وريقات رمضانية - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وريقات رمضانية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-07-01, 10:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

أركان الصوم وشروطه







رَكَنَ إلى الأمر: مال إليه وسكن، قال تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} (هود:113) أي: لا تميلوا وتسكنوا إلى الظالمين، ورُكْنُ الشيء: جانبه الأقوى، قال تعالى على لسانه نبيه لوط: {لو أَن لي بكم قوة أَو آوي إلى ركن شديد} (هود:80).

و(الركن) في اصطلاح الأصوليين: ما يتوقف عليه وجود الشيء وعدمه، ويعبرون عن ذلك بقولهم: ما يتوقف على وجوده الوجود، وعلى عدمه العدم؛ وكثيرًا ما يعبر الفقهاء عن الركن بالشرط، ويريدون منه، ما لا بد منه.

ركني الصوم:

والصيام في حقيقته مركب من ركنين أساسيين، لا يتصور حصوله بدونهما:

- الركن الأول: النية، ومعناها القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء، وعزمه عليه من غير تردد، والمراد بها هنا قصد الصوم، والدليل على أن النية ركن لصحة الصيام، قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري ومسلم، وهو يعم كل عمل ، وقوله في حديث حفصة رضي الله عنها: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له) رواه أحمد وأصحاب السنن.

ومحل النية القلب، ولا يشرع التلفظ بها، وهو خلاف السُّنَّة؛ لأنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه، وحقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى، وطلباً لثوابه، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت، وهو: إيقاع النية ليلاً، لحديث حفصة المتقدم، وتصح النية في أي جزء من أجزاء الليل، وينبغي على العبد أن يبتعد عن وسواس الشيطان في النية، فإن النية لا تحتاج إلى تكلف، فمن عقد قلبه ليلاً أنه صائم غداً فقد نوى، ومثله ما لو تسحر بنية الصوم غداً.

وبعض الفقهاء يعد النية شرطاً لصحة الصيام لا ركناً من أركانه، والمقصود أنه لا بد منها لصحة الصوم سواء عددناها ركناً أم شرطاً.

- الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات من طعام، وشراب، وجماع، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، ودليل ذلك قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} (البقرة:187)، والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود، بياض النهار وسواد الليل، وذلك يحصل بطلوع الفجر الثاني أو الفجر الصادق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق) رواه الترمذي. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم) رواه البخاري ومسلم، وقد أجمع أهل العلم على أن من فعل شيئاً من ذلك متعمداً فقد بطل صومه.


شروط الصوم:

وهناك شروط ذكرها أهل العلم لا بد من توفرها حتى يجب الصوم على العبد،
وهي: أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً مقيماً قادراً خالياً من الموانع الشرعية.

فلا يصح الصوم من الكافر، فإن أسلم في أثناء الشهر، صام الباقي, ولا يلزمه قضاء ما سبق حال الكفر، ويقضي اليوم الذي أسلم فيه، إن أسلم أثناء النهار، نص عليه الامام مالك والامام أحمد وغيرهما.

ولا يجب الصوم على الصغير غير البالغ لعدم التكليف، ولكنه يصح منه، ويكون في حقه نافلة، ولو أفطر في أثناء النهار فلا شيء عليه، ويستحب تدريبه على الصوم ليعتاد عليه، ولئلا يجد صعوبة فيه حال البلوغ، فقد ثبت في الصحيح من حديث الرُبيِّع بنت معوِّذ رضي الله عنها أنها قالت في صيام عاشوراء لما فُرض: (كنا نُصَوِّمُ صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار) رواه البخاري ومسلم.

ولا يجب الصوم على مجنون, ولو صام حال جنونه, لم يصح منه, لأن الصوم عبادة مفتقرة إلى النية والمجنون لا يتصور منه النية.، وفي الحديث الصحيح عن علي رضي الله عنه مرفوعاً: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل) رواه أبو داود وغيره.

ولا يجب الصوم على غير القادر لمرض دائم، أو كبر، ويطعمان أو نحوه، ولا على المسافر، ولكنهما يقضيانه حال زوال عذر المرض أو السفر لقوله الله جل وعلا: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} (البقرة:184).

ولا يجب الصوم على الحائض والنفساء بل يحرم عليهما ولا يصح منهما، لوجود المانع الشرعي، ولو جاءها الحيض أو النفاس أثناء الصوم بطل صوم ذلك اليوم، ويجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان.

والطهارة ليست شرطاً لصحة الصوم، فإذا تسحر الجنب، وشرع في الصوم ولم يغتسل صح صومه، وكذلك لو طهرت المرأة من الحيض في الليل ولم تغتسل، وصامت يومها التالي صح الصوم منها.

