السؤال : أثبت صحة الأطروحة القائلة أن الوضوح مقياس للحقيقة
الطريقة : استقصاء بالوضع
الإشكال:أثارت مشكلة مقاييس الحقيقةجدلا كبيرا بين مختلف المذاهب الفلسفية والأنساق الفكرية فتعددت المواقفوالاتجاهات بين من اعتبر مقياس الحقيقةالوضوح وبين من اعتبر المنفعة مقياسلذلك وإذا افترضتا أن الوضوح مقياس كلالحقائق فما هي البراهين والأدلة التييمكن اعتمادها للدفاع عن صحة هذاالنسق؟.
ج1: ( الوضوح هو مقياسالحقائق)يذهب أصحاب المذهب العقلي وعلى رأسهم ديكارت
وسبينوزا إلى أن الوضوحأساس ومعيار الأحكام اليقينية والصادقة لأن الوضوح
هو الذي يجعلها لا تحتمل الشكولا تحتاج إلى إثبات على صدقها فالوضوح هو
مقياس صحتها ولهذا يقول سبينوزا «هليمكن أن يكون هناك شيء أكثر وضوحا
ويقينا من الفكرة الصادقة يصلح أن يكونمعيارا للحقيقة فكما أن النور يكشف
عن نفسه وعن الظلمات كذلك الصدق هو معيارنفسه ومعيار الكذب»ويؤكد ديكارت
ذلك في فكرة البداهة حيث يرى أنه لا يقبل مطلقاشيئا على أنه حق ما لميتبين بالبداهة أبه كذلك وأن لا يؤخذ من أحكامه إلا مايمثله عقله بوضوحتام وتميز كامل.
ج2 منفعة مقياس الحقائق)يرىأصحاب المذهب البراغماتي وعلى رأسهمبيارس أن مقياس الحقيقةوصدق الأحكام هي المنفعة والعمل المنتج لهآثاره وفائدته العملية فلاحقيقة ولا فكرة صحيحة ولا صادقة إن لم تؤدي إلىالنجاح والفائدة وتعودعلينا المنفعة فالعبرة عندهم بالنتائج يقول بيارس«إنالحقيقة تقاس بمعيارالعمل المنتج»ويرى وليام جيمس«أن النتائج أو الآثار التيتنتهي إليهاالفكرة هي دليل على صدقها ومقياس وابها »ويقول وليام جيمس«إن كلما يؤديإلى النجاح فهو حقيقي»ولكن مقياس المنفعة تحقيقها مرتبط بالمستقبلوهذايجعلها احتماليا وتخضع في كل أحوالها لتقديرات ذاتية كما أن المنافع مطالبذاتية من الصعب الاتفاق اليها
ج3:الحجج الشخصية:من خلال نقدنا للمذهبالبراغماتي نقول أن الوضوح هوالمقياس الأمثل والأسمى للحقيقة وذلك من خلالالحجج التالية: أن البديهيات الرياضية تبدو ضرورية وواضحة بذاتها كقولنا الكلأكبر منالجزء -قاعدة البداهة الديكارتية التي قادته إلى قضيته المشهورة أناأفكرإذا أنا موجود فهي واضحة وصحيحة كل الصحة يقول ديكارت«لاحظت أنه لا شيئفي قولي أنا أفكر إذا أنا موجود يضمن لي أني أقول الحقيقة إلا كوني أرىبكثير من لوضوح أن الوجود واجب التفكير فحكمه بأنني أستطيع اتخاذ قاعدة عامةلنفسي وهي أن الأشياء التي نتصورها تصورا بالغا الوضوح والتمييز هي صحيحةكلها»وكذلك فكرة المحرك الذي لا يتحرك (الله)فهي فكرة واضحة وصحيحة فيجميع العقول البشرية تؤمن بها الديانات الكبرى.
حل المشكلة:
من خلال التحليليتبين أن الأطروحة القائلة أن الوضوح مقياسالحقيقة والأشياء صحيحة داخلنسقها.
-----------------------------------------------------------------------------------
السؤال :إذا كنت أمام موقفين يرى أحدهما أن الحقيقة مطلقة والآخر يراها
نسبية .ويطلبمنك الفصل في الأمر فماذا تفعل ؟
الطريقة : جدلية
•طرحالإشكال:
إذا كانت الحقيقة مرتبطة بالإنسان باعتباره كائنفضولي يسعى إلى كشفالحقائق فإنها أدت إلى ظهور إشكاليات فلسفية ومعرفيةحول مقاييسها وأصنافهاوالسؤال الذي يطرح ما طبيعة الحقيقة وهل الحقيقةدوما مطلقة أو نسبية ؟
التحليل : الموقف الأول:الاتجاه العقلي والمثالي:إذا كانت الحقيقة تعرف أوتطلق في اصطلاحات الفلاسفة على الكائن الموصوف بالثبات والمطلقية فإننانقول أن الحقيقة حقيقة مطلقة وهذا ما ذهب إليه الاتجاه المثالي والعقليحينما اعتبروا أن الحقائق حقائق مطلقة لأنها مستقلة وقائمة بذاتها وهي لاتحتاج إلى غيرها لوجودها فهي أبدية وأزلية ولا نهائية ودائمة والحقيقةالمطلقة لا ترتبط بغيرها لسبب من الأسباب فهي مستقلة ومتعالية وهذا الصنفمن الحقائق هو الذي أشار إليه أفلاطون وحدد وجوده في عالم المثل حيث الخيرالأسمى والجمال المطلق والحق المطلق والخلود واعتبر كانط أن العلم الرياضيهو العلم اليقيني والمطاق وجسد أرسطو المطلقية في فكرة المحرك الذي لا
يتحرك ومجمل القول نقول أن الحقائق حقائق مطلقة.
النقد*لكن ما نلاحظه أن هناكحقائق مرتبطة بالواقع الحسي التجريبي وكما هو معلوم أن الواقع متغير ومتبدلوبالتالي فالحقيقة متغيرة ومتبدلة ومنه فهي نسبية.
الموقف الثاني:الحقائقالنسبية:يثبت تاريخ العلم أن الحقائق التي يتوصلإليها الإنسان حقائق نسبيةوذلك باعتبار أن الحقيقة تعرف بأنها مطابقةالحكم للواقع وما دام الواقع متغيرفإن الحقيقة متغيرة أيضا ونسبيةوالحقائق النسبية هي حقائق يتوقف وجودها علىغيرها لسبب من الأسباب وهيحقائق متغيرة ومحتملة ومتناهية وهذا ما نجده بوضوحفي العلوم التجريبية وما يؤكد ذلك أوغيست كونط في قانون الحالات الثلاثة وغاستونباشلار حينما رأى
أن المعارف نسبية تقريبية ولهذا نقول أن الحقائق نسبية.
*النقد ولكن نلاحظ أن أنصار النسيبة (الحقائق)اهتموا بالحقائق المرتبطة بالواقع
الحسي في حين أن هناك حقائق عقلية مجردة فطرية ليست مرتبطة بالواقع الحسي
فكيف نفسر هذه الحقائق.
التركيب:من خلال التحليل أن الحقائق مطلقية ونسبيةوهذا ما نلاحظه في بعض
الحقائق كالحقائق الميتافيزيقية التي تحتل الوسطية بينالنسبي والمطلق.
الخاتمة:استخلاص موقف من المشكلة المطروحة.الحقيقة مطلقة عندماتكون مجردة
ونسبية عندما تكون حسية وواقعية ومرتبطة بالانسان
----------------------------------------------------------------------------------- السؤال : إذا كانت الأطروحة القائلة : أن الحقيقة تقاس بمدى نجاعتها
وفائدتها .أطروحةفاسدة وطلب الدفاع عنها فماذا تفعل ؟
الطريقة : استقصاء بالوضع
طرح الإشكال :
إذا كانت الفلسفاتالتقليدية ترفق الطرح البراغماتي القائل بأن مقياس الحقيقة هو المنفعةوالنجاحباعتباره قتل للحقيقة فكيفيمكن الرد على هذه الإدعاءات وبالتالي البرهنة علىصحة الأطروحةالبراغماتية؟ وما هي المبررات التي يمكن الاعتماد عليها للبرهنةوالدفاععلى صدق القول(إن الفكرة لا تكون صحيحة إلا إذا ثبت نجاحها على أرضالواقع)؟
التوسيع :
الجزء الأول:المذهب البراغماتي:يرى هذا المذهب أنالفكرة لا تكون صحيحة إلا إذا ثبت نجاحها على أرض الواقع ذلك لأنه يقوم علىركيزتينأساسيتين وهما: -تأسيس فلسفة عمليةقوامها أن المعرفة ذات علاقة بالتجربة الإنسانية وما هي إلا وسيلة للعمل والنشاطوبالتالي فإن أي فكرة لا تكون صحيحة إلا إذا نجحت عمليا ويقوم المذهب البراغماتيعلى المسلمات التالية:•يرتبط التفكير بالسلوك والعمل فهو يتجه إلى فهم الأوضاعالمحيطة بهالاتخاذ موقف مناسب يساعدنا في حياتنا.
•كل موضوع هو مجرد وسيلةلتحقيق أغراض الإنسان النظرية منها وعملية.
الجزء الثاني:عرض منطق الأطروحةونقده(الفلسفات التقليدية)يرى الاتجاهالعقلي أن مقياس المعرفة هو انطباق الفكرمع نفسه ويعتقد ديكارت أن الحكمالصادق يحمل في طياته معيار صدقه وهو الوضوحالذي يرتفع فوق كل شيء ويتجلىذلك في البديهيات الرياضية التي هي واضحة بذاتهاوضرورية وكذلك قاعدةالكوجينو الديكارتي«أنا أفكر إذا أنا موجود»وعليه تكونالفكرة ناجحة وصحيحة بمقدار ما تكون واضحة من جهة وبمقدار انطباق النتائج معالمقدمات.
*ولكن قد يقع انطباق الفكر مع ذاته دون أن تكون الفكرة صحيحة علىالأقل منالناحية الصورية كما قد تكون الفكرة واضحة دون أن تكون صحيحة ثم نقول للعقليين كيف يمكن بناء الحقيقة على معيار الثبات ونحن نعلم أن العالممتغير.
الجزء الثالث:الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية.
إن الفكر المجردالذي لا يقدم حلا ملموسا لا جدوى منه فالمشاكل اليومية تستدعي حلولا ولا يعقلأن تعيش الإنسانية أزمات أخلاقية وثقافية واقتصاديةوسياسية وايكولوجية ونرىالفكر يتجه إلى التأمل المجرد فنتائج العلم تفسرارتباط الفكر بالعمل وذلك علىضوء المذاهب الفلسفية المؤسسة مثل مذهب اللذة المنفعة أرستيب,آبيفور) (جريمي,بيتام,جون ستيوارت مل)وليس بعيدا عن المذهبالبراغماتي أن تؤسس الاتجاهات النفعية القيم الخلقية على اللذة والمنفعةباعتبار أن الفعل الخلقي إرضاء للطبيعة البشرية من منطلق أن اللذة والألمهنا الكيفيتان اللتان وفقهما تتحدد القيمة الخلقية فالسعادة في التصورالنفعي في اللذة والخير فيتعدد المنافع.
الخاتمة: نقول في الأخير أنالنسق البراغماتي واضح المعالم إذ أنه ينطلق من
الواقع ومتطلباته الآنيةوالإنسان من وجهة النظر هذه إن هو انطلق من أي
فكرة فليس بغرض اتخاذها كمبدأمطلق في حياته وإنما من أجل التحقق من مدى
استجابتها مع حاجتنا الطارئةوتوافقها مع حياتنا المعيشية وفي حدود هذا
المنطق تقول أن الأطروحة البراغماتيةصحيحة ولا يمكننكرانها.
-----------------------------------------------------------------------------------