أجيب بقول الله تعالى** لاتسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم **
أتعلمون سبب النزول؟ :
بعض أهل المدينة كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأشياء كأن يقول : أين ناقتي الآن ؟ ومن أبي ؟ ونحو ذلك امتحاناً منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واختباراً له ، فنزلت هذه الآية في تحريم هذا النوع من السؤال
قال أبو جعفر : ذكر أن هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب مسائل كان يسألها إياه أقوام ، امتحاناً له أحياناً ، واستهزاءً أحياناً . فيقول له بعضهم : " من أبي " ؟ ويقول له بعضهم إذا ضلت ناقته : " أين ناقتي " ؟
فقال لهم تعالى ذكره : لا تسألوا عن أشياءَ من ذلك , كمسألة عبد الله بن حُذافة إياه من أبوه ?
" إن تبد لكم تسؤكم " بمعنى : إن أبدينا لكم حقيقة ما تسألون عنه ، ساءكم إبداؤها وإظهارها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك تظاهرت الأخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . "
وقال الحسن البصري رحمه الله فى سبب نزول الاية :
" سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور الجاهلية التي عفا الله عنها ، ولا وجه للسؤال عما عفا الله عنه . " ( القرطبي 6/330)
كذلك
عن ابن عباس قال :
كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاءاً ، فيقول الرجل : من أبي ؟ ويقول الرجل تضل ناقته : أين ناقتي ؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } حتى فرغ من الآية كلها "
اى يا مسلم لا تسأل اسئلة بلهاء و انما استخدم عقلك حتى لا يحط السؤال من شأنك
لذا حس الاسلام على احكام العقل
" كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " (البقرة 242 )
" إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ " ( آل عمران 109 )
" هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " (إبراهيم 52 )
" لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " ( الأنبياء 10 )
" أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " ( الأنبياء 67 )
" إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " ( الزخرف 3 )