
الفصل الأول:الثورة التكنولوجية
المبحث 1 : سمات الثورة التكنولوجية
إن الثورة التكنولوجية تختلف جذريا عن الحلقات الثلاثة الأولى إذ أن هذه الحلقات كانت أساسا ميكانيكيا. مكنت الانسان من التحكم بقوى الطبيعة ومساعدة قوة الانسان الجسدية, أما الحاسوب فقد كان أساس تطور في معالجة المعلومات وتوسيع قدرات الانسان الذهنية
وتتلخص السمات الرئيسية لهذه الثروة فيما يلي
- يتبوأ العلم عن الطريق التطبيقات العملية ( التكنولوجيا ) المركز الأول في تمكن الانسان من السيطرة والتحكم في الطبيعة. صحيح أن العلم كان عاملا مهما في الماضي, ألا أن عصر الثورة التكنولوجيا وخصوصا ما نتج عن تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والحاسوب من تطوير ومضاعفة قدرات الانسان الذهنية أدى إلى الإسراع في الوثيرة تطبيق نتائج الاستكشافات في قطاعات المجتمع المختلفة.
- أن التكنولوجيا أصبحت عنصرا إنتاجيا هاما ضمن مجموع عناصر الإنتاج فقد أصبحت عنصرا إنتاجيا مباشرا, بالإضافة إلى تأثير غير المباشر على عناصر الإنتاج الأخرى.
- أن الثورة التكنولوجية سرعت في تطوير معارف سابقة وسرعت في وثيرة تطبيقات ويشمل ذلك في الأخص الإلكترونيك الدقيقة. البرمجة الإلكترونيك . علم الهندسة الوراثية.
- قامت الثورة الصناعية على أساس الانتقال التاريخي من الصناعة اليدوية التي تعتمد في الأساس على الأعمال العملية إلى الصناعة التي تعتمد على الآلات, وهكذا ثم استبدال الآلات بالقوة العضلية وأما الثورة التكنولوكية فقد قامت بإدخال الأنظمة للآلة التي تقوم ليس فقط مقام الأعمال العضلية. بل وهو الأهم تقوم مقام الأعمال الذهنية أيضا
المبحث 2: تطور التكنولوجيا
يعتبر البعض الثورة التكنولوجية الحديثة حلقة في سلسلة من التغيرات الاقتصادية العالمية, كانت الحلقة الأولى منها قد بدأت في أواخر القرن الثامن عشر عندما ثم انتشار استعمال المحرك البخاري والتكنولوجي المصاحبة التي ثم إدخالها لجهة تطوير صناعة النسيج الحديثة. والحلقة الثانية تتزامن مع تطوير السكك الحديدية والتطورات المصاحبة التي في الصناعات الميكانيكية وصناعة الحديد والصلب، وثالثها نتجت عن تطوير القوة الكهربائية، وتطوير المحرك داخلي الاحتراق؛ والصناعات الكيماوية، وتكون الثورة التكنولوجية الحديثة الحلقة الرابعة، والتي تلعب الإلكترونات الدقيقة دور المحرك الرئيسي ، والتي أدت إلى ثورة الحاسوب وماثلاه من التطور تكنولوجيا المعلومات، ويرجع التقدم العلمي الأساسي في هذه الثورة إلى العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، إلا أن وثيرة هذا التقدم أعطت زحما كبيرا خلال الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة التي تلتها وقد لعبت الصناعات العسكرية وسباق الفضاء الدور الرئيسي في تطوير العلم والتكنولوجيا.
المبحث3:نقل التكنولوجيا [1]
يمكن القول بأن التكنولوجيا تنتقل من الفرد إلى فرد أو من حكومة إلى أخرى أو من صناعة إلى ثانية، وهناك عدة أشكال لنقل التكنولوجيا.
المطلب1 : أشكال نقل التكنولوجيا
1- النقل التكنولوجيا مدمجة: هي التكنولوجيا ممتلكة، فالمالك ينقل التكنولوجيا في الأجزاء الكل المترابطة و المتكامل
2- نقل التكنولوجيا غير مدمجة: فإنها تتضمن نقل جانب من تكنولوجيا مستقل عن الباقي المكونات لها
3- النقل الأفقي للتكنولوجيا : هي النقل التكنولوجيا مؤسسة علمية كنظام تكنولوجيا متكامل من البيئة إلى الأخرى
4- النقل والتموين للتكنولوجيا : يعني نقل كامل لتلك التكنولوجيا ابتداء من عمليات البحث إلى إنتاج إلى الشراء
المطلب 2: مستويات نقل التكنولوجيا
1- على مستوى الدول المتقدمة : إن مجمل التطور العلمي التكنولوجي الذي حصل بعد النهاية ح ح 2. أخد مجاله في عدد محدود من الدول الصناعية واعتمادا على اتساع السوق وزيادة الدخل فقد صارعت هذه الدول في سعيها نحو إحداث التقدم التكنولوجي وزيادة القدرات الصناعية، ولعبت الحكومات والشركات متعددة الجنسيات أدوارا أساسية في نقل التكنولوجيا.
كما تنتقل التكنولوجيا عبر الأجهزة والمعدات و المكائن والبناء والسفن والصناعات الثقيلة. إن نقل التكنولوجيا المتقدمة والمتطور عبر الرجل الآلي والأجهزة المبرمجة والذاكرة المتطور والتكنولوجيا الجبائية بين الدول المتقدمة ستلعب دورا ملحوظا في نمط الحياة خلال الألفية الجديدة.
2- على المستوى الدول المتخلفة: وتستلزم أن يكون:
1- التكنولوجيا المناسبة: أن نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية قد لا يعني بالضرورة تطوير الظروف و الأحوال الاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول التي ستستضيف هذه التكنولوجيا المتقدمة. إن هذه الدول تحتاج ابتداء لامتلاك البنية التحتية العلمية والفنية والمهنية والتعليمية والتجارية لذا فما نقصده بالتكنولوجيا المناسبة هي التي تتوافق مع الظروف و الأحوال في بيئة معينة.والتي تعمل على
-----------------------------------------------
[1] د. لطفي لويز سيفين ـ بحوث العمليات و التخطيط الاستراتيجي ـ الجمعية المصرية لبحوث العمليات ,يناير 1998ص31
تطوير الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع في ضوء تجانسها مع الخواص الاجتماعية الحضارية كالعادات والتقاليد ونمط الحياة هناك.
ولا يمكن لنقل التكنولوجيا أن يكون فعالا إلا إن أحدث تباينا ملحوظا مع عناصر الاجتماعية، الحضارية للمجتمع المستلم للتكنولوجيا الجديدة
2- بيئة التجديد: لابد لأي مجتمع مقبل على استقبال تكنولوجيا جديدة من أن يتقبل التجديد والحداثة أيضا لضمان التقدم والنجاح وكلا النوعين من الدول المتقدمة والنامية لها وجهات نظر معارضة أو مقاومة للتجديد والتحديث، وتنشأ وجهات النظر هذه من عوائق سياسية، دينية، تقليدية حضارية، وقد ترفض بعض الدول قبول تكنولوجيا حديثة بسبب عدم الثقة أو لأمور ذات علاقة بالاعتراف والتقاليد، وتميل الدول النامية عموما إلى التمسك بتقاليد لا تحيد عنها.
وهذا ما خلق عدة مشكلات لنقل التكنولوجيا.
المبحث 4: أنواع التكنولوجيا
لقد لعبت التكنولوجيا المتقدمة الدور الأهم في هذا التقدم السريع وفي إعطاء الدعم المتعاظم للتقدم الذي سجلته الثورة التكنولوجية، وقد اعتمدت الأدبيات في هذا المجال على معالجة الموضوع ضمن أربعة عناوين رئيسية
الأول: تكنولوجيا المعلومات
الثاني: التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية
الثالث: تكنولوجيا المواد الجديدة
الرابع: تكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة
بالإضافة إلى الفضاء والطيران النفاث التي يصعب إدراجها ضمن التصنيفات الأربع أعلاه.
المطلب 1: تكنولوجيا المعلومات
إن تكنولوجيا الالكترونات الدقيقة تكون المحور الرئيسي مع التطور المتسارع في صناعة الحاسوب ضمن تكنولوجيا المعلومات. بل يمكن القول أنها تلعب الدور الرئيسي في مجمل الثورة التكنولوجية الحديثة،فقد ثم انتشارها في جميع نشاطات المجتمع وغزت جميع القطاعات، حيث شملت الزراعة والصناعة والخدمات وتجدر الإشارة هنا إلى انه بالإضافة إلى التطبيق المنفرد للالكترونيات الدقيقة خاصة الحاسوب والمعالج الصغرى في العديد من المجالات الدمج الذي ثم بين تكنولوجيا الحاسبات ونتج عنها من المعلوماتية والالكترونيات الدقيقة وتكنولوجيا الاتصالات التي تتح المعلوماتية عن بعد وكذلك الحال بالنسبة للكثير من التكنولوجيا التي تجمع العديد من المزايا الحديثة والتي يتم تطبيقها في عدد من قطاعات المجتمع و إن كان ذلك بدرجات متفاوتة و أهمها تلك التي تم إدخالها في مجال الصناعة و التي دمجت تكنولوجيات الحاسبات والمعلوماتية و العامل الآلي _ الروبوتية _ و الليزر حيث أصبح بالآمكان تسير الدورة الإنتاجية في مصانع ضخمة باستخدام اليسر من القوى البشرية عالية المستوى .
المطلب 2 : التكنولوجيا الحيوية و الهندسة الوراثية :
لقد مكنة الهندسة الوراثية الانسان من إعادة هيكلة الجينات في الكائن الحي عن طريق وصل إدماج الجينات و فتحت بذلك مجالات وأفاق واسعة لتمكن الانسانية من تكييف الكائنات الحية إلى درجة ما من السيطرة على الطبيعة وتشمل تطبيقات هذه التكنولوجيا مجالات عديدة في الزراعة والطب والمستحضرات الدوائية بالإضافة إلى العديد من التطبيقات في الصناعة والتعدين وعلى الرغم من أن التقدم الذي ثم إجرائه في مجالات عديدة لا يزال في طور الأبحاث والتطبيقات المخبرية إلا انه من المتوقع أن تحدث تغيرات جذرية في قطاعات عريضة من المجتمع بالأخص ، قطاع الزراعة والذي بدأ بالفصل إلى جني الثمار بعض التطورات التي ثم حتي الآن إنجازها تشمل على التطبيقات التي يتوقع إدخالها في الزراعة وتشمل عل سبيل المثال تطوير بذور المحاصيل الزراعية والعمل. قائم على تطوير واستنبات أنواع من البذور تتسم بميزات صديده ذات إنتاجية عالية أو هي قادرة على تحمل العطش و ملوحة التربة أو مقاومة الأمراض والآفات بالإضافة إلى انجازات في المجالات الأخرى وتجدر الإشارة هنا إلى انه على رغم من الإمكانيات الضخمة لجهة التطبيقات نتائج البحوث إلا أن التطبيقات الاقتصادية بالا خض في المجالات تحسين البذور والأسمدة والكيماويات الزراعية وتطوير لقاحات في المجال البيطرية
المطلب3: تكنولوجيا المواد المتقدمة [1]
إن بداية ظهور المواد المصنعة ليس حديثا إذ يرجع إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية وقد أعطاها المجهود الحربي زحما في التطوير العديد من هذه المواد وقد لعبت الصناعات الكيماوية و البيتروكيماوية في هذه الفترة ولا تزال تلعب دورا مركزيا في مجال تطوير المواد الجديدة فالعديد من هذه المواد المصنعة قد حلت مكان المواد تعتمد على خامات طبيعية ناضبة أو محدودة وتشمل المجموعة الأولي من المواد التي يرجع تطويرها إلى بداية إنشاء المواد ألياف البولستر النايلون والبولميزات والمطاط المصنع والتي حلت محل القطن والصوف والحرير الطبيعي والجلود والمطاط الطبيعي و أصبحت بدائلها في العديد الاستعمالات ويندرج في هذه المجموعة بعض المواد البلاستكية
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] د. لطفي لويز سيفين ـ إدارة التكنولوجيا ـ دراسة بحثية في ندرة التكنولوجيا , الجمعية العربية للإدارة صفحة49-50
التي ثم استعمالها في مجالات أخري عديدة وحلت محل الحديد والصلب والألمنيوم والأخشاب وغيرها في الصناعة والزراعة والبناء و التشييد وغيرها
إن التقدم السريع الذي ثم إحرازه في هذا المجال انعكس في زيادة عدد العناصر المستعملة في الصناعة وفي قطاعات أخري من المجتمع ونتج عنه تطوير ما درج على تسميته بالمواد الحديثة والتي تتحلى بمواصفات فنية وتجدر الإشارة هنا إلى انه بالإضافة إلى الصناعات الكيماوية البيتروكيماوية. فان العديد من الصناعات الأخرى دخلت مجالات تطوير هذه المواد ويشمل الصناعات الهندسة والصناعات الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية( الهندسة و الوراثية )
المطلب 4: الطاقة الجديدة والمتجددة
إن الأبحاث المتعلقة بتطوير بدائل للطاقة ضيقت الهوة الاقتصادية التي نتجت عن تصحيح أسعار النقط وهذا الحدث بما كان له من أبعاد سياسة واقتصادية أدى إلى تسليط الأضواء على أهمية إيجاد بدائل بهذه السلعة وبالتالي تكييف النشاطات لجهة تطوير الذي يعتبر سلاحا للدول المتقدمة إذا ما رأت ذلك لمعاقبة الدول النفطية.
إن النشاطات المتعلقة بتطوير تكنولوجيا للطاقة الحديدة و المتجمدة مستمرة، لكن بوثيرة متفاوت ويشمل ذلك الطاقة النووية، و الكتلة الحيوية وطاقة الرياح وطاقة الغوص الباطنية وطاقة المحيطات وقد تباين مستوى وثيرة التقدم الذي ثم إحرازه في هذه المجالات حيث تتراوح بين تقدم عال في بعض المجالات وتقدم هامشي في مجالات أخرى [1]
يتبع