آصف شوكت بعيون عارفيه..مقاوم لبناني وفلسطيني
يرسم الاعلام عموما واللبناني خصوصا للعماد آصف شوكت صورة مخيفة وعابسة . صورة الرجل هذه ليست إلا جزءا من لعبة يديرها الغرب لتشويه رموز النظام السوري وشخصياته، وما اسهم في تكريسها، هو عدم اسستساغة الإعلام المقابل الخوض في هذه اللعبة، فطبيعة المهمات التي يتولاها شوكت، تفرض عليه الابتعاد عن الإعلام، أضف أن الشخصيات الأمنية لا تضيرها مثل هذه الصورة التي تعد جزءا من الهيبة الإعلامية.
لكن من يعرفون شوكت لديهم صورة مغايرة، يقول أحد معارف الرجل ان شوكت معروف بتواضعه امام من يجالسهم ولا يتردد بكسر البروتوكولات المتبعة وسرعان ما يزيل الحواجز مع ضيفه، انه محدث جيد، وشخصية اجتماعية ,مخلص لاصدقائه، لم تغيره المواقع التي تقلدها والجانب الانساني موجود فيه، اما مسالة القسوة والصورة الاجرامية والدموية التي تقدم فهي لتبرير عملية اغتياله ليست في محلها "السبب الرئيسي يكمن في مكان اخر .
صفات شوكت القيادية والمميزة وحساسية الملفات التي استلمها وتابعها قد تكون في صلب هذه الاسباب وهذا ما يؤكده احد عارفيه :"اصف شوكت جمع بين صفات القائد العسكري والمثقف السياسي كما انه كان مطلعا على ملفات السياسة الخارجية، ويعرف جيدا الملف اللبناني والملف الفلسطيني والملفات الاقليمية، هو رجل يتميز بخصائص في العمل التنظيمي، ولديه عقل مركب يجمع بين التنظيم والثقافة السياسية وبين العمل العسكري والامني" .
أما عن طبيعالادوار التي اضطلع بها شوكت، فيقول: قد لعب دور اساسي من خلال موقعه كرئيس للمخابرات العسكرية ابتداء من العام ،2005 وتم تكليفه من قبل القيادة السورية لمواجهة الهجوم الغربي الاميركي الفرنسي تحديدا بفعل القرار 1559 الذي اخرج سوريا من لبنان تمهيدا لاسقاط النظام، كان شوكت مكلفا بمواجهة هذا الهجوم، ومن موقعه في دائرة القرار كرئيس للاستخبارات العسكرية، قد ادار عملية المواجهة والتي كانت تتطلب بالدرجة الاولى اعادة بناء وتسليح قوة المقاومة في لبنان وحزب الله ردا على عملية اخراج الجيش العربي السوري من لبنان وردا على الهجوم الاميركي – الفرنسي ضد نظام الاسد ، كان هناك تقدير ان الرد على الهجوم واحتواءه يبدأ عن طريق تعزيز قدرات حزب الله وتقوية بنيته التنظيمية´"
وأضاف: " آصف شوكت يتحمل مسؤولية مباشرة في مسألة نقل منظومات من الاسلحة الصاروخية البعيدة المدى والاسلحة المضادة للدروع الروسية والصينية والايرانية التي ادخلت الى لبنان وشكلت خرقا للخطوط الحمر الاميركية والغربية والاسرائيلية، ربما لو كان حافظ الاسد موجودا لما قام بتجاوز الخطوط الحمر، لان الاسلحة التي مررت الى المقاومة في لبنان قد غيرت قواعد الاشتباك وقلبت موازين القوى، ، ومن خلال موقعه كمسؤول للاستخبارات العسكرية السورية قام بتزويد المقاومة خلال حرب تموز 2006 بكل الذخائر والصواريخ التي احتاجتها لاطلاق الراجمات على المستوطنات والمدن والقرى الاسرائيلية في منطقة الجليل والاوسط اي وسط فلسطين وصولا الى حيفا واشدود، وانا اؤكد ان قوات خاصة من الجيش السوري قامت خلال الايام ال33 لحرب تموز بنقل كل انواع الصواريخ عبر طرق التهريب في الجبال عبر الحدود اللبنانية السورية المشتركة في البقاع، وأوصلت كل هذه الاسلحة والصواريخ للمقاومة".
على المستوى الفلسطيني، لم يكن دور شوكت اقل اهمية لقد ساهم في بناء القدرات القتالية للمقاومة الفلسطينية وهنا يشير محدثنا الى اشرافه على التدريب والتسليح لمختلف الفصائل الفلسطينية المقاومة :" اشرف شوكت على برنامج تدريب وتأهيل لكل الكوادر العسكرية للتنظيمات لفلسطينية المقاومة في غزة ، ولا سيما لواء الناصر صلاح الدين الذي تشترك فيه الجبهة الشعبية القيادة العامة، وهذا الطرف لعب دورا اساسيا ايضا في التصدي للعدوان الاسرائيلي عام 2008 على القطاع، واصف شوكت وعماد مغنية قاما بتدريب هؤلاء الكوادر في المقاومة الفلسطينية الذين انتقلوا سرا عن طريق سينا ومصر والاردن الى سوريا والتدرب في سوريا وبعضهم تدرب في لبنان، ومن ثم غادروا غبر سوريا الى الاردن ومصر ودخلوا غزة عن طريق الانفاق، وكل عمليات ادخال الصواريخ والسلاح المتوسط والخفيف النوعي من قناصات وغيرها من الصواريخ المضادة للصواريخ، الى منصات الصواريخ الهيدروليك، وهي منصات تطلق صواريخ غراد وكاتيوشا مخبئة تحت الارض وترتفع المنصة بشكل هيدروليكي فوق الارض ومن ثم تطلق الصواريخ ثم تعود لتختبئ تحت الارض في حصنها، وقام خبراء الجيش السوري بالتعاون مع الكوادر التنظيمية الفلسطينية المذكورة بشكل فني لتفكيك وتقطيع الأسلحة وابتكار انواع من الأسلحة الجديدة من خلال استخدام قساطل من الحديد والمعدن الخفيف والصواعق الإلكترونية وصواعق التفجير المصنعة محلياً، وكل هذه التقنيات أي القاعدة التقنية العلمية لحركة المقاومة المسلحة جرى تأسيسها في سوريا في تلك الفترة التي كان فيها آصف شوكت وعماد مغنية يشرفان على برامج التدريب".
ويتابع: "ربما تصفية عماد مغنية وبالأمس آصف شوكت، هي تصفية للقيادة العسكرية والأمنية التنظيمية لهذه المعادلة الإقليمية التي واجهت عام 2006 العدوان الإسرائيلي على لبنان وأيضاً العدوان الإسرائيلي على غزة؟ هل هذا إستكمال لهذا الصراع الإقليمي الدولي وترجمة لقرار أميركي إسرائيلي لضرب الحلقة الصلبة للقيادة السورية وتصفية حساب معها ؟ وأنا أضع هذه الفرضية اليوم، لأن ما يحصل اليوم هو تفعيل لهذا الحلف الثلاثي الذي ظهر عام 2010 في دمشق بين احمدي نجاد وبشار الاسد وحسن نصرالله وهذه المعادلة الاقليمية، وهذا الحلف الاقليمي هو الذي يقاتل مدعوما من قبل روسيا والصين على مستوى المنطقة". وعن دوره في مواجهة الاضطربات السورية، يقول: "لا اذيع سرا اذا قلت ان اصف شوكت من موقعه نائبا لوزير الدفاع كان يشرف على العمليات العسكرية للجيش في الفترة الاخيرة ولا سيما منذ معركة حمص وباب عمرو، وكان بصدد ان يضع خطة عسكرية للهجوم الشامل على كافة البؤر المعارضة المسلحة في سوريا انطلاقا من حمص، كانت هذه الخطة العسكرية تقتضي او تفترض السيطرة الكاملة على حمص بعد الانتهاء من معركة القصير وتلكلخ وتأمين السيطرة على طريق دمشق العاصمة طرطوس اللاذقية مرورا بالنبك، هذه الطريق قد جرى السيطرة عليها بشكل كامل وكان الجيش السوري يستعد لاستكمال الهجوم في محافظة حماة ثم محافظة ادلب ومن بعدها في درعا حتى يقضي على القواعد الاساسية للمعارضة المسلحة السورية المدعومة من قبل الخارج، اعتقد بان توجيه الضربة الى العماد اصف شوكت الذي كان يدير العمليات والذي ادار العملية العسكرية في بابا عمرو وهو الذي ادار مفاوضات مع مجموعات من الجنود المنشقين في الزبداني قبل 6 شهور، واقنع البعض منهم بالعودة عن الانشقاق وبالعودة الى صفوف الجيش وانهى معركة الزبداني بهذه الطريقة اي المفاوضات، وبالتالي اغتياله بطريقة استخباراتية متقنة يهدف إلى ضرب هذه الخطة التي كانت القيادة العسكرية السورية تعدها في هذه المرحلة اي خطة الهجوم الشامل".
26-07-2012