كيف تتصرف اذا وقعت في هذا الموقف ؟

[*بشرى الأُنس*]

مِنْ حَقِّ الْإِخْوَانِ - كما يقول الماوردي في ( أدب الدنيا والدين ) - أَنْ تَغْفِرَ هَفْوَتَهُمْ ، وَتَسْتُرَ زَلَّتَهُمْ ؛ لِأَنَّ مَنْ رَامَ بَرِيئًا مِنْ الْهَفَوَاتِ ، سَلِيمًا مِنْ الزَّلَّاتِ ، رَامَ أَمْرًا مُعْوِزًا ، وَاقْتَرَحَ وَصْفًا مُعْجِزًا ؛ وَقَدْ قَالَتْ الْحُكَمَاءُ : أَيُّ عَالِمٍ لَا يَهْفُو ، وَأَيُّ صَارِمٍ لَا يَنْبُو ، وَأَيُّ جَوَادٍ لَا يَكْبُو ؛ وَقِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ : أَيُّ إخْوَانِك أَحَبُّ إلَيْك ؟ قَالَ : مَنْ غَفَرَ زَلَلِي ، وَقَطَعَ عِلَلِي ، وَبَلَّغَنِي أَمَلِي ؛ وَلِلشَّافِعِيِّ :

أُحِبُّ مِنْ الْإِخْوَانِ كُلَّ مَوَاتِي ... وَكُلَّ غَضِيضِ الطَّرْفِ عَنْ عَثَرَاتِي
يُوَافِقُنِي فِي كُـلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ ... وَيَحْفَظُنِي حَيًّا وَبَعْـدَ وَفَـاتِي
فَمَنْ لِي بِهَذَا لَيْتَ أَنِّي أَصَبْته ... فَقَاسَمْته مَا لِي مِـنْ الْحَسَنَاتِ
تَصَفَّحْت إخْوَانِي وَكَانَ أَقَلُّهُمْ ... عَلَى كَثْرَةِ الْإِخْـوَانِ أَهْلَ ثِقَاتِي

وَحَكَى الْأَصْمَعِيُّ عَنْ بَعْضِ الْأَعْرَابِ أَنَّهُ قَالَ : تَنَاسَ مَسَاوِئَ الْإِخْوَانِ يَدُمْ لَك وُدُّهُمْ ( [1] ) ؛ وَحُكِيَ عَنْ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ أَنَّهَا قَالَتْ لِزَوْجِهَا طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيَّ - وَكَانَ أَجْوَدَ قُرَيْشٍ فِي زَمَانِهِ : مَا رَأَيْت قَوْمًا أَلْأَمَ مِنْ إخْوَانِك ، قَالَ : مَهْ ! وَلِمَ ذَلِكَ ؟ قَالَتْ : أَرَاهُمْ إذَا أَيْسَرْت لَزِمُوك ، وَإِذَا أَعْسَرْت تَرَكُوك . قَالَ : هَذَا وَاَللَّهِ مِنْ كَرَمِهِمْ ، يَأْتُونَنَا فِي حَالِ الْقُوَّةِ بِنَا عَلَيْهِمْ ، وَيَتْرُكُونَنَا فِي حَالِ الضَّعْفِ بِنَا عَنْهُمْ .
فَانْظُرْ كَيْفَ تَأَوَّلَ بِكَرْمِهِ هَذَا التَّأْوِيلَ حَتَّى جَعَلَ قَبِيحَ فِعْلِهِمْ حَسَنًا ، وَظَاهِرَ غَدْرِهِمْ وَفَاءً .
وَهَذَا مَحْضُ الْكَرَمِ وَلُبَابُ الْفَضْلِ ، وَبِمِثْلِ هَذَا يَلْزَمُ ذَوِي الْفَضْلِ أَنْ يَتَأَوَّلُوا الْهَفَوَاتِ مِنْ إخْوَانِهِمْ ؛ وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ :

إذَا مَا بَدَتْ مِنْ صَاحِبٍ لَك زَلَّةٌ ... فَكُنْ أَنْتَ مُحْتَالًا لِزَلَّتِهِ عُذْرَا
أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ ... كَأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا
سَلِيمُ دَوَاعِي الصَّبْرِ لَا بَاسِطٌ أَذًى ... وَلَا مَانِعٌ خَيْرًا وَلَا قَائِلٌ هُجْرَا

وَالدَّاعِي إلَى هَذَا التَّأْوِيلِ شَيْئَانِ : التَّغَافُلُ الْحَادِثُ عَنْ الْفَطِنَةِ ، وَالتَّأَلُّفُ الصَّادِرُ عَنْ الْوَفَاءِ .
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : وَجَدْت أَكْثَرَ أُمُورِ الدُّنْيَا لَا تَجُوزُ إلَّا بِالتَّغَافُلِ ؛ وَقَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ : مَنْ شَدَّدَ نَفَّرَ ، وَمَنْ تَرَاخَى تَأَلَّفَ ، وَالشَّرَفُ فِي التَّغَافُلِ .

وَمَن لَم يُغمّض عَينَهُ عَن صَديقِهِ ... وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهُوَ عاتِبُ
وَمَن يَتَتَبَّع جاهِـداً كُلَّ عَـثرَةٍ ... يَجِدها وَلا يَسلَم لَهُ الدَهرَ صاحِبُ

[1] - رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 11200 ) - الكتب العلمية .

[*بشرى الأُنس*]

وكما تقول الحكمة ( تجاوزت عن هفوة الصديق إبقاء على مودتة)
لأننا ان لم نعف او نسامح من نحب ياتي يوم نجد فيه انفسنا وحيدين بلا صحبة او احبة حولنا
المسامح كريم

[اخلاص]

هذا الموقف حصل معي و تألمت كثيرا ...احببتها من قلببي وخروجها من حياتي عذبني وابكاني لكن وضعت كرامتي قبل كل شيء ...صارحتها بأخطائها ومع ذلك جعلت كلامي معها كعدمه واستمرت في تجاهلي وجعل علاقتنا سطحية عندما تجد اصدقاء جدد ...حينها عرفت انني اخطأت الاختيار واخترت صديقة انتهازية لم تحبني يوما بل احبت اهدافها وكل شخص يساعدها على اهدافها تحبه وبمجرد انتهاء مهامه في حياتها ترميه لتجد شخصا آخر تمتص مواهبه ويساعدها في حياتها ...خذيها مني نصيحة الي باعت برخيص قدميه مجانا.
مهما وجدت نفسك متعلقة بها فان نهاية هذه الصداقة الزائفة هي الدمار والفناء ...مهما حاولت التمسك وتصليح صديقتك فلن تأبه وستتعبي نفسك وقد ترى طيبتك انها تملق.....يكفيك اختي وان شاء الله ربي يرزقك اخوة صادقة في الله اما صداقة اليووم فلا وفاء فيها كلها مصالح.
تقبلي تحياتي

[المنصور3]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boutcho

مِنْ حَقِّ الْإِخْوَانِ - كما يقول الماوردي في ( أدب الدنيا والدين ) - أَنْ تَغْفِرَ هَفْوَتَهُمْ ، وَتَسْتُرَ زَلَّتَهُمْ ؛ لِأَنَّ مَنْ رَامَ بَرِيئًا مِنْ الْهَفَوَاتِ ، سَلِيمًا مِنْ الزَّلَّاتِ ، رَامَ أَمْرًا مُعْوِزًا ، وَاقْتَرَحَ وَصْفًا مُعْجِزًا ؛ وَقَدْ قَالَتْ الْحُكَمَاءُ : أَيُّ عَالِمٍ لَا يَهْفُو ، وَأَيُّ صَارِمٍ لَا يَنْبُو ، وَأَيُّ جَوَادٍ لَا يَكْبُو ؛ وَقِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ : أَيُّ إخْوَانِك أَحَبُّ إلَيْك ؟ قَالَ : مَنْ غَفَرَ زَلَلِي ، وَقَطَعَ عِلَلِي ، وَبَلَّغَنِي أَمَلِي ؛ وَلِلشَّافِعِيِّ :

أُحِبُّ مِنْ الْإِخْوَانِ كُلَّ مَوَاتِي ... وَكُلَّ غَضِيضِ الطَّرْفِ عَنْ عَثَرَاتِي
يُوَافِقُنِي فِي كُـلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ ... وَيَحْفَظُنِي حَيًّا وَبَعْـدَ وَفَـاتِي
فَمَنْ لِي بِهَذَا لَيْتَ أَنِّي أَصَبْته ... فَقَاسَمْته مَا لِي مِـنْ الْحَسَنَاتِ
تَصَفَّحْت إخْوَانِي وَكَانَ أَقَلُّهُمْ ... عَلَى كَثْرَةِ الْإِخْـوَانِ أَهْلَ ثِقَاتِي

وَحَكَى الْأَصْمَعِيُّ عَنْ بَعْضِ الْأَعْرَابِ أَنَّهُ قَالَ : تَنَاسَ مَسَاوِئَ الْإِخْوَانِ يَدُمْ لَك وُدُّهُمْ ( [1] ) ؛ وَحُكِيَ عَنْ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ أَنَّهَا قَالَتْ لِزَوْجِهَا طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيَّ - وَكَانَ أَجْوَدَ قُرَيْشٍ فِي زَمَانِهِ : مَا رَأَيْت قَوْمًا أَلْأَمَ مِنْ إخْوَانِك ، قَالَ : مَهْ ! وَلِمَ ذَلِكَ ؟ قَالَتْ : أَرَاهُمْ إذَا أَيْسَرْت لَزِمُوك ، وَإِذَا أَعْسَرْت تَرَكُوك . قَالَ : هَذَا وَاَللَّهِ مِنْ كَرَمِهِمْ ، يَأْتُونَنَا فِي حَالِ الْقُوَّةِ بِنَا عَلَيْهِمْ ، وَيَتْرُكُونَنَا فِي حَالِ الضَّعْفِ بِنَا عَنْهُمْ .
فَانْظُرْ كَيْفَ تَأَوَّلَ بِكَرْمِهِ هَذَا التَّأْوِيلَ حَتَّى جَعَلَ قَبِيحَ فِعْلِهِمْ حَسَنًا ، وَظَاهِرَ غَدْرِهِمْ وَفَاءً .
وَهَذَا مَحْضُ الْكَرَمِ وَلُبَابُ الْفَضْلِ ، وَبِمِثْلِ هَذَا يَلْزَمُ ذَوِي الْفَضْلِ أَنْ يَتَأَوَّلُوا الْهَفَوَاتِ مِنْ إخْوَانِهِمْ ؛ وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ :

إذَا مَا بَدَتْ مِنْ صَاحِبٍ لَك زَلَّةٌ ... فَكُنْ أَنْتَ مُحْتَالًا لِزَلَّتِهِ عُذْرَا
أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ ... كَأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا
سَلِيمُ دَوَاعِي الصَّبْرِ لَا بَاسِطٌ أَذًى ... وَلَا مَانِعٌ خَيْرًا وَلَا قَائِلٌ هُجْرَا

وَالدَّاعِي إلَى هَذَا التَّأْوِيلِ شَيْئَانِ : التَّغَافُلُ الْحَادِثُ عَنْ الْفَطِنَةِ ، وَالتَّأَلُّفُ الصَّادِرُ عَنْ الْوَفَاءِ .
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : وَجَدْت أَكْثَرَ أُمُورِ الدُّنْيَا لَا تَجُوزُ إلَّا بِالتَّغَافُلِ ؛ وَقَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ : مَنْ شَدَّدَ نَفَّرَ ، وَمَنْ تَرَاخَى تَأَلَّفَ ، وَالشَّرَفُ فِي التَّغَافُلِ .

وَمَن لَم يُغمّض عَينَهُ عَن صَديقِهِ ... وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهُوَ عاتِبُ
وَمَن يَتَتَبَّع جاهِـداً كُلَّ عَـثرَةٍ ... يَجِدها وَلا يَسلَم لَهُ الدَهرَ صاحِبُ

[1] - رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 11200 ) - الكتب العلمية .

حقا كلام فيه حكمة كثيرة ، والتغافل فعلا يريح النفس إلا أنه لابد من تنبيه الصديق وتقديم النصح له حتى يتبين ما يفعل ، فالإنسان يغفل في الكثير من الأحيان ويحصل ما هو غير محبوب لغيره دون وعيه أو إحساسه بالتغير عن المقربين إليه

[المنصور3]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخلاص

هذا الموقف حصل معي و تألمت كثيرا ...احببتها من قلببي وخروجها من حياتي عذبني وابكاني لكن وضعت كرامتي قبل كل شيء ...صارحتها بأخطائها ومع ذلك جعلت كلامي معها كعدمه واستمرت في تجاهلي وجعل علاقتنا سطحية عندما تجد اصدقاء جدد ...حينها عرفت انني اخطأت الاختيار واخترت صديقة انتهازية لم تحبني يوما بل احبت اهدافها وكل شخص يساعدها على اهدافها تحبه وبمجرد انتهاء مهامه في حياتها ترميه لتجد شخصا آخر تمتص مواهبه ويساعدها في حياتها ...خذيها مني نصيحة الي باعت برخيص قدميه مجانا.
مهما وجدت نفسك متعلقة بها فان نهاية هذه الصداقة الزائفة هي الدمار والفناء ...مهما حاولت التمسك وتصليح صديقتك فلن تأبه وستتعبي نفسك وقد ترى طيبتك انها تملق.....يكفيك اختي وان شاء الله ربي يرزقك اخوة صادقة في الله اما صداقة اليووم فلا وفاء فيها كلها مصالح.
تقبلي تحياتي

ما يبنى على المصلحة لا يدوم لذا لابد أن تكون العلاقة خالصة من كل مصلحة و يجب أن يكون اساسها الحب الصافي و ما أعظمه من حب إن كان في الله خير في الدنيا والآخرة و راحة في كلا الدارين

[sa78sa]

الحب والوفاء والود والإخاء حقيقة وجدانية
دعه للأيام وسيعود

[Rose19]

قد اكون قاسية في قراراتي و لكنني اخرج من حياتي من لا مكان لي في حياته’ فعلتها و سأظل افعلها ,من لا يعرف اهمية الصداقة فهو لا يستحقها اعيش مرة واحدة لذى لن اضيعها مع من لا يستحق قربي و حبي و احترامي له, صداقة دامت أكثر من 20 سنة و لكن تغير الانسان افقدها و ضيعها احفضي هذا المثل :"اذا من عندي و من عندك تنطبع و اذا غير من عندي تنقطع" سهل ان تكوني صداقات و لكن صعب الاحتفاض بها