بعد عام من الثورة ... مازال البوعزيزي يحرق نفسه ، ماذا تغير ؟

[الزمزوم]

المغرب يشارك بمؤتمر في تل أبيب

2012/05/16

سيحضر المغرب ضمن الوفود الدولية المشاركة في الدورة 18 للمعرض الدولي للتكنولوجيات والمنتجات الفلاحية (أغري تيك) الذي ينظم ابتداء من اليوم 15 ماي الى غاية 17 منه بتل أبيب عاصمة الكيان الصهيوني.

وحسب الموقع الرسمي للغرفة التجارية الفرنسية "الإسرائيلية"، فإن المغرب يشارك كوفد زائر من بين 7 بلدان أخرى (ماليزيا، الهند، مصر، التايلاند، تركيا، الصين، بالإضافة أمريكا الجنوبية)، إلى جانب العارضين الإسرئيليين والأجانب من دول كهولندا والهند وقبرص وتايوان وتركيا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة والأمريكية.

واستنادا الى ذات الموقع، فإن المغرب سيحضر كزائر وليس كعارض رسمي، حيث من المنتظر أن تقوم حوالي 190 شركة صهيونية متخصصة في تكنولوجيات الزراعة منها حوالي 150 شركة مصدرة إلى سوق العالمية كالاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية وباقي الدول المتقدمة، بعرض منتوجاتها على الزائرين الأجانب من أجل تبادل التجارب وجلب الاستثمار.

وكانت كل من "مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين" و"الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني" قد وصفتا مثل هذا التواصل المغربي الرسمي مع الكيان الصهيوني إعلاناً عن ما سمته بدايات الانخراط الكامل في المشاريع الصهيونية "المقيتة" التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء.

وطالب بيان صادر اليوم عن المجموعة والجمعية تحت عنوان: "وتستمر المعركة من أجل فلسطين"، بمناسبة حلول الذكرى الـ64 للنكبة الفلسطينية، بإيقاف "السعار التطبيعي الخياني المتصاعد" بشكل مستفز وداعم للجرائم الصهيونية، تحت أي غطاء كان، كما أكّدتا مطلبهما في المذكرة التي قدماها لرئيس الحكومة في هذا الشأن، و"المتعلق بضرورة الإسراع بإصدار قانون يجرم أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني والصهاينة"، يضيف البيان الذي توصلت هسبريس بنسخة منه.

ومن جهتها، أدانت "بي دي اس" فرع المغرب (مبادرة مقاطعة "اسرائيل" و سحب الاستثمار منها و فرض العقوبات) لما سمته سياسة وزارة الفلاحة والصيد البحري المتعاونة مع الاحتلال، معتبرة مشاركة المغرب في هذا المعرض الدولي للفلاحة بتل أبيب، في مراسلة موجهة لعبد العزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، توصلت هسبريس بنسخة منه، بالتواطؤ في فك العزلة عن هذا الكيان المجرم و تساهم في تقوية اقتصاده بفتحها الأسواق المغربية في وجه الآليات الفلاحية و البذور الآتية من الأراضي المحتلة.

وقد بلغ حجم المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل 50 مليون دولار أمريكي سنويا، همّت العديد من المجالات والقطاعات الزراعية والصناعية وغيرها، وذلك حسب تقرير لموقع "slate afrique" نُشر العام المنصرم، يكشف فيه الأخير أن المغرب بقي مستمر في علاقاته الاقتصادية ومبادلاتها التجارية مع "اسرائيل"، حيث أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كـ " جيروزاليم" و" يهودوت أهارونوت" تنقل بشكل منتظم أحداث توقيع الاتفاقيات التجارية والمالية بين البلدين، إنْ مع مسؤولين حكوميين أو مع رجال أعمال القطاع الخاص، وذلك وعلى الرغم من الأصوات الشعبية المتعالية بمناهضة ورفض كل أشكال التطبيع مع "تل أبيب".

[الزمزوم]

تونس: حزب الرئيس انقسم رسمياً إلى حزبين

رسميا يمكن القول إن حزب الرئيس المنصف المرزوقي "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي تحدثنا عن انشقاقات في صفوفه في تحليل سابق، قد انقسم إلى حزبين، كتلة يقودها الرئيس المرزوقي ومن يدور في فلكه وشق يتزعمه المحامي عبد الرؤوف العيادي الذي هدد في وقت سابق بالانفصال حين بلغت الأزمة ذروتها داخل الحزب وحقق وعيده.

اجتماع جماهيري

الخلاف بين المرزوقي والعيادي الذي تعرضنا لأسبابه في تحليل سابق، بلغ ذروته حتى أن الأخير قال لوسائل الإعلام بأنه لن ينتخب المرزوقي إذا ترشح مجدداً إلى رئاسة الجمهورية. ودعا العيادي إلى اجتماع قاعدي لمناضلي الحزب احتضنته مدينة القيروان وحضره عدد كبير ساند الأمين العام المنشق الذي يعيب على المرزوقي انخراطه في مشروع النهضة وجعله من حزب المؤتمر مجرد تابع للحزب الحاكم والتنكر للماضي النضالي الحقوقي للحزب.

اجتماع القيروان شهد حضور مناضلين من حزب المؤتمر عرفوا بصمودهم ومواجهتهم لاستبداد النظام السابق على غرار أم زياد التي واجهت بن علي في تونس بكل شجاعة ورباطة جأش ولم تلجأ إلى الخارج كما فعل آخرون، واكتوت بلهيب المضايقات هي وأفراد أسرتها وصمدت حتى اللحظات الأخيرة. حضور أم زياد مساندة لعبد الرؤوف العيادي كما مناضلين سابقين آخرين ضد الإستبداد من حزب المؤتمر أعطى شرعية للأمين العام بحسب الكثيرين على حساب الرئيس المتربع على عرش قرطاج "يرفل في نعيم القصر الرئاسي".

اتهامات

ولم يخلُ اجتماع القيروان من اتهامات لفريق المرزوقي وانتقادات لتعيين عماد الدايمي كقيادي في الحزب بما أن الأخير بحسب أم زياد صغير السن من جهة وابن لحركة "النهضة" من جهة أخرى. كما هدد فريق العيادي بالإنفصال عن الحزب وتأسيس حزب جديد وهو ما تم رسميا حيث تم الإنفصال وبدأ الحديث عن عدة فرضيات، الإنضمام إلى التحالف الثلاثي الحاكم ليصبح رباعيا، ولكن كشريك فاعل في الحكم وليس كتابع لحركة النهضة.

فريق المرزوقي لم يبق مكتوف الأيدي، حيث عقد محمد عبو الوزير في الحكومة التونسية المكلف بالإصلاح الإداري ندوة صحفية أعلن من خلالها رسميا أنه الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وليس عبد الرؤوف العيادي، ضاربا بذلك بمسألة الفصل بين الإدارة والحزب ـ التي طالما انتقدها زمن حكم بن علي ـ عرض الحائط.

ويشار إلى أن محمد عبو هو محام ومناضل حقوقي سجن زمن حكم بن علي على خلفية كتابته لمقال صحفي أوجد فيه عدة أوجه شبه بين زين العابدين بن علي ورئيس حكومة الكيان الصهيوني السابق آرييل شارون. ما جعله يودع في غياهب السجون وتجند يومها المجتمع المدني المقموع في تونس والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين للإفراج عنه كما منظمات حقوقية أجنبية، واشتهر الرجل من يومها بعد أن خاط فمه احتجاجا على ظروف اعتقاله السيئة. وبعد انتخابات أكتوبر الماضي تم تعيينه كوزير مكلف بالإصلاح الإداري.

توازنات

حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وبعد انقسامه إلى حزبين بصورة رسمية بات أضعف مما كان، ومن المؤكد أن هذا المعطى الجديد سيؤثر على وزنه داخل الإئتلاف الحاكم وحتى على وزن الفريق الحاكم داخل المجلس التأسيسي خصوصا إذا اختار النواب المنشقون عن المرزوقي مع عبد الرؤوف العيادي، وعددهم ليس بالقليل، الإنضمام إلى المعارضة وترجيح كفتها في القضايا المصيرية التي تتم مناقشتها تحت قبة المجلس الوطني التأسيسي.

فحزب المؤتمر لم يعد رسميا الحزب الثاني في البلاد بعد حركة النهضة من حيث عدد المقاعد التي حازها في المجلس التأسيسي وتدحرج ربما إلى المركز الثالث أو الرابع وراء "التكتل من أجل العمل والحريات" وربما "العريضة الشعبية" وحركة "النهضة" بطبيعة الحال الحزب الفائز بالأغلبية.

ويشار إلى أن الإشاعات المتعلقة بمستقبل حزب المؤتمر ورئيسه المرزوقي كثرت في الآونة الأخيرة. إذ يتم الحديث عن عزم حركة النهضة البحث عن حليف جديد والإستغناء نهائيا عن المؤتمر خلال الإنتخابات القادمة بعد قرابة السنة.

التكتل على خطى حليفه...

كما يشهد حزب "التكتل من أجل العمل والحريات" حزب رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر بوادر انشقاقات قد تعصف به، ويشهد مصيرا مشابها لحزب المؤتمر. ويتحدث بعض المحللين هنا في تونس عما يعرف بـ"لعنة النهضة" التي أصابت حلفاءها الذين تشتكي قواعدهم من احتكار الحزب الحاكم للحياة السياسية وتحول شريكيها إلى مجرد ديكورات لملء الفراغ لا حول ولا قوة لهما في القضايا المصيرية التي تهم البلاد.

ورغم أن وضع مصطفى بن جعفر بات أفضل بعد وصول حليفه وصديقه فرانسوا هولاند إلى سدة الحكم في باريس ما سيؤثر على وزنه السياسي، وقد ضمن دعم فرنسا خلال الإنتخابات القادمة، وحركة النهضة راضية تمام الرضا على أدائه خلال الفترة السابقة التي قضاها على رأس المجلس الوطني التأسيسي، إلا أن التصدعات داخل حزبه لا تنبئ بالخير. إذ لا يكفي الدعم الخارجي لتفوز في اقتراع حر ما لم تكن لك قواعد شعبية. ويبدو من مجريات الأحداث، أن حليفي النهضة المؤتمر والتكتل بصدد خسارة هذه القواعد وهما الحزبان اللذان ناضلا طويلا ضد الإستبداد وعانى المنتمون إليهما الأمرّين من نظام بن علي

2012/05/17