هذه هي أهم أركان الصوم وشروطه، وللعلماء مزيد تفصيل وبيان فيها، يمكن الرجوع إليها في مظانها، والله أعلم.

م/ن










 


رد مع اقتباس
قديم 2014-07-01, 10:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

الدعوة إلى الله عند السلف







دخل على الإمام مالك بن دينار لص أراد أن يسرق ما في بيته، فما وجد ما يأخذه، فناداه مالك: "لم تجد شيئاً من الدنيا، فترغب في شيء من الآخرة؟"، قال: "نعم"، قال: "توضّأ وصلّ ركعتين". ففعل، ثم جلس وخرج إلى المسجد، فسئل الإمام: "من هذا؟" قال: "جاء ليسرق منا فسرقناه".

ذكر علماء السير أن يزيد البسطامي لما كان غلاما تعلم قوله تعالى: {يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا} (المزمل:1-2)


قال لأبيه: "يا أبت، من الذي يقول الله تعالى له هذا؟"، قال: "يا بنيّ! ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، فقال له يزيد: "يا أبت! ما لك لا تصنع أنت كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم؟"،

قال: "يا بنيّ! إن الله تعالى خصّ نبيه بافتراض قيام الليل دون أمته". فسكت عنه.

فلما حفظ قول الله تعالى: {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك} (المزمل:22)،

قال: "يا أبت! إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون من الليل، فمن هؤلاء الطائفة؟"،

فقال له: "أؤلئك هم الصحابة رضي الله عنهم"، قال: "فلم تترك ما فعله الصحابة؟"، قال: "صدقت يا بنيّ! لا أترك القيام إن شاء الله تعالى". فكان يقوم من الليل ويصلي.

وقال الإمام الغزالي: "اعلم أن كل قاعد في بيته أينما كان فليس خالياً في هذا الزمان عن منكر من حيث التقاعد عن إرشاد الناس وتعليمهم، وحملهم على المعروف؛ فأكثر الناس جاهلون بالشرع في شروط الصلاة في البلاد، فكيف في القرى والبوادي؟ وواجب أن يكون في مسجد ومحلٍّ من البلد فقيه يُعلِّم الناس دينهم، وكذا في كل قرية".

يقول الإمام عبد القادر الجيلاني: "أراد الله مني منفعة الخلق؛ فقد أسلم على يدي أكثر من خمسمائة، وتاب على يدي أكثر من مائة ألف، وهذا خير كثير".

قال الحافظ عمر البزار: "كان شيخ الإسلام ابن تيمية في حال صغره إذا أراد المضيّ إلى المكتب يعترضه يهودي -وكان بيت هذا اليهودي في طريق الشيخ- فكان يعترضه بمسائل يسأله عنها، وكان الشيخ يجيبه عنها سريعاً، حتى تعجب اليهودي منه، ثم إنه صار كلما اجتاز به يخبره بأشياء مما يدل على بطلان ما يدينه من دين اليهودية، فلم يلبث أن أسلم الرجل وحسن إسلامه،


م/ن










رد مع اقتباس
قديم 2014-07-01, 14:28   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله

مع ورقة اخرى لتطوى الوريقات الاخر

نعم انما ايامك مثل الوريقات يوم يطوي يوم

ولا ينفع الا ما حوته طيات ايامك من عمل صالح

وما شهر رمضان الا حجة لك او عليك

فكم من مستقبل يومًا لا يستكمله ؟

ومؤمل غدًا لا يدركه ؟

نعم اليك هذا النقل فانس به وادعوا لاخيك

شهر رمضان فرصة الزمان .. هكذا ينبغي أن يعتقد المسلم، وهكذا كان يعتقد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فلم يكن رمضان بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل .


اسمع إلى معلى بن الفضل وهو يقول: كانوا " يعني الصحابة " يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم .


وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
والدعاء ببلوغ رمضان، والاستعداد له سنة عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فقد روى الطبراني عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". (قال الألباني: إسناده فيه ضعف) .



وقد وصفت أمنا عائشة رضي الله عنها حال نبينا صلى الله عليه وسلم في استعداده لرمضان فقالت: كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً .
فهذا عن استعدادهم فكيف عن استعدادنا نحن ؟!!

لقد جمعت لك أخيّ عدة نقاط أراها مهمة في استقبال رمضان، ولعل هناك ما هو أهم منها ولكن هذا حسب ما فتح الله ويسر، والله أرجو أن ينفعنا وإياك:-
1- النية الخالصة :
من التأهب لرمضان وحسن الاستعداد له: أن تعقد العزم على تعميره بالطاعات وزيادة الحسنات وهجر السيئات، وعلى بذل المجهود واستفراغ كل الوسع في استغلال كل لحظة فيه في رضا الله سبحانه .
وهذا العزم ضروري فإن العبد لا يدري متى توافيه منيته ولا متى يأتيه أجله ؟ فإذا انخرم عمره وسبق إليه من الله أمره، وعادت الروح إلى باريها قامت نيته مقام عمله فيجازيه الله على حسن نيته وعلى هذا العزم فينال الأجر وإن لم يعمل . عن ابن عباس رضي الله عنهما: [ إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعلمها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ... ] الحديث متفق عليه، وقال[ إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى ]متفق عليه
ونحن نعرف أناسًا كانوا معنا في رمضان الماضي وليسوا معنا في عامنا هذا وكم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر
كم كنت تعرف ممن صام في سلف .. من بين أهل وجيران وخلان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم .. حيا فما أقرب القاصي من الداني

فكم من مستقبل يومًا لا يستكمله ؟


ومؤمل غدًا لا يدركه ؟

إنكم لو أبصرتم الأجل وميسره لأبغضتم الأمل وغروره،

خطب عمر بن عبد العزيز الناس فقال: [ إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى، وإن لكم معادًا ينزل الله فيه للفصل بين عباده فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السموات والأرض، ألا ترون أنكم في أصلاب الهالكين وسيرثها بعدكم الباقون حتى تردَّ إلى خير الوارثين ؟

في كل يوم تشيعون غاديًا ورائحًا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتودعونه وتودعونه في صدع من الارض غير موسد ولاً ممهد،

قد خلع الأسباب، وفارق الأحباب، وسكن التراب، وواجه الحساب،

غنيًا عما خلف، فقيرًا إلى ما أسلف،

فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته .
فيا مغرورًا بطول الأمل، مسرورًا بسوء العمل،


كن من الموت على وجل فإنك لا تدري متى يهجم الأجل .


فالنية النية، والعزم العزم، والإخلاص الإخلاص. (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) (التوبة/46) (فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم) (محمد/21)

2 - التوبة الصادقة:-
وهي واجبة في كل وقت ومن كل ذنب، ولكنها في هذا الحين ألزم وأوجب لأنك مقبل على موسم طاعة، وصاحب المعصية لا يوفق للطاعة ولا يؤهل للقرب، فإن شؤم الذنوب يورث الحرمان ويعقب الخذلان، وإن قيد الذنوب يمنع عن المشي إلى طاعة الرحمن، وإن ثقل الذنوب يمنع الخفة للخيرات والمسارعة في الطاعات فتجد القلب في ظلمة وقسوة وبُعد عن الله وجفوة، فكيف يوفق مثل هذا للطاعة ؟ أو كيف يصلح للخدمة ؟ أو كيف يدعى للمناجاة وهو متلطخ بالأقذار والنجاسات ؟ فصاحب المعاصي المصر عليها لا يوفق إلى الطاعة فإن اتفق فبكد لا حلاوة فيه ولا لذة ولا صفوة ولا أنس ولا بهجة، وإنما بمعاناة وشدة، كل هذا بسبب شؤم الذنوب .



وقد صدق الأول حين قال: حرمت قيام الليل سنة بذنبٍ عملته . وعندما قيل للحسن لا نستطيع قيام الليل، قال قيدتك خطاياكم . وقال الفضيل : " إذا كنت لا تستطيع قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محبوس قد قيدتك ذنوبك".

فلابد من التوبة النصوح المستلزمة لشروطها، المصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، والمصاحبة للافتقار وإظهار الفاقة والحاجة إلى العزيز الغفار، ولابد من إظهار الرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله بالقبول وأن يجعلك ممن تقبل توبتهم قبل رمضان وأن يكتبك في آخره في ديوان العتقاء من النار . وعلامة الصدق كثرة الإلحاح ودوام الطلب وكثرة الاستغفار،


فارفع يديك إليه وناجه وتوسل إليه .


يا من يرى ما في الضمير ويسمع .. أنت المعد لكـل ما يتوقـع
يا من يرجّى للشــدائد كلها .. يا من إليه المشتكى والمفـزع
يا من خزائن فضـله في قول كن .. امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقـري إليك وسيلة .. فبالافتــقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حــيلة .. فـإذا رددت فـأي باب أقــرع
ومن الذي أرجو وأهتف باسمه.. إن كان جودك عن فقيرك يمنع
حاشـا لفضلك أن تقنـط راجيا .. الجود أجـزل والمواهب أوســع


3 - معرفة شرف الزمان
فالوقت هو الحياة، وهو رأس مالك الذي تتاجر فيه مع الله، وتطلب به السعادة


وكل جزء يفوت من هذا الوقت خاليًا من العمل الصالح يفوت على العبد من السعادة بقدره .


قال ابن الجوزي: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف وقيمة وقته فلا يضيع فيه لحظة في غير قربة .
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز .. ... .. عليه من الإنفاق في غير واجب



وشهررمضان من أنفس لحظات العمر، ومما يجعل الإنسان لا يفرط في لحظة منه أن يتذكر وصف الله له بأنه "أيامًا معدودات"

وهي إشارة إلى أنها قليلة وأنها سرعان ما تنتهي،

وهكذا الأيام الغالية والمواسم الفاضلة سريعة الرحيل، وإنما يفوز فيه من كان مستعدًا له مستيقظا إليه .
فإذا أدرك الإنسان قصر وقت رمضان علم أن مشقة الطاعة سرعان ما تذهب وسيبقى الأجر وتوابعه من انشراح القلب وانفساح الصدر وفرحة العبد بطاعة الرب سبحانه .
وكم من مشقة في طاعة مرت على الإنسان فذهب نصبها وتعبها وبقى أجرها عند الله إن شاء الله .


وكم من ساعات لهوٍ ولعبٍ وغفلةٍ ذهبت وانقضت لذتها وبقيت تبعتها.


وساعة الذكر فاعلم ثروة وغنى .. ... .. وساعة اللهو إفلاس وفاقات

4 - التقلل من الطعام:
وهو مقصد من مقاصد الصيام ومن مقاصد رمضان التعود على تقليل الطعام، وإعطاء المعدة فرصة للراحة، وإعطاء النفس فرصة للطاعة، فكثرة الطعام هذه هي التي قسَّت القلوب حتى صيرتها كالحجارة، وأثقلت على النفوس الطاعة، وزهدت الناس في الوقوف بين يدي الله . فمن أراد الاستمتاع بالصلاة فلا يكثر من الطعام، بل يخفف؛


فإن قلة الطعام توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وإنكسار النفس، وضعف الهوى والغضب .
قال محمد بن واسع: من قل طعامه فهم وأفهم وصفا ورق، وإن كثرة الطعام تمنع صاحبها عن كثير مما يريد .
قال سلمة بن سعيد: إن كان الرجل ليعير بالبطن كما يعير بالذنب يعمله .
وقد تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقا ل: [كف عنا جشاءك، فإن أطولكم شبعًا في الدنيا أطولكم جوعًا يوم القيامة] رواه الترمذي

5 - تعلم أحكام فقه الصيام:
وأحكامه وآدابه حتى يتم الإنسان صيامه على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه فيسحتق بذلك تحصيل الأجر والثواب وتحصيل الثمرة المرجوة والدرة الغالية وهي التقوى، وكم من إنسان يصوم ولا صيام له لجهله بشرائط الصيام وآدابه وما يجب عليه فيه، وكم ممن يجب عليه الفطر لمرض مهلك أو لعذر شرعي، ولكنه يصوم فيأثم بصومه، فلابد من تعلم فقه الصيام وأحكامه،


وهذا واجب وفرض من عين على من وجب عليه الصيام .

6 - تعويد النفس على
(أ) الصيام: وقد كان النبي يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلاً . وكان هذا ضروريًا لتعويد النفس على الصيام حتى إذا جاء رمضان كانت مستعدة بلا كلفة ولا تعب يمنعه عن العمل ويحرمه من كثرة التعبد



(ب) القيام: وهي سنة عظيمة أضعناها، ولذة عجيبة ما تذوقناها، وجنة للمؤمنين في هذه الحياة ولكنا يا للأسف ما دخلناها ولا رأيناها . مدرسة تربى فيها النفوس، وتزكى فيها القلوب، وتهذب فيها الأخلاق . عمل شاق، وجهاد عظيم لا يستطيعه إلا الأبطال من الرجال، والقانتات من النساء، الصابرين والصادقين ... بالأسحار . هو وصية النبي لنا وعمل الصالحين قبلنا: [عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد] رواه الترمذي .



إن تعويد النفس على قيام الليل ضروري قبل رمضان وبعد رمضان وهو إن كان لازمًا لكل الناس فهو للدعاة والأئمة ألزم،


ففيه من الأسرار ما تنفتح له مغاليق القلوب وتنكسر أمامه أقفالها، فتنزل الرحمات والبركات ويفتح على الإنسان من أبواب الفهم والفتوح ما لا يعلمه إلا الله،

ومن تخرج من مدرسة الليل يؤثر في الأجيال بعده إلى ما شاء الله، والمتخلف عن مدرسة الليل تفسو قلوب الناظرين إليه .


فعليك أيها الحبيب بمجاهدة النفس على القيام ولتكن البداية بركعتين ثم زد رويدًا رويدًا حتى ينفتح قلبك وتأتي فيوضات الرحمن .



(ج) كثرة التلاوة: شهر رمضان شهر القرءان، فللقرآن في رمضان مزية خاصة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن مع سيدنا جبريل في رمضان كما في حديث ابن عباس وذلك كل ليلة، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل في قيامه جدًا كما في حديث حذيفة .



وهكذا كان السلف والأئمة يولون القرآن في رمضان اهتمامًا خاصًا .

7ـ المسابقة والجدية
وهي أصل في العبادة كما في كتاب الله وسنة رسوله،


قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133)

وقال سبحانه: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:21)

وفي الحديث: سبق المفردون سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله! قال "الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات".


وقد كان كل واحد من الأولين يعتبر نفسه المخاطب بهذا الأمر دون غيره


فكانوا يتسابقون في الطاعة

يدلك على هذا ما أثر عنهم من قولهم: "لو أن رجلا بالمشرق سمع أن رجلا بالمغرب أحب إلى الله منه فانصدع قلبه فمات كمدا لم يكن عجبا" .


وقالت جارية لعمرو بن دينار: رأيت في المنام كأن مناديا ينادي: الرحيل .. الرحيل، فما رحل إلا محمد بن واسع !! فبكى عمرو حتى وقع مغشيا عليه.



واعلم أيها الأخ الحبيب أن الأمر جد لا هزل فيه (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (الذريات:23)


وقيل إن عطاء دخل على الخليفة الوليد بن عبد الملك وعنده عمر بن عبد العزيز .. فقال عطاء للوليد: " بلغنا أن في جهنم واديا يقال له هبهب أعده الله للولاة الظلمة " فخر الوليد مغشيا عليه .. فقال عمر لعطاء: قتلت أمير المؤمنين !!

قال: فأمسك عطاء بيدي وقال: يا عمر إن الأمر جد فجد .. قال عمر: فوجدت ألمها في يدي سنة .

فاجهد أيها الحبيب أن تكون من أهل الصيام الحق والقيام الصدق


لتنال الجائزة بغفران ما تقدم من ذنبك وما تأخر ..

أسأل الله الكريم أن يبلغنا بمنه رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة، وأن يجعلنا في رمضان هذا من عتقائه من النار

.. آمين..

................م/ن...............
















رد مع اقتباس
قديم 2014-07-02, 13:10   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
اللهم اغفرلي
واصلح حالي
واجعل ما نثرناه هنا في
ميزان حسناتنا وبيض به وجوهنا يوم تسود وجوه
ليعلم من يمر من هنا اني لا احمل غلا لاي واحد في هذا العالم الافتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2014-07-04, 12:30   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

آيات في الصيام




ثمة بعض آيات في القرآن الكريم قيل: إن المراد منها الصوم والصيام، نذكرها تالياً:

الآية الأولى: قوله تعالى: {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} (الحاقة:24). قال مجاهد في معنى الآية: هي أيام الصيام؛ إذ تركوا فيها الأكل والشرب. وقال الكلبي: {بما أسلفتم} يعني الصوم؛ وذلك أنهم لما أُمروا بالأكل والشرب، دلَّ ذلك على أنه لمن امتنع في الدنيا عنه بالصوم، طاعة لله تعالى. والمعتمد في تفسير الآية: أن المراد ما عملوا من أعمال صالحة في الحياة الدنيا، ويُدخل الصوم فيها.

الآية الثانية: قوله عز وجل: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} (السجدة:17)، قيل: كان عملهم الصيام؛ لأنه قال سبحانه في آية أخرى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، فيُفْرَغ للصائم جزاؤه إفراغاً، ويجازف جزافاً، فلا يدخل تحت وهم وتقدير، وجدير بأن يكون كذلك؛ لأن الصوم إنما كان له سبحانه، ومشرفاً بالنسبة إليه -وإن كانت العبادات كلها له، كما شرف البيت بالنسبة إلى نفسه، والأرض كلها له- لمعنيين:

أحدهما: أن الصوم كفٌّ وترك، وهو في نفسه سرٌّ، ليس فيه عمل يُشَاهَد، وجميع أعمال الطاعات بمشهد من الخلق ومرأى، والصوم لا يراه إلا الله عز وجل، فإنه عمل في الباطن بالصبر المجرد.

الثاني: أنه قهر لعدو الله عز وجل، فإن وسيلة الشيطان لعنة الله الشهوات؛ وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب.

وقد روى الترمذي حديثاً وحسنه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (الصوم نصف الصبر).

والمعنى المعتمد في الآية هنا، أن المراد قيام الليل؛ لأن الآية سُبقت بقوله سبحانه: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون} (السجدة:16).

الآية الثالثة: قوله سبحانه: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10)، قيل: إن المراد بـ(الصابرين) في قوله: {إنما يوفى الصابرون} الصائمون؛ لما روي في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الصوم لي، وأنا أجزي به)، متفق عليه. فلم يذكر ثواباً مقدراً، كما لم يذكره في الصبر. وقد قيل أيضاً: إن المراد بـ(الصبر) في الآية: الصبر بمعناه العام، أي: الصبر على فعل الطاعات، والصبر على ترك المعاصي، والصبر على مصائب الحياة.












رد مع اقتباس
قديم 2014-07-07, 04:51   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

س 1- هل لقيام رمضان عدد معين أم لا ؟
ج 1 - ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب,فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج , ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج ,ولكن العدد الأفضل ما كان النبي ,صلى الله عليه وسلم ,يفعله وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة , فإن أم المؤمنين ، عائشة سُئلت :كيف كان النبي يصلي في رمضان ؟ فقالت : لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة , ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع , وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين , خلاف ما يفعله الناس اليوم , يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه , والإمامة ولاية , والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح . وكون الأمام لا يهتم إلا أن يخرج مبكراً هذا خطأ , بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي , صلى الله عليه وسلم يفعله , من إطالة القيام والركوع و السجود و القعود حسب الوارد, ونكثر من الدعاء والقراءة و التسبيح وغير ذلك .

[ الشيخ محمد بن عثيمين]










رد مع اقتباس
قديم 2014-07-07, 06:16   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي




{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (55) سورة الذاريات

كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلى إبنه عبدالله:

أما بعد، فإنه من إتقى الله وقاه،

ومن توكل على الله كفاه،

ومن شكر له زاده،

ومن أقرضه جزاه،

فاجعل التقوى عماد قلبك، وجلاء بصرك،


فإنه لا عمل لمن لا نية له،

ولا أجر لمن لا خشية له،

ولا جديد لمن لاخلق له.









رد مع اقتباس
قديم 2014-07-08, 00:56   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
فضلا لا امرا
حمل وادعوا لاخوتك
من
هنا









رد مع اقتباس
قديم 2014-07-08, 11:36   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

صلاح الصلاة:
عن أبي هريرة [ قال: قال ] «إن
أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمل صلاته، فإن
صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر »

)الترمذي، والنسائي(









رد مع اقتباس
قديم 2014-07-08, 14:33   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الأمنيات
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الأمنيات
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء وسام مميزة التطبيقات وسام المتوجات وسام نجمة التطبيقات وسام التميز في قسم الطبخ 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الفائدة ربي يجازيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-07-08, 17:47   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمنيات مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك على الفائدة ربي يجازيك
السلام عليكم
نحتاج الى الكثير من دعواتكم
فلا تنسونا كلما صادفتم هذا المعرف
فشكرا لكم
ولكم احترامنا









رد مع اقتباس
قديم 2014-07-08, 17:49   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

معركة البويب13 هـ



كانت هذه المعركة بالعراق نظير معركة اليرموك التي وقعت بالشام ، وقد بدأت فصولها عندما انهزم المسلمون أمام الفرس في وقعة " الجسر " وذلك في شعبان سنة 13 للهجرة ، فبلغ الخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فندب الناس إلى الانضواء تحت قيادة المثنى بن حارثة الذي انحاز بالمسلمين غربيّ نهر الفرات ، وأرسل إلى من بالعراق من أمراء المسلمين يطلب منهم الإمداد ، وأرسل إلى عمر فبعث إليه بمدد كثير فيهم جرير بن عبد الله البجلي على رأس قبيلته " بجيلة " ، كما أرسل كلاً من هلال بن علقمة و عبدالله بن ذي السهمين ومعهما طائفة من الرباب وأفراد من قبائل خثعم ، ولما وفد إلى عمر ربعيّ بن عامربن خالد و عمر بن ربعيّ بن حنظلة في نفرٍ من قومهما ألحقهما بالعراق ، لتتوالى الوفود في نصرة إخوانهم ومدّهم بالقوّة والسلاح .

وترامت الأنباء إلى " رستم " قائد الفرس بأن المسلمين قد حشدوا له الحشود ، فجهّز جيشاً عظيماً بقيادة "مهران الهمداني " ، ولما سمع المثنى بذلك كتب إلى أطراف الجيش الذين قدموا لنجدته قائلاً لهم : " إنا جاءنا أمرٌ لم نستطع معه المقام حتى تقدموا علينا ، فعجّلوا اللحاق بنا ، وموعدكم " البويب " - وهو مكان بأرض العراق قريب من الكوفة اليوم – " ، فتوافوا جميعاً هناك في شهر رمضان سنة 13 للهجرة .

وكان " مهران " قد وقف في الجهة المقابلة لنهر الفرات ، وأرسل إلى المثنى يقول له ‏:‏ " إما أن تعبر إلينا وإما أن نعبر إليك " ، فقال له المثنى ‏:‏ " بل اعبروا إلينا " ، فعبر " مهران " فنزل على شاطىء الفرات ، وأقبل الفرس في ثلاثة صفوف مع كل صفٍّ فيل ، ولهم زجلٌ وصياح : فقال المثنى لأصحابه ‏:‏ " إن الذي تسمعون فشل فالزموا الصمت " .‏

ثم عبّأ المثنى جيشه وأمرهم بالإفطار ليتقووا على عدوهم فأفطروا ، وطاف بين الصفوف وهو على فرسه ، فجعل يمر على كل راية من رايات الأمراء والقبائل ، يحرضهم ، ويرفع معنوياتهم ، ويحثهم على الجهاد والصبر ، ويثني عليهم بأحسن ما فيهم ، وكلما مرّ على صفٍّ قال لهم ‏:‏ " إني لأرجو ألا يؤتى الناس من قبلكم بمثل اليوم ، والله ما يسرني اليوم لنفسي شيء إلا وهو يسرني لعامَّتِكم " فيجيبونه بمثل ذلك ، وأنصفهم من نفسه في القول والفعل ، وخالط الناس فيما يحبون وما يكرهون ، فاجتمع الناس عليه ولم يعب له أحد قولاً ولا فعلاً ، وفي ذلك دلالة بيّنة على حنكته في قيادة جنده وحسن تدبيره ، حيث حرص على استمالة قلوب جنده مما يكون له أثر بالغ في وحدة الصف وقوة التلاحم بين أفراد الجيش .

ثم قال لهم ‏:‏ إني مكبر ثلاثًا فتهيّئوا فإذا كبَّرت الرابعة فاحملوا ، فلما كبَّر أول تكبيرة عاجلتهم الفرس وحملوا عليهم ، فالتحم الفريقان واقتتلوا قتالاً شديداً ، وعندها رأى المثنى خللًا في بعض صفوفه فبعث إليهم رجلاً يقول لهم : " الأمير يقرأ عليكم السلام ويقول لكم ‏:‏ " لا تفضحوا المسلمين اليوم " ، فتماسَكُوا واعتَدَلُوا وضحك المثنى إعجاباً منه بصنيعهم ، ثم بعث في الناس من يقول : " يا معشر المسلمين عاداتكم ، انصروا الله ينصركم " ، فجعلوا يدعون الله بالنصر والظفر .

ولما طال القتال جمع المثنى نفراً من أصحابه الشجعان يحمون ظهره ، وحمل هو على "مهران " فأزاله عن موضعه حتى أدخله في الميمنة ، وزاد المثنّى من ضغطه على العدوّ حتى اختلطت الصفوف ، واشتدّ القتال .

وفي أثناء ذلك ، أصيب مسعود بن حارثة قائد مشاة المسلمين وأخو المثنى ، ولم تزل جراحه تنزف حتى فارق الحياة ، ورأى المثنى ما أصاب أخاه فقال للناس : " يا معشر المسلمين ، لا يرعكم مصرع أخي ؛ فإن مصارع خياركم هكذا " .
ثم تقدّم المسلمون نحو قلب الجيش بما فيهم المثنى وكوكبة من فرسان الجيش ، وحمل المنذر بن حسان بن ضرار الضبي على مهران فطعنه ، واجتز رأسه جرير بن عبد الله البجلي ، فتضعضع جيش الفرس ، وحاولوا الفرار ولحق المسلمون في إثرهم ، وكان المثنى قد سبق إلى الجسر فوقف عليه ليمنع الفرس من العبور عليه ، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة حتى قيل : إنه قتل منهم يومئذ وغرق قريبٌ من مائة ألف ، وبقيت جثث القتلى وعظامهم دهراً طويلاً ، وسمي هذا اليوم بيوم الأعشار ، فقد وجد من المسلمين مائة رجل ، كلُّ رجل منهم قَتَل عشرة من الفرس .

وهكذا أذلّ الله رقاب الفرس ، واقتصّ منهم المسلمون بعد الهزيمة التي لحقت بهم في معركة " الجسر " ، ومهَّدت وقعة " البويب " للفتوحات في بلاد العراق ، والقضاء على الإمبراطورية الفارسية .










رد مع اقتباس
قديم 2014-07-10, 19:07   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

قصص من زهد السلف




قال السلمي: "سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط، وما كان لي قفل ولا مفتاح، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط".

وقال أيضاً: "دخلت على محمد بن أسلم قبل موته بأربعة أيام بنيسابور، فقال: "يا أبا عبد الله! تعال أبشرك بما صنع الله بأخيك من الخير، قد نزل بي الموت، وقد منَّ الله علي أنه مالي درهم يحاسبني الله عليه". ثم قال: "أغلق الباب، ولا تأذن لأحد حتى أموت، وتدفنون كتبي، وأعلم أني أخرج من الدنيا، وليس أدع ميراثاً غير كسائى ولبدي وإنائي الذي أتوضا فيه، وكتبي هذه، فلا تكلفوا الناس مؤنة". وكان معه صرة فيها نحو ثلاثين درهماً فقال: "هذا لابني أهداه قريب له، ولا أعلم شيئاً أحلّ من هذا المال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنت ومالك لأبيك)، وقال: (أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه)، فكفّنوني منها فإن أصبتم لي بعشرة ما يستر عورتي، فلا تشتروا بخمسة عشر، وابسطوا على جنازتي لبدي، وغطوا عليها كسائي، وأعطوا إنائي مسكيناً".

حُكي عن الإمام عمر بن سعد الكوفي أنه أبطأ يوماً في الخروج إلى الجماعة، ثم خرج فقال: "أعتذر إليكم؛ فإنه لم يكن لي ثوب غير هذا صليت فيه، ثم أعطيته بناتي حتى صلين فيه، ثم أخذته وخرجت إليكم".

وعن مسلمة بن عبد الملك قال: "دخلت على عمر بن عبدالعزيز وقميصه وسخ، فقلت لامرأته وهي أخت مسلمة: اغسلوه، قالت: نفعل. ثم عدت، فإذا القميص على حاله، فحادثتها عن ذلك فقالت: والله ماله قميص غيره".

وعن ابن باكويه قال: "سمعت الإمام ابن خفيف يقول عن نفسه: والله ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة".

قال الحسن البصري: "والله لقد أدركت سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف، لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمنون بيوم الحساب، ولقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهونَ على أحدهم من التراب تحت قدميه، ولقد رأيت أقواماً يمسي أحدهم لا يجد عشاء إلا قوتاً، فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلن بعضه لله عزوجل، فيتصدق ببعضه، وإن كان هو أحوج ممن يتصدّق عليه".

أصاب يزيد بن المهلب -قائد المسلمين- فى أحد فتوحاته أموالاً كثيرة، فكان من جملتها تاج فيه جواهر نفيسه، فقال: "أتدرون أحداً يزهد فى هذا"، قالوا: "لا نعلمه"، فقال: "والله إنى لأعلم رجلاً لو عرض عليه هذا وأمثاله لزهد فيه، ثم دعا بمحمد بن واسع -وكان فى الجيش مغازياً- فعرض عليه أخذ التاج، فقال: "لاحاجة لى فيه"، فقال: "أقسمت عليك لتأخذنه"، فأخذه وخرج به من عنده، فأمر يزيد رجلاً أن يتبعه، فينظر ماذا يصنع بالتاج، فمرّ بسائل فطلب منه شيئاً، فأعطاه التاج بكامله وانصرف، فبعث يزيد إلى ذلك السائل فأخذ منه التاج وعوّضه عنه مالاً كثيراً.












رد مع اقتباس
قديم 2014-07-11, 05:33   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الحسن البصري
- رحمه الله – :

لا أظن أن الله يعذب رجلاً استغفر..
فقيل لماذا !؟
قال : من الذي ألهمه الاستغفار؟
فقيل : الله ..
فقال الحسن :
كيف يلهمه الاستغفار ويريد به أذى ؟!
” وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون









رد مع اقتباس
قديم 2014-07-12, 12:00   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي


" لا حول ولا قوة إلا بالله " كَنْز مِن كُنوز الجنة .
وقد أمَر النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار منها .
وهي تعني : براءة الإنسان مِن حولِه وقُوّته ، إلى حَوْل الله وقوته .
ويستعين بها الإنسان على الشدائد .
فإنه يقول إذا دعاه الداعي للصلاة والفَلاح : لا حول ولا قوة إلا بالله .










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
شهر رمضان المبارك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc