السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "تُنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفَر بذات الدين تَرِبَت يداك"، وعن أبي حاتم المزني – رضي الله عنه – عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد " وفي رواية : " وفساد عريض".
فاختيار كل من الزوج والزوجة يجب أن يكون مبنيا أولا على أساس الدين والخلق ، وهذا الأساس لا يجوز التفريط فيه بحالٍ من الأحوال ، وإلا كان الزواج غير موفَّق ، ولا يبارك الله فيه ، وهناك أسسٌ ومعايير أخري ينبغي مراعاتها، ولكن يمكن التنازل عن بعضها في سبيل الحصول على الدين.
فلا بد إذا من الدين والخلق معا، فلا بد أن تكون المخطوبة محجبة، مصلية، محافظة على دينها، لا ترتكب الكبائر ، ولا تصر وتداوم على الصغائر،
فلا يكفي أن تكون محجبة ـ رغم أهمية الحجاب ـ بل لا بد أن تكون متدينة حقيقة، فالمحجبة التي تتهاون في الصلاة لا تكون ذات دين، والمصلية التي لا تلتزم بالحجاب لا تكون صالحة، والمحجبة المصلية السيئة الأخلاق لا تصلح أيضا.
ولكن لا تطلب الكمال والحد الأعلى في الدين والأخلاق، فطالما أن الفتاة على جانب كبير من التدين، وحسنة الخلق ومتستعدة لتحمل مسئوليتها كزوجة فاحرص عليها ، فمن النادر أن تجد فتاة ملتزمة بكل تعاليم الدين: فرائضه وسننه ونوافله، لأن هذا الدين واسع، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق" بمعنى أن كلاً منا -رجلاً أو امرأة- يأخذ من هذا الدين بما وفقه الله إليه، فبعض الناس لهم اجتهاد خاص في الصلاة، وبعضهم في الصيام وبعضهم في الإنفاق في سبيل الله، وبعضهم في الجهاد… إلخ
وأما الغناء : فإن كانت تدمن استماعة ولا تتورع عن أي نوع من الغناء ، أو كانت تكثر منه بحيث ينسيها ذكر الله أو يقطع صلتها بكلام الله ( القرآن الكريم ) فلا تصلح زوجة.
ولا يجوز طاعة الأهل في اختيار امرأة متبرجة على أمل أن تتحجب بعد الزواج، فالتي تعجز عن الالتزام به قبله لا تقدر أن تفي بوعدها بعد، وأنت لا تضمن أن تطيعك فيه ، والقلوب ليست بيد أحد من البشر ، بل بيد الله تعالى وحده ، والإنسان لا يملك هداية من يحب ، بل الله يهدي من يشاء، والرجل المسلم يريد زوجة متدينة تعينه على أمر دينه ، لا يحتاج إلى امرأة تحتاج إلى أن تتعلم الدين والالتزام، نعم .. إن بدأت الالزام وظهر استعدادها بالفعل لتصليح أوضاعها المخالفة فلا بأس ولكن يجب التأكد من ذلك قبل الزواج ، وينبغي السؤال عن الزوجة من خلال معارفها والمقربين إليها ممن يعلمون مداخلها ومخارجها ، ولا ينبغي الانخداع بزخرف القول ومعسول الحديث وبريق الوعود الزائفة قبل الزواج . وعلى المسلم أن يدعو الله تعالى ويستخيره مستعينا به وطالبا منه الزوجة الصالحة .
والله أعلم.
منقول للأمانة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2012-09-02, 22:48
العرض المتطور
