نساءٌ حوْل النَبيّ ، - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نساءٌ حوْل النَبيّ ،

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-19, 14:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

السيدة سودة بنت زمعة

كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير أحزان كبرى في بيت النبي ، وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب -كما سبق أن أشرنا- حتى سُمِّي هذا العام بعام الحزن.

وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم السلمية -رضي الله عنها- امرأة عثمان بن مظعون تحثُّه على الزواج من جديد.
وهنا جاءته خولة رضي الله عنها، فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوَّج؟
فقال: "ومَنْ؟"
قالت: إنْ شئتَ بكرًا، وإنْ شئتَ ثيِّبًا.
فقال: "ومَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ؟"
قالت: أمَّا البكر فابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة رضي الله عنها، وأما الثيِّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك.
قال: "فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ".
فانطلقت السيدة خولة -رضي الله عنها- إلى السيدة سودة، فقالت: ما أدخل الله عليك من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك؟
قالت: أرسلني رسول الله أخطبك إليه.
قالت: وَدِدْتُ، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له. وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنُّ قد تخلَّف عن الحجِّ، فدخلت عليه، فحيَّته بتحية الجاهليَّة، فقال: مَنْ هذه؟
قالت: خولة بنت حكيم.
قال: فما شأنك؟
قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة.
فقال: كفء كريم، ما تقول صاحبتك؟
قالت: تحبُّ ذلك.
قال: ادعيها إليَّ. فدعتها.
قال: أيْ بُنَيَّة، إنَّ هذه تزعم أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبكِ، وهو كفء كريم، أتحبِّين أنْ أزوِّجَكِ به؟
قالت: نعم.
قال: ادعيه لي.
فجاء رسول الله فزوَّجها إيَّاه.
فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحجِّ، فجاء يحثي على رأسه التراب. فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله سودة بنت زمعة.
وهي بعدُ: أمُّ المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أمِّ عبد المطلب، تزوَّجها قبل رسول الله ابن عمٍّ لها هو: السكران بن عمرو بن عبد شمس، أخو سهل وسهيل وسليط وحاطب، ولكلهم صحبة، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ثم رجع بها إلى مكة فمات عنها.
فأمست السيدة سودة -رضي الله عنها- بين أهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما زال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد الله بن زمعة على دين آبائه، وهذا هو حالها قبل زواج الرسول منها.
وتعدُّ السيدة سودة أوَّل امرأة تزوَّجها الرسول بعد خديجة، وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله في الخمسين من عمره، ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة سودة لم تكن بذات جمال ولا حسب، ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما ضمَّها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة.
وتُطالعنا سيرة السيدة سودة -رضي الله عنها- بأنها قد جمعت ملامح عظيمة وخصالاً طيبة، كان منها أنها كانت معطاءة تُكْثِر من الصدقة، حتى إنَّ عمر بن الخطاب بعث إليها بغِرارة من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم. قالت: في غرارة مثل التمر؟ ففرَّقتها بين المساكين.
وقد وَهَبَتْ رضي الله عنها يومها لعائشة؛ ففي صحيح مسلم أنها: "لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ".
وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ.
وقد ضمَّتْ إلى تلك الصفات لطافةً في المعشر، ودعابةً في الرُّوح؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي ، فقد روى ابن سعد في طبقاته عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله : صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم. قال: فضحك. وكانت تُضحكه الأحيان بالشيء.
وفاتها:
توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت -رضي الله عنها- سنة 54هـ.








 


قديم 2013-07-20, 15:09   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جويرية بنت الحارث

جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ابن جذيمة، وجذيمة هو المصطلق من خزاعة، زوج النبي ، سباها رسول الله يوم المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة، وقيل: في سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع بن صفوان المصطلقي.

وعن بن إسحاق قال: وجويرية بنت الحارث كان اسمها برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، من خزاعة، كانت عند بن عم لها يقال له: مسافع بن صفوان بن ذي الشفر.
وعن زينب بنت أبي سلمة عن جويرية بنت الحارث أن اسمها كان برة وغيّره فسماها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
حال جويرية بنت الحارث في الجاهلية :
كانت سيدة نساء قومها، وكان أبوها قائد بني المصطلق الذين كانوا يجمعون للنبي : عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومحمد بن يحيى بن حيان كل قد حدثني ببعض حديث بني المصطلق قال: بلغ رسول الله أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج النبي ، فلما سمع بهم رسول الله خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له "المريسيع" من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحم الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وقتل الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية، وقتل من قتل منهم ونفل الله رسوله أبناءهم ونساءهم، وكان رسول الله أصاب منهم سبيًا كثيرًا قسمه في المسلمين، وكان فيما أصاب يومئذ من النساء جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيدة نساء قومها.
عمر جويرية بنت الحارث عند الإسلام :
قال ابن عمر: وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته -وكانت مولاة جويرية بنت الحارث- عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله وأنا ابنة عشرين سنة، قالت توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم.
قصة إسلام جويرية بنت الحارث :
كانت جويرية رضي الله عنها ضمن سبي بني المصطلق الذين غزاهم الرسول ، وكان قد قتل زوجها في هذه الغزوة، ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها لكونها أبية وسيدة نساء قومها، ولم يكن معها ما كاتبت عليه فذهبت إلى رسول الله ليعينها على ذلك، فرد عليها بما هو أفضل؛ إذ عرض عليها الزواج منها وقضاء مكاتبتها، فأجابت بالقبول وأسلمت وحسن إسلامها.
أثر الرسول في تربية جويرية بنت الحارث :
كان لا بد أن يكون للرسول أثر كبير في تربيتها، حتى أعدها لتكون أمّا للمؤمنين، فتأثرت به رضي الله عنها في عبادتها، فكانت تصوم من النوافل الكثير، حتى صامت يوم جمعة منفردا وأمرها الرسول بأن تفطر، وكانت تظل تذكر الله بعد الفجر حتى الشروق كما كان الرسول يفعل ذلك.
أهم ملامح شخصية جويرية بنت الحارث :أعظم امرأة بركة على قومها :
عن عائشة قالت: لما سبى رسول الله سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله تستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن وقفت على باب الحجرة فرأيتها كرهتها، وعرفت أن رسول الله سيرى منها مثل ما رأيت، فقالت جويرية: يا رسول الله، كان من الأمر ما قد عرفت فكاتبت نفسي فجئت رسول الله أستعينه، فقال رسول الله : "أو ما هو خير من ذلك؟" فقالت: وما هو؟ قال: "أتزوجك وأقضي عنك كتابتك"، فقالت: نعم، قال: "قد فعلت".
قالت عائشة: فبلغ المسلمين ذلك قالوا: أصهار رسول الله ! فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق، قالت: فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق، قالت: "فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها".
حرة أبية.. تكره الرق والعبودية
ويظهر هذا واضحًا جليًّا حينما حاولت افتداء نفسها من الرق بالاكتتاب، فكاتبت على نفسها واتفقت مع ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها، رغم أنها لم تكن تملك ما تفك به نفسها؛ إذ أنها أتت رسول الله وطلبت منه أن يعينها على المكاتبة.
حليمة.. تعتق من حر مالها
عن مجاهد عن جويرية زوج النبي أنها قالت: يا نبي الله، أردت أن أعتق هذا الغلام، فقال رسول الله : "بل أعطيه أخاك الذي في الأعراب يرعى عليه؛ فإنه أعظم لأجرك".
ومن الذاكرات:
فقد ورد أنها كانت تذكر الله من بعد الفجر وحتى شروق الشمس، وجاء في الحديث أن النبي خرج من عندها وهي في مصلاها، ثم رجع حين تعالى النهار وهي ما زالت في مكانها تذكر الله، فقال لها: "لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟", فأجابته: نعم، فقال لها : "قد قلت بعدكِ أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن", وذكر باقي الحديث وهو سيرد قريبًا.
بعض مواقف جويرية بنت الحارث مع الرسول :أفطري..
عن أبي أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: "أصمت أمس؟" قالت: لا، قال: "تريدين أن تصومي غدًا؟" قالت: لا، قال: "فأفطري".
لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟
عن ابن عباس قال: قالت جويرية بنت الحارث -وكان اسمها برة فحول النبي اسمها وسماها جويرية وكره أن يقال خرج من عند برة- قالت: خرج النبي وأنا في مصلاي، فرجع حين تعالى النهار وأنا فيه فقال: "لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟", قلت: نعم، قال: "قد قلت أربع كلمات ثلاث مرات لو وزن بما قلت لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته".
وعن ابن عباس عن جويرية بنت الحارث قالت: أتى علي رسول الله وأنا أسبح ثم انطلق لحاجته ثم رجع من نصف النهار فقال: "ما زلت قاعدة؟" قالت: قلت: نعم، قال: "ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن أو لو وزن بهن وزنتهن؟ سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات".
ألم أعظم صداقك؟
عن مجاهد قال: قالت جويرية بنت الحارث لرسول الله : إن أزواجك يفخرن عليّ، يقلن: لم يتزوجك رسول الله إنما أنت ملك يمين، فقال رسول الله : "ألم أعظم صداقك؟ ألم أعتق أربعين رقبة من قومك؟"
هل من طعام؟
عن ابن شهاب أن عبيد بن السباق قال: إن جويرية زوج النبي أخبرته أن رسول الله دخل عليها فقال: "هل من طعام؟" قالت: لا والله يا رسول الله، ما عندنا طعام إلا عظم من شاة أعطيته مولاتي من الصدقة، فقال: "قربيه فقد بلغت محلها".
بعض مواقف جويرية بنت الحارث مع الصحابة:مع عمر وفرضه لها ستة آلاف :
عن مصعب بن سعد أن عمر بن الخطاب فرض في ستة آلاف ستة آلاف وفرض لأمهات المؤمنين في عشرة آلاف عشرة آلاف، ففضل عائشة بألفين لحب النبي إياها إلا السبيتين صفية بنت حيي وجويرية بنت الحارث فرض لهما ستة آلاف، وفرض لنساء من نساء المؤمنين في ألف ألف منهن أم عبد.
بعض الأحاديث التي روتها جويرية بنت الحارث عن النبي :
عن الطفيل بن أخي جويرية عن جويرية أن النبي قال: "من لبس الحرير في الدنيا لبسه الله ثوبًا من نار".
عن مولى لجويرية عن جويرية أن النبي كان يكره أن يأكل الطعام حتى يذهب فورة دخانه.
أثر جويرية بنت الحارث في الآخرين :
عن المهاجر أبي الحسن عن كلثوم بن عامر أن جويرية بنت الحارث توضأت فأردت أن أتوضأ بفضل وضوئها فنهتني، ففي هذا النهي تعليم لكلثوم.
بعض كلمات جويرية بنت الحارث :
قال ابن عمر: وحدثني حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث: رأيت قبل قدوم النبي بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر بها أحدًا من الناس حتى قدم رسول الله ، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجني, والله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر فحمدت الله .
وفاة جويرية بنت الحارث :
قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال: توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين في إمارة معاوية، وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة.
قال ابن عمر: وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته -وكانت مولاة جويرية بنت الحارث- عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله وأنا ابنة عشرين سنة، قالت: توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم.
توفيت جويرية بنت الحارث في ربيع الأول سنة ست وخمسين.









قديم 2013-07-21, 15:21   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 ميمونة بنت الحارث

هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال (29 ق.هـ- 51هـ/ 593- 671م). وأُمُّها: هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حمير. وأخوات ميمونة لأبيها وأُمِّها: أمُّ الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى عصماء بنت الحارث زوج الوليد بن المغيرة، وهي أمُّ خالد بن الوليد، وكانت تحت أُبَيِّ بن خلف الجهمي فوَلَدَتْ له أَبَانًا وغيره، وعزَّة بنت الحارث التي كانت تحت زياد بن عبد الله بن مالك، فهؤلاء أخوات أمِّ المؤمنين ميمونة لأبٍ وأُمٍّ. أمَّا أخوات ميمونة لأُمِّها: أسماء بنت عُمَيس، كانت تحت جعفر بن أبي طالب فوَلَدَتْ له عبد الله وعونًا. وقد كان يقال: أكرمُ أصهار عجوزٍ في الأرض هندُ بنت عوف بن زهير بن الحارث أمُّ ميمونة، وأمُّ أخواتها أصهارها العباس وحمزة ابنا عبد المطلب، الأول على لبابة الكبرى بنت الحارث منها، والثاني على سلمى بنت عميس منها، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب كلاهما على أسماء بنت عميس، الأول قبل أبي بكر والثاني بعد أبي بكر، وشداد بن أسامة بن الهادي الليثي على سلمى بنت عميس منها بعد وفاة حمزة بن عبد المطلب، ورسول الله على بنتها زينب بنت خزيمة، ثم بعد وفاتها أختها لأُمِّها ميمونة بنت الحارث.
مكانتها وفضلها وعلمها
كان للسيِّدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- مكانتها بين أُمَّهات المؤمنين؛ فهي أخت أُمِّ الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، كما أنها خالة ابن عباس .
ورُوي لها سبعة أحاديث في "الصحيحين"، وانفرد لها البخاري بحديث، ومسلم بخمسة، وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثًا.
وقد وصفها الرسول وأخواتها بالمؤمنات؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "الأَخَوَاتُ مُؤْمِنَاتٌ: مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ، وَأُمُّ الْفَضْلِ بنتُ الْحَارِثِ، وسَلْمَى امْرَأَةُ حَمْزَةَ، وَأَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ هِيَ أُخْتُهُنَّ لأُمِّهِنَّ"
لما تأيَّمت ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- عرضها العباس على النبي في الجُحْفَة، فتزوَّجها رسول الله ، وبنى بها بسَرِف على عشرة أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوَّجها رسول الله ، وذلك سنة سبع للهجرة (629م) في عمرة القضاء. وهي خالة خالد بن الوليد وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وقد أصدقها العباس عن رسول الله أربعمائة درهم، وكانت قَبْلَه عند أبي رُهْم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ ويقال: إنها التي وَهَبَتْ نفسها للنبي ؛ وذلك أن خطبة النبي انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله. فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50].
وقد قيل: إن اسمها كان بَرَّة، فسمَّاها رسول الله ميمونة، وكانت -رضي الله عنها- قريبة من رسول الله ، فكانت تغتسل مع رسول الله في إناء واحد.
الحكمة من زواج النبي بها
لقد حقَّق النبي بزواجه من السيدة ميمونة -رضي الله عنها- مصلحة عُلْيَا، وهي أنه بهذه المصاهرة لبني هلال كَسَبَ تأييدهم، وتألَّف قلوبهم، وشجعهم على الدخول في الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل، فقد وجد النبي منهم العطف الكامل والتأييد المطلق، وأصبحوا يدخلون في الإسلام تباعًا، ويعتنقونه طواعيةً واختيارًا.
قال العلامة محمد رشيد رضا: ورد أن عمَّ النبي العباس رغَّبه فيها، وهي أخت زوجه لبابة الكبرى أمِّ الفضل، وهو الذي عقد له عليها بإذنها، ولولا أن العباس رأى في ذلك مصلحةً عظيمةً، لما اعتنى به كل هذه العناية.
ميمونة في بيت النبي
كانت -رضي الله عنها- آخر امرأة تزوَّجها رسول الله . قال ابن هشام: وكانت جَعَلَتْ أمرها إلى أختها أمِّ الفضل، فجعلتْ أمُّ الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوَّجها رسولَ الله ، وأصدقها عنه أربعمائة درهم. ويُقال: إنها هي التي وَهَبَتْ نفسها للنبي ، وأنزل الله تعالى فيها: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50]. لما انتهت إليها خطبة رسول الله لها وهي راكبة بعيرًا قالت: الجمل وما عليه لرسول الله .
وبانضمام السيدة ميمونة -رضي الله عنها- إلى ركب آل البيت، وإلى أزواج رسول الله كان لها -كما لأُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن- دور كبير في نقل حياة رسول الله إلى الأُمَّة، كما قال الله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34]. قال البغوي: قوله : {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} يعني: القرآن، {وَالْحِكْمَةِ} قال قتادة: يعني السُّنَّة. وقال مقاتل: أحكام القرآن ومواعظه.
ومن ثَمَّ كانت أُمَّهات المؤمنين تنقل الأحكام الشرعية بدقَّة بالغة، فنجد الأحاديث التي يُذكر فيها الغسل والوضوء وما كان يفعله النبي في نومه واستيقاظه ودخوله وخروجه، وما كان أحد لينقل هذه الأمور كلها بهذه الدقَّة إلاَّ أُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن؛ وذلك نظرًا لصحبتهن الدائمة للرسول .
مروياتها عن رسول الله
روت عن رسول الله ، وروى عنها: إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، ومولاها سليمان بن يسار، وعبد الله بن سليط، وابن أختها عبد الله بن شداد بن الهاد، وابن أختها عبد الله بن عباس، وابن أخيها عبد الرحمن بن السائب الهلالي، وغيرهم.
وفاتها
وقد تُوُفِّيَتْ -رضي الله عنها- بسَرِف بين مكة والمدينة، حيث بنى بها رسول الله ، وذلك سنة 51هـ/ 671م، أكَّد ذلك ابن حجر وغيره، وكان لها يوم تُوُفِّيَتْ ثمانون أو إحدى وثمانون سنة.










قديم 2013-07-22, 13:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هي مارية بنت شمعون القبطية، من كورة حفن.
قصة إسلام مارية القبطية ومن الذي دعاها إلى الإسلام :
بعث المُقَوْقِسُ -صاحب الإسكندرية- إلى رسول الله في سنة سبع من الهجرة بمَارِيَة، وأختها سيرين، وألف مثقالٍ ذهبًا، وعشرين ثوبًا ليِّنًا، وبغلته الدلدل، وحماره عُفَيْرًا، ويقال: يعْفُور، ومع ذلك خَصِيٌّ يقال له: مأْبُور شيخ كبير كان أخا مارية؛ وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة.
فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام، ورغبها فيه فأسلمت، وأسلمت أختها، وأقام الخصِيُّ على دينه حتى أسلم بالمدينة بعدُ في عهد رسول الله .
من مواقف مارية القبطية مع الرسول :
- وكانت مارية بيضاء جميلة، فأنزلها رسول الله في العالية، في المال الذي صار يقال له: سرية أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وكان يطؤها بمِلْكِ اليمن، وضرب عليها مع ذلك الحِجاب، فحملت منه، ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان.
- وفي السنة الثامنة من الهجرة في شهر ذي الحجة ولد إبراهيم ابن رسول الله من مارية القبطية، فاشتدت غيرة أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولدًا ذكرًا، وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله .
وبولادة إبراهيم أصبحت مارية حرة, وعن ابن عبَّاس قال: لما ولدت مارية, قال رسول الله : "أعتقها ولدها", وعاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله , ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة, وحزنت مارية حزنًا شديدًا على موت إبراهيم.
- وعن أنس قال: إن ابن عم مارية كان يتهم بها, فقال النبي لعلي بن أبي طالب : "اذهب, فإن وجدته عند مارية فاضرب عنقه", فأتاه علي, فإذا هو في ركي يتبرد فيها, فقال له علي: اخرج, فناوله يده فأخرجه, فإذا هو مجبوب ليس له ذكر, فكف عنه علي, ثم أتى النبي فقال: يا رسول الله, إنه مجبوب ما له ذكر, وفي لفظ آخر: أنه وجده في نخلة يجمع تمرًا وهو ملفوف بخرقة, فلما رأى السيف ارتعد وسقطت الخرقة, فإذا هو مجبوب لا ذكر له.
بعض مواقف مارية القبطية مع الصحابة :
وعن عائشة قالت: ما غرْتُ على امرأة إلا دون ما غرْتُ على مارية؛ وذلك أنها كانت جميلة جَعدة، فأعجب بها رسول الله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فزعنا لها، فجزعت، فحوَّلها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا.
وفاة مارية القبطية :
ماتت في المحرم سنة ست عشرة، وكان عمر يحشر الناس لشهودها، وصلّى عليها بالبقيع.
وقال ابن منده: ماتت مارية بعد النبي بخمس سنين.









قديم 2013-07-23, 15:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلاليَّة، وهي أمُّ المساكين، وكانت تسمى بذلك في الجاهلية؛ لرحمتها إياهم ورقَّتها عليهم.
أمُّها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، التي قيل عنها: "لا تُعْلَم امرأة من العرب كانت أشرف أصهارًا من هند بنت عوف، أُمِّ زينب وميمونة وأخواتهما". فأصهارها الرسول ، والعباس وحمزة ابنا عبد المطلب، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب، وأبو بكر وشداد بن أسامة بن الهاد.
وكانت زينب -رضي الله عنها- عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف فطلَّقها، فتزوَّجها عبيدة بن الحارث فقُتل عنها يوم بدر شهيدًا، وقيل: كانت زوجة عبد الله بن جحش، فاستشهد في أحد، وهو الأرجح. وكانت زينب بنت خزيمة أختًا لميمونة بنت الحارث -رضي الله عنهما- من الأمِّ.
حياتها قبل النبي:
وقد قامت السيدة زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- بدَوْرٍ بارز مع نساء المسلمين في موقعة بدر، في خدمة الجرحى وتضميدهم، وتقديم الطعام والماء لهم، وقد استشهد زوجها عبد الله بن جحش في غزوة أُحد.
زواجها من رسول الله:
علم النبي بترمُّلها، فرقَّ لحالها، وتزوَّجها رسول الله في العام الثالث من هجرته ، وأصدقها اثنتي عشرة أوقية وَنَشًّا، وكان تزويجه إيَّاها في شهر رمضان على رأس واحد وثلاثين شهرًا من الهجرة.
وفاتها:
لم تمكث أمُّ المؤمنين زينب بنت خزيمة عند رسول الله طويلاً؛ فقد لبثت عنده ثمانية أشهر أو أقلَّ، وماتت بالمدينة، وعمرها -رضي الله عنها- نحو ثلاثين سنة.









قديم 2013-07-23, 17:27   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
~كِبْريَاء أمِيرَة~
عضو فضي
 
الصورة الرمزية ~كِبْريَاء أمِيرَة~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


♦ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ♦
,...,...,...,...,...,...,...,...,...,...,...,...,
,, بـــــــــــــــــــــــآآرك الله فيك. أختي .~
جزآآآآك الله خيرااا


رَمَضَان مُبـــــآآآرك
تَقَبّل الله مِنّا وَ مِنْكُم الصِّيَّام وَ القِيَّام ☆










قديم 2013-07-24, 14:53   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

زينب بنت رسول الله


هي : زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية .

ولدت قبل البعثة بمدة ، قيل : إنها عشر سنين ، وقيل : ولدت وللنبي من العمر ثلاثون سنة .

أمها : خديجة بنت خويلد أم المؤمنين .
قريش تتسابق لتظفر بزينب عروساً

ما أن بلغت سن الصبا ، وتجاوزت العاشرة من عمرها حتى تسابقت إليها قريش ، من يظفر بها عروساً ، إنها من أكرم عائلة وأشرف نسبٍ ، إنها زينب بنت رسول الله .

.
أمها خديجة رضي الله عنها وهي أكبر بنات النبي أسلمت مع أمها وأخواتها .

لكن كان الشرف والظفر لابن خالتها ، فقد تزوجها : وهو أبو العاص بن الربيع ، أحد رجال مكة المعدودين شرفاً ومالاً ، وهو قرشي .
أمه الصحابية : هالة بنت خويلد ، أخت خديجة رضي الله عنهم أجمعين .
يلتقي نسبه من جهة الأب مع محمد بن عبد الله ، عند الجد الثالث : عبد مناف بن قصي ، أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي .

ويلتقي من جهة الأم مع زينب بنت محمد ، عند جدهما الأدنى خويلد بن أسد ابن عبد العزى بن قصي ، فأمه هالة بنت خويلد ، أخت خديجة الطاهرة ، زوج النبي ، وهي أم زينب .


الرسول يستبيح دم هبار الذي روع ابنته زينب .

لما فرغت زينب بنت رسول الله من جهازها قدم لها حموها كنانة بن الربيع أخو زوجها بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته ، ثم خرج بها نهارا يقودها وهي في هودج لها ، وتحدث بذلك رجال من قريش فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طوى ، فكان أول من سبق إليها هبار ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، والفهري فروعها هبار بالرمح وهي في هودجها ، وكانت المرأة حاملا فيما يزعمون ، فلما أريعت طرحت وبرك حموها وكنانة ونثر كنانته ، ثم قال :


والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما ، فتكركر الناس عنه ، وأتى أبو سفيان في جلة من قريش ، فقال : أيها الرجل نبلك حتى نكلمك فكف ، فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه ، فقال : أنك لم تصب خرجت بالمرأة رؤوس الناس علانية وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية على رؤوس الناس من بين أظهرنا أن ذلك عن ذل أصابنا عن مصيبتنا التي كانت وان ذلك منا ضعف ووهن ولعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة وما لنا في ذلك من ثورة ولكن ارجع بالمرأة حتى هدأت الأصوات ، وتحدث الناس أن قد رددناها فسلها سرا وألحقها بأبيها ، قال : ففعل ، فأقامت ليالي حتى إذا هدأت الأصوات خرج بها ليلا حتى أسلمها إلى زيد ابن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله .


قال ابن حجر في الفتح : وأما هبار فكان شديد الأذى للمسلمين ، وعرض لزينب بنت رسول الله لما هاجرت فنخس بعيرها فأسقطت ولم يزل ذلك المرض بها حتى ماتت فلما كان يوم الفتح بعد أن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه أعلن بالإسلام فقبل منه فعفا عنه .اهـ .


عن سليمان بن يسار الهلالي أحد الفقهاء أن هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أسلم بالجعرانة بعد فتح مكة صحابي شهير وللبخاري في التاريخ عن موسى بن عقبة عن سليمان بن يسار عن هبار أنه حدثه أنه جاء يوم النحر وعمر بن الخطاب ينحر هديه فقال يا أمير المؤمنين أخطأنا العدة كنا نرى أن هذا اليوم الذي هو يوم النحر يوم عرفة فقال عمر اذهب إلى مكة فطف أنت ومن معك وكان هبار قد حج من الشام كما في رواية وانحروا هديا إن كان معكم ثم احلقوا أو قصروا وارجعوا وقد أحللتم فإذا كان عام قابل فحجوا وأهدوا فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله .اهـ .
شعر لأبي خيثمة في شأن زينب

رضي الله عنها
قال ابن إسحاق :
فقال عبد الله بن رواحة ، أو أبو خيثمة أخو بني سالم بن عوف في الذي كان من أمر زينب ، قال ابن هشام : هي لأبي خيثمة في الذي كان من أمر زينب :
أتاني الذي لا يقدر الناس قدره

لزينب فيهم من عقوق ومأثم

وإخراجها لم يخز فيها محمد
على ليحجا وبيننا عطر منشم

وأمسى أبو سفيان من حلف ضمضم
ومن حربنا في رغم أنف ومندم
قرنا ابنه عمرا ومولى يمينه
بذي حلق جلد الصلاصل محكم

فأقسمت لا تنفك منا كتائب
سراة خميس في لهام مسوم

نزوع قريش الكفر حتى نعلها

بخاطمة فوق الأنوف بميسم

ننـزلهم أكناف نجد ونخلة
وإن يتهموا بالخيل والرجل نتهم

يد الدهر حتى لا يعوج سربنا
نلحقهم آثار عاد وجرهم

ويندم قوم لم يطيعوا محمدا
على أمرهم ونصف حين تندم

فأبلغ أبا سفيان إما لقيته
لئن أنت لأم تخلص سجودا وتسلم

فأبشر بخزي في الحياة معجل

وسربال قار خالدا في جهنم
وقال كنانة بن الربيع في أمر زينب حين دفعها إلى الرجلين :
عجبت لهبار وأوباس قومه
يريدون إخفاري ببنت محمد

ولست أبالي ما حييت عديدهم
وما أستجمعت قبضا يدي بالمهند


ومن أجل ذلك هدر رسول الله دم هبار .


فعن أبي هريرة ، قال :


"بعث رسول الله سرية أنا فيها ، فقال لنا : "إن ظفرتم بهبار بن الأسود أو الرجل الآخر الذي سبق معه إلى زينب" .

قال ابن هشام وقد سمى ابن إسحاق الرجل في حديثه ، وقال : هو نافع بن عبد قيس فحرقوهما بالنار .

قال : فلما كان الغد بعث إلينا ، فقال : إني كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموهما ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله فن ظفرتم بهما فاقتلوهما" .


وفي رواية عن أبي هريرة أنه قال : بعثنا رسول الله في بعث فقال : "إن وجدتم فلاناً وفلاناًَ فأحرقوهما بالنار ، ثم قال رسول الله حين أردنا الخروج : "إني أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً ، وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما" .

إسلام زينب رضي الله عنها .

انصاعت زينب لدعوة الحق التي جاء بها والدها رسول الله ، وأسلمت مع المسلمين الأوائل ، وعرضت على زوجها الإسلام لكنه استقبل الخبر بفتور وصمت .

وطلب المشركون من أبي العاص الخروج معهم في غزوة بدر ، ووقع أسيراً في أيدي المسلمين .
فادية زوجها

وأرادت زينب رضي الله عنها أن تفدي زوجها أبو العاص بن الربيع ، فأرسلت عمرو بن الربيع إلى النبي وبعثت معه صرة ، لا يعرف عمرو ما فيها .


وتقدم عمرو وأخو أبي العاص فقال للنبي :

بعثتني زينب بنت محمد بهذا في فداء زوجها ، أخي ، أبي العاص بن الربيع .

وأخرج من ثيابه صرة قدمها إلى المصطفى فإذا فيها قلادة من جزع ظفار – باليمن - .


ولم يكد بالنبي أن يرى القلادة حتى رق لها قلبه رقة شديدة ، وتحقق أنها لخديجة وأنها لذكرى للعزيزة خديجة الراحلة .


عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله في فداء زوجها أبي العاص بقلادة ، وكانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى بها ، فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة ، وقال:


"إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها ".


أبو العاص يثني على زوجته زينب بنت رسول الله


خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فذكر امرأته زينب بنت رسول الله فأنشأ يقول :

ذكرى زينب لما ورَّكت (أورثت) إرما (أرمى)
فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها الله صالحة

وكل بعل سيثني بالذي علما .


زينب تأخذ الأمان من رسول الله لأبي العاص

وتجيره فيعلن إسلامه

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : أن زينب بنت رسول الله أرسل إليها أبو العاص بن الربيع أن خذي لي أماناً من أبيك ، فخرجت فأطلعت رأسها من باب حجرتها والنبي يصلي الصبح بالناس فقالت : أيها الناس ، إنه لا علم لي بهذا ، وإني قد أجرت أبا العاص ، فلما فرغ النبي من الصلاة قال :


" يا أيها الناس إنه لا علم لي بهذا حتى سمعتموه إلا وإنه يجير على المسلمين أدناهم ".


ثم بعد ذلك بسنين أسلم زوجها أبو العاص والراجح أنه رد ابنته إلى


أبي العاص بنكاحها الأول ، ولم يحدث صداقاً .

إسلام أبي العاص بن الربيع
المسلمون يستولون على مال لأبي العاص وقدومه لاسترداده .

قال ابن إسحاق : وأقام أبو العاص بمكة ، وأقامت زينب عند رسول الله بالمدينة حين فرق بينهما الإسلام حتى إذا كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام ، وكان رجلا مأمونا بمالله ، وأموال لرجال من قريش أبضعوها معه ، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا لقيته سرية لرسول الله فأصابوا ما معه وأعجزهم هاربا ، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله أقبل أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله فاستجار بها فأجارته وجاء في طلب ماله فلما خرج رسول الله إلى الصبح ،


كما حدثني يزيد بن رومان ، فكبر وكبر الناس معه ، صرخت زينب من صفة النساء أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص ابن الربيع ، قال : فلما سلم رسول الله من الصلاة أقبل على الناس ، فقال : أيها الناس هل سمعتم أم سمعت ، قالوا : نعم ، قال : والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعت أنه يجير على المسلمين أدناهم ، ثم انصرف رسول الله فدخل على ابنته ، فقال : "أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له" .
المسلمون يردون على أبي العاص ماله بعد إسلامه

قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر ، أن رسول الله بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص فقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم أصبتم له مالا فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق به ، فقالوا : يا رسول الله بل نرده عليه ، فردوه عليه ،حتى إن الرجل ليأتي بالدلو ويأتي الرجل بالشنة والإداوة حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا ثم احتمله إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ومن كان أبضع معه ثم قال يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه قالوا لا فجزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما ، قال : فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، والله ما منعني من الإسلام عنده إلى تخوفي أن تظنوا أني أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله .

الرسول يرد زينب إلى أبي العاص .

وقد رد رسول الله ابنته زينب على زوجها أبي العاص بن وائل على نكاحها الأول بعد إسلامه .

فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال :

"رد عليه رسول الله زينب على النكاح الأول لم يحدث شيئا بعد ست سنين من أمانة زوج زينب ابنة الرسول .


قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى : فقد أجمع العلماء أن الزوجين إذا أسلما معا في حال واحدة أن لهما المقام على نكاحهما إلا أن يكون بينهما نسب أو رضاع يوجب التحريم وأن كل من كان له العقد عليها في الشرك كان له المقام معها إذا أسلما معا وأصل العقد معفي عنه لأن عامة أصحاب رسول الله كانوا كفارا فأسلموا بعد التزويج وأقروا على النكاح الأول ولم يعتبر في أصل نكاحهم شروط الإسلام ، وهذا إجماع وتوقيف وإنما اختلف العلماء في تقدم إسلام أحد الزوجين .اهـ.


وقال ابن قيم الجوزية في الزوجين الكافرين يسلم أحدهما هو أملك ببضعها ما دامت في دار ، وذكر سفيان بن عيينة عن مطرف بن طريف عن الشعبي عن علي هو أحق بها ما لم يخرج من دار ، وذكر ابن أبي شيبة عن معتمر بن سليمان عن معمر عن الزهري إن أسلمت ولم يسلم زوجها على نكاحهما إلا أن يفرق بينهما سلطان ولا يعرف اعتبار العدة في شيء من الأحاديث ولا كان النبي يسأل المرأة هل انقضت أم لا ولا ريب أن الإسلام لو كان بمجرده فرقة لم تكن فرقة رجعية بل بائنة أثر للعدة في بقاء النكاح وإنما أثرها في منع نكاحها للغير فلو كان الإسلام نجز الفرقة بينهما لم يكن أحق بها في العدة ولكن الذي دل عليه حكمه أن النكاح فإن أسلم قبل انقضاء عدتها فهي زوجته وإن انقضت عدتها فلها أن تنكح من شاءت أحبت انتظرته فإن أسلم كانت زوجته من غير حاجة إلى تجديد نكاح ولا نعلم أحدا جدد للإسلام نكاحه ألبتة بل كان الواقع أحد أمرين إما افتراقهما غيره وإما بقاؤه عليه وإن تأخر إسلامها أو إسلامه وإما تنجيز الفرقة أو العدة فلا نعلم أن رسول الله قضى بواحدة منهما مع كثرة من أسلم في عهده الرجال وأزواجهن وقرب إسلام أحد الزوجين من الآخر وبعده منه ولولا إقراره على نكاحهما وإن تأخر إسلام أحدهما عن الآخر بعد صلح الحديبية وزمن الفتح بتعجيل الفرقة بالإسلام من غير اعتبار عدة .اهـ .

وفاتها رضي الله عنها
توفيت السيدة زينب رضي الله عنها في السنة الثامنة من الهجرة متأثرة بمرض النـزف الذي لازمها منذ هجرتها ، وتأثر زوجها أشد تأثراً فبكى عليها وأبكى من حوله .

وحزن عليها رسول الله واستودعها ، ثم قال للنساء : اغسلنها وتراً .

تقول أم عطية غاسلة الميتات :

لما ماتت زينب بنت رسول الله قال :


" أغسلنها وتراً ، ثلاثاً ، أو خمساً ، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور ، فإذا غسلتنَّها فأعلمنني"، قالت : فأعلمناه فأعطانا حقوه وقال : : "أشعرنها إياه" ، وقالت أم عطية : مشطناها ثلاثة قرون .

حقوه : الحقو : الإزار .
وقوله : أشعرنها إياه : أي اجعلنه شعاراً لها ، وهو الثوب يلي جسدها .
ثلاثة قرون : أي ثلاث ضفائر .

وكان ممن غسل زينب رضي الله عنها مع أم عطية ، أم أيمن ، وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة زوج النبي .


فرضي الله عن زينب بنت رسول الله ، ورحمها ، وأكرمها في الجنة ، وجزاها عن صبرها وكفاحها خيراً .









قديم 2013-07-25, 15:04   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24



رقية


بنت رسول الله


ذات الهجرتين


نسبها ومولدها رضي الله عنها
هي : رقية بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية .
أمها : خديجة بنت خويلد أم المؤمنين .
مولدها : ولدت رقية بعد أختها زينب ، وبعدها ولدت أختها أم كلثوم فنشأن سوية مجتمعات متعاطفات ، رضي الله عنهن جميعاً .
خطبة رقية وأم كلثوم لولدي عبد العزى
وبعد أن كبرتا وقاربتا سن الزواج جاء وفد من آل عبد المطلب يتقدمه أبو طالب يخطب منه ابنتيه رقية وأم كلثوم لولدي عبد العزى ابن عبد المطلب – أبي لهب – عتبة وعتيبة .

وهذا قبل بعثة النبي ، فوافق رسول الله ، وتمت الخطبة ، ولكن لم يتم الدخول بعد .
رد خطبة رقية وأم كلثوم

وما أن بُعِثَ النبي نبياً ورسولاً ، حتى عادته قريش واجتمعت عليه ، وقال قائلهم : إنكم قد فرغتم محمداً من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن!

ورد أبو لهب زواج ابنيه من ابنتي رسول الله قائلاً لولديه : رأسي من رأسيكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمداً .

وعادت الفتاتان إلى ذويهما ولم يكن الدخول قد تم ، وبالغ أبو لهب وامرأته أم جميل حمالة الحطب بالغا في أذية رسول الله حتى نزل قول الله تعالى : ] تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍوَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ[
وعن قتادة بن دعامة قال :

كانت رقية عند عتبة بن لهب ، فلما أنزل الله تبارك وتعالى : ] تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ[سأل النبي عتبة طلاق رقية ، وسألته رقية ذلك ، فطلقها ، فتزوج عثمان بن عفان رقية ، وتوفيت عنده .

وذكر أن أم جميل حمالة الحطب ، حين سمعت ما نزل فيها وفي زوجها من القرآن أتت رسول الله ، وهو جالس في المسجد عند الكعبة ، ومعه أبو بكر الصديق ، وفي يدها فهر من حجارة – قطعة تملأ الكف – فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله فلا ترى إلا أبا بكر ، فقالت : يا أبا بكر ، أين صاحبك ؟ فقد بلغني أنه يهجوني ، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه ، أما والله إني لشاعرة ، ثم قالت :
مُذَمَّما عَصَينا
وأمرَه أبَيْنا
ودينَه قَلَيْنا

وانصرفت ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ! أما تراها رأتك ؟ فقال : "ما رأتني ، لقد أخذ الله ببصرها عني" .

عثمان بن عفان يتزوج رقية

وعوض الله سبحانه وتعالى ابنتي رسول الله خيراً حيث أبدلهما عثمان بن عفان الصحابي الجليل من العشرة المبشرين بالجنة ، أمير المؤمنين .
وتزوج عثمان بن عفان رقية .
وقد أنشد النسوة في عرسهما :
أحسن شخصين رأى إنسان
رقية وبعـلـها عثمـان

فازدادت قريش غيظاً ، واشتد أذاهم لرسول الله وللمسلمين .
وبعدها هاجرت مع زوجها إلى الحبشة .
هجرتها إلى الحبشة مع زوجها عثمان بن عفان

لما كثر المسلمون واشتد العذاب والبلاء عليهم أذن الله تعالى لهم في الهجرة إلى أرض الحبشة ، فكان أول من خرج من المسلمين فاراً بدينه إلى أرض الحبشة عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله .
وهاجرت رقية مع زوجها عثمان إلى الحبشة .
وبعد أن عاد إلى مكة هو وزوجته رقية فوجئوا بازدياد الطغيان ، وسمعوا بآذانهم أصوات المشركين تهددهم وتعدهم بالويل والهلاك .
وكانت رقية رضي الله عنها أكثر المسلمين العائدين حُزناً لأنها فوجئت بوفاة أمها الطاهرة خديجة رضي الله عنها ، وصبرت على قضاء الله تعالى وقدره ، ونعتت رقية بالفتاة المجاهدة الصابرة .

قال ابن هشام : تزوج عثمان رقية ، وهاجر بها إلى الحبشة ، فولدت له عبد الله هناك ، فكان يكنى به .
رقية تهاجر الهجرة الثانية إلى المدينة
وبعدها هاجرت رقية مع زوجها الهجرة الثانية إلى دار الهجرة الجديد حيث وضعت طفلها عبد الله ، فشعرت رقية براحة عوضتها عذاب الماضي ، ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً ففي السادسة من عمر الطفل نقره ديك فمات فلم تلد له بعد ذلك .

قال ابن سعد : عبد الله بلغ سنة فنقره ديك في وجهه فمات .

وقال البلاذري في الأنساب : أن عبد الله بن عثمان بن عفان من رقية بنت النبي لما مات وضعه النبي في حجره ، وقال : "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" .

عن أسامة بن زيد قال ثم كنا ثم النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا لها في الموت فقال للرسول ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب فعاد الرسول فقال إنها قد أقسمت لتأتينها قال فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وانطلقت معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه فقال له سعد ما هذا يا رسول الله قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .

قوله فقال هذه أي الدمعة أثر رحمة أي أن الذي يفيض من الدمع من حزن القلب بغير تعمد من صاحبه ولا استدعاء لا مؤاخذه عليه وإنما المنهي عنه الجزع وعدم الصبر قوله وإنما يرحم الله من عباده الرحماء في رواية شعبة في أواخر رآه ولا يرحم الله من عباده الا الرحماء ومن في قوله من عباده بيانية وهي حال من المفعول قدمه فيكون أوقع والرحماء جمع رحيم وهو من صيغ المبالغه ومقتضاه أن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها بخلاف من فيه أدنى رحمة لكن ثبت في حديث عبد الله بن عمرو ثم أبي داود وغيره الراحمون يرحمهم الرحمن والراحمون جمع راحم فيدخل كل من فيه أدنى رحمة وقد ذكر الحربي مناسبة الإتيان بلفظ الرحماء في حديث الباب بما حاصله أن لفظ الجلالة دال على العظمه وقد عرف بالاستقراء أنه حيث ورد يكون الكلام مسوقا للتعظيم فلما ذكر هنا ناسب ذكر من الغرماء رحمته وعظمته ليكون الكلام جاريا على نسق التعظيم بخلاف الحديث الآخر فإن لفظ الرحمن دال على العفو فناسب أن يذكر معه كل ذي رحمة وأن قلت والله أعلم وفي هذا الحديث من ما تقدم جواز استحضار ذوي الفضل للمحتضر لرجاء بركتهم ودعائهم وجواز القسم عليه لذلك وجواز المشي إلى التعزيه والعيادة بغير إذن بخلاف الوليمة وجواز إطلاق اللفظ الموهم لما لم يقع بأنه يقع مبالغة في ذلك لينبعث خاطر المسئول في المجيء للإجابة إلى ذلك وفيه استحباب ابرار القسم وأمر صاحب المصيبة بالصبر قبل وقوع الموت ليقع وهو مستشعر بالرضا مقاوما للحزن بالصبر وإخبار من يستدعى بالأمر الذي يستدعى من أجله وتقديم السلام على الكلام وعيادة المريض ولو كان مفضولا أو صبيا صغيرا وفيه أن أهل الفضل لا ينبغي أن يقطعوا الناس عن فضلهم ولو ردوا أول مرة واستفهام التابع من امامه عما يشكل عليه مما يتعارض ظاهره وحسن الأدب في السؤال لتقديمه قوله يا رسول الله على الاستفهام وفيه الترغيب في الشفقة على خلق الله والرحمة لهم والترهيب من قساوة القلب وجمود العين وجواز البكاء نوح ونحوه .
مرضها ووفاتها رضي الله عنها

وعلى أثر هذا المصاب العظيم على قلب رقية مرضت بالحمى فلازمتها مدة ، ولازمها زوجها الحنون يمرضها ، ويقوم على شئونها ، وما هي إلا أيام حتى سمع بداعي الجهاد ينادي بالخروج إلى بدر ، فهمَّ بالخروج تلبية لنداء الجهاد ، ولكن أمره رسول الله بالبقاء إلى جانب زوجته يواسيها ويخدمها .

قال ابن هشام : تخلف عثمان بن عفان على امرأته رقية بنت رسول الله فضرب له رسول الله بسهمه . قال : وأجري يا رسول الله قال : "وأجرك" .اهـ .
ازداد مرض رقية وطال الصراع وبقي الزوج الوفي إلى جانبها ، حتى قضت نحبها راضية مرضية .

وقال الزهري : تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية ، وكانت قد أصابها الحصبة ، فماتت ، وجاء زيد بشيراً بوقعة بدر ، وعثمان على قبر رقية .اهـ .

وعن عروة قال : : تخلف عثمان وأسامة بن زيد ، عن بدر ، فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيراً ، فقال يا أسامة ما هذا ؟ فنظروا ، فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله الجدعاء بشيراً بقتل المشركين يوم بدر .

قال أسامة بن زيد : فأتانا الخبر حين سوينا التراب على رقية ابنة رسول الله التي كانت عند عثمان بن عفان ، كان رسول الله خلفني عليها مع عثمان .

عن ابن سعد عن ابن عباس قال : لما ماتت رقية بنت رسول الله قال : " الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون "، فبكت النساء عليها ، فجعل عمر يضربهن بسوطه ، فأخذ النبي بيده وقال :
" دعهن يبكين وإياكن ونعيق الشيطان ، فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله ومن الرحمة ، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان " .

وقعد رسول الله على شفير القبر وفاطمة .

قال الواقدي : الثابت عندنا من جميع الروايات أن رقية توفيت ورسول الله ببدر ولم يشهد دفنها ، ولعل هذا الحديث في غيرها من بنات النبي اللاتي شهد دفنهن ، فإن كان في رقية وكان ثابتاً فلعله أتى قبرها بعد قدومه المدينة ، وبكاء النساء عليها بعد ذلك .اهـ .
فرضي الله عنها وعن زوجها وأهلها ، وأكرمها في جنات الخلد مع أمها الطاهرة . آمين .









قديم 2013-07-25, 15:10   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمَّد أمينْ ~
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محمَّد أمينْ ~
 

 

 
الأوسمة
المرتبة الاولى مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلامُ عليكمْ و الرَّحمه
ما شاءَ الله ، تبارَك الله
موضوعٌ في القمَّة

..

شكرَ الله لكِ ، و بارك فيكِ ، و نفع بكِ أختاه
تقبل الله منا و منكم صالِح الأعمالْ











قديم 2013-07-25, 15:13   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمَّد أمينْ ~ مشاهدة المشاركة
السلامُ عليكمْ و الرَّحمه
ما شاءَ الله ، تبارَك الله
موضوعٌ في القمَّة

..

شكرَ الله لكِ ، و بارك فيكِ ، و نفع بكِ أختاه
تقبل الله منا و منكم صالِح الأعمالْ آآآآآآمين


و عليكم السلام ،
جميل انه اعجبك اخي .










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
النَبيّ, ينعم, نساءٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc