حقا احيانا حماسة الاستاذ الزائدة وتعامله مع العملية التعلمية عاطفيا ونقص خبرته وفهمه للموضوع يجعله يقوم بأشياء يجرمها هو ولا يقبل بها قبل اي قوانين اواي مصدر لحكم عليه من اي جهة كانت وصية او رقابية .
وأصوغ هنا حادثة حصلت معي انا شخصيا في بداية حياتي المهنية قبل التسعينات .اتذكر جيدا يومها كيف ان الطلبة عجزوعن حل تمرين بسيط مما ازعجني وافقدني صوابي واحسست بالانهيار وخيبة الامل فيما كنت اعمل طوال نصف السنة وعن النتيجة المخزية التي آل اليها تلامذتي كان التمرين يدور حول قياس محيط الدائرة وكنت احمل المدور بيدي والوح به ومن شدة حنقي وغضبي بدأت اراقب تحضيراات الطلبة وتمارين الدرس السابق وطالبت بوقوف من لم ينجز ذلك وكم هالني الامر عند وقوف كل من في القسم وازداد حنقي وغيضي وانهلت على المساكين ضربا من اول الصف على الايدي بالمدور ولم اكد انهي الصف الاول حتى انتبهت للمدور ويا للطامة اذ انني اضرب به ومن جهة النتوء الحديدي مما احدث خدوشا وجراحا على اكف المساكين ونظرا للحالة التي كنت عليها لم يجرؤ احد منهم ان ينبهني رغم مايعانونه ويقاسونه ..ومما زاد الامر سوءا كانت الحصة الاخيرة .. وتعالى انت واشر عليا بما سأفعل خاصة ان ساعة الخروج قد حانت والجرس على وشك الانفلات ..المهم فوضت امري الى الله وبقيت مهموما وتركت الصبية يذهبون وأنا كلي وجل مما سيحدث.. .............
لكن الزمان كان غير الزمان والوقت غير الوقت ووجدت في تلامذتي وفي اهاليهم جابر العثرات ولم اتلقى اي ملامة ساعتها لا من الجهة الادارية التي لم تطلع عن الامر ولا من الاولياء بل ان فيهم من أحظر معه ابريقا من القهوة ..وبقيت الاقي العقاب من ضميري فقط ومن يومها كل ما حاولت معاقبة تلميذ او ان تنفلت اعصابي اتذكر ماحدث فأعود واستغفر الله ....
نصيحتي لمن هو في هاته المهنة ان يتعامل معها بإحترافية وليس بالعاطفة فهي في آخر الامر تبقى مهنة شأنها شأن جميع المهن اذا ادخلنا العاطفة ستفسد ولك ان تتخيل لو ادخل الطبيب او الشرطي او القاضي او اي ممتهن آخر ذاتيته وعواطفه في مهنته ماذا سيحدث
يبقى ان نشير ان عقاب الاستاذ لمريديه لا مبرر له ولا يقبل تحت كل مبرر وهو خطأشخصي يتحمله وحده لا يسانده عليه احد.