شعر الغزل .. هل له هنا مكان؟؟ - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شعر الغزل .. هل له هنا مكان؟؟

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-12-11, 14:38   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
الصديق عثمان
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام القلم الذهبي لقسم القصة وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوبكر28 مشاهدة المشاركة
سلاااااااام

إن خلو حياة المسلم المتديّن المعاصر من شعر الحب والغزل، وهو ينفر منه باعتباره عيباً أو رذيلة أو حراماً أو شيئاً لا يليق بحياة التديَن. وهو ينفر نفوراً أشد من عاطفة الحب التي تعلق بالنفوس حين يعجب بامرأة، ويعتبر هذه العاطفة حراماً قطعاً. ؟؟؟؟

فما موقف الإسلام من شعر الحب والغزل ؟؟؟
وهل خلت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته منه ؟؟؟
وهل ابتعد شعراء الصحابة وعلى رأسهم حسان بن ثابت عن كتابته ؟؟؟

وقبل الإجابة على هذه الأسئلة أتحدث عن الحب وموقف الإسلام منه كمدخل إلى موضوعنا.
يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه (من الفكر والقلب) ـ فصل الدين والحب ـ: (الحب هو من جملة الانفعالات القسرية التي لا سلطان عليها) . أي أن الحب يدخل إلى قلب الإنسان دون إرادة صاحبه ، فلا يملك أن يمنعه من الدخول إلى قلبه, أو أن يجلبه إليه متى شاء. وكان يعني ميل قلبه صلى الله عليه وسلم إلى عائشة رضي الله عنها أكثر من بقية نسائه. بمعنى أنه حين يعلق قلب الإنسان بامرأة لا يأتي الإسلام ويقول له : يجب عليك أن تُخرج هذا الحب من قلبك. وإنما يضع الإسلام أمامه المنهي عنه في قضايا التعامل مع المرأة مثل النهي عن النظر والمصافحة والخلوة وما هو أكثر من ذلك.. وفي المقابل يفسح المجال له في الزواج ممن أحب .

فالحب لا يدخل في دائرتي الحلال والحرام، فلا نستطيع أن نقول أن الحب حلال أو أن الحب حرام. ولكن إن وقع المسلم في الحب فعليه الالتزام بتعاليم الإسلام الخاصة بتعامل الرجل مع المرأة .
والحب عاطفة من العواطف الإنسانية الموجودة في الإنسان كالحزن والفرح والغضب وغيرها كثيييييييير .. و ماعلى المسلم أن يهذّب هذه العاطفة ويوجّهها الوجهة الصحيحة
المسلمون في العصور السابقة لم ينظروا إلى عاطفة الحب كما ينظر إليها المسلم المتديّن اليوم، فعلى سبيل المثال ألّف ابن حزم ـ وهو من الأئمة المجتهدين ـ كتاباً عن الحب وسماه (طوق الحمامة في الأُلفة والأُلاف)، وألّف ابن القيم الجوزية كتاباً آخر عن الحب واسمه (روضة المحبين ونزهة المشتاقين) وهذان الكتابان يتناولان الحب ودواعيه والشوق والوصال والهجران وكل مفردات الحب ومعانيه.
وفي العصر الحديث كتب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ـ وهو فقيه ومفكر إسلامي مشهور ـ قصة اسمها (ممّو زين) وهي عبارة عن قصة حب، المحب اسمه (ممّو) والحبيبة اسمها (زين) وتُعدّ هذه القصة من روائع الأدب الإسلامي المعاصر .
ومما يُروى في زمن التابعين أن العابد عبد الرحمن بن عبد الله المكي ـ وهو من رجال الإمام مسلم ـ الذي اشتهر بلقب (القس) لشدة عبادته، أنه أحب الجارية المغنية (سلامة). لكن هذا الحب لم يُوقعه في المحرمات، بل حدث العكس من ذلك فقد قدّم نموذجاً رائعاً للمؤمن الذي يقع في الحب دون أن يقع في المحرمات. وقد قال أحد الشعراء على لسانه :
قالوا أحب القسُّ سلاّمة وهو التقي الناسك الطاهرُ
كأنما لم يدر قلبي الهوى إلا الغوي الفاتك الفاجرُ
يا قومُ إني بشر مثلكم وفاطري ربكم الفاطرُ
لي كبد تهفوا كأكبادكم ولي فؤاد مثلكم شاعرُ
وتبعاً لما ذكرته عن الحب فإن شعر الحب والغزل لا شيء فيه إن وُجّه الوجهة الصحيحة التي تتفق مع مفاهيم الشرع. وقد وضع العلماء شرطين لشعر الحب والغزل :
-- ان يكون في إمرأة بعينها بالافراط في وصفها وكشف امرها بين الناس ..هذا يؤذيها بين الناس
2-- ان لا يكون في إمرأة بعينها لكنه شعر فاضح في ذكر اجزاء البدن مما يثير الغرائز ويحرك الشهوات ..وهذا باب للفحش والرذيلة
ولم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن شعر الغزل، وسيرته تحكي عنه أن كان يسمع شعر الغزل كأي غرض من أغراض الشعر. بل لقد ثبت ـ في أحاديث متواترة ـ أن كعب بن زهير أنشد بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدته المشهورة (بانت سعاد) وقد افتتحها بمقدمة غزلية يقول فيها:
بانت سـعاد فقلبي اليوم متبولُ
متيّمٌ إثرها لـم يُفدَ مكبولُ
وما سـعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحولُ
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا
ابتسمت كأنـه منهلٌ بالـراح معلولُ
هيفـاء مقبلـةً عجزاء مدبرةً
لا يُشتكى منها قصر ولا طولُ

فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن أعجب بالقصيدة ـ إلا أن أعطاه جبته كمكافأة له. و(سعاد) هنا ليس اسماً لامرأة معينة وإنما هو اسم مشاع عند الشعراء يستخدمونه كناية عن الحبيبة بحيث يكون الشاعر في حال فرح وسعادة ووصال، ويستخدمون اسم (فاطمة) عن هجران الحبيبة كما في قول امرىء القيس في معلقته:
أفاطم مهلاً بعض هـذا التدلل وإن..... كنتِ أزمعت صرمي فأجملي
ومن المشهور أيضاً أن بعض قصائد حسان بن ثابت رضي الله عنه التي قالها في زمن الإسلام كان يبدأها بمقدمة غزلية، وكان ينشد هذه القصائد أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قصيدته التي مطلعها:
تبلت فؤادك فـي المنام خريدة.. تسـقي الضجيع ببارد بسّـامِ
وورد أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم كان يحث على الغزل في الأعراس، فقد روى الطبراني وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أنها زوّجت يتيمة من الأنصار، وكانت عائشة فيمن أهداها إلى زوجها، قالت: فلما رجعنا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قلتم يا عائشة ؟ فقالت سلّمنا ودعونا بالبركة ثم انصرفنا. فقال لنا عليه الصلاة والسلام: إن الأنصار قوم فيهم غزل، ألا قلتم يا عائشة:
أتيناكـم أتيناكـم فحيونا نحييكـم
ولولا الحبة السمراء ما حللنا بواديكم
ولولا الذهب الأحمر ما سمنت عذاريكم
ومعنى البيت الثاني : ولولا عروستكم الجميلة ما جئنا إليكم وخطبنا منكم .
وأنا أعجب من حال المسلم اليوم الذي يرفض سماع شعر الحب والغزل، فإذا كان الأنصار رضوان الله عليهم فيهم الغزل

فما المانع أن يكون فينا الغزل أو أن نسمع شعر الغزل؟

ويزداد الطين بلةً أن الواحد منا يحضر عرساً لأحد المتديّنين فلا يسمع في هذا العرس أنشودة غزلية ؟؟؟
وإنما يسمع أناشيد جهادية وروحية وأناشيد وعظ وإرشاد. وأنا لا أدري كيف سيدخل العريس على عروسه بعدما سمع كماً هائلاً من هذا النوع من الأناشيد؟ هل سيدخل عليها مجاهداً ..؟؟أم باكياً..؟؟ أم حزيناً.. ؟ ؟
وقد حضرت مرةً عرساً من هذا النوع، وبعد انتهاء العرس قلت لفرقة الإنشاد: شكراً على هذا المولد الذي حضرناه . فتعجبوا مني مستنكرين، فقلت لهم: لأني لم أسمع إلا أناشيد روحية ووعظية وجهادية، وهذه الأناشيد تُنشد في الموالد والمناسبات الدينية كذكرى المولد النبوي الشريف وذكرى الهجرة وعندما تدق طبول الحرب.
والمشكلة التي هي أدهى من هذا أن بعض المتديّنين يرفض شعر الغزل حتى وإن ثبت له أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمعه ويبيحه، فهو يشعر بصعوبة الاقتناع بذلك بعد أن عاش ردحاً من الزمن رافضاً له. فلماذا لا نكون وقّافين عند حدود الله ؟
والبعض الآخر يحتج بأن المسلمين اليوم في حالة صراع مع اليهود، لذا فلا مكان إلا للشعر الجهادي والوعظي الذي يوقظ الأمة من غفلتها. فأقول إن المسلمين منذ العهد النبوي إلى يومنا الحاضر وهم في حالة صراع مع الكفر، وسيبقى هذا الصراع إلى يوم القيامة، فإذا كانت الدولة العباسية وهي في قمة ازدهارها واستقرارها كان خليفتها هارون الرشيد يحج عاماً ويغزو عاماً.
وهل يُعقل أن ينشغل مليار مسلم بقضية فلسطين بحيث لا يُسمح للواحد منهم أن يسمع شعراً غزلياً أو أن يترنم بأنشودة عاطفية؟ نقول لبعض الاخوة ..هل شعر الغزل منع فلسطين من ان تتحرر ؟ ولو انى ارى اننا لسنا اهلا لاسترجاع فلسطين اصلا ... سندعكم تتمنون يا من قلتم ان الغزل يمنعنا ؟؟ نتمنى فقط ان تحرروها ان شاء الله

ألم تكن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة كلها غزوات وفتوحات؟ ومع ذلك كانوا يسمعون الشعر الغزلي وغير الغزلي، ويترنمون بأناشيد عاطفية وغير العاطفية. وفي غير ذلك تجدهم رهبان الليل وفرسان النهار، فحياتهم متكاملة لا تجد فيها نقصاً ولا عوجاً ولا غلواً ، ويُروحون عن أنفسهم ويعطون كل ذي حق حقه دون إفراط ولا تفريط في كل مناحي الحياة .
أليست هذه المفاهيم هي مفاهيم الإسلام ؟ فما المانع من أن نكون كذلك؟ وما المانع من أن يكتب شعراؤنا المتديّنون شعراً غزلياً بجانب الشعر الجهادي والوعظي؟ ثم يترنم بشعرهم الغزلي المنشدون كما يترنمون بشعرهم الجهادي والوعظي.
وإن حذف شعر الحب والغزل والأناشيد الغزلية من حياة المتديّن في هذا العصر جعل غير المتديّنين ينظرون إلى عالَم التديّن على أنه عالَم قاسٍ ليس فيه مجال للعاطفة أن تترنم ولا للأذن أن تطرب. فحدث عند هؤلاء نفور من التديّن، مما أضعف العمل الدعوي الذي يقوم به الدعاة....

وقد ورد على لسان بعض الاخوان المتدخلين بعض التساؤلات التى اراها غريبة غرابة تفكيرهم حقيقة ؟؟
مثلا قول احدهم : إن فهمته طبعا
1- قال ان الغزل ليس كمثله من الوان الشعر الاخرى التى تشحذ الهمم ؟؟ إقرأ التاريخ لتجد ان بيت شعرى اشعل فتيل الحرب بين قبيلتين ...الم يشحذ الهمم ؟؟؟

وقال احدهم لمولود حداد صاحب الموضوع :
2-كيف يدعك قلبك تحب وتتغزل ؟؟؟؟؟؟؟؟
يا صديقى العزيز إن لم تكن تمتلك قلبا ككل القلوب فانت ميت منذ عهد وشهادة وفاتك معلقة بجدار منهار اسمه جدار اليأس والاحباط
فحتى الحيوانات لها لحظات سعادة ولحظات الحزن
ومن قال لك ان المقامين والمجاهدين لا يحبون ولا يتغزلون وهل هذا مانع من ان يجاهدو ويستشهدو ؟؟؟

3- قال احدهم :
إخوتنا يتعرضون للاهانة في بلاد المسلمين ؟؟
انا اسألك فقط... في اللحظات التى كنت تكتب فيها ردك هل كنت تفكر في الاهانات التى تلحق اخواننا المسلمين ؟؟
هل استمريت في الجلوس اما جهازك ام ذهبت للقيام بأبسط شئ وهو الذهاب للصلاة والدعاء لهم ؟؟ اليس احسن

4- وقال احدهم :
إنه وقت جهاد ؟؟
يا صديقى العزيز وقت الجهاد لم ينقطع ابدا عن امتنا الاسلامية منذ فجر الاسلام الى اليوم والى قيام الساعة

الى كل من يزعم ان شعر الغزل يجعلنا نفرط في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين المغتصبة فهذه حجة ليست بمكانها ابدا ..تستطيع ان تقول الشعر وتتغزل لكن إن كنت مسلما حقا فستعطى كل شئ حقه والسابقون خير دليل ...أظن اننا مقصرون في الاستنارة بتاريخنا
وإن كان ولابد علينا ان لا ننسى اخواننا
وان لم نعطى انفسنا حقها وانه محتم علينا ان نحزن دائما وان لا نسعد ابدا
فلما نحن هنا اصلا امام اجهزتنا ؟؟ اليس من المفروض علينا ان نكون بالمساجد للصلاة والدعاء؟؟ ولا يحق لنا سوى تذكر القبر؟؟ والموت؟؟ والحشر؟؟ والنار ؟؟والصراط؟؟ و....و......و......و....الخ
هل هكذا اراد منا الاسلام ان نعيش ؟؟ حزن في حزن ؟؟
هل يحرمنا الاسلام من لحظة السعادة ؟؟

لكل من خالفنى عش حزينا و منكسرا ومنحصرا ومنهارا وبكل هذا فأنت لن تفيد فلسطين بشئ او بالاحرى انت ميت منذ زمن بعيييييييييييييييييييييد

وهل بعد هذا من كلام .........شكرا لكم








 


قديم 2009-12-11, 17:57   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
** مريم **
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ** مريم **
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوبكر28 مشاهدة المشاركة
سلاااااااام

إن خلو حياة المسلم المتديّن المعاصر من شعر الحب والغزل، وهو ينفر منه باعتباره عيباً أو رذيلة أو حراماً أو شيئاً لا يليق بحياة التديَن. وهو ينفر نفوراً أشد من عاطفة الحب التي تعلق بالنفوس حين يعجب بامرأة، ويعتبر هذه العاطفة حراماً قطعاً. ؟؟؟؟

فما موقف الإسلام من شعر الحب والغزل ؟؟؟
وهل خلت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته منه ؟؟؟
وهل ابتعد شعراء الصحابة وعلى رأسهم حسان بن ثابت عن كتابته ؟؟؟

وقبل الإجابة على هذه الأسئلة أتحدث عن الحب وموقف الإسلام منه كمدخل إلى موضوعنا.
يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه (من الفكر والقلب) ـ فصل الدين والحب ـ: (الحب هو من جملة الانفعالات القسرية التي لا سلطان عليها) . أي أن الحب يدخل إلى قلب الإنسان دون إرادة صاحبه ، فلا يملك أن يمنعه من الدخول إلى قلبه, أو أن يجلبه إليه متى شاء. وكان يعني ميل قلبه صلى الله عليه وسلم إلى عائشة رضي الله عنها أكثر من بقية نسائه. بمعنى أنه حين يعلق قلب الإنسان بامرأة لا يأتي الإسلام ويقول له : يجب عليك أن تُخرج هذا الحب من قلبك. وإنما يضع الإسلام أمامه المنهي عنه في قضايا التعامل مع المرأة مثل النهي عن النظر والمصافحة والخلوة وما هو أكثر من ذلك.. وفي المقابل يفسح المجال له في الزواج ممن أحب .

فالحب لا يدخل في دائرتي الحلال والحرام، فلا نستطيع أن نقول أن الحب حلال أو أن الحب حرام. ولكن إن وقع المسلم في الحب فعليه الالتزام بتعاليم الإسلام الخاصة بتعامل الرجل مع المرأة .
والحب عاطفة من العواطف الإنسانية الموجودة في الإنسان كالحزن والفرح والغضب وغيرها كثيييييييير .. و ماعلى المسلم أن يهذّب هذه العاطفة ويوجّهها الوجهة الصحيحة
المسلمون في العصور السابقة لم ينظروا إلى عاطفة الحب كما ينظر إليها المسلم المتديّن اليوم، فعلى سبيل المثال ألّف ابن حزم ـ وهو من الأئمة المجتهدين ـ كتاباً عن الحب وسماه (طوق الحمامة في الأُلفة والأُلاف)، وألّف ابن القيم الجوزية كتاباً آخر عن الحب واسمه (روضة المحبين ونزهة المشتاقين) وهذان الكتابان يتناولان الحب ودواعيه والشوق والوصال والهجران وكل مفردات الحب ومعانيه.
وفي العصر الحديث كتب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ـ وهو فقيه ومفكر إسلامي مشهور ـ قصة اسمها (ممّو زين) وهي عبارة عن قصة حب، المحب اسمه (ممّو) والحبيبة اسمها (زين) وتُعدّ هذه القصة من روائع الأدب الإسلامي المعاصر .
ومما يُروى في زمن التابعين أن العابد عبد الرحمن بن عبد الله المكي ـ وهو من رجال الإمام مسلم ـ الذي اشتهر بلقب (القس) لشدة عبادته، أنه أحب الجارية المغنية (سلامة). لكن هذا الحب لم يُوقعه في المحرمات، بل حدث العكس من ذلك فقد قدّم نموذجاً رائعاً للمؤمن الذي يقع في الحب دون أن يقع في المحرمات. وقد قال أحد الشعراء على لسانه :
قالوا أحب القسُّ سلاّمة وهو التقي الناسك الطاهرُ
كأنما لم يدر قلبي الهوى إلا الغوي الفاتك الفاجرُ
يا قومُ إني بشر مثلكم وفاطري ربكم الفاطرُ
لي كبد تهفوا كأكبادكم ولي فؤاد مثلكم شاعرُ
وتبعاً لما ذكرته عن الحب فإن شعر الحب والغزل لا شيء فيه إن وُجّه الوجهة الصحيحة التي تتفق مع مفاهيم الشرع. وقد وضع العلماء شرطين لشعر الحب والغزل :
-- ان يكون في إمرأة بعينها بالافراط في وصفها وكشف امرها بين الناس ..هذا يؤذيها بين الناس
2-- ان لا يكون في إمرأة بعينها لكنه شعر فاضح في ذكر اجزاء البدن مما يثير الغرائز ويحرك الشهوات ..وهذا باب للفحش والرذيلة
ولم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن شعر الغزل، وسيرته تحكي عنه أن كان يسمع شعر الغزل كأي غرض من أغراض الشعر. بل لقد ثبت ـ في أحاديث متواترة ـ أن كعب بن زهير أنشد بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدته المشهورة (بانت سعاد) وقد افتتحها بمقدمة غزلية يقول فيها:
بانت سـعاد فقلبي اليوم متبولُ
متيّمٌ إثرها لـم يُفدَ مكبولُ
وما سـعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحولُ
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا
ابتسمت كأنـه منهلٌ بالـراح معلولُ
هيفـاء مقبلـةً عجزاء مدبرةً
لا يُشتكى منها قصر ولا طولُ

فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن أعجب بالقصيدة ـ إلا أن أعطاه جبته كمكافأة له. و(سعاد) هنا ليس اسماً لامرأة معينة وإنما هو اسم مشاع عند الشعراء يستخدمونه كناية عن الحبيبة بحيث يكون الشاعر في حال فرح وسعادة ووصال، ويستخدمون اسم (فاطمة) عن هجران الحبيبة كما في قول امرىء القيس في معلقته:
أفاطم مهلاً بعض هـذا التدلل وإن..... كنتِ أزمعت صرمي فأجملي
ومن المشهور أيضاً أن بعض قصائد حسان بن ثابت رضي الله عنه التي قالها في زمن الإسلام كان يبدأها بمقدمة غزلية، وكان ينشد هذه القصائد أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قصيدته التي مطلعها:
تبلت فؤادك فـي المنام خريدة.. تسـقي الضجيع ببارد بسّـامِ
وورد أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم كان يحث على الغزل في الأعراس، فقد روى الطبراني وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أنها زوّجت يتيمة من الأنصار، وكانت عائشة فيمن أهداها إلى زوجها، قالت: فلما رجعنا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قلتم يا عائشة ؟ فقالت سلّمنا ودعونا بالبركة ثم انصرفنا. فقال لنا عليه الصلاة والسلام: إن الأنصار قوم فيهم غزل، ألا قلتم يا عائشة:
أتيناكـم أتيناكـم فحيونا نحييكـم
ولولا الحبة السمراء ما حللنا بواديكم
ولولا الذهب الأحمر ما سمنت عذاريكم
ومعنى البيت الثاني : ولولا عروستكم الجميلة ما جئنا إليكم وخطبنا منكم .
وأنا أعجب من حال المسلم اليوم الذي يرفض سماع شعر الحب والغزل، فإذا كان الأنصار رضوان الله عليهم فيهم الغزل

فما المانع أن يكون فينا الغزل أو أن نسمع شعر الغزل؟

ويزداد الطين بلةً أن الواحد منا يحضر عرساً لأحد المتديّنين فلا يسمع في هذا العرس أنشودة غزلية ؟؟؟
وإنما يسمع أناشيد جهادية وروحية وأناشيد وعظ وإرشاد. وأنا لا أدري كيف سيدخل العريس على عروسه بعدما سمع كماً هائلاً من هذا النوع من الأناشيد؟ هل سيدخل عليها مجاهداً ..؟؟أم باكياً..؟؟ أم حزيناً.. ؟ ؟
وقد حضرت مرةً عرساً من هذا النوع، وبعد انتهاء العرس قلت لفرقة الإنشاد: شكراً على هذا المولد الذي حضرناه . فتعجبوا مني مستنكرين، فقلت لهم: لأني لم أسمع إلا أناشيد روحية ووعظية وجهادية، وهذه الأناشيد تُنشد في الموالد والمناسبات الدينية كذكرى المولد النبوي الشريف وذكرى الهجرة وعندما تدق طبول الحرب.
والمشكلة التي هي أدهى من هذا أن بعض المتديّنين يرفض شعر الغزل حتى وإن ثبت له أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمعه ويبيحه، فهو يشعر بصعوبة الاقتناع بذلك بعد أن عاش ردحاً من الزمن رافضاً له. فلماذا لا نكون وقّافين عند حدود الله ؟
والبعض الآخر يحتج بأن المسلمين اليوم في حالة صراع مع اليهود، لذا فلا مكان إلا للشعر الجهادي والوعظي الذي يوقظ الأمة من غفلتها. فأقول إن المسلمين منذ العهد النبوي إلى يومنا الحاضر وهم في حالة صراع مع الكفر، وسيبقى هذا الصراع إلى يوم القيامة، فإذا كانت الدولة العباسية وهي في قمة ازدهارها واستقرارها كان خليفتها هارون الرشيد يحج عاماً ويغزو عاماً.
وهل يُعقل أن ينشغل مليار مسلم بقضية فلسطين بحيث لا يُسمح للواحد منهم أن يسمع شعراً غزلياً أو أن يترنم بأنشودة عاطفية؟ نقول لبعض الاخوة ..هل شعر الغزل منع فلسطين من ان تتحرر ؟ ولو انى ارى اننا لسنا اهلا لاسترجاع فلسطين اصلا ... سندعكم تتمنون يا من قلتم ان الغزل يمنعنا ؟؟ نتمنى فقط ان تحرروها ان شاء الله

ألم تكن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة كلها غزوات وفتوحات؟ ومع ذلك كانوا يسمعون الشعر الغزلي وغير الغزلي، ويترنمون بأناشيد عاطفية وغير العاطفية. وفي غير ذلك تجدهم رهبان الليل وفرسان النهار، فحياتهم متكاملة لا تجد فيها نقصاً ولا عوجاً ولا غلواً ، ويُروحون عن أنفسهم ويعطون كل ذي حق حقه دون إفراط ولا تفريط في كل مناحي الحياة .
أليست هذه المفاهيم هي مفاهيم الإسلام ؟ فما المانع من أن نكون كذلك؟ وما المانع من أن يكتب شعراؤنا المتديّنون شعراً غزلياً بجانب الشعر الجهادي والوعظي؟ ثم يترنم بشعرهم الغزلي المنشدون كما يترنمون بشعرهم الجهادي والوعظي.
وإن حذف شعر الحب والغزل والأناشيد الغزلية من حياة المتديّن في هذا العصر جعل غير المتديّنين ينظرون إلى عالَم التديّن على أنه عالَم قاسٍ ليس فيه مجال للعاطفة أن تترنم ولا للأذن أن تطرب. فحدث عند هؤلاء نفور من التديّن، مما أضعف العمل الدعوي الذي يقوم به الدعاة....

وقد ورد على لسان بعض الاخوان المتدخلين بعض التساؤلات التى اراها غريبة غرابة تفكيرهم حقيقة ؟؟
مثلا قول احدهم : إن فهمته طبعا
1- قال ان الغزل ليس كمثله من الوان الشعر الاخرى التى تشحذ الهمم ؟؟ إقرأ التاريخ لتجد ان بيت شعرى اشعل فتيل الحرب بين قبيلتين ...الم يشحذ الهمم ؟؟؟

وقال احدهم لمولود حداد صاحب الموضوع :
2-كيف يدعك قلبك تحب وتتغزل ؟؟؟؟؟؟؟؟
يا صديقى العزيز إن لم تكن تمتلك قلبا ككل القلوب فانت ميت منذ عهد وشهادة وفاتك معلقة بجدار منهار اسمه جدار اليأس والاحباط
فحتى الحيوانات لها لحظات سعادة ولحظات الحزن
ومن قال لك ان المقامين والمجاهدين لا يحبون ولا يتغزلون وهل هذا مانع من ان يجاهدو ويستشهدو ؟؟؟

3- قال احدهم :
إخوتنا يتعرضون للاهانة في بلاد المسلمين ؟؟
انا اسألك فقط... في اللحظات التى كنت تكتب فيها ردك هل كنت تفكر في الاهانات التى تلحق اخواننا المسلمين ؟؟
هل استمريت في الجلوس اما جهازك ام ذهبت للقيام بأبسط شئ وهو الذهاب للصلاة والدعاء لهم ؟؟ اليس احسن

4- وقال احدهم :
إنه وقت جهاد ؟؟
يا صديقى العزيز وقت الجهاد لم ينقطع ابدا عن امتنا الاسلامية منذ فجر الاسلام الى اليوم والى قيام الساعة

الى كل من يزعم ان شعر الغزل يجعلنا نفرط في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين المغتصبة فهذه حجة ليست بمكانها ابدا ..تستطيع ان تقول الشعر وتتغزل لكن إن كنت مسلما حقا فستعطى كل شئ حقه والسابقون خير دليل ...أظن اننا مقصرون في الاستنارة بتاريخنا
وإن كان ولابد علينا ان لا ننسى اخواننا
وان لم نعطى انفسنا حقها وانه محتم علينا ان نحزن دائما وان لا نسعد ابدا
فلما نحن هنا اصلا امام اجهزتنا ؟؟ اليس من المفروض علينا ان نكون بالمساجد للصلاة والدعاء؟؟ ولا يحق لنا سوى تذكر القبر؟؟ والموت؟؟ والحشر؟؟ والنار ؟؟والصراط؟؟ و....و......و......و....الخ
هل هكذا اراد منا الاسلام ان نعيش ؟؟ حزن في حزن ؟؟
هل يحرمنا الاسلام من لحظة السعادة ؟؟

لكل من خالفنى عش حزينا و منكسرا ومنحصرا ومنهارا وبكل هذا فأنت لن تفيد فلسطين بشئ او بالاحرى انت ميت منذ زمن بعيييييييييييييييييييييد

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

تحليل موفق ، مقنع مصحوب بأدلة.
والله يا اخي ابوبكر احس المجهود الذي بذلته لكتابة كل هذا التعقيب !!
بارك الله فيك ، وعوضك سويعات كتابتك للموضوع !! هههههههه
نفعنا الله بك و دمت ذخرا للمنتدى اخي أبوبكر.

في انتظار ردود البقية ، أحييك و صاحب الموضوع.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته









قديم 2009-12-12, 17:27   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
عُضو مُحترم
عضو ماسي
 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوبكر28 مشاهدة المشاركة
سلاااااااام



إن خلو حياة المسلم المتديّن المعاصر من شعر الحب والغزل، وهو ينفر منه باعتباره عيباً أو رذيلة أو حراماً أو شيئاً لا يليق بحياة التديَن. وهو ينفرقطعاً. ؟؟؟؟

فما موقف الإسلام من شعر الحب والغزل ؟؟؟
وهل خلت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته منه ؟؟؟
وهل ابتعد شعراء الصحابة وعلى رأسهم حسان بن ثابت عن كتابته ؟؟؟

وقبل الإجابة على هذه الأسئلة أتحدث عن الحب وموقف الإسلام منه كمدخل إلى موضوعنا.
يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه (من الفكر والقلب) ـ فصل الدين والحب ـ: (الحب هو من جملة الانفعالات القسرية التي لا سلطان عليها) . أي أن الحب يدخل إلى قلب الإنسان دون إرادة صاحبه ، فلا يملك أن يمنعه من الدخول إلى قلبه, أو أن يجلبه إليه متى شاء. وكان يعني ميل قلبه صلى الله عليه وسلم إلى عائشة رضي الله عنها أكثر من بقية نسائه. بمعنى أنه حين يعلق قلب الإنسان بامرأة لا يأتي الإسلام ويقول له : يجب عليك أن تُخرج هذا الحب من قلبك. وإنما يضع الإسلام أمامه المنهي عنه في قضايا التعامل مع المرأة مثل النهي عن النظر والمصافحة والخلوة وما هو أكثر من ذلك.. وفي المقابل يفسح المجال له في الزواج ممن أحب .

فالحب لا يدخل في دائرتي الحلال والحرام، فلا نستطيع أن نقول أن الحب حلال أو أن الحب حرام. ولكن إن وقع المسلم في الحب فعليه الالتزام بتعاليم الإسلام الخاصة بتعامل الرجل مع المرأة .
والحب عاطفة من العواطف الإنسانية الموجودة في الإنسان كالحزن والفرح والغضب وغيرها كثيييييييير .. و ماعلى المسلم أن يهذّب هذه العاطفة ويوجّهها الوجهة الصحيحة
المسلمون في العصور السابقة لم ينظروا إلى عاطفة الحب كما ينظر إليها المسلم المتديّن اليوم، فعلى سبيل المثال ألّف ابن حزم ـ وهو من الأئمة المجتهدين ـ كتاباً عن الحب وسماه (طوق الحمامة في الأُلفة والأُلاف)، وألّف ابن القيم الجوزية كتاباً آخر عن الحب واسمه (روضة المحبين ونزهة المشتاقين) وهذان الكتابان يتناولان الحب ودواعيه والشوق والوصال والهجران وكل مفردات الحب ومعانيه.
وفي العصر الحديث كتب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ـ وهو فقيه ومفكر إسلامي مشهور ـ قصة اسمها (ممّو زين) وهي عبارة عن قصة حب، المحب اسمه (ممّو) والحبيبة اسمها (زين) وتُعدّ هذه القصة من روائع الأدب الإسلامي المعاصر .
ومما يُروى في زمن التابعين أن العابد عبد الرحمن بن عبد الله المكي ـ وهو من رجال الإمام مسلم ـ الذي اشتهر بلقب (القس) لشدة عبادته، أنه أحب الجارية المغنية (سلامة). لكن هذا الحب لم يُوقعه في المحرمات، بل حدث العكس من ذلك فقد قدّم نموذجاً رائعاً للمؤمن الذي يقع في الحب دون أن يقع في المحرمات. وقد قال أحد الشعراء على لسانه :
قالوا أحب القسُّ سلاّمة وهو التقي الناسك الطاهرُ
كأنما لم يدر قلبي الهوى إلا الغوي الفاتك الفاجرُ
يا قومُ إني بشر مثلكم وفاطري ربكم الفاطرُ
لي كبد تهفوا كأكبادكم ولي فؤاد مثلكم شاعرُ
وتبعاً لما ذكرته عن الحب فإن شعر الحب والغزل لا شيء فيه إن وُجّه الوجهة الصحيحة التي تتفق مع مفاهيم الشرع. وقد وضع العلماء شرطين لشعر الحب والغزل :
-- ان يكون في إمرأة بعينها بالافراط في وصفها وكشف امرها بين الناس ..هذا يؤذيها بين الناس
2-- ان لا يكون في إمرأة بعينها لكنه شعر فاضح في ذكر اجزاء البدن مما يثير الغرائز ويحرك الشهوات ..وهذا باب للفحش والرذيلة
ولم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن شعر الغزل، وسيرته تحكي عنه أن كان يسمع شعر الغزل كأي غرض من أغراض الشعر. بل لقد ثبت ـ في أحاديث متواترة ـ أن كعب بن زهير أنشد بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدته المشهورة (بانت سعاد) وقد افتتحها بمقدمة غزلية يقول فيها:
بانت سـعاد فقلبي اليوم متبولُ
متيّمٌ إثرها لـم يُفدَ مكبولُ
وما سـعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحولُ
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا
ابتسمت كأنـه منهلٌ بالـراح معلولُ
هيفـاء مقبلـةً عجزاء مدبرةً
لا يُشتكى منها قصر ولا طولُ

فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن أعجب بالقصيدة ـ إلا أن أعطاه جبته كمكافأة له. و(سعاد) هنا ليس اسماً لامرأة معينة وإنما هو اسم مشاع عند الشعراء يستخدمونه كناية عن الحبيبة بحيث يكون الشاعر في حال فرح وسعادة ووصال، ويستخدمون اسم (فاطمة) عن هجران الحبيبة كما في قول امرىء القيس في معلقته:
أفاطم مهلاً بعض هـذا التدلل وإن..... كنتِ أزمعت صرمي فأجملي
ومن المشهور أيضاً أن بعض قصائد حسان بن ثابت رضي الله عنه التي قالها في زمن الإسلام كان يبدأها بمقدمة غزلية، وكان ينشد هذه القصائد أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قصيدته التي مطلعها:
تبلت فؤادك فـي المنام خريدة.. تسـقي الضجيع ببارد بسّـامِ
وورد أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم كان يحث على الغزل في الأعراس، فقد روى الطبراني وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أنها زوّجت يتيمة من الأنصار، وكانت عائشة فيمن أهداها إلى زوجها، قالت: فلما رجعنا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قلتم يا عائشة ؟ فقالت سلّمنا ودعونا بالبركة ثم انصرفنا. فقال لنا عليه الصلاة والسلام: إن الأنصار قوم فيهم غزل، ألا قلتم يا عائشة:
أتيناكـم أتيناكـم فحيونا نحييكـم
ولولا الحبة السمراء ما حللنا بواديكم
ولولا الذهب الأحمر ما سمنت عذاريكم
ومعنى البيت الثاني : ولولا عروستكم الجميلة ما جئنا إليكم وخطبنا منكم .
وأنا أعجب من حال المسلم اليوم الذي يرفض سماع شعر الحب والغزل، فإذا كان الأنصار رضوان الله عليهم فيهم الغزل

فما المانع أن يكون فينا الغزل أو أن نسمع شعر الغزل؟

ويزداد الطين بلةً أن الواحد منا يحضر عرساً لأحد المتديّنين فلا يسمع في هذا العرس أنشودة غزلية ؟؟؟
وإنما يسمع أناشيد جهادية وروحية وأناشيد وعظ وإرشاد. وأنا لا أدري كيف سيدخل العريس على عروسه بعدما سمع كماً هائلاً من هذا النوع من الأناشيد؟ هل سيدخل عليها مجاهداً ..؟؟أم باكياً..؟؟ أم حزيناً.. ؟ ؟
وقد حضرت مرةً عرساً من هذا النوع، وبعد انتهاء العرس قلت لفرقة الإنشاد: شكراً على هذا المولد الذي حضرناه . فتعجبوا مني مستنكرين، فقلت لهم: لأني لم أسمع إلا أناشيد روحية ووعظية وجهادية، وهذه الأناشيد تُنشد في الموالد والمناسبات الدينية كذكرى المولد النبوي الشريف وذكرى الهجرة وعندما تدق طبول الحرب.
والمشكلة التي هي أدهى من هذا أن بعض المتديّنين يرفض شعر الغزل حتى وإن ثبت له أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمعه ويبيحه، فهو يشعر بصعوبة الاقتناع بذلك بعد أن عاش ردحاً من الزمن رافضاً له. فلماذا لا نكون وقّافين عند حدود الله ؟
والبعض الآخر يحتج بأن المسلمين اليوم في حالة صراع مع اليهود، لذا فلا مكان إلا للشعر الجهادي والوعظي الذي يوقظ الأمة من غفلتها. فأقول إن المسلمين منذ العهد النبوي إلى يومنا الحاضر وهم في حالة صراع مع الكفر، وسيبقى هذا الصراع إلى يوم القيامة، فإذا كانت الدولة العباسية وهي في قمة ازدهارها واستقرارها كان خليفتها هارون الرشيد يحج عاماً ويغزو عاماً.
وهل يُعقل أن ينشغل مليار مسلم بقضية فلسطين بحيث لا يُسمح للواحد منهم أن يسمع شعراً غزلياً أو أن يترنم بأنشودة عاطفية؟ نقول لبعض الاخوة ..هل شعر الغزل منع فلسطين من ان تتحرر ؟ ولو انى ارى اننا لسنا اهلا لاسترجاع فلسطين اصلا ... سندعكم تتمنون يا من قلتم ان الغزل يمنعنا ؟؟ نتمنى فقط ان تحرروها ان شاء الله

ألم تكن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة كلها غزوات وفتوحات؟ ومع ذلك كانوا يسمعون الشعر الغزلي وغير الغزلي، ويترنمون بأناشيد عاطفية وغير العاطفية. وفي غير ذلك تجدهم رهبان الليل وفرسان النهار، فحياتهم متكاملة لا تجد فيها نقصاً ولا عوجاً ولا غلواً ، ويُروحون عن أنفسهم ويعطون كل ذي حق حقه دون إفراط ولا تفريط في كل مناحي الحياة .
أليست هذه المفاهيم هي مفاهيم الإسلام ؟ فما المانع من أن نكون كذلك؟ وما المانع من أن يكتب شعراؤنا المتديّنون شعراً غزلياً بجانب الشعر الجهادي والوعظي؟ ثم يترنم بشعرهم الغزلي المنشدون كما يترنمون بشعرهم الجهادي والوعظي.
وإن حذف شعر الحب والغزل والأناشيد الغزلية من حياة المتديّن في هذا العصر جعل غير المتديّنين ينظرون إلى عالَم التديّن على أنه عالَم قاسٍ ليس فيه مجال للعاطفة أن تترنم ولا للأذن أن تطرب. فحدث عند هؤلاء نفور من التديّن، مما أضعف العمل الدعوي الذي يقوم به الدعاة....

وقد ورد على لسان بعض الاخوان المتدخلين بعض التساؤلات التى اراها غريبة غرابة تفكيرهم حقيقة ؟؟
مثلا قول احدهم : إن فهمته طبعا
1- قال ان الغزل ليس كمثله من الوان الشعر الاخرى التى تشحذ الهمم ؟؟ إقرأ التاريخ لتجد ان بيت شعرى اشعل فتيل الحرب بين قبيلتين ...الم يشحذ الهمم ؟؟؟

وقال احدهم لمولود حداد صاحب الموضوع :
2-كيف يدعك قلبك تحب وتتغزل ؟؟؟؟؟؟؟؟
يا صديقى العزيز إن لم تكن تمتلك قلبا ككل القلوب فانت ميت منذ عهد وشهادة وفاتك معلقة بجدار منهار اسمه جدار اليأس والاحباط
فحتى الحيوانات لها لحظات سعادة ولحظات الحزن
ومن قال لك ان المقامين والمجاهدين لا يحبون ولا يتغزلون وهل هذا مانع من ان يجاهدو ويستشهدو ؟؟؟

3- قال احدهم :
إخوتنا يتعرضون للاهانة في بلاد المسلمين ؟؟
انا اسألك فقط... في اللحظات التى كنت تكتب فيها ردك هل كنت تفكر في الاهانات التى تلحق اخواننا المسلمين ؟؟
هل استمريت في الجلوس اما جهازك ام ذهبت للقيام بأبسط شئ وهو الذهاب للصلاة والدعاء لهم ؟؟ اليس احسن

4- وقال احدهم :
إنه وقت جهاد ؟؟
يا صديقى العزيز وقت الجهاد لم ينقطع ابدا عن امتنا الاسلامية منذ فجر الاسلام الى اليوم والى قيام الساعة

الى كل من يزعم ان شعر الغزل يجعلنا نفرط في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين المغتصبة فهذه حجة ليست بمكانها ابدا ..تستطيع ان تقول الشعر وتتغزل لكن إن كنت مسلما حقا فستعطى كل شئ حقه والسابقون خير دليل ...أظن اننا مقصرون في الاستنارة بتاريخنا
وإن كان ولابد علينا ان لا ننسى اخواننا
وان لم نعطى انفسنا حقها وانه محتم علينا ان نحزن دائما وان لا نسعد ابدا
فلما نحن هنا اصلا امام اجهزتنا ؟؟ اليس من المفروض علينا ان نكون بالمساجد للصلاة والدعاء؟؟ ولا يحق لنا سوى تذكر القبر؟؟ والموت؟؟ والحشر؟؟ والنار ؟؟والصراط؟؟ و....و......و......و....الخ
هل هكذا اراد منا الاسلام ان نعيش ؟؟ حزن في حزن ؟؟
هل يحرمنا الاسلام من لحظة السعادة ؟؟

لكل من خالفنى عش حزينا و منكسرا ومنحصرا ومنهارا وبكل هذا فأنت لن تفيد فلسطين بشئ او بالاحرى انت ميت منذ زمن بعيييييييييييييييييييييد

السلام عليكم ....شوف يا أخي ابو بكر

اان تتغزل و تحب فهذا من حقك و لا يلومك أحد

ولكن أن تنظر للناس الآخرين نظرة الاستصغار و الاستهزاء
و لأكون صريحا الاستغباء................

فهذا ليس من حقك

مقالتك طويلة
و للرد عليها يلزمني وقت طويل
و لهذا سأجعلها أقساما و في كل مرة === سترى أنك مخطىء

المرة هذه نتحدت عن

بانت سعاد...........

أنا اعرف انك اتعرف انها من....... البكاء عاى الاطلال
فالشعراء العرب في الجاهلية و لغاية العصر الاسلامي و نهاية العهد الاموي
كان الوقوف على الاطلال لازمة شعرية عندهم

مثل قول امرؤ القيس

قفا نبكي من ذكري حبيب....................................

والابيات التي ذكرتها
هي من الوقوف على الاطلال
فان كنت تعلم فتلك مصيبة
و ان لم تعلم فالمصيبة اعظم


حسان بن ثابت رضي الله عنه لم يكن يتغزل ؟؟؟
انما هي من عادت العرب ..............و لازمة في الشعر الجاهلي

واقرأ بقية القصيدة لتجد في أسفلها
ان الرسول لنور يستضاء به ..................................

يا أخي ابو بكر الصحابة لم يكن لديهم الوقت للغزل و الحب

و لو كانوا كذلك ما وصلنا الاسلام

وأظن ان الاسلام وصلنا على ظهور الخيل و بسيف عقبة بن نافع
ولم يأتي الينا بمعلقة امرؤ القيس





و لكني اريد لفت انتباهك و من يوافقك الرأي الى قضية
مهمة جدا


انت ربي يهديك

تقارن بين حسان بن ثابت و بين شعراء هذا الزمن

ربي يهديك
تقارن من ..... حسان بن ثابت شاعر الرسول
واين .................في المدينة المنورة
متي............. في عهد النبي صلى الله عليه و سلم
مع من ................. مع الصحابة الكرام
بحضرة من................ بحضرة سيد المرسلين عليه الصلاة و السلام

انت تقارنها بزماننا
ربي يهديك

مواقف الصحابة و اقوالهم
هي للوعض و الاتعاضو النصح و ليست للمقارنة
اتقارن الصحابة بشعراء هذا الومن


اتقارن بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

بشعر

نحبك يا بختة و نموت عليك...................
أنا البحر علي و انتي الاء................ههه


لي عودة باذن الله









قديم 2009-12-13, 21:24   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
مولود حداد
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

جاءتني هنا فكرة : هل الكتابة في الغزل مسموحة للجنسين؟ وما موضع قول المولى تبارك وتعالى "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض"، ام نحن في المنتديات لا يمسنا هذا الأمر؟

موفقين









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
مكان؟؟, الغسل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc