۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝ - الصفحة 233 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-05-08, 16:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بفضل الله تعالى ها قد وصل هذا الموضوع المبارك
للمشاركة رقم 4000 (أربعة آلاف مشاركة )
اللهم اجعله في ميزان حسنات صاحبه جميع من شارك ووضع بصمته









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 23:00   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
((وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) )) سورة إبراهيم

{ شرح الكلمات } :
{ واستفتحوا } : أي طلب الرسل الفتح لهم اي النصر على اقوامهم الظالمين .
{ وخاب } : أي خسر وهلك .
{ كل جبار عنيد } : أي ظالم يجبر الناس على مراده عنيد كثير العناد .
{ من ماء صديد } : أي هو ما يخرج سائلاً من اجواف اهل النار مختلطاً من قيح ودم وعرق .
{ يتجرعه ولا يكاد يسيغه } : أي يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته ولا يقارب ازدراده لقبحه ومراراته .
{ ويأتيه الموت من كل مكان } : أي لشدة ما يحيط به من العذاب فكل أسباب الموت حاصلة ولكن لا يموت .
{ اعمالهم كرماد } : أي الصالحة منها كصلة الرحم وبر الوالدين وإقراء الضيف وفك الأسير والفاسدة كعبادة الأصنام بالذبح لها والنذر والحلف والعكوف حولها كرماد .
{ لا يقدرون مما كسبوا على شيء } : أي لا يحصلون من اعمالهم التي كسبوها على ثواب وان قل لأنها باطلة بالشرك .
{ وما ذلك على الله بعزيز } : أي بصعب ممتنع عليه .
معنى الآيات :
هذا اخر حديث ما ذكر به موسى قومه من انباء الامم السابقة على بنى اسرائيل ، قال تعالى في الاخبار عنهم : { واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد } أي واستفتح الرسل أي طلبوا من الله تعالى ان يفتح عليهم بنصر على اعدائه واستجاب الله لهم ، { وخاب كل جبار عنيد } اي خسر وهلك كل ظالم طاغ معاند للحق وأهله ، وقوله { من ورائه جهنم } أي امامة جهنم تنتظره سيدخلها بعد هلاكه ويعطش ويطلب الماء فتسقيه الزبانية { من ماء صديد } اي وهو صديد اهل النار وهو ما يخرج من قيح ودم وعرق ، { يتجرعه } ، اي يبتلعه جرعة بعد اخرى لمرارته { ولا يكاد يسيغه } أي يدخله جوفه الملتهب عطشاً لقبحه ونتنه ومرارته وحرارته ، وقوله تعالى : { ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت } أي ويأتي هذا الجبار العنيد والذي هو في جهنم يقتله الظمأ فيسقى بالماء الصديد يأتيه الموت لوجود أسبابه وتوفرها من كل مكان اذ العذاب محيط به من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وما هو بميت لأن الله تعالى لم يشأ ذلك قال تعالى : { لا يموت فيها ولا يحيا } وقال : { لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها } ومن وراء ذلك العذاب الذي هو فيه { عذاب } أي لون آخر من العذاب { غليظ } أي شديد لا يطاق ، وقوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف } اي شديد هبوب الرياح فيه { لا يقدرون مما كسبوا } أي من اعمال في الدنيا { على شيء } أي من الثواب والجزاء والحسن عليها ، هذا مثل أعمالهم الصالحة كأنواع الخير والبر والطالحة والكفر وعبادة غير الله مما كانوا يرجعون نفعه ، الكل يذهب ذهاب رماد حملته الريح وذهبت به ، مشتدة في يوم عاصف شديد هبوب الريح فيه .وقوله تعالى : { ذلك هو الضلال البعيد } أي ذلك الذي دل عليه المثل هو الضلال البعيد لمن وقع فيه إذ ذهب كل عمله سدى بغير طائل فلم ينتفع بشيء منه وأصبح من الخاسرين .
وقوله تعالى : { ألم تر ان الله خلق السموات والأرض بالحق } أي الم تعلم أيها الرسول ان الله خلق السموات والأرض بالحق أي من اجل الانسان ليذكر الله تعالى ويشكره فإذا تنكر لربه فكفر به وأشرك غيره في عبادته عذبه بالعذاب الأليم الذي تقدم وصفه في هذا السياق لان الله تعالى لم يخلق السموات والأرض عبثاً وباطلاً بل خلقهما وخلق ما فيهما من أجل ان يذكر فيهما ويشكر ترك الذكر والشكر عذبه أشد العذاب وأدومه وأبقاه ، وقوله تعالى : { أن يشأ يذهبكم } ايها الناس المتمردون على طاعته المشركون به { ويأت بخلق جديد } غيركم يعبدونه ويوحدونه { وما ذلك على الله بعزيز } اي بممتنع ولا متعذر لآن الله على كل شيء قدير .
{ هداية الآيات }
{ من هداية الآيات } :
1- إنجاز وعد لله لرسله في قوله : ( فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ) الآية .
2- خيبة وخسران عامة أهل الشرك والكفر والظلم .
3- عظم عذاب يوم القيامة وشدته .
4- بطلان أعمال المشركين والكافرين وخيبتهم فيها اذ لا ينتفعون بشيء منها .
5- عذاب اهل الكفر والشرك والظلم لازم لانهم لم يذكروا ولم يشركوا والذكر والشكر علة الوجود كله فلما عبثوا بالحياة استحقوا عذاباً أبدياً .
أيسر التفاسير للجزائري










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-09, 09:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بعض اللمسات البيانية
من سورة إبراهيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (5):
* ما دلالة استخدام صيغة صبّار شكور ولماذا جاءت صبّار مقدّمة على شكور؟(د.فاضل السامرائى)
أولاً كلمة صبّار الصبر إما أن يكون على طاعة الله أو على ما بصيب الإنسان من الشدائد. فالصلاة تحتاج إلى صبر وكذلك سائر العبادات كالجهاد والصوم. والشدائد تحتاج للصبر.
أما كلمة شكور: فالشكر إما أن يكون على النعم (واشكروا نعمة الله) أو على النجاة من الشّدّة (لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين) فالشكر إذن يكون على ما يصيب الإنسان من النِّعَم أو فيما يُنجيه الله تعالى من الشِّدّة والكرب.
والآن نعود للسؤال لماذا قدّم الصبر على الشكر؟
إضافة إلى هذا فإنه إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه تعالى إذا كان السياق في تهديد البحر يستعمل (صبّار شكور) وإذا كان في غيره يستعمل الشكر فقط. ففي سورة لقمان مثلاً قال تعالى في سياق تهديد البحر (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)) وفي سورة الشورى (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33))
أما في سورة الروم فقد قال تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)) فجاء بالشكر فقط وكذلك في سورة النحل (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)).
وهناك أمر آخر وهو أن كلمة صبّار لم تأت وحدها في القرآن كله وإنما تأتي دائماً مع كلمة شكور وهذا لأن الدين نصفه صبر ونصفه الآخر شكر كما في قوله تعالى في سورة ابراهيم (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)).
والآن نسأل لماذ استعمل صيغة صبّار على وزن (فعّال) وهذا السؤال يدخل في باب صيغ المبالغة وهو موضوع واسع لكننا نوجزه هنا فيما يخصّ السؤال.
صيغ المبالغة : مِفعال، فعّال وفعول كل منها لها دلالة خاصة.
مِفعال: (معطاء ومنحار ومعطار) هذه الصيغة منقولة من الآلة كـ (مفتاح ومنشار) فنقلوها إلى المبالغة، فعندما يقولون هو معطاء فكأنه صار آلة للعطاء، وقولنا امرأة معطار بمعنى زجاجة عطر أي أنها آلة لذلك.
والدليل على ذلك أن صيغة المبالغة هذه (مِفعال) تُجمع جمع الآلة ولا تُجمع جمع المذكر السالم ولا جمع المؤنث السالم، فنقول مثلاً مفتاح مفاتيح، ومنشار مناشير، ومحراث محاريث، ورجل مهذار ورجال مهاذير، فيجمع جمع الآلة، ولذلك لا يؤنث كالآلة
يا موقد النار بالهندي والغار هيجتني حزناً يا موقد النار
بين الرصافة والميدان أرقبها شبّت لغانية بيضاء معطار
فلا نقول معطارات وإنما نجمع معطار على معاطير، فنقول نساء معاطير ورجال معاطير، وامرأة مهذار رجال مهاذير..فهي من الصيغ التي يستوي فيها المذكر والمؤنث، ولا تجمع جمعا سالما، فلا نقول امرأة معطارة وإنما نقول امرأة معطار ورجل معطار ، ونجمعها جمع الآلة (معاطير) للرجال والنساء. هذه هي القاعدة صيغة فعّال: من الحِرفة. والعرب أكثرما تصوغ الحِرَف على وزن فعّال مثل نجّار وحدّاد وبزّاز وعطّار ونشّار. فإذا جئنا بالصفة على وزن الصيغة (فعال) فكأنما حرفته هذا الشيء. وإذا قلنا عن إنسان أنه كذّاب فكأنما يحترف الكذب. والنجّار حرفته النجارة. إذن هذه الصيغة هي من الحِرفة وهذه الصنعة تحتاج إلى المزاولة. وعليه فإن كلمة صبّار تعني الذي يحترف الصبر. وقد وردت هذه الصيغة في القرآن الكريم في صفات الله تعالى فقال تعالى (فعّال لما يريد) قوله تعالى غفّار بعدما يقول (كفّار) ليدلّ على أن الناس كلما أحدثوا كفراً واستغفروا غفر الله تعالى لهم (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) نوح).
صيغة فعول: مأخوذة من المادة (المواد) مثل الوقود وهو الحطب الذي يوقد ويُستهلك في الاتّقاد، والوضوء الماء الذي يُستهلك في الوضوء، والسحور ما يُؤكل في السحور، والسفوف وهو ما يُسفّ، والبخور وهو ما يُستهلك في التبخير. فصيغة فعول إذن تدل على المادة التي تُستعمل في الشيء الخاصة به. وصيغة فعول يستوي فيها المؤنّث والمذكر فنقول رجل شكور وامرأة شكور. ولا نقول شكورة ولا بخورة ولا وقودة مثلاً. وكذلك صيغة فعول لا تُجمع جمع مذكر سالم أو جمع مؤنّث سالم فلا نقول رجال صبورين أو نساء صبورات وإنما نقول صُبُر وشُكُر وغُفُر. وعليه فإن كلمة شكور التي هي على وزن صيغة فعول منقولة من المادة . فإذا قلنا صبور فهي منقولة من المادة وهي الصبر وتعني أن من نصفه بالصبور هو كله صبر ويُستنفذ في الصبر كما يُستنفذ الوقود في النار. وكذلك كلمة غفور بمعنى كله مغفرة ولذلك قالوا أن أرجى آية في القرآن هي ما جاء في سورة الزُمر في قوله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)).
وهنا نسأل أيهما أكثر مبالغة فعول أو فعّال؟ فعول بالتأكيد أكثر مبالغة من فعّال ولذلك فكلمة صبور هي أكثر مبالغة وتعني أنه يفني نفسه في الصبر أما كلمة صبّار فهي بمعنى الحِرفة. ونسأل أيضاً أيهما ينبغي أكثر في الحياة الصبر أو الشكر؟ الشكر بالتأكيد لأن الشكر يكون في كل لحظة والشكر يكون على نعم الله تعالى علينا وهي نعم كثيرة وينبغي علينا أن نشكر الله تعالى عليها في كل لحظة لأننا في نعمة من الله تعالى في كل لحظة. وقد امتدح الله تعالى ابراهيم عليه السلام بقوله (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)) واستعمل كلمة (أنعُم) لأنها تدل على جمع القِلّة لأنه في الواقع أن نِعم الله تعالى لا تُحصى فلا يمكن أن يكون إنسان شاكرا لنعم الله، والإنسان في نعمة في كل الأحوال هو في نعمة في قيامه وقعوده ونومه .. الخ كما جاء في قوله تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل). وعليه فإن الشكر يجب أن يكون أكثر من الصبر فالصبر يكون كما أسلفنا إما عند الطاعات وهي لها أوقات محددة وليست مستمرة كل لحظة كالصلاة والصيام أو الصبر على الشدائد وهي لا تقع دائماً وكل لحظة على عكس النِّعم التي تكون مستمرة في كل لحظة ولا تنقطع تنقطع لحظة من لحظات الليل أو النهار، وتستوجب الشكر عليها في كل لحظة فالإنسان يتقلب في نعم الله تعالى.

ومما تقدّم نقول أنه تعالى جاء بصيغة صبّار للدلالة على الحِرفة وكلمة شكوربصيغة فعول التي يجب أن يستغرقها الإنسان في الشكر للدلالة على أن الانسان يستغرق في الشكر، ويكفي أن يكون الإنسان صبّاراً ولا يحتاج لأن يكون صبوراً. أما صيغة شكور فجاء بها لأن الانسان ينبغي أن يشكر الله تعالى على الدوام وحتى لو فعل فلن يوفّي الله تعالى على نِعَمه.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (11):
*ما دلالة استخدام الفعل للمؤنث في قوله تعالى (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ (11) إبراهيم )؟(د.فاضل السامرائى)
الفعل لما يأتي ويسند إلى جمع جمع القلة يأتي بالتذكير ولما يأتي لجمع الكثرة يأتي بالتأنيث. (وقال نسوة فى المدينة) فالنسوة جمع قلّة، كم واحدة قالت؟ قليل والأعراب كثير. فالقلة (قال نسوة) لأنهن قليلات هم جماعة الملكة وحاشيتها أما مع الأعراب قال (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا) فجاء بالتأنيث للدلالة على جمع الكثرة .فالعرب عندهم التأنيث يدل على عدد أكثر من التذكير (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ (11) إبراهيم).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
*(لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا {264} البقرة) - (لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ {18} إبراهيم) ما الفرق بينهما؟(د.أحمد الكبيسى)
نفس الاثنين الله يقول عن الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر يقول (لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا {264} البقرة) ومرة ثانية يقول عليه (لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ {18} إبراهيم) يعني آيتين عجيبتين ما الفرق بينهما؟ وحينئذٍ رب العالمين يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {264} البقرة) على شيءِ مما كسبوا، في مكان آخر في آية أخرى (لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ) ما الفرق بينهما؟ أنا أقول لك أنت لا تملك شيئاً من مالك أو أقول أنت لا تملك من مالك شيئاً لغة أعجوبة. رب العالمين عندما اختار هذه اللغة العربية حسّنها ورقّاها حتى وصلت إلى قمة رقيها فنزل القرآن على تلك القمة وما كان للغة أخرى غير العربية أن تحمل هذا المطلق الإلهي والفهم النسبي. هذا الكلمة القرآنية تعطيك معنىً جديداً إلى يوم القيامة معبأة بمعانٍ لا تنضب وكل واحد على قدر ثقافته وفهمه وعقله وحضارته وعصره وحاجاته يستطيع من الجملة الواحدة من الآية الواحدة أن يستنبط فيها حكماً جديداً مدللاً عليه لم يخطر على بال الأجيال الذين سبقوه. لما نقول نحن لدينا كافر ومنافق كما قلنا قبل قليل أن هناك فرق بين الاثنين بين كافر وبين مؤمن لكن مؤمن منافق، الكافر لا يقدر على شيء مما كسب ليس لديه كسب يعني واحد يقول لا يوجد إله وفرضنا تصدق هل له أجر؟ الجواب لا.
عمل مشروع عظيم ولكنه لا يؤمن بالله مثلاً هؤلاء الشيوعيين في روسيا الذين كانوا ينكرون وجود الإله عمل خدمات للبشرية اخترع شيئاً اخترع سيارة أو طيارة أو دواء ليس له فيها أجر أما أنا أؤمن بأن الله وهو رب العالمين إله الناس وهناك يوم القيامة وحساب وكتاب هذا له أجره عند الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ) وشخص آخر قال لك لا يوجد إله أنا شيوعي هذا عمل أعمال صالحة لكن ليس له شيء فالذي هو يعتقد بأن الله موجود هذا انتهينا هذا يقدر على شيء مما كسب. المنافق والمشرك، المنافق تكتب حسناته نقول عنه مؤمن أنا مسيحي أنا يهودي أنا مسلم لكنه كاذب هو منافق، في الأعماق هو ملحد فهناك من الناس من ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أعلن الكفر وأعلن الإسلام وأخفى الكفر وارتدوا بعد ذلك فهذا كونه مسلم تكتب له وتسجل له أعمال حسنة لكن ليس له منها شيء. عنده فلوس وأموال لكن لا يستطيع أن يسحب ولا درهم محجور عليه هذا (لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ). ذاك الذي هو يقول لا يوجد الله هذا (لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا) ليس لديه كسب أصلاً ليس لديه كسب لا يستطيع أن يأتي بما فعل لكي يضعه في حسابه (لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا) يعني لا يمكن أن تأتي بهذه الحسنات يضعها في حسابه في بنك الرحمن عز وجل إذاً هو أصلاً كافر والكافر لا يحاسب على الفروع وليس له أي عمل، الإيمان شرط العمل. الثاني المنافق لا هو في الظاهر مؤمن هو مواطن. يعني نفترض جدلاً أن لدينا شخص مندس هنا وهو جاسوس للعدو لكن لديه جواز سفر وهو جالس هنا في الظاهر هو منتمي هذا في الظاهر يدخل ويخرج لا بأس لكن ليس له قدرة على أن يكون في أي مكان لأن الدولة تعرف أن هذا مندس.

هذا الفرق بين الملحد وبين الكافر المشرك العلني فالمشرك (لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا) والمنافق الذي يعلن الإيمان والإسلام (لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ) هذا هو الفرق بين هاتين الآيتين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (21):
*ما الفرق بين أتباع وأشياع؟(د.فاضل السامرائى)
الأشياع هم أتباع الرجل على جماعة واحدة والأتباع هم أنصار الرجل لكن ما الفرق؟ الأشياع أنصار أيضاً لكن الأشياع أعمّ قال تعالى (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (51) القمر) المخاطَب زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أشياعهم الأمم السابقة، نحن أشياع سيدنا محمد وأتباعه الذين معه وقتها. القرآن الكريم لم يستعمل التبع إلا من كان مع الرسول وقتها، كل أتباع الرجل من كان معه (فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا (21) إبراهيم). الأشياع ليس بالضرورة واستعملها الله تعالى للمتقدم والمتأخر، تكلم عن سيدنا نوح عليه السلام (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)) ثم قال (وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) الصافات) أين إبراهيم من نوح ؟ من شيعته أي من شيعة نوح، صحيح الفروع مختلفة لكن أصل الرسالة واحدة. سيدنا نوح كان أسبق بكثير من إبراهيم. فالأشياع أعمّ من الأتباع، الأتباع من كانوا معه فقط ولا يستعمل للمتأخر. التبع يكون معه والأشياع عامة وفي القرآن يستعمل الأشياع أعمّ من التبع.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (25):
*ما دلالة كلمة (حين) في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
في اللغة هناك ظروف محددة مثل (شهر، عام، أسبوع، حول) وظروف مبهمة. و(حين) هي من الظروف المبهمة بمعنى أنه ليس لها وقت محدد لكن قد يُعلم وقتها بما تُضاف إليه. كقوله تعالى في سورة الروم (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ {17}) وكذلك قوله تعالى في سورة ابراهيم (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {25}) حسب الثمار.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
آية (26):
*هل أصل الفعل اجتثّت كما ورد في سورة إبراهيم (وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26)) إِجتث أو أُجتُثّ؟
ما هو ضبط الفعل وهل هو فعل خماسي؟(د.فاضل السامرائى)
الفعل مبني للمجهول مضموم الحرف الأول مثل أُستِمع وأُنطُلِق ضمّ الحرف الأول في المبني للمجهول وهو فعل خماسي (إفتعل) يُكسر ما قبل الآخر.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
*ما الفرق بين ختام الآيتين (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) إبراهيم) (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18) النحل)؟(د.فاضل السامرائى)
هذا يتعلق بالسياق. سياق آية ابراهيم في وصف الإنسان وذكر صفات الإنسان فختم الآية بصفة الإنسان، آية النحل في سياق صفات الله فذكر ما يتعلق بصفات الله. في إبراهيم قال (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) الكلام كله في صفات الإنسان إلى أن يقول (وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)) مناسب لما ذكر من صفات الإنسان.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) )) سورة إبراهيم

{ شرح الكلمات } :
{ واستفتحوا } : أي طلب الرسل الفتح لهم اي النصر على اقوامهم الظالمين .
{ وخاب } : أي خسر وهلك .
{ كل جبار عنيد } : أي ظالم يجبر الناس على مراده عنيد كثير العناد .
{ من ماء صديد } : أي هو ما يخرج سائلاً من اجواف اهل النار مختلطاً من قيح ودم وعرق .
{ يتجرعه ولا يكاد يسيغه } : أي يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته ولا يقارب ازدراده لقبحه ومراراته .
{ ويأتيه الموت من كل مكان } : أي لشدة ما يحيط به من العذاب فكل أسباب الموت حاصلة ولكن لا يموت .
{ اعمالهم كرماد } : أي الصالحة منها كصلة الرحم وبر الوالدين وإقراء الضيف وفك الأسير والفاسدة كعبادة الأصنام بالذبح لها والنذر والحلف والعكوف حولها كرماد .
{ لا يقدرون مما كسبوا على شيء } : أي لا يحصلون من اعمالهم التي كسبوها على ثواب وان قل لأنها باطلة بالشرك .
{ وما ذلك على الله بعزيز } : أي بصعب ممتنع عليه .
معنى الآيات :
هذا اخر حديث ما ذكر به موسى قومه من انباء الامم السابقة على بنى اسرائيل ، قال تعالى في الاخبار عنهم : { واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد } أي واستفتح الرسل أي طلبوا من الله تعالى ان يفتح عليهم بنصر على اعدائه واستجاب الله لهم ، { وخاب كل جبار عنيد } اي خسر وهلك كل ظالم طاغ معاند للحق وأهله ، وقوله { من ورائه جهنم } أي امامة جهنم تنتظره سيدخلها بعد هلاكه ويعطش ويطلب الماء فتسقيه الزبانية { من ماء صديد } اي وهو صديد اهل النار وهو ما يخرج من قيح ودم وعرق ، { يتجرعه } ، اي يبتلعه جرعة بعد اخرى لمرارته { ولا يكاد يسيغه } أي يدخله جوفه الملتهب عطشاً لقبحه ونتنه ومرارته وحرارته ، وقوله تعالى : { ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت } أي ويأتي هذا الجبار العنيد والذي هو في جهنم يقتله الظمأ فيسقى بالماء الصديد يأتيه الموت لوجود أسبابه وتوفرها من كل مكان اذ العذاب محيط به من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وما هو بميت لأن الله تعالى لم يشأ ذلك قال تعالى : { لا يموت فيها ولا يحيا } وقال : { لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها } ومن وراء ذلك العذاب الذي هو فيه { عذاب } أي لون آخر من العذاب { غليظ } أي شديد لا يطاق ، وقوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف } اي شديد هبوب الرياح فيه { لا يقدرون مما كسبوا } أي من اعمال في الدنيا { على شيء } أي من الثواب والجزاء والحسن عليها ، هذا مثل أعمالهم الصالحة كأنواع الخير والبر والطالحة والكفر وعبادة غير الله مما كانوا يرجعون نفعه ، الكل يذهب ذهاب رماد حملته الريح وذهبت به ، مشتدة في يوم عاصف شديد هبوب الريح فيه .وقوله تعالى : { ذلك هو الضلال البعيد } أي ذلك الذي دل عليه المثل هو الضلال البعيد لمن وقع فيه إذ ذهب كل عمله سدى بغير طائل فلم ينتفع بشيء منه وأصبح من الخاسرين .
وقوله تعالى : { ألم تر ان الله خلق السموات والأرض بالحق } أي الم تعلم أيها الرسول ان الله خلق السموات والأرض بالحق أي من اجل الانسان ليذكر الله تعالى ويشكره فإذا تنكر لربه فكفر به وأشرك غيره في عبادته عذبه بالعذاب الأليم الذي تقدم وصفه في هذا السياق لان الله تعالى لم يخلق السموات والأرض عبثاً وباطلاً بل خلقهما وخلق ما فيهما من أجل ان يذكر فيهما ويشكر ترك الذكر والشكر عذبه أشد العذاب وأدومه وأبقاه ، وقوله تعالى : { أن يشأ يذهبكم } ايها الناس المتمردون على طاعته المشركون به { ويأت بخلق جديد } غيركم يعبدونه ويوحدونه { وما ذلك على الله بعزيز } اي بممتنع ولا متعذر لآن الله على كل شيء قدير .
{ هداية الآيات }
{ من هداية الآيات } :
1- إنجاز وعد لله لرسله في قوله : ( فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ) الآية .
2- خيبة وخسران عامة أهل الشرك والكفر والظلم .
3- عظم عذاب يوم القيامة وشدته .
4- بطلان أعمال المشركين والكافرين وخيبتهم فيها اذ لا ينتفعون بشيء منها .
5- عذاب اهل الكفر والشرك والظلم لازم لانهم لم يذكروا ولم يشركوا والذكر والشكر علة الوجود كله فلما عبثوا بالحياة استحقوا عذاباً أبدياً .
أيسر التفاسير للجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 23:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
((وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23) ))إبراهيم

شرح الكلمات :

{ وبرزوا لله جميعاً } : أي برزت الخلائق كلها لله وذلك يوم القيامة .
{ إنا كنا لكم تبعاً } : أي تابعين لكم فيما تعتقدون وتعلمون .
{ فهل أنتم مغنون عنا } : أي دافعون عنا بعض العذاب .
{ ما لنا من محيص } : أي من ملجأ ومهرب أو منجا .
{ لما قضي الأمر } : بإدخال اهل الجنة واهل النار النار .
{ ما انا بمصرخكم } : أي بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب والكرب .
{ تجري من تحتها الأنهار } : أي من تحت قصورها وأشجارها الأنهار الأربعة : الماء واللبن والخمر والعسل .
معنى الآيات :
في هذه الآية عرض سريع للموقف وما بعده من استقرار اهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة يقرر مبدأ الوحي والتوحيد والبعث الآخر بأدلة لا ترد ، قال تعالى : { وبرزوا لله جميعاً } أي خرجت البشرية من قبورها مؤمنوها وكافروها صالحوها وفاسدوها { فقال الضعفاء } اي الاتباع { للذين استكبروا } اي الرؤساء والموجهون للناس بما لديهم من قوة وسلطان { إنا كنا لكم تبعاً } أي أتباعاً في عقائدهم وما تدينون به ، { فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء } ؟ أي فهل يمكنكم ان ترفعوا عنا بعض العذاب بحكم تعيتنا لكم فاجابوهم بما أخبر تعالى به عنهم : { قالوا لة هدانا الله لهديناكم } اعترفوا الان ان الهداية بيد الله واقروا بذلك ، ولكنا ضللنا فاضللناكم { سواء علينا اجزعنا } اليوم { أم صبرنا مالنا من محيص } اي من مخرج من هذا العذاب ولا مهرب ، وهنا يقوم إبليس خطيباً فيهم بما اخبر تعالى عنه بقوله : { وقال الشيطان } اي ابليس عدو بنى آدم { لما قضى الأمر } بأذن اهل الجنة الجنة وادخل اهل النار النار { ان الله وعدكم وعد الحق } بان من آمن وعمل صالحاً مبتعداً عن الشرك والمعاصي ادخله جنته وأكرمه في جواره ، وان من كفر وأشرك وعصى ادخله النار وعذبه عذاب الهون في دار البوار { ووعدكتم } بان الله ووعيده ليس بحق ولا واقع { فاخلفتكم } فيما وعدتكم به ، وكنت في ذلك كاذباً عليكم مغرراً بكم ، { وما كان لي عليكم من سلطان } اي من قوة مادية اكرهتكم على اتباعي ولا معنوية ذات تأثير خارق للعادة اجبرتكم بها على قبول دعوتي { الا أن دعوتكم } اي لكن دعوتكم { فاستجبتم لي } اذا { فلا تلموموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم } أي مزيل صراخكم بنا اغثيكم به من نصر وخلاص من هذا العذاب { وما انتم } أيضاً { بمصرخي } ، اي بمغيثي { إني كفرت بما اشركتمون من قبل } اذ كل عابد لغير الله في الواقع هو عابد للشيطان اذ هو الذي زين له ذلك ودعاه اليه ، و { ان الظالمين لهم عذاب اليم } اي المشركين لهم عذاب اليم موجع ، وقوله تعالى : { وادخل الذين آمنوا } اي وادخل الله الذين آمنوا اي صدقوا بالله وبرسوله وبما جاء به رسوله { وعملوا الصالحات } وهي العبادات التي تعبد الله بها عباده فشرعها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم { جنات } بساتين { تجري من تحتها الأنهار } اي من خلال قصورها وأشجارها انهار الماء واللبن والخمر والعسل { خالدين فيها } لا يخرجون منها ولا يبغون عنها حولاً ، وقوله تعالى : { بإذن ربهم } أي ان ربهم هو الذي اذن لهم بدخولها والبقاء فيها ابداً ، وقوله : { تحيتهم فيها سلام } اي السلام عليكم يحييهم ربهم وتحييهم الملائكة ويحيي بعضهم بعضاً بالسلام وهي كلمة دعاء بالسلامة من كل العاهات والمنغصات وتحية بطلب الحياة الأبدية .
من هداية الآيات :
1- بيان ان التقيلد والتبعية لا تكون عذراً لصاحبها عند الله تعالى .
2- بيان ان الشيطان هو المعبود من دون الله تعالى اذ هو الذي دعا الى عبادة غير الله وزينها للناس .
3- تقرير لعلم الله بما لم يكن كيف يكون اذ ما جاء في الايات من حوار لم يكن بعد ولكنه في علم الله كائن كما هو وسوف يكون كما جاء في الآيات لا يختلف منه حرف واحد .
4- وعيد الظالمين بأليم العذاب .
5- العمل لا يدخل الجنة الا بوصفه سبباً لا غير ، والا فدخول الجنة يكون بإذن الله تعالى ورضاه .
أيسر التفاسير للجزائري










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 23:12   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)

{ شرح الكلمات } :
{ كلمة طيبة } : هي لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
{ كشجرة خبيثة } : هي النخلة .
{ كشجرة خبيثة } : هي الحنظل .
{ اجتثت } : أي اقتلعت جثتها اي جسمها وذاتها .
{ بالقول الثابت } : هو لا اله الا الله .
{ وفي الآخرة } : اي في القبر فيجيب الملكين هما لا يسألانه عنه حيث يسالانه عن ربه ودينه ونبيه .
{ بدلوا نعمة الله كفراً : أي بدلوا التوحيد والاسلام بالجحود والشرك .
{ دار البوار } : أي جهنم .
{ وجعلوا لله اندادا } : أي شركاء .
{ معنى الايات } :
الآيات في تقرير التوحيد والعبث والجزاء ، قوله تعالى : { ألم تر } أيها الرسول أي ألم تعلم { كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة } هي كلمة الايمان يقولها المؤمن { كشجرة طيبة } وهي النخلة { أصلها ثابت } في الأرض { وفرعها } عال { في السماء } ، { تؤتي أكلها } تعطي اكلها اي ثمرها الذي يؤكل منها كل حين بلحا وبسراً ومنصفاً ورطباً وتمراً وفي الصباح والمساء { بإذن ربها } أي بقدرته وتسخيره فكلمة الايمان لا اله الا الله محمد رسول الهه تثمر للعبد اعمالاً صالحة كل حين فهي في قلبه والاعمال الصالحة الناتجة عنها ترفع الى الله عز وجل ، وقوله تعالى : { ويضرب الله الامثال لناس لعلهم يتذكرون } أي كما ضرب هذا المثال للمؤمن والكافر في هذا السياق يضرب الامثال للناس مؤمنهم وكافرهم لعلهم يتذكرون اي رجاء ان يتذكروا فيتعظوا فيؤمنوا ويعملوا الصالحات فينجوا من عذاب الله ، وقوله : { ومثل كلمة خبيثة } هي كلمة الكفر في قلب الكافر { كشجرة خبيثة } هي الحنظل مُرة ولا خير فيها ولا اصل لها ثابت ولا فرع لها في السماء { اجتثت } اي اقتلعت واستؤصلت { من فوق الأرض مالها من قرار } اي لاثبات لها ولا تثمر الا ما فيها من مرارة وسوء طعم بركة وقوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } هذا وعد الله تعالى لعباده المؤمنين الصادقين بانه يثبتهم على الايمان مهما كانت الفتن والمحن حتى يموتوا على الايمان { وفي الآخرة } أي في القبر اذ هو عتبة الدار الآخرة عندما يسألهم الملكان عن الله وعن الدين والنبي من بك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ فيثبتهم بالقول الثابت وهو الايمان واصله لا اله الا الل محمد رسول الله والعمل الصالح الذي هو الاسلام وقوله تعالى : { ويضل الله الظالمين } مقابل هداية المؤمنين فلا يوقفهم للقول الثابت حتى يموتوا فيهلكوا على الكفر ويخسروا ، ذلك لإصرارهم على الشرك ودعوتهم اليه وظلم المؤمنين وأذيتهم من اجل ايمانهم ، وقوله تعالى : { ويفعل الله ما يشاء } تقرير لارادته الحرة فهو عز وجل يثبت من يشاء ويضل من يشاء فلا اعتراض عليه ولا نكير مع العلم انه يهدي ويضل بحكم عالية تجعل هدايته كاضلاله رحمة وعدلاً .وقوله تعالى : { ألم تر } اي الم ينته الى عملك ايها الرسول { الى الذين بدلوا نعمة الله } التي هي الاسلام الذي جاءهم به رسول الله بما فيه من الهدى والخير فكذبوا رسول الله وكذبوا بما جاء به ورضوا بالكفر وأنزلوا بذلك قومهم الذين يحثونهم على الكفر ويشجعونهم على التكذيب انزلوهم { دار البوار } فهلك من هلك في بدر كافراً الى جهنم ، ودار البوار هي جهنم يصلونها اي يحترقون بحرها ولهيبها { وبئس القرار } أي المقر الذي أحلوا قومهم فيه ، وقوله تعالى : { وجعلوا لله انداداً ليضلوا عن سبيله } اي جعل اولئك الذين بدلوا نعمة الله كفراً وهو كفار مكة لله انداداً اي شركاء عبدوها وهي اللات والعزى وهبل ومناة ، وغيرها من آلهتهم الباطلة ، جعلوا هذه الأنداد ودعوا الى عبادتها ليضلوا ويضلوا غيرهم عن سبيل الله التي هي الاسلام الموصل الى رضا الله تعالى وجواره الكريم ، وقوله تعالى : { قل تمتعوا } أي بما أنتم فيه من متاع الحياة الدنيا { فإن مصيركم } اي نهاية امركم { الى النار } حيث تصبرون اليه بعد موتكم ان اصررتم على الشرك والكفر حتى متم على ذلك .
هداية الايات
من هداية الآيات :
1- استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني الى الاذهان .
2- المقارنة بين الايمان والكفر ، وكلمة التوحيد وكلمة الكفر وما يثمره كل واحد من هذه الأصناف من خير وشر .
3- بشري المؤمن بتثبيت الله تعالى له على إيمانه حتى يموت مؤمناً وبالنجاة من عذاب القبر حيث يجيب منكراً ونكيراً على سؤالهما إياه بتثبيت الله تعالى له .
4- الأمر في قوله تعالى تمتعوا ليس للإباحة ولا للوجوب وإنما هو للتهديد والوعيد .










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 23:31   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
((قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ))إبراهيم

شرح الكلمات :
{ لا بيع فيه ولا خلال } : هذا هو يوم القيامة لا بيع فيه ولا فداء ولا مخالة تنفع ولا صداقة .
{ الفلك } : اي السفن فلفظ الفلك دال على متعدد ويذكر ويؤنث .
{ دائبين } : جاريين في فلكهما لا يفتران أبداً حتى نهاية الحياة الدنيا .
{ لظلوم كفار } : كثير الظلم لنفسه ولغيره ، كفار عظيم الكفر هذا ما لم يؤمن ويهتد فإن آمن واهتدى سلب هذا الوصف منه .
معنى الايات :
لما امر الله تعالى رسوله ان يقول لأولئك الذين بدلوا نعمة الله كفراً { قل تمتعوا فإن مصيركم الى النار } أمر رسوله أيضاً ان يقول للمؤمنين . . يقيموا الصلاة وينفقوا من اموالهم سراً وعلانية ليتقوا ذلك العذاب يوم القيامة الذي توعد به الكافرون فقال : { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة } اي يؤدوها على الوجه الذي شرعت عليه فيتموا ركوعوها وسجودها ويؤدوها في اوقاتها المعنية وفي جماعة وعلى طهارة كاملة مستقبلين بها القبلة حتى تثمر لهم زكاة انفسهم وطهارة ارواحهم { وينفعوا } ويوالوا الانفاق في كل الاحيان { سراً وعلانية } ، { من قبل ان يأتي يوم } وهو يوم القيامة { لا بيع فيه ولا خلال } لا شراء فيحصل المرء على ما يفدي به نفسه من طريق البيع ، ولا خلة اي صداقة تنفعه ولا شفاعة الا باذن الله تعالى .
وقوله تعالى { الله الذي خلق السماوات والأرض } اي انشاهما وابتدأ خلقهما { وانزل من السماء ماء } هو ماء الأمطار { فأخرج به من الثمرات } والحبوب { رزقاً لكم } تعيشون به وتتم حياتكم عليه { وسخر لكم الفلك } اي السفن { لتجري في البحر بأمره } اي بإذنه وتشخيره تحملون عليها البضائع والسلع من اقيلم الى اقليم وتركبونها كذلك { وسخر لكم الانهار } الجارية بالمياه العذبة لتشربوا وتستقوا مزارعكم وحقولكم { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } لا يفترن ابدأ في جربهما وتنقلهما في بروجهما لمنافعكم التي لا تتم الا على ضوء الشمس وحرارتها ونور القمر وتنقله في منازله { وسخر لكم الليل والنهار } الليل لتسكنوا فيه وتستريحوا والنهار لتعملوا فيه وتكسبوا ارزاقكم { وآتاكم من كل ما سألتموه } مما انتم في حاجة إليه لقوام حياتكم ، هذا هو الله المستحق لعبادتكم رغبة فيه ووهبة منه ، هذا هو المعبود الحق الذي يجب ان يعبد وحده لا شريك له وليس الك الاصنام والاوثان التي تعبدونها وتدعون الى عبادتها حتى حملكم ذلك على الكفر والعناد بل والظلم والشر والفساد .
وقوله تعالى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } اي بعد ان عدد الكثير من نعمة اخبر انه لا يمكن للانسان ان يعد نعم الله عليه ولا ان يحصيها عداً بحال من الاحوال ، وقرر حقيقة في آخر هذه الموعظة والذكرى وهي ان الانسان اذا حرم الايمان والهداية الربانية ( ظلوم ) اي كثير الظلم كفور كثير الكفر عظيمة ، والعياذ بالله تعالى من ذلك .
هداية الآيات
من هداية الايات :
1- وجوب إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والاكثار من الصدقات لاتقاء عذاب النار .
2- جواز صدقة العلن كصدقة السر وان كانت الاخيرة افضل .
3- التعريف بالله عز وجل اذ معرفة الله تعالى هي التي تثمر الخشية منه تعالى .
4- وجوب عبادة الله تعالى وبطلان عبادة غيره .
5- وصف الانسان بالظلم والكفر وشدتهما ما لم يؤمن ويستقيم على منهج الاسلام .










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 23:36   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)

شرح الكلمات :
{ هذا البلد آمنا } : أي اجعل مكة بلداً آمناً يأمن كل من دخله .
{ واجنبيني } : بعدني .
{ أن نعبد الأصنام } : عن أن نعبد الأصنام .
{ اضللن كثيراً من الناس } : أي بعبادتهم لها .
{ من تبعني فإنه مني } : أي من اتبعني على التوحيد فهو من اهل بيتي .
{ من ذريتي } : أي من بعض ذريتي وهو إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر .
{ بواد غير ذي زرع } : أي مكة اذ لا مزارع فيها ولا حولها يومئذ .
{ تهوي إليهم } : تحن اليهم وتميل رغبة في الحجو والعمرة .
{ على الكبر إسماعيل واسحق } : أي مع الكبر إذ كانت سنه يومئذ تسعاً وتسعين سنة وولد له إسحق وسنه مائة واثنتا عشرة سنة .
{ ولوالدي } : هذا قبل أن يعرف موت والده على الشرك .
{ يوم يقوم الحساب } : أي يوم يقوم الناس للحساب .
معنى الآيات :
ما زال السياق في تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء وقد تضمنت هذه الآيات ذلك ، فقوله تعالى : { وإذ قال إبراهيم } أي أذكر إذ قال إبراهيم فكيف يذكر ما لم يوح الله تعالى إليه بذلك ففسر هذا نبوة الله ونزل الوحي إليه ، وقوله : { رب اجعل هذا البلد آمنا } أي ذا فيأمن من دخله على نفسه وماله والمراد من البلد مكة .
وقوله : { واجنبني وبني ان نعبد الأصنام } فيه تقرير للتوحيد الذي هو عبادة الله وحده ومعنى اجنبني أبعدني أنا وأولادي وأحفادي وقد استجاب الله تعالى له فلم يكن في أولاده وأولاد اولاده مشرك ، وقوله : { رب إنهن أظللنن كثيراً من الناس } تعليل لسؤاله ربه أن يجنبه وبنيه عبادتها ، واضلال الناس كان بعبادتهم لها فضلوا في أودية الشرك ، وقوله : { فمن تبعني } أي من اولادي { فإنه مني } أي على ملتي وديني ، { ومن عصاني } فلم يتبعني على ملة الاسلام ان تعذبه فذاك وان تغفر له ولم تعذبه ( فإنك غفور رحيم ) ، وقوله : ( ربنا إني اسكنت من ذريتي ) أي من بعض ذريتي وهو اسماعيل مع امه هاجر ( بواد غير ذي زرع ) هو مكة اذ ليس فيها ولا حولها زراعة يومئذ والى آماد بعيدة وأزمنة عديدة ( عند بيتك المحرم ) قال هذا بإعلام من الله تعالى له انه سيكون له بيت في هذ الوادي ومعنى المحرم أي الحرام وقد حرمته تعالى فمكة حرام الى يوم القيامة لا يصاد صيدها ولا يختلي خلاها ولا تسفك فيها دماء ولا يحل فيها قتال ، وقوله : ( ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ) هذا دعاء بان ييسر الله تعالى عيش سكان مكة ليعبدوا الله تعالى فيها بإقام الصلاة ، فإن قلوب بعض الناس عندما تهفوا الى مكة وتميل الى الحج والعمرة تكون سبباً في نقل الأرزاق والخيرات الى مكة ، وقوله : ( وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) دعاء آخر بأن يرزق الله بنيه من الثمرات ليشكروا الله تعالى على ذلك فوجود الأرزاق والثمرات موجبة للشكر ، إذ النعم تقتضي شكراً ، وقوله : ( ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء ) اراد به أم ما سأل إنما سأل إنما هو من باب إظهار العبودية لله والتخشع لعظمته والتذلل لعزته والافتقار الى ما عنده ، وإلا فالله اعلم بحاله وما يصلحه هو وبنيه ، وما هم في حاجة إليه لأنه تعالى يعلم كل شيء ولا يخفى عنه شيء في الارض ولا في السماء . .وقوله : ( الحمد الله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل واسحق على كبر سنه ، والاعلام بان الله تعالى سميع دعاء من يدعوه وينيب اليه ، وقوله : ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) أيضاً من يقيم الصلاة ، لان الصلاة هي علة الحياة إذ هي الذكر والشكر فمتى أقام العبد الصلاة فأداها بشروطها وأركانها كان من الذاكرين الشاكرين ، ومتى تركها العبد كان من الناسين الغافلين وكان من الكافرين ، وأخيراً ألح على ربه في قبول دعائه وسأل المغفرة له ولوالديه وللمؤمنين يوم يقوم الناس للحساب وذلك يوم القيامة .
{ هداية الايات } :
من هداية الآيات :
1- فضل مكة وشرفها وأنها حرم آمن من أي ذو أمن .
2- الخوف من الشرك لخطره وسؤال الله تعالى الحفظ من ذلك .
3- علاقة الايمان والتوحيد اولى من علاقة الرحم والنسب .
4- اهمية إقام الصلاة وان من لم يرد ان يصلي لا حق له في الغذاء ولذا يعدم ان أصر على ترك الصلاة .
5- بيان استجابة دعاء إبراهيم عليه السلام فيما سأل ربه تعالى فيه .
6- وجوب حمد الله وشكره على ما ينعم به على عبده .
7- مشروعية الاستغفار للنفس وللمؤمنين والمؤمنات .
8- تقرير عقيدة البعث والحساب والجزاء .
أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 23:40   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)

شرح الكلمات :
{ عما يعمل الظالمون } : أي المشركون من اهل مكة وغيرهم .
{ ليوم تشخص فيه الأبصار } : أي تنفتح فلا تغمض لشدة ما ترى من الأهوال .
{ مهطعين مقنعي رؤوسهم } : أي مسرعين الى الداعي الذي دعاهم الى الحشر ، رافعي رؤوسهم .
{ وأفئدتهم هواء } : أي فارغة من العقل لشدة الخوف والفزع .
{ نجب دعوتك } : أي على لسان رسولك فنعبدك ونوحدك ونتبع الرسل .
{ ما لكم من زوال } : أي عن الدنيا الى الآخرة .
{ وقد مكروا مكرهم } : أي مكرت قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث أرادوا قتله او حبسه أو نفيه .
{ وإن كان مكرهم لتزول منه } : أي لم يكن مكرهم بالذي تزول منه الجبال فإنه تافه { الجبال } : لا قيمة له فلا تعبأ به ولا تلتفت اليه .
معنى الآيات :
في هذا السياق الكريم تقوية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله على الصبر ليواصل دعوته الى ربه الى ان ينصرها الله تعالى وتبلغ المدى المحدد لها والأيام كانت صعبة على رسول الله وأصحابه لتكالب المشركين على أذاهم ، وازدياد ظلمهم لهم فقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون } من قومك انه ان لم ينزل بهم نقمة ولم يحل بهم عذابه إنما يريد ان يؤخرهم { ليوم تشخص فيه الابصار } أي تنفتح فلا تغمض ولا تطرف لشدة الأهوال وصعوبة الأحوال ، { مهطعين } أي مسرعين { مقنعي رؤوسهم } اي حال كونهم مهطعين مقنعي رؤوسهم أي رافعين رؤوسهم مسرعين للداعي الذي دعاهم الى المحشر ، قال تعالى : { واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب } { لا يرتد إليهم طرفهم } أي لا تغمض أعينهم من الخوف { وأفئدتهم } أي قلوبهم { هواء } أي فارغة من الوعي والادراك لما اصابها من الفزع والخوف ثم امر تعالى رسوله في الآية ( 44 ) بإنذار الناس مخوفاً لهم من عاقبة امرهم اذ استمروا على الشرك بالله والكفر برسوله وشرعه ، { يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا } أي أشركوا بربهم ، وآذوا عباده المؤمنين ( ربنا أخرنا الى أجل قريب ) أي يطلبون الإنظار والإمهال { نجب دعوتك } أي نوحدك ونطيعك ونطيع رسولك ، فيقال لهم : توبيخاً وتقريعاً وتكذيباً لهم : { أو لم تكونوا اقسمتم } أي حلفتم { من قبل ما لكم من زوال } اي أطلبتم الآن التأخير ولم تطلبوه عندما قلتم ما لنا من زوال ولا ارتحال من الدنيا الى الآخرة ، { وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم } بالشرك والمعاصي { وتبين لكم } أي عرفتم { كيف فعلنا بهم } أي بإهلاكنا لهم وضربنا لكم الأمثال في كتبنا وعلى ألسنة فيوبخون هذا التوبيخ ولا يجابون لطلبهم ويقذفون في الجحيم ، وقوله تعالى : { وقد مكروا مكرهم } أي وقد مكر كفار قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قرروا حبسه مغالاً في السجن حتى الموت او قتله ، أو نفيه وعزموا على القتل ولم يستطيعوه { وعند الله مكرهم } أي علمه ما أرادوا به ، وجزاؤهم عليه ، وقوله : { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } أي ولم يكن مكرهم لتزول منه الجبال فإنه تافه لا وزن ولا اعتبار فلا تحفل به أيها الرسول ولا تلتفت ، فإنه لا يحدث منه شيء ، وفعلاً قد خابوا فيه أشد الخيبة .من هداية الآيات :
1- تأخير العذاب عن الظلمة في كل زمان ومكان لم يكن غفلة عنهم ، وإنما هو تأخيرهم الى يوم القيامة او الى ان يحين الوقت المحدد لأخذهم .
2- بيان أهوال يوم القيامة وصعوبة الموقف فيه حتى يتمنى الظالمون الرجوع الى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا ويوحدوا ربهم في عبادته .
3- التنديد بالظلم وبيان عقاب الظالمين بذكر أحوالهم .
4- تقرير جريمة قريش في ائتمارها على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أيسر التفاسير للجزائري










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 23:44   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
((فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) سورة
إبراهيم

شرح الكلمات :
{ إن الله عزيز } : أي غالب لا يحال بينه وبين مراده بحال من الأحوال .
{ ذو انتقام } : أي صاحب انتقام ممن عصاه وعصى رسوله .
{ يوم تبدل الأرض } : أي اذكر يا رسولنا للظالمين يوم تبدل الأرض .
{ وبرزوا لله } : أي خرجوا من القبور لله ليحاسبهم ويجزيهم .
{ مقرنين } : أي مشدودة أيديهم وأرجلهم الى رقابهم .
{ في الأصفاد } : الأصفاد جمع صفد وهو الوثائق من حبل وغيره .
{ سرابيلهم } : أي قمصهم التي يلبسونها من قطران .
{ أولوا الألباب } : أصحاب العقول .
معنى الآيات :
ما زال السياق في تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وهم يعانون من صلف المشركين وظلمهم وطغيانهم فيقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله } إنه كما لم يخلف رسلة الأولين لا يخلفك أنت ، إنه لا بد منجز لك ما وعدك من النصر على أعدائك فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تسعجل لهم . { إن الله عزيز } أي غالب لا يغلب على أمره ما يريده لا بد واقع { ذو انتقام } شديد ممن عصاه وتمرد على طاعته وحارب اولياءه ، واذكر { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات } كذلك { وبرزوا } أي ظهروا بعد خروجهم من قبورهم في طريقهم الى المحشر إجابة منهم لدعوة الداعي وقد برزوا { لله والواحد القهار } ، و { ترى المجرمين يومئذ } يا رسولنا تراهم { مقرنين في الاصفاد } مشدودة أيديهم وأرجلهم الى اعناقهم ، هؤلاء المجرمون اليوم بالشرك والظلم والشر والفساد اجرموا على انفسهم أولاً ثم على غيرهم ثانياً سواء ممن ظلموهم وآذوهم أو منن دعوهم الى الشرك وحملوهم عليه ، الجميع قد اجرمو في حقهم ، { سرابيلهم } قمصانهم التي على أجسامهم { من قَطران } وهو ما تدهن به الإبل : مادة سوداء محرفة للجسم أو من نحاس إذ قُريء من قِطرٍآن أي من نحاس أحمي عليه حتى بلغ المنتهى في الحرارة { وتغشى وجوهم النار } أي وتغطي وجوهم النار بلهبها ، هؤلاء هم المجرمون في الدنيا بالشرك والمعاصي ، وذها هو جزاؤهم يوم القيامة ، فعل تعالى هذا بهم { ليجزي الله كل نفس بما كسبت ان الله سريع الحساب } فما بين إن وجدوا في الدنيا ان انتهوا الى نار جهنم واستقروا في أتون جحيمها الا كمن دخل مع باب وخرج مع آخر ، وأخيراً يقول تعالى : { هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكروا أولوا الألباب } اي هذا القرآن بلاغ للناس من رب الناس قد بلغه إليهم رسول رب الناس { ولينذروا به } أي بما فيه من العظات والعبر والعرض الألوان العذاب وصنوف الشقاء لأهل الإجرام والشر والفساد ، { وليعلموا } أي بما فيه من الحجج والدلائل والبراهين { أنما هو إله واحد } أي معبود واحد لا ثاني له وهو الله جل جلاله ، فلا يعبدوا معه غيره إذ هو وحده الرب والإله الحق ، وما عداه فباطل ، { وليذكر اولوا الألباب } أي وليتعظ بهذا القرآن أصحاب العقول المدركة الواعية فيعلموا على إنجاء انفسهم من غضب الله وعذابه ، وليفوزوا برحمته ورضوانه .
من هداية الآيات :
1- بيان صدق وعد الله من وعدهم من رسله واوليائه .

2- بيان أحوال المجرمين في العرض وفي جهنم .
3- بيان العلة في المعاد الآخر وهو الجزاء على الكسب في الدنيا .
4- قوله تعالى في آخر آية من هذه السورة : ( هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب ) هذه الآية صالحة لأن تكون عنواناً للقرآن الكريم إذ دلت على مضمونة كلاملاً مع وجازة اللفظ وجمال العبارة ، والحمد لله اولاً وآخراً.
أيسر التفاسير للجزائري










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 23:47   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ختام سورة إبراهيم
((فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)

شرح الكلمات :
{ إن الله عزيز } : أي غالب لا يحال بينه وبين مراده بحال من الأحوال .
{ ذو انتقام } : أي صاحب انتقام ممن عصاه وعصى رسوله .
{ يوم تبدل الأرض } : أي اذكر يا رسولنا للظالمين يوم تبدل الأرض .
{ وبرزوا لله } : أي خرجوا من القبور لله ليحاسبهم ويجزيهم .
{ مقرنين } : أي مشدودة أيديهم وأرجلهم الى رقابهم .
{ في الأصفاد } : الأصفاد جمع صفد وهو الوثائق من حبل وغيره .
{ سرابيلهم } : أي قمصهم التي يلبسونها من قطران .
{ أولوا الألباب } : أصحاب العقول .
معنى الآيات :
ما زال السياق في تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وهم يعانون من صلف المشركين وظلمهم وطغيانهم فيقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله } إنه كما لم يخلف رسلة الأولين لا يخلفك أنت ، إنه لا بد منجز لك ما وعدك من النصر على أعدائك فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تسعجل لهم . { إن الله عزيز } أي غالب لا يغلب على أمره ما يريده لا بد واقع { ذو انتقام } شديد ممن عصاه وتمرد على طاعته وحارب اولياءه ، واذكر { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات } كذلك { وبرزوا } أي ظهروا بعد خروجهم من قبورهم في طريقهم الى المحشر إجابة منهم لدعوة الداعي وقد برزوا { لله والواحد القهار } ، و { ترى المجرمين يومئذ } يا رسولنا تراهم { مقرنين في الاصفاد } مشدودة أيديهم وأرجلهم الى اعناقهم ، هؤلاء المجرمون اليوم بالشرك والظلم والشر والفساد اجرموا على انفسهم أولاً ثم على غيرهم ثانياً سواء ممن ظلموهم وآذوهم أو منن دعوهم الى الشرك وحملوهم عليه ، الجميع قد اجرمو في حقهم ، { سرابيلهم } قمصانهم التي على أجسامهم { من قَطران } وهو ما تدهن به الإبل : مادة سوداء محرفة للجسم أو من نحاس إذ قُريء من قِطرٍآن أي من نحاس أحمي عليه حتى بلغ المنتهى في الحرارة { وتغشى وجوهم النار } أي وتغطي وجوهم النار بلهبها ، هؤلاء هم المجرمون في الدنيا بالشرك والمعاصي ، وذها هو جزاؤهم يوم القيامة ، فعل تعالى هذا بهم { ليجزي الله كل نفس بما كسبت ان الله سريع الحساب } فما بين إن وجدوا في الدنيا ان انتهوا الى نار جهنم واستقروا في أتون جحيمها الا كمن دخل مع باب وخرج مع آخر ، وأخيراً يقول تعالى : { هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكروا أولوا الألباب } اي هذا القرآن بلاغ للناس من رب الناس قد بلغه إليهم رسول رب الناس { ولينذروا به } أي بما فيه من العظات والعبر والعرض الألوان العذاب وصنوف الشقاء لأهل الإجرام والشر والفساد ، { وليعلموا } أي بما فيه من الحجج والدلائل والبراهين { أنما هو إله واحد } أي معبود واحد لا ثاني له وهو الله جل جلاله ، فلا يعبدوا معه غيره إذ هو وحده الرب والإله الحق ، وما عداه فباطل ، { وليذكر اولوا الألباب } أي وليتعظ بهذا القرآن أصحاب العقول المدركة الواعية فيعلموا على إنجاء انفسهم من غضب الله وعذابه ، وليفوزوا برحمته ورضوانه .
من هداية الآيات :
1- بيان صدق وعد الله من وعدهم من رسله واوليائه .
2- بيان أحوال المجرمين في العرض وفي جهنم .
3- بيان العلة في المعاد الآخر وهو الجزاء على الكسب في الدنيا .
4- قوله تعالى في آخر آية من هذه السورة : ( هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب ) هذه الآية صالحة لأن تكون عنواناً للقرآن الكريم إذ دلت على مضمونة كلاملاً مع وجازة اللفظ وجمال العبارة ، والحمد لله اولاً وآخراً .
أيسر التفاسير ابو بكر جابر الجزائري










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-09, 09:59   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان وتفسير سورة إبراهيم * عليه السلام*
الجزء الثاني والأخير


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) )) سورة إبراهيم

{ شرح الكلمات } :
{ واستفتحوا } : أي طلب الرسل الفتح لهم اي النصر على اقوامهم الظالمين .
{ وخاب } : أي خسر وهلك .
{ كل جبار عنيد } : أي ظالم يجبر الناس على مراده عنيد كثير العناد .
{ من ماء صديد } : أي هو ما يخرج سائلاً من اجواف اهل النار مختلطاً من قيح ودم وعرق .
{ يتجرعه ولا يكاد يسيغه } : أي يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته ولا يقارب ازدراده لقبحه ومراراته .
{ ويأتيه الموت من كل مكان } : أي لشدة ما يحيط به من العذاب فكل أسباب الموت حاصلة ولكن لا يموت .
{ اعمالهم كرماد } : أي الصالحة منها كصلة الرحم وبر الوالدين وإقراء الضيف وفك الأسير والفاسدة كعبادة الأصنام بالذبح لها والنذر والحلف والعكوف حولها كرماد .
{ لا يقدرون مما كسبوا على شيء } : أي لا يحصلون من اعمالهم التي كسبوها على ثواب وان قل لأنها باطلة بالشرك .
{ وما ذلك على الله بعزيز } : أي بصعب ممتنع عليه .
معنى الآيات :
هذا اخر حديث ما ذكر به موسى قومه من انباء الامم السابقة على بنى اسرائيل ، قال تعالى في الاخبار عنهم : { واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد } أي واستفتح الرسل أي طلبوا من الله تعالى ان يفتح عليهم بنصر على اعدائه واستجاب الله لهم ، { وخاب كل جبار عنيد } اي خسر وهلك كل ظالم طاغ معاند للحق وأهله ، وقوله { من ورائه جهنم } أي امامة جهنم تنتظره سيدخلها بعد هلاكه ويعطش ويطلب الماء فتسقيه الزبانية { من ماء صديد } اي وهو صديد اهل النار وهو ما يخرج من قيح ودم وعرق ، { يتجرعه } ، اي يبتلعه جرعة بعد اخرى لمرارته { ولا يكاد يسيغه } أي يدخله جوفه الملتهب عطشاً لقبحه ونتنه ومرارته وحرارته ، وقوله تعالى : { ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت } أي ويأتي هذا الجبار العنيد والذي هو في جهنم يقتله الظمأ فيسقى بالماء الصديد يأتيه الموت لوجود أسبابه وتوفرها من كل مكان اذ العذاب محيط به من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وما هو بميت لأن الله تعالى لم يشأ ذلك قال تعالى : { لا يموت فيها ولا يحيا } وقال : { لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها } ومن وراء ذلك العذاب الذي هو فيه { عذاب } أي لون آخر من العذاب { غليظ } أي شديد لا يطاق ، وقوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف } اي شديد هبوب الرياح فيه { لا يقدرون مما كسبوا } أي من اعمال في الدنيا { على شيء } أي من الثواب والجزاء والحسن عليها ، هذا مثل أعمالهم الصالحة كأنواع الخير والبر والطالحة والكفر وعبادة غير الله مما كانوا يرجعون نفعه ، الكل يذهب ذهاب رماد حملته الريح وذهبت به ، مشتدة في يوم عاصف شديد هبوب الريح فيه .وقوله تعالى : { ذلك هو الضلال البعيد } أي ذلك الذي دل عليه المثل هو الضلال البعيد لمن وقع فيه إذ ذهب كل عمله سدى بغير طائل فلم ينتفع بشيء منه وأصبح من الخاسرين .
وقوله تعالى : { ألم تر ان الله خلق السموات والأرض بالحق } أي الم تعلم أيها الرسول ان الله خلق السموات والأرض بالحق أي من اجل الانسان ليذكر الله تعالى ويشكره فإذا تنكر لربه فكفر به وأشرك غيره في عبادته عذبه بالعذاب الأليم الذي تقدم وصفه في هذا السياق لان الله تعالى لم يخلق السموات والأرض عبثاً وباطلاً بل خلقهما وخلق ما فيهما من أجل ان يذكر فيهما ويشكر ترك الذكر والشكر عذبه أشد العذاب وأدومه وأبقاه ، وقوله تعالى : { أن يشأ يذهبكم } ايها الناس المتمردون على طاعته المشركون به { ويأت بخلق جديد } غيركم يعبدونه ويوحدونه { وما ذلك على الله بعزيز } اي بممتنع ولا متعذر لآن الله على كل شيء قدير .
{ هداية الآيات }
{ من هداية الآيات } :
1- إنجاز وعد لله لرسله في قوله : ( فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ) الآية .
2- خيبة وخسران عامة أهل الشرك والكفر والظلم .
3- عظم عذاب يوم القيامة وشدته .
4- بطلان أعمال المشركين والكافرين وخيبتهم فيها اذ لا ينتفعون بشيء منها .
5- عذاب اهل الكفر والشرك والظلم لازم لانهم لم يذكروا ولم يشركوا والذكر والشكر علة الوجود كله فلما عبثوا بالحياة استحقوا عذاباً أبدياً .
أيسر التفاسير للجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23) ))إبراهيم

شرح الكلمات :

{ وبرزوا لله جميعاً } : أي برزت الخلائق كلها لله وذلك يوم القيامة .
{ إنا كنا لكم تبعاً } : أي تابعين لكم فيما تعتقدون وتعلمون .
{ فهل أنتم مغنون عنا } : أي دافعون عنا بعض العذاب .
{ ما لنا من محيص } : أي من ملجأ ومهرب أو منجا .
{ لما قضي الأمر } : بإدخال اهل الجنة واهل النار النار .
{ ما انا بمصرخكم } : أي بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب والكرب .
{ تجري من تحتها الأنهار } : أي من تحت قصورها وأشجارها الأنهار الأربعة : الماء واللبن والخمر والعسل .
معنى الآيات :
في هذه الآية عرض سريع للموقف وما بعده من استقرار اهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة يقرر مبدأ الوحي والتوحيد والبعث الآخر بأدلة لا ترد ، قال تعالى : { وبرزوا لله جميعاً } أي خرجت البشرية من قبورها مؤمنوها وكافروها صالحوها وفاسدوها { فقال الضعفاء } اي الاتباع { للذين استكبروا } اي الرؤساء والموجهون للناس بما لديهم من قوة وسلطان { إنا كنا لكم تبعاً } أي أتباعاً في عقائدهم وما تدينون به ، { فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء } ؟ أي فهل يمكنكم ان ترفعوا عنا بعض العذاب بحكم تعيتنا لكم فاجابوهم بما أخبر تعالى به عنهم : { قالوا لة هدانا الله لهديناكم } اعترفوا الان ان الهداية بيد الله واقروا بذلك ، ولكنا ضللنا فاضللناكم { سواء علينا اجزعنا } اليوم { أم صبرنا مالنا من محيص } اي من مخرج من هذا العذاب ولا مهرب ، وهنا يقوم إبليس خطيباً فيهم بما اخبر تعالى عنه بقوله : { وقال الشيطان } اي ابليس عدو بنى آدم { لما قضى الأمر } بأذن اهل الجنة الجنة وادخل اهل النار النار { ان الله وعدكم وعد الحق } بان من آمن وعمل صالحاً مبتعداً عن الشرك والمعاصي ادخله جنته وأكرمه في جواره ، وان من كفر وأشرك وعصى ادخله النار وعذبه عذاب الهون في دار البوار { ووعدكتم } بان الله ووعيده ليس بحق ولا واقع { فاخلفتكم } فيما وعدتكم به ، وكنت في ذلك كاذباً عليكم مغرراً بكم ، { وما كان لي عليكم من سلطان } اي من قوة مادية اكرهتكم على اتباعي ولا معنوية ذات تأثير خارق للعادة اجبرتكم بها على قبول دعوتي { الا أن دعوتكم } اي لكن دعوتكم { فاستجبتم لي } اذا { فلا تلموموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم } أي مزيل صراخكم بنا اغثيكم به من نصر وخلاص من هذا العذاب { وما انتم } أيضاً { بمصرخي } ، اي بمغيثي { إني كفرت بما اشركتمون من قبل } اذ كل عابد لغير الله في الواقع هو عابد للشيطان اذ هو الذي زين له ذلك ودعاه اليه ، و { ان الظالمين لهم عذاب اليم } اي المشركين لهم عذاب اليم موجع ، وقوله تعالى : { وادخل الذين آمنوا } اي وادخل الله الذين آمنوا اي صدقوا بالله وبرسوله وبما جاء به رسوله { وعملوا الصالحات } وهي العبادات التي تعبد الله بها عباده فشرعها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم { جنات } بساتين { تجري من تحتها الأنهار } اي من خلال قصورها وأشجارها انهار الماء واللبن والخمر والعسل { خالدين فيها } لا يخرجون منها ولا يبغون عنها حولاً ، وقوله تعالى : { بإذن ربهم } أي ان ربهم هو الذي اذن لهم بدخولها والبقاء فيها ابداً ، وقوله : { تحيتهم فيها سلام } اي السلام عليكم يحييهم ربهم وتحييهم الملائكة ويحيي بعضهم بعضاً بالسلام وهي كلمة دعاء بالسلامة من كل العاهات والمنغصات وتحية بطلب الحياة الأبدية .
من هداية الآيات :
1- بيان ان التقيلد والتبعية لا تكون عذراً لصاحبها عند الله تعالى .
2- بيان ان الشيطان هو المعبود من دون الله تعالى اذ هو الذي دعا الى عبادة غير الله وزينها للناس .
3- تقرير لعلم الله بما لم يكن كيف يكون اذ ما جاء في الايات من حوار لم يكن بعد ولكنه في علم الله كائن كما هو وسوف يكون كما جاء في الآيات لا يختلف منه حرف واحد .
4- وعيد الظالمين بأليم العذاب .
5- العمل لا يدخل الجنة الا بوصفه سبباً لا غير ، والا فدخول الجنة يكون بإذن الله تعالى ورضاه .
أيسر التفاسير للجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)

{ شرح الكلمات } :
{ كلمة طيبة } : هي لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
{ كشجرة خبيثة } : هي النخلة .
{ كشجرة خبيثة } : هي الحنظل .
{ اجتثت } : أي اقتلعت جثتها اي جسمها وذاتها .
{ بالقول الثابت } : هو لا اله الا الله .
{ وفي الآخرة } : اي في القبر فيجيب الملكين هما لا يسألانه عنه حيث يسالانه عن ربه ودينه ونبيه .
{ بدلوا نعمة الله كفراً : أي بدلوا التوحيد والاسلام بالجحود والشرك .
{ دار البوار } : أي جهنم .
{ وجعلوا لله اندادا } : أي شركاء .
{ معنى الايات } :
الآيات في تقرير التوحيد والعبث والجزاء ، قوله تعالى : { ألم تر } أيها الرسول أي ألم تعلم { كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة } هي كلمة الايمان يقولها المؤمن { كشجرة طيبة } وهي النخلة { أصلها ثابت } في الأرض { وفرعها } عال { في السماء } ، { تؤتي أكلها } تعطي اكلها اي ثمرها الذي يؤكل منها كل حين بلحا وبسراً ومنصفاً ورطباً وتمراً وفي الصباح والمساء { بإذن ربها } أي بقدرته وتسخيره فكلمة الايمان لا اله الا الله محمد رسول الهه تثمر للعبد اعمالاً صالحة كل حين فهي في قلبه والاعمال الصالحة الناتجة عنها ترفع الى الله عز وجل ، وقوله تعالى : { ويضرب الله الامثال لناس لعلهم يتذكرون } أي كما ضرب هذا المثال للمؤمن والكافر في هذا السياق يضرب الامثال للناس مؤمنهم وكافرهم لعلهم يتذكرون اي رجاء ان يتذكروا فيتعظوا فيؤمنوا ويعملوا الصالحات فينجوا من عذاب الله ، وقوله : { ومثل كلمة خبيثة } هي كلمة الكفر في قلب الكافر { كشجرة خبيثة } هي الحنظل مُرة ولا خير فيها ولا اصل لها ثابت ولا فرع لها في السماء { اجتثت } اي اقتلعت واستؤصلت { من فوق الأرض مالها من قرار } اي لاثبات لها ولا تثمر الا ما فيها من مرارة وسوء طعم بركة وقوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } هذا وعد الله تعالى لعباده المؤمنين الصادقين بانه يثبتهم على الايمان مهما كانت الفتن والمحن حتى يموتوا على الايمان { وفي الآخرة } أي في القبر اذ هو عتبة الدار الآخرة عندما يسألهم الملكان عن الله وعن الدين والنبي من بك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ فيثبتهم بالقول الثابت وهو الايمان واصله لا اله الا الل محمد رسول الله والعمل الصالح الذي هو الاسلام وقوله تعالى : { ويضل الله الظالمين } مقابل هداية المؤمنين فلا يوقفهم للقول الثابت حتى يموتوا فيهلكوا على الكفر ويخسروا ، ذلك لإصرارهم على الشرك ودعوتهم اليه وظلم المؤمنين وأذيتهم من اجل ايمانهم ، وقوله تعالى : { ويفعل الله ما يشاء } تقرير لارادته الحرة فهو عز وجل يثبت من يشاء ويضل من يشاء فلا اعتراض عليه ولا نكير مع العلم انه يهدي ويضل بحكم عالية تجعل هدايته كاضلاله رحمة وعدلاً .وقوله تعالى : { ألم تر } اي الم ينته الى عملك ايها الرسول { الى الذين بدلوا نعمة الله } التي هي الاسلام الذي جاءهم به رسول الله بما فيه من الهدى والخير فكذبوا رسول الله وكذبوا بما جاء به ورضوا بالكفر وأنزلوا بذلك قومهم الذين يحثونهم على الكفر ويشجعونهم على التكذيب انزلوهم { دار البوار } فهلك من هلك في بدر كافراً الى جهنم ، ودار البوار هي جهنم يصلونها اي يحترقون بحرها ولهيبها { وبئس القرار } أي المقر الذي أحلوا قومهم فيه ، وقوله تعالى : { وجعلوا لله انداداً ليضلوا عن سبيله } اي جعل اولئك الذين بدلوا نعمة الله كفراً وهو كفار مكة لله انداداً اي شركاء عبدوها وهي اللات والعزى وهبل ومناة ، وغيرها من آلهتهم الباطلة ، جعلوا هذه الأنداد ودعوا الى عبادتها ليضلوا ويضلوا غيرهم عن سبيل الله التي هي الاسلام الموصل الى رضا الله تعالى وجواره الكريم ، وقوله تعالى : { قل تمتعوا } أي بما أنتم فيه من متاع الحياة الدنيا { فإن مصيركم } اي نهاية امركم { الى النار } حيث تصبرون اليه بعد موتكم ان اصررتم على الشرك والكفر حتى متم على ذلك .
هداية الايات
من هداية الآيات :
1- استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني الى الاذهان .
2- المقارنة بين الايمان والكفر ، وكلمة التوحيد وكلمة الكفر وما يثمره كل واحد من هذه الأصناف من خير وشر .
3- بشري المؤمن بتثبيت الله تعالى له على إيمانه حتى يموت مؤمناً وبالنجاة من عذاب القبر حيث يجيب منكراً ونكيراً على سؤالهما إياه بتثبيت الله تعالى له .
4- الأمر في قوله تعالى تمتعوا ليس للإباحة ولا للوجوب وإنما هو للتهديد والوعيد .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ))إبراهيم

شرح الكلمات :
{ لا بيع فيه ولا خلال } : هذا هو يوم القيامة لا بيع فيه ولا فداء ولا مخالة تنفع ولا صداقة .
{ الفلك } : اي السفن فلفظ الفلك دال على متعدد ويذكر ويؤنث .
{ دائبين } : جاريين في فلكهما لا يفتران أبداً حتى نهاية الحياة الدنيا .
{ لظلوم كفار } : كثير الظلم لنفسه ولغيره ، كفار عظيم الكفر هذا ما لم يؤمن ويهتد فإن آمن واهتدى سلب هذا الوصف منه .
معنى الايات :
لما امر الله تعالى رسوله ان يقول لأولئك الذين بدلوا نعمة الله كفراً { قل تمتعوا فإن مصيركم الى النار } أمر رسوله أيضاً ان يقول للمؤمنين . . يقيموا الصلاة وينفقوا من اموالهم سراً وعلانية ليتقوا ذلك العذاب يوم القيامة الذي توعد به الكافرون فقال : { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة } اي يؤدوها على الوجه الذي شرعت عليه فيتموا ركوعوها وسجودها ويؤدوها في اوقاتها المعنية وفي جماعة وعلى طهارة كاملة مستقبلين بها القبلة حتى تثمر لهم زكاة انفسهم وطهارة ارواحهم { وينفعوا } ويوالوا الانفاق في كل الاحيان { سراً وعلانية } ، { من قبل ان يأتي يوم } وهو يوم القيامة { لا بيع فيه ولا خلال } لا شراء فيحصل المرء على ما يفدي به نفسه من طريق البيع ، ولا خلة اي صداقة تنفعه ولا شفاعة الا باذن الله تعالى .
وقوله تعالى { الله الذي خلق السماوات والأرض } اي انشاهما وابتدأ خلقهما { وانزل من السماء ماء } هو ماء الأمطار { فأخرج به من الثمرات } والحبوب { رزقاً لكم } تعيشون به وتتم حياتكم عليه { وسخر لكم الفلك } اي السفن { لتجري في البحر بأمره } اي بإذنه وتشخيره تحملون عليها البضائع والسلع من اقيلم الى اقليم وتركبونها كذلك { وسخر لكم الانهار } الجارية بالمياه العذبة لتشربوا وتستقوا مزارعكم وحقولكم { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } لا يفترن ابدأ في جربهما وتنقلهما في بروجهما لمنافعكم التي لا تتم الا على ضوء الشمس وحرارتها ونور القمر وتنقله في منازله { وسخر لكم الليل والنهار } الليل لتسكنوا فيه وتستريحوا والنهار لتعملوا فيه وتكسبوا ارزاقكم { وآتاكم من كل ما سألتموه } مما انتم في حاجة إليه لقوام حياتكم ، هذا هو الله المستحق لعبادتكم رغبة فيه ووهبة منه ، هذا هو المعبود الحق الذي يجب ان يعبد وحده لا شريك له وليس الك الاصنام والاوثان التي تعبدونها وتدعون الى عبادتها حتى حملكم ذلك على الكفر والعناد بل والظلم والشر والفساد .
وقوله تعالى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } اي بعد ان عدد الكثير من نعمة اخبر انه لا يمكن للانسان ان يعد نعم الله عليه ولا ان يحصيها عداً بحال من الاحوال ، وقرر حقيقة في آخر هذه الموعظة والذكرى وهي ان الانسان اذا حرم الايمان والهداية الربانية ( ظلوم ) اي كثير الظلم كفور كثير الكفر عظيمة ، والعياذ بالله تعالى من ذلك .
هداية الآيات
من هداية الايات :
1- وجوب إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والاكثار من الصدقات لاتقاء عذاب النار .
2- جواز صدقة العلن كصدقة السر وان كانت الاخيرة افضل .
3- التعريف بالله عز وجل اذ معرفة الله تعالى هي التي تثمر الخشية منه تعالى .
4- وجوب عبادة الله تعالى وبطلان عبادة غيره .
5- وصف الانسان بالظلم والكفر وشدتهما ما لم يؤمن ويستقيم على منهج الاسلام .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)

شرح الكلمات :
{ هذا البلد آمنا } : أي اجعل مكة بلداً آمناً يأمن كل من دخله .
{ واجنبيني } : بعدني .
{ أن نعبد الأصنام } : عن أن نعبد الأصنام .
{ اضللن كثيراً من الناس } : أي بعبادتهم لها .
{ من تبعني فإنه مني } : أي من اتبعني على التوحيد فهو من اهل بيتي .
{ من ذريتي } : أي من بعض ذريتي وهو إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر .
{ بواد غير ذي زرع } : أي مكة اذ لا مزارع فيها ولا حولها يومئذ .
{ تهوي إليهم } : تحن اليهم وتميل رغبة في الحجو والعمرة .
{ على الكبر إسماعيل واسحق } : أي مع الكبر إذ كانت سنه يومئذ تسعاً وتسعين سنة وولد له إسحق وسنه مائة واثنتا عشرة سنة .
{ ولوالدي } : هذا قبل أن يعرف موت والده على الشرك .
{ يوم يقوم الحساب } : أي يوم يقوم الناس للحساب .
معنى الآيات :
ما زال السياق في تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء وقد تضمنت هذه الآيات ذلك ، فقوله تعالى : { وإذ قال إبراهيم } أي أذكر إذ قال إبراهيم فكيف يذكر ما لم يوح الله تعالى إليه بذلك ففسر هذا نبوة الله ونزل الوحي إليه ، وقوله : { رب اجعل هذا البلد آمنا } أي ذا فيأمن من دخله على نفسه وماله والمراد من البلد مكة .
وقوله : { واجنبني وبني ان نعبد الأصنام } فيه تقرير للتوحيد الذي هو عبادة الله وحده ومعنى اجنبني أبعدني أنا وأولادي وأحفادي وقد استجاب الله تعالى له فلم يكن في أولاده وأولاد اولاده مشرك ، وقوله : { رب إنهن أظللنن كثيراً من الناس } تعليل لسؤاله ربه أن يجنبه وبنيه عبادتها ، واضلال الناس كان بعبادتهم لها فضلوا في أودية الشرك ، وقوله : { فمن تبعني } أي من اولادي { فإنه مني } أي على ملتي وديني ، { ومن عصاني } فلم يتبعني على ملة الاسلام ان تعذبه فذاك وان تغفر له ولم تعذبه ( فإنك غفور رحيم ) ، وقوله : ( ربنا إني اسكنت من ذريتي ) أي من بعض ذريتي وهو اسماعيل مع امه هاجر ( بواد غير ذي زرع ) هو مكة اذ ليس فيها ولا حولها زراعة يومئذ والى آماد بعيدة وأزمنة عديدة ( عند بيتك المحرم ) قال هذا بإعلام من الله تعالى له انه سيكون له بيت في هذ الوادي ومعنى المحرم أي الحرام وقد حرمته تعالى فمكة حرام الى يوم القيامة لا يصاد صيدها ولا يختلي خلاها ولا تسفك فيها دماء ولا يحل فيها قتال ، وقوله : ( ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ) هذا دعاء بان ييسر الله تعالى عيش سكان مكة ليعبدوا الله تعالى فيها بإقام الصلاة ، فإن قلوب بعض الناس عندما تهفوا الى مكة وتميل الى الحج والعمرة تكون سبباً في نقل الأرزاق والخيرات الى مكة ، وقوله : ( وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) دعاء آخر بأن يرزق الله بنيه من الثمرات ليشكروا الله تعالى على ذلك فوجود الأرزاق والثمرات موجبة للشكر ، إذ النعم تقتضي شكراً ، وقوله : ( ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء ) اراد به أم ما سأل إنما سأل إنما هو من باب إظهار العبودية لله والتخشع لعظمته والتذلل لعزته والافتقار الى ما عنده ، وإلا فالله اعلم بحاله وما يصلحه هو وبنيه ، وما هم في حاجة إليه لأنه تعالى يعلم كل شيء ولا يخفى عنه شيء في الارض ولا في السماء . .وقوله : ( الحمد الله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل واسحق على كبر سنه ، والاعلام بان الله تعالى سميع دعاء من يدعوه وينيب اليه ، وقوله : ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) أيضاً من يقيم الصلاة ، لان الصلاة هي علة الحياة إذ هي الذكر والشكر فمتى أقام العبد الصلاة فأداها بشروطها وأركانها كان من الذاكرين الشاكرين ، ومتى تركها العبد كان من الناسين الغافلين وكان من الكافرين ، وأخيراً ألح على ربه في قبول دعائه وسأل المغفرة له ولوالديه وللمؤمنين يوم يقوم الناس للحساب وذلك يوم القيامة .
{ هداية الايات } :
من هداية الآيات :
1- فضل مكة وشرفها وأنها حرم آمن من أي ذو أمن .
2- الخوف من الشرك لخطره وسؤال الله تعالى الحفظ من ذلك .
3- علاقة الايمان والتوحيد اولى من علاقة الرحم والنسب .
4- اهمية إقام الصلاة وان من لم يرد ان يصلي لا حق له في الغذاء ولذا يعدم ان أصر على ترك الصلاة .
5- بيان استجابة دعاء إبراهيم عليه السلام فيما سأل ربه تعالى فيه .
6- وجوب حمد الله وشكره على ما ينعم به على عبده .
7- مشروعية الاستغفار للنفس وللمؤمنين والمؤمنات .
8- تقرير عقيدة البعث والحساب والجزاء .
أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)

شرح الكلمات :
{ عما يعمل الظالمون } : أي المشركون من اهل مكة وغيرهم .
{ ليوم تشخص فيه الأبصار } : أي تنفتح فلا تغمض لشدة ما ترى من الأهوال .
{ مهطعين مقنعي رؤوسهم } : أي مسرعين الى الداعي الذي دعاهم الى الحشر ، رافعي رؤوسهم .
{ وأفئدتهم هواء } : أي فارغة من العقل لشدة الخوف والفزع .
{ نجب دعوتك } : أي على لسان رسولك فنعبدك ونوحدك ونتبع الرسل .
{ ما لكم من زوال } : أي عن الدنيا الى الآخرة .
{ وقد مكروا مكرهم } : أي مكرت قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث أرادوا قتله او حبسه أو نفيه .
{ وإن كان مكرهم لتزول منه } : أي لم يكن مكرهم بالذي تزول منه الجبال فإنه تافه { الجبال } : لا قيمة له فلا تعبأ به ولا تلتفت اليه .
معنى الآيات :
في هذا السياق الكريم تقوية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله على الصبر ليواصل دعوته الى ربه الى ان ينصرها الله تعالى وتبلغ المدى المحدد لها والأيام كانت صعبة على رسول الله وأصحابه لتكالب المشركين على أذاهم ، وازدياد ظلمهم لهم فقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون } من قومك انه ان لم ينزل بهم نقمة ولم يحل بهم عذابه إنما يريد ان يؤخرهم { ليوم تشخص فيه الابصار } أي تنفتح فلا تغمض ولا تطرف لشدة الأهوال وصعوبة الأحوال ، { مهطعين } أي مسرعين { مقنعي رؤوسهم } اي حال كونهم مهطعين مقنعي رؤوسهم أي رافعين رؤوسهم مسرعين للداعي الذي دعاهم الى المحشر ، قال تعالى : { واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب } { لا يرتد إليهم طرفهم } أي لا تغمض أعينهم من الخوف { وأفئدتهم } أي قلوبهم { هواء } أي فارغة من الوعي والادراك لما اصابها من الفزع والخوف ثم امر تعالى رسوله في الآية ( 44 ) بإنذار الناس مخوفاً لهم من عاقبة امرهم اذ استمروا على الشرك بالله والكفر برسوله وشرعه ، { يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا } أي أشركوا بربهم ، وآذوا عباده المؤمنين ( ربنا أخرنا الى أجل قريب ) أي يطلبون الإنظار والإمهال { نجب دعوتك } أي نوحدك ونطيعك ونطيع رسولك ، فيقال لهم : توبيخاً وتقريعاً وتكذيباً لهم : { أو لم تكونوا اقسمتم } أي حلفتم { من قبل ما لكم من زوال } اي أطلبتم الآن التأخير ولم تطلبوه عندما قلتم ما لنا من زوال ولا ارتحال من الدنيا الى الآخرة ، { وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم } بالشرك والمعاصي { وتبين لكم } أي عرفتم { كيف فعلنا بهم } أي بإهلاكنا لهم وضربنا لكم الأمثال في كتبنا وعلى ألسنة فيوبخون هذا التوبيخ ولا يجابون لطلبهم ويقذفون في الجحيم ، وقوله تعالى : { وقد مكروا مكرهم } أي وقد مكر كفار قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قرروا حبسه مغالاً في السجن حتى الموت او قتله ، أو نفيه وعزموا على القتل ولم يستطيعوه { وعند الله مكرهم } أي علمه ما أرادوا به ، وجزاؤهم عليه ، وقوله : { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } أي ولم يكن مكرهم لتزول منه الجبال فإنه تافه لا وزن ولا اعتبار فلا تحفل به أيها الرسول ولا تلتفت ، فإنه لا يحدث منه شيء ، وفعلاً قد خابوا فيه أشد الخيبة .من هداية الآيات :
1- تأخير العذاب عن الظلمة في كل زمان ومكان لم يكن غفلة عنهم ، وإنما هو تأخيرهم الى يوم القيامة او الى ان يحين الوقت المحدد لأخذهم .
2- بيان أهوال يوم القيامة وصعوبة الموقف فيه حتى يتمنى الظالمون الرجوع الى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا ويوحدوا ربهم في عبادته .
3- التنديد بالظلم وبيان عقاب الظالمين بذكر أحوالهم .
4- تقرير جريمة قريش في ائتمارها على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أيسر التفاسير للجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ختام سورة إبراهيم
((فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)

شرح الكلمات :
{ إن الله عزيز } : أي غالب لا يحال بينه وبين مراده بحال من الأحوال .
{ ذو انتقام } : أي صاحب انتقام ممن عصاه وعصى رسوله .
{ يوم تبدل الأرض } : أي اذكر يا رسولنا للظالمين يوم تبدل الأرض .
{ وبرزوا لله } : أي خرجوا من القبور لله ليحاسبهم ويجزيهم .
{ مقرنين } : أي مشدودة أيديهم وأرجلهم الى رقابهم .
{ في الأصفاد } : الأصفاد جمع صفد وهو الوثائق من حبل وغيره .
{ سرابيلهم } : أي قمصهم التي يلبسونها من قطران .
{ أولوا الألباب } : أصحاب العقول .
معنى الآيات :
ما زال السياق في تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وهم يعانون من صلف المشركين وظلمهم وطغيانهم فيقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله } إنه كما لم يخلف رسلة الأولين لا يخلفك أنت ، إنه لا بد منجز لك ما وعدك من النصر على أعدائك فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تسعجل لهم . { إن الله عزيز } أي غالب لا يغلب على أمره ما يريده لا بد واقع { ذو انتقام } شديد ممن عصاه وتمرد على طاعته وحارب اولياءه ، واذكر { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات } كذلك { وبرزوا } أي ظهروا بعد خروجهم من قبورهم في طريقهم الى المحشر إجابة منهم لدعوة الداعي وقد برزوا { لله والواحد القهار } ، و { ترى المجرمين يومئذ } يا رسولنا تراهم { مقرنين في الاصفاد } مشدودة أيديهم وأرجلهم الى اعناقهم ، هؤلاء المجرمون اليوم بالشرك والظلم والشر والفساد اجرموا على انفسهم أولاً ثم على غيرهم ثانياً سواء ممن ظلموهم وآذوهم أو منن دعوهم الى الشرك وحملوهم عليه ، الجميع قد اجرمو في حقهم ، { سرابيلهم } قمصانهم التي على أجسامهم { من قَطران } وهو ما تدهن به الإبل : مادة سوداء محرفة للجسم أو من نحاس إذ قُريء من قِطرٍآن أي من نحاس أحمي عليه حتى بلغ المنتهى في الحرارة { وتغشى وجوهم النار } أي وتغطي وجوهم النار بلهبها ، هؤلاء هم المجرمون في الدنيا بالشرك والمعاصي ، وذها هو جزاؤهم يوم القيامة ، فعل تعالى هذا بهم { ليجزي الله كل نفس بما كسبت ان الله سريع الحساب } فما بين إن وجدوا في الدنيا ان انتهوا الى نار جهنم واستقروا في أتون جحيمها الا كمن دخل مع باب وخرج مع آخر ، وأخيراً يقول تعالى : { هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكروا أولوا الألباب } اي هذا القرآن بلاغ للناس من رب الناس قد بلغه إليهم رسول رب الناس { ولينذروا به } أي بما فيه من العظات والعبر والعرض الألوان العذاب وصنوف الشقاء لأهل الإجرام والشر والفساد ، { وليعلموا } أي بما فيه من الحجج والدلائل والبراهين { أنما هو إله واحد } أي معبود واحد لا ثاني له وهو الله جل جلاله ، فلا يعبدوا معه غيره إذ هو وحده الرب والإله الحق ، وما عداه فباطل ، { وليذكر اولوا الألباب } أي وليتعظ بهذا القرآن أصحاب العقول المدركة الواعية فيعلموا على إنجاء انفسهم من غضب الله وعذابه ، وليفوزوا برحمته ورضوانه .
من هداية الآيات :
1- بيان صدق وعد الله من وعدهم من رسله واوليائه .
2- بيان أحوال المجرمين في العرض وفي جهنم .
3- بيان العلة في المعاد الآخر وهو الجزاء على الكسب في الدنيا .
4- قوله تعالى في آخر آية من هذه السورة : ( هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب ) هذه الآية صالحة لأن تكون عنواناً للقرآن الكريم إذ دلت على مضمونة كلاملاً مع وجازة اللفظ وجمال العبارة ، والحمد لله اولاً وآخراً .
أيسر التفاسير ابو بكر جابر الجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-08, 23:53   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا أستاذنا الفاضل ومعلمنا القدير أيمن عبد الله
نشكركم كثيرا على اهتمامكم بالموضوع
نسأل الله أن يكتب لكم الأجر والثواب ويرحم والديكم أحياءا وأمواتا
نعلمكم أن الإمتحانات قربت لذا نستسمحكم جميعا في الغياب عن الصفحة المباركة سنعود قريبا ان شاء الله للمشاركة
دعواتكم لنا بالتوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتم









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-09, 00:07   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا أستاذنا الفاضل ومعلمنا القدير أيمن عبد الله
نشكركم كثيرا على اهتمامكم بالموضوع
نسأل الله أن يكتب لكم الأجر والثواب ويرحم والديكم أحياءا وأمواتا
نعلمكم أن الإمتحانات قربت لذا نستسمحكم جميعا في الغياب عن الصفحة المباركة سنعود قريبا ان شاء الله للمشاركة
دعواتكم لنا بالتوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتم
بارك الله فيك
ابنتنا الفاضلة (ساجدة لربي)
وبالتوفيق في الدراسة ان شاء الله
ونتمنى لك النجاح والتوفيق
أما الموضوع فهو عن كلام الله تعالى
والجميع يشارك بما استطاع
ونسأل الله تعالى أن يسدد خطانا
ويرزقنا الاخلاص والصواب
وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-09, 10:05   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الرعد
مدنية وهي ثلاث وأربعون آية.
تسميتها:
سمّيت سورة الرّعد، للكلام فيها عن الرّعد والبرق والصّواعق وإنزال المطر من السّحاب: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً، وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ. وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ، وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ [الرّعد 13/ 12- 13] والمطر أو الماء سبب للحياة: حياة الأنفس البشريّة والحيوان والنّبات، والصّواعق قد تكون سببا للإفناء، وذلك مناقض للماء الذي هو رحمة، والجمع بين النّقيضين من العجائب.
مناسبتها لما قبلها:
هناك تناسب بين سورة الرّعد وسورة يوسف في الموضوع والمقاصد ووصف القرآن، أما الموضوع فكلاهما تضمّنتا الحديث عن قصص الأنبياء مع أقوامهم، وكيف نجّى اللّه المؤمنين المتّقين وأهلك الكافرين، وأما المقاصد فكلّ من السّورتين لإثبات توحيد الإله ووجوده، ففي سورة يوسف: أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ. وفي سورة الرّعد: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها .. [2- 4]. قُلْ: مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ: اللَّهُ [16]، وفيهما من الأدلّة على وجود الصّانع الحكيم وكمال قدرته وعلمه ووحدانيته الشيء الكثير، ففي سورة يوسف: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها، وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ. وفي سورة الرّعد آيات دالّة على قدرة اللّه تعالى وألوهيّته مثل الآيات [2- 4]، والآيات [8- 11]، والآيات [12- 16]، والآيتان [30 و33].
وأما وصف القرآن فختمت به سورة يوسف: ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.
وبدئت سورة الرّعد بقوله سبحانه: تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ، وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ.
ما اشتملت عليه السّورة:
تحدثت سورة الرّعد عن مقاصد السّور المدنية التّي تشبه مقاصد السّور المكيّة، وهي التّوحيد وإثبات الرّسالة النّبوية، والبعث والجزاء، والرّد على شبهات المشركين.
وأهم ما اشتملت عليه هو ما يأتي:
1- بدئت السّورة بإقامة الأدلّة على وجود اللّه تعالى ووحدانيته، من خلق السّموات والأرض، والشّمس والقمر، والليل والنّهار، والجبال والأنهار، والزّروع والثّمار المختلفة الطّعوم والرّوائح والألوان، وأن اللّه تعالى منفرد بالخلق والإيجاد، والإحياء والإماتة، والنّفع والضّر.
2- إثبات البعث والجزاء في عالم القيامة، وتقرير إيقاع العذاب بالكفار في الدّنيا.
3- الإخبار عن وجود ملائكة تحفظ الإنسان وتحرسه بأمر اللّه تعالى.
4- إيراد الأمثال للحقّ والباطل، ولمن يعبد اللّه وحده ولمن يعبد الأصنام، بالسّيل والزّبد الذي لا فائدة فيه، وبالمعدن المذاب، فيبقي النّقي الصّافي ويطرح الخبث الذي يطفو.
5- تشبيه حال المتّقين أهل السّعادة الصّابرين المقيمي الصّلاة بالبصير،حال العصاة الذين ينقضون العهد والميثاق، ويفسدون في الأرض بالأعمى.
6- البشارة بجنان عدن للمتّقين، والإنذار بالنّار لناقضي العهد المفسدين في الأرض.
7- بيان مهمّة الرّسول وهي الدّعوة إلى عبادة اللّه وحده، وعدم الشّرك به، وتحذيره من مجاملة المشركين في دعوتهم.
8- الرّسل بشر كغيرهم من النّاس، لهم أزواج وذريّة، وليست المعجزات رهن مشيئتهم، وإنما هي بإذن اللّه تعالى، ومهمّتهم مقصورة على التّبليغ، أما الجزاء فإلى اللّه تعالى.
9- إثبات ظاهرة التّغير في الدّنيا، مع ثبوت الأصل العام لمقادير الخلائق في اللوح المحفوظ.
10- الاعلام بأن الأرض ليست كاملة التّكوير، وإنما هي بيضاوية ناقصة في أحد جوانبها: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها.
11- إحباط مكر الكافرين بأنبيائهم في كلّ زمان.
12- ختمت السّورة بشهادة اللّه لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بالنّبوة والرّسالة، وكذا شهادة المؤمنين من أهل الكتاب بوجود أمارات النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم في كتبهم. وكان في السّورة بيان مدى فرح هؤلاء بما ينزل من القرآن مصدّقا لما عرفوه من اكتب الإلهية.










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-09, 16:28   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
نبدأ مع سورة الرعد
'((المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) )) سورة الرعد

سورة الرعد
مكية إلا قوله: "ولا يزال الذين كفروا" ، وقوله: "ويقول الذين كفروا لست مرسلا" (1) [وهي ثلاث وأربعون آية] (2) . بسم الله الرحمن الرحيم
{ المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (1) } .
{ المر } قال ابن عباس: معناه: أنا الله أعلم وأرى (3) { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ } يعني: تلك الأخبار التي قصصتها [عليك] (4) آيات التوراة والإنجيل والكتب المتقدمة، { وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ } يعني: وهذا القرآن الذي أنزل إليك، { مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ } أي: هو الحق فاعتصم به. فيكون محل "الذي" رفعا على الابتداء، والحق خبره.
__________
(1) أخرج النحاس في "الناسخ والمنسوخ" عن ابن عباس، وسعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير أن سورة الرعد مكية. وبه قال الحسن وعطاء وقتادة. وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس، وابن مردويه عن ابن الزبير: أن سورة الرعد نزلت بالمدينة. وبه قال جابر ابن زيد. وروي عن ابن عباس أنها مدنية إلا آيتين نزلتا بمكة، ورواه ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة. ومكية السورة شديدة الوضوح: سواء في طبيعة موضوعها، أو طريقة أدائها، أو في جوها العام الذي لا يخطئ تنسمه من يعيش فترة في ظلال القرآن.
.................................................. ..
انظر: الدر المنثور: 4 / 599، الإتقان: 1 / 40-44، زاد المسير: 4 / 299، في ظلال القرآن: 13 / 2039.
(2) ما بين القوسين ساقط من "أ".
(3) انظر فيما سبق: 1 / 58، وراجع تفسير الطبري: 1 / 205-224، 6 / 149، 12 / 294،292، 15 / 9، 16 / 319-320. طبعة دار المعارف، زاد المسير: 4 / 300.
(4) ساقط من "ب".

معالم التنزيل للشوكاني










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc