أذكر صفة أو ميزة من مميزات حبيبك - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع

أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع هنا توضع المواضيع القديمة والمفيدة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أذكر صفة أو ميزة من مميزات حبيبك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-02-23, 16:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

1. كرمه -صلى الله عليه وسلم-:

إن كرمه - صلى الله عليه وسلم- كان مضرب الأمثال، وقد كان - صلى الله عليه وسلم- لا يرد سائلاً وهو واجد ما يعطيه، فقد سأله رجل حلةً كان يلبسها، فدخل بيته فخلعها ثم خرج بها في يده وأعطاه إياها.

وفي صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: ما سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً على الإسلام إلا أعطاه، سأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فأتى الرجل قومه، فقال لهم: (يا قوم أسلموا فإن محمداً يُعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ) مسلم كتاب الفضائل باب ما سئل رسول الله شيئا قط فقال لا وكثرة عطائه (4/1806) رقم (2312)1، وكان الرجل ليجيء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه وأعز من الدنيا وما فيها، أخرج البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وقد سئل عن جود الرسول وكرمه، فقال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن، فرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة)‏. البخاري - الفتح- كتاب المناقب, باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (6/653) رقم (3554)، بمعنى أن إعطائه دائماً لا ينقطع بيسر وسهولة، وها هي ذي أمثلة لجوده وكرمه - صلى الله عليه وسلم-.

- وحملت إليه تسعون ألف درهم فوضعت على حصير، ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلاً حتى فرغ منها.

- أعطى العباس - رضي الله عنه- من الذهب ما لم يطق حمله.

(هذا الحبيب يا محب (525- 526).









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 16:58   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

2. حلمه - صلى الله عليه وسلم -:

الحلم: هو ضبط النفس حتى لا يظهر منها ما يكره قولاً كان أو فعلاً عند الغضب، وما يثيره هيجانه من قول سيء أو فعل غير محمود. هذا الحلم كان فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم- مضرب المثل، والأحداث التي وقعت له - صلى الله عليه وسلم- شاهدة على ذلك.

- في غزوة أحد شُجت وجنتاه, وكُسرت رباعيته, ودخلت حلقات من المغفر في وجهه - صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) البخاري، الفتح كتاب الأنبياء, باب حديث الغار (6/593) رقم (3477) والجامع الصحيح (3477)، وهذا منتهى الحلم والصفح والصبر منه - صلى الله عليه وسلم-.

- والرسول-صلى الله عليه وسلم-يقسم الغنائم فقال له: ذو الخويصرة اعدل يا محمد فإن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله!! فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (ويلك فمن يعدل إن لم أعدل) صحيح مسلم, كتاب الزكاة, باب ذكر الخوارج وصفاتهم (2/755) رقم (1064)، وحلم عليه ولم ينتقم منه.

عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظر إلى صفحة عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت فيه حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فضحك وأمر له بعطاء. البخاري الفتح، كتاب الأدب, باب التبسم والضحك (10/519) رقم (6088), ومسلم, كتاب الزكاة, باب إعطاء من سأل بفحش وغلظه (2/730-731) رقم (1057).

- وعن أبي هريرة أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- يستعينه في شيء فأعطاه ثم قال: (أحسنت إليك؟) قال الأعرابي: لا، ولا أجملت، قال: فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا، قال عكرمة: قال أبو هريرة: ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم- فدخل منزله ثم أرسل إلى الأعرابي فدعاه إلى البيت فقال: (إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، فقلت ما قلت)، فزاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً، ثم قال: (أحسنت إليك)، قال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، وقلت ما قلت، وفي أنفس أصحابي شيء من ذلك، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك)، قال: نعم. قال أبو هريرة: فلما كان الغد أو العشي جاء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إن صاحبكم هذا كان جاء فسألنا فأعطيناه، وقال ما قال: وأنا دعوناه إلى البيت فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذلك؟) قال الأعرابي: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً. قال أبو هريرة: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ألا إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة، فشردت عليه، فاتبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفوراً، فناداهم صاحب الناقة: خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم، فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوناً هوناً حتى جاءت واستناخت، وشد عليها رحلها، واستوى عليها، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال، فقتلتموه دخل النار) رواه البزار في مسنده وقال: لا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا من هذ الوجه. كشف الأستار (3/159-160).

- وجاءه زيد بن سعنة أحد أحبار اليهود بالمدينة، جاء يتقاضاه ديناً له على النبي - صلى الله عليه وسلم- فجذب ثوبه عن منكبه وأخذ بمجامع ثيابه وقال مغلظاً القول: (إنكم يا بني عبد المطلب مُطلٌ) فانتهره عمر وشدد له في القول، والنبي - صلى الله عليه وسلم- يبتسم، وقال - صلى الله عليه وسلم-: (أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك يا عمر، تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي)، ثم قال: (لقد بقي من أجله ثلاث)، وأمر عمر أن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعاً لما روّعه، فكان هذا سبب إسلامه فأسلم، وكان قبل ذلك يقول: ما بقي من علامات النبوة إلا عرفته في محمد - صلى الله عليه وسلم- إلا اثنتين لم أخبرهما، يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شد الجهل إلا حلماً، فاختبره بهذه الحادثة فوجده كما وصف. رواه أبو نعيم في دلائل النبوة (1/108-112), والحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي (3/604-605), والهيثمي في مجمع الزوائد (8/239-240).

هذا شيء يسير من حلمه - صلى الله عليه وسلم










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 17:00   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

3. عفوه - صلى الله عليه وسلم-:

العفو: هو ترك المؤاخذة عند القدرة على الأخذ من المسيء المبطل، وهو من خلال الكمال، وصفات الجمال الخلقي.

