اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاروق
يمكن اعتبار شهر جوان 2013 تاريخا مفصليا في مسار الدولة الجزائرية المستقلة، لأن هذا الشهر شهد “أخطر مطلب جماهيري” في البلاد، متمثّل فيما أقدم عليه مراهقون .
فتيان وفتيات، وقفوا كل صباح، طيلة 13 سنة، في الحر والقرّ، لتحية الراية الوطنية في فناءات مدارسهم، طالبوا بما اعتبروه حقهم المشروع في الغش في اختبار مادة الفلسفة، لآخر ما تبقى من “شهادة محترمة” في البلاد، التي يعترف فيها وزير المجاهدين أن الخزينة العمومية تدفع أموالا طائلة لأشخاص استخرجوا، من إداراتها، شهادات مزوّرة تثبت أنهم شاركوا في أقدس فعل تاريخي في هذه الأرض “الثورة التحريرية”.
لماذا وصل الأمر إلى حدّ مطالبة مراهقين، كلهم أبناء “أبناء جيل الاستقلال”، بما يعتبرونه حقهم في الغش للحصول على شهادة “مقدّسة” تؤهل لمواصلة كسب العلم وليس أمورا أخرى؟
لا شك أن بن بوزيد وبعده بابا أحمد ليسا المسؤولين الوحيدين عن هذا الفعل الذي لا يمكن تصنيفه. وإن كانا يتحمّلان الجزء الأكبر من المسؤولية، طبعا مع النظام الذي رعاهما واختارهما ليتكفّلا بما ظهر أنهما ليسا مؤهلين له، وهو تربية وتعليم أبناء الجزائريين، الذين لا يستطيع أولياؤهم أن يضمنوا لهم خارج بلادهم مدارس وجامعات ينالون فيها شهادات علمية، وليس مجرد وثائق إدارية مثل تلك التي تمنح للمتمدرسين في الجزائر.
كيف يقول المسؤول الأول عن قطاع التربية والتعليم، في اليوم الأول لامتحانات شهادة البكالوريا، إنه لا يستبعد اللجوء إلى الإنقاذ؟! وقال في الوقت الذي كان فيه التلاميذ يتهيأون لخوض الاختبار إن أسئلة “الباك”، هذه السنة، ستكون سهلة.. متى وأين كانت أسئلة البكالوريا سهلة؟
ماذا بقي للجزائريين من شرف وهم يرون أبناءهم يطالبون بحق الغش والتزوير لنيل شهادة عليمة لا يملكون مؤهلات حيازتها؟
هل تحتاج الجزائر إلى هؤلاء الحاملين لشهادات لا يستحقونها، حصلوا عليها بالتزوير ،تماما مثلما استحوذ سابقاعلى الحكم كثير من الذين زوّروا شهادات المشاركة في تحرير البلاد التي ينعمون بخيراتها اليوم؟.
|
ا
لاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين
u.n.p.e.f
المكتب الوطني 01 شارع محمد مادة – ساحة الوئام- الجزائر
تليفاكس : 65.95.16 /021 – 65.78.83/021
الجزائر في : 06/06/2013
تصريح صحفي رقم : 18/2013
في إطار التقييم العام لامتحانات شهادة البكالوريا التي تبقى على المحك مما يستوجب على وزارة التربية دق ناقوس الخطر لاتخاذ كل التدابير اللازمة للحفاظ على مصداقيتها والتي كاد أن يُعصف بها لولا التجند التام للأساتذة وهيئات التأطير الذين جعلوها تمر في ظروف عادية ، غير أن التجاوزات وعمليات الغش المفضوحة في مادة الفلسفة الصادرة من طرف بعض التلاميذ في مراكز امتحان شهادة البكالوريا والتعدي الصارخ على الأساتذة القائمين بواجب الحراسة تُعد سابقة خطيرة غير محمودة العواقب لإضرارها بمصلحة التلاميذ وبمصداقية شهادة البكالوريا لأهميتها محليا ودوليا ، بل و بالمدرسة الجزائرية قاطبة مما يتطلب من الوزارة اتخاذ مواقف صارمة وحازمة حيال هذه الظاهرة الدخيلة الوليدة من سلسلة التنازلات المتكررة في كل سنة بدءا بعدم التطبيق الكامل لطريقة التدريس بالمقاربة بالكفاءات خاصة الوضعية الإدماجية التي تعد العمود الفقري لعملية الإصلاح ، إضافة إلى تحديد عتبة الدروس في كل سنة دراسية حتى في الظروف العادية مما جعل الطلبة يتمادون نتيجة ذلك حتى كادوا يطالبون بتحديد الأسئلة وكيفية صياغتها ؟؟؟ ولم يكتفوا بكل ذلك نتيجة التسيب والتساهل مما جعل البعض منهم ينتهك حرمة امتحانات البكالوريا بالغش المفضوح المنقول عبر شاشات التلفاز .
وليعلم التلاميذ وأولياء الأمور بأنه لو سلمنا جدلا بأن سؤالا – ما - لم يكن واضحا أو مبهما أو لم يكن ضمن البرنامج فإن الهيئة البيداغوجية المكلفة بوضع سلم التنقيط للتصحيح في حال ثبوت ذلك أو وقوفها على أي خطأ أو اختلال فهي تستدرك ذلك دوما و تفسره لفائدة وصالح التلاميذ مما يؤكد بأن ما قام به التلاميذ لا مبررله .
وعليه فإننا نستنكر بشدة هذه الممارسات التي لا تمت بصلة لمدرستنا ، ونطالب الوزارة الوصية اتخاذ إجراءات صارمة في حق من ثبت عليهم الغش ، والحماية التامة للأساتذة القائمين بواجب الحراسة التي ما فتئنا نؤكد عليها في كل لقاءاتنا معها وما حدث هذه المرة يستوجب منها أخذ الأمر بأكثر جدية قبل تفاقم الأوضاع لحماية الأستاذ حماية كاملة والتي لا تتأتى إلا بإضفاء صرامة وانضباط كبيرين داخل المؤسسات التربوية ومراكز الامتحانات الرسمية على الخصوص ، فقد آن الأوان للاهتمام أكثر من أجل تحقيق أعلى مستويات الجودة في التعليم .
وبالمناسبة فإننا نحيي جميع الأساتذة والأستاذات وكل الساهرين على تأطير امتحان شهادة البكالوريا تحية إكبار وتقدير لعملهم الدؤوب ودورهم الريادي الذي يقومون به في أقسامهم عموما وفي مراكز الامتحانات خصوصا وتحملهم بكل أمانة المسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل النهوض بالمدرسة الجزائرية ، ولا يفوتنا أن نتمنى لأبنائنا التلاميذ في الامتحانات الرسمية – شهادات : التعليم الابتدائي ،المتوسط ، البكالوريا - كل التوفيق والنجاح .
رئيس الاتحاد
الصادق دزيري