صد عدوان الجهمي المشين - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صد عدوان الجهمي المشين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-07-03, 21:57   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
** أم عبد الرحمن **
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ** أم عبد الرحمن **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ، وسدد خطاكم في تبيان عقيدة سلفنا الصالح رحمهم الله ، وبارك الله في جهودكم في كل المنتديات.









 


قديم 2011-07-05, 19:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ، وسدد خطاكم في تبيان عقيدة سلفنا الصالح رحمهم الله ، وبارك الله في جهودكم في كل المنتديات.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وفيكم بارك الله وجزاكم الله خيرا ووثبتنا وإياكم على عقيدة سلفنا الصالح رضوان الله عليهم بعيدا عن فسلفات أهل الكلام وتناقضاتهم-كما سأبين إن شاء الله-.









قديم 2011-07-05, 21:02   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وجزاكم الله خيرا أخي الطهراوي....










قديم 2011-07-05, 21:48   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مناقشة ما احتج به الجهمي من الأقوال :

37-واحتج الجهمي ببعض أقوال علماء مذهبه الأشاعرة ودس فيهم بعض أهل السنة التي تخالف مذهبه دون خجل ولا حياء ليُوهِم القارئ بأنه على مذهب السلف الصالح ولكن الحق يقال أن للولد الفراش وللعاهر الحجر:






اقتباس:

1- الإمام مالك بن أنس رضي الله : سئل الإمام مالك - رحمه الله - عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال (ينزل أمره - تعالى - كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو) اهـ.
(التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء 8 / 105، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82)

2- الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ( ت ٤٥٨ هـ)
صاحب السنن في كتابه "الأسماء والصفات" عند ذكر هذا الحديث :


" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى: {وجاء ربُّك} والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه، جل الله تعالى عما تقوله المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا. قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول: إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدل من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير" انتهى كلام البيهقي.
السنن الكبرى، البيهقي – المجلد الثالث ص ٣

3- وروى البيهقي بإسناده
عن الإمام إسحاق بن راهويه وهو من أئمة السلف أنه قال :
"سألني ابن طاهر عن حديث النبي صلي الله عليه وسلم -يعني في النزول- فقلت له النزول بلا كيف"
الأسماء والصفات – البيهقي – طبعة دار الكتب العلمية – بيروت – ص ٥٦٨

4- قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) صاحب السنن :
يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى، ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، ووأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها، ونفينا عنها التكييف، فقد قال: {ليس كمثله شيء}
وقال ولم يكن له كفوا أحد{ وقال } هل تعلم له سميا. ا.هـ.
الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، البيهقي – علم الكتب، بيروت – ص ٧٢

5- القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (ت ٤٠٣ هـ)
قال ما نصه : "ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} وقوله: {ولم يكن له كفوا أحد} ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك". ا.هـ.
الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به – ص ٦٤

6- إمام الحرمين الجويني
يقول إمام الحرمين الجويني في الإرشاد ، أثناء كلامـه عما روي بشأنْ النزول : وأما الأحاديث التي يتمسكون بها ، فآحاد لا تفضي إلى العلم ، ولو أضربنا عن جميعها لكان سائغاً ، لكنا نوميء إلى تأويل ما دوّن منها في الصحاح ، فمنها حديث النزول ، وهو ما روي عن النبي (ص) أنه قال : { ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة جمعة ويقول : هـل من تائب فأتـوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داع فأجيب له } الحديث ، ولا وجه لحمل النزول على التحول ، وتفريغ مكان وشغل غيره فإنّ ذلك من صفات الأجسام ونعوت الأجرام ، وتجويز ذلك يؤدي إلى طرفي نقيض ، أحدهما الحكم بحدوث الإله ، والثاني القدح في الدليل على حدوث الأجسام والوجه حمل النزول وإنْ كان مضافاً إلى الله تعالى ، على نزول ملائكته المقربين ، وذلك سائغ غير بعيد
ونظير ذلك قوله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )
معناه : إنما جزاء الذين يحاربون أولياء الله ، ولا يبعد حذف المضاف وإقامة المضاف إليه تخصيصاً .
كتاب الإرشاد ص 150 ، 151

7- الإمام المفسر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي(ت ٦٧١ هـ)
قال في تفسيره ما نصه : "والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز".
الجامع لأحكام القرءان، القرطبي – سورة الفجر

8- رئيس القضاة الشافعية في مصر في زمانه بدر الدين بن جماعة
(ت ٧٢٧ هـ) في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل"
ما نصه: " اعلم أن النزول الذي هو الانتقال من علو إلى سفل لا يجوز حمل الحديث عليه، لوجوه:
الأول: النزول من صفات الأجسام والمحدَثات ويحتاج إلى ثلاثة: منتقِل، ومنتقَل عنه ومنتقَل إليه، وذلك على الله تعالى محال.
الثاني: لو كان النزول لذاته حقيقة لتجددت له في كل يوم وليلة حركات عديدة تستوعب الليل كله، وتنقلات كثيرة، لأن ثلث الليل يتجدد على أهل الأرض مع اللحظات شيئا فشيئا، فيلزم انتقاله في السماء الدنيا ليلا نهارا، من قوم إلى قوم، وعوده إلى العرش في كل لحظة على قولهم، ونزوله فيها إلى سماء الدنيا، ولا يقول ذلك ذو لب وتحصيل.
الثالث، أن القائل بأنه فوق العرش، وأنه ملأه كيف تسعه سماء الدنيا، وهي بالنسبة إلى العرش كحلقة في فلاة، فيلزم عليه أحد أمرين: إما اتساع سماء الدنيا كل ساعة حتى تسعه، أو تضاؤل الذات المقدس عن ذلك حتى تسعه، ونحن نقطع بانتفاء الأمرين." انتهى كلام ابن جماعة.
إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل، ابن جماعة – دار السلام ١٤١٠ هـ - ص ١٦٤

9- الحافظ المتبحر عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي في كتابه "الباز الأشهب
" بعد ذكر حديث النزول ما نصه: "إنه يستحيل على الله عزَّ وجلَّ الحركة والنقلة والتغيير. وواجب على الخلق اعتقاد التنزيه وامتناع تجويز النقلة وأن النزول الذي هو انتقال من مكان إلى مكان يفتقر إلى ثلاثة أجسام جسم عال وهو مكان الساكن وجسم سافل وجسم ينتقل من علو إلى أسفل وهذا لا يجوز على الله قطعا".

10- الإمام البيضاوي
ما ثبت بالقواطع العقلية أنه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع أعلى إلى ما هو أخفض منه ، فالمراد دنو رحمته ، وقد روي { يهبط الله من السماء العليا إلى السماء الدنيا }
أي ينتقل من مقتضى صفات الجلال التي تقتضي الأنفة من الأرذال وقهر الأعداء والانتقام من العصاة إلى مقتضى صفات الإكرام للرأفة والرحمة ، ويقال : لا فرق بين المجيء والإتيان والنزول إذا أضيف إلى جسم يجوز عليه الحركة والسكون والنقلة التي هي تفريغ مكان وشغل غيره ، فإذا أضيف ذلك إلى من لا يليق به الإنتقال والحركة كان تأويل ذلك على حسب ما يليق بنعته وصفته تعالى .
نقله عنه العيني في عمدة القاري ج7 ص 200
وكذلك بعض كلامة نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني

11- الإمام أبو بكر بن العربي المالكي في شرحه على الترمذي
قال ما نصه: "ثم إن الذي يتشبث بظاهر ما جاء في حديث النزول في الرواية المشهورة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع فأستجيب له من الثلث الأخير إلى الفجر، هو جاهل بأساليب اللغة العربية، وليس له مهرب من المحال الشنيع كما نص عليه الخطابي، ويلزم على ما ذهب إليه من التشبث بالظاهر أن يكون معنى قوله تعالى:
{وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} أن ءادم وحواء التي لم تكن نبية قط سمعا كلام الله الذاتي الذي ليس بحرف ولا صوت مساويين لموسى على زعم المشبهة المتمسكين بالظواهر، فلو كان الأمر كذلك لم يبق لنبي الله موسى مزية، وذلك أن الله عزَّ وجلَّ قال: {وكلم الله موسى تكليما} فخص موسى بوصف كليم الله"
عارضة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، ابن العربي – دار الفكر، بيروت – المجلد الثاني، ص ٢٣٥

12- قال النووي في شرحه على صحيح مسلم :
"هذا الحديث من أحاديث الصفات، وفيه مذهبان مشهوران للعلماء: أحدهما وهو مذهب السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق، والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي على أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره، معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره، والثاني: أنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف." انتهى كلام النووي.
شرح صحيح مسلم، الإمام النووي – المجلد السادس، ص ٣٦ -

13- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري
"وقال ابن العربي النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته بل ذلك عبارة عن مَلَكه الذي ينزل بأمره ونهيه." ثم قال: "والحاصل أنه تأوله بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره، وإما بأنه استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه. وحكى ابن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي يُنزِل ملَكا قال الحافظ ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد )) أن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له
(( الحديث، وحديث عثمان بن أبي العاص عند أحمد ))
ينادي مناد هل من داع يستجاب له
(( الحديث، قال القرطبي وبهذا يرتفع الإشكال…
وقال البيضاوي: ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه، فالمراد نور رحمته." انتهى كلام الحافظ ابن حجر
فتح البارئ شرح صحيح البخاري – المجلد الثالث – كتاب الصلاة: باب الدعاء والصلاة من ءاخر الليل.

14- الإمام العيني في شرح صحيح البخاري
قال أثناء كلامه عن حديث النزول
: وقال ابن فورك : ضبط لنا بعض أهل النقل هذا الخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم بضم الياء من ينزل يعني من الإنزال وذكر أنه ضبط عمن سمع منه من الثقات الضابطين ، وكذا قال القرطبي قد قيده بعض الناس بذلك ، فيكون معدى إلى مفعول محذوف ، أي ينزل الله ملكاً ، قال : والدليل على صحة هذا ما رواه النسائي من حديث الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد قال : قال رسول الله (ص) : { إنّ الله عز وجل يمهل حتى يأتي شطر الليل الأول ، ثم يأمر منادياً يقول : هل من داع فيستجاب له } ، وصححه عبد الحق ، وحمل صاحب المفهم على النزول المعنوي على رواية مالك عنه عند مسلم ، فإنه قال فيه ، { يتنزل ربنا } ، بزيادة تاء بعد ياء المضارعة ، فقال : كذا صحت الرواية هنا ، وهي ظاهرة في النزول المعنوي ، وإليها يُرد
> ينزل < على أحد التأويلات ، ومعنى ذلك أنّ مقتضى عظمة الله وجلاله واستغنائه عن خلقه أنّ لا يعبأ بحقير ذليل ، لكن ينزل بمقتضى كرمه ولطفه ، لأنّ يقول من يقرض غير عدوم ولا ظلوم ، ويكون قوله
> إلى السماء الدنيا < عبارة عن الحالة القريبة إلينا والدنيا ، والله أعلم عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج7 ص 199

15- وقال القسطلاني في شرحه على البخاري عند ذكره لهذا الحديث "هو نزول رحمة ومزيد لطفٍ وإجابة دعوة وقبول معذرة، لا نزول حركة وانتقال لاستحالة ذلك على الله فهو نزول معنوي" ثم قال "نعم يجوز حمله على الحسي ويكون راجعا إلى ملَكه الذي ينزل بأمره ونهيه"
شرح صحيح البخاري، القسطلاني – المجلد الثاني، ص ٣٢٣

16- الحافظ السيوطي
قال السيوطي في أثناء كلامه في شرح حديث النزول في تنوير الحوالك:
فالمـراد إذن نـزول أمره أو الملك بأمره ، وذكـر بن فورك أن بعـض المشايخ ضبطه ينزل بضم أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكاً تنوير الحوالك ج1 ص 167

17- الإمام الزرقاني في شرحه على موطإ الإمام مالك
نقل الزرقاني ما نقله ابن حجر عن ابن العربي وابن فورك وزاد ما نصه: "وكذا حكى عن مالك أنه أوله بنزول رحمته وأمره أو ملائكته كما يقال فعل الملِك كذا أي أتباعه بأمره." انتهى كلام الزرقاني.
شرح الزرقاني على موطإ الإمام مالك، الزرقاني - دار الجيل، بيروت - المجلد الثاني، ص ٣٤.

18- الملا علي القاري الحنفي
قال في مرقاة المفاتيح بعد أنْ نقل كلام النووي بشأنْ معنى حديث النزول وأقوال العلماء فيه
وبكلامه ، وبكلام الشيخ الرباني أبي إسحاق الشيرازي ، وإمام الحرمين والغزالي ، وغيرهم من أئمتنا يعلم أنّ المذهبين متفقان على صرف تلك الظواهر ، كالمجيء والصورة ، والشخص ، والرجل ، والقدم ، واليد ، والوجه ، والغضب ، والرحمة ، والاستواء على العرش ، والكون في السماء ، وغير ذلك مما يفهمه ظاهرها لما يلزم عليه من محالات قطعية البطلان ، تستلزم أشياء يُحكم بكفرها بالإجماع ، فاضطر ذلك جميع الخلف والسلف إلى صرف اللفظ عن ظاهره ، وإنما اختلفوا ، هل نصرفه عن ظاهره معتقدين اتصافه سبحانه بما يليق بجلاله وعظمته من غير أنْ نؤوله بشيء آخر ، وهو مذهب أكثر أهل السلف ، وفيه تأويل إجمالي أو مع تأويلـه بشيء آخر ، وهـو مـذهب أكثر أهل الخـلف وهـو تأويل تفصيلي ...
إلى أنْ قال : بل قال جمع منهم ومن الخلف : أنّ معتقد الجهة كافر كما صرّح بـه العـراقي ، وقال : إنه قـول لأبي حنيفة ومالـك والشافعي والأشعري والباقلاني .
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج3 ص 299


أقول:

أولا :قبل أن أعقب على بعض الأقوال التي احتج بها الجهمي تقليدا منه وتعصبا للرجال دون الوحي المعصوم عندي من الملاحظات ما أقول :


الملاحظة الأولى : أن الجهمي لم يستطع أن يأتي بحرف واحد عن السلف من الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين أهل القرون الثلاث المفضلة -بشهادة نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم- تنصر مذهبه في التحريف(التأويل) أو التعطيل(التفويض) اللهم إلا رواية مكذوبة عن الإمام مالك كما سأبين عند ردي على الشبهات وكذا قول التابعي عبد الله المزني الذي هو حجة عليه لا له كما سأبين في الملاحظة الرابعة ,وهذا كافي في هدم مذهبه ورد مقالته المليئة بالتلبيس والتحريف ناهيك عن التناقض .
و العبرة عندنا بما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقد قال نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم في وصفه للفرقة الناجية((إلا ما كان على مثلي ما أنا عليه اليوم وأصحابي))) وهذه بعض أقوالهم في إثبات الصفات لله تعالى على الحقيقة لا المجاز دون تحريف ولا تعطيل :


1-الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

قال قيس بن أبي حازم: (لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً تلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر: لا أراكم ههنا، إنما الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء، خلوا سبيل جملي)[1].
وفيه تحقيق علو الله تعالى وأنه في السماء، وفيه جواز الإشارة إليه في السماء.



2-ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه


عن عطاء: عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل {تجري بأعيننا} القمر14، قال: أشار بيده إلى عينيه[2].

وهذا تحقيق لصفة العين لله تعالى. وليس في إشارة ابن عباس رضي الله عنه إلى عينه تمثيل عين الله تعالى بعين المخلوق إنما أراد تقريب الفهم إلى أذهان وإثبات صفة العين لله تعالى وإلا فالخلق مفطورون على تنزيه الله تعالى عن المماثلة والمشابهة بخلقه فلم يكن في أذهان السلف شيء إسمه التشبيه ألبتة إلا أن جاء الجهمية وأضرابهم من أهل الكلام وشبهوا الله بخلقه ابتداءا في أذهانهم ثم هربوا بهذا التشبيه إلى التعطيل أو التحريف فأصلوا وقعدوا البدع والمحدثات فتناقضوا وتفرقوا إلى أقسام متناحرة فيما بينها .

3- الإمام التابعي ربيعة بن عمرو الخرشي (64هـ)


قال في قول الله تعالى: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} الزمر67، قال: (ويده الأخرى خلو ليس فيها شيء)[3].
وهذا ظاهر في إثبات حقيقة اليد لله، وأنها ليست النعمة أو القدرة.

4-الإمام التابعي حكيم بن جابر بن طارق بن عوف الأحمسي (82 هـ)

قال: (إن الله تبارك وتعالى لم يمس بيده من خلقه غير ثلاثة أشياء خلق الجنة بيده ثم جعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك وخلق آدم بيده وكتب التوراة لموسى)[4].

وفيه تحقيق صفة اليد التي من شأنها المسيس.

5 -زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (93 هـ)


قال مستقيم: قال كنا عند علي بن حسين ،قال: فكان يأتيه السائل، قال: فيقوم حتى يناوله، ويقول: إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، قال: وأومأ بكفيه)[5].

وفيه تحقيق صفة اليد لله تعالى.


6- التابعي العابد خالد بن معدان الكلاعي الحمصي (103 هـ)

قال: (إن الله عز وجل لم يمس بيده إلا آدم صلوات الله عليه خلقه بيده، والجنة، والتوراة كتبها بيده)[6].


7-عكرمة أبو عبد الله مولى بن عباس (104 هـ)


قال: (إن الله عز وجل لم يمس بيده شيئا إلا ثلاثا : خلق آدم بيده ، وغرس الجنة بيده ، وكتب التوراة بيده)[7].


8- الإمام التابعي عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة (117 هـ)


قال نافع بن عمر الجمحي: (سألت ابن أبي مليكة عن يد الله: أواحدة أو اثنتان؟ قال: بل اثنتان)[8].

وفيه إثبات حقيقة اليد لله عز وجل، وإبطال حملها على المجاز والقول بأنها النعمة أو القدرة.


9- الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (150 هـ)

قال: (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه)[9] اهـ.

وقال أيضاً: (وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: يده قدرته أو نعمته، لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال)[10] اهـ.

وقال أيضاً في إثبات النزول لله: (ينزل بلا كيف)[11] اهـ.

وفيه إثبات أن الرضى والوجه واليد ونحوها صفات لله تعالى غير مؤولة.


-10 عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون (164 هـ)


قال بعدما ذكر جملة من صفات الله تعالى: (إلى أشباه هذا مما لا نحصيه، وقال تعالى {وهو السميع البصير} الشورى11، و{اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} الطور 48، وقال تعالى {ولتصنع على عيني} طه 39، وقال تعالى {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} ص75، وقال تعالى {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} الزمر67، فوالله ما دلهم على عظم ما وصفه من نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم)[12] اهـ.

فقوله "فوالله ما دلهم على عظم ما وصفه من نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم" صريح في أن ما أثبته الله تعالى لنفسه من الصفات حق على حقيقته، وأن أصل ما وُصف به ربنا من الصفات هو نظير ما وصف به المخلوق في أصل معنى الصفة لا في الحقيقة.



11-الإمام حماد بن زيد (179 هـ)


سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء: "ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا" قال: (حق، كل ذلك كيف شاء الله)[13] اهـ.

وقوله "حق" ظاهر في إثبات حقيقته، لأنه سؤال عن إمرار ما دل عليه ظاهره وإثباته صفة لله، لا عن ثبوته في نفس الأمر، وإلا لكان الجواب: هو صحيح، ونحو ذلك. كما أن قوله "كيف شاء الله" دال أيضاً على أن نزول الرب على حقيقته لغة، إلا أننا لا نعلم كيفيته. ولو لم يكن على حقيقته لما قال "كيف شاء الله". بل يقول: هو نزول أمره، أو رحمته.

وقال أيضاً: (مثل الجهمية مثل رجل قيل له: في دارك نخلة؟ قال : نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قل: لا. قيل: فلا نخلة في دارك.

هؤلاء الجهمية قيل لهم: لكم رب يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم)
[14] اهـ.

12- الفضيل بن عياض (187هـ)

قال الفضيل بن عياض: (وكل هذا النزول، والضحك، وهذه المباهاة، وهذا الإطلاع، كما يشاء أن ينزل، وكما يشاء أن يباهي، وكما يشاء أن يضحك، وكما يشاء أن يطلع، فليس لنا أن نتوهم كيف وكيف، فاذا قال الجهمى: أنا أكفر برب يزول عن مكانه. فقل: بل أومن برب يفعل ما يشاء )[15] اهـ.

وفيه أن النزول على حقيقته في اللغة، إذ لو كان مجازاً ولم يكن صفة لله تعالى على الحقيقة، لما اعترض الجهمي على إثباته بكونه يستلزم الزوال الذي هو من لوازم حقيقة المخلوق، وهذا بظنهم الفاسد، وإلا فإنه لا يلزم في حق الخالق ما يلزم في حق المخلوق. وسيأتي تقرير هذا الأصل في الفصل السادس.



-13 الإمام محمد بن إدريس الشافعي القرشى (204 هـ)


قال يونس بن عبد الأعلى المصري: سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما ينبغي أن يؤمن به فقال: (لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم .... - إلى أن قال: ونحو ذلك أخبار الله سبحانه وتعالى إيانا أنه سميع، وأن له يدين بقوله {بل يداه مبسوطتان} المائدة64، وأن له يميناً بقوله {والسموات مطويات بيمينه}الزمر67، وأن له وجهاً ... – ثم ذكر صفة القدم، والضحك، والنزول، والعينين، والرؤية، والأصابع، ثم قال:

فإن هذه المعاني التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم مما لا يُدرك حقيقته بالفكر والروية، فلا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، فإن كان الوارد بذلك خبراً يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته، والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يثبت هذه الصفات وينفي التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى11)[16]اهـ.

فتأمل قوله: "وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته" أي حقيقة اتصاف الله به.


14-الإمام الحافظ يحيى بن معين (233 هـ)


قال يحيى بن معين: (إذا سمعت الجهمي يقول: أنا كفرت برب ينزل. فقل: أن أؤمن برب يفعل ما يريد)[17] اهـ.

فبين أن النزول فعل الرب، لا فعل ملك، ولا غيره.



-15 إمام أهل السنة أحمد بن حنبل (241 هـ)

قال حنبل بن إسحاق : (قلت لأبي عبد الله : ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم. قلت: نزوله بعلمه أم بماذا؟ قال: فقال لي: اسكت عن هذا، وغضب غضباً شديداً، وقال: مالك ولهذا؟ أمض الحديث كما روي بلا كيف)[18] اهـ.

وقال حنبل: (سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تُروى أن الله سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا، وأن الله يُرى، وأن الله يضع قدمه، وما أشبه هذه الأحاديث.
فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى، ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به رسول الله حق إذا كانت أسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وقال حنبل في موضع آخر عن أحمد: ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف نفسه، قد أجمل الله الصفة فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء، وصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه. قال: فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه بما وصف به نفسه، ولا نتعدى ذلك، ولا يبلغ صفته الواصفون، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته بشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه فهذا كله يدل على أن الله سبحانه وتعالى يرى في الآخرة)[19] اهـ.

ومراد الإمام أحمد بشناعة من شنع: الجهمية ومن شاكلهم من أصناف المعطلة الذي ينكرون حقائق الصفات لله تعالى، ويفهمون منها ما يُعلم من حقيقة صفة المخلوق، ويُلزمون صفة الله تعالى ما يَلزم من صفة المخلوق، وينسبون من أثبتها إلى التشبيه، فبين رحمه الله أن تشنيعهم هذا لا يمنع من إثباتها على حقيقتها اللائقة بالله تعالى، مع نفي مماثلتها لصفة المخلوق.

واستدلاله أيضاً رحمه الله بهذه الصفات على إثبات رؤية الله تعالى دال على أن الصفات حقيقة على ظاهرها، وإلا لو كانت مجازات لم يكن فيها دلالة على رؤية الله.

وقال أيضاً في إنكاره على من تأول الضحك لله بضحك الزرع: (قال المروذي: سألت أبا عبد الله عن عبد الله التيمي فقال: صدوق وقد كتبت عنه من الرقائق، ولكن حكي عنه أنه ذكر حديث الضحك فقال: مثل الزرع، وهذا كلام الجهمية)[20] اهـ.

وهذا صريح منه كما ترى في أن تأويل الصفات على هذا النحو هو قول الجهمية، وأن الصفة على حقيقتها، لا تطلب لها المعاني المجازية.

وقال يوسف بن موسى: (قيل لأبي عبد الله: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء من غير وصف؟ قال: نعم)[21] اهـ.

وهذا صريح أيضاً في إثبات النزول الحقيقي لله لا المجازي، كالقول بأنه نزول ملك أو نزول أمره. ولذلك قال عن نزوله (كيف شاء).

وقال في كتابه "الرد على الجهمية والزنادقة" في "باب بيان ما أنكرت الجهمية من أن يكون الله كلم موسى": (قال أحمد رضى الله عنه فلما خنقته الحجج قال: إن الله كلم موسى، إلا أن كلامه غيره. فقلنا: وغيره مخلوق؟ قال: نعم. فقلنا: هذا مثل قولكم الأول، إلا أنكم تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون. وحديث الزهري قال: "لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي، إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان، ولي قوة الألسن كلها، وأنا أقوى من ذلك، وإنما كلمتك على قدر ما يطيق بدنك، ولو كلمتك بأكثر من ذلك لمت.

قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له: صف لنا كلام ربك؟ قال: سبحان الله وهل أستطيع أن أصفه لكم. قالوا: فشبِّهه؟ قال: هل سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها فكأنه مثله
[22])[23] اهـ.

وليس أبْيَنَ من هذا في أن الله يتكلم حقيقة بصوت عظيم لائق به لا يشبه أصوات الخلق.


16- الإمام إسماعيل بن يحيى المزني المصري الشافعي (264 هـ)

قال في "شرح السنة" له: (عالٍ على عرشه في مجده بذاته، وهو دانٍ بعلمه من خلقه .... ))إلى أن قال حاكياً الإجماع على هذا: هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى، وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضى ....)[24].

فتأمل حكايته الإجماع على أن الله عز وجل قد علا عرشه بذاته ونفسه، وهذا تحقيق لصفة الاستواء على العرش، وهو علوه عليه وارتفاعه.



-17 الإمام الحافظ محمد بن عيسى الترمذي أبو عيسى (279 هـ)


قال في سننه في الصفات: (وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ويُؤمن بها، ولا يُتوهم، ولا يُقال كيف؟ هكذا رُوي عن مالك، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه)[25] اهـ.

ومعلوم أنه لو لم يُثبت السلف الصفات كالنزول وغيرها على الحقيقة، وأنها صفات الله، لم يكن لاتهام الجهمية لهم بالتشبيه معنى ولا كان تفويضه للكيفية فائدة.



-18 الإمام العلامة الحافظ الناقد عثمان بن سعيد الدارمي (280 هـ)


قال في "الرد على المريسي" في تحقيق نزول الله بنفسه: (فادعى المعارض أن الله لا ينزل بنفسه إنما ينزل أمره ورحمته ... إلى أن قال: وهذا أيضاً من حجج النساء والصبيان ومن ليس عنده بيان)[26] اهـ.

وقال في تحقيق صفة اليد لله عز وجل: (وإلا فمن ادعى أن الله لم يَلِ خلق شيء صغير أو كبير فقد كفر. غير أنه ولي خلق الأشياء بأمره، وقوله، وإرادته. وولي خلق آدم بيده مسيساً)[27] اهـ.

وهذا صريح في إثبات حقيقة اليد لله تعالى.

وقال في تحقيق إتيان الله بنفسه يوم القيامة: (وادعيت أيها المريسي في قول الله تعالى {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك} الأنعام158، وفي قوله {إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} البقرة210، فادعيت أن هذا ليس منه بإتيان لما أنه غير متحرك عندك، ولكن يأتي يوم القيامة بزعمك، وقوله {يأتيهم الله في ظلل من الغمام} البقرة210، ولا يأتي هو بنفسه)[28] اهـ.

وقال في الرد على تأويلات المريسي : (فيقال لك أيها المريسي المدعي في الظاهر لما أنت منتف في الباطن: قد قرأنا القرآن كما قرأت، وعقلنا عن الله أنه ليس كمثله شيء، وقد نفينا عن الله ما نفى عن نفسه، ووصفناه بما وصف به نفسه فلم نعده، وأبيت أن تصفه بما وصف به نفسه، ووصفته بخلاف ما وصف به نفسه.

أخبرنا الله في كتابه أنه ذو سمع، وبصر، ويدين، ووجه، ونفس، وكلام، وأنه فوق عرشه فوق سماواته، فآمنا بجميع ما وصف به نفسه كما وصفه بلا كيف. ونفيتها أنت عنه كلها أجمع بعمايات من الحجج، وتكييف، فادعيت أن وجهه: كله، وأنه لا يوصف بنفس، وأن سمعه: إدراك الصوت إياه، وأن بصره: مشاهدة الألوان كالجبال والحجارة والأصنام التي تنظر إليك بعيون لا تبصر، وأن يديه: رزقاه موسعه ومقتوره، وأن علمه وكلامه مخلوقان محدثان. وأن أسماءه مستعارة مخلوقة محدثة، وأن فوق العرش منه مثل ما هو أسفل سافلين، وأنه في صفاته كقول الناس في كذا وكقول العرب في كذا، تضرب له الأمثال تشبيهاً بغير شكلها، وتمثيلاً بغير مثلها، فأي تكييف أوحش من هذا إذا نفيت هذه الصفات وغيرها عن الله تعالى بهذه الأمثال والضلالات المضلات؟
)[29] اهـ.

ما أروعه من كلام وأبينه من حجة في إثبات السلف للصفات حقيقة لا مجازاً.



-19 الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (310 هـ)


قال بعد ذكره لجملة من صفات الله تعالى: (فإن قال لنا قائل: فما الصواب في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله عز جل ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قيل: الصواب من هذا القول عندنا: أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه، كما نفى عن نفسه جل ثناؤه فقال {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى11، . ..) إلى أن قال: (فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يُعقل من حقيقة الإثبات، وننفي عنه التشبيه فنقول:

يسمع جل ثناؤه الأصوات، لا بخرق في أذن، ولا جارحة كجوارح بني آدم. وكذلك يبصر الأشخاص ببصر لا يشبه أبصار بني آدم التي هي جوارح لهم.

وله يدان ويمين وأصابع، وليست جارحة، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق، لا مقبوضتان عن الخير. ووجه لا كجوارح بني آدم التي من لحم ودم.

ونقول: يضحك إلى من شاء من خلقه. لا تقول: إن ذلك كشر عن أنياب.

ويهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا.)[36] اهـ.

وقال بعد أن أبطل تفسير المعطلة لمجيء الله: بمجيء أمره: (فإن قال لنا منهم قائل: فما أنت قائل في معنى ذلك؟

قيل له: معنى ذلك ما دل عليه ظاهر الخبر، وليس عندنا للخبر إلا التسليم والإيمان به، فنقول: يجيء ربنا جل جلاله يوم القيامة والملك صفاً صفاً، ويهبط إلى السماء الدنيا وينزل إليها في كل ليلة، ولا نقول: معنى ذلك ينزل أمره، بل نقول: أمره نازل إليها في كل لحظة وساعة، وإلى غيرها من جميع خلقه الموجودين ما دامت موجودة. ولا تخلو ساعة من أمره فلا وجه لخصوص نزول أمره إليها وقتاً دون وقت، ما دامت موجودة باقية.

وكالذي قلنا في هذه المعاني من القول: الصواب من القيل في كل ما ورد به الخبر في صفات الله عز وجل وأسمائه تعالى ذكره بنحو ما ذكرناه
)[37] اهـ.



20- إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة (311 هـ)


قال في "كتاب التوحيد" في إثبات حقيقة الوجه لله: (ولما كان الوجه في تلك الآية مرفوعة، التي كانت صفة الوجه مرفوعة، فقال: {ذو الجلال والإكرام} الرحمن27، فتفهموا يا ذوي الحجا هذا البيان، الذي هو مفهومٌ في خطاب العرب، ولا تغالطوا فتتركوا سواء السبيل، وفي هاتين الآيتين دلالة أن وجه الله صفة من صفات الله، صفات الذات، لا أن وجه الله: هو الله، ولا أن وجهه غيره، كما زعمت المعطلة الجهمية، ...)[38] اهـ.

وقال في بيان حقيقة صفة اليدين: (الجهمية المعطلة جاهلون بالتشبيه نحن نقول: لله جل وعلا يدان كما أعلمنا الخالق البارئ في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونقول: كلتا يدي ربنا عز وجل يمين، على ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ونقول: إن الله عز وجل يقبض الأرض جميعاً بإحدى يديه، ويطوي السماء بيده الأخرى، وكلتا يديه يمين، لا شمال فيهما، ونقول: من كان من بني آدم سليم الأعضاء والأركان، مستوي التركيب، لا نقص في يديه، أقوى بني آدم، وأشدهم بطشاً له يدان عاجز عن أن يقبض على قدر أقل من شعرة واحدة، من جزء من أجزاء كثيرة، على أرض واحدة من سبع أرضين .... – إلى أن قال: فكيف يكون - يا ذوي الحجا - من وصف يد خالقه بما بينا من القوة والأيدي، ووصف يد المخلوقين بالضعف والعجز مشبهاً يد الخالق بيد المخلوقين؟ ...- إلى أن قال: نقول: لله يدان مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، بهما خلق الله آدم عليه السلام، وبيده كتب التوراة لموسى عليه السلام، ويداه قديمتان لم تزالا باقيتين، وأيدي المخلوقين محدثة غير قديمة، فانية غير باقية، بالية تصير ميتة ، ثم رميماً ،ثم ينشئه الله خلقاً آخر تبارك الله أحسن الخالقين، فأي تشبيه يلزم أصحابنا - أيها العقلاء - إذا أثبتوا للخالق ما أثبته الخالق لنفسه، وأثبته له نبيه المصطفى r، ..)[39] اهـ.

فتأمل ذكره لما اتصفت به يد الله تعالى من الكمال والعظمة، مما تعجز عنه يد المخلوق، الأمر الذي ينبؤك أن صفة اليدين لله تعالى على الحقيقة لا على المجاز، كما هي في المخلوق حقيقة لا مجاز.

وقال في تحقيق صفة النزول لله بعد أن ذكر الأدلة من السنة: (وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح : أن الله جل وعلا فوق سماء الدنيا، الذي أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه ينزل إليه، إذ محال في لغة العرب أن يقول : نزل من أسفل إلى أعلى ، ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل)[40] اهـ.

الملاحظة الثانية :أن هذا الجهمي الناقل لهذه الأقوال متناقض أشد التناقض, ولا يقف على مذهب واحد بل يرقص على مذهبين متناقضين فتارة يشيد بالتعطيل(التفويض)) وينصر ذلك بأقوال بعض السلف التي يفسرها على غير وجهها ويحملها على غير سياقها وهذا منه غير مستغرب فالرجل حرف صفات الله تعالى فكيف لا يحرف كلام البشر - كما سبق بيانه عند الكلام على معنى قول السلف((أجروها على ظاهرها)) -وهاهو الآن الجهمي نفسه الذي كان ينصر التعطيل(التفويض)) ينقل أقوال الأشاعرة المؤولة ومن وقع في أخطاءهم في التأويل(التحريف)) لينصر بذلك مذهب التحريف(التأويل) فتبين بهذا أن الجهمي لا هو مؤول ولا هو مفوض بل مجادل بالباطل همه الطعن في مخالفه ومحاولة إطفاء نور الحق بشتى الطرق الممكنة ولو بالرقص على مذهبين متناقضين كما بينا آنفا عند الكلام عن تناقض الأشاعرة وطعنهم في بعضهم البعض(طعن المؤولة في المفوضة))) وسيأتي رد المفوضة على المؤولة من باب الإنصاف!

الملاحظة الثالثة :أن الجهمي احتج بأقوال علماء مذهبه على طريقة المثل الجزائري(عويشة تزكي عويشة)) أو المثل العربي((القرد عند أمه غزال)) أو(قال من يشهد للعروس قال أمها))) فاحتج الجهمي بأقوال الأشاعرة المؤولة كالباقلاني و الجويني والقرطبي وبدر الدين بن جماعة والبيضاوي وابن فورك و القسطلاني والسيوطي و الزرقاني والملا علي القاري من أجل نصرة مذهب التحريف الذي رده السلف جميعا وهذا باعتراف الأشاعرة المفوضة أنفسهم والذي أشاد بهم هذا الجهمي وبمذهبه التفويضي(=التجهيلي) قبلها بل وبعدها بسطور لهذا سأكتفي بنقل ردود شيوخه الأشاعرة المفوضة على شيوخه الأشاعرة المؤولة وإلا ففي أقوال السلف وأئمة السنة كفاية لكن أنقل أقوال الأشاعرة المفوضة من باب إلزام الجهمي ومن باب(من فمك أدينك)) ليتبين بذلك خلطه وخبطه في العقيدة وليعلم القارئ أن القوم ليسوا على عقيدة واحدة كما يدعون ولا علاقة لمذهبهم بنور الوحي كما يزعمون .




رد الأشاعرة المفوضة على الأشاعرة المؤولة :

من الحجج الظاهرة على الأشاعرة في إبطال التأويل ما جاء عن كبار أئمتهم وعلمائهم في باب التأويل :

ما نقله مرتضى الزبيدي في [ إتحاف السادة المتقين 2/12و79 و110] عن القشيري اعترافه أن من السلف : الشافعي ومالك وأحمد والمحاسبي والقلانسي اختاروا عدم التأويل للمتشابهات ،، وأن أحمد سد باب التأويل على الإطلاق كما نقل عن والد الجويني أن طريقة كثير من السلف كابن عباس وعامة الصحابة الإعراض عن الخوض في التأويل .
وقال القشيري في [ التحبير في التذكير ص 73 ] : الله تعالى نهى العبد في وصفه ما لم يعلمه وإن كان صادقاً في قوله قال تعالى { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } .
وقال إمام الحرمين الجويني في الرسالة النظامية [ ص21-24 ] :
اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على ان إجماع الأمة حجة فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما لا وشك ان يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الاضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع .
ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح (16/179) ونقله الذهبي في العلو للعلي الغفار (1/257) ومذهب الجويني في هذه الرسالة النظامية هو التفويض !!

وقال الشعراني في في اليواقيت والجواهر (1/106) :

إن الله تعالى ما أمرنا أن نؤمن إلا بعين اللفظ الذي أنزله ، لا بما أوَّلناه بعقولنا ، فقد لا يكون التأويل الذي أوَّلناه يرضاه الله تعالى .

وقال الغزالي ضمن وصاياه في قانون التأويل :

والوصية الثالثة : أن يكفَّ عن تعيين التأويل عند تعارض الاحتمالات، فإن الحكم على مراد الله سبحانه ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم بالظن والتخمين خطر، فإنما تعلم مراد المتكلم بإظهار مراده، فإذا لم يظهر فمن أين تعلم مراده، إلا أن تنحصر وجوه الاحتمالات، ويبطل الجميع إلا واحداً، فيتعين الواحد بالبرهان . ولكن وجوه الاحتمالات في كلام العرب وطرق التوسع فيها كثير، فمتى ينحصر ذلك، فالتوقف في التأويل أسلم. اهـ
وكلامه السابق لهذا في تقديم للعقل على النقل ..

رد البيهقي على الرازي وغيره في وجوب التأويل:
فقد قرر الرازي في أساس التقديس (182-183) أن مذهب جمهور المتكلمين وجوب الخوض في تأويل المتشابهات .
ويرد البيهقي هذا الإيجاب حيث يرى كما نقله ابن حجر في فتح الباري (4/190) عنه قال : وأسلمها الإيمان بلا كيف والسكوت عن المراد الا أن يرد ذلك عن الصادق فيصار إليه ومن الدليل على ذلك اتفاقهم على أن التأويل المعين غير واجب فحينئذ التفويض أسلم . اهـ

الملاحظة الرابعة: أن الجهمي نقل بعض الأقوال الخارجة عن محل النزاع كما نقل بعض الأقوال الخارجة عن الموضوع وبرهان ذلك بما يلي :


1-نقل الجهمي كلام عبد الله المزني الذي فيه :



اقتباس:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى: {وجاء ربُّك} والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه، جل الله تعالى عما تقوله المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا.

التعليق :


هذا الأثر الذي رواه البيهقي عن عبد الله المزني هو حجة على هذا الجهمي لو كان يفقه لأن فيه إثبات للصفة كما وردت مع نفي المشابهة والمماثلة وهذا هو مذهب أهل السنة السلفيين بخلاف مذهب هذا الجهمي الذي يتصور في ذهنه أن إثبات الصفة يستلزم التشبيه لهذا نجد أن المزني رد على المعطلة(المفوضة) الذين كان يحتج بهم محاورنا قبلها بسطور فقال-يعني عبد الله المزني-(( جل الله تعالى عما تقوله المعطلة لصفاته)) فهذا رد على المعطلة ثم قال بعدها((والمشبهة بها علوا كبيرا.)) وهذا رد على هذا الجهمي المشبه الذي تصور في ذهنه أن إثبات النزول والمجيء يلزم منه إثبات التحول والحركة والإنتقال فهرب إلى التأويل فوقع في التحريف فالجهمية ينكرون هذه الصفة وينفونها نفيا مطلقا بدليل أن محاورنا الجهمي نقل كلام شيخ مذهبه بدر الدين بن جماعة المناقض لكلام المزني السابق فقال :
اقتباس:



- رئيس القضاة الشافعية في مصر في زمانه بدر الدين بن جماعة

(ت ٧٢٧ هـ) في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل"
ما نصه: " اعلم أن النزول الذي هو الانتقال من علو إلى سفل لا يجوز حمل الحديث عليه......)) ..



فالفرق بين كلام عبد الله المزني السلفي المذهب وبين بدر الدين بن جماعة الخلفي المذهب هو أن المزني أثبت الصفة ونفى التشبيه فجمع بين الإثبات وبين النفي لكن بن جماعة لم يثبت شيء بل بدأ كلامه بنفي الصفة لأنه توهم في ذهنه أن صفة نزول الإلهي معناها الإنتقال المشاهد في حق المخلوق وهذا ما نفاه عبد الله المزني فشتان شتان بين السلف وبين الخلف.


2-نقل الجهمي :

اقتباس:


عن الإمام إسحاق بن راهويه وهو من أئمة السلف أنه قال :



"سألني ابن طاهر عن حديث النبي صلي الله عليه وسلم -يعني في النزول- فقلت له النزول بلا كيف".


التعليق :

الإمام إسحاق بن راهوية يثبت النزول لله تعالى ولا يعطل مثل هذا الجهمي ولا يحرف نزول الله تعالى إلى نزول رحمته كما هو حال هذا الجهمي الراقص بين التفويض والتعطيل فمن أولى بكلام الإمام اسحاق بن راهوية؟ !.


3-نقل الجهمي كلام بعض الأشاعرة المؤولة كالبيضاوي وبدر الدين بن جماعة والبيضاوي في الكلام عن الانتقال والحركة والحدوث وقد سبق وبينا أن هذا خارج محل النزاع لأننا نتكلم عما أثبته الله لنفسه من النزول والمجيء والإتيان وليس عما تصوره الجهمية في عقولهم عند قراءتهم لنصوص الصفات.



يتبع.....


------------


[1] رواه ابن أبي شيبة (7/9)، وأبو نعيم في الحلية (1/47) وابن قدامة في العلو (ص111) كلاهما من طريق ابن أبي شيبة، وأورده الذهبي في العلو بإسناده إلى ابن أبي شيبة (ص77) وقال: إسناده كالشمس.

[2] رواه اللالكائي (3/411).

[3] رواه ابن جرير (24/25) وعبد الله في السنة (2/501).

[4] رواه ابن أبي شيبة (13/96) وهناد بن السري في الزهد (46) وعبد الله في السنة (1/275) والآجري في الشريعة (ص340) وأورده الذهبي في العلو (ص125).

[5] رواه ابن سعد في الطبقات (5/166).

[6] رواه عبد الله في السنة (1/297).

[7] رواه عبد الله في السنة (1/296).

[8] رواه الدارمي في رده على المريسي (1/286).

[9] الفقه الأبسط ص56. نقلاً من أصول الدين عند أبي حنيفة (ص298).

[10] الفقه الأكبر مع شرحه للدكتور محمد الخميس ص37.

[11] رواه الصابوني في اعتقاد أهل الحديث (ص60) والبيهقي في الأسماء والصفات (ص572).

[12] رواه ابن بطة في الإبانة (3/63) واللالكائي (3/502) والذهبي في السير بإسناده من طريق الأثرم (7/312) وأورده في العلو (ص141) وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاوى ابن تيمية (5/44) وفي تلبيس الجهمية (2/186) وعزاه للأثرم في السنة ولأبي عمرو الطلمنكي.

[13] رواه ابن بطة في الإبانة (3/302). وعزاه ابن تيمية للخلال في السنة وساقه بإسناده كما في مجموع الفتاوى (5/376).

[14] رواه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة (ص91) وأبو يعلى في إبطال التأويلات (1/55) وأبو القاسم التيمي في الحجة (1/441) وأورده الذهبي في العلو (ص250).

[15] رواه البخاري في خلق أفعال العباد (ص17) وابن بطة في الإبانة (3/203) واللالكائي (3/452) وعزاه شيخ الإسلام اين تيمية للخلال في السنة كما في مجموع الفتاوى (5/61) وفي درء التعارض (2/23).

[16] طبقات الحنابلة في ترجمة الشافعي (1/283)، وذكر طرفاً منه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/407) وعزاه إلى ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي.

[17] رواه ابن بطة في الإبانة (3/206) واللالكائي (3/453).

[18] رواه ابن بطة في الإبانة (3/242) واللالكائي (3/453) والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/260).

[19] عزاه ابن قدامة للخلال في السنة (ذم التأويل ص21) وابن تيمية في درء التعارض (1/254) وفي بيان تلبيس الجهمية (1/431) وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص211).

[20] رواه ابن بطة في الإبانة (3/111) والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/75).

[21] رواه أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/260) وذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/146).

[22] وهذا لفظ حديث جابر t: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1119) والبزار كما في مجمع الزوائد (8/204) وابن بطة في الإبانة (2/310) وأبو نعيم في الحلية (6/210) والآجري في الشريعة (ص316) والبيهقي في الأسماء والصفات (ص348) وعزاه ابن كثير في تفسيره (1/589) إلى ابن مردويه، وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي، قال عنه ابن كثير في تفسيره (1/589): (ضعيف بمرة).

وأما حديث الزهري: فقد رواه عبد الرزاق في تفسيره (2/238) وابن أبي حاتم في تفسيره من طريقه (4/1119) وعبد الله في السنة (1/283) وابن جرير (6/29) وابن بطة في الإبانة (311) والنجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق (ص35)، كلهم من طريق الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال أخبرني جرير بن جابر الخثعمي أنه سمع كعب الأحبار يقول: (لما كلم الله موسى كلمه بالألسنة كلها قبل لسانه، فطفق موسى يقول: والله يا رب ما أفقه هذا، حتى كلمه آخر ذلك بلسانه بمثل صوته، فقال موسى: هذا يارب كلامك؟ قال الله تعالى: لو كلمتك كلامي لم تكن شيئاً، أو قال: لم تستقم له، قال: أي رب هل من خلقك شيء يشبه كلامك؟ قال: لا، وأقرب خلقي شبه كلامي أشد ما يسمع الناس من الصواعق). قال ابن كثير في تفسيره (1/589): (هذا موقوف على كعب الأحبار وهو يحكي عن الكتب المتقدمة المشتملة على أخبار بني إسرائيل وفيها الغث والسمين).

قلت: وليست الحجة في هذا الحديث الضعيف، وإنما في استشهاد الإمام أحمد به، وقبوله لما دل عليه من صفة كلام الله تعالى وأنه بصوت مسموع حقيقة.

[23] الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد (ص132). وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه منها: مجموع الفتاوى (6/154) ودر التعارض (1/377).

[24] شرح السنة للمزني (ص75،89).

[25] سنن الترمذي (3/50).

[26] الرد على المريسي (1/214).

[27] المرجع السابق (1/230).

[28] المرجع السابق (1/339).

[29] المرجع السابق (1/428).

[30] المرجع السابق (2/680).

[31] المرجع السابق (2/688).

[32] المرجع السابق (2/769-780).

[33] المرجع السابق (2/755).

[34] المرجع السابق (2/866)

[35] الرد على الجهمية (ص73).

[36] التبصير في معالم الدين (141-145).

[37] المرجع السابق (148-149).

[38] التوحيد (22-23).

[39] المرجع السابق (83-85).

[40] المرجع السابق (125-126).

[41] المرجع السابق (230-231).

[42] نقله ابن الجوزي في المنتظم في حوادث سنة 433هـ بتمامه، وشيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (6/254) وفي نقض التأسيس (ص113)، وابن القيم في الصواعق المرسلة (4/1288)، والذهبي في السير (16/213).

[43] طبقات الحنابلة (2/210).

[44] تهذيب اللغة (3/246).

[45] نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/80).

[46] التعرف لمذهب أهل التصوف (ص47-48).

[47] الإبانة (3/240).

[48] الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (1/73).

[49] الرد على الجهمية (ص68).

[50] المرجع السابق (ص94).

[51] المرجع السابق (ص102).

[52] أصول السنة (ص110-113) ونقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/56) وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص164).










قديم 2011-07-05, 22:27   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهات الواردة في الأقوال التي احتج بها الجهمي :

ثانيا :المتأمل لنصوص الأشاعرة (أو بعض من وافقهم عن اجتهاد غلطوا فيه) التي نقلها محاورنا الجهمي يجد في طياتها أوهام ظنوها أدلة وحجج عقلية وما هي إلا شبهات فلسفية لا تثبت على قدم التصديق ولا في ميزان التحقيق وسأرد على هذه الشبهات برد إجمالي أبين فيه الموقف الحق من الصفات الواردة في الكتاب والسنة بما في ذلك صفة النزول-وقد مر بنا موقف الصحابة والتابعين وتابعي التابعين في هذا- ثم أتبعه بالرد المفصل بتتبعها واحدة واحدة مع عزوها إلى صاحبها رغم أنها لم تأتي بجديد فقد رددت على أكثرها في بحثي السابق(دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين)) فمحارونا الجهمي لم يأتي بكلام جديد ولا بدليل مفيد بل هو تكرار لما سبق بيانه في البحث الساق فبتقصي وتحليل الأقوال التي احتج بها الجهمي نستلخص منها الشبه التالية :


الشبهة الأولى :دعواهم بأن النزول يستلزم الحركة والإنتقال والتحول

الشبهة الثانية : انتقال الليل من مكان إلى مكان

الشبهة الثالثة : احتاجهم ببدعة الكلام النفسي .

الشبهة الرابعة : تأويلهم لنزول الله تعالى بنزول رحمته أو أمره أو أحد ملائكته

الشبهة الخامسة : ‏‎:‎‏ دعواهم في أن نزول الله تعالى يستلزم منه خلو العرش ويستلزم منه أن السماء تقله

الشبهة السادسة : احتجاجهم بما رواه النسائي في(عمل اليوم والليلة‎))أن ‏الله عز وجل يمهل‎ ‎حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر ‏مناديا ينادي فيقول هل من داع فيستجاب له‎ )).‎

الشبهة السابعة :احتاججهم بالأثر المنسوب للإمام مالك رحمه الله .

الشبهة الثامنة :ما نسبه الإمام النووي رحمه الله إلى الأوزاعي .



وهذه الشبه هي نفسها التي رددت عليها في بحثي(دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) والتي عجز الجهمي عجزا فاضح عن ردها والتعقيب عليها فما وجد سبيلا إلا تكرارها مختبئ وراء أصحابها تعصبا منه وتقليدا لهم, والله تعالى يقول ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله))) فالجهمية وأضرابهم من أهل الكلام ليس لهم مستند فيما ابتدعوه إلا التقليد فالجهمي والأشعري قد أخذ مذهبه عن طريق التقليد وليس عن طريق الوحي المعصوم وهذا أمر معلوم لهذا لا تجد في طبقة العوام من هو أشعري لأن الأشعري حتى يكون كذلك عليه إما بدخول مدرسة أشعرية أو باتباع شيخ الطريقة وهذا هو حال جميع أهل البدع يتعصبون إلى شيوخهم وأئمتهم وإذا جادلتهم نقلوا لك مذهب شيوخهم ثم يدسون فيه بعض أقوال أهل السنة مبتورة عن سياقها لينصروا باطلهم فليس لأهل البدع إلا ذاك .وفي هذا يقول الاللالكائي المتوفى سنة 418هـ -رحمه الله- في كتابه الفذ: «شرح أصولاعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/32- 25):

«
ثم كل من اعتقد مذهباً فإلى صاحب مقالته التي أحدثها ينتسب، وإلى ربه يستند، إلا أصحاب الحديث فإن صاحب مقالتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهم إليه ينتسبون، وإلى علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون، وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون، فمن يوازيهم في شرف الذكر، ويباهيهمفي ساحة الفخر، وعلو الاسم؟!)).
ولله در القائل :


وقول أعلام الهدى لا يعمل * * * بقولنا بدون نص يقبل

فيه دليل الأخذ بالحديث * * * وذاك في القديم والحديث

قال أبو حنيقة الإمــــام * * * لا ينبغي لمن له إسلام

أخذ بأقوالـي حتى تعرضا * * * على الكتاب والحديث المرتضى

ومالك إمام دار الهجرة * * * قال وقد أشار نحو الحجرة

كل كلام منه ذو قبــول * * * ومنه مردود سوى الرســول

والشافعي قال إن رأيتم * * * قولي مخالفاً لما رويـتم

من الحديث فاضربوا الجدار * * * بقولي المخالف الأخبار

وأحمد قال لهم لا تكتبــوا * * * ما قلته بل أصل ذلك فاطلـبوا

فاسمع مقالات الهداة الأربعـة * * * واعمل بها فإن فيها منفعة

لقمعها لكل ذي تعصب * * * والمنصفون يكتــفون بالنب
ي


ودونك الرد المجمل على تلك الشبهات ثم المفصل :


الرد المجمل على شبهات الأشاعرة في تحريفهم لحديث النزول :

((قبلَ البدءِ بذكرِ الشُّبهاتِ الواردةِ على حديثِ النزولِ والردِّ عليها أذكرُ كلامًا نفيسًا يزيلُ كثيرًا منَ الشُّبهاتِ في هذا البابِ وغيرهِ.

اعلمْ رحمكَ اللهُ بأنَّ صفاتِ الله لا يتوهَّمُ فيها شيءٌ منْ خصائصِ المخلوقينَ لا في لفظهَا ولا في ثبوتِ معناهَا. فإثباتهَا للرَّبِّ تعالى لا محذورَ فيهِ بوجهٍ، بلْ تثبتُ لهُ على وجهٍ لا يماثلُ فيها خلقهُ، ولا يشابههم، فمنْ نفاها عنهُ لإطلاقهَا على المخلوقِ ألحدَ في أسمائهِ، وجحدَ صفاتِ كمالهِ. ومنْ أثبتهَا على وجهٍ يماثلُ فيها خلقهُ فقدْ شبَّههُ بخلقهِ، ومنْ شبَّهَ الله بخلقهِ فقدْ كفرَ، ومنْ أثبتهَا لهُ على وجهٍ لا يماثلُ فيها خلقهُ، بلْ كما يليقُ بجلالهِ وعظمتهِ فقد برىءَ من فرثِ التَّشبيهِ ودمِ التَّعطيلِ، وهذا طريقُ أهلِ السنَّةِ.


فما لزمَ الصفَّة لإضافتها إلى العبدِ وجبَ نفيهُ عَنِ الله كما يلزمُ حياةُ العبدِ منَ النَّومِ والسِّنةِ والحاجةِ إلى الغذاءِ والمرضِ والموتِ، وكذلكَ علمهُ محفوفٌ بنقصينِ: جهلٌ سابقٌ، ونسيانٌ لاحقٌ؛ وكذلكَ ما يلزمُ إرادتهُ عنْ حركةِ نفسهِ في جلبِ ما ينتفعُ بهِ ودفعِ ما يتضررُ بهِ، وكذلكَ ما يلزمُ علوُّهُ من احتياجهِ إلى ما هو عالٍ عليهِ وكونهِ محمولًا بهِ مفتقرًا إليهِ محاطًا بهِ، كلُّ هذا يجبُ نفيهُ عنِ القدُّوسِ السَّلامِ - تباركَ وتعالى ـ.


فإذا أحطتَ بهذهِ القاعدةِ خبرًا وعقلتهَا كما ينبغي خلصتَ مِنَ الآفتينِ اللتينِ هما أصلُ بلاءِ المتكلِّمينَ، آفةُ التَّعطيلِ وآفةُ التَّشبيهِ، فإنَّكَ إذا وفَّيتَ هذا المقامَ حقَّهُ أثبتَ لله الأسماءَ الحسنى والصفِّاتِ العلى حقيقةً، فخلصتَ مِنَ التَّعطيلِ ونفيتَ عنهَا خصائصَ المخلوقينَ ومشابهتهم فخلصتَ مِنَ التَّشبيهِ.


فعليكَ بمراعاةِ هذا الأصلِ والاعتصامِ بهِ، واجعلهُ جُنَّتَكَ التي ترجعُ إليهَا في كلِّ ما يطلقُ على الرَّبِّ تعالى وعلى العبدِ[1].


وبعدَ هذا الكلامِ النَّفيسِ نذكرُ شبهاتِ القومِ ونأتي عليهَا مِنَ القواعدِ بإذنِ العليِّ الأعلى الكبيرِ المتعالِ سبحانه وتعالى.))
من كتاب الكلمات الحسان في بيان علو الرحمان.

يتبع بالرد المفصل.....









قديم 2011-07-04, 01:29   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا أخ جمال البليدي : اي مناقشة ثنائية ستعيدها ؟؟ ستعيد نفس الكلام الذي نقلته،ونحن سنعيد نفس الردود التي اوضحنا الامور بها.
نحن نعلم انها مناورة جديدة لتغطية الفشل السابق،فهذه هي عادتك التي اشتهرت بها في هذا المنتدى، وكانك تلعب لعبة الكترونية عند الخسارة تكون الاعادة وياليث فيها افادة ؟؟؟
حسنا، نحن لن نقف امام ارادتك ولك بكل فرصة الف مثلها،ونرجوا من الله عزوجل ان تستبين طريق الحق في هذه المرة.










قديم 2011-07-04, 12:15   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

للاسف هذه هي حقيقة هؤلاء الاخوة، عندما يضيق الخناق وتلتف الساق بالساق يلجأون اما الى السب والشتم وتفريغ شحنة الغضب في الشخص نفسه او في معتقده، او الى التهديد والوعيد بعظائم الامور،وهذا للاسف مخالف تماما لنهج السلف والسلفية.
الانتساب للسلف بالاقوال والشعارات والمظاهر الخارجية يحسنه كل احد، اما التطبيق الفعلي فلا يحسنه الا السلفي الحق،وياليث شعري اين هؤلاء من هذا الغثاء؟؟
اصبح كل من هب ودب يتجنى ويتجرأ ويستأسد على سادتنا العلماء والفضلاء،وهو لا يحسن حتى تركيب جملة بسيطة؟ اليست نكسة ووكسة لهذه الامةهذه؟؟
اجيبونا يرحمكم الله.










قديم 2011-07-05, 19:43   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
طهراوي ياسين
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية طهراوي ياسين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا










قديم 2011-07-05, 22:46   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2011-07-05, 22:56   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الشبهة الخامسة ‏: دعواهم في أن نزول الله تعالى يستلزم منه خلو العرش ويستلزم منه أن السماء تقله

اقتباس:
رئيس القضاة الشافعية في مصر في زمانه بدر الدين بن جماعة
(ت ٧٢٧ هـ) في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل"
الثالث، أن القائل بأنه فوق العرش، وأنه ملأه كيف تسعه سماء الدنيا، وهي بالنسبة إلى العرش كحلقة في فلاة، فيلزم عليه أحد أمرين: إما اتساع سماء الدنيا كل ساعة حتى تسعه، أو تضاؤل الذات المقدس عن ذلك حتى تسعه، ونحن نقطع بانتفاء الأمرين." انتهى كلام ابن جماعة.

إمام الحرمين الجويني
يقول إمام الحرمين الجويني في الإرشاد ، أثناء كلامـه عما روي بشأنْ النزول : .... ولا وجه لحمل النزول على التحول ، وتفريغ مكان وشغل غيره فإنّ ذلك من صفات الأجسام ونعوت الأجرام))
الإمام المفسر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي(ت ٦٧١ هـ)
قال في تفسيره ما نصه : "والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان
- الإمام البيضاوي
لا فرق بين المجيء والإتيان والنزول إذا أضيف إلى جسم يجوز عليه الحركة والسكون والنقلة التي هي تفريغ مكان وشغل غيره ، فإذا أضيف ذلك إلى من لا يليق به الإنتقال والحركة كان تأويل ذلك على حسب ما يليق بنعته وصفته تعالى .

التعليق:
اعلمْ - سلَّمكَ الله مِنَ الشبهاتِ والشهواتِ - بأنَّ «الأوهامَ الباطلةَ والعقولَ الفاسدةَ لمَّا فهمتْ منْ نزولِ الرَّبِّ مَا يُفهمُ منْ نزولِ المخلوقِ - وهو أنْ يفرغَ مكانًا ويشغلَ مكانًا - نفتْ حقيقةَ ذلكَ فوقعتْ فِي محذورينِ: محذورُ التَّشبيهِ ومحذورُ التَّعطيلِ. ولوْ علمتْ هذهِ العقولُ الضعيفةُ أنَّ نزولَهُ سُبْحَانهُ لا يشبهُ نزولَ المخلوقِ كَمَا أنَّ سمعَهُ وبصرَهُ وعلمَهُ وحياتَهُ كذلك. وإذا كانَ نزولًا لَيْسَ كمثلهِ نزولٌ فكيفَ تنفِي حقيقتَهُ»؟![32].

والكلماتُ المذكورةُ باطلةٌ وعنْ حلى التحقيقِ عاريةٌ.

وزَعْمُ الأشاعرة المعطلة أَنَّ مَنْ قالَ ينزلُ بذاتهِ يستلزم التجسيم والحلول قولٌ بلا علمٍ وكذبٌ وافتراءٌ: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].

والجهمية وأمثالهُم لمْ يفهموا منْ نزولِ الخالقِ إلى السَّماءِ الدنيا إلَّا كمَا فهموا منْ نزولِ المخلوقاتِ، «وهذا عينُ التمثيلِ، ثَّم إنَّهم بعدَ ذلكَ جعلوهُ كالواحدِ العاجزِ منهم الذي لا يمكنهُ أنْ يجمعَ منَ الأفعالِ ما يعجزُ غيرهُ عنْ جمعهِ»[33]. وكذبوا في هذا الفهمِ، وضلُّوا في هذا الظنِّ والوهمِ الكاسدِ.
فإنَّ الله سبحانه وتعالى قالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «يطوي الله عزَّ وجلَّ السمواتِ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذهنَّ بيدهِ اليمنى، ثمَّ يقول: أنا الملكُ. أينَ الجبَّارونَ؟ أينَ المتكبِّرونَ؟ ُثمَّ يطوي الأرضينَ بشمالهِ ثمَّ يقولُ: أنا الملكُ أينَ الجبَّارونَ أينَ المتكبرونَ؟!»[34].
فمنْ هذهِ عظمتهُ، كيفَ يحصرهُ مخلوقٌ مِنَ المخلوقاتِ. سماءٌ أو غيرُ سماءٍ؟! حتَّى يقال: إنَّهُ إذا نزلَ إلى السماء الدنيا صارَ العرشُ فوقهُ، أو يصيرُ شيءٌ مِنَ المخلوقاتِ يحصرهُ ويحيطُ بهِ سبحانه وتعالى[35].
واللهُ - ولله المثلُ الأعلى - أعظمُ منْ أنْ يظنَّ ذلكَ بهِ، وإنَّما يظنُّهُ الذينَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67][36].
قالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: العليُّ الأعلى العظيمُ، فهو أعلى منْ كلِّ شيءٍ، وأعظمُ منْ كلِّ شيءٍ. فلا يكونُ نزولهُ وإتيانهُ بحيثُ تكونُ المخلوقاتُ تحيطُ بهِ، أو تكونُ أعظمَ منهُ وأكبرَ، وهذا ممتنعٌ[37].
فالمخلوقُ إذا نزلَ من علوٍّ إلى سفلٍ زالَ وصفهُ بالعلوِّ وتبدَّلَ إلى وصفهِ بالسُّفولِ، وصارَ غيرهُ أعلى منهُ.
والرَّبُّ تعالى لا يكونُ شيءٌ أعلى منهُ قطُّ، بلْ هوَ العليُّ الأعلى، ولا يزالُ هوَ العليُّ الأعلى مع أنَّهُ يقربُ إلى عبادهِ ويدنو منهم، وينزلُ إلى حيثُ شاءَ، ويأتي كما شاءَ. وهو في ذلكَ العليُّ الأعلى، الكبيرُ المتعال، عليٌّ في دنوِّه، قريبٌ في علوِّهِ.
فهذا وإنْ لمْ يتَّصفْ بهِ غيرهُ فلعجزِ المخلوقِ أنْ يجمعَ بينَ هذا وهذا. كمَا يعجزُ أنْ يكونَ هو الأولَ والآخرَ والظاهرَ والباطنَ[38].
وقَالَ ابنُ القيِّم رحمه الله: ونزولهُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا سلامٌ ممَّا يضادُّ علوَّهُ، وسلامٌ مما يضادُّ غناهُ وكمالهُ، سلامٌ منْ كلِّ ما يتوهَّمُ معطِّلٌ أو مشبِّهٌ، وسلامٌ منْ أنْ يصيرَ تحتَ شيءٍ أو محصورًا في شيءٍ. تعالى الله ربُّنا عن كلِّ ما يضادُّ كمالَهُ[39].

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : ((‏((علينا أن نثبت النزول على الوجه الذي يليق بالله، ومع كونه ‏استوى على العرش، فهو‎ ‎ينزل كما يليق به عز وجل ليس كنزولنا، إذا ‏نزل فلان من السطح خلا منه السطح، وإذا‎ ‎نزل من السيارة خلت منه ‏السيارة فهذا قياس فاسد له؛ لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه، ولا‎ ‎يشبه ‏خلقه في شيء من صفاته. كما أننا نقول استوى على العرش على ‏الوجه الذي يليق به‎ ‎سبحانه، ولا نعلم كيفية استوائه، فلا نشبهه ‏بالخلق ولا نمثله، وإنما نقول استوى‎ ‎استواء يليق بجلاله وعظمته، ‏ولما خاض المتكلمون في هذا المقام بغير حق حصل لهم بذلك‎ ‎حيرة ‏عظيمة حتى آل بهم الكلام إلى إنكار الله بالكلية، حتى قالوا: لا داخل ‏العالم‎ ‎ولا خارج العالم، ولا كذا ولا كذا، حتى وصفوه بصفات معناها ‏العدم وإنكار وجوده‎ ‎سبحانه بالكلية، ولهذا ذهب أصحاب رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم وأهل السنة والجماعة‎ ‎تبعاً لهم فأقروا بما جاءت ‏به النصوص من الكتاب والسنة، وقالوا لا يعلم كيفية صفاته‎ ‎إلا هو ‏سبحانه، ومن هذا ما قاله مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم، والكيف ‏مجهول،‎ ‎والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) يعني عن الكيفية، ‏ومثل ذلك ما يروى عن أم سلمة‎ ‎رضي الله عنها عن ربيعه بن أبي عبد ‏الرحمن شيخ مالك رحمهما الله: (الاستواء غير‎ ‎مجهول، والكيف غير ‏معقول، والإيمان بذلك واجب)، ومن التزم بهذا الأمر سلم من شبهات‎ ‎كثيرة ومن اعتقادات لأهل الباطل كثيرة عديدة، وحسبنا أن نثبت ما ‏جاء في النصوص وأن‎ ‎لا نزيد على ذلك، وهكذا نقول يسمع ويتكلم ‏ويبصر، ويغضب ويرضى على وجه يليق به‎ ‎سبحانه، ولا يعلم كيفية ‏صفاته إلا هو، وهذا هو طريق السلامة وطريق النجاة، وطريق‎ ‎العلم ‏وهو مذهب السلف الصالح، وهو المذهب الأسلم والأعلم والأحكم، ‏وبذلك يسلم‎ ‎المؤمن من شبهات المشبهين، وضلالات المضللين، ‏ويعتصم بالسنة والكتاب المبين، ويرد‎ ‎علم الكيفية إلى ربه سبحانه ‏وتعالى، والله سبحانه ولي‎ ‎التوفيق‎.‎‏)) انتهى كلامه رحمه الله.



فتبيَّنَ بهذا الكلامِ النفيسِ، بطلانُ ما ذكرهُ بن جماعة ومن قال بقوله؛ وأنَّهُ مبنيٌّ على شفا جرفٍ هارٍ منَ الخيالاتِ والأوهامِ.

وليتأمَّل الجهمية وأمثالهم منْ أهلِ الكلامِ الأثرَ التالي:

قالَ محمَّدُ بنُ حاتمٍ المظفريُّ: سمعتُ عمرو بن محمد يقولُ: كانَ أبو معاوية الضريرُ يحدِّثُ هارونَ الرشيد، فحدثَّهُ بحديثِ أبي هريرةَ: «احتجَّ آدمُ وموسى»[40] فقالَ عليُّ بنُ جعفرٍ: كيفَ هذا وبينَ آدمَ وموسى ما بينهما؟! قالَ: فوثبَ بهِ هارونُ وقالَ: يحدِّثكَ عَنِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتعارضهُ بكيفَ؟! فما زالَ يقولُ حتَّى سكتَ عنهُ[41].

قالَ المحدِّثُ الصابونيُّ معقِّبًا: هكذا ينبغي للمرءِ أنْ يعظِّمَ أخبارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويقابلها بالقبولِ والتسليمِ والتَّصديقِ، وينكرُ أشدَّ الإنكارِ على منْ يسلكُ فيها غيرَ هذا الطريقِ الذي سلكهُ هارونُ الرشيدُ رحمه الله معَ مَنِ اعترضَ على الخبرِ الصَّحيحِ الذي سمعهُ بـ«كيف»؟! على طريقِ الإنكارِ لهُ، والابتعادِ عنهُ، ولمْ يتلقَّهُ بالقبولِ كمَا يجبُ أنْ يتلقَّى جميعُ ما يردُ مِنَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.

جعلنا الله سبحانهُ مِنَ الذينَ يستمعونَ القولَ ويتَّبعونَ أحسنهُ ويتمسَّكونَ في دنياهم مدَّةَ حياتهم بالكتابِ والسنَّةِ، وجنَّبنا الأهواءَ المضلَّةَ والآراءَ المضمحلةَ والأسواءَ المذلَّةَ، فضلًا منهُ ومنَّةً
[42].



الشبهة السادسة : احتجاجهم بما رواه النسائي في(عمل اليوم والليلة‎)(‎أن ‏الله عز وجل يمهل‎ ‎حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر ‏مناديا ينادي فيقول هل من داع فيستجاب له‎ )).‎

اقتباس:
قال الحافظ ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد )) أن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له
(( الحديث، وحديث عثمان بن أبي العاص عند أحمد ))
ينادي مناد هل من داع يستجاب له
(( الحديث، قال القرطبي وبهذا يرتفع الإشكال…

14- الإمام العيني في شرح صحيح البخاري
قال أثناء كلامه عن حديث النزول
: وقال ابن فورك : والدليل على صحة هذا ما رواه النسائي من حديث الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد قال : قال رسول الله (ص) : { إنّ الله عز وجل يمهل حتى يأتي شطر الليل الأول ، ثم يأمر منادياً يقول : هل من داع فيستجاب له } ، وصححه عبد الحق ، وحمل صاحب المفهم على النزول المعنوي على رواية مالك عنه عند مسلم ، فإنه قال فيه ، { يتنزل ربنا } ، بزيادة تاء بعد ياء المضارعة ، فقال : كذا صحت الرواية هنا ، وهي ظاهرة في النزول المعنوي ، وإليها يُرد

والجواب على ذلك:‏

أولاً: أن هذه الرواية لا ذكر فيها: لا لنزول الله ولا نزول الملك، فمن أين ‏حكمت بأن النزول هو نزول الملك بأمره؟ فالتعويل على هذه الرواية يلغي موضوع ‏النزول برمته.‏
ثانياً: أنه تفرد بهذه اللفظة حفص بن غياث وهو ‏ممن تغير حفظه قليلا بأخرة,وخالفه غير‎ ‎واحد من ‏الثقات ,مثل:شعبة ومنصور بن المعتمر وفضيل بن ‏غزوان ومعمر بن راشد,فرووه‎ ‎بلفظ((إن‎ ‎الله يمهمل ‏حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ,نزل إلى السماء‎ ‎الدنيا,فيقول:هل من مستغفر‎....)).
فروايته السابقة شاذة وإن صحت فلها وجه‎ ‎وهو‎:‎
الثالث ‏‎:‎‏ إن هذا إن كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم فإن الرب يقول ذلك,..ويأمر مناديا‎ ‎فينادي...لا ‏أن المنادي يقول((من يدعوني فاستجيب له)) ومن ‏روى عن النبي صلى الله‎ ‎عليه وسلم أن المنادي يقول ‏ذلك فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم فإنه-مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر ‏الذي نقلته الأمة خلفا عن‎ ‎السلف-فاسد في ‏المعقول,يعلم أنه من كذب بعض المبتدعين,كما روى ‏بعضهم((يُنزِّلٌ‎)) ‎بالضم وكما قرأ بعضهم(وكلم اللهَ ‏موسى تكليما)) ونحو ذلك من تحريفهم للفظ‎ ‎والمعنى‎ .‎
الرابع ‏‎:‎‏ أن الرواية على ضعفها خبر آحاد وتمسكك بها أيها الجهمي ينقض ما زعمت ‏التزامه وهو عدم الاحتجاج بحديث الآحاد في العقائد فأنت الذي نقلت قول شيخك الجويني في ذلك :
اقتباس:
يقول إمام الحرمين الجويني في الإرشاد ، أثناء كلامـه عما روي بشأنْ النزول : وأما الأحاديث التي يتمسكون بها ، فآحاد لا تفضي إلى العلم ، ولو أضربنا عن جميعها لكان سائغاً ، لكنا نوميء إلى تأويل ما دوّن منها في الصحاح ، فمنها حديث النزول ، وهو ما روي عن النبي (ص) أنه قال : { ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة جمعة ويقول : هـل من تائب فأتـوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داع فأجيب له } الحديث
فلينظر القارئ اللبيب إلى تناقض هذا الجهمي وليحصي عدد تناقضاته وتخبطاته العقدية وليحمد الله تعالى على ما عفاه من عقيدة التعطيل والتحريف الذي لا تثبت على قدم وساق.
الخامس ‏‎:‎‏ أن تحريفكم هذا يحقق حكم أبي الحسن الأشعري فيكم أنكم من ‏أهل الزيغ والضلالة. فقد روى الحافظ ابن عساكر عن أبي الحسن الأشعري أن الله هو ‏الذي "يقول (هل من سائل هل من مستغفر) خلافاً لما قاله أهل الزيغ والضلالة.
وقال "ومما يؤكد أن الله عز وجل مستو على عرشه دون الأشياء كلها، ما نقله ‏أهل الرواية عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ قال: ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا.
فاعدد: كم من المسائل خالفت بها الأشعري ووافقت بها المعتزلة.‏





الشبهة السابعة :احتاججهم بالأثر المنسوب للإمام مالك رحمه الله :

اقتباس:

- الإمام مالك بن أنس رضي الله : سئل الإمام مالك - رحمه الله - عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال (ينزل أمره - تعالى - كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو) اهـ.
(التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء 8 / 105، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82).

والجواب على هذا من أوجه :

أولاً: أن هذه الرواية إن صحت (وهي ضعيفة السند) تعارض رواية مالك الصحيحة المشهورة في الاستواء.‏
والأشاعرة تتناقض موافقهم ففي حديث العلو يحتجون بقول مالك (وكيف عنه مرفوع) وفي حديث النزول يجعلون الكيف معقولاً ومؤولاً بنزول ‏الرحمة.‏
ففي حين ينهى مالك عن إعطاء كيفية للاستواء يجيز حسب هذه الرواية إعطاء تكييف للنزول بأنه رحمة لا نقلة. وكان بإمكانه أن يقول في الاستواء ‏‏(علو مكانة لا علو جهة وتحيز). فكيف ينهى مالك عن طلب الكيفية في الاستواء ثم يفصل النزول بكيفية نزول؟ هذا تناقض!‏
ثانياً: أن المعتمد عند الجهمي وعند عامة الأشاعرة والماتريدية أن السلف فوضوا آيات الصفات ولم يتأولوها وإنما كان التأويل بدعة الخلف. فكيف ‏يذهب مالك إلى قول الخلف؟
ثالثاً: أن الرواية عن مالك لم تصح، فيها حبيب بن أب حبيب قال أحمد "كان يكذب" وقال أبو داود "كان من أكذب الناس" وقال ابن حبان "أحاديثه كلها ‏موضوعة، كان يُدخل على الشيوخ الثقات ما ليس من حديثهم".‏
وقال الحافظ ابن عبد البر شيخ المالكية في عصره عن رواية حبيب "وأنكره آخرون فقالوا: هذا ليس بشيء لأن أمره ورحمته لا يزالان ينزلان أبداً في ‏الليل والنهار". وشكك الذهبي في صحة الروية عن حبيب.‏
وفيها محمد بن علي الجبلّي فقيل إنه كان رافضياً شديد الرفض
وفيها جامع بن سوادة "ضعيف") ومطرف بن عبد الله بن مطرف اليساري أبو مصعب المدني ابن أخت الإمام مالك: كان مضطرب الحديث وكان ‏يحدث عن مالك وغيره بالمناكير فلعل هذا من مناكيره
فرواية الاستواء قد تلقاها سائر أهل العلم بالقبول وتواترت عندهم. أما رواية النزول فهي واهية معلولة لو صحت لكانت شاذة فكيف وقد ثبت ضعفها!‏
رابعاً: أن الثابت عن مالك خلاف ذلك، فقد ذكر البيهقي صفات الفوقية والنزول والإتيان، ثم روى بسنده عن الوليد بن مسلم قال: سئل الأوزاعي ومالك ‏والثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث فقالوا "أمرّوها كما جاءت".
هكذا أثبته الصابوني عنهم في كتابه عقيدة السلف وأصحاب الحديث، وأثبته ابن عبد البر عن مالك: وهو أعلم بمذهب مالك من غيره.‏
ولذا حكى الشيخ عبد القادر الجيلاني عقيدة أهل السنة وذكر منها إيمانهم بأنه تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء وكما شاء، ونسب تأويل ‏النزول بنزول الرحمة إلى الأشاعرة والمعتزلة.‏
خامساً: أن مالكاً لم يتأول صفة الاستواء حين سأله السائل عن كيفية الاستواء، وإنما اكتفى بالقول: الاستواء معلوم والكيف مجهول. ولو كان متأولاً ‏شيئاً من صفات الله لتأول صفة الاستواء من باب أولى. وسئل أبو حنيفة عن النزول فقال "ينزل بلا كيف" فأثبت أبو حنيفة النزول ولم يبطله بنزول ‏الملك بأمره أو نزول رحمته. وليس من العقل الجمع بين النقيضين كأن نقول: ينزل، ولكن ينزل الملك بأمره!‏
ـ أن تأويل النزول بنزول الرحمة باطل فإن الرحمة لا ينقطع نزولها. وتأويلها بنزول الملائكة أكثر بطلاناً فإن الملائكة لا تزال تنزل بالليل والنهار ‏وليس في الثلث الأخير من الليل فقط.‏
ـ وقولهم ينزل أمره باطل ومتناقض فإنه ليس عندهم في السماء شيء فمن أين ينزل أمره؟ أليس ينزل الأمر ممن هو فوق؟.‏
ـ ومن المعلوم عند أهل الكلام أن الرحمة صفة، وأن الصفة لا تقوم بنفسها بل لا بد لها من محل، وهي لا تتكلم بنفسها ولا تقول أنا الله، فالقائل هو الله ‏حقيقة والفاعل هو الله حقيقة. ثم إذا نزلت الرحمة إلى السماء الدنيا ولم يتنزل إلينا فأي منفعة لنا في ذلك؟

سابعاً: أنه إذا ثبت عن مالك وأحمد وغيرهما تأويل شيء في موارد النزاع فهو تنازع يُرَدّ إلى الكتاب والسنة. وهو تنازع مسبوق بتنازع الصحابة في ‏تفسير القرآن وغيره. فقد اختلف ابن عباس وابن مسعود في قوله تعالى {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} قال ابن عباس "هو دخان يجيء قبل ‏يوم القيامة، بينما قال ابن مسعود "هو ما أصاب قريشاً من الجوع.‏
ـ وروى البخاري عن الفضيل بن عياض أنه قال "إذا قال لك الجهمي أننا لا نؤمن بربٍ ينزل عن مكانه فقل له أنت: أنا أؤمن بربٍ كيف يشاء"(57).‏
وسئل ابن المبارك عن حديث النزول – كيف ينزل؟ فأجابك "ينزل كيف يشاء"(58).‏
ـ فلماذا الميل إلى تأويل صفة النزول؟ أخوفاً من التشبيه، فإنه لا يعتبر تشبيهاً إلا عند أهل الوسوسة. فكما أنهم يؤمنون بإرادةٍ لله ليست كإرادتنا وبكلام ‏ليس ككلامنا: فما الذي يمنعهم أن يؤمنوا بنزول ليس كنزولنا وباستواء ليس كاستوائنا؟!‏



الشبهة الثامنة : نسبة التأويل إلى الإمام الأوزاعي
اقتباس:

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم :
والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي على أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره، معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره، والثاني: أنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف." انتهى كلام النووي.

أقول :
أولا : لقد تقدم الرد على من تأول النزول بنزول الرحمة والأمر والملائكة كما تقدم الرد على نسب التأويل إلى الإمام مالك رحمه الله فلا فائدة في تكرار هذا.

ثانيا : أما نسبة‎ ‎التأويل للأوزاعي فلا تصح ونتنقصها الدقة وكل ما في ‏أمر أنهم تمسكوا بقوله وقول السلف في حديث‎ ‎النزول‎(‎يفعل الله ما يشاء‎) ‎فحملها المأولة على غير ‏محملها‎ ‎وقالو:أنه يحدث شيئا منفصلا عنه من دون أن ‏يقوم به هو فعل أصلا!!!ومعلوم أن هذا لم‎ ‎يرد عن ‏السلف ألبتة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية‎: (‎إن جميع ما في القرآن من‎ ‎آيات الصفات‎ ‎فليس عن الصحابة اختلاف ‏في‎ ‎تأويلها،‎ ‎وقد طالعت التفاسير المنقولة عن ‏الصحابة وما رووه من‎ ‎الحديث ووقفت من ذلك على ما ‏شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة‎ ‎تفسير‎ ‎فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد ‏من الصحابة‎ ‎أنه تأول شيئا من آيات ‏الصفات أو أحاديث الصفات‎ ‎بخلاف ‏مقتضاها‎ ‎المفهوم المعروف


و لم يرد التأويل في كلام الأوزاعي‎.
قال الأوزاعي – رحمه الله‏‎ -: (‎كنا – والتابعون ‏متوافرون – نقول: إن الله فوق عرشه، ونؤمن بما‎ ‎وردت به السنة من صفاته‎)‎الأسماء والصفات للبيهقي ‏ص( 408‏‎

وفي ختامِ الرَّدِّ على الشُّبهاتِ الواردةِ على حديثِ التنزيلِ نقولُ وبالله التَّوفيق: إنَّ «الحقَّ الحقيقَ الذي ينبغي عليهِ التَّعويلُ أنْ نؤمنُ بما وصلَ إلينا عنْ طريقِ محمَّدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنَّ الله ينزلُ إلى السّمَاء الدُنْيَا حينَ يبقى الثلثُ الآخرُ مِنَ الليلِ، ويقولُ: منْ يدعوني فأستجيبَ له؟ منْ يسألني فأعطيهُ؟ منْ يستغفرني فأغفرَ له؟!

ولا يغترُّ بما فاهَ بهِ: جمعٌ منْ أهلِ الكلامِ، ورهطٌ منْ أصحابِ الأوهامِ؛ النَّاكبونَ عنِ الصِّراطِ السويِّ، والمنهجِ النبويِّ. الجامدونَ على سيرِ المنطقيينَ والمتفلسفينَ، فإنَّهم بمعزلٍ عنْ طريقةِ السَّلفِ الصَّالحينَ، وعلى مراحلَ شاسعةٍ عنْ منهاجِ المتقينَ، الذينَ يؤمنونَ بالغيبِ وممَّا رزقناهم ينفقونَ.

فدعْ عنكَ نهبًا صيحَ في حجراتهِ وهاتِ حديثًا ما حديثُ الرواحلِ»[43].



[1] انظر: بدائع الفوائد (1/173)، وجلاء الأفهام (ص82 - 83).

[2] انظر: شرح العقيدة الواسطية (ص400)، للعلاّمة: ابن عثيمين رحمه الله.

[3] مجموع الفتاوى (18/129 - 130).

[4] الذيل على طبقات الحنابلة (4/34).

[5] المهذّب في اختصار السنن الكبير (2/470).

[6] مجموع الفتاوى (16/426).

[7] مجموع الفتاوى (16/432).

[8] مجموع الفتاوى (8/23).

[9] طريق الهجرتين (ص295).

[10] مجموع الفتاوى (5/436 - 437).

[11] مجموع الفتاوى (5/527).

[12] مجموع الفتاوى (5/527).

[13] مجموع الفتاوى (5/458 - 459).

[14] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص59)، تحقيق: بدر البدر.

[15] السراج الوهاج (10/514 - 515).

[16] شرح العقيدة الواسطية (ص401).

[17] الجواب المختار لهداية المحتار (ص33 - 35)، للعلاّمة: ابن عثيمين رحمه الله.

[18] بدائع الفوائد (4/952) [مكتبة نزار مصطفى الباز - مكة المكرمة، الطبعة الأولى].

[19] التنبيهات السنية (ص207 - 208).

[20] راجع: عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص26 - 27).

[21] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص28).

[22] الغنية (1/57).

[23] شرح السنّة (ص56).

[24] الشريعة (ص1124 - 1126).

[25] الرد على الجهمية (ص79).

[26] الإبانة (3/239).

[27] الرد على الجهمية (ص63).

[28] رواه الذهبي في «العلو» (ص1127)، وصححه الألباني في «مختصر العلو» (ص193).

[29] رواه أبو عثمان الصابوني في «عقيدة السلف» (ص64)، وإسناده صحيح.

[30] بيان تلبيس الجهمية (6/306 – 307) طبعة مجمع الملك فهد.

[31] الرد على الجهمية (ص82).

[32] مختصر الصواعق (2/228 - 229).

[33] بيان تلبيس الجهمية (2/228 - 229).

[34] رواه مسلم (2788).

[35] مجموع الفتاوى (5/482).

[36] مجموع الفتاوى (6/582 - 583).

[37] مجموع الفتاوى (16/422).

[38] مجموع الفتاوى (16/424).

[39] بدائع الفوائد (2/136).

[40] رواه البخاري (3409 و6614 و7515) ومسلم (2652).

[41] أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/181)، وعنه الخطيب في «تاريخ بغداد» (5/243) من طريق آخر وبألفاظ مختلفة، وإسناده صحيح. انظر: «عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ص127)، تحقيق: بدر البدر.

[42] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص127 - 128) تحقيق: بدر البدر.

[43] السراج الوهاج (10/509 - 511)









قديم 2011-07-06, 09:49   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


عندما ينظر الباحث المنصف في أسماء بعض المنتسبين إلى أهل السنة الأشاعرة والماتريدية من العلماء والقضاة والملوك والقواد - أقول بعض المنتسبين-، سيجد أن هؤلاء البعض هم الذين تمثل كتبهم ومصنفاتهم المراجع العلمية لكل المسلمين، حتى أن توجيه الطعن إليهم يُعتبر طعنا في دين الإسلام، لكونه طعنا وتشكيكا في عقيدة مؤلفي المراجع الإسلامية الكبرى.
فمذهب الأشاعرة والماتريدية هو المذهب الذي عليه سواد الأمة وأكابر أهل العلم والفضل فيها، وما ذاك إلا لأنه الامتداد الشرعي لما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم .. فلم يبق علم من العلوم لم يكن لهم الريادة فيه، ولا تركوا باباً للمعرفة لم يَلِجُوه، فكان لهم في كل علم من علوم الشريعة وغيرها القدح المُعَلَّى والجبين الأَجْلَى.
أكابر مُفَسِّرِى الأمة من الأشاعرة والماتريدية(1 ):
فمن هذه العلوم التي كان لأهل السنة فضل التقدم والتبريز فيها علم تفسير كتاب الله تعالى والعلوم المتعلقة به، كالقراءات والغريب والمشكل ونحوها .. وإلمامة عَجْلَى بِثُلَّة من أعلام هذا الباب تُطلع الباحث المنصف على هذه الحقيقة.
- الإمام الفذ المفسر والمحدث العلامة القرطبي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير "الجامع لأحكام القرآن"، وقد سارت بتفسيره العظيم الشأن الركبان، حكى في تفسيره مذاهب السلف كلها، قال عنه الداودي في الطبقات "هو من أجل التفاسير وأعظمها نفعاً".
- الإمام الحافظ المفسر أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى، صاحب "تفسير القرآن العظيم" و"البداية والنهاية" وغيرها، فقد نقل عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى التصريح بأشعريته، أضف إلى ذلك أنه ولِيَ مشيخة دار الحديث الأشرفية، التي كان شرط واقفها أن لا يلي مَشْيَخَتَهَا إلا أشعري، وزِدْ عليه ما في تفسيره من التَّنْزِيه والتقديس والتشديد على من يقول بظواهر المتشابه.
- الإمام المفسر الكبير قدوة المفسرين ابن عطية الأندلسي رحمه الله تعالى, صاحب تفسير "المحرر الوجيز"، ألّف كتابه في التفسير فأحسن فيه وأبدع .. وكان رحمه الله من أفاضل أهل السنة والجماعة ومن أكابر أهل الفضل، قال أبو حيان الأندلسي فيه في مقدمة "البحر المحيط": (( هو أجلّ من صنف في علم التفسير، وأفضل من تعرض للتنقيح فيه والتحرير )).
- الإمام أبو حيان الأندلسي رحمه الله تعالى, صاحب "البحر المحيط"، و"النهر الماد من البحر"، الحجة الثبت اللغوي، وهو غني عن التعريف به والتنويه بذكره.
- الإمام المقدم فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى, صاحب تفسير "مفاتيح الغيب" .. المفسر، المتكلم، الأصولي، إمام وقته، وفريد عصره، كان شجاً في حلوق المبتدعة، وسيفاً مصلتاً على أهل الزيغ والإلحاد.
- الإمام المفسر الحافظ البغوي محي السنة رحمه الله تعالى, صاحب كتاب شرح السنة، وتفسيـره مملوء بما يدل على اعتقاد أهل السنة، وزاخر بالتأويل السُّنِّي لنصوص المتشابه.
- الإمام المفسر أبو الليث السمرقندي الحنفي الماتريدي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير "بحر العلوم"، وكتاب "تنبيه الغافلين وبستان العارفين"، وقد اشتهر بلقب إمام الهدى.
- الإمام المفسر الواحدي أبو الحسن على النيسابوري, أستاذ عصره في النحو والتفسير، كان سنياً أشعرياً من أهل السنة والجماعة، صاحب المؤلفات النافعة والإشارات الرائعة، وله كتاب "أسباب النزول"، وهو من أشهر الكتب في بابه.
- الإمام المفسر أبو الثناء شهاب الدين الآلوسي الحسيني الحسني رحمه الله تعالى، خاتمة المفسرين ونخبة المحدثين كما وصفه الشيخ بهجة البيطار: "كـان رضي الله عنه أحد أفراد الدنيا, يقول الحق ولا يحيد عن الصدق، متمسكاً بالسنن، متجنباً للفتن".
- الإمام المفسر السمين الحلبي رحمه الله تعالى, صاحب تفسير "الدر المصون".
- الإمام الحافظ المفسر جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى, صاحب "الدر المنثور في التفسير بالمأثور".
- الإمام المفسر الأصولي القاضي عبد الله بن محمد البيضاوي الحنفي رحمه الله تعالى، صاحب "أنوار التنزيل وأسرار التأويل".
- الإمام الخطيب الشربيني رحمه الله تعالى, صاحب تفسير "السراج المنير".
- الإمام أبو البركات حافظ الدين عبد الله بن أحمد بن محمود النَّسَفِيّ الماتريدي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير "حقائق التنزيل ومدارك التأويل".
وغير هؤلاء ممن لو أطلنا النفس بذكرهم لخرجنا عن المقصود، كلهم كانوا من أهل السنة الأشاعرة والماتريدية.
ومن المفسرين المتأخرين والمعاصرين:
- الأستاذ الداعية سيد قطب رحمه الله تعالى، صاحب الكتاب العظيم "في ظلال القرآن".
- الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور، صاحب التفسير العظيم "التحرير والتنوير".
- الأستاذ الداعية الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "الأساس في التفسير".
- الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى، الذي ارتبط اسمه بالقرآن، حتى إذا ما ذكر القرآن ذكر الشيخ، وإذا ذكر الشيخ ذكر القرآن.
- والشيخ الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله تعالى ورعاه, صاحب "التفسير المنير" و"الفقه الإسلامي" وغيرها من الكتب النافعة.
- والدكتور الداعية عبد الله محمود شحاتة رحمه الله تعالى، صاحب "تفسير القرآن الكريم" وغيره.
- والشيخ العلامة محمد علي الصابوني حفظه الله تعالى، صاحب المختصرات في التفسير و"روائع البيان في تفسير آيات الأحكام".



أكابر محدثي الأمة وحفاظها من الأشاعرة والماتريدية:
منهم على سبيل المثال:
- الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى، إمام وقته والذي لم يرَ مثل نفسه، وقصته مع الإمام الباقلاني تغني عن الإطالة في إثبات اتباعه لمذهب الأشعري.
- الحافظ أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى، صاحب "حلية الأولياء"، كان من الطبقة الثانية من أتباع الإمام الأشعري، أي من طبقة الإمام الباقلاني والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني والحاكم وابن فورك رحم الله الجميع.
- الحافظ أبو ذر الهروي عبد بن أحمد رحمه الله تعالى، عدّه الحافظ ابن عساكر في الطبقة الثالثة ممن أخذ عن أصحاب أصحاب الأشعري.
- الحافظ أبو طاهر السلفي رحمه الله تعالى، ذكره التاج السبكي في الخامسة.
- الحافظ الحاكم النيسابوري رحمه الله تعالى، صاحب "المستدرك على الصحيحين"، وإمام أهل الحديث في عصره، وشهرته تغني عن التعريف به، اتفق العلماء على أنه من أعلم الأئمة الذين حفظ الله بهم هذا الدين .. ذكره الحافظ ابن عساكر في الطبقة الثانية، أي من أصحاب أصحاب الإمام.
- الحافظ ابن حبان البستي رحمه الله تعالى، صاحب "الصحيح" وكتاب "الثقات" وغيرها، الإمام الثبت القدوة إمام عصره ومقدم أوانه.
- الحافظ أبو سعد بن السمعاني رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "الأنساب".
- الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى، صاحب التصانيف التي طار صيتها في الدنيا والمؤلفات المرضية عند المؤيدين والمخالفين.
- الإمام الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "تاريخ مدينة دمشق"، الذي لم يترك فيه شاردة ولا واردة إلا أحصاها.
- الإمام الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى، ذكره الحافظ ابن عساكر أول الطبقة الرابعة.
- الإمام الحافظ محي الدين يحيى بن شرف النووي رحمه الله تعالى، صاحب المؤلفات النافعة التي كتب الله لها القبول في الأرض وبين الناس، مثل كتاب "رياض الصالحين" و"الأذكار" و"شرح صحيح مسلم" وغيرها.
- الإمام المحقق بقية الحفاظ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائي، الذي لم يخلف بعده في الحديث مثله، ولم يكن في عصره من يدانيه في علم الحديث.
- شيخ الإسلام الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى، وهو أول من ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، التي كان لا يليها إلا أشعري.
- الإمام الحافظ ابن أبي جمرة الأندلسي مسنِد أهل المغرب رحمه الله تعالى ورضي عنه، صاحب كتاب "بهجة النفوس في شرح مئة حديث من صحيح البخاري".
- الإمام الحافظ الكرماني شمس الدين محمد بن يوسف رحمه الله ورضي عنه، صاحب الشرح المشهور على صحيح البخاري.
- الإمام الحافظ المنذري رحمه الله تعالى، صاحب "الترغيب والترهيب".
- الإمام الحافظ الأبي رحمه الله تعالى، شارح صحيح مسلم.
- الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى، صاحب أعظم شرح على صحيح البخاري المسمّى بـ "فتح الباري" والذي قيل فيه: لا هجرة بعد الفتح.
- الإمام الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى.
- الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى، شارح الصحيح.
- الإمام الحافظ المناوي رحمه الله تعالى.
وغيرهم من أئمة الحديث وحفاظ الأمة ، كانوا من أهل السنة الأشاعرة والماتريدية.
أكابر فقهاء وأصوليي الأمة من الأشاعرة والماتريدية:
قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى: (( وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه – يعني مذهب الأشعري –، وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه، وهل من الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق له، أو منتسب إليه، أو راضٍ بحميد سعيه في دين الله، أو مُثْنٍ بكثرة العلم عليه))اهـ. [تبيين كذب المفتري لابن عساكر: (410).]
وقال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى: (( وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام أن عقيدته - يعني الأشعري - اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب، وشيخ الحنفية جمال الدين الحصيري))اهـ. [طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: (3/365).]
وقول هؤلاء الأعلام يغني عن الإفاضة بذكر أسماء الفقهاء والأصوليين من علماء المذاهب الأربعة المتبوعة، وإلا فإنهم لا تكفيهم مجلدات لحصر أسمائهم، ومن اطلع على كتب طبقات وتراجم علماء المذاهب رأى ذلك جليا، فقد فاقوا نجوم السماء عدّا وسَمَوْا عليها جدّا .
أعلام الأمة في اللغة والأدب من الأشاعرة والماتريدية:
قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني رحـمه الله تعالى: (( وجملة الأئمة في النحو واللغة من أهل البصرة والكوفة في دولة الإسلام كانوا من أهل السنة والجماعة وأصحاب الحديث والرأي.
وكذلك لم يكن في أئمة الأدب أحد إلا وله إنكار على أهل البدعة شديد وبُعدٌ من بدعهم بعيد، مثل الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب وسيبويه والأخفش والزجّاج والمبرد وأبي حاتم السجستاني وابن دريد والأزهري وابن فارس.
وكذلك من كان من أئمة النحو واللغة مثل الكسائي والفراء والأصمعي وأبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة وأبي عمرو الشيباني وأبي عبيد القاسم بن سلام .. وما منهم أحد إلا وله في تصانيفه تعصّبٌ لأهل السنة والجماعة ورَدٌّ على أهل الإلحاد والبدعة، ولم يقرّ واحد في شيء من الأعصار من أسلاف أهل الأدب بشيء من بدع أهل الأهواء، ومن كان متدنساً بشيء من ذلك لم يَجُزْ الاعتماد عليه في رواية أصول اللغة وفي نقل معاني النحو، ولا في تأويل شيء من الأخبار، ولا في تفسير آية من كتاب الله تعالى ))اهـ. [التبصير في الدين لأبي المظفر الإسفراييني: (1/190)، الفرق بين الفرق لأبي منصور البغداي: (183)، إتحاف السادة المتقين للزبيدي: (2/102).]
هؤلاء هم المتقدمون من أئمة اللغة والأدب والنحو، ثم جاء مَنْ بعدهم وساروا على نفس الطريق السويّ في الاعتقاد، لم يبدلوا ولم يغيروا، مثل الإمام ابن الأنباري، وابن سيده صاحب كتاب "المخصص" في اللغة، وابن منظور صاحب كتاب "لسان العرب"، والجوهري صاحب "الصحاح"، والمجد الفيروزآباذي صاحب كتاب "القاموس المحيط"، والمرتضى الزبيدي صاحب كتاب "تاج العروس" .. ومن النحويين محمد ابن مالك صاحب "الألفية" المشهورة في النحو، وشارحها ابن عقيل وابن هشام المصري، وغيرهم ممن لا غَناء لمتعلم أو متأدب عن كتبهم ومصنفاتهم .. وكلهم كانوا على عقيدة أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم.
كُتّاب سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من الأشاعرة والماتريدية:
قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني رحمه الله تعالى: (( علوم المَغَازِي والسِّيَر والتواريخ والتفرقة بين السقيم والمستقيم، ليس لأهل البدعة من هو رأس في شيء من هذه العلوم .. فهي مختصة بأهل السنة والجماعة)) اهـ. [التبصير في الدين لأبي المظفر الإسفراييني: (1/192).]
وممن صنّف في السير والمغازي من الأشاعرة والماتريدية, فبَلَغَتْ مصنفاتُه ما بلغ الليل والنهار:
- الإمام البيهقي رحمه الله تعالى, صاحب دلائل النبوة.
- الإمام أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى, صاحب دلائل النبوة أيضاً.
- القاضي عياض رحمه الله تعالى, صاحب الشفا في شمائل وأحوال المصطفى , الذي ليس له نظير.
- الإمام الحَلَبِيّ رحمه الله تعالى, صاحب السيرة الحلبية, المسماة بـ"إنسان العيون".
- الإمام السُّهَيْلِيّ رحمه الله تعالى, صاحب "الروض الأنف".
- الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى, صاحب "المواهب اللَّدُنِّيّة".
- الإمام الصالحي الدمشقي رحمه الله تعالى, صاحب "سبل الهدى والرشاد".
- العلامة المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون رحمه الله تعالى.
- الحافظ ابن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى، صنف "السيرة"، و"دلائل النبوة" في كتابه البداية والنهاية.
ومن المعاصرين:
- الشيخ الداعية العلامة محمد الغزالي رحمه الله تعالى، وكتابه الرائع "فقه السيرة".
- العلامة الكبير الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، كتب "فقه السيرة" أيضا.
- الشيخ محمد الخضري بك، صاحب نور اليقين.
- الدكتور أحمد الطيب النجار أحد رؤساء جامعة الأزهر الشريف، صنف "السيرة النبوية"، وهي تدرس إلى الآن في المعاهد الأزهرية.
ومصنفات هؤلاء الأئمة المتقدمين والمتأخرين كذلك هي أهم المراجع التي عليها المعتمد في سيرة المصطفى ، وكلهم على عقيدة الأشاعرة والماتريدية, وعلى ما كان عليه المتقدمون من كتاب السيرة الأوائل, مثل ابن إسحاق والواقدي وابن سعد وابن هشام وغيرهم من أكابر العلماء في السيرة والمغازي.
وكذلك مَنْ صَنَّفَ في التواريخ من الأئمة غالبهم من الأشاعرة والماتريدية:
- مثل الإمام الحافظ ابن عساكر، في كتابه الفذ "تاريخ مدينة دمشق".
- والإمام الخطيب البغدادي، في كتابه "تاريخ بغداد".
- والعلامة عبد الرحمن بن خلدون، في كتابه "العبر وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" المشهور باسم تاريخ ابن خلدون..
- والعلامة ابن الأثير صنف "الكامل".
- والحافظ ابن كثير، صنف "البداية والنهاية".
- والعلامة عبد الرحمن الجبرتي رحمه الله تعالى، صنف كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار".
- والعلامة محمد ابن إياس الحنفي الماتريدي، صنف كتابه " بدائع الزهور في وقائع الدهور". وغيرهم كثير وكثير.
وكذلك من صنّف في تراجم الأعلام:
- مثل الإمام الصَّفَدِيّ رحمه الله تعالى في كتابه الوافي في الوفيات، الذي اختصره في كتابه "أعيان العصر".
- الإمام الباخرزي رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "دمية القصر".
- وابن شاكر الكتبي رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "فوات الوفيات".
- قاضي القضاة ابن خلكان الشافعي رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "وفيات الأعيان".
وكُتَّاب تراجم طبقات علماء المذاهب الفقهية، وأصحاب كتب التراجم التي وُضعت حسب القرون:
مثل "الدرر الكامنة" و"إنباء الغُمْر"، كلاهما للحافظ ابن حجر, و"الضوء اللامع" للحافظ السخاوي، و"مرآة الزمان" لسبط ابن الجوزي، و"مرآة الجنان" لليافعي، و"خلاصة الأثر" للمحبّي, و"سلك الدرر" للمرادي, و"الكواكب السائرة" للغَزِّيّ، و"الديباج المذهّب" لابن فرحون، وغيرهم الكثير.
ومما يلحق بما مرّ وهو قريب منه، ما صُنّف في الأنساب والأماكن والبلدان:
مثل كتاب "الأنساب" للإمام السمعاني, و"معجم البلدان" لياقوت الحموي, و"معجم ما استعجم" للبكري, وغير ذلك كثير جداً .. كل أولئك كانوا إما أشاعرة أو ماتريدية.
ونحن في كل هذا إنما نقتصر على من كان معروفاً بين الناس, وإلا فالأمر لا يدخل تحت الجهد والطاقة .. وهؤلاء الذين ذكرناهم وعدّدنا مصنفاتهم، سواء في القرآن وعلومه أو الحديث أو الفقه والأصول أو علوم العربية أو التواريخ والمغازي والسير وغير ذلك، هم عبارة عن مَرَاجِعِ المكتبة الإسلامية التي لا غناء لكاتب أو باحث في أي فن عنها.
وعلى الجملة .. فإن التاريخ على مدى أدواره كلها منذ منتصف القرن الرابع هو خير شاهد على أن مذهب الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم من أهل السنة بجميع طوائفهم هو المذهب الغالب السائد، فأينما ارتحلتَ في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه وشماله وجنوبه, فرايات أهل السنة أعلى ما تراه، ومهما بالغتَ بالرجوع في أحقاب الزمن لن تجد مذهبهم إلا غالباً على كل ما سواه، وذلك لحديث المصطفى  "لا تجتمع أمتي على ضلالة " [صحيح: الزرقاني في مختصر المقاصد: (1179)..]
أضف إلى ذلك .. تلك الصروح الشامخة والمراكز العلمية، التي كانت ولا زالت تنشر النور في جميع أصقاع العالم الإنساني:
مثل الجامع الأزهر في مصر، وجامع القرويين في المغرب، وجامع الزيتونة في تونس، والجامع الأموي في دمشق، وندوة العلماء في الهند، وغيرها من منارات العلوم المبثوثة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كلها تتبنى إما مذهب الأشاعرة أو الماتريدية.
ومن قبلها المدارس الإسلامية التي قامت في حواضر العالم الإسلام قديماً:
مثل المدارس النظامية نسبة للوزير نظام المُلْك، وهي كثيرة، حتى قيل بأنه لا تخلو مدينة من مدن العراق وخراسان من إحداها، وهي من أهم الأسباب في انتشار المذهب السني. ومن أشهرها نظامية بغداد, التي كانت أكبر جامعة في الدنيا يومئذ. وَلِيَ مَشْيَخَتَهَا الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى، وممن وليها أيضاً الإمام الغزالي رحمه الله تعالى، ونظامية نيسابور التي ولي مشيختها إمام الحرمين الجويني رحمه الله تعالى، وبعده الإمام الغزالي أيضاً.
ومن تلك الصروح العلمية التي كان لها أكبر الأثر في التاريخ الإسلامي والحركة العلمية في العالم الإسلامي أجمع مدرسة دار الحديث الأشرفية، التي كان شرط واقِفِهَا أن لا يلي مشيختها إلا أشعري، وكان أول من استلم مشيختها الحافظ أبو عمرو ابن الصلاح رحمه الله تعالى، ثم تعاقب الأئمة بعده، فمنهم الإمام الرباني الحافظ يحيى بن شرف النووي رحمه الله تعالى, والحافظ جمال الدين المَزِّيّ, والحافظ تقي الدين السبكي, والحافظ ابن كثير، وغيرهم .. والذين تخرجوا فيها من العلماء لا يُحصَوْن كثرة .. وهكذا استمرّت هذه المدرسة بإخراج العلماء والأئمة والحفاظ والفقهاء والمقرئين قروناً طويلة .. وبقيت كذلك حتى القرن الحادي عشر الهجري، ثم بدأ يدب إليها الضعف, وذلك تبعاً لما كان يمرّ به العالم الإسلامي من تفكك وخور .. ثم هيأ الله لها عالِمين جليلين استطاعا بجهودهما أن يعودا بالمدرسة إلى سابق عهدها، فاستؤنفت فيها حلقات العلم وقراءة الحديث وروايته منذ عام 1272هـ.
كان ذلك بجهود الشيخ يوسف المغربي, ودعم الأمير عبد القادر الجزائري، الذي افتتح المدرسة بقراءة صحيح البخاري، وكان عملهما ذاك كان تمهيداً لبروز مجدد القرن الرابع عشر الهجري المحدث الأكبر محمد بدر الدين الحسني, الذي تسلم مشيختها وأعاد لها عزها ومجدها وفخرها، فمن دار الحديث وعلى يدي شيخها المحدث الأكبر تخرج علماء الشام والبلدات الشامية، وما من عالم بدمشق في عصرنا الحاضر أو طالب علم إلا وهو تلميذ له أو تلميذ لتلاميذه.

سلاطين الأمة وفاتحوها وأبطالها سابقا وحاضرا أشاعرة وماتريدية:
منهم الملك المجاهد الشهيد عماد الدين زنكي، وابنه الملك العادل المجاهد نور الدين محمود رحمه الله تعالى ورضي عنه .. وقد كانا معروفيْن بالتدين، ومحبة العلم وأهله، ومحاربة البدع الاعتقادية والعملية، والسلطان المجاهد الناصر لدين الله تعالى صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وهو الذي حظي بشرف تطهير المسجد الأقصى من الصليبيين.
يقول الجبرتي عن الأشاعرة وصلاح الدين: (( وأظهر الناصر يوسف الشريعة المحمدية، وطهر الإقليم من البدع والتشيع والعقائد الفاسدة، وأظهر عقائد أهل السنة والجماعة, وهي عقائد الأشاعرة والماتريدية، وبعث إليه الإمام أبو حامد الغزالي بكتاب ألفه له في العقائد، فحمل الناس على العمل بما فيه، ومحا من الإقليم مستنكرات الشرع وأظهر الهدي )) [عجائب الآثار للجبرتي: (1/10).]اهـ.
ومنهم الملك الصالح نجم الدين أيوب، والملك المظفر المجاهد التقي سيف الدين قطز رحمه الله تعالى، الذي حظي بشرف دحر التتار عن بلاد الإسلام، والملك المجاهد الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، والملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفي، وابنه الملك الناصر محمد بن قلاوون وابنه السلطان حسن، وبقية السلاطين من نسل قلاوون، ومن جاء بعدهم من حكام وسلاطين دولة المماليك، حتى أنهى حكمها العثمانيون.
ومما يُستشهد به لإثبات فضل السادة الأشاعرة والماتريدية: ما جاء في الحديث من الدعاء والثناء على الجيش الذي يفتح القسطنطينية, وأمير ذلك الجيش .. وهو من الإشارات الباهرة لحبيبنا الذي لا ينطق عن الهوى، رسول الله .
فقد روى جمع من الأئمة عن بشر الغنوي عن النبي  قال: "لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ" [صحيح: البخاري في التاريخ الكبير والصغير، وأحمد في مسنده، والبزَّار، وابن خزيمة، والحاكم وصححه، وأقره عليه الذهبي، وابن عبد البر في الاستيعاب وحسنه].
وهذا الحديث حَدَا بكثير من المسلمين منذ زمن الصحابة إلى الذين بعدهم والذين بعدهم أن يحاولوا الكَرَّة بعد الكرة فتح القسطنطينية، وما ذلك إلا ليحظوا بهذا الشرف السامي والثناء العظيم العاطر من المصطفى ، فذخر الله هذا الشرف وهذه المنقبة للسلطان العثماني ماتريدي العقيدة، محمد الفاتح رحمه الله تعالى، ولجيشه المقدام الجسور .. وفتحت القسطنطينية وفاز الفاتح وجيشه بثناء رسول الله .
ومما لا يخفى على شادٍ في التاريخ, أن محمداً الفاتح والعثمانيين جميعاً كانوا أحنافاً في الفروع، ماتريدية في الاعتقاد.
والسؤال الذي يرد هنا: أيكون ثناء رسول الله  على مبتدع وضال ؟! .. أيصح أن يكون هذا الثناء العاطر على فاتح القسطنطينية من نصيب منحرف في الاعتقاد ؟!
ومن متأخري الأبطال والمجاهدين الذين يفخر أهل السنة والجماعة بهم: الأسد الهصور عمر المختار رحمه الله تعالى، وهو أحد أعلام وأتباع الحركة السنوسية المباركة، والعلامة المجاهد الصوفي الناسك بديع الزمان سعيد النُّورْسي رحمه الله تعالى محيي الإسلام في تركيا بعد أن كادت تودي به رياح اللادينية الأتاتوركية، والبطل المجاهد عز الدين القسام رحمه الله تعالى، وهو من أعلام العلماء النُّسّاك المتصوفة والمجاهدين، والبطل المجاهد عبد القادر الجزائري رحمه الله تعالى، والبطل المجاهد الشهيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، والبطل المجاهد الإمام شامل في القوقاز .. وغير هؤلاء الكثير ممن لا يحصيهم إلا خالقهم سبحانه وتعالى.
وهؤلاء بعض الذين اشتهروا بين الخواص والعوام على السواء .. فمفاخر أهل السنة لا تدخل تحت الحصر, وأنَّى لنا بكيل ماء البحر أو عدِّ نجوم السماء، وإنما كان ذِكْرُ هؤلاء الأكارم استئناساً لا استشهاداً، إذ فيما ذُكِر سابقاً من الحجج والبراهين كفاية وبلاغ.
ورحم الله الإمام عبد القاهر البغدادي إذ يقول: (( لا خصلة من الخصال التي تُعدّ في المفاخر لأهل الإسلام من المعارف والعلوم وأنواع الاجتهادات, إلا ولأهل السنة والجماعة في ميدانها القدح المعلى والسهم الأوفر )) [الفرق بين الفرق للبغدادي: (283).]اهـ.
ورحم الله الإمام العلامة عبد الله بن علوي الحداد حيث قال: (( اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام - علماؤها ودهماؤها -, إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مرّ الأيام والسنين، وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغة والتاريخ )) [نيل المرام شرح عقيدة الإسلام لعبد الله بن علوي الحداد: (8).]اهـ.
فللمسلم العاقل أن يتساءل بعد كل ما مر وما قيل:
ما الهدف من القدح بأعلام المسلمين، وإسقاط الهيبة والتوقير من قلوب الأجيال المسلمة لهم ؟!!
لماذا يصر البعض على تحطيم صروح الدين من خلال تحطيم أعلامه ورموزه؟!
تُرى .. ألا يمكن أن يقام مجد للمتأخرين إلا على أنقاض شرف الأولين؟!
لذا – ورغم كل ما ذُكر من أسماء العلماء والحفاظ والسلاطين والمجاهدين والعظماء - سأحاول مستعينا بالله تعالى من خلال هذه الوريقات أن أثبت بالدليل القاطع أن الأشاعرة والماتريدية هم الامتداد الصحيح والتطور الطبيعي لأفكار السلف الصالح, وأنهم أهل السنة والجماعة .. وبعدها سيتضح أمر المجسمة كذلك لكل ذي عينين باصرتين.
----------------------------------------------------
1- جاء هذا الإحصاء لأسماء المفسرين والمحدثين والفقهاء واللغويين والقواد والسلاطين والمجاهدين الأشاعرة والماتريدية في كتاب "أهل السنة الأشاعرة.. شهادة علماء الأمة وأدلتهم" – للأستاذين حمد السنان وفوزي العنجري، ص: (248-268).









قديم 2011-07-19, 20:22   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عــــادل الميـــلي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [font=&quot
اسامه الفرجيوي;6508779[/font]]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [font=&quot
مالك أخي كل كلمة يقولها اهل السنة إلا وأعقبتها بهل تقصد ؟
أنا لا أقصد فكلامي واضح أما ان كنت لا تفهم العربية فتلك مشكلتك ؟
اذا قلت لك أين الله ؟ لماذا ترد بماذا تقصد

حسنا سأجيبك : أقصد ما قصده رسول الله ؟

هل تعلم ما قصده رسول الله ؟ أم أن الصحابة فهموا قده ولم يوصلوه لنا ؟ أم أنهم لم يفهموه ورسول الله لم يوضح لهم قصده ؟


سؤالي في واد وجوبُك في واد!!..فراجع نفسك.

اقتباس:
ثم انت لا تثبت على العرش شيئا فلماذا تقول : من فوق عرشه
وإذا لم ينزل الله في الثلث الأخر هل تفهمني قصد رسول الله : ماذا ينزل في الثلث الآخر من الليل ؟

أولا:من تعليقك الأول علمت أنّك لم تفهم كلامي، فسألتك عن قصدك تنبيها لك.. إذ جعلت قول السلفيين قولا لي، وما أنا إلا مخبرٌ عما أعلمه عن اعتقادهم في نزول الله..فراجع نفسك هنا أيضا...وبعدها ناقشني.
ثانيا
:قلت أنّي لا أثبتُ على العرش شيئا.. وهذا غير صحيح.. فتثبّت فيما تنسبه لغيرك.

اقتباس:
أرفق بنفسك عادل الميلي******* مالي أراك تقول بكلام أهل التأويل
أرفق بنفسك فالحياة قصيرة ****** وأخشى أن تحشر مع أهل التعطيل
أردت تنزيه الإله عن مشابهته ******* لخلقه فصرت تحرف المعنى بتبديل
أرفق بنفسك لا أخالك جاهلا ****** بضلال أهل التأويل والتعطيل

ليس الأمر كما تتصوره.









قديم 2011-07-20, 09:28   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
جرح أليم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عــــادل الميـــلي مشاهدة المشاركة


سؤالي في واد وجوبُك في واد!!..فراجع نفسك.

ولم أراجع نفسي فأنت دائما تجيب بها تقصد ؟ وإنما أردت أن أنبهك



أولا:من تعليقك الأول علمت أنّك لم تفهم كلامي، فسألتك عن قصدك تنبيها لك.. إذ جعلت قول السلفيين قولا لي، وما أنا إلا مخبرٌ عما أعلمه عن اعتقادهم في نزول الله..فراجع نفسك هنا أيضا...وبعدها ناقشني
.


وما شانك في قول السلفيين ؟ نحن طلبنا قولك ونريد أن نتبع الحق


ثانيا
[size=5]:قلت أنّي لا أثبتُ على العرش شيئا..
إما أنك تنسى كثيرا أو انك متذبذب الأقوال
وهذه أجابة سايقة لك معي :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عــــادل الميـــلي مشاهدة المشاركة
size]
الله قريب مجيب وليس هو في مكان..




وهذا غير صحيح.. فتثبّت فيما تنسبه لغيرك
.


ليس الأمر كما تتصوره.
بلى لعلك تفيق !









قديم 2011-07-06, 09:57   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي





الحمد لله الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ الذي لم يتَّخِذ صاحبةً ولا ولدا،
جلَّ ربي لا يُشبه شيئا ولا يشبِهُهُ شىءٌ ولا يَحُلّ في شىءٍ ولا ينحلُّ منه شىءٌ،
جلَّ ربي تنـزَّه عنِ الأينِ والكيفِ والشكلِ والصورةِ والحدِّ والجهةِ والمكان،

ليس كمثلِهِ شىءٌ وهو السميعُ البصير.



نسمع كثيرا من الوهابية يقولون ساق ليست كساقنا وملل ليس كمللنا ويد ليست كأيدينا ويقصد الجارحة فيقول للفيل يد وللقطة يد فهل يد الفيل كيد القطة والعياذ بالله من المشبهة المجسمة. وقد قال أحد المجسمة في عصرنا فسبحان رب العرش الذي جلس على العرش والعياذ بالله فنقول لهذا التافه تقول سبحان أي تنزه ثم تقول جلس!! فهذا يدل على غبائك وحمقك.


وللرد على هؤلاء المجسمة سوف نسرد بعض الأقوال التي تدل على أنه لا بد من التأويل كما اول بعض السلف الصالح او تفويض المعنى لله تعالى كما فعل السلف الصالح مع إعتقاد ان الله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه وتنزيهه تعالى عن المكان. سنبدا أولا بإثبات جواز التاويل فنقول لهؤلاء المجسمة ماذا تقولون في قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وقوله تعالى حكاية عن سيدنا عيسى {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} هنا لو قال الوهابية أن لله نفسا لجعلوا الله يموت والعياذ بالله ولا بد لهم من تأويلها. أما الآية الآية الكريمة {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} فقال المفسرون أي تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك وقيل المعنى تعلم ما لا أعلم ولا أعلم ما تعلم. وليس المعنى أن الله له نفس بمعنى الروح بل الله هو خالق الروح وخالق الجسد، الله ليس روحًا وجسدًا ولا هو روحٌ فقط ولا هو جسدٌ فقط ولا هو جسدٌ بلا روح.

ثم نقول لهم ماذا تقولون في قوله تعالى {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ} وقوله تعالى {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} فهل تدعون أنه نسيان لا كنسياننا والله تعالى يقول {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} فهل تأولون أم ماذا يا وهابية؟؟؟؟؟ وجاء في صحيح مسلم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ...". فهل يا مجسمة يجوز لنا أن نقول نثبت لله صفة المرض ولكن ليس كمرضنا ؟؟؟ وهل يجوز أن نعتقد أن العبد إذا مرض مرض الله تعالى أيضا وكان عند المريض على ظاهره وحقيقته ؟؟؟؟ تقدس ربي وتنزه، وأما هذا الحديث فمعناه كما قال الامام الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم "قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد، تشريفا للعبد وتقريبا له، قالوا: ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي".

وعلى هذه القاعدة الواضحة للتأويل سار عليها الصحابة والتابعون وأتباعهم وأئمة الاجتهاد والحفاظ المحدثون وسوف ننقل لكم بعض تأويلاتهم حتى يزداد القلب طمأنينة وانشراحا فنقول ممن أول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "اللهم علّمه الكتاب" فقد نقلت عنه تأويلات كثيرة فيما يتعلق بمسألة الصفات بأسانيد صحيحة نذكر بعضها مع ذكر تأويلات بعض أئمة أهل السنة الأعلام.

1- أول ابن عباس قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} فقال "يكشف عن شدة" فأول الساق بالشدة. ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13 / 428) والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره (29 / 38) حيث قال في صدر كلامه على هذه الآية "قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمر شديد". ومنه يتضح أن التأويل كان عند الصحابة والتابعين وهم سلفنا الصالح.

2- أول ابن عباس رضي الله عنه أيضا قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قال "بقوة" كما في تفسير الحافظ ابن جرير الطبري (7 / 27).

3-أول ابن عباس النسيان الوارد في قوله تعالى {فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} بالترك ، كما في تفسير الحافظ الطبري مجلد 5 / جزء 8 / ص 201. حيث قال ابن جرير "أي ففي هذا اليوم، وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول نتركهم في العذاب".

4- أول ابن عباس رضي الله عنهما للكرسي بالعلم فقد جاء في تفسير الطبري (3 / 7) عند تفسيره لآية الكرسي ما نصّه "اختلف أهل التأويل في معنى الكرسي الذي أخبر الله تعالى ذكره في هذه الآية أنه وسع السموات والأرض، فقال بعضهم: هو علم الله تعالى ذكره.. وأما الذي يدُلُّ على ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أنه قال: هو علمه"

5- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ المجيء فقد جاء في تفسير النسفي رحمه الله تعالى (4 / 378) عند قوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} ما نصّه "هذا تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه، فإن واحداً من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصّه، وعن ابن عباس: أمره وقضاؤه"

6- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الأعين في قوله تعالى {وَاصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} قال رضي الله عنه "بمرأى منا" تفسير البغوي 2 / 322. وقال تعالى {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} قال رضي الله عنه "نرى ما يعمل بك" تفسير الخازن 4 / 190

7- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الأيد في قوله تعالى قال تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} قال رضي الله عنه "بقوّة وقدرة" القرطبي17 / 52

8- أول ابن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} فقد جاء في تفسير الطبري (18/135) ما نصّه "عن ابن عباس قوله {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض"

9- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الوجه في قوله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} قال رضي الله عنه "الوجه عبارة عنه". وقال القرطبي في تفسيره" 17 / 165 أي ويبقى الله فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحققون من علمائنا ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم.. وقال أبو المعالي: وأما الوجه المراد به عند معظم أئمتنا وجود الباري تعالى.

10- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الجنب في قوله تعالى {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} قال رضي الله عنه "تركت من طاعة الله وأمرالله وثوابه" روح المعاني الآية 56 من الزمر

11- روى الحافظ البيهقي في كتابه مناقب الامام أحمد وهو كتاب مخطوط ومنه نقل ابن كثير في البداية والنهاية (10 / 327) فقال "روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ} أنه : جاء ثوابه. ثم قال البيهقي : وهذا إسناد لا غبار عليه".

12- روى الخلال بسنده عن حنبل عن عمه الامام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول "احتجوا علي يوم المناظرة، فقالوا : تجئ يوم القيامة سورة البقرة . . . ." الحديث، قال : فقلت لهم "إنما هو الثواب". فتأمل في هذا التأويل الصريح.

13- ونقل الحافظ ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد في قوله تعالى {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ} أنه قال "المراد به قدرته وأمره". قال "وقد بيّنه في قوله تعالى {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} ومثل هذا في القرآن {وَجَاءَ رَبُّكَ} قال: إنما هو قدرته". (دفع شبه التشبيه ص/ 141

14- تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النزول فقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال "ينزل أمره تعالى كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو" اهـ التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء8 / 105 ، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82

15- تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ الوجه فقد حكى المزني عن الشافعي في قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال "يعني والله أعلم فثم الوجه الذي وجّهكم الله إليه". الأسماء والصفات للبيهقي ص / 309

16- أوّل سفيان الثوري الاستواء على العرش، بقصد أمره، والاستواء إلى السماء، بالقصد إليها. مرقاة المفاتيح 2 / 137

17- تأويل سفيان الثوري وابن جرير الطبري للاستواء فقد قال الإمام الطبري (1 / 192) في تفسير قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} بعد أن ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه "علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته....علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال"

18- تأويل الضحاك وقتادة وسعيد بن جبير للفظ الساق فقد جاء في تفسير الطبري 29 / 38 – 39 عند قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال الضحاك "هو أمر شديد"، وقال قتادة "أمر فظيع وشدّة الأمر"، وقال سعيد "شدة الأمر". وقال الإمام الطبري قبل هذا بأسطر "قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد" اهـ.

19- تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ الوجه في قوله تعالى {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال مجاهد رحمه الله "قبلة الله". الطبري 1 / 402، الأسماء والصفات للبيهقي ص/309

20- وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} أي إلا هو. دفع شبه التشبيه ص / 113

21- تأويل الإمام الطبري للفظ العين فقد قال رحمه الله في تفسير 16 / 132 قوله تعالى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} بمرأى مني ومحبة وإرادة.

22- تأويل الحسن البصري رضي الله عنه لقوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ} جاء أمره وقضاؤه. تفسير البغوي 4 / 454. ونقل الإمام القرطبي في تفسيره القرطبي 20 / 55 نحو هذا عن الحسن البصري، وقال هناك نقلاً عن بعض الأئمة ما نصّه "جعل مجيء الآيات مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات، ومنه قوله تعالى في الحديث "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني.. واستسقيتك فلم تسقني.. واستطعمتك فلم تطعمني ".. والله جلّ ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوْتَ الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز" اهـ.

23- تأويل الإمام البخاري رضي الله عنه للضحك فقد قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في كتاب الأسمـاء والصفـات ص / 470 باب ما جاء في الضحك.. "عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة..." قال: قال البخاري معنى الضحك الرحمة. قال أبو سليمان – يعني الخطابي - قول أبي عبد الله قريب، وتأويله على معنى الرضى لفعلهما أقرب وأشبه، ومعلوم أن الضحك من ذوي التمييز يدلُّ على الرضى، والبشر والاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة، ومقدّمة إنجاح الطَّلِبة، والكرام يوصفون عند المسألة بالبشر وحسن اللقاء، فيكون المعنى في قوله " يضحك الله إلى رجلين " أي يُجزل العطاء لهما لأنه موجَب الضحك ومقتضاه" اهـ. قال الحافظ ابن حجر فتح الباري 6 / 486 مؤكداً مؤيداً لما ذهب إليه أبو سليمان الخطابي والأعلام المنزهون العارفون بالله تعالى "قلت ويدلّ على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بـ "إلى"، تقول: ضحك فلان إلى فلان. إذا توجّه إليه طلْق الوجه مظهراً للرضا به"

24- تأويل الإمام البخاري للفظ الوجه فقد قال الإمام البخاري رحمه الله في تفسير قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجـه الله. الصحيح كتاب التفسير سـورة القصص، فتح البـاري8 364 /
وقد نقلُ إجماع الأمة على منهج التأويل حيث قال الحافظ أبو الحسن علي بن القطان الفاسي رحمه الله تعالى الإقناع في مسائل الإجماع 1 / 32 – 33 "وأجمعوا أنه تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المؤمنين ويعذب منهم من يشاء، كما قال تعالى، وليس مجيئه بحركة ولا انتقال. وأجمعوا أنه تعالى يرضى عن الطائعين له، وأن رضاه عنهم إرادته نعيمهم. وأجمعوا أنه يحب التوابين ويسخط على الكافريـن ويغضب عليهم، وأن غضبه إرادته لعذابهم، وأنه لا يقوم لغضبه شيء" اهـ.

والله أعلم وأحكم
الله موجود بلا مكان















وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللَّهِ نُصْرَتُهُ إِنْ تَلَقَّهُ الْأَسَدُ فِي آجَامِهَا تَجِمُ






























قديم 2011-07-06, 10:01   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز

إن عدول هذه الأمة من الأئمة الثقات أصحاب القرون الأولى المسمين بالسلف المشهود لهم بالخيرية([1])، وكل من نحى نحوهم إلى يومنا هذا كلهم قد أثبتوا التأويل بل أولوا كثيرا من النصوص المتعلقة بتوحيد الله وصفاته وأجمعوا على أن الظاهر من النصوص المشكلة ليس هو المراد على الحقيقة تطبيقا لقوله تعالى ﴿ ليس كمثله شيء ﴾([2]) وهم بحملهم النص على غير مراده الظاهر لم يبتدعوا أمرا محدثا إنما تعلموه من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
وإليك الأدلة على ذلك:
1- قال تعالى ﴿ إنا نسيناكم﴾([3]) وقال أيضا : ﴿ نسوا الله فأنساهم﴾([4]) حيث ورد لفظ النسيان في هاتين الآيتين منسوبا إلى الله عز وجل ورغم هذا هل نستطيع أن ننسب إلى الله صفة النسيان أو نقول: ( له نسيان لا كنسياننا)؟ وهو جل جلاله يقول: ﴿ وما كان ربك نسيا﴾([5]) قياسا على قولها ( له سمع لا كسمعنا أو له بصر لا كبصرنا )؟!.
الجواب: أن هذا خطأ لا يجوز، لأن المراد من قولنا: ( له سمع لا كسمعنا ) أن نثبت له صفة السمع وننزهه في نفس الآونة من آلة السمع ألا وهي الأذن وذلك بأن نفوض علم الطريقة التي يسمع بها إليه جل جلاله وكذلك الأمر في البصر وفي كل الصفات التي أثبتها هو جل جلاله لذاته العلية، أما صفة النسيان فليست من صفاته وهي صفة نقص في حقه فلا تقاس على السمع والبصر.
2- عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى قال: « يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ....»([6]) الحديث.
وقال الإمام النووي : ( قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له قالوا: ومعنى وجدتني عنده: أي وجدت ثوابي وكرامتي... ) أهـ فتأمل . فلا يجوز لنا إذا إأن نثبت لله صفة المرض مع أن ظاهر الحديث يشير اليها، لأن ذلك يخالف العقيدة السليمة.
وإليك الآن نبذة من تأويل أولئك الرعيل الأول من السلف الصالح أهل القرون الأولى منهم سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله « اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»([7]) وقد نقلت عنه تأويلات كثيرة بمسألة الصفات نذكر منها:
3- ما قاله في قوله تعالى ﴿ فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا﴾([8]). وأن النسيان بمعنى الترك ( أي ففي هذا اليوم – ذلك يوم القيامة – ننساهم يقول نتركهم في العذاب) قال الطبري في تفسيره: ( ونقل ذلك بأسانيده عن ابن عباس ومجاهد)([9]).
4- قال تعالى ﴿ يوم يكشف عن ساق﴾([10]).
قال ابن عباس : (يكشف عن شدة ) مؤولا الساق بالشدة وكذلك اوله غيره من الصحابة والتابعين أمثال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم([11]).
5- قال تعالى ﴿ السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ﴾([12]).
قال ابن عباس: ( بقوة)([13]) ولفظة (أيد) تستعمل مجازا في معان كثيرة منها ( القوة ) كما مر، ومنها ( التفضيل والإنعام ) كقوله تعالى ﴿ واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب ﴾([14]).
ومنهم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه .
6- قال تعالى ﴿ وجاء ربك ﴾([15]) قال الإمام أحمد رضي الله عنه : ( جاء ثوابه)([16]).
قال ابن كثير : ( وكلامه – أي الإمام أحمد- في نفي التشبيه وترك الخوض في الكلام والتمسك بما ورد في الكتاب والسنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أصحابه)([17]).
7- وروى الخلال عن حنبل عن عمه الإمام أحمد بن حنبل انه سمعه يقول: ( احتجوا علي يوم المناظرة فقالوا تجيء يوم القيامة سورة البقرة ...) الحديث. قال: فقلت لهم : إنما هو الثواب). فهذا تأويل صريح منه رضي الله عنه .
8- ومنهم الإمام البخاري رضي الله عنه : فقد أول الضحك في حديث « يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة »([18]). بمعنى ( الرحمة )([19]).
9- ومنهم الإمام الطبري في تفسيره مما أوله هو بكلامه، فقد قال في قوله تعالى ﴿ ثم استوى إلى السماء ﴾([20]) ، ما نصه ( والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله : ﴿ ثم استوى إلى السماء﴾ الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع فيقال له: أي للمنكر زعمت أن تأويل قوله ( استوى) أقبل أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ولكنه إقبال تدبير ، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال([21]).
10- ومنهم الحافظ ابن حجر ، فقد قال: ( ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى والمستحيل كون ذلك من جهة الحس)([22]).
ويحسن بنا هنا ان نتطرق لموقف السلف الصالح من النصوص التي استدل بها المجسمون على إثبات الجهة لله تعالى :
· قال تعالى ﴿ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ﴾([23]).
· و قال تعالى ﴿ ويخافون ربهم من فوقهم ﴾([24]).
· و قال تعالى ﴿ وهو العلي الكبير ﴾([25]).
· و قال تعالى ﴿سبح اسم ربك الأعلى ﴾([26]).
· و قال تعالى ﴿ أم أمنتم من في السماء﴾([27]).
· و قال تعالى ﴿ إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته﴾([28]).
هذه النصوص مر عليها السلف الصالح على الحالة التي وردت فيها بدون تعطيل ولا تجسيم ولا تشبيه مع إيمانهم بأن الله تعالى متصف بصفات الكمال ومنزه عن الشرك والشبيه والمثال.
وقد لخص ابن كثير رضي الله عنه مذهب السلف بقوله: ( إنما مذهب السلف الصالح في هذا المقام: مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا) هو إمرارها كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾([29]).
بل الأمر كما قال الأئمة ، منهم:
نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: ( من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحية على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك الهدى)أهـ.
وأما معنى الفوقية في النصوص التي استدلوا بظواهرها: فإن النصوص المشتملة على لفظ ( فوق ) كقوله تعالى ﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾([30]) وغيرها.
إذا قرأنا ما قبلها وما بعدها ونظرنا اليها بتمعن نرى أن جوها جو تهديد ومناسبتها مناسبة بيان سلطة الله تعالى وعظمة سيطرته على مخلوقاته.
وأن كلمات العربية جميعها لا تعبر عن هذا الجو وتلك المناسبة كما تعبر عنها كلمة فوق التي تزيد السيطرة قوة والتسلط عظمة ولذا جاء بها القرآن لكونها أفصح كلمة عربية معبرة عن المراد ومناسبة للمقام فيكون معنى لفظ ( فوق ) هنا في هذه النصوص: السيطة والتسلط بصورة كاملة وتامة عقلا ونقلا فهو محال عقلا: لأن إثبات الجهة والحيز لله تعالى تشبيه له بمخلوقاته لأن المخلوقات تختص بجهة وحيز وتشبيه الله تعالى بالمخلوقات نقص في حقه تعالى وهو منزه عن النقص ومنزه عن التشبيه قطعا.
ومحال نقلا: لأن إثبات الجهة والحيز له تعالى شأنه مخالف لقوله تعالى ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾([31]). وإثبات الجهة والحيز لله تعالى إثبات لوجود مثيل له في شغل الجهة والحيز والله قد نفى المثيل له فبطل القول بالجهة.
ثم لو تأملنا قوله تعالى في الآية الكريمة نفسها : ﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾ مع قول فرعون ﴿ وإنا فوقهم قاهرون ﴾([32]) فهل نفهم أن فرعون ادعى أنه فوق بني إسرائيل بالجهة!!.
ولما ادعى الربوبية قال، أنا ربكم الأعلى وقد قال تعالى لسيدنا موسى ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى﴾([33]). من ادعى الجهة كان فهمه مثل فهم فرعون حيث اعتقد الجهة لله تعالى وقال: ﴿ قال يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى ﴾([34]) فرد الله عليه وسحقت عقيدته بقوله تعالى ﴿ وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ﴾([35]) أي سبيل القرب إلى إله موسى لأنه نسب إليه ما هو منزه عنه وهو الجهة والمكان.
أما النصوص المشتملة على العندية والعلو فالمراد بها التعبير عن القدرة والقهر والانتصار الكامل والدائم ومما يؤيد ذلك قوله تعالى لموسى ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى ﴾([36]) ولم يكن موسى فوق السحرة في المكان وإنما كان فوقهم معنويا حيث قهرهم وانتصر عليهم بإذن الله تعالى ويؤيده أيضا قوله تعالى ﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ﴾([37]) أي أنتم المنتصرون بالقدرة التي أمدكم الله تعالى بها وكذلك لا يجوز تفسير العلو في الآيات التي يستدل بها المجسمون بالجهة لأن في ذلك تشبيه الله تعالى بخلقه وهو مردود لقوله تعالى ﴿ هو الأول والآخر والظاهر والباطن ﴾([38]).
وأمثاله من النصوص المعارضة لفهمهم التجسيمي .
وأما عبارات الصعود والعروج والرفع والتنزيل فهي عبارات بعضها متعلق بالملائكة وهي تتصف بهذه الحركات وبعضها الآخر عبارات مجازية استعملت للدلالة على القبول أو للدلالة على المكانة الرفيعة معنويا لا مكانيا كقول القائل: رفعت المديرية كتابا إلى الوزارة . فلا يعني القائل أن الوزارة فوق المديرية مكانيا وإنما يعني أن مقام الوزارة أعلى معنويا بالنسبة للمديرية.
ولا يجوز حمل هذه العبارات على ظاهرها في حقه تعالى لأنه يثبت له الجهة والحيز وهو محال عقلا ونقلا كما قدمنا ، وكذلك مخالف لآيات عديدة منها قوله تعالى ﴿ ونحن اقرب إليه من حبل الوريد﴾([39])، وقوله تعالى ﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾([40])، وقوله تعالى ﴿ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم﴾([41])، فكيف يكون في جهة العلو ( على زعمهم ) ثم يكون مع الثلاثة والخمسة ( كما يقول هو )؟! أو يكون مع المخلوقات أينما كانوا؟! أو يكون أقرب إليهم من حبل الوريد المتصل بقلوبهم؟! فأيهما تأخذ: ما يزعمونه من الجهة المحالة عقلا ونقلا والمخالفة للنصوص أم ما يقوله تعالى عن نفسه؟! وأما النصنص التي فهموا منها أن الله تعالى في السماء كقوله تعالى ﴿ أم أمنتم من في السماء﴾([42]) ، وغيره فهي تخبر عن أعمال الملائكة الموجودين في السماء وهي تتعلق بالملائكة لأنهم في السماء فيكون معنى قوله تعالى ﴿ ءأمنتم من في السماء ﴾ هل أمن الكفار العذاب الذي تأتي به الملائكة الموجودون في السماء.
ولا يجوز أن يقال إن الله في السماء لأن السماء سبع سماوات ففي أيهن هو؟
وقال تعالى ﴿ وسع كرسيه السماوات والأرض ﴾([43]) يعني إذا كان الله في السماء فهذا يعني أن الكرسي أكبر من الله والعياذ بالله ... لأن الكرسي أكبر من السماوات والأرض.
وإذا كان الله في السماء وهي محيطة به إذن فهو اصغر منها والعياذ بالله وإذا كان الله في السماء ففي أي سماء؟! وقبل أن يخلق السماء أين كان؟! وكيف يخلق السماء ويحتاج اليها؟! وهل إذا صعدنا إلى السماء نجد الله عز وجل فيها؟!! تعالى الله عن ذلك كله علوا كبيرا.
وقوله تعالى ﴿ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب﴾([44]) فمن الذي يطوي هل يطوي نفسه؟! وقوله تعالى ﴿ والسماوات مطويات بيمينه ﴾([45]) فأين يكون الله عز وجل يومها...؟ إن هذا لشيء عجاب !! ثم إذا خرج منها فهذا يعني أنه يتحرك ويدخل السماء ويخرج منها وهذا محال في حقه عز وجل.
فإن قالوا: السماء من السمو وهو العلو وكل ما علاك فهو سماء والله تعالى فوق السماوات السبع على عرشه قلنا: بطل استدلالك بهذه النصوص لأنها تدل على أنه ( على زعمكم ) في السماء أي داخلها وأنتم تقولون إنه فوقها على العرش.
وكذلك نقول لهم : إن قولكم إن الله على العرش يلزم منه أن يكون عرشه أكبر منه فيكون قد عرف حجم الله تعالى وأنه جل جلاله أصغر من العرش! والعياذ بالله نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.
ومما تقدم تبين أم المعاني التي فهموها من هذه النصوص وأثبتوا بها لله تعالى الجهة والحيز غير مناسبة لجلاله تعالى وهي مردودة عقلا ونقلا ومخالفة للآيات والنصوص المحكمة وإنما معناها الصحيح ما ذكرناه فقط.
وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تعارض ما أثبتوه من الجهة لله تعالى وتنفي هذه المعاني المجسمة وإليك بعضا منها:
قوله تعالى ﴿ وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون﴾([46]).
فلو كان فوق عرشه كما يقول المجسمون كيف يخبر عن نفسه انه في السماوات وفي الأرض ثم لماذا يقولن إنه في السماء ولا يقولون إنه في الأرض ؟!
وقوله تعالى : ﴿ والله من ورائهم محيط﴾([47]) فلو كان في جهة الفوق والعلو فقط ( كما يزعم المجسمون ) فكيف يكون وراء المخلوقات ومحيطا بهم.
وقوله تعالى ﴿ هو الأول والآخر والظاهر والباطن ﴾([48]) فلو كان جالسا على عرشه فكيف يكون ظاهرا وباطنا؟!
وقوله تعالى ﴿ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ﴾([49]) ، وقوله تعالى ﴿ وهو معكم أينما كنتم﴾([50]) وقوله تعالى ﴿ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم﴾([51]).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء »([52]).
فلو كان الله على عرشه ( على زعم المجسمين ) فكيف يكون العبد على حالة سجوده أقرب ما يكون من ربه؟ وهل السجود إلا على الأرض؟ وهل هو إلا اتجاه نحو الأسفل؟ مما يؤكد خطأ فهمهم لظواهر النصوص التي استدلوا بها على إثبات جهة العلو والفوقية لله تعالى ونسبوا له الحد والحيز جهلا.
ثم قولنا دائما بعد لفظ الجلالة كلمة ( تعالى ) هل هو إلا تنزيه مستمر له جل جلاله عن كل نقص وتشبيه وعن كل ما يخطر في عقولنا القاصرة.
وفي هذا القدر من الايات المعارضة لمذهبهم في الجهة كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع للبراهين والتفسير المناسب لجلاله تعالى وهو شهيد لكمال الله تعالى المطلق وتنزيهه عن الشبيه والمثال([53]).
11- ومنهم الإمام النووي كما مر في بداية البحث عند الكلام عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ربه عز وجل قال: « ابن آدم مرضت فلم تعدني ..»([54]) الحديث.
12- ومنهم الإمام سفيان بن عيينة رضي الله عنه : فقد أول حديث « لآخر وطأة وطئها الرحمن بوجٍِ»([55]) فقال: آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطائف.
13- ومنهم الإمام سفيان الثوري رضي الله عنه : فقد سأله معدان عن قوله تعالى ﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾([56]) فقال: بعلمه.
14- ومنهم الإمام الترمذي رضي الله عنه : فقد ذكر في سننه بعد حديث الرؤية الطويل الذي فيه : ( فيعرفهم نفسه )([57]) قال: ( ومعنى قوله في الحديث: فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم)([58]).
15- ومنهم الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: فقد قال في حديث نزول الله تعالى : « ينزل ربنا تبارك وتعالى أي أمره»([59]).
16- ومنهم الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه في كتاب : ( الإبانة ) وكتابه ( رسالة أهل الثغر ) فقد قال في كتاب الإبانة : ( وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواءا منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى فوقية لا تيزده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد )([60]).
17- ومنهم الإمام الحافظ ابن حبان رضي الله عنه : حيث أول حديث : ( حتى يضع الرب جل جلاله قدمه فيها ، أي جهنم )([61]) فقال: ( هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي يعصى الله عليها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ فتقول : قط قط، تريد حسبي حسبي لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع. قال الله جل جلاله ﴿ لهم قدم صدق عند ربهم ﴾([62]) يريد: موضع صدق لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه)([63]).
18- ومنهم الإمام النضر بن شميل رضي الله عنه حيث أول الحديث: ( حتى يضع الرب قدمه فيها ) أي : ( من سبق في علمه أنه من أهل النار ).
19- ومنهم الإمام الزهري رضي الله عنه : فقد أوله أيضا بأنه : ( من سبق في علم الله أنه من أهل النار ).
20- ومنهم الإمام الحسن البصري رضي الله عنه فقد قال: ( القدم. هم الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبتهم لها ).
هذه عشرون شخصية من أعظم الشخصيات من السلف الصالح أصحاب القرون الأولى ومن بعدهم مع ما هو مذكور في باب ( السنة والبدعة ) كلها تثبت أن التأويل ثابت مشروع وأنه من قواعد الشرع ونهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجميعن .


وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف




([1]) وذلك بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» أخرجه البخاري (2652) ومسلم (6419) والترمذي (3859) وابن ماجه (2362) .

([2]) سورة الشورى الآية (11).

([3]) سورة السجدة الآية (14).

([4]) سورة التوبة الآية (67).

([5]) سورة مريم الآية (64).

([6]) أخرجه مسلم (2596) والبخاري في الأدب (517) وابن حبان (269).

([7]) أخرجه الطبراني في الكبير (10587) وفي الأوسط (1444) وأحمد (1/266) والفسوي (1/494) في المعرفة والتاريخ وإسناده صحيح على شرط مسلم والبزار (2674).

([8]) سورة الأعراف الآية (51).

([9]) تفسير الحافظ ابن جرير الطبري المجلد الخامس (8/201).

([10]) سورة القلم الآية (42).

([11]) فتح الباري (13/428) وتفسي الإمام الطبري (29/ 38).

([12]) سورة الذاريات الآية (47).

([13]) تفسير الحافظ الطبري (7/27).

([14]) سورة ص الآية (17).

([15]) سورة الفجر الآية (22).

([16]) ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (10/327) ناقلا إياه عن الإمام البيهقي في كتاب ( مناقب الإمام أحمد ) الذي قال فيه: هذا إسناد لا غبار عليه.

([17]) البداية والنهاية (10/327).

([18]) أخرجه البخاري (2826) ومسلم ( 4869) ومالك (2/ 460) في الموطأ والنسائي (3166) وابن ماجه (191).

([19]) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص (470).

([20]) سورة البقرة الآية ( 29).

([21]) التفسير (1/192).

([22]) فتح الباري (6/136).









 

الكلمات الدلالية (Tags)
المسخن, الجهلي, عدوان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc