05 *** الأمل ***

[أريج الغار]

بسم الله الرحمان الرحيم

أعضاء المنتدى الكرام

متفرقات نقتطعها من أيامنا ،،
و قد قطفت لأجلكم هذا النص الذي أُرسل إلي يوما ما عام 2007 ..


أمل :

الأمل هو بساط الريح الذي ترتفع به فوق الأرض ، أرض الواقع الصعب .. ليس هناك أمل زاحف يلامس الأرض ، فالأمل لا بد له أن يحلق في آفاق بعيدة و صافية ...
حين يقوى الأمل يصير نسرا ،، فيرتفع فوق التراب و الضباب و الصعاب و المخاوف و الشكوك ، و يبتعد عن مؤثرات الأرض .. و حين يضعف الأمل يصير كالنعام ،، له أجنحة لكن لا يطير ...
الأمل قوة حقيقية واعدة تستند إلى ركائز نكتشفها في أعماقنا ، و هو ليس كأحلام اليقظة التي تقوم على الأوهام الزائفة ...
إذا كان جناحاك من شمع فلا بد أن يذوب في حرارة الواقع و تسقط في بحور اليأس ...
الأمل يستند إلى الإيمان .. أمل صادق صامد واثق قوي ، لا تعجزه رياح الشك . فإذا كان العقل هو القوة التي تحفظ الأمل من الجنوح إلى متاهات الخيال ،، فإن الإيمان هو القوة التي تحفظ الأمل من السقوط في دوامات اليأس ...
و قد يمر الإنسان في ممرات ضيقة و يواجه أبوابا مغلقة ، ثم تجيء لحظة الفرج و تنفتح أمامه أبواب جديدة لم يكن يعرفها ...
و قد تأتي لحظة من العمر تتبدل فيها المصائر و يدخل اليائس إلى مساحات رحيبة و أيام مشرقة ... و لكن الوصول إلى أبواب الأمل ليس طريقا عشوائيا خاضعا للصدفة و الحظ ... فالأبواب الفتوحة و الإشراقات المضيئة هي وليدة لحظة صدق ، لحظة وعي ، لحظة إدراك يكتشف فيها الطريق ...
و قد يبلغ الأمل مداه و يموت الأمل في صدرك ثم تلمسك يد العناية الإلهية فتخرج لك الحياة من قلب الصخر ...
قد يمنحك البشر قطرات من الأمل لكن الله يستطيع أن يسكب عليك فيضا غامرا من الآمال الممتدة إلى أعماق الأبد ...
حين يبعث الله الأمل في قلبك ، تتحول كل صحاري العالم إلى وديان خضراء ، و تنبت لك الزهور على أسطح الخشب ..
إن كل أموال العالم و دموعه لا تعوض لحظة من حياة الإنسان بلا أمل .. فما أشقى أن يعيش الإنسان بلا أمل ، و لكن الأشقى منه أن يموت بلا أمل .

مع تحياتي لكل من مرّ أو شاركنا برأيه
تقبلوا إحترامي / أريج


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=314063