السلام عليكم
فإن المرأة هي إحدى صمامات الأمان للمجتمع الإسلامي وهي عنصرٌ فعال في مسيرة الأمة الإسلامية لا يمكن إغفال دورها ومكانتها أو تجاهله فهي الأم وهي الأخت وهي الزوجة وهي الابنة وهي الخالة وهي العمة ... فهي تمثل نسبة كبيرة من المجتمع الإسلامي ولها دور فعال في إصلاح المجتمع أو إفساده، لذا فقد ترسخ في عقول أعداء الإسلام ضرورة استغلال هذا العنصر الفعال في مجتمعاتنا فانتلقوا يتبارون في سبيل نخر الأساس وتشويه المفاهيم وبث الشبهات والسموم .
وقد حاول أعداء الإسلام تجريد المرأة المسلمة من أسلحتها الدفاعية ومنطلقات عزتها التي هي خير عون لها على سبيل الإصلاح .
فتارة نجد الأعادي يصولون ويجولون لأجل إخراج المرأة من قلعتها الحصينة التي أمرها الله عز وجل بلزومها فقال سبحانه (وقرن في بيوتكن).
وتارة يثيرون الشبهات حول حجابها وهم يريدون الخلوص إلى عفتها وطهرها، وقد علمت بنت الإسلام أنه فريضة محكمة فزادتها تلك الشبهات تمسكًا بدينها وحجابها استجابة لأمر ربها (قل للمؤمنات يدنين عليهن من جلابيبهن)
وبالرغم من تمسك الموحدات بحجابهن وقيم الإسلام العظيمة فإن أعداء الإسلام لا يفتأون عن حربها من خلال وسائل الإعلام والمجلات ودور التعليم وغيرها.
ولكن ... (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) .
إلا أنه مما يحزن له قلب الموحد وينشغل به لب العاقل تأثر بعض المنتسبين إلى الإسلام من رجال ونساء بتلك الشبهات التي يثيرها الأعداء وبتلك السموم التي يدسونها في معسول المقال
ما دام أن الحجاب فرضٌ والتبرج حرام فما الذي أدى إلى انتشار السفور؟
ج: هناك أمور عديدة ساعدت على ذلك منها.
1-ضعف الإيمان.
2-عدم الخوف من الله أو ضعفه.
3-التقليد الأعمى.
4-اتباع الموضات.
5-تزيين أعداء الإسلام للتبرج والمتبرجات.
6-عدم قيام الرجل بالدور المطلوب منه نحو المرأة من القوامة والرعاية والأمر بالمعروف.
س: لو ذكرت لنا بعض أضرار التبرج على المرأة؟
ج: من أضراره: تمرد المرأة على مجتمعها المسلم وعصيانها أوامر خالقها عز وجل.
2-كون المرأة مستعبدة لتبرجها فتستغل من أجل ذلك وتصبح سلعة رخيصة.
3-التبرج يجرد المرأة من حيائها.
4-التشبه بالمجتمعات الكافرة.
5-من أضرار التبرج: عدم اكتفاء الرجل بزوجته ولا المرأة بزوجها وتطلع كل منهما إلى غير الآخر.
6-التبرج يجعل المرأة عرضة للعبث والاغتصاب.
س: وما هي أضرار التبرج على المجتمع؟
ج: من أضرار التبرج على المجتمع:
1-محو الشخصية الإسلامية.
2-التهييج الجنسي، أو البرود الجنسي بحسب أحوال الأشخاص الذين يتعرضون لتلك المناظر.
3-انتشار الزنا والفواحش.
4-تفكك الأسر حيث تفتر المشاعر الزوجية، وربما مال الزوج إلى غير زوجته.
5-انهيار الاقتصاد حيث تصرف الأموال على الزينة والأزياء [النساء والموضة والأزياء].
: ولكن كثير من الرجال يرون النساء المتبرجات ويخالطوهن ولا تحصل لهن إثارة؟
ج: هذا قولٌ مردودٌ ويبطله الواقع الذي نعيش فيه.
إن لم ينظر الشباب وهم على قارعة الطريق إلى الفتيات المتهتكات العاريات.
وهل معنى هذا الكلام أن الشباب والرجال الكبار لا ينظرون إلى المتبرجة وهي تتمايل في الطريق؟
س: هلا زدت هذا الأمر توضيحًا؟
ج: إن زينة المرأة وظهور جمالها بين الرجال غواية وإغراء وشرارة تضرم ما كمن وخمد في نفوسهم من شهوة حيوانية، كما أن رؤية الطعام وشم رائحته يوقظان الشهية، والنفس لا تشتهي إلا ما تقدمه لها العين، ولذلك أمر الله تعالى الرجال أن يغضوا أبصارهم وأتبعها بقوله: {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}، وكذلك أمر النساء بأن يغضضن من أبصارهن، وأتبعها بقوله: {وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ}، ومعنى ذلك: أن النظر بريد الزنا، فما بال النساء قد غفلن وخادعن أنفسهن فزعمن أن التبرج قد أصبح أمرًا عاديًا مألوفًا لا يؤثر على الأخلاق ولا يثير دفائن الشهوات، ولا يوقد نار المحروم من اللذات! أما إنهن لو عقلن لعلمن أن هذا الزعم باطلٌ ومحالٌ ولا شك، فإنه لو كان الأمر كذلك بصدق في حالة الزوج مع زوجته لانقلبت المودة بينهما عداوة والشوق نفورًا، ولأصبح كلٌّ من الزوجين حريصًا على أن يغير زوجته بعد حينٍ من الزمن فهل هذا الواقع؟!
كلا فإن الرجولة هي الرجولة، والأنوثة هي الأنوثة، وإن الجاذبية بين الرجل والمرأة هي الجاذبية الفطرية لا تتغير ولن تتغير مدى الدهر، وهي شيءٌ يجري في عروقهما، وينته في كلٍّ من الجنسين ميوله وغرائزه الطبيعية، فإن الدم يحمل الإفرازات الهرمونية من الغدد الصماء المختلفة فتؤثر على المخ والأعصاب وغيرها من الأعضاء، بل إن جزءًا من كلِّ جسم يتميز عما يشبهه في الجنس الآخر.
ولذلك تظهر صفات الأنوثة في المرأة في تركيب جسمها كله وفي شكلها، وفي أخلاقها وأفكارها وميولها, كما تظهر مميزات الذكورة في الرجل في بدنه وهيئته، وصوته وأعماله وميوله، وهذه قواعد فطرية طبيعية لم تتغير من يوم أن خلق الله الإنسان ولن تتغير حتى تقوم الساعة
{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}[الروم: 30].
: وهناك من يقول: إن التبرج مدنية وتحضر؟
ج: إن من يزعمون أن التبرج هو ما تقتضيه المدنية قومٌ جهلوا معنى الاستسلام والانقياد لأوامر الله تعالى، وقومٌ حُرموا من أسمى معاني الأخلاق والحياء والعفة.
فأي مدنية هذه التي تحض على معصية الله تعالى؟!
وأي مدنية هذه التي تصرف عن طاعة الله تعالى؟!
وأي تحضر الذي يصد عن دين الله تعالى؟!
وأي تحضر الذي يسلب الحياء والعفة؟
وأي تحضر الذي يسلب الحياء والعفة؟
س: ولكن في الحقيقة الحجاب يصرف الخطاب بينما التبرج يجعل الفتاة تتزوج بسرعة؟
ج: هذه خدعة باطلة توحي بعكس الواقع والحقيقة, وهي خدعة يصنعها دعاة الباطل، وتنطلي على أفكار الفتيات وأمهاتهن جهلاً وخداعًا.
ولو تأملت الواقع الذي نعيش فيه لرأيت نسبة الإقبال على الأسر والفتيات المحافظات للزواج منهن أكثر مما يقارب الضعف من الإقبال على الأسر المتحررة, بل إن الزواج عمومًا يشيع بين الأسر المحافظة المتدينة أكثر مما يشيع بين الأسر الأخرى بنسبة تزيد على الضعف، ويعلم ذلك وتفاصيله كل من يرجع إلى الإحصائيات المفصلة في هذا الشأن.
س: هناك بعض الفتيات يقلن: طاعة الوالدين فرض وهما يمانعان من ارتدائي للحجاب؟
ج: إن حقيقية العبودية في الإسلام هي الاستسلام التام أو الخضوع لأوامر الله عز وجل حتى يبقى القلب مملوءًا بخشية الله تعالى ولا يزاحمه أحدٌ غير الله عز وجل، وتظل الجوارح مسفرة في طاعة ربها جل وعلا.
عودة الحجاب - للشيخ محمد إسماعيل.
- رسالة الحجاب - للشيخ محمد بن صالح العثيمين .
- حجاب المرأة المسلمة - للشيخ محمد ناصر الدين الألباني
أعده اسلام محمود دربالة
كتاب شبهات حول الحجاب
بارك الله فيك يا اخي ما احوجنا نحن النساء الى عظات كهذه .