعنى أيضاً ، فهل يُعقل أنهم لم يكونوا يعرفون الفرق بين الوجه واليد ، والفرق بين الرحمة والسمع ، والفرق بين الاستواء والنزول ؟!!

من نسب إليهم ذلك فقد خاض غمار الجهل ، بل قد نسب نفسه إلى قول المعتزلة الملحدين . فهذا القول الذي بثه الخبيث من أنهم كانوا يفوضون المعنى يقتضى أنهم كانوا يثبتون للرب ما لا يعرفون معناه ، بل وهو يجر إلى قول آخر ، وهو إثبات الاسم دون الصفة ، كما ذهبت المعتزلة ، فهم يقولون : وهو سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر . وإنما كان مذهب السلف الصالح – رحمهم الله تعالى - : إجراء النصوص على ظاهرها ، ولا يقولون كيف هذا ، لأن الصفة ثابتة بنص الكتاب أو السنة أوكليهما ، وهم يعرفون معنى الصفة إذا أطلقت ، فيعرفون ماذا تعني كلمة وجه ، ويد ، واستواء ، ونزول ، وإلا لو كانوا لا يعرفونها من حيث المعنى لجل الله سبحانه وتعالى أن يخاطبهم بما لا يعلمون ، فإنه لما خاطبهم ، خاطبهم باللسان العربي – وهذا خلاف ما يعتقده السقاف !! – ومعاني هذه الصفات معروفة عندهم في اللسان العربي ، إلا أنها لما أضيفت إلى الله تعالى لم يتعرضوا إلى كيفيتها ، لأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء .

وقد دل على ذلك دلالة قوية قول الإمام مالك – رحمه الله تعالى – لما سئل عن الاستواء ، فأجاب : (( الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ..)) . فنفى الكيف ، وأثبت المعنى ، ألا تراه قال : الاستواء غير مجهول ، أي معناه . ولكن السقاف قد حرّف هذا المفهوم ، فقال : ( الاستواء غير مجهول – أي أنه قد ذُكر في القرآن -..) .

فأقول لهذا السخاف : وهل يذكر ربنا في القرآن ما لا يُعلم معناه ؟!! وهو القائل في محكم التنزيل : { لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين } {النحل :103} . قال شيخنا العلامة المحدث عبدالله بن يوسف الجديع – حفظه الله – في كتابه ((العقيدة السلفية)) : (( السلف كانوا يعملون معاني الصفات ، ويفرقون بينها بحسب ما دلت عليه مما تعرفه العرب من لسانها ، فالعلم غير الحياة ، والإتيان غير الاستواء على العرش ، واليد غير الوجه ، وهكذا سائر الصفات . وفي هذا إبطال قول الملحدين في أسماء الله وصفاته في حكايتهم مذهب السلف : أنهم كانوا مفوّضة !! ، ويعنون بهذا أنهم لم يكونوا يعلمون معاني الصفات ، ولا التمييز بينها ، وأنها من المتشابه الذي يكلون العلم به إلى الله تعالى ، وهذا معنى قولهم ((أمروها إذا جاءت)) . وهذا القول من أفسد ما ينسب إلى السلف ، وهو من الكذب والبهتان والافتراء البيّن ، وذلك لأن الصفات إنما تُعرف بالوصوف ، فإذا كان السلف يجهلون معانيها فكيف كانوا أعلم من غيرهم بالله تعالى ؟! وبماذا عرفوه إذاً ؟! إن هذا لمن أسوأ ما يُظن بهم ن وهم خير هذه الأمة ، وفيهم أصحاب رسول الله ? الذين لم يقدر الله أحد مثلهم .

وإنما كان السلف أبعد الناس عن الخوض فيما لم يحيطوا به علماً مما أخبر الله تعالى عنه من الغيب ، فكما أنهم لم يكونوا يحيطون بذات الله عليماً ، لم يكونوا يحيطون بصفاته علماً ، إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات ، إلا أن صفاته كانت دليل المعرفة به ، ولا تصلح أن تكون كذلك وهي من المتشابه الذي ليس للعباد أن يعلموا حقيقته ، وإنما كانت معلومة المعاني عندهم ، مجهولة الكيف ، كما أن ذاته تعالى معلومة عندهم بصفاته ، مجهولة الكيف ، وهذا معنى إمرار الصفات كما جاءت . بل تضمن قوله : (( نمرها كما مرت )) إثباتها على الحقيقة ، فإن الأصل في الإطلاق الحقيقة ، فالعلم صفة على الحقيقة ، والقدرة صفة على الحقيقة ، واليد صفة على الحقيقة ، مع أن لكل صفة معنى غير الأخرى ، تعرف ذلك العرب من لغاتها )) .









قديم 2008-12-06, 01:14   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان بطلان التفويض عن السلف


"...(النص1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته. تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب. وعليها له طعام وشراب. فطلبها حتى شق عليه. ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها. فوجدها متعلقة به؟" قلنا: شديدا[أي فرحه]. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما، والله! لله أشد فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته". أخرجه مسلم.

هكذا يعتني عليه الصلاة والسلام ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح ففي صفة الفرح ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الفرح وهو فرح رجل في صحراء مهلكة قد انفلتت دابته وعليها طعامه وشرابه فأيس منها واستظل بظل شجرة ينتظر الموت فإذا براحلته وعليها طعامه وشرابه ففرح الرجل بذلك وليس في المخلوق فرح أشد من هذا فإذا عقل السامع عظم هذ الفرحة وشدتها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أشد فرحا بتوبة عبده، من هذا الرجل براحلته وهل هناك تحقيق للمراد وتوضيحه أكثر من هذا .؟


(النص2) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار). قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها).رواه البخاري.

وهاهنا في صفة الرحمة ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الرحمة وهو رحمة امرأة بحثت عن رضيعها واشتد حزنها وهمها وبعد مدة وجدته وألصقته بصدرها ترضعه فقال: (أترون هذه طارحة ولدها في النار) وليس في المخلوق رحمة أشد من هذه الرحمه فإذا عقل السامع عظم هذه الرحمه وفهمها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أرحم بعباده من هذه بولدها ، سبحانه وتعالى عما يعطل المعطلون.

(النص3) قال صلى الله عليه وسلم ((يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول: أنا الله-[وجعل رسول الله] يقبض أصابعه ويبسطها-. أنا الملك)) حتى قال ابن عمر :نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه. حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
والحديث أخرجه مسلم و أبو داود في الرد على الجهمية وابن خزيمه في التوحيد (باب تمجيد الرب عز وجل نفسه)


لماذا يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ويبسطها حين ذكر أن الله يأخذ سماواته وأرضيه بيديه ؟

طبعاً لا يريد التشبيه بل هو صلى الله عليه وسلم يعتني ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح كما وضحنا من قبل .


(النص4) ما أخرجه البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ، يتكفؤها الجبار بيده ، كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة..."الخ

كذلك قوله (كما...) بيان انه صلى الله عليه وسلم يعتني ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح."

"..كنت قد سألت "هل تقول أن السلف فوضوا بعض نصوص الصفات وبعضها لم يفوضوها ".

وهذا السؤال فيه الإطاحة بمذهب التفويض أيضاً لأن خصومنا يدعون أن السلف فوضوا بعض الصفات وبعضها لم يفوضوها !!

وحاصله ثلاث أجوبة: ان السلف فوضوا معاني كل الصفات أو اثبتوا ذلك أو فرقوا بين بعضها وبعضها ؟

فإن قال إنهم فوضوا جميع معاني الصفات مثل الحياة والعلم الخ فهذا كفر وإن قال اثبتوا كلها فهو المطلوب !!

وإن زعم أنهم فرقوا بين النصوص فقد كذب عليهم فلم يذكر عنهم قط أنهم فرقوا بين الصفات وقالوا "فوضوا بعض الصفات وبعضها لا تفوضوها" بل ورد العكس عنهم رحمهم الله، وأنا أذكر مثالين وعندي غيرها:

(النص 5)

قال الإمام الترمذي عند حديث : ((إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه ..))
((قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث ما يشبهه هذا من الروايات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجـهـمـية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجـهـمـية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحاق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))أ.هـ

نستفيد من هذا النص أن :

1- صفات الله التي أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله.. نثبتها نحن له أيضاً ولا نقول كيف ولا لماذا.. وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة!
2- الجهـمـية هم الذين تأولوا هذه الصفات كتأويلهم لليد بالقوة.!
3-قوله" ففسروها على غير ما فسر أهل العلم" يدل على أن لأهل العلم تفسير لها وهو ظاهرها
3- لا يفرق السلف بين الصفات ويجعلون بعضها معلومه المعنى والبقية مجهولة كالأشعرية فهاهو الإمام يضرب لنا مثال لصفات الله التي نؤمن بها بلا كيف(( باليد والسمع والبصر..)) !

ولم يقل صفة اليد ليس لها معنى والسمع والبصر له معنى كما هو قول الأشعرية!! !! بل ساق الكلام سوقاً واحداً مما يدل على إثباتهم لجميع الصفات على نسق واحد..

(النص 6)
قال الإمام محمد بن جرير رحمه الله : ((فإن قال لك الجـهـمي: أنكرت ذلك (أي نزول الله )لإن الهبوط نقلة وذلك من صفات الأجسام قيل له : وما برهانك على أن معنى المجيء والهبوط هو النقلة والزوال ، وكيف لم يجز عندكم أن يكون معنى المجيء والهبوط والنزول بخلاف ما عقلتم من النقلة والزوال من القديم الصانع ، وقد جاز عندكم أن يكون معنى العالم والقادر منه بخلاف ما عقلتم ممن سواه؟؟)) التبصير بمعالم الدين ص144-145

نستفيد من هذا النص :

1- تأمل رحمك الله كيف احتج هذا الإمام بما أثبتوه من صفات كالعلم والقدرة حيث أثبتوها واثبتوا لها معنى وقالوا هي صفات ثابتة خلاف المخلوق فألزمهم أن يثبتوا صفة النزول(الهبوط) والمجيء كذلك مثل ما أثبتوا تلك تماماً ولا فرق!
2- زعمت الجهـمية أن النزول معناه (النقلة والزوال) وهذه مغالطة مفضوحة فطالبهم بإثبات كلامهم وإظهار برهانهم من كلام العرب! وكذلك نحن هنا نطالب كل من زعم معنى باطل لما وصف الله نفسه أو وصفه به رسوله بهذا."

"...مما ينقض التفويض أن السلف تكلموا في تفسير آيات الصفات بل لم يذكر قط أن أحد من السلف قال في نص من نصوص الصفات ((هذا مصروف عن ظاهره)) ثم لم يتكلم بمعناه بل تكلموا وبينوا معاني النصوص مثال ذلك تفسير السلف لاستواء الله على عرشه:

(النص 7 ، 8 ، 9)

7- قال الإمام البخاري : ((قال مجاهد[في تفسير استوى]: علا على العرش))
8- قال أبو عبيدة في قوله تعالى: ((ثم استوى على العرش)): ظهر على العرش وعلا عليه.
9-وهذا أبو العالية قال: ((ارتفع))

والنصوص في مثل هذا كثيرة.

ومن إيمان السلف بما ورد في الكتاب والسنة وتفسيرهم لها أنهم عبروا عن هذه المعاني بألفاظ متعددة صريحة في الإثبات مثل إثباتهم للعلو :

(النصوص 10-30)

بعض أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين:

10- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (( ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام ، ويبن الكرسي والماء كذلك ، والعرش فوق الماء والله فوق العرش ، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم))
أخرجه اللالكائي والبيهقي وابن خزيمة والطبراني وغيرهم كثير و قال الذهبي : (إسناده صحيح). وقال الهيثمي : ((رجاله رجال الصحيح)).

11- قال أنس بن مالك: ((كانت زينب تفخر على أزاوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات) )) رواه البخاري

12- قال عبدالله بن عباس لعائشة عندما دخل عليها وهي تموت: ((..أنزل الله براءتك من فوق سبع سموات ...))أخرجه أبو نعيم في الحلية والحاكم واحمد وابن سعد في الطبقات وغيره قال الألباني: ((سنده صحيح على شرط مسلم))

13- قالت عائشة رضي الله عنها: مبرئة نفسها من إرادة قتلها لعثمان : ((علم الله فوق عرشه أني لم أحب قتله)) أخرجه ابن أبي شيبه وأبو نعيم وغيره وقال الألباني إسناده صحيح.

14- لما قدم عمر بن الخطاب للشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً يلقاك عظماء الناس ووجوههم فقال عمر رضي الله عنه: ((ألا أريكم ههنا ، إنما الأمر من ههنا. وأشار بيده إلى السماء((
قال الذهبي(إسناده كالشمس) وكذلك صححه الألباني وقال هو على شرط الشيخين.

وهذه بعض أقوال التابعين وتابعيهم والسلف الصالح:

15- مسروق بن الاجدع قال عن عائشة: ((حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة من فوق سبع سموات)) قال الذهبي: ((إسناده صحيح))

16- مجاهد بن جبير قال في تفسير(استوى) قال ((علا على العرش))أخرجه البخاري

17- قال حماد بن زيد : سمعت أيوب السختياني (وذكر المعتزلة) وقال: ((إنما مدار القوم على أن يقولوا : ((ليس في السماء شيء))
قال الذهبي ((هذا إسناد كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عن سيد أهل البصرة وعالمهم((

18- عن مقاتل بن حيان عن الضحاك في قوله عز وجل ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ) قال : (( هو فوق العرش وعلمه معهم أينما كانوا)) قال الذهبي : (بإسناد جيد) اهـ

19- يقول الإمام الأوزاعي: ((كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ))صححه الذهبي وابن تيميه وجوده ابن حجر.

20- يقول الإمام قتيبه بن سعيد: "هذا قول الائمة في الإسلام والسنة والجماعة:

نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه ، كما قال جل جلاله:الرحمن على العرش استوى".رواه الحاكم في كتابه شعار اهلل الحديث ص40-41 وسنده صحيح

قال الذهبي: فهذا قتيبة في امامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة ،وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد ، والكبار وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه.
انظر:مختصر العلو 187


21- سئل عبد الله بن المبارك رحمه الله كيف نعرف ربنا؟ قال : ((على السماء السابعة على عرشه ، وفي لفظ: فوق سمواته على عرشه)) صححه الذهبي وابن تيميه والألباني.

22- قال عبد الرحمن بن مهدي : ((ليس في أصحاب الاهواء شر من أصحاب جهم ، يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء ، أرى والله أن لا يناكحوا ولا يوارثوا )) صححه الذهبي وابن القيم.

23- قال يوسف بن موسى القطان : قيل لأبي عبد الله(احمد بن حنبل) : الله فوق السماء السابعة على عرشه ، بائن من خلقه ، وعلمه وقدرته بكل مكان .
قال أحمد : (( نعم )) أخرجه واللالكائي وغيره وصححه الألباني وهو كما قال.

24- قال محمد بن مصعب : ((من زعم انك لا تتكلم ولا تُرى في الآخرة فهو كافر بوجهك ، أشهد إنك فوق العرش فوق سبع سموات ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة)) أخرجه الدارقطني وعنه الخطيب في تاريخه والذهبي وقال الألباني: ((الإسناد صحيح وقد صححه المؤلف))

25- قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبا حاتم وأبا زرعة الرازيين رحمهما الله عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، وما يعتقدان من ذلك ، فقالا : (( أدركنا العلماء في جميع الأمصار ، حجازاً ، وعراقاً ، ومصراً ، وشاماً ، ويمناً، وكان من مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف ، أحاط بكل ‎شيء علماً ))
أخرجه اللالكائي قال الألباني في مختصر العلو (ص204-205) : ( قلت : هذا صحيح ثابت عن أبي زرعة وأبي حاتم رحمة الله عليهما. . . ) إلى أن قال : ( ورسالة بن أبي حاتم محفوظة في المجموع (11) في الظاهرية في آخر كتاب ( زهد الثمانية من التابعين )

26- قال الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب (( تأويل مختلف الحديث )) له : (( نحن نقول في قوله ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) إنه معهم يعلم ما هم عليه ، كما تقول للرجل وجّهته إلى بلد شاسع ، احذر التقصير فإني معك ، تريد أنه لا يخفى عليَّ تقصيرك ، وكيف يسوغ لأحد أن يقول : إنه سبحانه بكل مكان على الحلول فيه مع قوله ( الرحمن على العرش استوى ) ومع قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب ) كيف يصعد إليه شيء هو معه ، وكيف تعرج الملائكة إليه وهي معه ، ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم ، وما ركبت عليه خِلَقُهم من معرفة الخالق لعلموا أن الله هو العلي وهو الأعلى ، وأن الأيدي ترتفع بالدعاء إليه ، والأمم كلها عجميها وعربيها ، تقول : إن الله في السماء . ما تركت على فطرها )) كتاب تأويل مختلف الحديث (ص182-183).

27- قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله (من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر
وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أو في الأرض والله [يدعى] من أعلى لا من أسفل. لأن السفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء وعليه ما روي في الحديث:
"أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأمه سوداء فقال وجب علي عتق رقبة مؤمنه أفتجزىء هذه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم" ((أمؤمنه أنت)) فقالت نعم فقال: ((أين الله)) فأشارت إلى السماء فقال: ((أعتقها فإنها مؤمنه)) ))أ.هـ
الفقه الأبسط المنسوب له بتحقيق الكوثري 49-52

وهذا النص مما أجمع أهل السنة وأهل البدعة على تلقيه بالقبول عن أبو حنيفة فلا مجال للتشكيك أما أهل البدعة فقد قال الكوثري في مقدمة تحقيقة للفقه الأبسط: ((والفقه الأكبر رواية أبي مطيع عن أبي حنيفة المعروف عند أصحابنا بالفقه الأبسط ، والفقه الأكبر رواية حماد بن أبي حنيفة عن أبيه...فتلك الرسائل هي العمد عند أصحابنا في معرفة العقيدة الصحيحة التي كان عليها النبي صلى الله عليها وسلم وأصحابه الغر الميامين ، ومن بعدهم من اهل السنة على توالي السنين))ص3 أما أهل السنة فدونك علو ابن قدامة والذهبي وابن القيم وغيرهم

وتدبر أيها المنصف في هذا النص دون تأويل النص بتكلف وتعسف تجد فيه ما يلي :

أ-التكفير لمن شك في فوقيه الله تعالى على عرشه.
ب-جواز السؤال عن الله تعالى بأين.
ج-والإجابة عنه بأنه في السماء

28- قال الإمام مالك إمام دار الهجرة: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) رواه أبو داود في مسائله و أبو سعيد الدارمي وذكره البخاري مستدلاً به على علو الله في خلق أفعال العباد 15 وغيرهم كثير وصححه الحافظ الذهبي و الحافظ ابن تيميه والألباني مختصر العلو ص40

29- قال الإمام الثقة سليمان التيمي : ((لو سئلت أين الله تبارك وتعالى ؟ قلت في السماء)) رواه ابن أبي خيثمه في تاريخه وذكره البخاري جزماً في خلق أفعال العباد وغيرهم وإسناده صحيح راجع مختصر الألباني ص133.

30- عقب عليه الإمام البخاري مقراً لكلامه: ((وذلك لقوله تعالى: ((وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)) يعني إلا بما بين)).أ.هـ


نكتفي بهذا وعندي مزيد بأنهم يثبتون بصريح الكلام أن الله في العلو (السماء) فوق العرش فوق سبع سموات وتأويل كلامهم الصريح بالإثبات مستحيل فبالله كيف لا يستحي من يصف هؤلاء بالتفويض ؟؟؟))

"...كما سبق أن قلت جاءت عبارات للسلف في الصفات صريحة بالإثبات ، وحصرها شبه مستحيل ، وهي تنقض مذهب التفويض من أساسه ، وتقطع الشك ، وتمحق الوهم ، وتدحض الشبهة وقد نقلنا قليل من النقول في مسألة الإستواء والعلو وهانحن نكمل في صفة عظيمة وهي صفة النزول:


(النص 31) من ذلك ما قاله إمام الأئمة ابن خزيمة -تلميذ تلاميذ الإمام الشافعي - في ما يعتقده في صفة النزول ، يقول رحمه الله:

((باب: ذكر أخبار ثابتة السند ، صحيحة القوام ، رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة.

نشهد شهادة مقر بلسانه ، مصدق بقلبه ، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب ، من غير أن نصف الكيفية لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا ، وأعلمنا أنه ينزل.

والله –جل وعلا- لم يترك ولا نبيه –عليه السلام- بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم.

فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول ، غير متكلفون القول بصفته أو بصفة الكيفية ، إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول.

وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح أن الله –جل وعلا- فوق سماء الدنيا ، الذي أخبرنا نبينا أنه ينزل إليه ، إذ محال في لغة العرب أن يقول: نزل من أسفل إلى أعلى ، ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل)) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب 1/289.

هكذا فهم السلف الصالح خطاب الشارع واستيقنوه وعلموه ، وجزموا به بهذه الثقة والوضوح والبيان ، لا يجمجمون فيه ولا يراوغون كما تفعل المبتدعة.

ففي الوقت الذي يعتقدون وحدانيته –سبحانه – في ذاته وأسمائه وصفاته وتنزهه عن التمثيل ، يفهمون النصوص فهماً تاماً ويعلمون معاني ما جاء، ولا يوجب لهم ذلك لوازم وهمية ، وإشكالات فاسدة ، كالتي ألقاها شياطين الجن والأنس في القلوب المريضة

(النص 32) ومن هذه الآثار الواردة عن السلف ما جاءنا من مناظرات الإمام الكبير إسحاق ابن راهويه للمبتدعة وغيرهم في صفة النزول ومنها هذه المناظرة:

سئل في مجلس الأمير عبد الله بن طاهر عن حديث النزول: "أصحيح هو" ؟

قال ابن راهويه: ((نعم))

فقال له بعض قواد عبدالله : "يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة" ؟

قال: (( نعم ))

قال: "كيف ينزل" ؟

فقال له إسحاق: (( أثبته فوق حتى أصف لك النزول))

فقال الرجل: "أثبته فوق"

فقال: إسحاق: ((قال الله عز وجل: ((وجاء ربك والملك صفا صفا))( ) ))

فقال الأمير عبدالله: " يا أبا يعقوب هذا يوم القيامة "

فقال إسحاق: ((أعز الله الأمير، ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم؟)) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص24 وأورده الذهبي في العلو ص132 وصححه الألباني في مختصر العلو ص193.

ففي هذه المناظرة الرائعة الرائقة دليل على اعتبار السلف –رحمهم الله- لدلالات الألفاظ على معانيها اللائقة بالله تعالى ، تأمل قوله : ((أثبته فوق حتى أصف لك النزول)) لما تقرر في الأذهان من المقابلة المعنوية بين الفوقية والنزول ، ولأن من أقر بالعلو والاستواء يقر بالنزول ونحوه من الصفات ، مع استصاحبهم رحمهم الله بأنه سبحانه "ليس كمثله شيء".










قديم 2008-12-06, 09:04   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الأُصُوْلُ العَامَّةُ لِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّـنَّةِ وَ الجَمَاعَةِ فِي الأَسْمَاءِ وَ

-الأُصُوْلُ العَامَّةُ لِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّـنَّةِ وَ الجَمَاعَةِ فِي الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ :

يَقُوْمُ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّـنَّةِ وَ الجَمَاعَةِ فِي الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ الإلَهِيَّةِ عَلَى ثَلاثَةِ أُصُـوْلٍ ، مَنْ حَقَّقَهَا هُدِيَ إِلَى الحَقِّ فِي هَذَا البَابِ ، وَ مَنْ أَخَلَّ بِهَا أَوْ بِبَعْضِهَا فَقَدْ ضَلَّ فِـيْهِ .
الأَصْلُ الأَوَّلُ : إِثْبَات ما وَرَدَ فِي الكِتَابِ وَ السُّـنَّةِ مِن الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ ، وَ لا نُقْصَانٍ .
وَسَأَتَحَدَّثُ عَلَى هَذَا الأَصْلِ فِي سِتِّ مَسَائِلَ :
المَسْأَلَةُ الأُوْلَى : اتِّفَاقُ أَهْلِ السُّـنَّةِ عَلَى هَذَا الأَصْلِ ، وَ ذِكْرُ نُصُوْصِهِمْ فِي ذَلِكَ .
المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : الأَدِلَّةُ النَّقْلِيَّةُ ، وَ العَقْلِيَّةُ عَلَى هَذَا الأَصْلِ .
المَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : بَيَانُ نَوْعِ هَذَا الإثْـبَاتِ ، وَهُو إِثْبَاتُ أَلْفَاظِ الأَسْمَاءِ ، وَ الصِّفَاتِ الوَارِدَةِ فِي الكِتَابِ وَالسُّـنَّةِ مَع مَا تَضَمَّـنَتْهُ مِن المَعَانِي ؛ خِلافَـاً لأَهْلِ التَّحْرِيْفِ ( التَّـأْويْلِ ) ، وَ التَّفْوِيْضِ .
المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : وُجُوْبُ إِثْبَاتِ الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ الوَارِدَةِ فِي الكِتَابِ وَ السُّـنَّةِ – وَإِنْ لَمْ يَعْلَم المُكَلَّفُ مَعْنَاهَا - .
المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ : الوُقُوْفُ فِي إِثْبَاتِ الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ عَلَى الكِتَابِ وَ السُّـنَّةِ لا يَنْـفِي إِثْبَاتَ العَقْلِ لَهَا .
المَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ : التَّفْرِيْقُ فِي هَذَا المَقَامِ بَيْنَ بَابِ التَّسْمِيَةِ وَ الوَصْفِ ، وَبَابِ الإخْـبَارِ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المَسْأَلَةُ الأوْلَى : اتِّفَاقُ أَهْلِ السُّـنَّةِ عَلَى هَذَا الأَصْلِ ، وَ ذِكْرُ نُصُوْصِهِمْ فِي ذَلِكَ :

لَقَد اتَّفَقَتْ كَلِمَةُ أَهْلِ السُّـنَّةِ عَلَى هَذَا الأَصْلِ ، وَهَذِهِ بَعْضُ نُصُوْصِهِمْ :
قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت240) : " لَقَدْ تَكَلَّمَ مُطَرِّفٌ عَلَى هَذِهِ الأَعْوَادِ بِكَلامٍ مَا قِيْلَ قَبْلَهُ ، وَ لا يُقَالُ بَعْدَهُ .
قَالُوْا : وَ مَا هُو يَا أَبَا سَعِيْدٍ ؟
قَالَ : " الحَمْدُ للهِ الذِي مِن الإيْمَانِ بِهِ الجَهْلُ بِغَيْرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ " ا.ه. [ذكره ابن تيمية في : "نقض المنطق" ص5 ، و ابن قدامة : "في ذم التأويل" ص31].
وَ قَالَ الشَّافِعِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت204) : " للهِ _ تَعَالَى _ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ جَاءَ بِهَا كِتَابُهُ ، وَ أَخْبَرَ بِهَا نَبِيُّهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، لا يَسَعُ أَحَدَاً مِنْ خَلْقِ اللهِ _ تَعَالَى _ قَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ رَدُّهَا ؛ لأَنَّ القُرْآنَ نَزَلَ بِهَا ، وَ صَحَّ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ القَوْلُ بِهَا "ا.ه.[انظر : "ذم التأويل" ص 235 لابن قدامة].
وَ قَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت241) : " لا يُوْصَفُ اللهُ _ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى _ بِأَكْثَرَ مِمَّا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، وَ لا يُتَعَدَّى القُرْآنُ وَ الحَدِيْثُ " ا.ه.[انظر : "إبطال التأويلات لأخبار الصفات"ص345،و: "المعتمد في أصول الدين"ص 62 كلاهما لأبي يعلى الحنبلي ، و نقله ابن تيمية عنه بنحوه كما في : "مجموع الفتاوى" 5/26 ، و ابن قدامة في : "لمعة الاعتقاد" ص9].
وَ قَالَ عَبْدُالعَزِيْزِ الكِنَانِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت240) : " إِنَّ عَلَى النَّاسِ جَمِيْعَاً أَنْ يُثْبِتُوْا مَا أَثْبَتَ اللهُ ، وَ يَنْفُوْا مَا نَفَى اللهُ ، وَ يُمْسِكُوْا عَمَّا أَمْسَكَ اللهُ عَنْهُ " ا.ه.[انظر : "الحيدة و الاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن" ص 47].
وَ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت276) : " الوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَهِيَ فِي صِفَاتِ اللهِ إِلَى حَيْثُ انْتَهَى فِي صِفَاتِهِ ، أَوْ حَيْثُ انْتَهَى رَسُـوْلُهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ " ا.ه: "ا. [انظر : "الاختلاف في اللفظ" ص30].
وَ قَالَ ابْنُ سُرَيْجٍ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت 306 ) : " حَرَامٌ عَلَى العُقُوْلِ أَنْ تُمَثِّلَ اللهَ _ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى _ ، وَ عَلَى الأوْهَامِ أَنْ تَحُدَّهُ ، وَ عَلَى الظُّنُوْنِ أَنْ تَقْطَعَ ، وَ عَلَى الضَّمَائِرِ أَنْ تَعَمَّقَ ، وَ عَلَى النُّفُوْسِ أَنْ تُفَكِّرَ ، وَ عَلَى الأَفْكَارِ أَنْ تُحِيْطَ ، وَ عَلَى الأَلْبَابِ أَنْ تَصِفَ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ ، أَوْ عَلَى لِسَانِ رَسُوْلِهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ " ا.ه.[انظر : "العلو" ص125، و "كتاب الأربعين في صفات رب العالمين" - ضمن ست رسائل - ص115 كلاهما للذهبي ، و "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" ص 170] .
وَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت275) : " سَمِعْتُ إِسْحَاقَ _ رَحِمَهُ اللهُ _ يَقُولُ : " إِنَّ اللهَ _ عَزَّ وَ جَلَّ _ وَصَفَ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ بِصِفَاتٍ اسْتَغْنَى الخَلْقُ أَنْ يَصِفُوْهُ بِغَيْرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ " ا.ه[انظر : "الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة" 2/451].
وَ قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت311) : " إِنَّا لا نَصِفُ مَعْبُوْدَنَا إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ : إِمَّا فِي كِتَابِ اللهِ ، أَوْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ بِنَقْلِ العَدْلِ عَن العَدْلِ مَوْصُوْلاً إِلَيْهِ ، لا نَحْتَجُّ بِالمَرَاسِيْلِ ، وَ لا بِالأَخْبَارِ الوَاهِيَةِ ، وَ لا نَحْتَجُّ _ أَيْضَاً _ فِي صِفَاتِ مَعْبُوْدِنَا بِالآرَاءِ وَ المَقَايِيسِ " ا.ه[انظر : "التوحيد و إثبات صفات الرب –عزوجل-" 1/137 ، و انظر 1/51].
وَ قَالَ البَرْبَهَارِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ ( ت329) : " وَ اعْلَمْ _ رَحِمَكَ اللهُ _ أَنَّ الكَلامَ فِي الرَّبِّ _ تَعَالَى _ مُحْدَثٌ ، وَ هُو بِدْعَةٌ وَ ضَلالَةٌ ، وَ لا يُتَكَلَّمُ فِي الرَّبِّ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ _ عَزَّ وَ جَلَّ _ فِي القُرْآنِ ، وَ مَا بَيَّنَ رَسُوْلُ اللهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ لأَصْحَابِهِ " ا.ه[انظر : "شرح السنة" ص 24].
وَ قَالَ الإسْمَاعِيْلِيُّ _ رَحِمَهُ اللََّهُ _ (ت371) : " اعْلَمُوْا _ رَحِمَنَا اللهُ وَ إِيَّاكُمْ _ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ الحَدِيْثِ _ أَهْلِ السُّنَّةِ وَ الجَمَاعَةِ _ الإقْرَارُ بِاللهِ ، وَ مَلائِكَتِهِ ، وَ كُتُبِهِ ، وَ رُسُلِهِ ، وَ قَبُوْلُ مَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللهِ _ تَعَالَى _ ، وَ صَحَّتْ بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ َسَلَّمَ _ ، لا مَعْدِلَ عَمَّا وَرَدَا بِهِ ، وَ لا سَبِيْلَ إِلَى رَدِّهِ ؛ إِذْ كَانُوْا مَأْمُوْرِيْنَ بِاتِّبَاعِ الكِتَابِ وَ السُّـنَّةِ ، وَ يَعْتَقِدُوْنَ أَنَّ اللهَ _ تَعَالَى _ مَدْعُـوٌّ بِأَسْمَائِهِ الحُسْنَى ، وَ مَوْصُوْفٌ بِصِفَاتِهِ _ التِي سَمَّى ، وَ وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ ، وَ وَصَفَهُ بِهَا نَبِيُّهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ " ا.ه[أخرجه ابن قدامة في :"ذم التأويل" ص 17 ، و الذهبي في :"العلو" ص167 ، و في : "كتاب الأربعين في صفات رب العالمين" - ضمن ست رسائل - ص118، و في"سير أعلام النبلاء" 16/295"، و في"التذكرة" 3/939].
وَ قَالَ الخَطَّابِيُّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ (ت388) : " وَ مِنْ عِلْمِ هَذَا البَابِ _ أَعْنِي بَابَ الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ _ ، وَ مِمَّا يَدْخُلُ فِي أَحْكَامِهِ ، وَ يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ شَرَائِطَ : أَنَّهُ لا يُتَجَاوَزُ فِيْهَا التَّوْقِيْفُ ، وَ لا يُسْتَعْمَلُ فِيْهَا القِيَاسُ ؛ فَيُلْحَقَ بِالشَّئِ نَظِيْرُهُ فِي ظَاهِرِ وَضْعِ اللغَةِ ، وَ مُتَعَارَفِ الكَلامِ ... .
وَ هَذَا البَابُ يَجِبُ أَنْ يُرَاعَى ، وَ لا يُـغْفَلَ ؛ فَإِنَّ عَائِدَتَهُ عَظِيْمَةٌ ، وَ الجَهْل بِهِ ضَارٌّ ، وَ بِاللهِ التَّوْفِـيْقُ " ا.ه.[لنظر : "شأن الدعاء" ص 111]
وَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ القَابِسِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت403) : " أَسْمَاءُ اللهِ وَ صِفَاتُهُ لا تُعْلَمُ إِلا بِالتَّوْقِيْفِ مِن الكِتَابِ أَو السُّـنَّةِ أَو الإجْمَاعِ ، وَ لا يَدْخُلُ فِيْهَا القِيَاسُ " ا.ه.[نقله عنه الحافظ ابن حجر في :"فتح الباري" 11/217].
وَ قَالَ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت444) : " وَ قَد اتَّفَقَت الأَئِمَّةُ عَلَى أَنَّ الصِّفَاتِ لا تُؤْخَذُ إِلا تَوْقِيْفَاً ، وَ كَذَلِكَ شَرْحُهَا لا يَجُوْزُ إِلا بِتَوْقِيْفٍ ؛ فَقَوْلُ المُتَكَلِّمِيْنَ فِي نَفْي الصِّفَاتِ ، أَوْ إِثْبَاتِهَا بِمُجَرَّدِ العَقْلِ ، أَوْ حَمْلِهَا عَلَى تَأْوِيْلٍ مُخَالِفٍ لِلظَّاهِرِ : ضَلالٌ .
وَ لا يَجُوْزُ أَنْ يُوْصَفَ اللهُ _ سُبْحَانَهُ _ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ؛ وَ ذَاكَ إِذَا ثَبَتَ الحَدِيْثُ ، وَلَمْ يَبْقَ شُبْهَةٌ فِي صِحَّتِهِ ، فَأَمَّا مَا عَدَا ذَلِكَ مِن الرِّوَايَاتِ المَعْلُوْلَةِ ، وَ الطُّرُقِ الوَاهِيَةِ فَلا يَجُوْزُ أَنْ يُعْتَقَدَ فِي ذَاتِ اللهِ _ سُبْحَانَهُ _ ، وَ لا فِي صِفَاتِهِ مَا يُوْجَدُ فِيْهَا بِاتِّـفَاقِ العُلَمَاءِ بِالأَثَـرِ " ا.ه.[انظر :"رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت" ص 121، و انظر ص 161].
وَ قَالَ ابْنُ عَبْدِالبَرِّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت463) : " إِنَّ اللهَ _ عَزَّ وَ جَلَّ _ لا يُوْصَفُ عِنْدَ الجَمَاعَةِ _ أَهْلِ السُّـنَّةِ _ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُ اللهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، أَوْ أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الأُمَّـةُ " ا.ه. [ انظر : "جامع بيان العلم وفضله" 2/92].
وَ قَالَ _ أَيْضَـاً_ : " لَيْسَ فِي الاعْتِقَادِ كُلِّهِ فِي صِفَاتِ اللهِ ، وَ أَسْمَائِهِ إِلا مَا جَاءَ مَنْصُوْصَاً فِي كِتَابِ اللهِ ، أَوْ صَحَّ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، أَوْ أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الأُمَّـةُ .
وَ مَا جَاءَ مِنْ أَخْـبَارِ الآحَادِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ ، أَوْ نَحْوِهِ يُسَلَّمُ لَهُ ، وَ لا يُنَاظَـرُ فِيْهِ " ا.ه. [ انظر المرجع السابق 2/96].
وَ قَالَ أَبُو القَاسِمِ القُشَـيْرِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت465) : " أَسْمِاءُ اللهِ تُوْجَدُ تَوْقِـيْفَاً ، وَ يُرَاعَى فِيْهَا الكِتَابُ وَالسُّـنَّةُ وَالإجْمَاعُ ، فَكُلُّ اسْمٍ وَرَدَ فِي هَذِهِ الأُصُوْلِ وَجَبَ إِطْـلاقُهُ فِي وَصْفِهِ _ تَعَالَى _ ، وَ مَا لَمْ يَرِدْ فِيْهَا لا يَجُوْزُ إِطْلاقُهُ فِي وَصْفِهِ _ تَعَالَى _ وَإِنْ صَحَّ مَعْنَاهُ " ا.ه. [نقله عنه الملا علي القاري في : " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" 5/71].
وَ قَالَ قَوَّامُ السُّـنَّةِ الأَصْبَهَانِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت535) : " فَلا يُسَمَّى إِلا بِمَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ ، أَوْ سَمَّاهُ بِهِ رَسُوْلُهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، وَ أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الأُمَّةُ ، وَ أَجْمَعَتْ الأُمَّةُ عَلَى تَسْمِيَتِهِ بِهِ ، وَ لا يُوْصَفُ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ , أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، أَوْ أَجْمَعَ عَلَيْهِ المُسْلِمُوْنَ ؛ فَمَنْ وَصَفَهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُو ضَالٌّ " ا.ه.[انظر : "الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة " 2/383.].
وَقَالَ ابْنُ قُدَامَةَ – رَحِمَهُ اللهُ - : "إِنَّ مُعْتَمَدَنَا فِي صِفَاتِ اللهِ – تَعَالَى – مَا صَحَّ بِهِ النَّقْلُ عَن اللهِ – تَعَالَى - ، وَ عَنْ رَسُـوْلِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - ، وَ نَصِفُ اللهَ – تَعَالَى – بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ ، وَ لا نَتَـعَدَّى"ا.ه ["البرهان في بيان القرآن"ص88]
وَقاَلَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ – رَحِمَهُ اللهُ – (ت728): "القَوْلُ الشَّامِلُ فِي جَمِيْعِ بَابَ أَسْمَاءِ اللهِ وَ صِفَاتِهِ أَنْ يُوْصَفَ اللهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - ، وَ بِمَا وَصَفَهُ بِهِ السَّابِقُوْنَ الأوَّلُوْنَ ، لا يُتَجَاوَزُ القُرْآنُ وَ الحَدِيْثُ " ا.ه .[ "مجموع الفتاوى"5/26،و انظر 3/160، 7/663، "الجواب الفاصل بتمييز الحق من الباطل"ص13،22]
وَ قَالَ عَبْدُاللطِيْفِ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنٍ – رَحِمَهُ اللهُ – (ت1293) : " وَ مِن الأُصُوْلِ المُعْتَبَرَةِ ، وَ القَوَاعِدِ المُقَرَّرَةِ عِنْدَ أَهْلِ السُّـنَّةِ وَ الجَمَاعَةِ أَنَّ اللهَ – تَعَالَى – لا يُوْصَفُ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ ، لا يَتَجَاوَزُ ذَلِكَ أَهْلُ العِلْمِ وَالإيْمَانِ ، وَ لا يَتَكَلَّفُوْنَ عِلْمَ مَا لَمْ يَصِفْ الرَّبُّ – تَبَارَكَ وَ تَعَالَى – بِهِ نَفْسَهُ ، وَ مَا لَمْ يَصِفْهُ بِهِ رَسُوْلُهُ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - ؛ وَ اللهُ أَكْبَرُ وَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ فِي صُدُوْرِ أَوْلِيَائِهِ وَ عِبَادِهِ المُـؤْمِنِيْنَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمُوْا فِي صِفَاتِهِ بِمُجَرَّدِ آرَائِهِمْ وَ اصْطِلاحَاتِهِمْ ، وَ عِبَارَاتِ مُتَكَلِّمِـيْهِمْ " ا.ه.[انظر : "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام" 3/113].










قديم 2008-12-06, 09:06   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي ذم التأويل عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد

ذم التأويل
بسم الله الرحمن الرحيم وبه المستعان وعليه التكلان
1 - الحمد لله عالم الغيب والشهادة نافذ الفضاء والإرادة المتفرد بتدبير الإنشاء والإعادة وتقدير الشقاء والسعادة خلق فريقا للإختلاف وفريقا للعبادة وقسم المنزلين بين الفريقين للذين أساءوا السوءى وللذين أحسنوا الحسنى وزيادة وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وآله صلاة يشرف بها معاده
2 - أما بعد فإني أحببت أن أذكر مذهب السلف ومن اتبعهم بإحسان رحمة الله عليهم في أسماء الله تعالى وصفاته ليسلك سبيلهم من أحب الإقتداء بهم والكون معهم في الدار الآخرة إذا كان كل تابع في الدنيا مع متبوعه في الآخرة وسالك حيث سلك موعودا بما وعد به متبوعه من خير وشر دل على هذا قوله تعالى والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه التوبة 100 وقوله سبحانه والذين آمنوا واتبعهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم الطور 21 وقال حاكيا عن إبراهيم عليه السلام فمن تبعني فإنه مني إبراهيم 36 وقال في ضد ذلك من يشاقق
الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى النساء 115 وقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم المائدة 51 وقال فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار هود 97 98 فجعلهم أتباعا له في الآخرة إلى النار حين اتبعوه في الدنيا
3 - وجاء في الخبر أن الله يمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو غير ذلك ثم يقول أليس عدلا مني أن أولي كل إنسان ما يتولاه في الدنيا ثم يقول لتتبع كل أمة ما كانت تعبد في الدنيا فيتبعونهم حتى يهوونهم في النار
4 - فكذلك كل من اتبع إماما في الدنيا في سنة أو بدعة أو خير أو شر كان معه في الآخرة فمن أحب الكون مع السلف في الآخرة وأن يكون موعودأ بما وعدوا به من الجنات والرضوان فليتبعهم بإحسان ومن اتبع غير سبيلهم
دخل في عموم قوله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى الآية النساء 115
5 - وجعلت هذا الكتاب على ثلاثة أبواب
الباب الأول في بيان مذهبهم وسبيلهم
والثاني في الحث على اتباعهم ولزوم أثرهم
والثالث في بيان صواب ما صاروا إليه وأن الحق فيما كانوا عليه ونسأل الله تعالى أن يهدينا وسائر المسلمين إلى صراطه المستقيم ويجعلنا وإياهم من ورثة جنة النعيم برحمته آمين










قديم 2008-12-06, 09:10   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي ذم التأويل عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد

في بيان مذهبهم في صفات الله تعالى
6 - ومذهب السلف رحمة الله عليهم الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه في آياته وتنزيله أو على لسان رسوله من غير زيادة عليها ولا نقص منها ولا تجاوز لها ولا تفسير ولا تأويل لها بما يخالف ظاهرها ولا تشبيه بصفات المخلوقين ولا سمات المحدثين بل أمروها كما جاءت وردوا علمها إلى قائلها ومعناها إلى المتكلم بها
7 - وقال بعضهم ويروى ذلك عن الشافعي رحمة الله عليه آمنت بما جاء عن الله على مراد الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ص -
8 - وعلموا أن المتكلم بها صادق لا شك في صدقه فصدقوه ولم يعلموا حقيقة معناها فسكتوا عما لم يعلموه وأخذ ذلك الآخر والأول ووصى بعضهم بعضا بحسن الإتباع والوقوف حيث وقف أولهم وحذروا من التجاوز لهم والعدول عن طريقهم وبينوا لهم سبيلهم ومذهبهم و نرجوا أن يجعلنا الله تعالى ممن اقتدى بهم في بيان ما بينوه وسلوك الطريق الذي سلكوه
9 - والدليل على أن مذهبهم ما ذكرناه أنهم نقلوا إلينا القرآن العظيم وأخبار الرسول نقل مصدق لها مؤمن بها قابل لها غير مرتاب فيها ولا شاك
في صدق قائلها ولم يفسروا ما يتعلق بالصفات منها ولا تأولوه ولا شبهوه بصفات المخلوقين إذ لو فعلوا شيئا من ذلك لنقل عنهم ولم يجز أن يكتم بالكلية إذ لا يجوز التواطؤ على كتمان ما يحتاج إلى نقله ومعرفته لجريان ذلك في القبح مجرى التواطؤ على نقل الكذب وفعل ما لا يحل بل بلغ من مبالغتهم في السكوت عن هذا إنهم كانوا إذا رأوا من يسأل عن المتشابه بالغوا في كفه تارة بالقول العنيف وتارة بالضرب وتارة بالإعراض الدال على شدة الكراهة لمسألته
10 - ولذلك لما بلغ عمرا رضي الله عنه أن صبيغا يسأل عن المتشابه أعد له عراجين النخل فبينما عمر يخطب قام فسأله عن الذاريات ذروا فالحاملات وقرا الذاريات 12 وما بعدها فنزل عمر فقال ما اسمك قال أنا عبد الله صبيغ قال عمر وأنا عبد الله عمر إكشف رأسك فكشفه فرأى عليه شعرا فقال له لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف ثم أمر فضرب ضربا شديدا وبعث به إلى البصرة وأمرهم أن لا يجالسوه فكان بها كالبعير الأجرب لا يأتي مجلسا إلا قالوا عزمة أمير المؤمنين فتفرقوا عنه حتى تاب وحلف بالله ما بقي يجد مما كان في نفسه شيئا فأذن عمر في مجالسته فلما خرجت الخوارج أتي فقيل له هذا وقتك فقال لا نفعتني موعظة العبد الصالح
11 - ولما سئل مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل له يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى طه 5 كيف استوى فأطرق مالك وعلاه الرحضاء يعني العرق وانتظر القوم ما يجئ منه فيه فرفع رأسه إليه وقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأحسبك رجل سوء وأمر به فأخرج
12 - وقد نقل عن جماعة منهم الأمر بالكف عن الكلام في هذا وإمرار أخبار الصفات كما جاءت ونقل جماعة من الأئمة أن مذهبهم مثل ما حكينا عنهم
13 - أخبرنا الشيخ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد النقور أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسن الطريثيثي إذنا قال أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن حفص أنبأنا أحمد بن محمد بن المسلمة حدثنا سهل بن عثمان بن سهل قال سمعت
إبراهيم بن المهتدي يقول سمعت داود بن طلحة يقول سمعت عبد الله بن أبي حنيفة الدوسي يقول سمعت محمد بن الحسن يقول اتفق الفقهاء كلهم من الشرق إلى الغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله في صفة الرب عز و جل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة لأنه وصفه بصفة لا شيء
14 - وقال محمد بن الحسن في الأحاديث التي جاءت إن الله يهبط إلى السماء الدنيا ونحو هذا من الأحاديث إن هذه الأحاديث قد روتها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها
15 - أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي إذنا أنبأنا أبو الحسن محمد بن مرزوق ابن عبد الرازق الزعفراني أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الطيب قال أما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف رضي الله عنهم إثباتها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين عز و جل إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف فإذا قلنا لله تعالى يد وسمع وبصر فإنما هو إثبات صفات أثبتها الله تعالى لنفسه ولا نقول إن معنى اليد القدرة ولا أن معنى السمع والبصر العلم ولا نقول إنها الجوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات الفعل ونقول إنما ورد إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى 11 وقوله عز و جل ولم يكن له كفوا أحد الإخلاص 4










قديم 2008-12-06, 09:16   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي تابع

16 - أخبرنا محمد بن حمزة بن أبي الصقر قال أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن منصور بن قبيس الغساني أنبأنا أبي قال قال أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني إن أصخاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يعرفون ربهم تبارك وتعالى بصفاته التي نطق بها كتابه وتنزيله وشهد له بها رسوله على ما وردت به الأخبار الصحاح ونقله العدول الثقات ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه ولا بكيفونها تكييف المشبهة ولا يحرفون الكلم عن مواضعه تحريف المعتزلة والجهمية وقد أعاذ الله أهل السنة من التحريف والتكييف ومن عليهم بالتفهيم والتعريف حتى سلكوا سبيل التوحيد والتنزيه وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه واتبعوا قوله عز من قائل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى 11
17 - وذكر الصابوني الفقهاء السبعة ومن بعدهم من الأئمة وسمى خلقا كثيرا من الأئمة وقال كلهم متفقون لم يخالف بعضهم بعضا ولم يثبت عن واحد منهم واحد منهم ما يضاد ما ذكرناه
18 - أخبرنا الشريف أبو العباس مسعود بن عبد الواحد بن مطر الهاشمي قال أنبأنا الحافظ أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي أنبأنا أبو الحسن علي ابن محمد الجرجاني أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال اعملوا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وقبول ما نطق به كتاب الله تعالى وصحت به الرواية عن رسول الله لا معدل عما ورد به ولا سبيل إلى رده إذ كانوا مأمورين باتباع الكتاب والسنة مضمونا لهم الهدى فيهما مشهودا لهم بأن نبيهم يهدي إلى صراط مستقيم محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الأليم ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه خلق آدم بنفسه و يداه مبسوطتان ينفق كيف يشآء المائدة 64 بلا اعتقاد كيف وأنه عز و جل استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه
19 - وقال يحيى بن عمار في رسالته نحن وأئمتنا من أصحاب الحديث وذكر الأئمة وعد منهم ومن قبلهم من الصحابة ومن بعدهم لا يستحل أحد منا ممن تقدم أو تأخر أن يتكلف أو يقصد إلى قول من عنده في الصفات أو في تفسير كتاب الله عز و جل أو معاني حديث رسول الله أو زيادة على ما في النص أو نقصان منه ولا نغلو ولا نشبه ولا نزيد على ما في الكتاب والسنة
20 - وقال الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة إن الأخبار في صفات الله موافقة لكتاب الله تعالى نقلها الخلف عن السلف قرنا بعد قرن من لدن الصحابة والتابعين إلى عصرنا هذا على سبيل الصفات لله تعالى والمعرفة والإيمان به والتسليم لما أخبر الله تعالى في تنزيله ونبيه الرسول عن كتابه مع اجتناب التأويل والجحود وترك التمثيل والتكييف
21 - أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد قال أنبأنا أبو بكر الطريثيثي إجازة أنبأنا أبو القاسم هبة الله أنبأنا محمد بن أحمد بن عبيد أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا أحمد بن زهير حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي حدثنا بقية حدثنا الأوزاعي قال كان الزهري ومكحول يقولان أمروا هذه الأحاديث كما جاءت
2 - قال أبو القاسم حدثنا محمد بن رزق الله حدثنا عثمان بن أحمد حدثنا عيسى بن موسى قال سمعت أبي يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول كل ما وصف الله تعالى به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره ولا كيف ولا مثل
23 - وعن أحمد بن نصر أنه سأل سفيان بن عيينة فقال حديث عبد الله أن الله يجعل السماء على اصبع وحديث إن قلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن وإن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في

الأسواق وأنه عز و جل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ونحو هذه الأحاديث فقال هذه الأحاديث نرويها ونقربها كما جاءت بلا كيف
24 - وقال أبو بكر الخلال أخبرني أحمد بن محمد بن واصل المقرئ حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا الوليد بن مسلم قال سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي في الصفات فقالوا أمروها كما جاءت
25 - قال يحيى بن عمار وهؤلاء أئمة الأمصار فمالك إمام أهل الحجاز والثوري إمام أهل العراق والأوزاعي إمام أهل الشام والليث إمام أهل مصر والمغرب
26 - وقال أبو عبيد ما أدركنا أحدا يفسر هذه الأحاديث ونحن لا نفسرها
27 - وذكر عباس الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول شهدت زكريا ابن عدي سأل وكيع بن الجراح فقال يا أبا سفيان هذه الأحاديث










قديم 2008-12-06, 09:26   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يعني مثل الكرسي موضع القدمين فقال أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرا يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون شيئا
28 - قال أبو عمر بن عبد البر روينا عن مالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان ابن عيينة والأوزاعي ومعمر بن راشد في حديث الصفات أنهم كلهم قالوا أمروها كما جاءت
29 - قال رجل من فقهاء المدينة إن الله تبارك وتعالى علم علما علمه العباد وعلم علما لم يعلمه العباد فمن يطلب العلم الذي لم يعلمه العباد لم يزدد منه إلا بعدا والقدر منه
30 - وقال سعيد بن جبير ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين
31 - قال أبو عمر ما جاء عن النبي من نقل الثقات أو جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فهو علم يدان به وما أحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم فبدعة وضلالة وما جاء في أسماء الله وصفاته عنهم سلم له ولم يناظر فيه كما لم يناظروا فيه
32 - وقال أبو بكر الخلال أخبرنا المروذي قال سألت أبا عبد الله عن
أخبار الصفات فقال نمرها كما جاءت
33 - قال وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السمآء الدنيا و أن الله يرى وإن الله يضع قدمه وما أشبهه فقال أبو عبد الله نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى ولا نرد منها شيئا ونعلم أن ما جاء به الرسول حق إذا كانت بأسانيد صحاح ولا نرد على رسول الله قوله ولا يوصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى 11 ولا يبلغ الواصفون صفته وصفاته منه ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ولا نتعدى ذلك نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعث
34 - وذكر شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري قال أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد بن الخلال
حدثنا محمد بن العباس المخلص أنبأنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا الربيع بن سليمان قال سألت الشافعي رضي الله عنه عن صفات من صفات الله تعالى فقال حرام على العقول أن تمثل الله تعالى وعلى الأوهام أن تحده وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط وعلى العقول أن تعقل إلا ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان نبيه
35 - وقال يونس بن عبد الأعلى سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله تعالى وما يؤمن به فقال لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه لا يسع أحدا من خلق الله تعالى قامت عليه الحجة ردها لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله القول بها فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر بالله تعالى فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية ولا بالفكر
36 - وقال ابن وضاح كل من لقيت من أهل السنة يصدق بها لحديث التنزل وقال ابن معين صدق به ولا تصفه وقال أقروه ولا تحدوه
- وروي عن الحسن البصري أنه قال لقد تكلم مطرف على هذه الأعواد بكلام ما قيل قبله ولا يقال بعده قالوا وما هو يا أبا سعيد قال قال الحمد لله الذي من الإيمان به الجهل بغير ما وصف به نفسه
38 - وقال سحنون من العلم بالله السكوت عن غير ما وصف به نفسه
39 - أخبرنا أبو الحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي الفقيه قال أنبأنا الإمام الزاهد أبو منصور محمد بن أحمد الخياط أنبأنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا بشر بن موسى أنبأنا أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي قال أصول السنة فذكر أشياء ثم قال وما نطق به القرآن والحديث مثل وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم المائدة 64 ومثل والسموات مطويات بيمينه الزمر 67 وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسره ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول الرحمن على العرش استوى ومن زعم غير هذا فهو معطل جهمي

40 - أخبرنا يحيى بن محمود إجازة قال أنبأنا جدي الحافظ أبو القاسم قال ما جاء في الصفات في كتاب الله تعالى أو روي بالأسانبد الصحيحة فمذهب السلف رحمة الله عليهم إثباتها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها لأن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات وإثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات الصفات وعلى هذا مضى السلف كلهم وقد سبق ذكرنا لقول مالك حين سئل عن كيفية الاستواء
41 - وروى قرة بن خالد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أنها قالت في قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإقرار به إيمان والجحود له كفر
42 - وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة ومن الرسول البلاغ وعلينا التصديق










قديم 2008-12-06, 09:29   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

43 - وهذه الأقوال الثلاثة متقاربة المعنى واللفظ فمن المحتمل أن يكون ربيعة ومالك بلغهما قول أم سلمة فاقتديا بها وقالا مثل قولها لصحته وحسنه وكونه قول إحدى أزواج النبي ومن المحتمل أن يكون الله تعالى وفقهما للصواب وألهمهما من القول السديد مثل ما ألهمهما
44 - وقولهم الاستواء غير مجهول أي غير مجهول الوجود لأن الله تعالى أخبر به وخبره صدق يقينا لا يجوز الشك فيه ولا الإرتياب فيه فكان غير مجهول لحصول العلم به وقد روي في بعض الألفاظ الاستواء معلوم
45 - وقولهم الكيف غير معقول لأنه لم يرد به توقيف ولا سبيل إلى معرفته بغير توقيف
46 - والجحود به كفر لأنه رد لخبر الله وكفر بكلام الله ومن كفر بحرف متفق عليه فهو كافر فكيف بمن كفر بسبع آيات ورد خبر الله تعالى في سبعة مواضع من كتابه والإيمان به واجب لذلك
47 - والسؤال عنه بدعة لأنه سؤال عما لا سبيل إلى علمه ولا يجوز الكلام فيه ولم يسبق في ذلك في زمن رسول الله ولا من بعده من أصحابه
48 - فقد ثبت ما ادعيناه من مذهب السلف رحمة الله عليهم بما نقلناه عنهم جملة وتفصيلا واعتراف العلماء من أهل النقل كلهم بذلك ولم أعلم عن أحد منهم خلافا في هذه المسألة بل قد بلغني عمن يذهب إلى
التأويل لهذه الأخبار والآيات الاعتراف بأن مذهب السلف فيما قلناه ورأيت لبعض شيوخهم في كتابه قال اختلف أصحابنا في أخبار الصفات فمنهم من أمرها كما جاءت من غير تفسير ولا تأويل مع نفي التشبيه عنها وهو مذهب السلف فحصل الإجماع على صحة ما ذكرناه والحمد لله
الباب الثاني في بيان وجوب اتباعهم والحث على لزوم مذهبهم وسلوك سبيلهم وبيان ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة
49 - وأما الكتاب فقول الله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسآءت مصيرا النساء 115 فتوعد على اتباع غير سبيلهم بعذاب جهنم ووعد متبعهم بالرضوان والجنة فقال تعالى والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه التوبة 100 فوعد المتبعين لهم بإحسان بما وعدهم به من رضوانه وجنته والفوز العظيم
50 - ومن السنة قول النبي عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
51 - فأمر بالتمسك بسنة خلفائه كما أمر بالتمسك بسنته وأخبر أن المحدثات بدع وضلالة وهو ما لم يتبع فيه سنة رسول الله ولا سنة أصحابه
52 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذوا النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من يأتي أمه علانية لكان في أمتي من يفعل ذلك إن بني إسرائيل افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة ويزيدون عليها ملة وفي رواية وأمتي ثلاثا وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة قالوا يا رسول الله من الواحدة قال ما أنا عليه وأصحابي وفي رواية الذي أنا عليه وأصحابي
53 - فأخبر النبي أن الفرقة الناجية هي التي تكون على ما كان عليه هو وأصحابه فمتبعهم إذا يكون من الفرقة الناجية لأنه على ما هم عليه ومخالفهم من الاثنتين والسبعين التي في النار ولأن من لم يتبع السلف رحمة الله عليهم وقال في الصفات الواردة في الكتاب والسنة قولا من تلقاء نفسه لم يسبقه إليه السلف فقد أحدث في الدين وابتدع وقد قال النبي كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
54 - وروى جابر قال كان رسول الله يقول أما بعد فأحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة أخرجه مسلم في صحيحه
55 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد يعني مردود
56 - وروى عبد الله بن عكيم قال كان عمر يعني بن الخطاب رضي الله عنه يقول إن أصدق القيل قيل الله ألا وإن أحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة ضلالة
57 - وعن الأسود بن هلال قال قال عبد الله يعني بن مسعود رضي الله عنه إن أحسن الهدي هدي محمد وإن أحسن الكلام كلام الله وإنكم ستحدثون ويحدث لكم وكل محدثة ضلالة وكل ضلالة في النار










قديم 2008-12-06, 09:32   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://islamport.com/w/aqd/Web/2623/1.htm
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته










قديم 2008-12-06, 09:41   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
محمد ناصر الدين
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ الكريم , ليس السقاف الذي نقل عن السلف التأويل , إنما هم كبار الأئمة : كالإمام البيهقي , والإمام الطبري , والإمام النسفي , والإمام القرطبي , والإمام ابن كثير , والإمام الألوسي , الإمام ابن الجوزي , وغيرهم ....



تأويلات السلف الصالح لنصوص الصفات
إن الخلف من علماء الأمة حين سلكوا مذهب التأويل لم يبتدعوا قولاً ومنهجاً من عند أنفسهم، لكنهم سلكوا بهذا مسلك جماعات كثيرة من السلف الصالح قالوا بالتأويل وأخذوا به - كما مرّ معنا - وهذا يدلّ قطعاً على سنّية هذا المنهج وأصالته وشرعيته، ولقد نقل العلماء تأويلات ثلة من أكابر السلف الصالح، من ذلك على سبيل المثال:
تأويل ابن عباس رضي الله عنهما للكرسي بالعلم:
جاء في تفسير الطبري (3 / 7) عند تفسيره لآية الكرسي ما نصّه (اختلف أهل التأويل في معنى الكرسي الذي أخبر الله تعالى ذكره في هذه الآية أنه وسع السموات والأرض، فقال بعضهم: هو علم الله تعالى ذكره.... وأما الذي يدُلُّ على ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أنه قال: هو علمه..) اهـ.
تأويله رضي الله عنه لمجيء الرب جلّ وعزّ:
جاء في تفسير النسفي رحمه الله تعالى (4 / 378)عند قوله تعالى ( وجاء ربك والمَلَك صفّاً صفَّا ) ما نصّه (هذا تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه، فإن واحداً من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصّه، وعن ابن عباس: أمره وقضاؤه) اهـ.
ونقل الإمام القرطبي نحو هذا عن الحسن البصري، وقال هناك نقلاً عن بعض الأئمة ما نصّه (تفسير القرطبي 20 / 55):
(جعل مجيء الآيات مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات، ومنه قوله تعالى في الحديث " يا ابن آدم مرضت فلم تعدني.. واستسقيتك فلم تسقني.. واستطعمتك فلم تطعمني ".. والله جلّ ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوْتَ الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز) اهـ.
تأويله رضي الله عنه للفظ (الأعين):
قال تعالى ( واصنع الفلك بأعيننا ) قال رضي الله عنه: بمرأى منا (تفسير البغوي 2 / 322). وقال تعالى ( واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا ) قال رضي الله عنه: نرى ما يعمل بك (تفسير الخازن 4 / 190).
تأويله رضي الله عنه للفظ (الأيد):
قال تعالى ( والسماء بنيناها بأييد )قال رضي الله عنه: بقوّة وقدرة (القرطبي17 / 52).
تأويله رضي الله عنه لقوله تعالى ( الله نور السموات والأرض )
جاء في تفسير الطبري (18/135) ما نصّه ( عن ابن عباس قوله ( الله نور السموات والأرض ) يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض ).
تأويله رضي الله عنه لنصوص (الوجه):
قال تعالى ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) قال رضي الله عنه: الوجه عبارة عنه. وقال القرطبي في تفسيره: أي ويبقى الله فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحققون من علمائنا ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم.. وقال أبو المعالي: وأما الوجه المراد به عند معظم أئمتنا وجود الباري تعالى (القرطبي 17 / 165).
تأويله رضي الله عنه للفظ (الساق):
قال تعالى ( يوم يُكشف عن ساق ) قال رضي الله عنه: عن كرب شديـد (الطبري 29 / 38، القرطبي 18 / 249).
تأويله رضي الله عنه للفظ (الجنب):
قال تعالى: ( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله ) قال رضي الله عنه: تركت من طاعة الله وأمر الله وثوابه (روح المعاني الآية 56 من الزمر).
قال الإمام الألوسي رحمه الله تعالى: (وبالجملة لا يمكن إبقاء الكلام على حقيقته لتنزهه عزّ وجلّ من الجنب بالمعنى الحقيقي، ولم أقف على عدِّ أحـد من السلف إياه من الصفات السمعية) اهـ. (المصدر السابق).
هذا هو سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما وناهيك بابن عباس فقهاً وعلماً بالقرآن والتنزيل، وهو الذي دعـا له رسول الله بقوله: (اللهمّ فقّهه في الدين وعلمه التأويل) وهو حبر الأمة وترجمان القرآن.
هذا والذي ذهب إليه الأشاعرة والماتريدية في هذه النصوص هو عين ما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما، فإن جاز اتهام الأشاعرة والماتريدية بالتعطيل والابتداع، جاز ذلك على سيدنا ابن عباس - معاذ الله - وحاشاه أن يقول في الله تعالى ما ليس له به علم.
ألا فليتق الله! امرؤ جاءته موعظة من ربه، وليَنْتَهِ! عن التطاول على أئمة الدين وعلماء الشرع الذي هو في حقيقة الأمر تطاول على صحابة رسول الله والتابعين لهم بإحسان !.
تأويل مجاهد والسدي للفظ (الجنب):
جاء في تفسير الطبري رحمه الله (24 / 19)عند قوله تعالى ( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله ) قال مجاهد: في أمر الله، وقال السدي: على ما تركت من أمر الله.
تأويل الضحاك وقتادة وسعيد بن جبير للفظ (الساق):
جاء في تفسير الطبري (29 / 38 – 39) عند قوله تعالى ( يوم يُكشف عن ساق ) قال الضحاك: هو أمر شديد، وقال قتادة: أمر فظيع وشدّة الأمر، وقال سعيد: شدة الأمر.
وقال الإمام الطبري قبل هذا بأسطر: (قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد) اهـ.
تأويل سفيان الثوري وابن جرير الطبري للاستواء:
قال الإمام الطبري (1 / 192)فيتفسيرقوله تعلى ( ثم استوي إلى السماء ) بعد أن ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه: (علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته....علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال)
وأوّل سفيان الثوري الاستواء على العرش: بقصد أمره، والاستواء إلى السماء: بالقصد إليها (مرقاة المفاتيح 2 / 137).
تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ (الوجه):
قال تعالى ( فأينما تولُّوا فثم وجه الله ) قال مجاهد رحمه الله: قبلة الله. (الطبري 1 / 402، الأسماء والصفات للبيهقي ص/309، وصححه ابن تيمية عنهما كما في العقود الدرية ص/247ـ248)
وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله تعالى ( كلُّ شـئ هالك إلا وحهه ) : أي إلا هو (دفع شبه التشبيه ص / 113).
تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ (الوجه):
حكى المزني عن الشافعي في قوله تعالى (فثم وجه الله) قال: يعني والله أعلم فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه. (الأسماء والصفات للبيهقي ص/309).
تأويل الإمام الطبري للفظ (العين):
قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى ( ولتصنع على عيني ) بمرأى مني ومحبة وإرادة (16 / 123).
تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النزول:
سئل الإمام مالك - رحمه الله - عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال (ينزل أمره - تعالى - كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو) اهـ.
(التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء 8 / 105، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82).
تأويل الإمام أحمد رضي الله عنه مجيء الله تعالى:
جاء في كتاب البداية والنهاية للإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى (10 / 361) ما نصّه:
(روى البيهقي عن الحاكم عن عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوّل قول الله تعالى ( وجاء ربك ) أنه جاء ثوابه. ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه) اهـ.
ونقل الحافظ ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد في قولـه تعالـى: ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ) أنه قال: المراد به قدرته وأمره. قال: وقد بيّنه في قوله تعالى ( أو يأتى أمر ربك ) ومثل هذا في القرآن ( وجاء ربك ) قال: إنما هو قدرته. (دفع شبه التشبيه ص/ 141).
تأويل الحسن البصري رضي الله عنه:
قال رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى: ( وجاء ربك ) : جاء أمره وقضاؤه. وعن الكلبي: جاء حكمه (تفسير البغوي 4 / 454).
وعنه رضي الله عنه في قوله تعالى ( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ) قال:في طاعة الله. (انظر روح المعاني تفسير الآية 56 من سورة الزمر).
تأويل الإمام البخاري رضي الله عنه للضحك:
قال الإمام البيهقي - رحمه الله تعالى - في كتـاب " الأسمـاء والصفـات " (ص / 470): (باب ما جاء في الضحك.. عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة..." قال: قال البخاري معنى الضحك الرحمة. قال أبو سليمان – يعني الخطابي - قول أبي عبد الله قريب، وتأويله على معنى الرضى لفعلهما أقرب وأشبه، ومعلوم أن الضحك من ذوي التمييز يدلُّ على الرضى، والبشر والاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة، ومقدّمة إنجاح الطَّلِبة، والكرام يوصفون عند المسألة بالبشر وحسن اللقاء، فيكون المعنى في قوله " يضحك الله إلى رجلين " أي يُجزل العطاء لهما لأنه موجَب الضحك ومقتضاه)’اهـ.
قال الحافظ ابن حجر (فتح الباري 6 / 486) مؤكداً مؤيداً لما ذهب إليه أبو سليمان الخطابي والأعلام المنزهون العارفون بالله تعالى:
(قلت ويدلّ على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بـ " إلى "، تقول: ضحك فلان إلى فلان. إذا توجّه إليه طلْق الوجه مظهراً للرضا به) اهـ.
تأويل الإمام البخاري للفظ (الوجه):
قال الإمام البخاري - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: ( كلّ شـئ هالك إلا وجهه )إلا ملكه. ويقـال: إلا ما أريـد به وجـه الله (الصحيـح كتـاب التفسيـر سـورة القصص، فتحالبـاري 8/ 364) اهـ.









قديم 2008-12-06, 09:43   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
محمد ناصر الدين
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقد مرّ معنا نقلُ إجماع الأمة على منهج التأويل حيث قال الحافظ أبو الحسن علي بن القطان الفاسي رحمه الله تعالى (الإقناع في مسائل الإجماع 1 / 32 – 33)(وأجمعوا أنه تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المؤمنين ويعذب منهم من يشاء، كما قال تعالى، وليس مجيئه بحركة ولا انتقال.
وأجمعوا أنه تعالى يرضى عن الطائعين له، وأن رضاه عنهم إرادته نعيمهم.
وأجمعوا أنه يحب التوابين ويسخط على الكافريـن ويغضب عليهم، وأن غضبه إرادته لعذابهم، وأنه لا يقوم لغضبه شيء) اهـ.
وإجماع الأمة على صرف لفظ المجيء عن ظاهره المحال في حق الله تعالى وهو الحركة والانتقال إجماع على التفويض، وإجماعهم على حمل لفظ الرضا على إرادة الإحسـان والنعيم، ولفظ الغضب على إرادة العقاب والانتقام إجماع على التأويل، وبهذا يتأكد ما ذكرناه سابقاً أن هذين المذهبين التفويض والتأويل هما المذهبان المعتبران اللذان ارتضتهما الأمة وعوّلت عليهما، وما نقلناه من تأويلات سلفنا الصالح غيض من فيض وزهرة من روض، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتب التراث من تفسير وحديث وأصول وغيرها، ليقف على ما يثلج صدر كل موحد منزه.
تنبيه
شبهة تتردد على ألسنة المثبتين لظواهر نصوص المتشابه، وهي:
إثبات المعاني الإجمالية لهذه النصوص لا ينفي إثبات الصفة الواردة في النص، مثال ذلك قول الله تعالى( بل يداه مبسوطتان ) يقولون: نحن لا ننكر أن النص يفيد إثبات الجود والكرم له تعالى ونفي البخل عنه، فإن معنى بسط اليد مشهور عند العرب، بيد أن هذا لا ينفي إثبات صفة اليد لله تعالى. وقس على هذا جميع النصوص الواردة في الصفات.
هذا تقرير هذه الشبهة.
وفي جوابها نقول:
إن أريد بإثبات الصفات إثباتها على ما جاءت دون تفسير ولا تعيين معنى وإنما يكتفي بتلاوتها والسكوت عليهـا، وذلك - قطعاً - بعد صرفها عن ظاهرها المحال في حق الله تعالى ولا يقال بالذات أو حقيقة، فذلك حق لا ريب فيه، وهو ذاته مذهب السلف الصالح، وهو لا ينافي - كما مر معنا - مذهب الخلف، وشرح هذا على المثـال الذي ضربناه أن يقال: جاء في النص أن لله تعالى يدين، إذاً نثبت لله تعالى يدين ليستا بجارحتين، ثم نسكت، ونفوض العلم بالمراد إلى الله تعالى، فهذا مسلك لا اختلاف في صحته، وهو بعينه مسلك السلف الصالح، أما إن أريد بالإثبات حملُها على ظاهر اللفظ المحال وعلى الحقيقة اللغوية المعهودة فهو باطل قطعاً، ولقد نقلنا عن علماء الأمة ما يدحضه وينفيه فلا نعيده.
على أننا نقول: ليس كل ما يضاف إلى الله تعالى يراد به إثبات صفة لله تعالى، إذ قد تكون الإضافة من باب المشاكلة والمقابلة كالاستهزاء والمكر والخداع وما جرى هذا المجرى، فلا يثبت بما كان من هذا القبيل من الألفاظ صفة لله تعالى، كأن يقال لله مكر يليق به أو استهزاء يليق به، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، ومن ذلك أيضاً ما كان صفة نقص كالملل والنسيان والمرض والتعجب والتردّد ونحو ذلك، فكل هذا وأمثاله الله تعالى منزه عنه بالإجماع، فلا يوصف الله تعالى بشيء من ذلك، ومنه أيضاً ما كان مشهوراً في معنى مجازي كلفظ الجنب والأصبع ونحوه، فهذا وبابه لا خلاف في حمله على ما اشتهر فيه.
نقل الحافظ ابن حجر عن ابن دقيق العيد (فتح الباري 13 / 395) ما نصّه:
(نقول في الصفات المشكلة أنه حق وصدق على المعنى الذي أراده الله، ومن تأوّلها نظرنا فإن كان تأويله قريباً على مقتضى لسان العرب لم ننكره عليه، وإن كان بعيداً توقفنا عنه ورجعنا إلى التصديـق مع التنزيه، وما كان منها معناه ظاهراً مفهوماً من تخاطب العرب حملناه عليه، مثل قوله تعالى ( على ما فرّطت في جنب الله ) فإن المراد به في استعمالهم الشائع حق الله فلا يتوقف في حمله عليه، وكذا قوله "إن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن " فإن المراد به إرادة قلب ابن آدم مصرفة بقدرة الله وما يوقعه فيه، وكذا قوله تعالى ( فأتى الله بنيانهم من القواعد ) معنـاه خرب الله بنيانهـم، وقوله ( إنما نطعمكم لوجه الله ) معنـاه لأجـل الله، وقس على ذلـك، وهو تفصيـل بالغ قلّ من تيقظ له) اهـ.
وقال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى (تعريف عام بدين الإسلام ص/82):
(إذا كانت اللغات تعجز عن الإحاطة بالمشاعر الإنسانية وتضيق عنها، فهي عن أن تحيط بصفات الله أعجز وأضيق، فلا يجوز إذن أن تفهم الكلمات الواردة في آيات الصفات بالمعنى " القاموسي"، ولا يجوز أن نقول: إن لله يداً كأيدينا لقوله تعالى: ( يد الله فوق أيديهم )ولأن معنى اليد في " القاموس " يدل على ذلك. هذا هو الأساس في فهم آيات الصفات، لقوله تعالى( ليس كمثله شـئ ) ولأن الخالق لا يشبه المخلوق.
ولا يجوز كذلك أن ننفي عنها كل معنى، وأن نعطلها من الدلالة. فالله لم ينزل القرآن ليعطل عن معانيه، ولم يجعله ألفاظاً جوفاء لا تدل على شيء.
فكيف إذن نفهم آيات الصفات؟
لقد وجدت أن هذه الآيات على ثلاثة أشكال:
1- آيات وردت على سبيل الإخبار من الله كقوله ( الرحمن على العرش استوي ) فنحن لا نقول: إنه ما استوى،فنكون قد نفينا ما أثبته الله، ولا نقول: إنه استوى على العرش كما يستوي القاعد على الكرسي، فنكون قد شبهنا الخالق بالمخلوق، ولكن نؤمن بأن هذا هو كلام الله، وأن لله مراداً منه لم نفهم حقيقته وتفصيله، لأنه لم يبين لنا مفصلاً، ولأن العقل البشري يعجز عن الوصول إلى ذلك بنفسه، ولا نخوض فيه بل نتبع فيه طريق السلف، والسلف لم يبحثوا فيه أصلاً، ولم يقولوا " حقيقة " ولم يقولوا "مجازاً ".
2-آيات وردت على الأسلوب المعروف عند علماء البلاغة بالمشاكلة.... والآيات الواردة على هذا الأسلوب كثيرة، كقوله تعالى: ( نسوا الله فنسيهم ) ... ومن أمثالها آية : ( ومكروا ومكر الله ) وآية: ( يخادعون الله وهو خادعهم )
3-آيات دلّت على المراد منها آيات أخرى، كقوله تعالى: ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) تدل على المراد منها آية: ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) ويفهم منها أن بسط اليد يراد به الكرم والجود ولا يستلزم ذلك " بل يستحيل " أن يكون لله تعالى يدان حقيقيتان كأيدي الناس وقد جاء في القرآن قوله: ( بين يدي رحمته ) و( بين يدى عذاب شديد ) والقرآن ( لا يأتيه الباطل بين يديه ) وليس للرحمة ولا للعذاب ولا للقرآن يدان حقيقيتان) اهـ.
ومما هو جدير بالتنبيه عليه والتحذير منه ذلك المنهج الغريب والمسلك الشاذ عن أصول المنهج العلمي لا سيما في مجـال العقيدة وأبواب الصفات التي نيطت بالقطعي واليقيني من الأدلة، ذلك المنهج الذي طفق أصحابه يثبتون صفات لله تعالى بأحاديث وآثار لا تصلح أن تكون دليلاً في جزئيات فروع الفقه فضلاً عن أصول الديانات وما يتعلق منها بذات الله تعالى وصفاته، وهؤلاء متناقضون في أحكامهم أشد التناقض وأصرحه، فبينما هم يتساهلون هنا في جانب الإثبات، ويثبتون لله تعالى الصفات بأحاديث واهية وأخبار ضعيفة، تراهم يتشددون في جانب الفروع الفقهية، بل أبواب الترغيب والترهيب وأبواب فضائل الأعمال - هذه الأبواب التي تساهل العلماء في قبول الأحاديث فيها بالشروط المعروفة - وينكرون على الناس العمل بالأحاديث الضعيفة في هذه الأبواب، ثم يثبتون لله تعالى صفات بمثل هذه الأحاديث التي أنكروها، بل أضعف منها وأوهى، فيتشدّدون في مواطن التسهيل ويتساهلون في المواطن التي يجب التشدد والتيقن فيها مثل العقائد، هذا مع افتراضنا أن مضمون هذه الأحاديث والآثار التي يثبتون بها لله تعالى الصفات مما لا يحيله العقل والنقل، فكيف والأمر على النقيض من ذلك ومضمونها وظواهرها مما قطعت العقول الصريحة والنقول الصحيحة باستحالته وتنزه الله تعالى عنه، لا شك أن البلية في هذه الحال تكون أعظم والخطر أجسم.
ولقد نقلنا قبل عن الإمام الأبي في شرحه على صحيح مسلم (7 / 54) قاعدة ذهبية في أبواب الصفات، لا بأس بإعادتها لتستقر في الأذهان والعقول، قال رحمه الله تعالى:(القاعدة التي يجب اعتبارها أن ما يستحيل نسبته للذات أو الصفات يستحيل أن يرد متواتراً في نص لا يحتمل التأويل، وغاية المتواتر أن يرد فيما دلالته على المحال دلالة ظاهرة، والظاهر يقبل التأويل، فإن ورد يجب صرف اللفظ عن ظاهره المستحيل، ثم اختلف فوقف أكثر السلف عن التأويل، وقالوا نؤمن به على ما هو عند الله سبحانه في نفس الأمر، ونكِلُ علم ذلك إلى الله سبحانه، وقال قوم بل الأولى التأويل.. وإن ورد خبر واحد نصّاً في محال قطع بكذب راويه، وإن كان محتملاً للتأويل يتصرف فيه كما سبق) اهـ.
ومضمون هذه القاعـدة مما اجتمعت عليه عقول أعلام الأمة وأئمـة المسلميـن والعارفين بالله، وهذا مما يدل يقيناً على خطأ هؤلاء المجازفين.
قال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - (دفع شبه التشبيه 155):
(لا تنفع ثقة الرواة إذا كان المتن مستحيلاً، وصار هذا كما لو أخبرنا جماعة من المعدّلين: بأن جمل البزاز دخل في خرم إبرة الخياط، فإنه لا حكم لصدق الرواة مع استحالة خبرهم) اهـ.
وبهذا نختم هذا الباب، ونمسك القلم عن الإسهاب، لننتقل إلى باب آخر من الحديث نثبت فيه كون الأشاعرة والماتريدية غالب الأمة المحمدية، وعلى الله التكلان.










قديم 2008-12-06, 10:12   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الدليل والبرهان

على أن إجماع السلف إثبات الصفات لله عز وجل كما يليق بشأنه تبارك وتعالى

إن العجب لا يكاد ينتهي من الكوثري وأمثاله و فروخه من الذين ينسبون للسلف الصالح التفويض

في آيات الصفات وعدم البحث عن المراد منها .

و إن ما نقله العلماء من العبارات المختلفة لفظًا ، والمتحدة معنى على أن إجماع السلف في الصفات أنما

هم إثباتها مع الرد على المعطلة النافين لها ، والممثلة المشبهين لها بصفات الخلق كثير جدا في الرد على

دعوى أولئك .

وإليك طائفة مباركة منها:

1) قال الوليد بن مسلم : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثوري ، والليث بن سعد ـــ

رحمهم الله ـــ: عن الأحاديث التي في الصفات ؟ فكلهم قالوا لي : أمـُّروها كما جاء بلا تفسير . وفي رواية :

بلا كيف .

2) قال ربيعة الرأي ، ومالك رحمهما الله وغيرهما : " الاستواء غير مجهول ، والكيف غير

معقول، والإيمان به واجب " .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتوى الحموية " ( ص 109 مطبعة السنة المحمدية ) .

" فقول ربيعة ، ومالك : الاستواء غير مجهول ......" موافق لقول الباقين ، " أمروها كما جاءت بلا

كيف ": فإنما نفوا علم الكيفية ، ولم ينفوا حقيقة الصفة . ولو كان القوم آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم

لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا : " الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول " ولما قالوا : " أمروها

كما جاءت بلا كيف ، فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلومًا ، بل يكون مجهولا ً بمنزلة حروف المعجم " !

وأيضًا فإنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية ،إذا لم يفهم عن اللفظ معنى ، وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية

إذا أثبت الصفات .

وأيضًا، فإن من ينفي الصفات الجزئية – أو الصفات مطلقًا – لا يحتاج إلى أن يقول " بلا كيف " ، فمن

قال : " إن الله ليس على العرش " لا يحتاج أن يقول " بلا كيف " ، فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في

نفس الأمر ، فلما قالوا : " وبلا كيف " .

وأيضًا فقولهم " أمروها كما جاءت " يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه ، فإنها جاءت ألفاظًا دالة على

معاني ، فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال : " أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير

مراد , أو أمروا لفظها مع اعتقاد أن من الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة "، وحينئذ تكون قد أمرت كما

جاءت ، ولا يقال حينئذ " بلا كيف " ، إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول " .

3) قال الإمام الخطابي رحمه الله :" مذهب السلف في الصفات إثباتها ، وإجراؤها على ظاهرها ،

ونفي الكيفية والتشبيه عنها " .

4) قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :

" أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة وحملها على الحقيقة لا على المجاز

، إلا أنهم لم يكيفوا شيئًا من ذلك . وأما الجهمية والمعتزلة والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل منها شيئًا

على الحقيقة ، ويزعمون أن من أقر بها مشبه ، وهم عند من أقر بها نافون للمعبود " .

5)قال الحافظ الخطيب رحمه الله تعالى :

( أما الكلام في الصفات ، فإن ما روى منها في السنن الصحاح ، مذهب السلف رضوان الله عليهم إثباتها

وإجراؤها على ظواهرها ، ونفي الكيفية والتشبيه عنها. وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله سبحانه .

وحققها من المثبتين قوم فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف . والقصد إنما هو سلوك الطريقة

المتوسطة بين الأمرين ، ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه .

والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات و يحـتـَذي في ذلك حذوه ومثاله . فإذا كان

معلومًا أن إثبات رب العالمين عز وجل إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية . فكذلك إثبات صفاته إنما هو

إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف .

فإذا قلنا : لله تعالى يد ، وسمع ، وبصر ، فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه , ولا نقول : إن معنى اليد

القدرة ، ولا إن معنى السمع والبصر العلم ، ولا نقول : إنها جوارح ، ولا نشبهها بالأيدي والأسماع

والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ، ونقول : إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ، ووجب نفي

التشبيه عنها لقوله تبارك وتعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) وقوله عز وجل ( ولم يكن له

كفواً أحد ) .

ولما تعلق أهل البدع على عيب أهل النقل برواياتهم هذه الأحاديث ولبسوا على من ضَعُفَ علمه ُ بأنهم

يروون ما لا يليق بالتوحيد ولا يصح في الدين ، ورموهم بكفر أهل التشبيه ، وغفلة أهل التعطيل أجيبوا بأن

في كتاب الله تعالى آيات محكمات يفهم منها المراد بظاهرها ، وآيات متشابهات لا يوقف على معناها إلا

بردها إلى المحكم ، ويجب تصديق الكل والإيمان بالجميع ، فكذلك أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم جارية

هذا المجرى ، ومنزلة على هذا التنزيل ، يرد المتشابه منها إلى المحكم ، ويقبل الجميع ..).

ولذا قال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله عقب كلام الخطيب رحمه الله السابق :

(( فاحفظ هذا الأصل من الكلام في الصفات وافهمه جيداً ، فإنه مفتاح الهداية والاستقامة عليها ، وعليه

اعتمد الإمام الجويني حين هداه الله تعالى لمذهب السلف في الاستواء وغيره كما تقدم ذكره عنه ، وهو عمدة

المحققين كلهم في تحقيقاتهم لهذه المسألة كابن تيمية وابن القيم وغيرهما )).

و لتوثيق النقول يراجع العلو للعلي الغفار للإمام الذهبي رحمه الله










قديم 2008-12-06, 10:56   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة


https://arabic.islamicweb.com/Books/T...?book=101&ID=1










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc