السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الأخذ والرد بخصوص الثقة بالنفس يمكن القول:
هي من الأفكار الوافدة إلينا من الغرب ليس بالرجوع إلى معناها فهي [ سمة شخصية إنسانية ونقطة قوة موجودة منذ وجد الإنسان ] قد تكبر مع الشخص وقد يكتسبها مع الوقت، ولكن من حيث الشكل ومن حيث كونها مهارة وتقنية تُدَرسْ وتُقام من أجلها الدورات والتدريبات; فهي فكرة ظهرت بالغرب وذاع صيتها هناك وكانت عنصرا ملهما ودافعا للكثيرين ممن ألفوا مؤلفات تحكي قصص نجاحهم،ولأن ليس كل ما هو غربي هو بريئ ونافع لنا كمسلمين حتی وإن كان فيه ما ينفع نظر لها البعض بعين الناقد وبنظرة سلببة إذ أنها بمنظورهم تركز علی السمات الشخصية للنفس والتي قد تجعل البعض ينظر إليها علی أنها الإيمان المطلق بقدرات النفس [ ولعل البعض من المحتوی الغربي بخصوصها علی اليوتيوب يدعم هذه النقطة ] وبالتالي تغييب مفهوم الإستعانة بالله، ضف إلى ذلك أن هناك من أدرجها ضمن المناهي اللفظية.
وبناءا على ما تم تناوله يمكن القول أن الثقة بالنفس ليست [ إعتماد كلي ] عليها وضمان مسبق بالتوفق في الأداء، فهي توافق التوكل على الله ولا تعارضه أو تناقضه،إذ أنها معرفة وإدراك لقدرات النفس واطمئنان الإنسان لما يملكه من خبرات وقدرات علمية مهنية وإدارية..كما أنها مهمة في مواجهة المصائب والمشاكل وتوجيه النفس للإيمان بقضاء الله وقدرته وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن واستمرار بذل الأسباب.
والنفس الواثقة من نفسها " ثقة محمودة " تقابلها النفس المترددة والتي لا يُنتَظَرُ منها نتاج بسبب ضعفها ولهذا قيل في التعامل مع الطرفين :
النقد مُفيد مع الواثق من نفسه إذ يعينه علی التقدم
والتشجيع مفيد مع غير الواثق من نفسه.
فالثقة بالنفس [ ولأن أنفسنا أنفس مؤمنة ] هي أخذ بالأسباب بقوة والإستعانة والتوكل علی قوة الله مصداقا لقوله تعالى :
﴿ حتی إذا أخذت الارض زخرفها وأزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ﴾ يونس (24)
نسأل الله أن يكون الموضوع قد أفاد البعض مثلما أفادنا..