أبناء وبنات ........... - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > قسم تربية الابناء وما يخص الطفل المسلم

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أبناء وبنات ...........

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-05, 23:17   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الطفل انعكاس لبيئته

الطفل انعكاس لبيئته


الأطفال كالورود والرياحين، وكالجواهر، إلا أن كثيراً من الآباء وللأسف يسيئون لأطفالهم لجهلهم بعالم الأطفال وحاجاتهم، فالأطفال قلوبهم طاهرة نقية، وفطرتهم سليمة، والذي يجلس معهم ويحاورهم، يتعلم منهم تلك البراءة وذاك النقاء.

هم لا يعرفون الكذب ولا النفاق، ولا الحسد ولا البغضاء، ولكنهم يتعلمون كل هذا من مربيهم ومن الكبار.

فالطفل تربة خصبة، ما يزرعه الآباء فيها يحصدونه ولو بعد حين، ومن هنا كانت خطورة السنوات الأولى في حياة الطفل.

إن كثيراً من الانفعالات التي يتعرض لها الطفل في أولى سنين حياته تترك أثراً فيه لا يظهر بوضوح إلا في الكبر، وكل حسب شخصيته وحاجاته، فهناك فروق فردية بين طفل وآخر.

ولكن الشيء الذي لا ينبغي أن يختلف عليه اثنان، هو أن كل الأطفال يحتاجون إلى الرفق والحب والحنان، واللطف والرحمة، والملاعبة والمداعبة والأنس.

فهم في رقة الورود وعطر الرياحين، وكلهم طاقة وحيوية، ويحتاجون إلى أن يخرجوا هذه الطاقة في اللعب، وهذا حقهم، ومن الظلم حرمانهم منه، فعن طريقه تقوى حواسهم وتتفتح مداركهم.

إلا أن هناك من لا يفهم هذه الطبيعة التي عند الأطفال، فيصرخون فيهم ويقسون عليهم، ولو شاءوا لكبلوهم بالحبال حتى لا يتحركوا.

إن معاملة الطفل بهذا الأسلوب وبهذه العصبية ستنعكس على شخصيته وسلوكه، فما هو إلا انعكاس لطريقة تربيته، وهذا ما رأيته على أحد الأطفال، فقد كان عصبي المزاج، وعندما رأيت أمه كيف تعامله، وكيف أنها دائماً في حالة غضب وصراخ، عرفت سبب هذه العصبية التي عند طفلها.

فالطفل يحتاج إلى مساحة كي يتحرك فيها ويخرج طاقته، ولو أن الأم عرفت كيف توجه طاقة طفلها، لارتاحت ولأراحت طفلها، فطاقة الطفل لابد لها من أن تخرج.

فلو أنها - مثلاً - جعلته يقوم ببعض الأمور البسيطة في المنزل مما لا يلحق الأذى به، على سبيل اللعب، وكذلك على سبيل مساعدتها في بعض الأمور البسيطة التي بإمكانه أن يقوم بها بحسب عمره وإدراكه طبعاً.

أما أن تكبت حريته وطاقته فهذا ظلم في حقه، وستجد آثار معاملتها القاسية والمجحفة على سلوكه وتصرفاته.

نقطة أخرى، هي أن ليس كل أمر يحتاج أن تقف عنده الأم مع طفلها، ثم إن الطفل لا يتعلم من مرة واحدة، بل يحتاج إلى تكرار وتكرار، فالتربية تحتاج إلى صبر ونفس طويل، وشيء من العقل والحكمة، والتوفيق من الله.

يقول الأستاذ محمد قطب: " الطفل ليس صفحة بيضاء بغير خطوط هناك خطوط باهتة لم تتميز بعد، ولكنها ستتميز لا محالة، إما على صورتها الموروثة بغير تعديل إذا لم بحدث تغير معين في شأنها، وإما على صورة معدلة إذا حدث تدخل مقصود.

في تلك الصفحة البيضاء ظاهرياً، الباهتة الخطوط في الحقيقة، ترتسم الملامح الأولى للشخصية، ويتوقف الكثير على طريقة التعامل الذي يتعامل به الأبوان مع الطفل.

وكل انفعال يمر في نفس الطفل، وكل تجربة يخوضها، تجربة سرور ورضاء، أو تجربة خوف أو انزعاج أو ألم أو قلق، تحفر مكانها أو تخط خطها في تلك الصفحة، حتى يتكون فيها في النهاية خط بارز واضح نتيجة تراكم التجربة وتراكم الانفعال.

ومن هنا خطورة السنوات الأولى في حياة الطفل وإن كانت كما أسلفنا لا تغلق الباب نهائياً أمام فرص التعديل في أي مرحلة من مراحل العمر القادمة " .

اللهم بصرنا بعيوبنا، واغفر لنا تقصيرنا، وعاملنا بفضلك...آمين، والحمد لله رب العالمين.










 


رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:17   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مساكين أطفالنا الصغار

مساكين أطفالنا الصغار


مساكين أطفالنا الصغار مساكين أطفالنا كثيراً ما نظلمهم، فالطفل لم يصل إلى مرحلة القدرة عن التعبير الدقيق والصريح عن عالمه ومشاعره وأحاسيسه، فالجسور مقطوعه بيننا وبينه، فاللغة الوحيدة التي يجيدها هي لغة البكاء للتعبير عن الرفض لموقف ما، أو الخوف والرهبة، وحتى هذه اللغة لا نستقبلها نحن ولا نجيد التعامل معها.

وحين يدور النقاش والحديث بيننا عن عالم الطفل، وما ينبغي تجاهه، وكيف نتعامل معه، كيف نعوده العادات الحسنة، وننفره من العادات السيئة، كيف ننمي شخصيته بجوانبها وأبعادها...؟ الخ هذه القائمة الطويلة من التساؤلات.

حين يدور الحديث والنقاش حول هذه القضايا ننبري نحن الآباء والأمهات للإدلاء بآرائنا وتعليقاتنا وإصدار الأحكام بالقبول والرفض والخطأ والصواب، وكل هذه الآراء والأحكام لا تعدو أن تكون انطباعات وآراء شخصية لا تصمد أمام النقاش العلمي، والخبرة والتجربة التي ندعي أننا نملكها لا تؤهل أحداً منا للتصدي لمثل هذه القضايا، فكم طفلاً تعاملنا معه ودرسنا حياته عشرة أطفال؟ عشرون؟.... مائة طفل؟ هل كل هذا العدد المحدود من الأطفال يمثل المجتمع تمثيلاً صادقاً؟ بل هذه التجارب المحدودة التي اكتسبناها من أطفالنا ليست إلا انطباعات شخصية بحتة.

لقد كنا في السابق نقوم ببناء بيوتنا بأنفسنا فالرجال يعدون اللبن، والنساء يقمن بتجهيز الجريد والقش، والأبعاد والمسافات يقيسها أحد الحاضرين بقدميه، وبعد التطور والتقدم في عالم المادة لم يعد يتردد من يريد بناء منـزله في زيارة مهندس يقوم بتحديد المواصفات الفنية بطريقة علمية، ويتلقى هذه المعلومات دون مناقشة أو جدال، ويعهد بالتنفيذ بعد ذلك لمتخصصين في كل خطوة من خطوات البناء، والصيانة الدورية التي يحتاج إليها هي الأخرى يستعين فيها بالمختصين.

فما بالنا تلقينا نتاج عصرنا العلمي في ذلك كله، أما أطفالنا فلم يشعر أحد منا بحاجته إلى أن يقرأ بعض نتاج علم النفس والتربية المعاصرة، حول طبيعة الطفل، خصائصه، دوافعه...الخ.

ومع تحفظنا على كثير مما يطرح في ميدان الدراسات الإنسانية إلا أن ذلك لا يعفينا عن الاستفادة والاستنارة وتنـزيل ما نراه على موازين الشرع فما خالفه رفضناه وما لم يخالفه استفدنا منه كما استفدنا من كثير من معطيات عصرنا وغيَّرنا من أساليب حياتنا على ضوئها. وإلى متى يصبح أطفالنا وفلذات أكبادنا ضحية آرائنا الشخصية القاصرة المحدودة، ومحطات تجارب لا نجيد حتى إدارتها.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:18   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي كي لا تخطئي مرتين

كي لا تخطئي مرتين

تُعتبر القدوة أسرعَ ناقل للقيم والأفكار، فالطبع يتعلم من الطبع، وكما يقال: "لسان الحال أبلغ من لسان المقال".. ورُبّ عمل واحد سبق في تأثيره ألف قول!

وإن كلّ عمل تقوم به الأم هو درسٌ لطفلها لا يُنسى..

وبالقدوة الحسنة تغدو الأم أمام طفلها لوحة مفتوحة يبصر فيها مجالي الخلق الجميل، فيتشرب أخلاقها الفاضلة قبل أن تحتاج أذنه لسماع مواعظها.

فلتحذر الأم أن يطلّع طفلها على ما يعيبها من قول أو عمل، كي لا تُخطئَ مرّتين: مرة بارتكابها هذا الخطأ، ومرة بتعليمه لطفلها.

فلن ينجيها إذن إلاّ أن تصلح نفسها، لأنّ المريض لن ينجح في تمثيل دور السليم طويلًا أمام الآخرين.

يقول الإمام الغزالي -رحمه الله-: "متى يستقيم الظلُّ والعود أعوج؟!".

ويقول يحيى بن معاذ الرازي: "لا ينصحك من خان نفسه!".

وإنّ من شأن التناقض بين أقوال الأم وأفعالها، أن يُحدث صدعًا عميقًا في أعماق طفلها، يقوده إلى التأزم النفسي، الذي سينعكس في المستقبل على سيرته في الحياة.

وللأسف فإن كثيرًا من الآباء والأمهات يأمرون أولادهم بما لا يفعلون، فحالهم كحال شرطي المرور الذي يأمر الجميع بالتقدّم، وهو مقيم مكانه.

يقول ربنا -جل وعز-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3].
ومن منّا يرضى أن يمقته الله -تعالى-؟!

ونلاحظ في هذه الآية الكريمة كيف تكررت عبارة {تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} مرتين! مؤكدة استنكار هذا التصرف المقيت.

يقول المفكر علي عزّت بيغوفيتش في كتابه القيم (الإسلام بين الشرق والغرب): "تربية الناس مشقّة، وأشقُ منها تربيةُ الذّات".

فعلى الأم الصالحة، أن تكثر من ملازمة أولادها كي يتمثلوا أعمالها الطيبة، وكي تنعكس أنوار هذه الأعمال على صفحات أعمارهم.

والأم المؤمنة الحكيمة تخصّص أطول مدة ممكنة من يومها لتحاور أطفالها في همومهم، وفي اهتماماتهم، فهي تعرف كيف تصغي إليهم، وكيف تقيم الجسور بين فؤادها الكبير وبين قلوبهم الصغيرة، وهي تعرف كيف تصادقهم كي يَصدقوها.

وهذا الكلام لا يعفي الأب من مسؤوليته الكبيرة في تربية أطفاله.
ومما يؤسف له أن كثيرًا من الآباء تشغلهم طموحاتهم الشخصية -وكثيرًا ما تكون زهيدة!- عن تربية أولادهم! ويدَعون مسئولية التربية على الأم وحدها.












رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:19   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أبناؤنا والشتائم

أبناؤنا والشتائم


سمع الشتائم في كل مكان وفي أحوال مختلفة بين الوالدين وأبنائهما، حيث تنتشر في البيئات البعيدة عن هدي القرآن، وتربية الإسلام، وإنني أرى كما يرى مختصون ومراقبون غيري أن من الأسباب التي تقود إلى ذلك:

- غياب القدوة الحسنة: فتربية الأولاد تربية إسلامية جيدة، لن يتم إلا بأن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهما وبناتهما، وذلك بالتحلي بأخلاق القرآن والسنة، والسير على النهج النبوي القويم، قال تعالى: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } (الأحزاب:21).

فالأبوان هما أساس التربية ووجهة القدوة عند الأبناء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه... » (رواه البخاري)، لهذا كله وجب علينا- كآباء ومربين- أن نعطي الأولاد القدوة الصالحة في حسن الخطاب وتهذيب اللسان، وجمال اللفظ والتعبير.

- ومن حسن القدوة مثلا ألا يبتسم الوالدان إذا نطق الصغير بكلمة خارجة أو بعيدة عن الأدب، وتمرير مثل هذه الكلمة مرة يجعل الصغير يعيدها، بل وأشد منها، فيجب أن نحذره ونعاتبه، ونعلّمه أن الولد المحترم لا يقول مثل هذه الكلمات، ولا يعاقب الطفل أول مرة عقابا شديدا، لأنه كلام جديد في حياته.

فإذا تكرر هذا الكلام فعلى الوالدين أن يتريثا ويتمهلا، فالعلاج يجب أن يكون بالرفق واللين بعد أن يعاد عليه الكلام من غير الثورة العارمة التي نراها من الوالدين، فنشعره بالألفة والحنان حتى وهو مخطئ، كما علمنا نبي الرحمة- صلى الله عليه وسلم- بقوله «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» رواه مسلم .

- رفقاء السوء : فالولد الذي يلقى للشارع ويترك لقرناء السوء، ورفقاء الفساد، من البديهي أن يتلقى منهم لغة اللعن والسباب والشتم، لذا وجب على الوالدين أن يحفظا أبنائهما، وأن يتابعا دائما من يصادقونهم ويتعاملون معهم، فالمرء على دين خليله.

- دور المعلم والمعلمة : فيجب عليهما أن يراقبا الصغار، فمن وجد منهم طفلا ينطق بكلمة سيئة أو غير حسنة قومه بطريقة لينة مهذبة، وعلّمه أن هذا لا يليق به كمسلم ولا بعائلته المحترمة، ويجب على الوالدين أن يتواصلا مع معلمي أبنائهما في المدرسة.

المعالجة الخاطئة للسلوكيات المنحرفة:
كثيرا ما نجد الأبناء يخطئون بقصد أو بغير قصد، فيبادر الوالدان بكيل الشتائم والكلمات التي تريح نفسية الوالدين، لكنها تؤرق الأبناء وتزعج مزاجهم وتشعرهم بالحقارة، والصحيح أن نقابل التصرف الخاطئ بكلمات توجيهية ودعائية لتصحيح المسار مثل «جعلك الله من الصالحين»، «بارك الله فيك» وغير ذلك من العبارات المهذبة التي تُحرج الطفل وتجعله يعيد التفكير في أفعاله، لا العناد والاستمرار عليها.

ويجب على المربين أن يلقنوا أولادهم من القرآن والسنة ما يعلمهم حسن الخلق وجزاء السب والشتم، وأن يُبيّنوا لهم ما أعد الله للمتفحشين واللاعنين من إثم كبير وعذاب أليم عسى ان يكون ذلك زاجرا لهم.

ومن الأحاديث التي تنهى عن السباب وتحذر من الشتائم:
- "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله، كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه" رواه البخاري وأحمد.

- "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

- "إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم" رواه البخاري.

- "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" رواه الترمذي.

ومن القرآن الكريم قوله تعالى {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} إبراهيم 24-25

ثم نشرح للأبناء أن الكلمة المؤذية شجرة خبيثة ينفثها الشيطان في أذن قائلها، فتؤذي من يسمعها، ولا يقدر بعد ذلك أن يعالج ما فعل، والشاعر العربي يقول:
جراحات السنان لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان

وجراح السنان هي جراح السهام والرماح في الحروب، قد يشفى الإنسان منها، وقد يستمع إلى كلمة تؤذيه طيلة عمره فلا يستطيع أن ينساها، أو ينسى أثرها ما بقي.

وأخيرا فإنه تجب متابعة الأولاد ومعرفة رفاقهم، والاطلاع على ما يتلقونه من مبادئ، ومتابعة ما يفعلونه، فإن وجد خيرا فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فليتحمل المسؤولية، وليقم بدوره كولي أمر.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:21   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي العقاب كأسلوب تربوي

العقاب كأسلوب تربوي


قف اليوم مع موقف تربوي آخر يعبّر عن عظمة منهج المربي الأول صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر".

في هذا الحديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم ولي الأَمَة أن يقيم عليها الحدّ الشرعي حين تأتي ما يستوجب هذا الحدّ، مبيناً صلى الله عليه وسلم ضوابط وشروط لإقامته، وليس الحديث عن الحدّ وأحكامه موضوع هذه الحلقات، إنما نتناول بعض الأبعاد التربوية في هذا الحديث والتوجيه النبوي.

ففي حال أخطأت الأَمَة واقترفت هذه الكبيرة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأمة بإقامة الحّد الشرعيّ عليها، لكنّه صلى الله عليه وسلم - وهو المربي الأول - نهى عن تثريبها ولومها بعد إقامة الحد واستيفاء العقوبة الشرعيّة.

وقد اختلف شرّاح الحديث في المقصود من هذا النهي؛ فمنهم من ذهب إلى أنه نهي عن الاكتفاء باللوم بدلاً من الحد، ومنهم من ذهب إلى أنّه نهي عن الجمع بينهما وهو الأقرب لسياق الحديث، قال النووي في شرح هذا الحديث: "التثريب: التوبيخ واللوم على الذنب".

وقال الحافظ ابن حجر:" قوله: (ولا يُثَرِّب) أي: لا يجمع عليها العقوبة بالجلد وبالتعيير وقيل: المراد لا يقتنع بالتوبيخ دون الجلد، وفي رواية سعيد عن أبي هريرة عند عبد الرزاق: ولا يعيّرها ولا يفنّدها. قال ابن بَطَّال: يؤخذ منه أن كل من أُقيم عليه الحدّ لا يعزّر بالتعنيف واللوم، وانّما يليق ذلك بمن صدر منه قبل أن يُرفع إلى الإمام للتحذير والتخويف، فإذا رُفع وأقيم عليه الحدّ كفاه. قلتُ: وقد تقدّم قريباً نهيه صلى الله عليه وسلم عن سبّ الذي أُقيم عليه حدّ الخمر، وقال: لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم".

إنّ العقوبة أسلوب تربوي له وظيفته في تقويم الفرد وإصلاحه، والحدّ عقوبة دنيوية لمن أتى ما يوجبه، وهو سبب لتطهير الجاني من الذنب والخطيئة، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان شهد بدراً وهو أحد النقباء ليلة العقبة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وحوله عصابة من أصحابه - : بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمَنْ وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله؛ إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه. فبايعناه على ذلك".

وكما شرعت الحدود وهي عقوبة شرعية محددة لمن أتى ما يوجبها، فقد شرعت العقوبة لمن أتى مايوجب عقوبته مما هو دون الحد، فعن أبي بردة الأنصاري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حدّ من حدود الله".

قال ابن القيم رحمه الله، حول هذا الحديث، فيما نقله ابن حجر عنه: "الصواب في الجواب أن المراد بالحدود هنا الحقوق التي هي أوامر الله ونواهيه، وهي المراد بقوله: (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). (سورة البقرة، الآية: 229. وفي أخرى: (فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ). (سورة الطلاق، الآية: 1). وقال: (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا). (سورة البقرة، الآية: 187). وقال: (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ). (سورة النساء، الآية: 14). قال: فلا يزاد على العشر في التأديبات التي لا تتعلق بمعصية كتأديب الأب ولده الصغير".

وحين يستحق المرء العقوبة فهذا لا يحوّله إلى شخص لا قيمة له ولا كرامة، ولا يفتح الباب للمؤدب على مصراعيه أن يفعل ما يشاء.

إننا نرى في واقعنا من يتجاوز هذا الأدب النبوي في عقوبته لأولاده وربما لطلابه، فحين تكون العقوبة البدنية خياراً يختاره المربي مقتنعا بأنها وسيلةٌ فاعلةٌ للتقويم والإصلاح فلتكن في إطارها الصحيح.

فحين يجري ضرب من يُعاقب فهو بحاجة لأن يعلم أن الضرب لم يصدر من احتقار لشخصيته، وأنه ليس تنفيساً عن غضب والده أو والدته نتيجة خطأ ارتكبه، إنّما هو اقتناع منهما بأنه وسيلة للتقويم والتهذيب.

فإن لم يعش المؤدبُ هذا الشعور فلن يؤدي التأديب وظيفته ومقصده، بل سيتحول إلى مخزون من السخط والكراهية لمن مارس التأديب في حقه، وربما قاده إلى الانتقام منه وتجاوز حدود الأدب الذي يفرضه الشرع وحق الأبوة، ومما يولد هذا الشعور لدى المؤدَّب أن يُصَحبَ التأديبُ بعبارات اللوم والتوبيخ والتقريع، وهو ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم.

إنّ كثيراً من الخطايا والمخالفات التي يُعاقب عليها الأولاد بالضرب من والديهم هي دون خطيئة هذه الأَمَة، ومع ذلك أمر صلى الله عليه وسلم بالاحتفاظ بحقها، ونهى عن أن يُصحَبَ الحدُّ الشرعي المقام عليها باللوم والتقريع.

وحين يتجاوز بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا التوجيه النبوي فإن المربي الأول صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن ذلك مبيناً الأثر الذي يتركه هذا التجاوز على من أقيمت بحقه العقوبة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب، قال: اضربوه. قال أبو هريرة: فمنّا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله. قال: لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان".

إنّ العقوبة حين تُصحب بما يوغر الصدر تَصرِفُ المعاقبَ عن خطئه إلى لوم من قام بعقوبته، وكلما تكررت العقوبة التي تفقد الشروط التربوية في ممارستها زادت من تراكم هذه المشاعر السلبية، وزادت من تسلط الشيطان على صاحبها.

وقد أشار الحديث إلى نوعٍ من العقوبة كثيراً ما يغفل عنه الناس؛ ألا وهو العقوبة النفسية؛ فبعضهم حين يسمع الحديث عن العقوبة تنصرف إلى ذهنه العقوبة البدنية والضرب، بينما تمثّل العقوبة النفسية التي نهي عنها في هذا الحديث جانباً ربما كان أبلغ أثراً.

إنّ من الآباء من تتكرر على لسانه عبارات اللوم والتقريع والتبويخ لأولاده بين وقت وآخر، فيسمعونها حين الحديث عن التحصيل الدراسي، وحين الحديث عن المواقف الاجتماعية، وحين الحديث عن الصحبة والأصدقاء.

إنّ هذه العبارات تصدر من رغبة صادقة في تغيير واقع الأبناء وتقويم سلوكهم، لكنها بعد ذلك تفقد قيمتها وتتحول إلى لون من ألوان صناعة الإحباط واليأس من النفس لدى الأولاد.

وحين تتجاوز العقوبة النفسية حدّها التربوي الفاعل فستسهم في رسم صورة سلبية للفرد عن نفسه حين يصدق ما يقال عنه؛ فيفقد ثقته بنفسه، ويشعر بأنه تحول إلى كائن لا يستحق الاحترام والتقدير، وهذا مما يعوقه عن النهوض وتجاوز الكبوات.

وفي جانب آخر فقد يحيل الأمر إلى والديه، فيختزن في نفسه ألواناً من الحقد والكراهية تجاههما، ويفقد في نفسه مشاعر الود والوفاء القلبي لهما فضلاً عن البر والصلة، وحين يكون في مرحلة الطفولة قد يعجز عن التنفيس عن هذه المشاعر السلبية فتجتمع لديه وتتراكم حتى إذا وصل إلى مرحلة المراهقة انفجرت كالبركان الذي يدمّر ما حوله.

وكثيراً ما سمعنا عن مظاهر من العقوق تتجاوز حدود المنطق وتذهل أولي الألباب، وحين نبحث عن تفسيرها نجد أن عدداً منها كان مصدره هذه المشاعر المتراكمة لدى العاقّ نتيجة أساليب تأديب غير تربوية.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:22   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي اجعلي حياة طفلك أسهل

اجعلي حياة طفلك أسهل


تتميز حياتنا بالكثير من التعقيدات والصعوبات المتدرجة والتي أحيانا نقف عاجزين أمامها وبالكاد نتمكن من التعامل معها إن كان هذا هو حالنا فما بالكم بالطفل الذي ينظر من حوله فيجد الكثير من مصاعب الحياة والكثير من التعقيدات تقف في طريقه وبالمقابل هو في طور النمو ولا يمتلك تلك القوة وذاك الصبر على تحمل الصعوبات وعلى إيجاد أفضل الطرق للتعامل معها وهنا يأتي دور الأهل ودورهم يتمحور حول مد يد العون الخفية ويد العون الظاهرة للطفل لجعل حياته أسهل وأبسط عليه.

وأن نجعل حياة الطفل سهلة خالية من التعقيدات هذا لا يعني مطلقا أن نسارع إلى التدخل في كل صغيرة وكبيرة بل هناك تعقيدات مقبولة يجب ترك حلها للطفل لأن هذا الأمر من شأنه أن ينمي شخصيته وان يقوي تفكيره والتدخل يكون عندما يستوجب الامر وطبعا تدخلنا لا يعني أن نحل مكانه في الحل وفي إزالة التعقيدات كاملة بل نرشده ونوجهه إلى طرق الحل التي قد تكون أمامه ولكن يتبع طريقاً صعبا للحل وهناك طرق أفضل منها ولا يتبعها.

ولتبسيط حياة الطفل عدة فوائد فالصعوبات والتعقيدات من شأنها أن تعكر صفو الروح والنفس عند الطفل وإن تطورت ستعرضه لبعض المشاكل النفسية وحينما نساعده ليجعل حياته أسهل ونزيل الصعوبات من أمامه فنحن نحميه من أي نتائج نفسية محتملة عن هذه الصعوبات التي تعترضه. والحياة السهلة للطفل ستدفعه للاستمتاع أكثر بطفولته ويعيشها كما يجب ان تكون، والراحة والبساطة تفسح مجال للدماغ ليعمل بأفضل صورة له وليركز على أمور هامة ويطورها.

ولكي نبسط حياة الطفل فإننا لا يجب أبدا وضعه في ظروف أقوى منه وفيها الكثير من الصعوبات مطلقا بل يجب أن نتعامل مع الطفل على انه طفل في طور النمو، والحوار والمراقبة أمران بالغا الأهمية لمعرفة كل ما يعترض الطفل من صعاب لان هناك أطفال لا يفصحون عن مشاكلهم ووحدها المراقبة والنقاش كفيلان بأن يجعلا الأهل على علم بكافة أمور الطفل وبالتالي يمكنهم مد يد العون له وحتى ان لم يطلبها، وإن اشتكى الطفل حول مصاعبه لا يجب أن نتركه وحده أو أن نقول له أصبحت كبيراً اعتمد على نفسك وحل مشاكلك وحدك فهو إن كان قادراً على حلها لما لجأ لكم بل علينا ان نصغي له وأن نقدم له إرشاداً.

وبالتالي يجب أن نعلم أطفالنا كيف يذللون الصعاب بنفسه كما يقول المثل الصيني المعروف (لا تطعمني سمكة بل علمني كيف أصطاد) ومشاركتنا له بتذليل الصعاب يكسبه خبرة ومهارة هذا من جهة ومن جهة ثانية يجب أن نشرح للطفل أسلوب التعامل مع الصعاب بما يتناسب مع الطفل ومن ثم اختباره لنتأكد من مدى استيعابه للفكرة ومن ثم معالجة أماكن الضعف لديه في التعامل مع هذا الأسلوب إن وجدت.

ويجب التنبه إلى أن صعاب الأهل ومشاكلهم يجب أن تبقى بعيدة عن الطفل لأنه هو أيضا لديه مصاعبه ومصاعب الكبار أصعب وإن كان سيعاني من كلاهما فالضغط عليه سيرتفع كثيرا ولن يتمكن من أن يحل مشاكله الخاصة.

الطفولة هي أجمل مراحل العمر ويجب أن نجعل أولادنا يعيشون كل لحظة فيها بسعادة تامة لأنهم يستحقون هذا وقربنا منهم ومتابعتنا لأمورهم كفيلة بأن تجعل حياتهم أسهل وأجمل.

وإن تركنا أطفالنا يصارعون في الحياة وحدهم دون إرشاد نصبح كمن يلقي بطفله في فم الذئب، بل دوماً يجب أن نكون العين الساهرة عليهم تحميهم من براثين الذئب التي تختبئ في كل جوانب الحياة.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:24   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مرحلة البناء والتشكل

مرحلة البناء والتشكل


أولادنا في مرحلة الصيرورة والتشكّل، ليس في بنائهم الجسميّ فقط، بل حتى في بنائهم الفكريّ والنفسيّ والعمليّ، هذه الحقيقة تستدعي الرِّفق بهم، وإلّا فإنّ إغفالها يوقعنا في الحسابات الخاطئة.

إذ إنّ تصوّرنا أنّ طفل الأمس أو الفتى الصغير أصبح شابّاً وبالتالي أصبح ناضجاً بما فيه الكفاية، وعارفاً للأمور، ومقدِّراً للعواقب، يجعلنا نشدِّد في الحساب عليهم، وربّما نؤاخذهم على الصغيرة والكبيرة، فلا نجد لهم عذراً على خطأ هو من بعض مظاهر التشكّل، ولا نسامحهم على عثرة في جزء من خبرة لم تكتمل، ومن تجربة لم تنضج بعد.

هل يعني هذا أن لا نراقب ولا نحاسب ولا نعاتب؟ طبعاً لا.. إنّما هي لفتةُ نظر أو تذكره أن نضع الأشياء في مواضعها، وأن لا نحمِّل الكاهل الفتيّ فوق ما يحتمل.

مرحلة البناء والتشكّل مرحلة إيجابيّة – على ما يترتّب فيها من أخطاء وتجاوزات – لأنّها تعني أنّ أبناءنا وبناتنا في مرحلة المرونة والقدرة على التغيير، فلا ينبغي أن يقلقنا تصرّف صبيانيّ، أو خطأ عابر، أو موقف غير لائق، فكلّ ذلك فرصة للتعليم وأخذ الدرس والعبرة والاستفادة منه كتجربة تُضاف إلى الرّصيد.

هنا نقطة جوهريّة؛ وهي أنّ فرص التعليم هي أثناء ارتكاب الخطأ أو بعده مباشرة، أي إنّك تلتقط الخطأ (لتعاقب) به أو عليه بـ(لتعلِّّم) به (وتثقِّف) على الصحيح، وهذا أيضاً لا يعني عدم جدوى الوقاية والتلقيح والتنبيه والتحذير المسبق، لكن الشاب أو الفتاة في هذه الحالة يكون كمَن يأخذ لقاحاً وهو في كامل الصحّة والعافية.

فقد لا يُقدِّر قيمة ما تعطيه له في الآن واللحظة؛ لأنّه يشعر أنّه ليس بحاجة فعليّة أو تحت حالة طوارئ، أمّا عندما يعيش التجربة ويعاني من وطأة الخطأ، فإنّ فرصة التربية هنا فرصتان، فرصة التذكير بما سبق أن تعلّمه كنظرية ولم ينتفع به من التطبيق، وفرصة تقييم التطبيق الخاطئ أو نسيان ما يفترض أن يتذكّره في الموقف ويعمل وفقاً له.

ولأنّ الحياة مدرسة مفتوحة، فإنّنا لا نجافي الحقيقة لو قلنا أنّنا كأولياء أمور نعيش في تشكّل دائم وصيرورة دائمة أيضاً، بدليل أنّنا لا نزال نخطئ على ما لدينا من تجربة ورصيد عمليّ ومعرفيّ، فما بالكَ بالناشئة من فتياننا وفتياتنا الذين هم في بواكير البناء والتشكّل؟!











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:25   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي 8 أخطاء تربوية

8 أخطاء تربوية



مظاهر خاطئة كثيرة يمارسها الآباء في سياق الحياة اليومية وصور تتكرر ومشاهد تتعدد في منازلنا.. القاسم المشترك بينها أنها تعرقل النمو النفسي والاجتماعي للطفل وتسبب مشكلات نفسية وسلوكية متعددة في حياته.

تؤكد الأخصائية النفسية عفاف الثبيتي أن الأسباب التربوية الخاطئة في تربية الطفل تسبب مشكلات نفسية واجتماعية لديه ، كمشكلات الانطواء و الخوف الاجتماعي والشعور بالنقص والدونية ، والعدوان والتخريب.

وتقول الثبيتي : إن الأساليب التربوية الخاطئة جناية على حقوق الطفل .. فالشعور بالمحبة والأمان والاستقرار حقوق طبيعية للطفل لا بد أن يحصل عليها في أجواء مستقرة تتسم بالاتزان والتوسط بعيدا عن الإفراط أو التفريط.

وتستعرض عفاف الثبيتي بعض الأساليب التربوية الخاطئة التي ينتهجها بعض الآباء والمربين مع فلذات أكبادهم والتي عادة ما يكون لها انعكاسات سلبية قاتمة في حياة الطفل؛ منها:

1- قتل روح الفضول في وجدان الطفل.. ووأد رغبته في التعلم وحرمانه من إشباع غريزة حب الاطلاع لديه، والرغبة في اكتشاف الجديد .. بنهره وزجره و توبيخه عند طرح الأسئلة والرغبة في المعرفة ..أو السخرية منه والاستهزاء به ومعايرته بسماته السلبية وجوانب النقص في مظهره وقدراته .. فالله عز وجل يقول " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن " فلا بد من استخدام الكلمة الطيبة مع الابن.

2- تجاهل السلوك الجيد للطفل، فمن المؤسف أن بعض الآباء والأمهات يتفننون في محو السلوكيات الإيجابية لدى الطفل عبر تجاهل سلوكياته الحميدة أو زجرهم ونهرهم لدى القيام بالسلوك الحسن..
مثال : ابنة ترغب أن تسعد والدتها فتقوم بترتيب غرفتها..وهي تتوقع أن تجد التعزيز والثناء .. لكنها تحظى بالنهر والعقاب من والدتها كأن تقول لها : " ألم أقل لك نظفي الصحون بدلا من ترتيب غرفتك؟".

3- عدم إيقاف السلوك الخاطئ الصادر من الطفل، الأمر الذي يؤدي إلى تمادي الطفل واستمراره في ممارسة السلوك الخاطئ. مثال: طفل يضرب شقيقة كفا على وجهه على مرأى من والديه في غرفة الجلوس ..فتلتفت الأم بلا مبالاة دون أن يكون لها ردة فعل تتعلق بإيقاف السلوك الخاطئ.

إن عدم الحرص على إيقاف السلوك غير المرغوب فيه في الموقف ذاته يسهم في تشجيع التصرف الخاطئ وتعزيزه وتثبيته في سلوك الطفل .

ويرتبط بذلك معاقبة الطفل على السلوك الخاطئ عبر صور انتقامية مجانبة للصواب كأن يكون الضرب على الوجه أو الرأس ..وأن يعاقب الطفل بقوة على هفوات صغيرة أو أن يتخذ المربي الضرب وسيلة للتشهير به مثل ضربه أمام أقرانه لفضحه أو معاقبته بأمور خارجة عن قدراته..أو أن يكون في العقاب ظلم للطفل أو الإفراط في استخدام أنواع معينة من العقاب البدني أو النفسي..فمن الضروري مراعاة ضوابط العقاب كما جاءت في الشريعة الإسلامية وعدم قيام الأب بعقاب الابن حال الانفعال والغضب.

4- تقديم الإيحاءات السلبية الموجهة للطفل وإطلاق الصفات والسمات السلبية على ذات الطفل، كأن تقول الأم لابنها الصغير:" أنت طفل شقي"، أو " أنت طفل غير مطيع" فهنا يتقبل الطفل تلك الصفات السلبية وتستقر في ذهنه ويبدأ في ممارستها كسلوك في حياته..وكان من الأولى بالأم إطلاق صفات إيجابية وحسنة تؤدي إلى تعزيز السلوك الصحيح في حياة الطفل كأن تقول له " أنت ولد مطيع" ، " أنت ولد مهذب وهذا يجعلني أحبك بصورة أكبر".

5- المقارنة غير العادلة بين الأبناء: إذ أن المقارنة غير العادلة بين الأبناء تشوّه صورة الابن تجاه نفسه ، إضافة إلى كونها تزرع في نفس الطفل بذور الكره والبغض إزاء من يقارن بهم .. وتمحو معالم التشجيع في حياة الابن.

6- غياب المصداقية لدى المربي.. وظهور الازدواجية في شخصيته.. كأن يأمر الوالد ابنه بالصدق لكنه لا يتمثّل هذا السلوك الإيجابي في حياته اليومية.. وقد يقوم الأب على سبيل المثال بتحذير ابنه من مخاطر التدخين في الوقت الذي يرى الابن أباه يمارس هذا السلوك ذاته ..فلا بد إذاً من توافر المصداقية في حياة الطفل.

7- عدم إشباع حاجة الطفل للحب والحنان بالشكل الصحيح، إذ أن من الأخطاء الشائعة لدى كثير من الأسر الاعتقاد أن توفير الأطعمة والهدايا والملابس هي أدلة كافية على الحب..في الوقت الذي يهملون فيه التعبير عن عاطفة الحب لأبنائهم عبر الكلمة الحانية والتفهم الصادق.. وبالتالي ينشأ الأبناء محرومين من تلك المظاهر الحيوية للحب.

من الضروري أن يفهم الآباء أن الحب عاطفة قوية يمكن التعبير عنها بصور عدة كالضم ، والتقبيل ، والثناء والحسن.. فالحب ركن أساسي من أركان تربية الطفل ..فالقبلة والاحتضان على سبيل المثال لهما دور فعال في ترجمة وتجسيد مشاعر الحب للأبناء ..ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " من لا يرحم لا يرحم " وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في الرحمة بالأطفال والحنوّ عليهم.

8- فرض الانضباط الزائد على الطفل نتيجة لعدم فهم خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها وهنا يفرض الوالدان صورا من الشدة الزائدة على الأبناء فلا يمنحانهم الفرصة للتجربة وحب الاطلاع ..فعلى سبيل المثال تحرم كثير من الأمهات أبناءهن من أدنى صور الحركة الطبيعية في حال تواجد الآخرين.

ولا بد هنا من الإشارة إلى ضرورة التفريق بين مفهومي الحزم والشدة.. فالحزم أمر محمود لكن الشدة أمر غير مرغوب فيه البتة.. و تدعو عفاف الثبيتي إلى ضرورة فهم الدوافع التي تقود الطفل إلى ممارسة السلوك الخاطئ ومعرفة أسبابها، إذ أن جهل الآباء لتلك الدوافع يقوهم إلى التعامل مع تلك السلوكيات بصورة غير مناسبة مما قد يُسقط الطفل في بؤرة الإحباطات والصراعات النفسية.

كما تدعو المربين إلى التحلي بصفات الصبر والحلم والأناة والاتزان في ردود الفعل تجاه السلوكيات المختلفة مع الاهتمام بتنمية الوازع الديني لدى الطفل.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:55   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي اترك طفلك يخطئ ليتعلم

اترك طفلك يخطئ ليتعلم



لا تستغربوا من العنوان نعم اتركوا أطفالكم يخطئون الخطأ هو أكبر معلم لهم وقد لا يختلف اثنان على أن التجربة والخطأ كلاهما من أهم الأمور التي تدفع الإنسان وحتى الطفل للتعلم.

عندما يخطئ الطفل ومن ثم يتعلم من خطأه فهذا الأمر لن ينساه وما تعلمه سيحفر في دماغه ومستقبلا سيقيه من الوقوع في نفس الخطأ ونتيجة لهذا الأمر أن الطفل بعد أن يخطأ ويتعلم أمرا من خطأه يصبح أقوى وأكثر حرصا ووعيا في المرة القادمة.

ولكن ما هو نوع الخطأ المسموح به؟؟
أن نترك الطفل يخطأ ليتعلم من خطأه هذا لا يعني أن نشرع له كافة الأبواب ونطلق العنان له إنما معناه انه بين الحين والآخر إن شاهدتم طفلكم يهم في ارتكاب خطأ ما نتائجه ليست كبيره اكتفوا بالمراقبة له ولسلوكه إثناء ارتكاب الخطأ وبعد ارتكابه.

المراقبة أمر بالغ الأهمية ليقف الوالدين على الطبيعة السلوكية لشخصية الطفل ودراستها جيدا بشكل سريع وبديهي، والأفضل ترك الطفل برهة من الزمن لمراجعة حساباته.
بعد أن تركتم الطفل يقبل على ارتكاب الخطأ ومن ثم تم منحه فرصة التأمل بعمله حان الآن وقت التدخل من الوالدين.

كيف نقتحم لحظات التأمل عند الطفل بعد ارتكابه الخطأ ؟؟
من الخطأ أن نقبل عليه ونقتحم لحظاته بسرعة والأكثر خطأ أن نخبره أننا كنا نراقبه وتركناه يفعل ما فعله، لذا فمن المهم أن يكون التعامل معه وفق خطوات مدروسة كما يلي:

1- الخطوة الأولى هو أن نشعر الطفل أننا بقربه وان نحاول خلخلة لحظات التأمل التي يعيشها.

2- الجلوس قرب الطفل مع إعطائه شحنة عاطفية إما بقبلة أو ضمة إلى الصدر وهذا مهم لإدخال الاطمئنان إلى قلبه وانتزاع الخوف.

3- المرحلة الثالثة وهي الأهم وتكمن في الدخول في صلب العمل الذي قام به والأفضل دفع الطفل بان يخبرنا بالأمر من تلقاء نفسه وفي حال عدم إقدامه على مثل هذا التصرف البدء بحوار بسيط معه وإشعاره بالراحة وإخباره أنكم تشعرون بان أمر ما حدث معه أو انه ارتكب أمر ما ولكن لا تعرفونه ومن ثم التوجه للطفل بالقول إن أحببت أن تشاركنا في هذا الأمر لن تجد منا إلا كل تعاون وتفهم له فقط نريد أن نتشارك معك ونساعدك.

4- أغلب الأطفال بعد أن يشعروا بالاطمئنان من قبل الأهل يبدأون بالتحدث وهنا على الأهل أن يتصفوا بحسن الإصغاء للطفل وهو يسرد عليهم الخطأ الذي ارتكبه.

5- في هذه المرحلة نكون قد استمعنا للطفل واطلعنا على وجهة نظره نبدأ بطرح أفكارنا وطرق معالجتنا للأمر عليه بأسلوب ممتاز.

6- قطعا لا ينصح بان نتوجه للطفل بالقول لا يجب عليك أن تفعل كذا ويجب أن تفعل كذا فهذه أوامر والطفل ألان أخر ما يحتاجه هو سماع الأوامر بل الأفضل أن نخبر الطفل أننا استوعبنا الأمر والتوجه إليه بالقول لو كنا مكانك لفعلنا كذا وكذا ولتجنبنا الخطأ (يعني تقديم التوجيه بأسلوب المشاركة لا الأوامر ).

7- يفضل عدم الإطالة في معالجة الأمر بل اتباع أسلوب المختصر المفيد وان ننهي كلامنا بالسؤال للطفل ماذا تعلمت من هذا الخطأ غالبا الطفل يدرك الصواب بعد ارتكابه الخطأ ولكن إن تعذر عليه هذا نعود للأسلوب القديم بالأعلى ونتوجه بالكلام إلى الطفل قائلين لو كنا مكانك لتعلمنا من هذا الخطأ أن الصواب كذا وكذا .

8- اجعلوا خاتمة حديثكم مع الطفل العبارة التالية ( لا مشكلة بان ترتكب الخطأ ولكن المشكلة تكمن في عدم الاستفادة من الخطأ والخطأ إن كان سيعلمك أمرا جديدا فلا بأس به ).

والأهم من هذا أن تخبروه أن الطفل مع تخطيه لكل مشكلة جديدة فهو سيصبح أقوى في المرة القادمة وستقل نسبة أخطائه هذا الأمر مهم لرفع معنويات الطفل ولدفعه للثقة بنفسه وازرعوا في نفس الطفل شعور أنكم بجانبه دوما لا تقودوه إنما تراقبوه للإرشاد.

وأخيراً يجب أن نعلم بأن الطفل لن يتعلم من خطأ واحد بل عليه أن يخطئ مرارا وتكرارا ليتعلم ومع كل خطأ جديد هناك تدعيم جديد لشخصيته فلا تزعجكم كثرة الأخطاء طالما ستبقون بقرب الطفل دوما.

ولكن إن وقع الطفل في الخطأ مرتين عليكم إعادة النظر في طريقة تصرفكم معه ويكون هذا بعد الاطلاع عن كثب على الركائز الأساسية التي تقف عليها شخصية الطفل إضافة إلى إعادة النظر بطريقة التربية المتبعة منكم فربما بها ثغرات أساءت للطفل وجعلت شخصيته غير مكتملة.

ولا تنسوا أمرا أن درجات الذكاء مختلفة بين طفل وآخر وهي تلعب دورا هاما في شخصية الطفل وفي القدرة على التعلم ولكن مع تكرار المحاولة تصل الفكرة لذهن الطفل.










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 11:29   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ارجوا ان تفيدكم المواضيع










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-21, 13:45   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اتمنى ان يفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــيدكم الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-22, 19:46   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اتمنى ان يفيدكم الموضـــــــــــــــوع










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أثناء, أرجوا, التثبيت, نبؤات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc