حركة “حماس″ تَحسم أمرها وتتّجه إلى إيران كحليفٍ استراتيجي.. السنوار يَعترف بِدَعمها المالي والعَسكري ويَتطلّع لـ”ترميم” العلاقات مع سورية.. فهل يتجاوب الأسد؟ وماذا قال للوسطاء؟ وماذا يَعني لقاء نصر الله بالعاروري؟
كَشف السيد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″ في قطاع غزّة في لقاءٍ عَقده مع الصحافيين استمر لساعتين واتسم بالصّراحة، عن أبرز ركائز استراتيجية حركة “حماس″ الجديدة، وعُنوانها الرئيسي العَودة بقوّةٍ إلى محور المُقاومة، وتوثيق العلاقات مع إيران، ومُحاولة “ترميمها” مع سورية.
أهم ما قاله السيد السنوار في نَظرنا، ونحن نَنقل عنه بالحَرف، “أن إيران هي الدّاعم الأكبر لكتائب عز الدين القسام (الجَناح العَسكري) بالمال والسّلاح”، وإعرابه عن أمله في “أن تتفكّك الأزمة السورية، وأن يَفتح هذا التفكّك الأُفق لترميم العلاقات معها مع الأخذ في الاعتبار التوقيتات المُلائمة”.
لإعلان وبشكلٍ صريحٍ، لا مُواربة فيه، أن إيران هي الدّاعم الأكبر لجناح القسّام جاء مُفاجئًا وقويًّا في الوقت نفسه، لأنه يَتعارض، بطريقةٍ أو بأُخرى، مع خط الحَركة السّابق الذي يتجنّب مِثل هذهِ المَواقف مُجاملةً للمُعسكر الخليجي، وبدرجةٍ أقل المُعسكر الأمريكي، ولتجنّب إحراج جَناح في حركة “حماس″ وَقف في الخَندق المُقابل لإيران وسورية، مُجاملةً للمؤسّسة الدينيّة الخليجيّة التي تَنطلق من مُنطلقاتٍ مَذهبيّةٍ صَرفةٍ في نَظرتها للآخر.
حركة “حماس″، وحسب مَعلومات مُوثّقة أعادت تَرميم علاقتها بالمُقاومة اللبنانية، و”حزب الله” تحديدًا، ولا نَكشف سرًّا عندما نقول أن السيد حسن نصر الله استقبل في أحد مقرّاته السيد صالح العاروري، زعيم الجناح العسكري في الضفّة الغربيّة، وأكثر قِيادات حماس الميدانيّة دعمًا للمُقاومة المُسلّحة، وتلى هذا الاجتماع، وبتوصيةٍ من السيد نصر الله، بلقاءٍ آخر، أي للسيد العاروري، بقادة الحرس الثوري إلى جانب مَسؤولين سياسيين آخرين في طهران التي زارها في إطار وفد “حماس″ الذي شارك في حُضور احتفالات تَنصيب الرئيس حسن روحاني الشّهر الماضي.
منقول