قالت عائشة-رضي الله عنها-: ما خُيِّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله بها. البخاري - الفتح- كتاب المناقب باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (6/654) رقم (3560).

عن جابر بن عبد الله قال: قاتل رسول الله محارب بن خصفة، قال: فرأوا من المسلمين غرّه فجاء رجل حتى قام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالسيف فقال: من يمنعك مني، قال: (الله)، فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- السيف فقال: (من يمنعك مني؟) قال: (كن خير آخذ قدر)، قال: (أتشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله)، قال: (لا، غير أني لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك). فخلى سبيله.

فجاء أصحابه فقال: (جئتكم من عند خير الناس). (المسند (3/365)، والبخاري بنحوه كتاب المغازي, باب غزوة ذات الرقاع (7/491) رقم (4136), ومسلم بنحوه, كتاب صلاة المسافرين وقصرها – باب صلاة الخوف (1/576) رقم (843).

وعن أسامة بن زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ركب على حمار، فقال: (أي سعد ألم تسمع ما قال أبو الحباب) يريد عبد الله بن أبيّ قال: كذا وكذا، فقال سعد بن عبادة: اعف عنه واصفح، فعفا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. (البخاري، الفتح, كتاب تفسير القرآن, باب قوله تعالى: { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً}، (8/78) رقم (4566), ومسلم بنحوه, كتاب الجهاد والسير, باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم- وصبره على أذى المنافقين (3/1422-1423) رقم (1798).

- لما دخل المسجد الحرام صبيحة الفتح ووجد رجالات قريش جالسين مطأطئين الرؤوس ينتظرون حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيهم، فقال: (يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟) قالوا: أخ كريم، وابن أخٍ كريم!، قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء!) قال الألباني: لم أقف له على إسناد ثابت وهو عند ابن هشام معضل (انظر كتابه "دفاع عن الحديث النبوي" ص: 32) فعفا عنهم بعدما ارتكبوا من الجرائم ضده وضد أصحابه ما لا يُقادر قدره ولا يحصى عده، ومع هذا فقد عفا عنهم، ولم يعنف، ولم يضرب، ولم يقتل، فصلى الله عليه وسلم.

- وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه-: أن يهودية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم- بشاة مسمومة ليأكل منها فجيء بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فسألها عن ذلك، فقالت: (أردت قتلك)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ما كان الله ليسلطك على ذلك)، أو قال: (على كل مسلم)، قالوا: أفلا نقتلها؟ قال: لا. صحيح مسلم, كتاب السلام، باب السم (4/1721) رقم (2190)، البخاري- الفتح, كتاب الهبة وفضلها, باب قبول الهدية من المشركين (5/272) رقم (2617).










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 17:01   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

4. شجاعته - صلى الله عليه وسلم -:

إن الشجاعة خلق فاضل، ووصف كريم، وخلة شريفة، لا سيما إذا كانت في العقل كما هي في القلوب، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس على الإطلاق، فمن الأدلة على شجاعته ما يلي:

- شهادة الشجعان الأبطال له بذلك، فقد قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-، وكان من أبطال الرجال وشجعانهم، قال: "كنا إذا حمي البأس واحمرت الحدق نتقي برسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه". رواه أحمد في مسنده (1/156)، والبغوي (13/257).

وعن البراء قال: "كنا والله إذا احمر البأس نتقي به – يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن الشجاع منا الذي يحاذى به". مسلم كتاب الجهاد والسير , باب غزوة حنين (3/1401).

- وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أجمل الناس وأجود الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة مرة فركب فرساً لأبي طلحة عرياناً, ثم رجع وهو يقول: (لن تراعوا لن تراعوا) ثم قال: (إنا وجدناه بحراً) البخاري- الفتح، كتاب الأدب, باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل(10/470)، ومسلم كتاب الفضائل, باب في شجاعة النبي- عليه السلام- وتقدمه في الحرب (4/1802-1803) رقم (2307).

- مواقفه البطولية الخارقة للعادة في المعارك، ومنها ما كان في حنين حيث انهزم أصحابه وفر رجاله لصعوبة مواجهة العدو من جراء الكمائن التي نصبها وأوقعهم فيها وهم لا يدرون، فبقى وحده - صلى الله عليه وسلم- في الميدان يجول ويصول وهو على بغلته يقول:

أنا النبي لا كذب 000 أنا ابن عبد المطلب


عن البراء: قال لما غشيه المشركون نزل فجعل يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)، فما رُؤي في الناس يومئذ أحد كان أشد من النبي - صلى الله عليه وسلم-. البخاري-الفتح، كتاب الجهاد والسير, باب من قال خذها وأنا ابن فلان (6/190) رقم (3042), ومسلم كتاب الجهاد والسير, باب في غزوة حنين (3/1401).
وما زال في المعركة وهو يقول: (إلي عباد الله!!) حتى فاء أصحابه إليه وعاودوا الكرة على العدو فهزموه في الساعة.

كانت تلك الشواهد على شجاعته -صلى ا لله عليه وسلم- وما هي إلا غيض من فيض، ومواقفه - صلى الله عليه وسلم- كلها تدل على ما كان عليه من الشجاعة, ولقد قال أنس بن مالك: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس". (البخاري كتاب الأدب, باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (10/470)، ومسلم كتاب الفضائل, باب في شجاعته - صلى الله عليه وسلم- وتقدمه للحرب (4/1802) رقم (2307)).










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 17:08   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل الناس إيماناً وأجودهم بالخير وأقربهم معروفاً وأوسعهم بذلاً، بل إن بذل الخير للآخرين وحسن المعاملة للناس كانت صفة لازمة له في سائر أيام حياته، ولما عاد من غار حراء يرتجف فؤاده عند أول لقاء له بجبريل الأمين قالت خديجة - رضي الله عنها -: "كلا والله ما يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"(1).

لقد كانت تلك هي الصفات التي أهَّلت النبي - صلى الله عليه وسلم - للمكانة السامية التي كان يتبوأها عند قومه، وكانت تلك الصفات هي الصفات التي علقت خديجة رضي الله عنها النصرة وترك الخذلان من الملك الديان، وهي صفات كلها إحسان للخلق وحسن معاملة لهم، ولم تقل خديجة للنبي - صلى الله عليه وسلم - لقد كنت في عبادة وذكر وتهجد ولن يخزيك الله - تعالى - لعبادتك وتقربك منه، ولكنها ذكرت له وجوهاً من حسن المعاملة للخلق، ثم استنتجت من ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - لن يخزى، وقد تحلى بتلك الصفات الفاضلة.

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل - عليه السلام - يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن فإذا لقيه جبريل - عليه السلام - كان أجود بالخير من الريح المرسلة"(2)، وعن أنس بن مالك قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس"(3) وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر عن أنس: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه غنماً بين جبلين فأتى قومه فقال أي قوم، أسلموا فوالله إن محمداً ليعطي عطاء من لا يخاف الفاقة، وإن كان الرجل ليجيء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه أو أعز عليه من الدنيا بما فيها"(4).

لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أولى الناس بقول القائل:

تراه -إذا ما جئته- متهللاً *** كأنك تعطيه الذي أنت سائله

تَعَوَّد بسطَ الكف حتى لَوَ انه *** أراد انقباضاً لم تطعه أنامله

ولو لم يكن في كفه غير نفسه *** لجاد بها فليتق الله سائله

هو البحر من أي النواحي أتيته *** فلُجَّتُه المعروف والجود ساحله

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسماً فقلت: والله يا رسول الله لغير هؤلاء كان أحق به منهم، قال: "إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش أو يبَخِّلوني فلست بباخل"(5).

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: "جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ببردة، فقال سهلٌ للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها، فقالت: يا رسول الله أكسوك هذه فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - محتاجاً إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها فقال: "نعم"، فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - لامه أصحابه، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها محتاجاً إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئاً فيمنعه! فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي أكفن فيها(6).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على بلال فوجد عنده صبراً من تمر فقال: "ما هذا يا بلال؟ " فقال: تمر أدخره قال: "ويحك يا بلال! أوَما تخاف أن يكون له بخار في النار؟ أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً"(7).

وقال جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أنه بينا هو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه الناس مقبلاً من حنين علقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة، فخطفت رداءه، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العضاة نعماً لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً"(8)، فهذا نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فهل من متابع؟

ــــــــــــــــــــــــ

(1) رواه البخاري، 1/4، (3).

(2) رواه البخاري، 2/672، (1803).

(3) رواه مسلم، 4/1802، (2307).

(4) رواه أحمد، 3/284، (14061).

(5) رواه مسلم، 2/730، (1056).

(6) رواه البخاري، 5/2245، (5689)، ومسلم، 2/649، (941).

(7) المعجم الكبير، 1/341، (10224).

(8) رواه البخاري، 3/1147، (2979).










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 17:23   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي تعامله صلى الله عليه وسلم الخدم

لقد كان للنبي ـ صلى الله عليه، وسلم ـ تسعة بيوت، تحتاج إلى خدمة ؛ ولذلك كان فيها الخدم . فكيف كان هذا النبي العظيم، الرؤوف، الرحيم، الكريم، يتعامل مع خدمه ؟ كيف كان حال الخدم في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه، وسلم ـ ؟
ما رأيكم نستنطق أطول هؤلاء الخدم خدمة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو سيدنا أنس بن مالك ؟ يقول : أنس بن مالك ؛ عندما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة، ذهبت بي أمي " أم سليم"، - وكان عمري عشر سنوات-، وقد خلعت خمارها ؛ كان عندها خمار زايد فشقته نصفين فائتزرت بنصف، وارتدت بنصف ؛ طبعا لما يكون رداءه نصف خمار ؛ وإزاره نصف خمار يدل على أنه صغير لا كبير ؟ صغير.. يعني عمره عشر سنوات، ثم ذهبت بي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه، وسلم ـ فقالت يا رسول الله : هذا بنيك أنيس ؛ أتيت به إليك ليخدمك، طيب .. عملت ماذا يا أم أنس مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. قال أنس : فخدمت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر سنين، وكان أنس ـ رضي الله ـ عنه طوال العشر سنين، واعيا تماما لمجيء النبي، وحياة النبي ؛ غاية الوعي، كانت عينه وأذنه أذنا، وعينا واعية، يقول أنس ـ رضي الله عنه ـ : دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة فأضاء منها كل شيء – يعني ـ أتذكر الرسول يوم دخل المدينة شعرنا بأن الضياء ملأ المدينة كلها- ولما مات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أظلم منها كل شىء. طبعا ضياء الشمس ما تغير، لكن الشيء الذي كانوا يحسونه في نفوسهم انطفأ، رؤية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر سنين ؛ فما قال لي في يوم من خلال أيام العشر سنين كلها.. عشر سنين كل سنة فيها ثلاثمائة وستين يوما.. ولا يوم من أيام العشرة سنين قال لي في يوم أف قط ..عشر سنوات ما سمع على لسانه أف، ما قال ما في يوم ضربني، ما في يوم شتمني، لا.. أقل كلمة تقال في التوبيخ أف ..هذه الكلمة لم أسمعها منه طوال عشر سنين، وكمان.. وما قال لي شيئا، وما قال لشيء فعلته لم فعلته ؟ ـ يعني ـ أنا ما عملت حاجة، ولقيته واقفا يقول لي لماذا عملت هذا ؟ ما قال لي لشيء عملته، لم عملته ؟ ولا قال لي لشيء لم أعمله، لِمَ لم تعمله ؟ فيه حياة ود، وقرب أكثر من هذا !! أن يعيش في بيت النبي عشر سنوات تتقلب فيها أحوال الحياة شدة ورخاء ؛ كرب ويسر، غضب وفرح، طوال هذا التغير كله، ما في يوم قال أف !!ما في يوم قال لماذا عملت كذا ؟ما في يوم قال لماذا لم تعمل كذا؟
طيب أنا سأسلكم، هل معقول أن سيدنا أنس طوال عشر سنوات ما أخطأ أبدا ؟!
أحد الضيوف : لا .. أكيد أخطأ.
المقدم : أكيد أخطأ كثيرا عمنا عم عبد الوهاب يقول : أخطأ كثيرا، أكيد عشر سنوات وهو طفل قدم وهو عمره عشر سنوات، و وصل للمراهقة ـ يعني سن الطيش والعنفوان ـ، قطعا لم يدع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنسا يتصالح مع خطأ، لكن لاحظوا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصلح له الخطأ بطريقة جميلة يتشربها من غير ما يحس بالتعنيف، وإلا نحن على يقين قاطع إن أنسا طوال العشر سنوات ؛ كان في مدرسة النبوة يتربى أجمل تربية، لكن من جمال تربية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أنسا ما شعر في يوم أنه يلام، أو يوبخ، أو يعنف، وإنما كان يتشرب التوجيه والتعليم والتربية بطريقة لطيفة تعيها نفسه، من غير أن يشعر أنه في موقف تعنيف، أو توبيخ، أو لوم . فكان يكتسب جميل الصفات بأسلوب نبوي رائع، حتى أنس ما شعر به، حتى أنس ما يذكر أنه ـ والله ـ استدعى يوما للتحقيق، استدعى يوما للوم، استدعى يوما للتوبيخ، مع أنه كان يتغذى تغذية نفسية جميلة، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسع أنسا الذي كان تصدر منه في صغره ـ في صغر سنه ـ ما يصدر من الصغار، كان النبي يسعه بجمال بحسن خلقه . أليس هو الذي قال عنه ربه، وهو الذي خلقه وأعلم به " وإنك لعلى خلق عظيم " فما نصيب أقرب الناس إليه من عظمة خلقه ؟ نصيبه ..سيدنا أنس يروي لنا القصة هذي حتى نرى نصيب أقرب الناس إليه من جمال خلقه .
يقول : دعاني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوما فأرسلني.. قال : اذهب إلى كذا، تدرون ماذا قال أنس للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .ما تتوقعون قال ؟ سمعا وطاعة لبيك يا رسول الله ؟ هذا طبعا المتوقع ..لكن أنسا كان صغيرا قال : لا أذهب.. تصور ـ يعني ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أوتي به إليه، وصلوات الله ـ وصلوات الله ـ وسلامه، وبركاته عليه، سيد الثقلين، يرسل صبيه الصغير يقول الصبي : لا أذهب و بعدها ماذا فعل النبي بك ؟ أنا وإياك نقول : أقل شيء المفروض، أو نتوقع أن يكون ـ يعني ـ أعلى درجات الأدب ؛ أنه يقول : طيب خلاص يا ابني، روح لأهلك، ومع السلامة، ما هو أمك جابتك تقول يخدمك خلاص مع السلامة، وبعدين، راح لأمه وقال : أنت أرسلت لي ابنك يخدمني، ترى أرسلته وما رضي يروح، هذا إذا سلم من العقاب . لكن ما الذي جرى ؟ احتوى النبي هذا الموقف، يقول أنس : فذهبت ..الآن هو قال لا أذهب، ثم ذهب، وأظهر للنبي أنه خلاص طيب أنا ذاهب، ذهب لهذه الحاجة التي سيقضيها ولم يخبرنا أنس بها ..يقول : وأنا في الطريق، وجدت صبية يلعبون في الطريق ؛ وجد أطفالا يلعبون في الشارع، فلما طفل وجد لعب ..ماذا درجة اللعب عنده في الأهمية ؟ في أعلى الدرجات، لأن الرأس رأسه ليس مشغولا بالهموم، فقال : أهم شيء عنده اللعب , الحاجة مقضي عليها، الحاجة هذي مهما كانت ضرورية، ولو الذي أرسله الرسول، ولو أنها حاجة مستعجلة, لكن مقضي عليها, لكن الأطفال هؤلاء إذا راحوا لأهاليهم كيف ألعب ؟ إذن أبدأ باللعب وثم شغلك الحاجة ألحق عليها، قال : فجلست ألعب معهم.. فيبدو أن النبي استبطأه ؛ فذهب يبحث عنه.. فوجده في الطريق يلعب.. الآن هو رايح لحاجة، والرسول ينتظره، والآن ألقى عليه القبض، وهو يلعب في الطريق تاركا الغرض، تاركا الحاجة، وجالسا يلعب مع الصبيان في الشارع، قال أنس : فإذا به يضع يديه على منكبي.. يعني أنا الصغير والرسول أتاه من خلفه قال : أتاني من خلفي فوضع يديه على منكبي، طبعا واحد صغير مرسل في مهمة ثم الذي أرسله ألقى عليه القبض، وأمسكه , يفزع أولا ؟ يفزع .. قال فرفعت رأسي أنظر إليه ؛ فإذا هو ينظر إلي ؛ يضحك ـ صلى الله عليه وسلم ـ، يعنى هذا الضحك إشارة أمان، لا تقلق، ولا تخاف، ولا تكرب، هذا الضحك إشارة أمان ؛ ثم قال : يا أنيس ذهبت إلى حيث أرسلتك ؟ طبعا الجواب العملي ما هو؟ لأ.. لكن أنسا لن يقول للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأ ..ولن يقول نعم، ولم يذهب فقال : أنا أذهب يا رسول الله.. ما ماشى الآن أهو.. أنا رايح أهو ..فأطلقه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذهب أنس، ولحق نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد عشر سنين بالرفيق الأعلى، وبقيت ذكرى هذا الموقف حية في نفس أنس .. يكبر أنس ويكبر معه شعوره، وتذكره بيدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهما تمسكان به من خلفه، فيرفع رأسه فزعا، فإذا محيا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشرق له بابتسامة الرضا، والحضور، والأمان، ذهبت إلى حيث أرسلتك يا أنيس ؟ أنا أذهب يا رسول الله، وكأن سيدنا أنسا، وهو يروي هذا الحديث، كأنما لا يزال يحس بيدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على منكبيه.. قضى أنس ـ رضي الله عنه ـ هذه السنوات الجميلة مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وكان مما أظهر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حفاوته وعنايته بخادمه أنس -الدعوة الصالحة- يقول أنس : قالت أمي لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد زارنا يوما ؛ فعرضت عليه الطعام ؛ فقال : إني صائم، ولكن أصلي في بيتكم، فأكرمهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن صلى في بيتهم، قال أنس : ولم يكن وقت صلاة، ـ يعنى ـ ما صلى في بيتنا فريضة، وإنما صلى صلاة نافلة، يدعو، ويصلى فيها، في هذا البيت ؛ لتحل فيه بركته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلما قضى صلاته قالت :أم سليم التي هي من ؟ التي هم أم سيدنا أنس، قالت يا رسول : الله خويدمك أنس ادعُ له، قال فدعا لي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث دعوات ..قال : اللهم كثر ماله، وولده، وأدخله الجنة . ولحق نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرفيق الأعلى، وانتقل أنس ـ رضي الله عنه ـ من المدينة إلى البصرة، وسكن فيها، وتقدمت به السن، وجعل يحدث التابعين ؛ يحدث أحد التابعين، اسمه الثابت، كان من طلاب أنس، قال يا ثابت : والله لقد أصبت اثنتين.. الأولى اللهم كثر ماله ؛ فما أعلم أحدا من الأنصار أكثر مني مالا، وكثر ولده ؛ فأنا الآن أحصي من ولدي، وولد ولدي، أكثر من مائة، وفي واحدة من بناتي قالت : لا والذين ما توا غير الذين عديتهم الذين ماتوا قرابه تسعين، قال : فهاتان الدعوتان قد رأيتهما، وإني لأرجو عند الله دعوته الأخرى التي في الآخرة، .. ونحتسب لسيدنا أنس تحقيق موعود رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحقيق موعود الله ـ عز وجل ـ لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم دعا لسيدنا أنس أن تتحقق له الدعوة الثالثة، وهو مرافقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجنة .
هذه الدعوة التي رأى أنس أثرها، وبركتها في ماله، وفي ولده، وانتظر، واحتسب عند الله ـ عز وجل ـ أن يلقى أثر الدعوة الأخرى، تبين لنا نوع التعامل النبوي مع أنس بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخدمه الذين منهم أنس .
لكن أنسا لم يكن الخادم الوحيد في بيت النبوة، بل كان في بيت النبوة امرأة أخرى تخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيت عائشة وهي – بريرة - التي مرينا على سيرتها قبل مدة في أحد الدروس التي هي قصة الإفك، يوم قال علي ـ رضي الله عنه ـ للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يسأل عن عائشة، اسأل الجارية التي هي الخادمة في البيت، بريرة تصدقك، فماذا قالت بريرة ؟ تذكرون ماذا قالت . قالت : أنا أنتقد عليها حاجة واحدة ..أنها تعمل العجين ؛ وتنام ساعة الداجن تأكل العجين وهي نائمة، أنا هذا صراحة عندي، أنتقد هذا الشيء، لأنها تفكر بماذا ؟ بعقلية الخدم .
هذه المرأة التي عاشت في بيت النبوة ..عتقت ..كانت رقيقة، فدفعت لها أمنا عائشة مالا تفتدي بها نفسها، فاشترت نفسها من مواليها وعتقت . فلما عتقت صارت حرة .. زوجها كان عبدا .. وكان اسمه مغيث .. وكان يحبها حبا شديدا، كأشد ما يحب الرجال النساء، الذي هو مغيث يحب من ؟ هذي جارية عائشة التي اسمها بريرة، فلما عتقت أصبحت في الخيار، تبقى مع زوجها، أو تفارقه ؛ لأنها هي الآن حرة، وهو عبد .. فاختارت ماذا ؟ لا.. اختارت أن تفارقه .. اختارت الحرية، اختارت أن تكون حرة، والأمة إذا صارت حرة ؛ لا تريد أن يكون زوجها عبدا .. فجعل زوجها يتبعها في الأسواق من شدة حبه لها ؛ ودموعه تقطر على لحيته.. يستعطفها .. يستعطفها حتى تبقى معه، ورأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مغيثا يتبع بريرة في الطريق ؛ يستعطفها، ويترجاها ؛ أنها تبقى على علاقة الزوجية ؛ وما تنفصل عنه، وهى معرضة عنه تمام الإعراض . حتى قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لسيدنا العباس ـ لعمه العباس ـ. يا عم ؛ ألا تعجب من حب مغيث لبريرة ؟ ومن بغض بريرة لمغيث ؟ منظر عجيب ..لأن العادة الحب يقع بين المتشاكلين، لكن هذا يحب حبا أشد الحب، وهذه تبغض أشد البغض .
الشاهد يا أحبابي من هذه القصة أن مغيثا، وهو العبد ؛ استشفع بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لاحظوا قرب النبي من الناس .. عبد رقيق مملوك لا يشعر أن بينه، وبين النبي حواجز، يطلب من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتوسط له عند بريرة زوجته ..ما تكلمها.. نبقى مع بعض، كلمها يا رسول الله ..وإذا بنبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبي طلب هذا العبد، ويطلب من بريرة التي هي كانت إلى وقت قريب أمة ..كانت عبدة أمة.. لكن الآن تنفست الحرية، قال يا بريرة : لو بقيت مع مغيث . اسمع ماذا قالت ؟ قالت يا رسول الله تأمرني ـ يعني ـ هل هذا أمر ؟ أو شفاعة ؟ إذا هو أمر ؛ سمعنا، وأطعنا، أما إذا كان إنك ـ يعني ـ أنه صعب عليك مغيث، وتشفع له شفاعة ؛ فهذا له جواب آخر . فماذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ هل قال : اسمعي الكلام، وامشي معه .. ما هي خادمة في بيته.. لا.. بل قال : لا لا آمرك.. إنما أنا شافع.. أنا أتوسط ..أنا أسعى بالخير بينكما، إنما أنا شافع، فماذا قالت بريرة : لا حاجة لي فيه، ولم تقبل شفاعة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
طيب هذا الدرس ماذا يعطينا ؟
يعطينا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى الخدم الذين مر عليهم الرق، كان يشعرهم بذواتهم ـ يشعرهم بذواتهم ـ ما كان يشعرهم، أن آدميتهم منقوصة، ما كان يشعرهم أن إنسانيتهم منتقصة، ولذلك بريرة كانت تشعر أنها إنسان كامل، إنسان واحد صحيح، غير منتقصة الإرداة . ولذلك تسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهذا أمر رسالة يجب أن أطيعه، أو وساطة وشفاعة؟ لا والله شفاعة .. شفاعة .. مع احترامي لا، لا أريد هذا الرجل، هذا الزوج، وتقول هذا الكلام لمن ؟ لسيدنا وإمامنا إمام الإنس والجن، أفضل من خلقه الله، سيد الثقلين ـ صلوات الله، وسلامه عليه ـ، وتقول له أمة، خادمة في بيته هي لا تزال تحت الخدمة ؛ تخدم في بيت عائشة، تقول له : لا حاجة لي فيه، ولا تقبل شفاعة رسول الله .
أي إحساس بالإنسانية، وأي إحساس بامتلاك الإرادة الكاملة، كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يربيها في النفوس، ويشعر كل إنسان بمسؤوليته عن نفسه، وإنه يملك الإرادة المطلقة فيما يخصه، وأن حتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مثل هذا الأمر إنما هو شافع ليس آمرا ..إنها التربية في بيت النبوة التي نقلت الخدم من كونهم، كانوا يعاملون كما يعامل المتاع ..إلى كونهم يعاملون كما يعامل الإنسان.. الذي له حقوقه، وله إنسانيته .
وهذا الشيء الذي جرى في بيت النبوة، طبقه النبي أول ما طبقه على نفسه، وفي بيته ثم صحح للناس، وعندما صحح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس، كان النبي يصحح لهم التصرف مع الخدم، وهم يرون أجمل صورة، أين في بيت النبوة .
عندما صحح النبي التعامل الجائر مع الخدم، الذي كان يمارس في الجاهلية، كان يصحح ذلك بلسان مقاله، وقبل ذلك بلسان حاله .
ولذلك كان الصحابة يتلقون تصويب النبي لتعاملهم بغاية الامتثال ؛ لأنهم يرون النموذج العالي في تعامل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحد الصحابة يضرب خادمه، يقول هذا الصحابي : كنت مستغرقا ؛ أضرب الخادم، ما شعرت إلا بالذي يناديني من ورائي، فالتفت فإذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال. اعلم ..اعلم.. أن الله أقدر عليك منك عليه، هو الآن في حال غضب ؛ يضرب الخادم، النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقل له : لماذا تفعل ؟ وانتبه . ترى وعلى الله تكرر الأمر مرة ثانية، وإياك أن تفعل ، وعظه موعظة بليغة، بليغة من غير أن يتدخل في فعله.
اعلم أن الله أقدر عليك منك عليه، إذا كنت أنت الآن تمارس سطوة السيادة عليه بالضرب، فتذكر قدرة الله المطلقة عليك، وإن كل حركاتك وسكناتك، إنما هي تحت قدرة الله ـ عز وجل ـ فوقعت هذه الكلمة المختصرة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الصميم ؛ ولذلك ماذا رد على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟، يا رسول الله هو حر لوجه الله . هذه الكلمة الوجيزة المختصرة، أخرجت هذا الخادم من سخرة العبودية إلى فضاء الحرية- اعلم أن الله أقدر عليك منك عليه – يا رسول الله ؛ هو حر لوجه الله.
هذه الموعظة البليغة كانت تسبقها موعظة أبلغ في هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتربيته للأمة









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 17:28   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي تعامله صلى الله عليه وسلم امع الحيوانات

كان رسول الله عليه السلام في سفر .. فانطلق ليقضي حاجته ..
فرأى بعض الصحابة حُمرة معها فرخان


فأخذ بعضهم فرخيها .. فجاءت الحمرة ..
فجعلت تحوم حولهم وترفرف بجناحيها .
فلما جاء النبي ورآها .. التفت إلى أصحابه وقال :
من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ..

************

وفي يوم آخر .. رأى عليه السلام قرية نمل قد أحرقت ..
فقال : من أحرق هذه ؟
قال بعض أصحابه : أنا ..
فغضب وقال : لا ينبغي أن يُعذب بالنار إلا رب النار ..

************

وكان عليه السلام من رأفته .. أنه إذا توضأ وأقبلت إليه هرة ..
أصغى لها الإناء .. فتشرب .. ثم يتوضأ بفضلها ..
ومرّ عليه السلام يوماً على رجل ملقياً شاة على الأرض .. وقد وضع رجله على صفحة عنقها ممسكاً لها ليذبحها . وهو يحد شفرته .. وهي تلحظ إليه ببصرها ..
فغضب عليه السلام لما رآه .. وقال : أتريد أن تميتها موتتين ؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟

************

ومر يوماً برجلين يتحدثان .. وقد ركب كل منهما على بعيره ..
فلما رآهما رحم البعيرين .. ونهى أن تتخذ الدواب كراسي .. يعني لا تركب البعير إلا وقت الحاجة فقط ..
فإذا انتهت حاجتك فانزل ودعه يرتاح ..

************

أنه كان للنبي ناقة تسمى العضباء ..
ثم إن نفراً من المشركين أغاروا على إبلٍ للمسلمين .. كانت ترعى في أطراف المدينة ..
فذهبوا بها .. وكانت العضباء فيها ..
وأسروا امرأة من المسلمين .. واستاقوها معهم ..
وهرب المشركون .. بالمرأة والإبل ..
وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريق .. أطلقوا الإبل ترعى حولهم ..
فنزلوا منزلاً فناموا .. فقامت المرأة بالليل لتهرب منهم ..
فأقبلت إلى الإبل لتركب إحداها .. فجعلت كلما أتت على بعير رغا بأعلى صوته .. فتتركه خوفاً من استيقاظهم ..
وجعلت تمر على الإبل واحداً واحداً .
حتى أتت على العضباء .. فحركتها فإذا ناقة ذلول مجرسة .. فركبتها المرأة .. ثم وجهتها نحو المدينة .. فانطلقت العضباء مسرعة .. فلما شعرت المرأة بالنجاة .. اشتد فرحها .. فقالت :
اللهم إن لك عليَّ نذراً .. إن أنجيتني عليها أن أنحرها ..!!
وصلت المرأة إلى المدينة .. فعرف الناس ناقة النبي عليه السلام ..
نزلت لمرأة في بيتها ومضوا بالناقة إلى النبي عليه السلام ..
فجاءت المرأة تطلب الناقة لتنحرها !!
فقال عليه السلام : بئس ما جزيتيها .. أو بئس ما جزتها .. إن أنجاها الله عليها لتنحرنها !!
ثم قال عليه السلام : " لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 17:30   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي تعامله صلى الله عليه وسلم مع الجماد

كان النبي عليه السلام يقوم يوم الجمعة .. فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس .. فقالت امرأة من الأنصار :
يا رسول الله .. ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه .. فإن لي غلاماً نجاراً ..
قال : إن شئت ..
فعملت له المنبر ..
فلما كان يوم الجمعة .. صعد النبي عليه السلام على المنبر الذي صنع له ..
فلما قعد عليه السلام على ذلك المنبر .. خار الجذع كخوار الثور .. وصاحت النخلة .. حتى كادت أن تنشق .. وارتج المسجد ..
فنزل النبي عليه السلام فضم الجذع إليه .. فجعلت النخلة تئن أنين الصبي الذي يُسكّت حتى استقرت ..
ثم قال عليه السلام : ( أما و الذي نفس محمد بيده .. لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة ..










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 17:33   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي تعامله صلى الله عليه وسلم مع أطفال غير المسلمين ج1

من عظمة محمد صلي الله عليه وسلم مع الأطفال أن رحمته ورعايته إياهم تشمل الأطفال جميعًا، فهي تشمل أطفال غير المسلمين كما تشمل أطفال المسلمين، وتشمل الإناث كما تشمل الذكور، وتشمل المرضى كما تشمل الأصحاء، وتشمل أطفال المجتمع العام كما تشمل أطفال ذوي القربى؛ وتشمل الموهوبين كما تشمل ذوي الاحتياجات الخاصة، فالطفولة في منهجه صلي الله عليه وسلم لها وضع خاص ومعاملة مميزة عن غيرها، فإذا نظرنا إلى تعامله مع أطفال غير المسلمين لوجدنا منهجًا رائعًا يستحق التقدير والتحية والإكبار والإجلال وتتمثل في الآتي:

1 - الحرص عليهم وهم في أصلاب آبائهم:

لما تعرض أهل الطائف لرسول الله صلي الله عليه وسلم وآذوه ورموه بالحجارة عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين (جبلين بمكة) عندها قال النبي الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم: "أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله"، فقمة الرحمة أن يحفظ الإنسان على حياة عدوه ويرجو الخير لذريته التي تخرج من صلبه.

2 - النظرة نحوهم تتميز بالروح الطيبة:


وتصنفهم في إطار البراءة والفطرة وتربي المسلمين على سلامة الصدر نحوهم، وأن تخلو النظرة النفسية حتى من مجرد الكراهية تجاههم: ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصراه، أو يمجسانه..."، ويأتي ذلك أيضًا في إطار قوله صلى الله عليه وسلم: "رُفع القلم عن ثلاث (ومنهم) وعن الصبي حتى يبلغ الحلم".



3 - الحرص على الطفل الموهوب غير المسلم:


ومن جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم حرصه على الطفل الموهوب حتى لو كان غير مسلم، ويتبين لنا هذا من قصة الطفل الموهوب غير المسلم (أبو محذورة) صاحب الصوت الجميل الذي كان يستهزئ بأذان المسلمين وكيف اهتم به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبه على استهزائه بأذان المسلمين، بل مسح على رأسه وقال: "اللهم بارك فيه واهده إلى الإسلام.. اللهم بارك فيه وأهده إلى الإسلام"، وقال له: "قل الله أكبر الله أكبر" حتى أذن أبو محذورة بمكة










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 17:34   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي تعامله صلى الله عليه وسلم مع أطفال غير المسلمين ج2

4 - الاهتمام بالأطفال المرضى غير المسلمين ودعوتهم:

فبرغم انتصار الإسلام وتأسيس الدولة بالمدينة المنورة كان حريصًا على زيارة مرضى أطفال غير المسلمين ودعوتهم والأخذ بأيديهم إلى الخير. ورد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم". فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار".

وورد في الصحيحين (البخاري ومسلم): عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة. وقد قارب ابن صياد، يومئذ، الحلم. فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: "أتشهد أني رسول الله؟"، فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "آمنت بالله وبرسله"...، ورغم لؤم هذا الغلام ورفضه الإسلام بل وسخريته برسول الله صلي الله عليه وسلم فإنه صبر عليه ونهى سيدنا عمر بن الخطاب عن قتله.. وقد ورد في (أسد الغابة في معرفة الصحابة) خبر إسلام ابن صياد هذا بعد ذلك.

5 - عدم تكليف الأطفال غير المسلمين أعباء مالية أو ضريبية في ظل الدولة الإسلامية:

(عن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى أمراء الأجناد: أن لا تضربوا الجزية على النساء ولا على الصبيان) {كنز العمال الإصدار للمتقي الهندي المجلد الرابع ومسند عمر رضي الله عنه:11412}.





6 - عدم إكراه الأبناء على اعتناق العقيدة:

وهذا من روعة منهج الإسلام الذي يحترم رأي الطفل ويعتمد الحوار والإقناع: روى أبو داود في (باب في الأسير يكره على الإسلام) عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كانت المرأة تكون مقلاتًا (المقلاة: التي لا يعيش لها ولد)، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدٌ أن تُهَوِّدَهُ، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله عز وجل: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256].

7 - الحفاظ على حياة أطفال غير المسلمين وعدم التعرض لهم أثناء الحروب:

ما أعظم محمد صلي الله عليه وسلم في حرصه على حياة الأطفال، وما أعظم ممارسات أصحابه من بعده التي تنمّ عن عظيم الرأفة والرحمة؛ ورحمة محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه الفاتحين العظماء شهد بها القاصي والداني حتى قال جوستاف لوبون الفيلسوف الفرنسي: "ما عرف التاريخ فاتحًا أعدل ولا أرحم من العرب".

روى مسلم في صحيحه عن بريدة بن الحصيب الأسلمي (أن رسول الله كان إذا أمّر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه...)، وذكر من جملة ما أوصاه: "ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا".
وقد أجاب سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن سؤالاً ورد إليه: يقول: هَلْ كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ فقال: "إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ فَلاَ تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ" يقول الإمام النووي وفيه: النَّهي عن قتل صبيان أهل الحرب.

وقد ورد في كنز العمال للمتقي الهندي عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام وكان مما أوصاه به: ولا تقتلوا شيخًا كبيرًا ولا صبيًّا ولا صغيرًا ولا امرأة.

وورد في مسند الإمام أحمد عن الأسود بن سريع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وغزوت معه فأصبت ظفرًا، فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما بال أقوام جاوز بهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية؟"، فقال رجل: يا رسول الله إنما هم أبناء المشركين، فقال: "ألا إن خياركم أبناء المشركين"، ثم قال: "ألا لا تقتلوا ذرية، كل مولود يولد على الفطرة، فما يزال عليها حتى يعرب عنها لسانه، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".

8. المسلم في حالة الأسر والظلم وعند الإعدام لا يغدر ولا يقتل أطفال الأعداء:

روى البخاري، في باب غَزْوَةِ الرَّجِيعِ وَرِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبِئْرِ مَعُونَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ في شأن سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه وهو الأسير المحجوز للقتل؛ لا يقتل طفل الأعداء وهو يقدر على قتله: (.. فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى إِذَا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ اسْتَعَارَ مُوسًى مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ لِيَسْتَحِدَّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ قَالَتْ فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي فَدَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ فَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَ ذَاكَ مِنِّي وَفِي يَدِهِ الْمُوسَى فَقَالَ أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَاكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَتْ تَقُولُ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ..










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 18:20   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ميسون 1997
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

النبي صلى الله عليه وسلم احسن قدوة للناس اجمعين فاقتدو به وسيرو معه الى الطريق المستقيم










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-24, 17:02   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسون 1997 مشاهدة المشاركة
النبي صلى الله عليه وسلم احسن قدوة للناس اجمعين فاقتدو به وسيرو معه الى الطريق المستقيم
بارك الله فيك
وجمعك مع خير المرسلين









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-23, 18:29   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أرجوانة
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية أرجوانة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحبك
يا قدوة العالمين
وسيد المرسلين
ونور المهتدين
أحبك
يا حبيبي يا رسول الله
صلى الله وسلم عليك










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-24, 17:03   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abir-b مشاهدة المشاركة
أحبك
يا قدوة العالمين
وسيد المرسلين
ونور المهتدين
أحبك
يا حبيبي يا رسول الله
صلى الله وسلم عليك
يبارك فيك ويحفظك من كل مكروه
شكرا لك وجمع مع العدنان في جنة رضوان









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملخصات, مذكر, ليست, حبيبك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc