۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝ - الصفحة 266 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-05-08, 11:32   رقم المشاركة : 3976
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

آية (61):
*ما الفرق بين استعمال جاء وأتى في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى (فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ {61 الحجر}) وقال تعالى (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً {43}مريم) وقال تعالى (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً {1} الإنسان).
إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه لم تستعمل صيغة المضارع للفعل جاء مطلقاً في القرآن كله ولا صيغة فعل أمر ولا إسم فاعل ولا إسم مفعول وإنما استعمل دائماً بصيغة الماضي. أما فعل أتى فقد استخدم بصيغة المضارع.
من الناحية اللغوية: جاء تستعمل لما فيه مشقة أما أتى فتستعمل للمجيء بسهولة ويسر ومنه الالمتياء وهي الطريق المسلوكة.









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 11:37   رقم المشاركة : 3977
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

*هل الماء والغيث كلاهما مطر؟ (د.فاضل السامرائى)
المطر يستعمله الله سبحانه وتعالى في العقوبات (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84) الأعراف) لم يستعمل القرآن المطر إلا في العقوبة (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ (40) الفرقان) (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ (74) الحجر) (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (173) الشعراء) أما الغيث فيستعمله في الخير. هذا في الاستعمال القرآني أما في الحديث فاستعمل المطر للخير ولكن للقرآن خصوصية في الاستعمال اللغوي نخصص لها إن شاء الله تعالى حلقات لنتحدث عنها لأنه موضوع كبير. والعرب فهمت هذا الفرق من الاستعمال. (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) الشورى). إذن في القرآن الكريم يذكر المطر للعذاب.










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 11:50   رقم المشاركة : 3978
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان وتفسير سورة الحجر
الجزء الأول


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سورة الحِجْر 15/114

سبب التسمية :
سُميت ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏الحجر ‏‏" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏ما ‏حدث ‏لقوم ‏صالح ‏وهم ‏قبيلة ‏ثمود ‏وديارهم ‏بالحجر ‏بين ‏المدينة ‏والشام ‏فقد ‏كانوا ‏أشداء ‏ينحتون ‏الجبال ‏ليسكنوها ‏وكأنهم ‏مخلدون ‏في ‏هذه ‏الحياة ‏لا ‏يعتريهم ‏موت ‏ولا ‏فناء ‏فبينما ‏هم ‏آمنون ‏مطمئنون ‏جاءتهم ‏صيحة ‏العذاب ‏في ‏وقت ‏الصباح‎ .‎
التعريف بالسورة :
. 1) مكية ماعدا الآية 87 فمدنية .
2)من المثاني .
3) عدد آياتها .99 آية .
4) ترتيبها الخامسة عشرة .
5) نزلت بعد سورة " يوسف " .
6) تبدأ بحروف مقطعة " الر " .
7)الجزء " 14 " ، الحزب " 27 " ، الربع " 1 ، 2 " .
محور مواضيع السورة :
يدور محور السورة حول مصارع الطغاة والمكذبين لرسل الله في شتى الأزمان والعصور ولهذا ابتدأت السورة بالإنذار والتهديد ملفعا بظل من التهويل والوعيد " رُبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُوا لَو كَانُوا مُسْلِمين * ذَرْهُم يَأْكُلوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهمُ الأملُ فسَوفَ يَعلمُون"
سبب نزول السورة :
1) عن ابن عباس قال : كانت تصلي خلف النبي امرأة حسناء في أخر النساء وكان بعضهم يتقدم إلى الصف الأول لئلا يراها وكان بعضهم يتأخر في الصف الأخر فإذا ركع قال هكذا ونظر من تحت إبطه فنزلت " وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَأخِرِينَ " وقال الربيع بن أنس : حَرَّضَ رسول الله على الصف الأول في الصلاة فازدحم الناس عليه وكان بنو عذرة دورهم قاصية عن المسجد فقالوا نبيع دورنا ونشتري دورا قريبة للمسجد فأنزل الله تعالى هذه الآية .
2) عن كثير النوا قال :قلت لأبي جعفر أن فلانا حدثني عن علي بن الحسين أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِن غِلٍّ إِخْوَانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ " قال : والله إنها لفيهم نزلت وفيهم نزلت الآية قلت وأي غِلّ هو؟ قال: غل الجاهلية أن بني تميم وعدي وبني هاشم كان بينهم في الجاهلية فلما أسلم هؤلاء القوم وأجابوا أخذ أبا بكر الخاصرة فجعل علي يسخن يده فيضمح بها خاصرة أبي بكرفنزلت هذه الآية .
3) روى ابن المبارك بإسناده عن رجل من أصحاب النبي أنه قال :طلع علينا رسول الله من الباب الذي دخل منه بنو شيبة ونحن نضحك فقال لا: أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى فقال :إني لمَّا خرجت جاء جبريل عليه السلام : فقال :يا محمد يقول الله تعالى :لِمَ تُقَنِّط عبادي " نَبِّئ عِبَادي أنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيم ".
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(الرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ)
الآية 1 من سورة الحجر
*************
يقول تعالى معظما لكتابه مادحا له { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ } أي: الآيات الدالة على أحسن المعاني وأفضل المطالب، { وَقُرْآنٍ مُبِينٍ } للحقائق بأحسن لفظ وأوضحه وأدله على المقصود، وهذا مما يوجب على الخلق الانقياد إليه، والتسليم لحكمه وتلقيه بالقبول والفرح والسرور.
فأما من قابل هذه النعمة العظيمة بردها والكفر بها، فإنه من المكذبين الضالين، الذين سيأتي عليهم وقت يتمنون أنهم مسلمون، أي: منقادون لأحكامه وذلك حين ينكشف الغطاء وتظهر أوائل الآخرة ومقدمات الموت، فإنهم في أحوال الآخرة كلها يتمنون أنهم مسلمون، وقد فات وقت الإمكان، ولكنهم في هذه الدنيا مغترون.

المصدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى : (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)
الآية 2 من سورة الحجر

رب لا تدخل على الفعل ، فإذا لحقتها " ما " هيأتها للدخول على الفعل تقول : ربما قام زيد ، وربما يقوم زيد . ويجوز أن تكون ما نكرة بمعنى شيء ، ويود صفة له ; أي رب شيء يود الكافر . وقرأ نافع وعاصم ربما مخفف الباء . الباقون مشددة ، وهما لغتان . قال أبو حاتم : أهل الحجاز يخففون ربما ; قال الشاعر :
ربما ضربة بسيف صقيل*** بين بصرى وطعنة نجلاء
وتميم وقيس وربيعة يثقلونها . وحكي فيها : ربما وربما ، وربتما وربتما ، بتخفيف الباء وتشديدها أيضا . وأصلها أن تستعمل في القليل وقد تستعمل في الكثير ; أي يود الكفار في أوقات كثيرة لو كانوا مسلمين ; قاله الكوفيون . ومنه قول الشاعر :

ألا ربما أهدت لك العين نظرة***قصاراك منها أنها عنك لا تجدي

وقال بعضهم : هي للتقليل في هذا الموضع ; لأنهم قالوا ذلك في بعض المواضع لا في كلها ; لشغلهم بالعذاب ، والله أعلم . قال : ربما يود وهي إنما تكون لما وقع ; لأنه لصدق [ ص: 4 ] الوعد كأنه عيان قد كان . وخرج الطبراني أبو القاسم من حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن ناسا من أمتي يدخلون النار بذنوبهم فيكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون ما نرى ما كنتم تخالفونا فيه من تصديقكم وإيمانكم نفعكم فلا يبقى موحد إلا أخرجه الله من النار - ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - -
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
. قال الحسن " إذا رأى المشركون المسلمين وقد دخلوا الجنة ومأواهم في النار تمنوا أنهم كانوا مسلمين . وقال الضحاك : هذا التمني إنما هو عند المعاينة في الدنيا حين تبين لهم الهدى من الضلالة . وقيل : في القيامة إذا رأوا كرامة المؤمنين وذل الكافرين
تفسير القرطبي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)
قوله تعالى : ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون فيه مسألتان :
الأولى : قوله - تعالى - : ذرهم يأكلوا ويتمتعوا تهديد لهم . ويلههم الأمل أي يشغلهم عن الطاعة . يقال : ألهاه عن كذا أي شغله . ولهي هو عن الشيء يلهى . فسوف يعلمون إذا رأوا القيامة وذاقوا وبال ما صنعوا . وهذه الآية منسوخة بالسيف .
الثانية : في مسند البزار عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أربعة من الشقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وطول الأمل ، والحرص على الدنيا . وطول الأمل داء عضال ومرض مزمن ، ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه ، ولم يفارقه داء ولا نجح فيه دواء ، بل أعيا الأطباء ويئس من برئه الحكماء والعلماء . وحقيقة الأمل : الحرص على الدنيا والانكباب عليها ، والحب لها والإعراض عن الآخرة . وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : نجا أول هذه الأمة باليقين والزهد ويهلك آخرها بالبخل والأمل . ويروى عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أنه قام على درج مسجد دمشق فقال
( يا أهل دمشق ، ألا تسمعون من أخ لكم ناصح ، إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا ، فأصبح جمعهم بورا وبنيانهم قبورا وأملهم غرورا هذه عاد قد ملأت البلاد أهلا ومالا وخيلا ورجالا ، فمن يشتري مني اليوم تركتهم بدرهمين !) وأنشد :
يا ذا المؤمل آمالا وإن بعدت منه ويزعم أن يحظى بأقصاها أنى تفوز بما ترجوه ويك وما
أصبحت في ثقة من نيل أدناها
وقال الحسن ( ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل )
وصدق - رضي الله عنه - ! فالأمل يكسل عن العمل ويورث التراخي والتواني ، ويعقب التشاغل والتقاعس ، ويخلد إلى الأرض ويميل إلى الهوى . وهذا أمر قد شوهد بالعيان فلا يحتاج إلى بيان ولا يطلب صاحبه ببرهان ; كما أن قصر الأمل يبعث على العمل ، ويحيل على المبادرة ، ويحث على المسابقة
تفسير القرطبي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ) الآية 4 من سورة الحجر

يخبر تعالى أنه ما أهلك قرية إلا بعد قيام الحجة عليها وانتهاء أجلها، وأنه لا يؤخر أمة حان هلاكهم عن ميقاتهم ولا يتقدمون عن مدتهم، وهذا تنبيه لأهل مكة وإرشاد لهم، إلى الإقلاع عما هم عليه من الشرك والعناد والإلحاد الذي يستحقون به الهلاك.



تفسير بن كثير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ)) الحجر (5)
{ ما تسبق من امة أجلها } : أي لا يتقدم أجلها المحدد لها ومن زائدة للتأكيد . وقوله { . . . ما تسبق من امةٍ أجلها وما يستأخرون } أي بناءً على كتاب المقادير فإن أمة كتب الله هلاكها يمكن ان يتقدم هلاكها قبل ميقاته المحدد ، ولا أن يستأخر عنه ولو ساعة . وفي هذا تهديد وتخويف لأهل مكة وهو يحاربون دعوة الحق ورسول الحق لعل قريتهم قد كتب لها كتاب وحدد لها أجل وهم لا يشعرون .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- القرآن الكريم مبين لكل ما يحتاج في إسعاد الإنسان وإكماله .
2- إنذار الكافرين وتحذيرهم من مواصلة كفرهم وحربهم للإسلام فإن يوماً سيأتي يتمنون فيه أن لو كانوا مسلمين .
3- تقرير عقيدة القضاء والقدر فما من شيء الا وسبق به علم الله وكتبه عنده في كتاب المقادير الحياة كالموت ، والربح كالخسارة ، والسعادة كالشقاء ، جميع ما كان وما هو كائن وما سيكون سبق به علم الله وكتب في اللوح المحفوظ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11)
)) الحجر .
{ شرح الكلمات } :
{ نزل عليه الذكر } : أي القرآن الكريم .
{ بو ما تاتينا بالملائكة } : أي هلا تأتينا بالملائكة تشهد لك انك نبي الله .
{ وما كانوا منظرين } : أي مهملين ، بل يأخذهم العذاب فور نزول الملائكة .
{ إنا نحن نزلنا الذكر } : أي القرآن .
{ في شيع الأولين } : أي في فرق وطوائف الأولين .
معنى الايات :
قوله تعالى { وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر } أي قال الكافرون المنكرون للوحي والنبوة { إنك لمجنون } أي قابل عاقل وإلا لما اعديت النبوة . وفي قولهم هذا استهزاء ظاهر بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو ثمرة ظلمة الكفر التي في قلوبهم وقوله : { لو ما تأتينا بالملائكة } لو ما هنا بمعنى هلا التحضيضية أي هلا تأتينا بالملائكة نراهم عياناً يشهدون لك بإنك رسول الله { إن كنت من الصادقين } في دعواك النبوة والرسالة فأت الملائكة تشهد لك . قال تعالى { ما ننزل الملائكة الا بالحق } أي نزولاً ملتبساً بالحق . أي لا تنزل الملائكة الا لاحقاق الحق وإبطال الباطل لا لمجرد تشهي الناس ورغبتهم ولو نزلت الملاكئة ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب فوراً { وما كانوا إذاً منظرين } أي مهملين بل يهلكون في الحال . وقوله تعالى في الآية ( 9 ) { إنا نحن نزلنا الذكر } أي القرآن { وإنا له لحافظون } أي من الضياع ومن الزيادة والنقصان لأن حجتنا على خلقنا الى يوم القيامة . أنزلنا الذكر هدى ورحمة وشفاء ونوراً . هو يريدون العذاب والله يريد الرحمة . مع ان القرآن نزلت به الملائكة ، والملائكة إن نزلت ستعود الى السماء ولم يبق ما يدل على الرسالة الا القرآن ولكن القوم لا يريدون أن يؤمنوا وليسوا في ذلك الكفر والعناد وحدهم بل سبقتهم طوائف وأمم أرسل فيهم فكذبوا وجاحدوا وهو قوله تعالى : { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين } أي في فرقهم وأممهم { وما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزءون } لأن علة المرض واحدة إذاً فلا تيأس يا رسول الله ولا تحزن بل اصبر وانتظر وعد الله لك بالنصر فإن وعده حق : { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- بيان ما كان يلقاه رسول الله ( ص ) من استهزاء وسخرية من المشركين .
2- مظهر من مظاهر رحمة الله بالانسان ، يطلب نزول العذاب والله ينزل الرحمة .
3- بيان حفظ الله تعالى للقرآن الكريم من الزيادة والنقصان ومن الضياع .
4- بيان سنة الله تعالى في الأمم والشعوب وهي أنهم ما يأتيهم من رسول ينكر عليهم مألوفهم ويدعوهم الى جديد من الخير والهدى الا وينكرون ويستهزءون .
أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11)
)) الحجر .
{ شرح الكلمات } :
{ نزل عليه الذكر } : أي القرآن الكريم .
{ بو ما تاتينا بالملائكة } : أي هلا تأتينا بالملائكة تشهد لك انك نبي الله .
{ وما كانوا منظرين } : أي مهملين ، بل يأخذهم العذاب فور نزول الملائكة .
{ إنا نحن نزلنا الذكر } : أي القرآن .
{ في شيع الأولين } : أي في فرق وطوائف الأولين .
معنى الايات :
قوله تعالى { وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر } أي قال الكافرون المنكرون للوحي والنبوة { إنك لمجنون } أي قابل عاقل وإلا لما اعديت النبوة . وفي قولهم هذا استهزاء ظاهر بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو ثمرة ظلمة الكفر التي في قلوبهم وقوله : { لو ما تأتينا بالملائكة } لو ما هنا بمعنى هلا التحضيضية أي هلا تأتينا بالملائكة نراهم عياناً يشهدون لك بإنك رسول الله { إن كنت من الصادقين } في دعواك النبوة والرسالة فأت الملائكة تشهد لك . قال تعالى { ما ننزل الملائكة الا بالحق } أي نزولاً ملتبساً بالحق . أي لا تنزل الملائكة الا لاحقاق الحق وإبطال الباطل لا لمجرد تشهي الناس ورغبتهم ولو نزلت الملاكئة ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب فوراً { وما كانوا إذاً منظرين } أي مهملين بل يهلكون في الحال . وقوله تعالى في الآية ( 9 ) { إنا نحن نزلنا الذكر } أي القرآن { وإنا له لحافظون } أي من الضياع ومن الزيادة والنقصان لأن حجتنا على خلقنا الى يوم القيامة . أنزلنا الذكر هدى ورحمة وشفاء ونوراً . هو يريدون العذاب والله يريد الرحمة . مع ان القرآن نزلت به الملائكة ، والملائكة إن نزلت ستعود الى السماء ولم يبق ما يدل على الرسالة الا القرآن ولكن القوم لا يريدون أن يؤمنوا وليسوا في ذلك الكفر والعناد وحدهم بل سبقتهم طوائف وأمم أرسل فيهم فكذبوا وجاحدوا وهو قوله تعالى : { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين } أي في فرقهم وأممهم { وما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزءون } لأن علة المرض واحدة إذاً فلا تيأس يا رسول الله ولا تحزن بل اصبر وانتظر وعد الله لك بالنصر فإن وعده حق : { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- بيان ما كان يلقاه رسول الله ( ص ) من استهزاء وسخرية من المشركين .
2- مظهر من مظاهر رحمة الله بالانسان ، يطلب نزول العذاب والله ينزل الرحمة .
3- بيان حفظ الله تعالى للقرآن الكريم من الزيادة والنقصان ومن الضياع .
4- بيان سنة الله تعالى في الأمم والشعوب وهي أنهم ما يأتيهم من رسول ينكر عليهم مألوفهم ويدعوهم الى جديد من الخير والهدى الا وينكرون ويستهزءون .
أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)
)) الحجر
{ شرح الكلمات } :
{ كذلك نسلكه } : أي التكذيب بالقرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم .
{ وقد خلت سنة الأولين } : أي مضت سنة الأمم السابقة .
{ فظلوا فيه يعرجون } : أي يصعدون .
{ إنما سُكرت } : أي سدت كما يُسَكر النهر او الباب .
{ في السماء بروجا } : أي كواكب ينزلها الشمس والقمر .
{ شيطان رجيم } : أي مرجوم بالشهب .
{ شهاب مبين } : كوكب يرجم به الشيطان يحرقه أو يمزقه أو يخبله أي يفسده .
معنى الآيات :
ما زال السياق في المكذبين للنبي المطالبين بنزول الملائكة لتشهد للرسول بنبوته حتى يؤمنوا بها . قال تعالى : { كذلك نسلكه } أي التكذيب في قلوب المجرمين من قومك ، كما سلكناه حسب سنتنا في قلوب من كذبوا الرسل من قبلك فسلكه { في قلوب المجرمين } من قومك فلا يؤمنون بك ولا بالذكر الذي أنزل عليك ، وقوله تعالى : { وقد خلت سنة الأولين } أي مضت وهي تعذيب المكذبين للرسل المستهزئين بهم لأنهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم . وقوله تعالى : { ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا } أي الملائكة او المكذبون { فيه } أي في ذلك الباب { يعرجون } أي يصعدون طوال النهار طالعين هابطين ولقالوا في المساء { إنما سكرت أبصارنا } أي منعت من النظر الحقيقي فلم نر الملائكة ولم نرى السماء { بل نحن قوم مسحورون } فأصبحنا نرى أشياء لا حقيقة لها ، وقوله تعالى : { ولقد جعلنا في السماء بروجاً } أي كواكب هي منازل للشمس والقمر ينزلان بها وعلى مقتضاها يعرف عدد السنين والحساب . وقوله : { زيناها } أي السماء بالنجوم { للناظرين } فيها من الناس . وقوله : { وحفظناها } أي السماء الدنيا { من كل شيطان رجيم } أي مرجوم ملعون . وقوله : { إلا من استرق السمع } الا مارد من الشياطين طلع الى السماء لاستراق السمع من الملائكة لينزل بالخبر الى وليه من الكهان من الناس { فاتبعه شهاب } من نار { مبين } أي يبين أثره في الشيطان إما بإخباله وإفساده وإما بإحراقه . هذه الآيات وهي مقولة تعالى : { ولقد جعلنا في السماء بروجاً } الى آخر ما جاء في هذا السياق الطويل ، القصد منه إظهار قدرة الله تعالى وعلمه وحكمته ورحمته وكلها مقتضية لإرسال الرسول وإنزال الكتاب لهداية الناس الى عبادة ربهم وحده عبادة يكملون عليها ويسعدون في الدنيا والآخرة ، ولكن المكذبين لا يعلمون . هداية الآيات
من هداية الايات :
1- بيان سنة الله تعالى في المكذبين المعاندين وهي أنهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم .
2- مطالبة المكذبين بالآيات كرؤية الملائكة لا معنى لها إذ القرآن أكبر آية ولم يؤمنوا به فلذا لو فتح باب من السماء فظلوا فيه يعرجون لما آمنوا .
3- بيان مظاهر قدرة الله تعالى وعلمه وحكمته ورحمته فما حملت الآيات من مظاهر لذلك ، بدءاً من قوله : { ولقد جعلنا في السماء بروجاً } الى الآية السابعة والعشرين من هذا السياق الكريم .
أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25) )) الحجر
{ شرح الكلمات } :
{ والأرض مددناها } : أي بسطناها .
{ وألقينا فيها رواسي } : أي جبالاً ثوابت لئلا تتحرك الأرض .
{ موزون } : أي مقدر معلوم المقدار لله تعالى .
{ معايش } : جمع معيشة أي ما يعيش عليه الانسان من الأغذية .
{ ومن لستم برازقين } : كالعبيد والإماء والبهائم .
{ وما ننزله الا بقدر معلوم } : أي المطر .
{ وأرسلنا الرياح لواقح } : أي تلقح السحاب فيمتلئ ماءً ، كما تنقل مادة اللقاح من ذكر الشجر الى أنثاه .
{ وما انتم له بخازنين } : أي لا تملكون خزائنه فتمنعونه أو تعطونه من تشاءون .
{ المستقدمين منكم والمستأخرين } : أي من هلكوا من بني آدم الى يومكم هذا والمستأخرين ممن هم أحياء وممن لم يوجدوا بعد الى يوم القيامة .
معنى الآيات :
ما زال السياق في ذكر مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمته ورحمته وهي موجبات الإيمان به وعبادته وتوحيده والتقرب إليه بفعل محابه وترك مساخطه . قوله تعالى : { الأرض مددناها } أي بسطناها { وألقينا فيها رواسي } أي جبالاً ثوابت تثبت الأرض حتى لا تتحرك او تميد باهلها فيهلكوا ، { وأنبتنا فيها من كل شيء موزون } أي مقدر معلوم المقدار لله تعالى . وقوله : { وجعلنا لكم فيها معايش } عليها تعيشون وهي انواع الحبوب والثمار وغيرها ، وقوله : { ومن لستم له برازقين } بل الله تعالى هو الذي يرزقه وإياكم من العبيد والإماء والبهائم . وقوله : { وإن من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم } أي ما من شيء نافع للبشرية هي في حاجة اليه لقوام حياتها عليه الا عند الله خزائنه ، ومن ذلك الأمطار ، لكن ينزله بقدر معلوم حسب حاجة المخلوقات وما تتوقف عليه مصالحها ، وهو كقوله : { بيده الخير وهو على كل شيء قدير } وكقوله : { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما شاء الله إنه بعباده خبير بصير } وقوله : { وأرسلنا الرياح لقواح } أي تلقح السحاب فتمتلئ ماء ، { فأنزلنا من السماء ماء } بقدرتنا وتدبيرنا ( فأسقيناكموه وما أنتم بخازنين ) أي لا تملكون خزائنه فتمنعونه من تشاوءن وتعطونه من تشاءون بل الله تعالى هو المالك لذلك ، فينزله على أرض قوم ويمنه آخرين . وقوله : { إنا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون ، ولقد علمنا المستقدمين منكم } أي الذين ماتوا من لدن آدم { ولقد علمنا المستأخرين } ممن هم أحياء ومن لم يوجدوا وسيوجدون ويموتون الى يوم القيامة ، الجميع عَلِمَهُم الله ، وغيره لا يعلم فلذا استحق العبادة وغيره لا يستحقها ، وقوله { وإن ربك } أيها الرسول { هو يحشرهم } أي إليه يوم القيامة ليحاسبهم ويجازيهم ، وهذا متوقف على القدرة والحكمة والعلم ، والذي أحياهم ثم أماتهم قادرٌ على إحيائهم نرةً اخرى والذيى علمهم قبل خلقهم وعلمهم بعد خلقهم قادر على حشرهم والحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه لا يخلقهم عبثاً بل خلقهم ليبلوهم ثم ليحاسبهم ويجزيهم أنه هو الحكيم العليم .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- بيان مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمته ورحمته المتجلية فيما يلي :
أ- خلق الأرض ومدّها وإلقاء الجبال فيها . إرسال الرياج لواقح للسحب .
ب- إنبات النباتات بموازين دقيقة . إحياء المخلوقات ثم إماتتها .
ج- إنزال المطر بمقادير معينة . علمه تعالى بمن مات ومن سيموت .
2- تقرير التوحيد ان من هذه آثار قدرته هو الواجب أن يعبد وحده دون سواه .
3- تقرير عقيدة البعث والجزاء .
4- تقرير نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ هذا الكلام كلام الله أوحاه إليه صلى الله عليه وسلم .

أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) )) الحجر
{ شرح الكلمات } :
{ ولقد خلقنا الإنسان } : أي آدم عليه السلام .
{ من صلصال من حمإ مسنون } : أي طين له صلصلة من حمإ أي طين أسود متغير .
{ من نار السموم } : نار لا دخان لها تنفذ في المسام وهي ثقب الجلد البشري .
{ فإذا سويته } : أي أتممت خلقه .
{ فقعوا له ساجدين } : أي خِرّوا له ساجدين .
معنى الآيات :
ما زال السياق في ذكر مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمته ورحمته . قوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان } أي آدم { من صلصال } أي طين يابس يسمع له صوت الصلصلة . { من حمإ مسنون } أي طين أسود متغير الريح ، هذا مظهر من مظاهر القدرة والعلم ، وقوله : { والجان خلقناه من قبل } من قبل خلق آدم والجان هو أبن الجن خلقناه { من نار السموم } ونار السموم نار لا دخان لها تنفذ في مسام الجسم . . . وقوله { وإذ قال ربك } اي اذكر يا رسولنا اذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم أي سجود تحية وتعظيم لا سجود عبادة لآدم ، إذ المعبود هو الآمر المطاع وهو الله تعالى . فسجدوا { الا إبليس ابى } أي امتنع أن يكون مع الساجدبن . وقول : { قال إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين } أي أيُ شيء حصل لك حتى امتنعت أن تكون من جملة الساجدين من الملائكة ؟ فأظهر اللعين سبب امتناعه وهو حسده لآدم واستكباره ، فقال { لك أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصالٍ من حماءٍ مسنون } . وفي الآيات التالية جواب الله تعالى ورده عليه .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان أصل خلق الإنسان وهو الطين ، والجان وهو لهب النار .
2- فضل السجود ، إذ أمر تعالى به الملائكة فسجدوا أجمعون الا إبليس .
3- ذم الحسد وأنه شر الذنوب وأكثرها ضرراً .
4- ذم الكبر وأنه عائق لصاحبه عن الكمال في الدنيا والسعادة في الآخرة .
5- فضل الطين على النار لأن من الطين خلق آدم ومن النار خلق إبليس .

أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 11:57   رقم المشاركة : 3979
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان وتفسير سورة الحجر
الجزء الثاني

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) )) الحجر
شرح الكلمات :
{ قال فاخرج منها } : أي من الجنة .
{ فإنك رجيم } : أي مرجوم مطرود ملعون . { الى يوم الوقت المعلوم } : أي وقت النفخة الأولى التي تموت فيها الخلائق كلها .
{ بما أغويتني } : أي بسبب إغوائك لي أي إضلالك وإفسادك لي .
{ المخلصين } : أي الذين استخلصتهم لطاعتك فإن كيدي لا يعمل فيهم .
{ هذا صراط علي مستقيم } : أي هذا طريق مستقيم موصل الي وعليّ مراعاته وحفظه .
{ لها سبعة أبواب } : أي أبواب طبقاتها السبع التي هي جهنم ، ثم لظى ، ثم الحُطمة ، ثم السعير ، ثم سَقَر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية .
معنى الآيات :
قوله تعالى : { فاخرج منها } هذا جواب عن قول ابليس ، { لم أكن لأسجد لبشر } الآية اذا فاخرج منها أي من الجنة { فإنك رجيم } أي مرجوم مطرود مُبعد ، { وإن عليك } لعنتي أي غضبي وإبعادي لك من السموات { الى يوم الدين } أي الى يوم القيامة وهو يوم الجزاء . فقال اللعين ما أخبر تعالى به عنه : { فإنك من المنظرين } أي الممهلين { الى يوم الوقت المعلوم } وهو فناء بني آدم حيث لم يبق منهم أحد وذلك عند النفخة الأولى . فلما سمع اللعين ما حكم به الرب تعالى عليه قال ما أخبر الله عنه بقوله : { قال رب بما أغويتني } أي بسبب إغوائك { لأزينن لهم في الأرض } أي الكفر والشرك وكبائر الذنوب ، و { لأغوينهم } أي لأضلنهم { أجمعين } { الا عبادك منهم المخلصين } فاستثنى اللعين من استخلصهم الله تعالى وأكرمهم بولايته وهم الذين لا يَسْتَبِدُ بهم غضبٌ ولا تتتحكم فيهم شهوة ولا هوى . وقوله تعالى : { قال هذا صراط علي مستقيم } اي هذا طريق مستقيم الي ارعاه واحفظه وهو { إن عبادي لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين } { وإن جهنم } لموعدك وموعد أتباعك الغاوين أجمعين { لها سبعة أبواب } اذ هي سبع طبقات لكل طبقة باب فوقها يدخل معه أهل تلك الطبقة ، وهو معنى قوله تعالى : { لكل بابٍ منهم جزء مقسوم } أي نصيب معين وطبقاتها هي : جهنم ، لظى ، الحطمة ، السعير ، سقر ، الجحيم ، الهاوية .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- حرمان إبليس من التوبة لاستمرار غضب الله عليه الى يوم القيامة .
2- استجاب الله لشر خلقه وهو إبليس فمن الجائز ان يستجيب الله دعاء الكافر لحكمة يريدها الله تعالى .
3- أمضى سلاح يغوي به إبليس بني آدم هو التزين الاشياء حتى ولو كانت دميمة قبيحة يصيرها بوسواسة زينة حسنة حتى يأتيها الآدمي .
4- عصمة الرسل وحفظ الله للاولياء حتى لا يتلوثوا بأوضار الذنوب .
5- طريق الله مستقيم الى الله تعالى يسلكه الناس حتى ينتهوا الى الله سبحانه فيحاسبهم ويجزيهم بكسبهم الخير بالخير والشر بالشر .
7- بيان أن لجهنم طبقات واحدة فوق اخرى ولكل طبقة بابها فوقها يدخل معه اهل تلك الطبقة لا غير .

أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) )) سورة الحجر .
شرح الكلمات :
{ إن المتقين } : أي الذين خافوا ربهم فعبدوه بما شرع لهم من العبادات .
{ ونزعنا ما في صدروهم من غل } : أي حقد وحسد وعداوة وبغضاء .
{ على سرر متقابلين } : أي ينظر بعضهم الى بعض ما داموا جالسين وإذا انصرفوا دارت بهم الأسرة فلا ينظر بعضهم الى قفا بعض .
{ لا يمسهم فسها نصب } : أي تعب .
{ العذاب الأليم } : أي الموجع شديد الإيجاع .
{ ضيف إبراهيم } : هم ملائكة نزلوا عليه وهم في طريقهم الى قوم لوط لإهلاكهم كان من بينهم جبريل وكانوا في صورة شباب من الناس .
{ إنا منكم وجلون } : اي خائفون وذلك لما رفضوا أن يأكلوا .
{ بغلام عليم } : أي بولد ذي علم كثير هو أسحق عليه السلام .
{ فيم تبشرون } : أي تعجب من بشارتهم مع كبره بولد .
{ من القانطين } : أي الآيسين .
معنى الآيات :
لما ذكر تعالى جزاء اتباع ابليس الغاوين ، ناسب ذكر جزاء عباد الرحمن أهل التقوى والإيمان فقال تعالى مخبراً عما أعد لهم من نعيم مقيم : { إن المتقين } أي الله بترك الشرك والمعاصي { في جنات وعيون } يقال لهم { ادخلوها بسلامٍ آمنين } أي حال كونكم مصحوبين بالسلام آمنين من الخوف والفزع . وقوله { ونزعنا ما في صدورهم من غل } أي لم يبق الله تعالى في صدور أهل الجنة ما ينغص نعيمها ، او يكدر صفوها كحقد او حسد او عداوة او شحناء . وقوله : { إخواناً على سررٍِ متقابلين } لما طهر صدورهم مما من شأنه ان ينغص أو يكدر ، أصبحوا في المحبة لبعضهم بعضاً أخواناً يضمهم مجلس واحد يجلسون فيه على سررٍ متقابلين وجهاً لوجه ، واذا ارادوا الانصراف الى قصورهم تدور بهم الأسرة فلا ينظر احدهم الى قفا أخيه . وقوله تعالى : { لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين } فيه الإخبار بنعيمين : نعيم الراحة الأبدية اذ لا نصب ولا تعب في الجنة ونعيم البقاء والخلد فيها اذ لا يخرجون منها ابداً ، وفي هذا التقرير لمعتقد البعث والجزاء بأبلغ عبارة واوضحها . وقوله تعالى : { نبئ عبادي اني أنا الغفور الرحيم } أي خبر يا رسولنا عبادنا المؤمنين الموحدين أن ربهم غفور لهم ان عصوه وتابوا من معصيتهم . رحيم بهم فلا يعذبهم . { وأن عذابي هو العذاب الأليم } ونبئهم أيضاً أن عذابي هو العذاب الأليم فليحذروا معصيتي بالشرك بي ، أو مخالفة أوامري وغشيان محارمي . وقوله تعالى : { ونبئهم عن ضيف إبراهيم . إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً } أي سلموا عليه فرد عليهم السلام وقدم لهم قرى الضيف وكان عجلاً حيذا ، كما تقدم في هود وعرض عليهم الأكل فامتنعوا وهنا قال : { إنا منكم وجلون } أي خائفون ، وكانوا جبريل وميكائيل وإسرافيل في صورة لشباب حسان . فلما أخبرهم بخوفه منهم ، لأن العادة أن النازل على الانسان اذا لم ياكل طعامه ذل ذلك على انه يريد به سوء .{ قالوا لا توجل } اي لا تخف ، { إنا نبشرك بغلام عليم } أي بولد ذي علم كثير . فرد إبراهيم قائلاً بما أخبر تعالى عنه بقوله : { قال أبشرتموني على أن مسنى الكبر فيم تبشرون } أي هذه البشارة بالولد على كبر سني أو عجيب ، فلما تعجب من البشارة وظهرت عليه علامات الشك والتردد في صحة الخبر قالوا له : { بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين } أي الآيسين . وهنا ورد عليهم قائلاً نافياً القنوط عنه لأن القنوط حرام . { ومن يقنط من رحمة به الا الضالون } أي الكافرون بقدرة الله ورحمته لجهلهم بربهم وصفاته المتجلية في رحمته لهم وإنعامه عليهم .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير نعيم الجنة ، وأن بعضها جسماني روحاني معاً دائم أبداً .
2- صفاء نعيم الجنة من كل ما ينغصه أو يكدره .
3- وعد الله بالمغفرة لمن تاب من أهل الإيمان والتقوى من موحديه .
4- وعيده لأهل معاصيه إذ لم يتوبوا إليه قبل موتهم .
5- حرمة القنوط واليأس من رحمة الله تعالى .
أيسر التفاسير أبو بكر جابر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) )) سورة الحجر

شرح الكلمات :
{ قال فما خطبكم } : أي ما شأنكم ؟
{ الى قوم مجرمين } : هم قوم لوط عليه السلام .
{ إنا لمنجوهم أجمعين } : أي لإيمانهم وصالح اعمالهم .
{ الغابرين } : اي الباقين في العذاب .
{ قوم منكرون } : أي لا أعرفكم .
{ بما كانوا فيه يمترون } : أي بالعذاب الذي كانوا يشكون في وقوعه بهم .
{ حيث تؤمرون } : أي الى الشام حيث أمروا بالخروج إليه .
{ وقضينا إليه ذلك الأمر } : أي فرغنا الى لوط من ذلك الامر ، وأوحينا إليه أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين .
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث عن ضيف إبراهيم ، وها هوذا قد سألهم بما اخبر به تعالى عنه بقوله : { قال فما خطبكم أيا المرسلون } أي ما شأنكم أيها المرسلون من قبل الله تعالى اذ هم ملائكته ؟ { قالوا إنا ارسلنا الى قوم مجرمين } أي على أنفسهم ، وعلى غيرهم وهو اللوطيون لعنهم الله . وقوله تعالى : { الا آل لوط } أي آل بيته والمؤمنين معه ، { إنا لمنجوهم أجمعين الا امرأته قدرنا } أي قضينا { إنها لمن الغابرين } أي الباقين في العذاب ، أي قضى الله وحكم بإهلاكها في جملة من يهلك لأنها كافرة مثلهم ، الى هنا انتهى الحديث مع إبراهيم وانتقلوا الى مدينة لوط عليه السلام قال تعالى { فلما جاء آل لوط المرسلون } أي انتهوا اليهم ودخلوا عليهم الدار قال لوط عليه السلام لهم { إنكم قوم منكرون } أي لا أعرفكم وأجابوه قائلين : نحن رسل ربك جئناك بما كان قومك فيه يمترون أي يشكون وهو عذابهم العاجل جزاء كفرهم وإجرامهم ، { وأتيناك بالحق } الثابت الذي لا شك فيه { وإنا لصادقون } فيما أخبرناك به وهو عذاب قومه المجرمين . وعليه { فأسر بأهلك بقطع من الليل } أي أسر بهم في جزء من الليل ، و { اتبع أدبارهم } أي امش وراءهم وهو أمامك { ولا يلتفت منكم أحد } بأن ينظر وراءه ، أي حتى لا يرى ما يسوءه عند نزول العذاب بالمجرمين ، وقوله { وامضوا حيث تؤمرون } أي يأمركم ربكم وقد أمروا بالذهاب الى الشام ، وقوله تعالى : { وقضينا اليه ذلك الأمر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين } أي وفرغنا الى لوط من ذلك الأمر ، وأوحينا إليه أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ، أي أنهم مهلكون عن آخرهم في الصباح الباكر ما أن يطلع الصباح حتى تقلب بهم الأرض ويهلكوا عن آخرهم .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- التنديد بالإجرام وبيان عقوبة المجرمين .
2- لا قيمة للنسب ولا للمصاهرة ولا عبرة بالقرابة إذا فصل الكفر والإجرام بين الأنساب والأقرباء فأمراة لوط هلكت مع الهالكين ولم يشفع لها أنها زوجة نبي ورسول عليه السلام .
3- مشروعية المشي بالليل لقطع المسافات البعيدة .
4- مشروعية مشي المسئول وكبير القوم وراء الجيش والقافلة أحوالهم ، والاطلاع على من يتخلف منهم لأمر ، وكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل .
5- كراهية الإشفاق على الظلمة الهالكين ، لقوله : ولا يلتفت منكم أحد أى : بقلبه .
أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79) )) سورة الحجر

شرح الكلمات :
{ وجاء أهل المدينة يستبشرون } : أي ومدينة سدوم ، أي فرحين بإتيانهم الفاحشة .
{ واتقوا الله ولا تخزون } : أي لا تذلوني في انتهاك حرمة ضيفي .
{ أو لم ننهك عن العالمين } : أي عن إجارتك لهم واستضافتك .
{ لفي سكرتهم يعمهون } : أي غوايتهم ، وشدة غلمتهم التي أزالت عقولهم ، يترددون .
{ مشرقين } : أي وقت شروق الشمس .
{ من سجيل } : أي طين طبخ بالنار .
{ لآيات للمتوسمين } : أي الناظرين المعتبرين .
{ لبسيل مقيم } : أي طريق قريش الى الشام مقيم دائم ثابت .
{ أصحاب الأيكة } : أي قوم شعيب عليه السلام ، والأيكة غيصة شجر بقرب مدين .
{ وإنهما لبإمام مبين } : أي قوم لوط ، وأصحاب الأيكة لبطريق مبين واضح .
معنى الآيات :
ما زال السياق مع لوط عليه السلام وضيفه من الملائكة من جهة ، وقوم لوط من جهة . قال تعالى : { جاء أهل المدينة } أي مدينة سدوم وأهلها سكانها من اللوطيين ، وقوله { يستبشرون } أي فرحين مسرورين لطعمهم في ايتان الفاحشة ، فقال لهم لوط ما أخبر الله تعالى به : { قال إن هؤلاء } يشير الى الملائكة { ضيفي فلا تفضحون } أي فيه وأي بطلبكم الفاحشة ، { وتقوا الله } أي خافوه { ولا تخزون } أي تهينوني وتذلوني . فأجابوا بما اخبر تعالى به عنهم : { قالوا أو لم ننهك عن العالمين } أي أتقول ما تقول ولم تذكر أنا نهيناك عن استضافة أحد من الناس أو تجيره ، فأجابهم لوط عليه السلام بما أخبر تعالى به عنه : { قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين } أي هؤلاء بناتي فتزوجوهن إن كنتم فاعلين ما آمركم به أو أرشدكم إليه . وقوله تعالى : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } أي وحياتك يا رسولنا ، إنهم أي قوم لوط { لفي سكرتهم } غوايتهم التي أذهبت عقولهم فهبطوا الى درك أسفل من درك الحيوان ، { يعمهون } أي حيارى يترددون ، { فأخذتهم الصيحة مشرقين } أي صيحة جبريل عليه السلام مشرقين مع إشراق الشمس . وقوله تعالى { وأمطرنا عليهم } فوق ذلك { حجارة من سجيل } أي من طين مطبوخ بالنار . . وقوله تعالى : { إن في ذلك لآيات للمتوسمين } أي ان في ذلك المذكور من تدمير مدن كاملة بما فيها لآيات وعبر وعظات للمتوسمين أي الناظرين نظر تفكر وتأمل لمعرفة الأشياء بسماتها وعلاماتها . وقوله تعالى : { وإنها لسبيل مقيم } أي وإن تلك القرى الهالكة لبطريق ثابت باق يمر به أهل مكة في أسفارهم الى الشام . وقوله : { إن في ذلك لآية للمؤمنين } أي لعبرة للمؤمنين فلا يقدمون على محارم الله ، ولا يرتكبون معاصيه . وقوله تعالى : { وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين } . هذا إشارة خاطفة الى قصة شعيب عليه السلام مع قومه أصحاب الأيكة ، والأيكة الفيضة من الشجر الملتف . . وكانت منازلهم بها وكانوا مشركين وهو الظلم في قوله { وأن كان أصحاب الأيكة لظالمين } لأنفسهم بعبادة غير الله تعالى ، وقوله تعالى : { فانتقمنا منهم } أي أهلكناهم بحر شديد يوم الظله وسيأتي الحديث عنهم في سورة الشعراء قال تعالى هناك فأخذتهم عذاب يوم الظله أنه كان عذاب يوم عظيم .وقوله : { وإنهما لبإمام مبين } الإمام الطريق لأن الناس يمشون فيه وهو أمامهم ، ومبين واضح . والضمير في قوله وإنهما عائد على قوم لوط ، وقوم شعيب وهم اصحاب الأيكة لا أصحاب مدين لأنه ارسل الى اصحاب الأيكة والى اهل مدين ، والطريق طريق قريش الى الشام ، والقصد من ذكر هذا وعظ قريش وتذكرهم ، فهل يتعظون ويتذكرون ؟
هداية الآيات
من هداية الايات :
1- بيان إهلاك قوم لوط .
2- إنكار الفاحشة وأنها أقبح فاحشة تعرفها الإنسانية هي إيتان الذكور .
3- بيان دفاع لوط عليه السلام عن ضيفه حتى فداهم .
4- شرف النبي صلى الله عليه وسلم حيث أقسم تعالى بحياته في قوله { لعمرك } .
5- الحث على نظر التفكير والاعتبار والتفرس فإنه أنفع للعقل البشري .
6- بيان نقمة الله تعالى من الظالمين للاعتبار والاتعاظ .
7- تقريرنبوة الرسول صلى وسلم إذ مثل هذه الأخبار لن تكون الا عن وحي إلهي .
أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) )) سورة الحجر

شرح الكلمات :
{ أصحاب الحجر } : هم قوم صالح ومنازلهم بين المدينة النبوية والشام .
{ وآتيناهم آياتنا } : أي في الناقة وهي أعظم آية .
{ ما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } : من بناء الحصون وجمع الأموال .
{ الصفح الجميل } : أي اعراض عنهم اعراضاً لا جزع فيه وهذا قبل الأمر بقتالهم .
{ سبعاً من الثماني } : هي آيات سورة الفاتحة السيع . { أزواجاً منهم } : أي أصنافاً من الكفار . { واخفض منهم } : أي أصنافاً من الكفار . { واخفض جناحك : أي ألن جانبك للمؤمنين .
معنى الآيات :
هذا مشروع في موجز قصة أخرى هي قصة أصحاب الحجر وهم ثمود قوم صالح ، قال تعالى : { ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين } وفي هذا موعظة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كذبه قومه من أهل مكة فليصبر على تكذيبهم فقد كذبت قبلهم أقوام . وقال تعالى { المرسلين } ولم يكذبوا الا صالحاً باعتبار ان من كذب رسولاً فقد كذب عامة الرسل ، لأن دعوة الرسل واحدة وهي ان يعبد الله وحده بما شرع لإكمال الإنسان وإسعاده في الحالتين . وقوله { وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين } إن المراد من الآيات القائمة بالناقة منها أنها خرجت من صخرة ، وأنها تشرب ماء البلد يوماً ، وانها تقف أمام كل بيت ليحلب اهله منها ما شاءوا ، وإعراضهم عنها ، عدم ايمانهم وتوبتهم الى الله تعالى بعد أن آتاهم ما طلبوا من الآيات . وقوله { وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً } أي كانوا يتخذون بالنحت بيوتاً داخل الجبال يسكونها شتاء آمنين من ان تسقط عليهم لقوتها ومن ان ينالهم برد أو حر لوقايتها لهم ، وقوله تعالى { فأخذتهم الصيحة مصبحين } وذلك صيحة اليوم الرابع وهو يوم السبت فهلكوا أجمعين ، { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } من المال والعتاد وبناء الحصون بل هلكوا ولم ينجح منهم أحد الا من آمن وعمل صالحاً فقد نجاه الله تعالى مع نبيه صالح عليه السلام . وقوله تعالى : { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما الا بالحق } أي الا من أجل أن أذكر وأشكر ، فلذا من كفر بي فلم يذكرني وعصاني فلم يشكرني اهلكته . لأني لم أخلق هذا الخلق العظيم لهواً وباطلاً وعبثاً . وقوله { وإن الساعة لآتية } أي حتماً لا محالة وثم يجزي كل بما كسب فلا تحزن على قومك ولا تجزع منهم فإن جزاءهم لازم وآت لا بد ، فأصبر واصفح عنهم وهو معنى قوله تعالى { فاصفح الصفح الجميل } أي الذي لا جزع معه . وقوله { إن ربك هو الخلاق العليم } خلق كل شيء وعلم بما خلق فعلة كثرة المخلوقات يعلم نياتها ، وأعمالها ، واحوالها ولا يخفى عليه شيء من أمرها كما بدأها ويحاسبها ويجزيها بما كسبت . وهذا من شأنه أن يساعد الرسول صلى الله عليه وسلم على الصبر والثبات على دعوته حتى ينصرها الله تعالى في الوقت الذي حدده لها .وقوله تعالى : { ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم } أي أعطيناك سورة الفاتحة أم القرآن وأعطيناك القرآن العظيم وهو خير عظيم ولا يقادر قدره . إذاً { لا تمدن عينيك } متطلعاً { إلى ما متعنا به أزواجاً منهم } أي أصنافاً من رجالات قريش . فما آتيناك خير مما هم عليه من المال والحال التي يتمتعون فيها بلذيذ الطعام والشراب . وقوله : { ولا تحزن عليهم } إن هم لم يؤمنوا بك ولم يتابعوك على ما جئت به ، فإن أمرهم الى الله تعالى ، وأمره تعالى أن يلين جانبه لأصحابه المؤمنين فقال : { واخفض جناحك للمؤمنين } فحسبك ولاية الله لك فذر المكذبين أولي النعمة ، وتعايش مع المؤمنين ، ولين جانبك لهم ، واعطف عليهم فإن الخير فيهم وليس في أولئك الأغنياء الأثرياء الكفرة الفجرة .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- إذا أراد الله هلاك امة فإن قوتها المادية لا تغني عنها شيئاً .
2- لم يخلق الله الخلق عبثاً بل خلقه ليعبد بالذكر والشكر ، فمن عبده نجا ، ومن اعرض عن ذكره وترك عبادته أذاقه عذاب الخزي في الدنيا والآخرة أو في الاخرة وهو أشد وأخرى .
3- بيان أن الفصح الجميل هو الذي لا جزع معه .
4- بيان أن من أوتي القرآن لم يؤت أحد مثله من الخير قط .
5- فضل الفاتحة إذ هي السبع المثاني .
6- على الدعاء الى الله ان لا يلتفتوا الى ما في أيدي الناس من مالٍ ومتاع ، فإن ما آتاهم الله من الايمان والعلم والتقوى خير مما آتى أولئك من المال والمتاع .
7- استحباب لين الجانب للمؤمنين والعطف عليهم والرحمة لهم .
أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ختام سورة الحجر
((وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) )) سورة الحجر

{ شرح الكلمات } :
{ النذير المبين } : المبين النذارة .
{ على المقتسمين } : أي الذين قسموا كتاب الله فقالوا فيه شعر ، وقالوا سحر ، وقالوا كهانة .
{ جعلوا القرآن عضين } : هم المقسمون للقرآن وجعلوه عضين جمع عضة وهي القطعة والجزء من الشيء .
{ فاصدع بما تؤمر } : أي اجهر به وأعرضه كما أمرك ربك .
{ يضيق صدرك بما يقولون } : أي من الاستهزاء والتكذيب لك .
{ حتى يأتيك اليقين } : أي الموت ، أي الى أن تتوفى وأنت تعبد ربك .
معنى الآيات :
ما زال السياق في إرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم وتعليمه ما ينبغي أن يكون عليه فأمره تعالى بقوله : { وقل إني أنا النذير المبين } أي أعلن لقومك بأنك النذير البين النذارة لكم يا قوم ان ينزل بكم عذاب الله ان اصررتم على الشرك والعناد والكفر ، وقوله : { كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرأن عضين } انذركم عذاباً كالذي أنزله الله وينزله على المقتسمين الذين قسموا التوارة والانجيل فآمنوا ببعض وكفروا ببعض وهم اليهود والنصارى ، والمقتسمين الذين تقاسموا أن يبيتوا صالحاً فأنزل الله بهم عقوبته والمقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين أي أجزاء فقالوا فيه شعر وسحر وكهانة ، المقتسمين الذين قسموا طرق مكة وجعلوها نقاط تفتيش يصدون عن سبيل الله كل ما جاء يريد الإسلام وهؤلاء كلهم مقتسمون وحل عذاب الله ونقمته . وقوله تعالى : { فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون } يقسم الجبار تبارك وتعالى لرسوله أن ليسألنهم يوم القيامة عما كانوا يعملون ويجزيهم به فلذا لا يهولنك أمرهم واصبر على أذاهم . وقوله { فاصدع بما تؤمر } أي أجهر بدعوة لا اله الا الله محمد رسول الله ، وما تؤمر ببيانه والدعوة إليه أو التنفير منه ، { وأعرض إلهاً آخر فسوف يعلمون } والمراد بهؤلاء المستهزئين الذين واعد تعالى بكفاية رسوله شرهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل ، وعدي بن قيس . وقوله تعالى : { ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون } أي من الاستهزاء بك والسخرية ، ومن المبالغة في الكفر والعناد فنرشدك الى كما يخفف عنك الألم النفسي { فسبح بحمد ربك } أي قل سبحان الله وبحمده أي أكثر من هذا الذكر ( وكن من الساجدين ) أي المصلين إذ لا سجود الا في الصلاة أو تلاوة القرآن . إذا فافزع عند الضيق الى الصلاة فلماذا كان صلى الله عليه وسلم إذا أحزنه أمر فزع الى الصلاة ، وقوله : { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } أي واصل العبادة وهي الطاعة في غاية الذل والخضوع لله تعالى حتى يأتيك اليقين الذي هو الموت فإن القبر أول عتبة الآخرة وبموت الإنسان ودخوله في الدار الأخرة أصبح إيمانه يقيناً محضاً .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- حرمة الاختلاف في كتاب الله تعالى على نحو ما اختلف فيه أهل الكتاب .
2- مشروعية الجهر بالحق وبيانه لا سيما اذا لم يكن هناك اضطهاد .
3- فضل التسبيح بجملة : سبحان الله وبحمده ومن قالها مائة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وهذا مروي في الصحيح .
4- مشروعية صلاة الحاجة فمن حزبه أمر أو ضاق به فليصل صلاة يفرج الله تعالى بها ما به او يقضي حاجته أن شاء وهو العليم الحكيم .
أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 12:03   رقم المشاركة : 3980
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

مختارات من اللمسات البيانية
من سورة الحجر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (5):
*ما دلالة تقديم يستأخرون في آية سورة النحل وتأخيرها في آية سورة الحجر؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة الحجر (مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)) وإذا استعرضنا الآيات في السورتين نجد أنه في سورة النحل قال تعالى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) (61)) فناسب تأخير الأجل في هذه الآية تقديم يستأخرون في الآية موضع السؤال ثم إن الناس يرغبون بتأخير الأجل وبخاصة الظالم يرغب بتأخير أجله. أما في سورة الحجر فقد قال تعالى (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)) وقال بعدها (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)) فكأنهم عندما طلبوا إنزال الملائكة أرادوا استعجال أجلهم لأنه تعالى لو أنزل الملائكة لأهلكهم فاقتضى أن يُقدّم (ما تسبق) في آية سورة الحجر ليدلّ على أنهم استعجلوا الأجل كأنما أرادوا أن يسبقوا الأجل.

وإذا لاحظنا الآيات في القرآن نجد أن تقديم (ما تسبق من أمة إجلها) على (وما يستأخرون) لم تأت إلا في مقام الإهلاك والعقوبة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (9):
*(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا) في هذه الآية ذكر تعالى (عليك) وفي آية سورة الحجر قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)) فما دلالة (عليك) في آية سورة الإنسان؟ (د.فاضل السامرائى)
لو نلاحظ ما جاء بعد هذه الآية لوجدنا أن الكلام موجه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالأوامر والنواهي (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)) وهناك أمور تتعلق بالرسول المخاطب لذا استخدم (عليك). أما في آية سورة الحجر فلم يرد في الآيات التي سبقت أو تلت ما يتعلق بالرسول - صلى الله عليه وسلم - لكن الكلام متعلق بالقرآن (كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12)) وكل الكلام عن الذكر وليس عن الرسول.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
* ما رد الدكتور فاضل على من يقول أن قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) أنها تدل على أن الله تعالى تعهد بحفظ القرآن ولم يتعهد بحفظ اللغة العربية؟(د.فاضل السامرائى)
ربنا تعالى قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) السؤال هل تكفل بحفظ العربية؟. الصلاة، التسبيحات المسنونة، الأدعية المسنونة في الصلاة هي من اللغة العربية إذن اللغة العربية ستبقى، تفسير القرآن ما دام القرآن موجوداً يكون بمعرفة اللغة العربية فطالما هناك قرآن يقتضي تفسيره والقرآن باللغة العربية وهذا يقتضي معرفة اللغة العربية وبيان أحكام القرآن فالقرآن يحتاج إلى بيان أحكامه وهو باللغة العربية وهذا لا يكون إذا لم يعرف اللغة العربية. الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" كيف تكون الأمة ظاهرة على الحق وهي لا تعرف اللغة العربية والحق هو كتاب الله وسنة رسوله وهما باللغة العربية؟. ما دام تكفل الله بحفظ القرآن يقتضي هذا حفظ اللغة العربية. فحفظ اللغة العربية كحفظ القرآن، حفظ القرآن هيّأ له أسبابه وجعل له كتّاب وأيضاً اللغة العربية يكون حفظها بتهيئة أسبابها هنالك أسباب ينبغي أن تتهيأ لتحفظ اللغة العربية كما تهيأت أسباب لحفظ القرآن ولذلك ما دام ربنا سبحانه وتعالى تكفل بحفظ القرآن فاللغة العربية هي محفوطة أيضاً بحفظ الله سبحانه وتعالى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ية (12):
*ما الفرق بين قوله تعالى (كذلك سلكناه) في سورة الشعراء و(كذلك نسلكه) في سورة الحجر؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة الشعراء (كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)) وقال في سورة الحجر (كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12)) ننظر في السياق الذي وردت فيه الأيتين في السورتين: في سورة الحجر السياق في استمرار الرسل وتعاقبهم من قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12)) فجاء بالفعل الذي يدل على الاستمرار وهو الفعل المضارع. بينما في سورة الشعراء السياق في الكلام عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحده من قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)) والسورة كلها أحداث ماضية والآية موضع السؤال تدل على حدث واحد معيّن ماضي فجاء بالفعل الماضي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (14)-(15):
* ما اللمسة البيانية في قول "فتح الله لك" وليس "فتح الله عليك"؟(د.فاضل السامرائى)
يقال فتح لك وفتح عليك لكن فتح عليك يكون من فوق قد يكون في الخير والشر (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) الحجر) (حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77) المؤمنون) (لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ (96) الأعراف) (قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (76) البقرة) إذن فتح الله عليك تأتي في الخير والشر لكن تأتي من فوق.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (22):
* ما الفرق بين كلمة ريح ورياح في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشّر أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح المبشّرات كما في قوله تعالى في سورة الأعراف (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {57}) وسورة الحجر (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ {22}).
وفي سورة سبأ (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12}) استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تُخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر لأن الله سخّرها لسليمان يتصرف بها كيف يشاء.
*من الإعجازالعلمى للآية:
وجه الإعجاز في الآية الكريمة هو إشارتها إلى أن الرياح تقوم بعملية التلقيح الريحي للنباتات، فقال تعالىوَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) وهذا ما كشف عنه علماء النباتات في القرون الأخيرة
التفسير اللغوي:
جاء في مختار الصحاح في مادة لقح:
لقح: ألقح الفحل الناقة والريح السحاب ورياح لواقح ولا تقل ملاقح وهو من النوادر وقيل الأصل فيه مُلقحةٌ ولكنها لا تلقح إلا وهي في نفسها لاقح كأن الرياح لقحت بخير فإذا أنشأت السحاب وفيها خير وصل ذلك إليه.قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح}؛ قال: لواقح للشجر والسحاب. وهو قول الحسن وقتادة والضحاك من التابعين. وذكر هذا القول أيضاً الطبري والقرطبي.
وقال طائفة من المفسرين: لواقح جمع لاقح، أي: حاملة للسحاب والخير، وضدها الريح العقيم.
فعلى الأول: تكون لواقح جمع ملقحة.وعلى الثاني: تكون جمع لاقح.
ولا معارضة بينهما، فلقد صوب إمام المفسرين الطبري كِلا القولين جميعاً، ذلك بأن الرياح تُلقَّحُ بمرورها على التراب والماء والشجر فيكون فيها اللقاح، وهي بذلك لاقحة نفسها. كما أنها ملقحة لغيرها، وإلقاحها السحاب والشجر هو عملها فيهما.
حقائق علمية:
التلقيح الريحي ضروري في عملية الإخصاب وخاصة للنباتات ذات الأزهار الفاقدة لجاذبية الحشرات.
التفسير العلمي:
أصبح من المقرر عند علماء النبات أن التلقيح عملية أساسية للإخصاب وتكوين البذور، حيث تنتقل حبيبات اللقاح (pollen grain) من العناصر الذكرية للزهرة (anthers) إلى العناصر الأنثوية فيها (stigmas) حيث يتم الإخصاب.
والتلقيح قد يكون بين العناصر الذكرية والأنثوية للزهرة الواحدة أو النبتة الواحدة ويسمى عندئذ بـ "التلقيح الذاتي" (self pollination) وقد يكون بين نبتتين منفصلتين ويسمى حينئذ بـ "التلقيح المختلط" (cross pollination) .
تختلف طرق انتقال حبيبات اللقاح باختلاف نوع النبات، فهناك فضلاً عن التلقيح بواسطة الإنسان - ثلاثة طرق أخرى:
- التلقيح بواسطة الحيوانات: كالحشرات (insect pollination) والطيور (bird pollination).
- التلقيح بواسطة المياه (water pollination).
- التلقيح بواسطة الرياح (anemophily).
إنّ للرياح، كما تذكر الموسوعة العالمية دوراً هاماً في عملية نقل اللقاح في النباتات التي تفتقد الأزهار ذات الرائحة والرحيق والألوان الجاذبة للحشرات حيث تقوم الرياح بنشر اللقاح على مسافات واسعة قد تصل إلى 800 كيلومتر.كما جاء في الموسوعة البريطانية الجديدة أن مما يسهل انتشار اللقاح بواسطة الرياح، كون عناصر الزهرة الذكرية التي تتولى إنتاج اللقاح معرضة للهواء بحيث يسهّل انتشار اللقاح. وكون الزهرة ما أورقت بعد، أو كونها في أعلى الشجرة أو النبتة.
أوَ ليست هذه الحقائق العلمية هي تأكيدات لما جاء في كتاب الله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}؟ فهل كان محمد صلى الله عليه وسلم عالِم نبات ليصدر عنه مثل هذا القول وهو النبي الأمي؟ أم هل كانت عنده دراسات حول النباتات وهو قاطن الصحراء منذ أكثر من أربعة عشر قرناً؟
مراجع علمية:
*جاء في الموسوعة العالمية:
"إن التلقيح الريحي هو خاصية للنباتات ذات الأزهار غير المميزة والتي تفتقد -عادة- الأريج والرحيق الجاذب للحشرات حيث أن كمية وافرة من اللقاح الجاف الخفيف الوزن ينتج فتحمله الرياح عابرة به مسافات شاسعة إلى العنصر الأنثوي.
ثم إن تلك الكميات الموجودة في الهواء من ذلك اللقاح هي السبب الرئيسي للحمّى المعروفة بـ "حمّى القش" والتي تصيب الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة".
*كما ذكرت الموسوعة البريطانية الجديدة:
"ولتسهيل التعرض للريح، تزهر الزهرة -غالباً- قبل نمو الأوراق في الربيع، أو قد تنمو الزهرة في أعلى الشجرة أو النبتة، ويغلب أن تكون المياسم طويلة ومقوسة لمنح مساحة أوسع لالتقاط حبيبات اللقاح".
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
*ما الفرق بين سلاماً وسلام؟ (د.أحمد الكبيسى)
قال تعالى (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ {24} إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ {25} الذاريات) وقال تعالى (وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِ بْراَهِيمَ {51} إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ {52} الحجر) الأولى منصوبة والثانية مرفوعة؟

يدخل هذا في حيّز ما ذكرناه، سلامٌ هو جزء من جملة اسمية (سلام) إما مبتدأ لخبرمحذوف (سلامٌ عليكم) أو خبر لمبتدأ محذوف.
القاعدة: المرفوع يفيد الاسمية والمنصوب جزء من جملة فعلية .إذا قلنا (ويلٌ) فهي جملة إسمية (ويلٌ له) وإذا قلنا ويلاً فهي جملة فعلية. قال تعالى (فضربَ الرقاب) جملة فعلية.
قالوا سلاماً أي حيّوه بالجملة الفعلية وابراهيم ردّ التحيى بخير منها عن طريق الجملة الاسمية قال سلام السلام الثابت الشامل الدائم
ولذلك قال تعالى أن تحية أهل الجنة سلام يحيّون فيها بالجملة الاسمية (سلام عليكم بما صبرتم) وقال تعالى (وإذا حُييتم بتحيةٍ فحيّوا بأحسنَ منها أو رُدُّوها)إبراهيم لم يردّها وإنماحيّاهم بأحسن منها.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (53):
*ما اللمسة البيانية في وصف الله تعالى لإسماعيل بالحليم واسحق بالعليم؟ (د.فاضل السامرائى)
(فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) سورة الصافات آية 101 و (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) سورة الذاريات آية 28 و(قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) سورة الحجر آية 53.
لحلم هو أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب وهذا يظهر في علاقته مع الآخرين إذا غضب. وربنا تعالى لما ذكر اسماعيل وذكر علاقته مع أبيه والآخرين في سورة الصافات ذكر في الآية بعدها (قال با أبت افعل ما تؤمر) بعد أن أخبره أبوه بأنه أوحي إليه أن يذبحه وكذلك الحلم في علاقته مع أبيه في بناء البيت (وإذ يرفع ابراهيم البيت واسماعيل). وقد ذكر الله تعالى اسماعيل بأنه رسول نبي وأنه كان صادق الوعد كما في سورة مريم (واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا) آية 54، فكان صادق الوعد في التبليغ للآخرين وفي الرسالة. ولم يذكر تعالى مع اسحق علاقته بالآخرين في القرآن كله مطلقاً لكنه تعالى بيّن العلم فقط وهذا لا يتعلق بالعلاقة مع الآخرين إذن صفات اسماعيل التي ذُكرت في القرآن تقتضي الحلم.
والأمر الآخر أن الله تعالى لمّا يذكر صفات الأنبياء يذكر صفة بارزة لكل نبي منهم لكن هذا لا ينفي باقي الصفات عن كل نبي فإذا ذكر الحلم فلا ينتفي العلم، وقد وصف تعالى ابراهيم - عليه السلام - بأنه أواه منيب وحليم ومع هذا لم ينفي صفات الإنابة عن غيره من الأنبياء فهم جميعاً منيبون إلى ربهم ويدعونه. والصفة البارزة في اسماعيل - عليه السلام - هي الحلم وقد أخذها عن أبيه ابراهيم أما صفة اسحق فهي ليست كذلك.
والأمر الآخر أنه في تبشير ابراهيم باسماعيل جاءت البشارة مباشرة من الله تعالى كما ورد في آية سورة الصافات (فبشرناه بغلام حليم) أما في البشارة باسحق فهي جاءت على لسان الملائكة ولم تكن مباشرة من الله تعالى لإبراهيم كما في الآيتين في سورة الذاريات (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) وسورة الحجر (قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيم).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (61):
*ما الفرق بين استعمال جاء وأتى في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى (فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ {61 الحجر}) وقال تعالى (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً {43}مريم) وقال تعالى (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً {1} الإنسان).
إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه لم تستعمل صيغة المضارع للفعل جاء مطلقاً في القرآن كله ولا صيغة فعل أمر ولا إسم فاعل ولا إسم مفعول وإنما استعمل دائماً بصيغة الماضي. أما فعل أتى فقد استخدم بصيغة المضارع.
من الناحية اللغوية: جاء تستعمل لما فيه مشقة أما أتى فتستعمل للمجيء بسهولة ويسر ومنه الالمتياء وهي الطريق المسلوكة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
*هل الماء والغيث كلاهما مطر؟ (د.فاضل السامرائى)
المطر يستعمله الله سبحانه وتعالى في العقوبات (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84) الأعراف) لم يستعمل القرآن المطر إلا في العقوبة (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ (40) الفرقان) (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ (74) الحجر) (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (173) الشعراء) أما الغيث فيستعمله في الخير. هذا في الاستعمال القرآني أما في الحديث فاستعمل المطر للخير ولكن للقرآن خصوصية في الاستعمال اللغوي نخصص لها إن شاء الله تعالى حلقات لنتحدث عنها لأنه موضوع كبير. والعرب فهمت هذا الفرق من الاستعمال. (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) الشورى). إذن في القرآن الكريم يذكر المطر للعذاب.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 12:35   رقم المشاركة : 3981
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة إبراهيم عليه السلام
مكية وهي اثنتان وخمسون آية.
تسميتها:
سمّيت سورة إبراهيم لاشتمالها على جزء من قصّة إبراهيم أبي الأنبياء عليه السّلام، يتعلّق بحياته في مكّة، وصلته بالعرب وإسماعيل، وأنّ إبراهيم وإسماعيل بنيا البيت الحرام، وأنهما كانا يدعو ان اللّه تعالى بالهداية، وأن إبراهيم دعا أن يجنّبه وبنيه عبادة الأصنام، وأن يرزق زوجته وابنه إسماعيل اللذين أسكنهما في مكّة من الثّمرات، وأن يجعله هو وذريّته مقيمي الصّلاة، وذلك في الآيات [35- 41].
مناسبتها لما قبلها:
هذه السّورة امتداد لما ذكر في سورة الرّعد، وتوضيح لما أجمل فيها، فكلّ منهما تحدّث عن القرآن، ففي سورة الرّعد ذكر تعالى أنه أنزل القرآن حكما عربيا [الآية 37]، وهنا ذكر حكمة ذلك والغاية من تنزيل القرآن، وهي إخراج الناس من الظّلمات إلى النّور بإذن اللّه [الآية: 1].
وكلّ منهما ذكر فيه تفويض إنزال الآيات الكونية إلى اللّه وبإذنه، فقال تعالى في سورة الرّعد: وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ [38]، وهنا ذكر ذلك على لسان الرسل: ما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [11].
وفي كليهما ذكرت الآيات الكونية من رفع السّماء بغير عمد ومدّ الأرض وتسخير الشّمس والقمر، وجعل الرّواسي في الأرض، وخلق الثّمرات المختلفة الطّعوم والألوان.
وتعرّضت السّورتان لإثبات البعث، وضرب الأمثال للحقّ والباطل، والكلام على مكر الكفار وكيدهم وعاقبته، والأمر بالتّوكّل على اللّه تعالى.
ما اشتملت عليه هذه السّورة:
اشتملت سورة إبراهيم على ما يأتي:
1- إثبات أصول العقيدة من الإيمان باللّه وبالرّسل وبالبعث والجزاء، وإقرار التّوحيد، والتّعريف بالإله الحقّ خالق السّموات والأرض، وبيان الهدف من إنزال القرآن الكريم، وهو إخراج النّاس من الظّلمات إلى النّور، واتّحاد مهمّة الرّسل ودعوتهم في أصول الاعتقاد والفضائل وعبادة اللّه والإنقاذ من الضّلال.
2- الوعد والوعيد: ذمّ الكافرين ووعيدهم على كفرهم وتهديدهم بالعذاب الشّديد، ووعد المؤمنين على أعمالهم الطّيّبة بالجنان [الآية 2، والآية 23، والآيات 28- 31].
3- الحديث عن إرسال الرّسل بلغات أقوامهم، لتسهيل البيان والتّفاهم [الآية 4].
4- تسلية الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم ببيان ما حدث للرّسل السّابقين مع أقوامهم: قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم، والتّذكير بعقابهم، كما في الآيات [9- 12]، والآيات [13- 18].
- ابتدأ من بين قصص بعض الأنبياء المتقدّمين عليهم السّلام بمحاورة موسى لقومه ودعوته إيّاهم لعبادة اللّه تعالى [الآيات 5- 8].
6- دعوات إبراهيم عليه السّلام بعد بناء البيت الحرام لأهل مكة بالأمان والرّزق وتعلّق القلوب بالبيت الحرام، وتجنيبه وذريّته عبادة الأصنام، وشكره ربّه على ما وهبه من الأولاد بعد الكبر، وتوفيقه وذريّته لإقامة الصّلاة، وطلبه المغفرة له ولوالديه وللمؤمنين [الآيات 35- 41].
7- بيان مشهد من مشاهد الحوار بين أهل النّار في عالم الآخرة [الآيات 19- 23].
8- ضرب الأمثال لكلمة الحقّ والإيمان وكلمة الباطل والضّلال بالشّجرة الطّيّبة والشّجرة الخبيثة [الآيات 24- 27].
9- التّذكير بأهوال القيامة وتهديد الظالمين وبيان ألوان عذابهم [الآيات:
42- 52].
10- بيان الحكمة من تأخير العذاب ليوم القيامة، وهو ما ختمت به السّورة [الآيتان: 51- 52].
الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي
الناشر : دار الفكر المعاصر - دمشق
الطبعة : الثانية ، 1418 هـ

عدد الأجزاء : 30










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 13:13   رقم المشاركة : 3982
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ ص: 476 ] تفسير سورة إبراهيم عليه السلام وهي مكية .
( الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ( 1 ) الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد ( 2 ) الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد ( 3 ) )

قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أوائل السور .

( كتاب أنزلناه إليك ) أي : هذا كتاب أنزلناه إليك يا محمد ، وهو القرآن العظيم ، الذي هو أشرف كتاب أنزله الله من السماء ، على أشرف رسول بعثه الله في الأرض ، إلى جميع أهلها عربهم وعجمهم .

( لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ) أي : إنما بعثناك يا محمد بهذا الكتاب; لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي إلى الهدى والرشد ، كما قال : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) الآية [ البقرة : 257 ] ، وقال تعالى : ( هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) [ الحديد : 9 ] .

وقوله : ( بإذن ربهم ) أي : هو الهادي لمن قدر له الهداية على يدي رسوله المبعوث عن أمره يهديهم ( إلى صراط العزيز ) أي : العزيز الذي لا يمانع ولا يغالب ، بل هو القاهر لكل ما سواه ، " الحميد " أي : المحمود في جميع أفعاله وأقواله ، وشرعه وأمره ونهيه ، الصادق في خبره .

وقوله : ( الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) قرأه بعضهم مستأنفا مرفوعا ، وقرأه آخرون على الإتباع صفة للجلالة ، كما قال تعالى : ( قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض ) [ الأعراف : 158 ] .

وقوله : ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) أي : ويل لهم يوم القيامة إذ خالفوك يا محمد [ ص: 477 ] وكذبوك .

ثم وصفهم بأنهم يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ، أي : يقدمونها ويؤثرونها عليها ، ويعملون للدنيا ونسوا الآخرة ، وتركوها وراء ظهورهم ، ( ويصدون عن سبيل الله ) وهي اتباع الرسل ( ويبغونها عوجا ) أي : ويحبون أن تكون سبيل الله عوجا مائلة عائلة وهي مستقيمة في نفسها ، لا يضرها من خالفها ولا من خذلها ، فهم في ابتغائهم ذلك في جهل وضلال بعيد من الحق ، لا يرجى لهم - والحالة هذه - صلاح .
تفسير بن كثير









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 13:14   رقم المشاركة : 3983
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد ( 2 ) الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد ( 3 ) .

( الله الذي ) قرأ أبو جعفر ، وابن عامر : " الله " بالرفع على الاستئناف ، وخبره فيما بعده . وقرأ الآخرون بالخفض نعتا للعزيز الحميد . وكان يعقوب إذا وصل خفض .

وقال أبو عمرو : الخفض على التقديم والتأخير ، مجازه : إلى صراط الله العزيز الحميد ( الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد ) .

( الذين يستحبون ) يختارون ( الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ) أي : [ ص: 335 ] يمنعون الناس عن قبول دين الله ( ويبغونها عوجا ) أي : يطلبونها زيغا وميلا يريد : يطلبون سبيل الله جائرين عن القصد .

وقيل : الهاء راجعة إلى الدنيا ، معناه : يطلبون الدنيا على طريق الميل عن الحق ، أي : لجهة الحرام . ( أولئك في ضلال بعيد ) .

تفسير البغوي










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 13:16   رقم المشاركة : 3984
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ( 4 ) )

هذا من لطفه تعالى بخلقه : أنه يرسل إليهم رسلا منهم بلغاتهم ليفهموا عنهم ما يريدون وما أرسلوا به إليهم ، كما قال الإمام أحمد :

حدثنا وكيع ، عن عمر بن ذر قال : قال مجاهد : عن أبي ذر قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " لم يبعث الله ، عز وجل ، نبيا إلا بلغة قومه " .

وقوله : ( فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) أي : بعد البيان وإقامة الحجة عليهم يضل تعالى من يشاء عن وجه الهدى ، ويهدي من يشاء إلى الحق ، ( وهو العزيز ) الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، ( الحكيم ) في أفعاله ، فيضل من يستحق الإضلال ، ويهدي من هو أهل لذلك .

وقد كانت هذه سنة الله في خلقه : أنه ما بعث نبيا في أمة إلا أن يكون بلغتهم ، فاختص كل نبي بإبلاغ رسالته إلى أمته دون غيرهم ، واختص محمد بن عبد الله رسول الله بعموم الرسالة إلى سائر الناس ، كما ثبت في الصحيحين عن جابر قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه ، وبعثت إلى الناس عامة " .

وله شواهد من وجوه كثيرة ، وقال تعالى : ( قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) [ الأعراف : 158 ] .


تفسير ابن كثير









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 13:18   رقم المشاركة : 3985
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ ص: 478 ]
( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ( 5 ) )


يقول تعالى : وكما أرسلناك يا محمد وأنزلنا عليك الكتاب ، لتخرج الناس كلهم ، تدعوهم إلى الخروج من الظلمات إلى النور ، كذلك أرسلنا موسى في بني إسرائيل بآياتنا .

قال مجاهد : وهي التسع الآيات .

( أن أخرج قومك من الظلمات ) أي : أمرناه قائلين له : ( أخرج قومك من الظلمات إلى النور ) أي : ادعهم إلى الخير ، ليخرجوا من ظلمات ما كانوا فيه من الجهل والضلال إلى نور الهدى وبصيرة الإيمان .

( وذكرهم بأيام الله ) أي : بأياديه ونعمه عليهم ، في إخراجه إياهم من أسر فرعون وقهره وظلمه وغشمه ، وإنجائه إياهم من عدوهم ، وفلقه لهم البحر ، وتظليله إياهم بالغمام ، وإنزاله عليهم المن والسلوى ، إلى غير ذلك من النعم . قال ذلك مجاهد ، وقتادة ، وغير واحد .

وقد ورد فيه الحديث المرفوع الذي رواه عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل في مسند أبيه حيث قال : حدثني يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم ، حدثنا محمد بن أبان الجعفي ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير [ عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في قوله تبارك وتعالى : ( وذكرهم بأيام الله ) قال : " بنعم الله تبارك وتعالى ] " .

[ ورواه ابن جرير ] وابن أبي حاتم ، من حديث محمد بن أبان ، به ورواه عبد الله ابنه أيضا موقوفا وهو أشبه .

وقوله : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) أي : إن فيما صنعنا بأوليائنا بني إسرائيل حين أنقذناهم من يد فرعون ، وأنجيناهم مما كانوا فيه من العذاب المهين ، لعبرة لكل صبار ، أي : في الضراء ، شكور ، أي : في السراء ، كما قال قتادة : نعم العبد ، عبد إذا ابتلي صبر ، وإذا أعطي شكر .

وكذا جاء في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إن أمر المؤمن كله عجب ، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له " .
تفسير بن كثير










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 13:19   رقم المشاركة : 3986
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ( 6 ) وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ( 7 ) .

( وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ) قال الفراء : العلة الجالبة لهذه الواو أن الله تعالى أخبرهم أن آل فرعون كانوا يعذبونهم بأنواع من العذاب غير التذبيح ، وبالتذبيح ، وحيث طرح الواو في " يذبحون " و " يقتلون " أراد تفسير العذاب الذي كانوا يسومونهم ( ويستحيون نساءكم ) يتركوهن أحياء ( وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) .

( وإذ تأذن ربكم ) أي : أعلم ، يقال : أذن وتأذن بمعنى واحد ، مثل أوعد وتوعد [ ص: 337 ] ( لئن شكرتم ) نعمتي فآمنتم وأطعتم ( لأزيدنكم ) في النعمة .

وقيل : الشكر : قيد الموجود ، وصيد المفقود .

وقيل : لئن شكرتم بالطاعة لأزيدنكم في الثواب .

( ولئن كفرتم ) نعمتي فجحدتموها ولم تشكروها ( إن عذابي لشديد ) .
تفسير البغوي










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 13:22   رقم المشاركة : 3987
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ وإذ تأذن ربكم} أي آذنكم وأعلمكم بوعده لكم؛
ويحتمل أن يكون المعنى: وإذ أقسم ربكم وآلى بعزته وجلاله وكبريائه، كقوله تعالى: { وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة} .
وقوله: { لئن شكرتم لأزيدنكم} أي لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها،
{ ولئن كفرتم} أي كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها،
{ إن عذابي لشديد} وذلك بسلبها عنهم وعقابه إياهم على كفرها، وقد جاء الحديث (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) وقوله تعالى:
{ وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن اللّه لغني حميد} أي هو غني عن شكر عباده، وهو الحميد المحمود وإن كفره من كفره.

تفسير بن كثير










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 13:26   رقم المشاركة : 3988
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ( 9 ) )
قال ابن جرير : هذا من تمام قيل موسى لقومه .
يعني : تذكاره إياهم بأيام الله ، بانتقامه من الأمم المكذبة للرسل .
وفيما قال ابن جرير نظر; والظاهر أنه خبر مستأنف من الله تعالى لهذه الأمة ، فإنه قد قيل : [ ص: 481 ] إن قصة عاد وثمود ليست في التوراة ، فلو كان هذا من كلام موسى لقومه وقصه عليهم ذلك فلا شك أن تكون هاتان القصتان في " التوراة " ، والله أعلم . وبالجملة فالله تعالى قد قص علينا خبر قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الأمم المكذبة للرسل ، مما لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل أتتهم رسلهم بالبينات ، أي : بالحجج والدلائل الواضحات الباهرات القاطعات .
وقال ابن إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله أنه قال في قوله : ( لا يعلمهم إلا الله ) كذب النسابون .
وقال عروة بن الزبير : ما وجدنا أحدا يعرف ما بعد معد بن عدنان .
وقوله : ( فردوا أيديهم في أفواههم ) اختلف المفسرون في معناه ، فقيل : معناه : أنهم أشاروا إلى أفواه الرسل يأمرونهم بالسكوت عنهم ، لما دعوهم إلى الله ، عز وجل .
وقيل : بل وضعوا أيديهم على أفواههم تكذيبا لهم .
وقيل : بل هو عبارة عن سكوتهم عن جواب الرسل .
وقال مجاهد ، ومحمد بن كعب ، وقتادة : معناه أنهم كذبوهم وردوا عليهم قولهم بأفواههم .
قال ابن جرير : وتوجيهه أن " في " هاهنا بمعنى " الباء " ، قال : وقد سمع من العرب : " أدخلك الله بالجنة " يعنون : في الجنة ، وقال الشاعر :
وأرغب فيها عن لقيط ورهطه عن سنبس لست أرغب

يريد : أرغب بها .

قلت : ويؤيد قول مجاهد تفسير ذلك بتمام الكلام : ( وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ) فكأن هذا [ والله أعلم ] تفسير لمعنى رد أيديهم في أفواههم .
وقال سفيان الثوري ، وإسرائيل ، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص ، عن عبد الله في قوله : ( فردوا أيديهم في أفواههم ) قال : عضوا عليها غيظا .
وقال شعبة ، عن أبي إسحاق ، أبي هبيرة ابن مريم ، عن عبد الله أنه قال ذلك أيضا . وقد اختاره عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ووجهه ابن جرير مختارا له ، بقوله تعالى عن المنافقين : ( وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) [ آل عمران : 119 ] .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : لما سمعوا كتاب الله عجبوا ، ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم . [ ص: 482 ]
وقالوا : ( إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ) يقولون : لا نصدقكم فيما جئتم به; فإن عندنا فيه شكا قويا .

تفسير ابن كثير









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 13:36   رقم المشاركة : 3989
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآية 10 من سورة ابراهيم
يخبر تعالى عما دار بين الكفار وبين رسلهم من المجادلة، وذلك أن أممهم لما واجهوهم بالشك فيما جاؤوهم به من عبادة اللّه وحده لا شريك له، قالت الرسل: { أفي اللّه شك} ، أفي وجوده شك؟
فإن الفطر شاهدة بوجوده ومجبولة على الإقرار به، فإن الاعتراف به ضروري في الفطر السليمة،
ولكن قد يعرض لبعضها شك واضطرار، فتحتاج إلى النظر في الدليل الموصل إلى وجوده،
ولهذا قالت الرسل ترشدهم إلى طريق معرفته بأنه:
{ فاطر السماوات والأرض} الذي خلقهما وابتدعهما على غير مثال سبق، فإن شواهد الحدوث والخلق والتسخير ظاهر عليهما فلا بد لهما من صانع، وهو اللّه لا إله إلا هو خالق كل شيء وإلهه ومليكه، وقالت لهم رسلهم:
{ يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم} أي في الدار الآخرة،
{ ويؤخركم إلى أجل مسمى} أي في الدنيا، فقالت لهم الأمم:
{ إن أنتم إلا بشر مثلنا} أي كيف نتبعكم بمجرد قولكم ولما نر منكم معجزة، { فأتونا بسلطان مبين} أي خارق نقترحه عليكم،
{ قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم} أي صحيح إنا بشر مثلكم في البشرية،
{ ولكن اللّه يمن على من يشاء من عباده} أي بالرسالة والنبوة،
{ وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان} على وفق ما سألتم { إلا بإذن اللّه} ،
أي بعد سؤالنا إياه وإذنه لنا في ذلك،
{ وعلى اللّه فليتوكل المؤمنون} أي في جميع أمورهم. ثم قالت الرسل:
{ وما لنا ألا نتوكل على اللّه} أي وما يمنعنا من التوكل عليه؟
وقد هدانا لأقوم الطرق وأوضحها وأبينها، { ولنصبرن على ما آذيتمونا} أي من الكلام السيء والأفعال السخيفة، { وعلى اللّه فليتوكل المتوكلون}
تفسير بن كثير










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 13:38   رقم المشاركة : 3990
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ( 11 ) وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ( 12 ) وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ( 13 )
ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ( 14 )

( قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ) بالنبوة والحكمة
( وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) .
( وما لنا ألا نتوكل على الله ) وقد عرفنا أن لا ننال شيئا إلا بقضائه وقدره
( وقد هدانا سبلنا ) بين لنا الرشد ، وبصرنا طريق النجاة . ( ولنصبرن ) اللام لام القسم ، مجازه : والله لنصبرن ( على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ) .
( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا ) يعنون : إلا أن ترجعوا ، أو حتى ترجعوا إلى ديننا .
( فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ) .
( ولنسكننكم الأرض من بعدهم ) أي : من بعد هلاكهم . [ ص: 340 ]
( ذلك لمن خاف مقامي ) أي : قيامه بين يدي كما قال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ( الرحمن - 46 ) ،
فأضاف قيام العبد إلى نفسه ، كما تقول : ندمت على ضربك ، أي : على ضربي إياك ( وخاف وعيد ) أي عقابي .
تفسير البغوي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc