التحضير لماجيستير جامعة الامير - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التحضير لماجيستير جامعة الامير

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-10-22, 09:00   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
bagadi
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية bagadi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم جميعا ......أما بعد تحية أخوية لكل اسرة المنتدى عامة و الإخوة و الأخوات المشاركين في مسابقة التاريخ بجامعةالأمير عبد القادر - قسنطينة . وفي مقدمتهم ...الأخ محمد و زينب ماز واستاذة التاريخ و هدى الجنة ....الخ
أولا لدي سؤال حول الإستدعاء فرغم انني بعثت بالملف عن طريق البريد منذ تاريخ 24/09/2011 فإنه لم يصلني أي شيء ؟؟؟ ما لعمل يا إخوة ؟؟
ثانيا و حسب تجربتي المتواضعة في الماجستير لمرتين متتاليتين بغرداية فإنه يجب التركيز على : المنهجية بالدرجة الأولى ثم اعتماد المصادر و المراجع بالدرجة الثانية ...
ثالثا : حسب مطالعاتي المتواضعة في التاريخ العثماني بالجزائر فإن جل المؤرخين يركزون على الجانب السياسي ...و اهمالهم لبقية الجوانب الأخرى اللهم الا الجانب الثقافي الذي فرضته الظروف آنذاك - انتشار الزوايا و كثرتها - في كافة أقطار المغرب العربي ...لسببين بارزين . أ- العدوان الصليبي على السواحل المغاربية منذ أواخر القرن ال15 م و بداية القرن ال16 م . ب- عزوف كثير من العلماء عن الدنيا ونشر افكارهم وسط العامة بموعد نهاية العالم - لأنه حسب اعتقادهم - فإن تفوق الكفرة على المسلمين هو ايذان بقرب قيام الساعة ..ناهيك عن انغماس المسلمين في الملذات و الترف وووو... كما حدث في الأندلس .....
رابعا : عادة ما يكون سؤال التخصص موضوعا مفتوحا ...غير انه مضبوط بالفترة الزمنية كما هو الشأن في موضوع تخصص الجزائر العثمانية ( 1500- 1830)
خامسا : الجانب الاقتصادي يجب التركيز فيه على التجارة أولا بين الأقطار المغاربية ثم الانتاج الزاعي و الصناعي الذي يبدو من خلال عدة مراجع انه متماثل لذا فإن حركة التجارة تكاد تكون بطيئة بين البلدان المغاربية ....ضف الى ذلك عدم توفر الأمن ...
سادسا : المصادر تكاد تكون قليلة ...و اذكر منها كتاب : مارمول و هايدو و حسن الوزان ..... أما المراجع فهي متوفرة و اذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر ... كتابات الأستاذ ناصر الدين سعيدوني عن الفترة العثمانية منها : النظام المالي للجزائر في العهد العثماني ... ورقات جزائرية ....
أما في الجانب الثقافي فأحيل الإخوة و الأخوات الى رسالة الماجستير الثرية للباحثة صباح بعارسية بعنوان حركة التصوف بالجزائر في القرن16 م
سابعا : أذكر اخوتي بضروروة التركيز على مقياس المنهجية لأن معامله 03
و أخيرا ...تمنياتي لكل مجتهد و مجتهدة بالنجاح في هذه المسابقة ....................... تحياتي للجميع ... و عذرا على الاختصار









 


قديم 2011-10-22, 09:31   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
بيان 5
عضو محترف
 
الصورة الرمزية بيان 5
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم بارك الله فيك انا ايضا لاحظت ان اغلب الكتب تركز غالبا على الجانب السياسي وتهمل بقية الجوانب
اما الاستدعاء فقد وصلني اليوم










قديم 2011-10-22, 12:00   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
محمد جديدي التبسي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد جديدي التبسي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

بالتوفيق لجميع المشاركين
أود التنبيه كما ذكر أخي بغادي أنه يجب التحضير للمقياس الثاني وهو مقياس المنهج التاريخي خاصة وأن له نفس معامل مقياس العلاقات
بالنسبة للاستدعاء الذي لم يصله بعد ربما سيصله هذا الأسبوع وحتى إن لم يصل فليست مشكلة
فعلى حسب معرفتي بإدارة قسم التاريخ فهي إدارة جيدة ولا تعقد الأمور كما أنكم ستجدون قائمة بأسماء جميع المشاركين
وتكفي بطاقة التعريف لإثبات حقك في المشاركة
ربي يوفقكم جميعا لكل خير










قديم 2011-10-22, 15:49   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
فارس المسيلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فارس المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بما يخص المنهجية توجد عدة كتب من بينها كتاب منهج البحث التاريخي لحسن عثمان المميز في هذ الكتاب هو إعتماده على أمثلة لكي يسهل على القارئ الفهم

اسم الكتاب: منهج البحث التاريخي*
اسم المؤلف: حسن عثمان


https://www.4shared.com/file/TJLWPJB4...__________.htm

أو

https://al-mostafa.info/data/arabic/g...other/0091.pdf

في ماجستير التاريخ الوسيط باتنة 2009 كان السؤال في مقياس المنهجية :

<<يعتمد الدارس في التاريخ الوسيط على الوثائق و النصوص المختلفة كيف يمكن التعامل معها و الإستفادة منها في البحث التاريخي>>


بالتوفيق للجميع










قديم 2011-10-22, 15:56   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
بلقايس
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

الله يوفق الجميع ويارب نتئج طيبة










قديم 2011-10-22, 16:04   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
فارس المسيلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فارس المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المنهج التاريخي:
· من أهم المناهج المستخدمة في ميدان العلوم الإنسانية عموما وعلم الاجتماع خصوصا وهذا لخصوصيته.
· يمكنه الغوص في عمق التاريخ ومن ثمة تحليل وتفسير الظواهر الاجتماعية والكشف عن جذورها.
تعريف المنهج التاريخي:
·
المنهج التاريخي هو الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن الأحداث والحقائق الماضية ثم فحصها ونقدها وتحليلها وتأكد من صحتها ليعرضها ويرتبها ويفسرها ومن ثمة إستخلاص التعميمات والنتائج العامة منها، والتي لا تقف فائدتها على فهم الأحداث الماضية فحسب بل تتعدها إلى المساعدة في تفسيرالأحداث والظواهر الحالية وفي توجيه التخطيط للمستقبل.
· خطوات المنهج التاريخي: ينقسم إلى الخطوات التالية:
1. تحديد المشكلة التاريخية: هي من أصعب الخطوات إذ يقوم الباحث بحصر المشكلة التاريخية وتحديدها من خلال تحديد الظاهرة أو الحادثة التاريخية المراد دراستها ويتم هذا التحديد وفق نسقين محددين:
البعد المكاني للظاهرة كأن نقول الثورة الجزائرية.
المجال الزماني كأن نقول الثورة الجزائرية 1954م – 1962م.
2. جمع المادة التاريخية: يقوم الباحث بجمع جميع المعلومات والوثائق والشهادات والمواد التاريخية المتعلقة بالمشكلة المحددة سلفا، وتعد هذه المرحلة أطول وأصعب المراحل في الدراسة التاريخية، وتقسم المادة التاريخية عدة تقسيمات منها:
مادة أولية: وهي المادة التاريخية الأصلية كالأهرام مثلا أو لباس عسكري.
مادة ثانوية: وهي المادة التي استندت أو استعملت المادة الأصلية مثلا شهادة تاريخية أو كتاب عن الأهرام....الخ.
وهناك عدة تقسيمات أخرى.
3. جمع المادة التاريخية: على الباحث أن لا يكتفي بجمع المعومات بل لبد من نقدها وتمحيصها ليتأكد من دقتها وصدق محتواها، وهو يقوم بذلك على مستويين هما :
أ‌- النقد الخارجي (الظاهري) للمادة التاريخية حيث يقوم الباحث بطرح بعض الأسئلة من أجل التأكد من المادة مثل:
- من هو الكاتب أو المؤلف؟
- هل هو من كتب الوثيقة الأصلية ؟
- هل الوثيقة التي يعتمدها أصيلة أم ثانوية ؟
- متى ظهرت الوثيقة لأول مرة ؟
ولكي يتأكد الباحث من أصول الوثيقة أو اكتشاف ما بها من
تعديل فإنه يبدأ بالتمحيص الدقيق لمحتواها ولغتها بناءا على
معاير وأسس معينة هي:
- التأكد من حدوث أي تعديل أو تغير على الوثيقة.
- هل التعديل أو التغير الذي طرأ كان للزيادة أو الحذف من الوثيقة.


- هل المواد المستعملة في كتابة الوثيقة (نوعية الورق، الحبر ... الخ) مناسبة للوقت الذي وجدت فيه.
ب‌- النقد الداخلي (الباطني) للمادة التاريخية: يتم التأكد من محتوى المادة من خلال طرح جملة من الأسئلة هي:
- هل هناك أي تناقض في محتوى الوثيقة وموضوعها؟
- هل قدم المؤلف الحقيقة الكاملة أم حاول تشويهها وتعديلها؟
- لماذا قام المؤلف بكتابة الوثيقة ؟
- هل توجد وثيقة أخرى تعود لنفس العصر وتتفق مع الوثيقة في محتواها؟
- هل كتبت الوثيقة على الملاحظة المباشرة أم غير مباشرة؟
· والجدير بالذكر أن عملية النقد الداخلي والخارجي تتم وفق أصول وقواعد هي:
- إهمال الوثيقة لذكر بعض أحداث العصر الذي وجدت فيه ما يعني أن المؤلف يجهل هذه الأحداث لسبب أو لآخر.
- لا يجب التقليل من قيمة المصدر كما لا يجب إعطاؤه أكثر مما يستحق من أهمية.
- يجب الاعتماد على أكثر من مصدر من الحقائق والإحداث ومقارنتها مع بعضها البعض والتأكد من تطابقها.
· أدوات جمع المعلومات في المنهج التاريخي:
1. الملاحظة التحليلية الناقدة للمصادر التاريخية.
2. تحليل للمادة التاريخية باستخدام الأجهزة والوسائل التكنولوجية للكشف عن صحة أو زيف المادة التاريخية .
3. المقابلات الشخصية لشهود العيان والقنوات الناقلة للحوادث والأخبار.
4. استطلاعات الرأي والاستبيانات.
· صياغة الفروض في المادة التاريخية: يعتمد البحث التاريخي غيره من مناهج البحث على الفرضية أو الفرضيات لتساعده في تحديد مسار واتجاه البحث وتوجهه الفرضية إلى جمع المعلومات الضرورية واللازمة للفرضية وبعد فحصها ونقدها يقوم بتعديل فرضية البحث على ضوئها والبناء عليها وبعد ذلك استخلاص الحقائق ووضع النتائج، وعادة ما تتعدد الفروض في الدرسان التاريخية على اعتبار أن معظم أحداث التاريخ لا يمكن تضيقها بشكل موضوعي بسبب واحد وهو أن الإحداث التاريخية معقدة ومتداخلة ويصعب ربطها بسبب واحد. مثلا: .....
· كتابة وتركيب البحث التاريخي: إن تقرير البحث التاريخي لا يختلف في مواصفاته عن غيره من تقارير الابحاث الأخرى فهناك إعتبارات أساسية في كتابة البحث التاريخي منها:
1. كتابة الحقائق التاريخية على بطاقات أو مذكرات خاصة بشكل حقائق مرتبة على أساس تسلسلي زمني من الماضي إلى الحاضر.
2. دراسة البيانات التاريخية وتحليلها مع التركيز على إظهار علاقات ..... والنتيجة للحوادث والعوامل المدروسة.
3. كتابة تقرير البحث يكون على أساس العناصر التالية:
أ‌- المقدمة التمهيدية بما فيها من فرضيات و الاشكال المطروح.
ب‌- الدراسات السابقة للبحث.
ت‌- أهداف وأسئلة فرضيات البحث.
ث‌- منهجية البحث للاجابة عن الاسئلة واختيار الفرضيات بواسطة المنطق أو بالأدوات والوسائل النقدية المناسبة.
ج‌- عرض الحقائق والبراهين والدلائل التاريخية للتحليل والتقدير وإخراج النتائج والتوصيات للمستقبل.











قديم 2011-10-22, 16:13   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
بيان 5
عضو محترف
 
الصورة الرمزية بيان 5
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2011-10-22, 23:00   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
زينب ماز
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية زينب ماز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bagadi مشاهدة المشاركة
السلام عليكم جميعا ......أما بعد تحية أخوية لكل اسرة المنتدى عامة و الإخوة و الأخوات المشاركين في مسابقة التاريخ بجامعةالأمير عبد القادر - قسنطينة . وفي مقدمتهم ...الأخ محمد و زينب ماز واستاذة التاريخ و هدى الجنة ....الخ
أولا لدي سؤال حول الإستدعاء فرغم انني بعثت بالملف عن طريق البريد منذ تاريخ 24/09/2011 فإنه لم يصلني أي شيء ؟؟؟ ما لعمل يا إخوة ؟؟
ثانيا و حسب تجربتي المتواضعة في الماجستير لمرتين متتاليتين بغرداية فإنه يجب التركيز على : المنهجية بالدرجة الأولى ثم اعتماد المصادر و المراجع بالدرجة الثانية ...
ثالثا : حسب مطالعاتي المتواضعة في التاريخ العثماني بالجزائر فإن جل المؤرخين يركزون على الجانب السياسي ...و اهمالهم لبقية الجوانب الأخرى اللهم الا الجانب الثقافي الذي فرضته الظروف آنذاك - انتشار الزوايا و كثرتها - في كافة أقطار المغرب العربي ...لسببين بارزين . أ- العدوان الصليبي على السواحل المغاربية منذ أواخر القرن ال15 م و بداية القرن ال16 م . ب- عزوف كثير من العلماء عن الدنيا ونشر افكارهم وسط العامة بموعد نهاية العالم - لأنه حسب اعتقادهم - فإن تفوق الكفرة على المسلمين هو ايذان بقرب قيام الساعة ..ناهيك عن انغماس المسلمين في الملذات و الترف وووو... كما حدث في الأندلس .....
رابعا : عادة ما يكون سؤال التخصص موضوعا مفتوحا ...غير انه مضبوط بالفترة الزمنية كما هو الشأن في موضوع تخصص الجزائر العثمانية ( 1500- 1830)
خامسا : الجانب الاقتصادي يجب التركيز فيه على التجارة أولا بين الأقطار المغاربية ثم الانتاج الزاعي و الصناعي الذي يبدو من خلال عدة مراجع انه متماثل لذا فإن حركة التجارة تكاد تكون بطيئة بين البلدان المغاربية ....ضف الى ذلك عدم توفر الأمن ...
سادسا : المصادر تكاد تكون قليلة ...و اذكر منها كتاب : مارمول و هايدو و حسن الوزان ..... أما المراجع فهي متوفرة و اذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر ... كتابات الأستاذ ناصر الدين سعيدوني عن الفترة العثمانية منها : النظام المالي للجزائر في العهد العثماني ... ورقات جزائرية ....
أما في الجانب الثقافي فأحيل الإخوة و الأخوات الى رسالة الماجستير الثرية للباحثة صباح بعارسية بعنوان حركة التصوف بالجزائر في القرن16 م
سابعا : أذكر اخوتي بضروروة التركيز على مقياس المنهجية لأن معامله 03
و أخيرا ...تمنياتي لكل مجتهد و مجتهدة بالنجاح في هذه المسابقة ....................... تحياتي للجميع ... و عذرا على الاختصار
صدقت ياخ بقادي انا لاحظت في جميع الكتب المتعلقة بالدولة العثمانية ان اغلب الكتاب اهتموا بالجانب السياسي اكثر من الجوانب الاخرى ووجدت صعوبة كبيرة في الجوانب الاخرى منها الثقافية والاقتصادية ....اما بخصوص الاستدعاء فلا تقلق بهدا الشان لان لديا زملاء من ولاية ادار شاركوا في الماجيستار ولم يصلهم الاستدعاء وعندما دهبوا الي قسنطينة وجدوا الاستدعاء في الجامعة فلا تقلق بهدا الشان ....وبالتوفيق لك وللجميع









قديم 2011-10-22, 23:02   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
زينب ماز
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية زينب ماز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=فارس المسيلي;7650921]

المنهج التاريخي:
· من أهم المناهج المستخدمة في ميدان العلوم الإنسانية عموما وعلم الاجتماع خصوصا وهذا لخصوصيته.
· يمكنه الغوص في عمق التاريخ ومن ثمة تحليل وتفسير الظواهر الاجتماعية والكشف عن جذورها.
تعريف المنهج التاريخي:
·
المنهج التاريخي هو الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن الأحداث والحقائق الماضية ثم فحصها ونقدها وتحليلها وتأكد من صحتها ليعرضها ويرتبها ويفسرها ومن ثمة إستخلاص التعميمات والنتائج العامة منها، والتي لا تقف فائدتها على فهم الأحداث الماضية فحسب بل تتعدها إلى المساعدة في تفسيرالأحداث والظواهر الحالية وفي توجيه التخطيط للمستقبل.
· خطوات المنهج التاريخي: ينقسم إلى الخطوات التالية:
1. تحديد المشكلة التاريخية: هي من أصعب الخطوات إذ يقوم الباحث بحصر المشكلة التاريخية وتحديدها من خلال تحديد الظاهرة أو الحادثة التاريخية المراد دراستها ويتم هذا التحديد وفق نسقين محددين:
البعد المكاني للظاهرة كأن نقول الثورة الجزائرية.
المجال الزماني كأن نقول الثورة الجزائرية 1954م – 1962م.
2. جمع المادة التاريخية: يقوم الباحث بجمع جميع المعلومات والوثائق والشهادات والمواد التاريخية المتعلقة بالمشكلة المحددة سلفا، وتعد هذه المرحلة أطول وأصعب المراحل في الدراسة التاريخية، وتقسم المادة التاريخية عدة تقسيمات منها:
مادة أولية: وهي المادة التاريخية الأصلية كالأهرام مثلا أو لباس عسكري.
مادة ثانوية: وهي المادة التي استندت أو استعملت المادة الأصلية مثلا شهادة تاريخية أو كتاب عن الأهرام....الخ.
وهناك عدة تقسيمات أخرى.
3. جمع المادة التاريخية: على الباحث أن لا يكتفي بجمع المعومات بل لبد من نقدها وتمحيصها ليتأكد من دقتها وصدق محتواها، وهو يقوم بذلك على مستويين هما :
أ‌- النقد الخارجي (الظاهري) للمادة التاريخية حيث يقوم الباحث بطرح بعض الأسئلة من أجل التأكد من المادة مثل:
- من هو الكاتب أو المؤلف؟
- هل هو من كتب الوثيقة الأصلية ؟
- هل الوثيقة التي يعتمدها أصيلة أم ثانوية ؟
- متى ظهرت الوثيقة لأول مرة ؟
ولكي يتأكد الباحث من أصول الوثيقة أو اكتشاف ما بها من
تعديل فإنه يبدأ بالتمحيص الدقيق لمحتواها ولغتها بناءا على
معاير وأسس معينة هي:
- التأكد من حدوث أي تعديل أو تغير على الوثيقة.
- هل التعديل أو التغير الذي طرأ كان للزيادة أو الحذف من الوثيقة.


- هل المواد المستعملة في كتابة الوثيقة (نوعية الورق، الحبر ... الخ) مناسبة للوقت الذي وجدت فيه.
ب‌- النقد الداخلي (الباطني) للمادة التاريخية: يتم التأكد من محتوى المادة من خلال طرح جملة من الأسئلة هي:
- هل هناك أي تناقض في محتوى الوثيقة وموضوعها؟
- هل قدم المؤلف الحقيقة الكاملة أم حاول تشويهها وتعديلها؟
- لماذا قام المؤلف بكتابة الوثيقة ؟
- هل توجد وثيقة أخرى تعود لنفس العصر وتتفق مع الوثيقة في محتواها؟
- هل كتبت الوثيقة على الملاحظة المباشرة أم غير مباشرة؟
· والجدير بالذكر أن عملية النقد الداخلي والخارجي تتم وفق أصول وقواعد هي:
- إهمال الوثيقة لذكر بعض أحداث العصر الذي وجدت فيه ما يعني أن المؤلف يجهل هذه الأحداث لسبب أو لآخر.
- لا يجب التقليل من قيمة المصدر كما لا يجب إعطاؤه أكثر مما يستحق من أهمية.
- يجب الاعتماد على أكثر من مصدر من الحقائق والإحداث ومقارنتها مع بعضها البعض والتأكد من تطابقها.
· أدوات جمع المعلومات في المنهج التاريخي:
1. الملاحظة التحليلية الناقدة للمصادر التاريخية.
2. تحليل للمادة التاريخية باستخدام الأجهزة والوسائل التكنولوجية للكشف عن صحة أو زيف المادة التاريخية .
3. المقابلات الشخصية لشهود العيان والقنوات الناقلة للحوادث والأخبار.
4. استطلاعات الرأي والاستبيانات.
· صياغة الفروض في المادة التاريخية: يعتمد البحث التاريخي غيره من مناهج البحث على الفرضية أو الفرضيات لتساعده في تحديد مسار واتجاه البحث وتوجهه الفرضية إلى جمع المعلومات الضرورية واللازمة للفرضية وبعد فحصها ونقدها يقوم بتعديل فرضية البحث على ضوئها والبناء عليها وبعد ذلك استخلاص الحقائق ووضع النتائج، وعادة ما تتعدد الفروض في الدرسان التاريخية على اعتبار أن معظم أحداث التاريخ لا يمكن تضيقها بشكل موضوعي بسبب واحد وهو أن الإحداث التاريخية معقدة ومتداخلة ويصعب ربطها بسبب واحد. مثلا: .....
· كتابة وتركيب البحث التاريخي: إن تقرير البحث التاريخي لا يختلف في مواصفاته عن غيره من تقارير الابحاث الأخرى فهناك إعتبارات أساسية في كتابة البحث التاريخي منها:
1. كتابة الحقائق التاريخية على بطاقات أو مذكرات خاصة بشكل حقائق مرتبة على أساس تسلسلي زمني من الماضي إلى الحاضر.
2. دراسة البيانات التاريخية وتحليلها مع التركيز على إظهار علاقات ..... والنتيجة للحوادث والعوامل المدروسة.
3. كتابة تقرير البحث يكون على أساس العناصر التالية:
أ‌- المقدمة التمهيدية بما فيها من فرضيات و الاشكال المطروح.
ب‌- الدراسات السابقة للبحث.
ت‌- أهداف وأسئلة فرضيات البحث.
ث‌- منهجية البحث للاجابة عن الاسئلة واختيار الفرضيات بواسطة المنطق أو بالأدوات والوسائل النقدية المناسبة.
ج‌- عرض الحقائق والبراهين والدلائل التاريخية للتحليل والتقدير وإخراج النتائج والتوصيات للمستقبل.
[الف شكرا لك اخ فارس لقد كنت بحاجة كثيرة لهدا الموضوع شكرا









قديم 2011-10-23, 11:49   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
bagadi
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية bagadi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
شكرا جزيلا لكما الأخ محمد التبسي و الأخت زينب ماز ....على التواصل من خلال هذا المنتدى العزيز علينا ...
فيما يخص المنهجية فكثير من الزملاء يقلل من شأنها ... رغم انها مهمة جدا .....و المراجع متوفرة في هذا المجال بكثرة لكنني اريد أن أؤكد على شيء أساسي و هو منهجية الكتابات التاريخية تختلف نوعا ما بين الكتاب - المؤرخين - المشارقة و المغاربة كما انه يجب التركيز على كتابات و آراء ابن خلدون باعتباره نابغة و مجدد في هذا المجال ...و احتمال ان سؤال المنهجية يكون حول التغييرات التي احدثها ابن خلدون في مجال الكتابات التاريخةمع نهاية القرن ال 14م و أثرها على المدرسة الغربية في هذا المجال ...
و لكي لا اكون بخيلا أزود اخوتي بعنوان هام في مجال الكتابات التاريخية العربية ... عنوان الكتاب هو : مناهج التاريخ الاسلامي و مدارسه .. للدكتور بشار قويدر ...فهو جدير بالقراءة ... ومهم جدا من حيث المحتوى ...... تحياتي للجميع










قديم 2011-10-25, 11:46   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
nacer74
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم أنا أتفاعل معكم فى الموضوع عوضا عن زوجى فى ما يخص الاستدعاء زوجى لم يستلم الاستدعاء لكن قالونا أدخلو لموقع الجامعة ورايحين تصيبو قائمة أسماء المترشحين وبالفعل لقينا الاسم والحمد لله بارك الله فيكم عن هذه المراجع والمعلومات فى ما يخص المراجعة والتحضير نتمنى لكم النجاح والتوفيق خاصة زينب علابالى العام الماضى شاركتى فى بوزريعة ربى يكون فى عونك ويوفقك أقراى ما دام ماكانش الى يشغلك وربى يوفق الجميع
.










قديم 2011-10-25, 11:51   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
nacer74
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

خلال العهد العثماني

مقدمة

ما أكثر ما يصادفنا أثناء دراسة الحركة الفكرية والثقافية لدول المغرب العربي، ذلك التواصل والتأثير بين علماء المنطقة، كما تستوقفنا هجرة العلماء بين الأقطار المغاربية، حيث نجد في الجزائر خلال العهد العثماني ذكرا لعلماء أجلاء قدموا إليها من تونس والمغرب، واستقروا بها، ولعبوا أدوارا هامة في رسم الصورة الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية للجزائر...
والتساؤل الذي يتبادر إلى أذهاننا عن كنه هذه الهجرات: هل كانت بفعل التقارب السياسي والثقافي بين دول المغرب العربي؟ أم يرجع ذلك إلى تسهيلات الحكام في هذا البلد أو ذاك لنشاطات العلماء وتقريبهم لهم؟ أم هي مجرد نزوات وتطلعات من هؤلاء العلماء لما هو أفضل لهم في حياتهم الخاصة؟
ومهما يكن من أمر فإن هجرة العلماء - بغض النظر عن ظروفها وأسبابها- كانت لها انعكاسات ايجابية على الجزائريين، وعلى الحركة العلمية عموما، ونوجز فيما يلي ترجمات مختصرة لبعض العلماء الذين خلدوا أسماءهم في الذاكرة بعلمهم وأعمالهم الشهيرة...
الشيخ محمد بن علي الخروبي

يُدعى نزيل الجزائر، حيث سكن بها وطالت فيها إقامته[1]، نُسب إلى صفاقس وطرابلس والجزائر[2]، كان خطيبا فصيحا، له الكتب العديدة، واعتنى اعتناء مثمرا بالتفسير والتصوف[3]، تولى الخطابة في أحد مساجد الجزائر، وخصص جهده للتأليف والدعاية لصالح الطريقة الشاذلية[4] والدفاع عنها، وركز في مؤلفاته على الأوراد والأذكار وعلوم التصوف، وله شرح على حكم ابن عطاء الله في التصوف، أصول الطريقة لأحمد زروق، كفاية المريد وشرح الصلاة المشيشية[5]، بالإضافة إلى تفسير القرآن الكريم...
خدم الخروبي الوجود العثماني في المغرب العربي، وخاصة في الجزائر، خدمة جليلة بقلمه ودرسه وطريقته الصوفية[6]، ولسنا ندري هل كانت هذه الخدمة من باب التقرب والتزلف للسلاطين لأغراض دنيوية، أم هي فلسفة خاصة في طريقته الصوفية؟ ومهما يكن من أمر فإنه عاش في حماية الدولة له في الجزائر، وسخّر فكره وقلمه ولسانه لخدمة الطريقة الشاذلية والطرق القريبة منها كالقادرية، و ترك أثرا كبيرا في معاصريه[7].
قام الخروبي بعدة أسفار إلى المغرب، حيث زار فاس ومراكش، وأخذ عنه علماء المغرب[8]، مما يجعلنا نتساءل عن كنه هذه الصلات بين الخروبي وعلماء المغرب؟ فهل كانت لأغراض علمية بحتة، واكتفى بالمناظرات والنقاشات التي كانت تجرى على مستوى المساجد والزوايا، وتناول فيها المواضيع الفقهية والشرعية؟ أم كان ذلك بإيعاز من العثمانيين في الجزائر لحل المشاكل الحدودية التي كانت تنشب بين البلدين من حين لآخر؟
ذهب محمد الخروبي إلى المغرب في شأن الحدود بين البلدين بعد أن هاجم السلطان محمد الشيخ تلمسان، حيث أرسله صالح باي سنة 1552م على رأس سفارة عثمانية إلى المغرب، لعقد سلام بين محمد الشيخ السعدي (سلطان المغرب) والأتراك العثمانيين في الجزائر، لتتفق معه على الحدود وتعمل على التوصل إلى التحالف بين القوتين الإسلاميتين المتجاورتين ضد الكفار[9]، وهذا إن دلنا على شيء فإنما يدلنا على مكانة الخروبي عند العثمانيين والمغربيين على حد سواء، ويجعلنا نستخلص مدى الحكمة والحنكة السياسية التي يتمتع بها هذا العالم حتى يتولى مثل هذه المسؤولية الحساسة التي تتعلق بتهدئة التوتر الحاصل بين البلدين الجارين، خاصة إذا علمنا أن الإسبان والبرتغال كانوا يعملون على تذكية هذا الصراع واستمراره لإضعاف العثمانيين.
من هنا نثمن الرأي القائل بأن الخروبي خدم العثمانيين خدمة جليلة، وكانت وفاته بالجزائر سنة 963ﻫ[10].
الشيخ سعيد قدورة

نسبه هو سعيد بن ابراهيم بن عبد الرحمان، وشهرته قدورة[11]، تونسي الأصل، جزائري المولد والنشأة، ولد ليلة الإثنين 27 رجب سنة 1034ﻫ، الموافق 5 ماي 1625م، تفقه بالجزائر على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل المطماطي، رحل إلى تلمسان، وقرأ على أبي عثمان سعيد المقري. عاد إلى الجزائر وتولى الفتوى بها وأقرأ وعلّم بالجامع الأعظم[12].
كان عالما متفننا زاهدا ورعا، موصوفا بالصلاح[13]، كان من أكابر الرجال، زكي الأخلاق والأفعال، له شرح على متن السلم لعبد الرحمان الأخضري[14]، وحاشية على شرح العقيدة الصغرى للسنوسي[15]، ولم يكن قدورة مفتيا فقط، ولا مدرسا فحسب، بل كان أيضا يخلط العلم بالتصوف، كان يدرس لطلابه كتب ابن عطاء الله كما كان يدرس لهم صحيح البخاري ورسالة القيرواني وسلم الأخضري وصغرى السنوسي[16].
انفرد قدورة بالإفتاء أواسط سنة 1028ﻫ، وظل في هذا المنصب إلى وفاته سنة 1066ﻫ، وورث هذا المنصب لولديه محمد وأحمد من بعده.
وتدرج في الوظائف من إمام جامع البلاط، إلى خطيب جامع سيدي رمضان، إمام وخطيب ومدرس الجامع الكبير، مفتي المالكية ووكيل أوقاف الجامع الأخير.
وكان قدورة محظيا عند الباشوات لدرجة أنهم كانوا يقفون له إجلالا ويقبلون يده، ويقدمونه على المفتي الحنفي (شيخ الإسلام) الذي كان يمثل المذهب الحاكم[17]، وقد انتفع به جمع غفير من الناس إلى أن توفي سنة 1066ﻫ- 1656م، ودُفن بزاوية الشيخ أحمد بن عبد الله الجزائري[18].
الشيخ علي الأنصاري

الفقيه العلامة أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن محمد بن أبي بكر الأنصاري، يُنسب لسعد بن عبادة السجلماسي الجزائري، نشأ بسجلماسة ثم ارتحل إلى فاس، وأخذ عن بعض مشايخها "عبد الله بن طاهر الحسني، ابن أبي بكر الدلائي قرأ عليه البخاري نحو إحدى وعشرين مرة، والشفاء والموطأ ورسالة القشيري والتنوير والحكم، وعن أبي عباس أحمد المقري قرأ عليه الموطأ والرسالة ومختصر خليل وابن الحاجب وغير ذلك.
ثم سافر إلى الحجاز بعد الأربعين من العمر فأخذ عن الغنيمي والأجهوري[19]، ودخل مصر سنة 1043 وقرأ بها، ثم عاد إلى المغرب واستقر بمدينة الجزائر، وتصدى لإفادة طلبته، وتآليفه كثيرة غالبها نظم في فنون مختلفة وله شرح على الأجرومية وتحفة بن عاصم وشرح الدرر اللوامع لابن بري وكتاب اليواقيت الثمينة في الفقه[20]، وله مؤلف في تفسير القرآن، وتأليف في رجال البخاري، منظومة الدرة المنيفة في في السيرة الشريفة... وغيرها.
كان الأنصاري يدرس في الجزائر أصول الدين والبيان والمنطق والنحو ومصطلح الحديث والفقه والحديث والسير والتصوف... وكان على صلة وثيقة بيوسف باشا[21]، وهي صلة مصالح ومنافع، لأن الباشا كان بحاجة لتأييد العلماء، والأنصاري كان بحاجة لقوة تحميه لأنه كان غريبا عن البلد[22].
كانت وفاته سنة 1057ﻫ- 1648م بالجزائر، ويقال أنه توفي شهيدا بالطاعون.[23]
الشيخ أبو القاسم الزياني

هو أبو القاسم بن احمد بن محمد بن علي بن ابراهيم الزياني، رحالة وأديب ووزير مغربي من قبيلة زيان الصنهاجية نواحي فاس، ولد سنة 1147 ﻫ، درس في القرويين، اتصل بالبلاط الملكي سنة 1169ﻫ، تقلد الولاية على وجدة وتازة ومكناس وطنجة وغيرها[24].
عين الزياني كاتبا بالقصر الملكي، وفي سنة 1200= 1786م عين لسفارة إلى استنبول، وعند العودة إلى فاس استأنف أعماله ونشاطه متنقلا من منصب إلى آخر أعلى منه في عهد السلطان محمد بن عبد الله، لكن بعد وفاة هذا الأخير تعرض الزياني في عهد مولاي يزيد لشتى الإهانات وصودرت أمواله وأدخل السجن.
وبعد وفاة يزيد ومجيء مولاي سليمان للحكم عاد للزياني شأنه ونشاطه،وعين على وجدة لإخماد فتنة آنقاد الذين عاثوا في شرق المملكة، فهوجم الوالي وخاف الزياني أن يحمله المسؤولية، فلجأ إلى المغرب الأوسط.
نزل الزياني بوهران ضيفا على الباي محمد الكبير ثم التحق بتلمسان وقضى مدة طويلة بين علمائها، ثم قصد الجزائر فأكرمه أهلها وحكامها.
كان يفكر وهو في الجزائر أن يستقر بتلمسان غير أن ضغوطا عديدة من المغرب جعلته يغادر، ويرجع في النهاية إلى بلده، توفي في رجب 1249= نوفمبر 1833 بعد حياة طويلة ونكبات لم تمنعه من التأليف والمطالعة.
من أشهر كتبه:
- الترجمان المعرب عن دول المشرق والمغرب (في التاريخ العام).
- البستان الظريف في دولة اولاد مولاي علي الشريف (تاريخ الدولة العلوية).
- رسالة السلوك فيما يجب على الملوك (في السياسة).
- الترجمانة الكبرى[25] (في رحلاته خارج المغرب الأقصى). [26]


الخاتمة:

كان لعلماء المغرب حركة واسعة في الجزائر لأسباب عديدة منها:
المنازعات السياسية على الحكم في المغرب على الحكم في المغرب كانت تؤدي ببعض العلماء إلى البحث عن الهدوء والاستقرار في الجزائر مثلما حدث لعلي بن عبد الواحد الأنصاري وأبي القاسم الزياني.
ومنها أن مجالات العمل في الجزائر كانت مفتوحة أمامهم، بسبب تشجيع السلاطين لهم.
ومنها أن المغاربة كانوا يتخذون من الجزائر طريقا للحج بحرا وبرا.
وكان بعضهم يأتي إلى الجزائر في مهمات دبلوماسية، وبعض العلماء كانوا يمارسون التجارة أو يبثون المذاهب الصوفية بين الجزائريين.
ومهما يكن من أمر فإن هذه الحركة العلمية كانت كانت بركة على الجزائر، فكل عالم كان مدرسة متنقلة ومكتبة مفتوحة، وحركتهم تشكل ما نسميه اليوم بوسائل الإعلام وتبادل الخبراء والكتاب.[27]


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
الهوامش:
[1]نور الدين عبد القادر- صفحات في تاريخ الجزائر من اقدم عصورها إلى انتهاء العهد التركي- مطبعة البعث، قسنطينة، 1965. ص 190

[2] سعد الله أبو القاسم. تاريخ الجزائر الثقافي. المؤسسة الوطنية للكتاب. الجزائر 1985. الجزء الاول. الطبعة الثانية. ص 504

[3]نور الدين عبد القادر، نفسه. ص 190

[4] الشاذلية: طريقة صوفية نشأت بالإسكندرية، على يد أبي الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن الحسين الادريسي المشهور بالشاذلي نسبة لقرية شاذلة بالمغرب ( انظر معجم المصطلحات والألقاب التاريخية- مصطفى عبد الكريم الخطيب- مؤسسة الرسالة- الطبعة الأولى 1996).

[5]سعد الله ابو القاسم. نفسه. ص 506. الصلاة المشيشية نسبة إلى عبد السلام بن مشيش ناشر الطريقة الشاذلية.

[6] سعد الله ابو القاسم. نفسه. ص 505.

[7]سعد الله أبو القاسم. نفسه. ص 506

[8] سعد الله أبو القاسم. نفسه ص505.

[9]بن خروف عمار. العلاقات السياسية بين الجزائر والمغرب في القرن 10 ﻫ/ 16 م. الجزء الأول. طبعة 2006. ص148

[10]سعد الله أبو القاسم. نفسه. ص 505.

[11]سعد الله أبو القاسم، المرجع السابق، ص 365. قدورة هو اسم قرية قريبة من جزيرة جربة على ساحل تونس

[12]نور الدين عبد القادر. المرجع السابق. ص191- 194

[13]أبو القاسم محمد الحفناوي. تعريف الخلف برجال السلف- موفم للنشر 1991- الجزء 02- ص 71.

[14] هو من العلماء الاجلاء ترجم له سعد الله أبو القاسم في تاريخ الجزائر الثقافي ص

[15]نور الدين عبد القادر. نفسه. ص 191.

[16]سعد الله ابو القاسم. نفسه. ص 377.

[17]سعد الله أبو القاسم. نفسه. ص ص 368- 371

[18]نور الدين عبد القادر. نفسه ص 191.

[19] أبو القاسم محمد الحفناوي. نفسه. ص 79

[20]نور الدين عبد القادر. نفسه. ص 190

[21]عُرف عن يوسف باشا الذي حكم الجزائر ما بين 1647 إلى 1650 أنه كان من الحكام الذين يقربون العلماء ويعفون المرابطين والأشراف من دفع الضرائب ويهدونهم ويكرمونهم.

[22]سعد الله ابو القاسم. نفسه. ص 381- 382

[23]نور الدين عبد القادر. نفسه. ص 191

[24]ناصر الدين سعيدوني وبوعمران الشيخ وآخرون: معجم مشاهير المغاربة، منشورات جامعة الجزائر، 1995، ص 271


[25]الترجمانة الكبرى هي رحلة إلى استنبول وفهرسة ومختصر جغرافية وموسوعة صغيرة، حققها عبد الكريم الفيلالي سنة 1387- 1967.

[26]مولاي بالحميسي- الجزائر من خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني – الجزائر 1979- ص ص 20،22.

[27]سعد الله أبو القاسم










قديم 2011-10-25, 11:55   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
nacer74
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الصلاة والسلام على أشرف المرسلين

السلام عيلكم ورحمة الله وبركاته

((الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م))
بقلم: د. محمد مكحلي [1]
قسم التاريخ- كلية الآداب و العلوم الإنسانية- جامعة الجيلالي اليابس، سيدي بلعباس، الجزائر

تقديم:
بتعيين خير الدين بيلرياي " أصبحت الجزائر إحدى الولايات الثلاث للإمبراطورية العثمانية وأصبح لبايلر باي الجزائر بمقتضى هذا التعيين حق التصرف المطلق في الجزائر مع الإشراف على إقليمي تونس و طرابلس، لكن هذا الإشراف لم يدم طويلا فقد ألغى العثمانيون نظام البايلر باي سنة 1588م خوفا من أن يفكر هؤلاء الولاة في الإنفصال فأصبحت الجزائر ولاية عادية يعين على رأسها باشا تغيره الأستانة كل ثلاث سنوات[2].

لم يهتم الباشوات بشؤون الرعية بل انصرف همهم إلى جمع اكبر قسط من الأموال في انتظار مدة الولاية، وبذلك انتقلت السلطة من أيديهم إلى ضباط الجيش الذين بدأ نفوذهم يتعاظم تدريجيا مع بداية سنة 1659م، وأصبح حكام الجزائر العثمانية يعينون من بينهم ضابطا برتبة أغا كحاكم فعلي على الولايات غير أن هذه المرحلة لم تطل مدتها و ذلك لأن الأغا لم يكن يستقر في منصبه أكثر من شهرين نتيجة للتنافس الشديد بين الضباط على الحكم[3].

فكانت الجزائر خلال الفترة من 1518-1671م إيالة عثمانية تتلقى المساعدة المالية و العسكرية من الخلافة و قد اهتم الحكام في هذه المرحلة بتوحيد الجزائر سياسيا و ذلك بالقضاء على الإمارات المستقلة وإخضاعها لسلطة مركزية مقرها مدينة الجزائر كما وجهوا جهودهم لتحرير موانئ البلاد من السيطرة الإسبانية وفرض سيطرة الأسطول على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط.

مع بداية سنة 1671م دخلت الجزائر مرحلة جديدة تميزت بتولي طائفة رياس البحر السلطة، و هم ضباط البحر الذين نصبوا نظاما جديدا يتمثل في تعيين حاكم للبلاد يلقب بالداي.
و قد التزم الدايات بحفظ الإرتباط مع الدولة العثمانية باعتبارها خلافة إسلامية، لكنهم سلكوا سياسة مستقلة فيما يتعلق بالشؤون الخاصة للبلاد ، فالداي هو الذي :
- يعقد الإتفاقيات الدولية
- يستقبل البعثات الدبلوماسية ( القناصل)
- يعلن الحرب و يبرم معاهدات السلام
لما استقر نظام الدايات تكون في مدينة الجزائر ديوان مستقل هو أشبه بمجلس الوزراء، فهناك وكيل الخرج المختص بشؤون البحرية، و البيت مالجي المختص بالشؤون المالية و رئيس أمين مدينة الجزائر و خوجة الخيل الذي كان يشكل حلقة إتصال بين الجزائريين و الحكومة.
و قسمت الجزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:
1- دار السلطان: كانت تضم مدينة الجزائر و ضواحيها
2- بايلك الغرب: كانت عاصمته مازونة ثم معسكر و أخيرا وهران بعد جلاء الإسبان عنها عام 1792م
3- بايلك التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق جنوب دار السلطان و كانت عاصمته المدية.
4- بايلك الشرق: يقع من شرقي من دار السلطان و بايلك التيطري كان أكبر المقاطعات و الأقاليم ، و كانت عاصمته قسنطينة.
كانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و على رأس كل منها شيخ قبيلة و كان الجهاز الإداري جهازا لامركزيا حيث أن اية علاقة للحكومة برعاياها كانت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال الزعماء المحليين لجمع الشرائب و فرض الأمن يمكن استنتاج أهم الخصائص التي ميزت الدولة الجزائرية أنذاك كمايلي:
1- لم يعد تعيين رجال الحكم قائم على الإنتخاب من طرف ممثلي الشعب فلم يكن النظام السياسي ملكيا وراثيا ولكنه لم يرتق إلى نظام جمهوري..
2- حافظ النظام الإداري على التقسيمات القبلية و الزعامات المحلية فلم تتبلور الصفة العصرية للدولة[4].
3- لم تختلف وضعية الجزائر كما كانت عليه لقبه العالم الإسلامي و لكنها كانت مختلفة كما كان يحدث و العالم الأوربي الذي تكونت فيه دول ذات حكومات مركزية أخذت تتأهب لفرض سيطرتها على العالم[5].
الحياة الإجتماعية و الإقتصادية:
عند دراسة أوجه النشاط الإقتصادي و الحياة الإجتماعية للجزائر العثمانية يلاحظ الطابع الزراعي و الرعوي الذي تمركز أساسا في الارياف و أطراف المدن هذا في حين أن الحواضر تكاد تنفرد بالنشاط الحرفي لو لا وجود قدر قليل من نشاط حرفي متواضع يهدف إلى تلبية الضرورات المنزلية و يقوم على الإكتفاء الذاتي في الأرياف. و إلى جانب ذلك لعبت التجارة الخارجية و الداخلية دورا مهما داخل البنية الإقتصادية للمجتمع الجزائري عموما و البنية الحضرية بشكل خاص[6].
لقد هيمن النشاط الإقتصادي في الأرياف الجزائرية و بخاصة النشاط الزراعي و الرعوي[7]، و فيما يخص أشكال الإنتاج، فإنها كانت موزعة على أربعة مجالات طبيعية تتمثل في المرتفعات الجبلية و التلال و السهوب و أطراف الحواضر تشكل في مجملها كلا إجتماعيا و إقتصاديا يمز الريف الجزائري والإمتدادات الريفية التابعة للحواضر.
بالرغم من تنوع هذه المناطق التي تنتحل هذا النمط من العيش فإن الإنتماء إلى الجماعة العمرانية (Communauté) يشكل الشرط الضروري لاستمرار الحياة الإجتماعية ففي كنف هذا التجمع تتحقق ملكية العضو لشروط العمل و الإنتاج أي أن إنتماء الفرد للجماعة شرط تحقيق وجوده فهي تتوسط العلاقة فيما بينه و بين الأرض و وسائل العمل، و هكذا فإن العائلة الممتدة تشرف في المرتفعات الجبلية و بشكل نسبي على الملكية الصغيرة التي تعتبر مجالها واضحا و بين حرائق الجيران و هي (أي الأسرة الممتدة) تمثل الأسرة النووية ( الصغيرة) وجودها ضمنها[8].
و تعتبر "التويزا" « Touiza » أكثر اشكال التضامن القروي شهرة و هي كثيرا ما تجد الفرصة للظهور في أراضي الأوقاف و يلاحظ أن الأب أو الأخ الأكبر في كل أسرة هو الذي يمثل أفراد أسرته في احتفالات القرية و ينوب عنها في التجمعات التي تعقد في المسجد[9].
و من أجل تأمين إعادة انتاجها فإن الأسرة تضيف إلى أنشطتها المعروفة بعض الصناعات الحرفية المرتبطة باستغلالها و التي أحيانا ما يوجه بعضها نحو السوق. أم الملكية غير المنقولة التي تتحقق من خلال الهيبة أو الميراث فرغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تبقى تندرج تحت استحواذ العائلة.
إن وضعية الأراضي الزراعية في الجزائر خلال العهد العثماني أصبحت تتصف بمظاهر الصراع الخفي و الإحتكاك المستمر بين أسلوبين من الإنتاج، و نمطين من المعيشة مختلفين أحدهما يرتكز على الإرتباط بالأرض و حيازتها و الأخر يمتهن الرعي و العزوف عن خدمة الأرض[10].
و هكذا لم يبق من الأقاليم المحتفظة بطابعه الزراعي المتمسكة بتقاليده الفلاحية سوى فحوص المدن الكبرى و بلاد القبائل ، و شمال قسنطينة و التيطري و سهل متيجة و سهل غريس[11].
و الجدير بالملاحظة أن العثمانيين قد عملوا جاهدين على الإحتفاظ بالأوضاع السائدة، فأبقوا في غالب الأحيان ملاك الأراضي و أقروا العشائر المتعاملة معهم على الأراضي التي
استحوذوا عليها بغية الحصول على تأييد شيوخ القبائل و مساندة رؤساء الزوايا لهم و لم يهتموا بصفة خاصة إلا بما تذره الأرض من إنتاج و ما توفره من جبايات[12].
إن التطور الذي انتهت إليه وضعية الأرض من ناحية الإنتاج لم يكن نتيجة لسياسة معينة من طرف الحكام العثمانيين و إنما كان نتيجة تحول بطيء فرضته الأحوال الإقتصادية و ساهمت فيه الأوضاع الإجتماعية و تسببت فيه حاجة الحكام إلى موارد البلاد "إثر تزايد" الضغط الأوربي على السواحل و إنفتاح البلاد على التجارة الأوربية.
لقد نتج عن كثرة المطالب المالية وقلة الجبايات على الأراضي الزراعية وتعدد المغارم،إهمال الزراعة و تحول قسم من السكان من الإشتغال بالفلاحة إلى مزاولة حرفة الرعي وفي بعض الأحيان اضطر المزارعون إلى الثورة على الحكام و قد انعكس هذا الوضع على الحياة السياسية[13]، إذ أن تحول السلطة إلى الدايات أدى إلى تضررالزراعة، وتحول كثير من الأراضي المنتجة للحبوب إلى ملكيات للبايلك أو مزارع مشاعة بين أفراد القبائل الحليفة "قبائل المخزن" أو العشائر الخاضعة "قبائل الرعية" بعد أن انقطع سيل الهجرة الأندلسية، و تسببت الحملات العسكرية التي كانت تنطلق من مراكز البايلك لجمع الضرائب و أخذ المغارم في الحلاق أضرار فادحة بأهالي الريف و غالبا ما تمكن المحلة أو الفرقة العسكرية مدة طويلة قد تصل على ستة أشهر تتحول أثناءها الأرياف و توجب الضرائب و يعاقب العقاب الممتنعون فمحلة بايلك الشرق تنطلق من قسنطينة و تنقسم إلى فيلقين أحدهما يجوب الهضاب العليا و التل الجنوبي و الأخرى تقصد مناطق التل الشمالية المتاخمة لساحل البحر، أما محلة بايلك البيطري فتتوجه من مدينتي الجزائر والمدية نحو سهل عريب و بني سليمان و البرواقية، بينما محلة بايلك الغرب تخرج من مازونة أو معسكر نحو سهول غريس و وادي مينا وجهات السرسو و تاهرت[14].
وبظهور دايات أقوياء وأكفاء و استقرار نظام الحكم على توسع أراضي الدولة بمواطن العشائر التي ثم إخضاعها،في الوقت الذي استقرت في أوضاع الملكيات المشاعة، وبدأ قسم من الملكيات الخاصة يتحول بفحوص المدن إلى أوقاف أهلية يعود ربحها بعد انقراض عقب محبسها على المؤسسات الدينية و المشاريع الخيرية. كما هو الحال بخصوص مدن الجزائر و البليدة و القليعة[15].
وبعد مـوت الـداي محمد عثمان باشا تولى مقاليد الحكم الداي باشا حسان (1791-1798مـ) و الداي مصطفى باشا (1798-1805مـ) اللذان انتهجا سياسة جديدة، قوامها تصدير المزيد من المحاصيل الزراعية إلى خارج البلاد عن طريق الشركات الأوربية و المحتكرين اليهود أمثال بكري و بوشناق ، في الوقت الذي كانت فيه البلاد معرضة للمجاعة نتيجة القحط الذي أضر بالزراعة في السنوات التالية 1788 و 1779 و 1800 و 1807م و1816 و 1819[16]، ويلاحظ أن السماسرة اليهود كانوا يصدرون كميات كبيرة من الحبوب أثناء هذه الفترة.
ففي عام 1793م و مثل على ذلك تم شحن مائة سفينة من ميناء وهران قدرت حمولتها بـ 75000 قتطار من القمح و 6000 قنطار من الشعير مما تسبب في حدوث اضطرابات في جهاز الحكم فاغتيل ستة دايات من مجموع ثمانية في مدة قصيرة[17].
لقد أدى الضغط المتزايد على الأرياف إلى قلة الإنتاج و إهمال الزراعة وإعلان العصيان و حدثت سلسلة من الثورات في جميع الجهات مثل منطقة جرجرة (1804-1810-1823م) و شمال قسنطينة (1804م) و الغرب الجزائري (1803-1809م) و مناطق النمامشة و الأوراس ، ووادي سوف( 1818-1823).
و قد شملت الثورات مناطق الحبوب حيث أعلنت التيجانية العصبان سنة 1818 م، هذا في الوقت الذي كان فيه الصراع محتدما مع حكام تونس من 1806م إلى غاية 1817[18]، مما أدى إلى هجرة جزء من السكان هربا من الإنتقام و تجنب لبطش الحملات العسكرية، و لم يعد الحكام يسيطرون بالفعل إلا على سدس أراضي التل الخصبة حبس بعض التقديرات[19]، حيث اصبحت ملكيات أو الدولة هي السائدة في الأرياف في الوقت الذي تركزت فيه الملكيات الخاصة بالمناطق الجبلية الممتنعة عن الحكام، و الملكيات المشاعة في السهوب الداخلية حيث تربى المواشي ولا تزرع الأرض إلا من أجل الحصول على الضروري من الأقوات و نظرا لهذه الأوضاع السيئة و الظروف الصعبة فقد فقد الفلاح الجزائري الرغبة في العمل حتى أنه، في سنة 1786م لم يجد ملاك الأراضي بسهل عنابة الخصيب من يقوم بحصاد حقولهم فاضطروا إلى التنازل عن نصف الإنتاج لمن يقوم بحصـاد القمح بعد أن تخوف كثير من الفلاحين من انتشار الوباء و فاضطروا إلى قبول الحصول على خمس المحصول بينما استحوذ عمال البايلك و الملاك المقيمون بالمدن على أربعة أخماس المحصول بدون مجهود و عليه فقد تقلصت الأراضي الزراعية وتناقصت المساحات المستغلة حتى أصبحت عشية الإحتلال الفرنسي 1830م لا تتجاوز359040 هكتارا[20].
أما النظام الجبائي المطبق على الأراضي الفلاحية فإنه لم يخرج في أساسه عن مبدأ الجباية في الإسلام[21]، و حاول الحكام رفع الإنتاج الزراعي بالإلتجاء إلى الحملات العسكرية لإرغام السكان على تقديم المزيد من المحاصيل الزراعية وباحتكار تجارة الحبوب و تسخير الفلاحين بالأرياف لخدمة أراضي الدولة لإنتاج المزيد من المحاصيل، و قد أنشأوا لهذا الغرض العديد من المظاهر العامة في مراكز الحاميات، و أقيمت المطاحن الهوائية بالقرب من المدن حيث كان قياد البايلك يكلفون بإحصاء المحاصيل الزراعية، و مراقبة مواشي البايلك، و تحديد مقدار الضرائب التي كانت تتقاضاه الدولة عن تلك المحاصيل و المواشي.
الصناعة و التجارة:
لقد شهد النشاط الصناعي خلال فترة الدراسة 1707-1827 ثلاثة اشكال من النشاط وهي الشكل الحرفي للإنتاج و شكل البايلك للإنتاج (التابع للسلطة أو البايلك) والشكل السابق للتصنيع « Forme pré facturière »
1- الشكل الحرفي للإنتاج:
يظهر هذا النموذج من خلال الصناعة المنزلية فقد أدى إلى تطور إنتاجية النشاط الزراعي الرعوي إلى بدايات لتخصيص جزء من سكان الريف في بعض الصناعات مثل صناعة الأحذية و اللباس أو بعض عمال الحرارة مع بقائهم في بعض الأحيان مرتبطين بالنشاط الزراعي الرعوي كما كان الأمر في المرتفعات الجبلية.
بعد إزدهار النشاط التجاري توسيع التجارة و اتساع المدن خلال اندماج التشكيلة الإجتماعية في المجال الإقتصادي للخلافة العثمانية نشطت الصناعات وامتدت حتى أصبحت لا يخلو إقليم من الأقاليم من بعضها[22].
و كانت هذه الحرف تستجيب للمتطلبات المحلية للمدن أو المناطق المجاورة وكان بعضها يصدر إلى الخارج، كما كانت هذه الحرف تعرف تنظيما اجتماعيا محكما و توزيعا اجتماعيا للعمل له قواعده و حدوده فكل فـرقة كـانت لـها نقاباتها أي أن هذه الصناعات التقليدية لها تنظيمات مهنية حيث كان لمختلف الحرف فكان تنظيمات للدباغين الإسكافيين لصانعي البرادع وتنظيمات لحائكي الصوف و القطن و الحرير و المطرازين و الصباغين البراميا وللنجارين و للحدادين و لصانعي الأسلحة و صانعي المجوهرات[23].
و كذلك كان لكل حرفة نظامها الخاص و مسؤولها الذي يشرف عليها الذي يطلق عليه "الأمين" أو "النقيب" و كان ينتخب يختار بأغلبية أصوات الحرفيين و هو يلتزم بالدفاع عن ممثليه أما السلطات و يعتبر النقيب إضافة إلى إشرافه على البيع والشراء الأمر و الموجه للتعاونية وفق قواعد العزف و هو أيضا يراقب جودة المنتوج و يفك النزاعات التي نشأ بين المعلم و الصناع أو بين رؤساء الورشات ويقوم بتعليم المبتدئين أصول الحرفة و العمل.
و من الناحية الإجتماعية كان النشاط الحرفي يشهد تمايزا اجتماعيا يستند في أغلبه إلى العامل العرقي فكل حرفة كانت خاضعة لجماعة عرقية كما كان لكل حرفة شاركها فيهود الجزائر و قسنطينة مثلا كانوا يحتكرون الصناعات الخاصة بالمعادن الثمينة في الوقت الذي كانت فيه السلطة تحتكر بعض البضائع و المشاغل و كانت عملية الإحتكار التي تمارسها السلطة العثمانية عاملا في إعاقة و منع تطور الحرفيين الأثرياء إلى شكل صناعي أكثر تطورا[24].
و عليه فالسلطة العثمانية و الجزائر كانت تحتكر جزءا من النشاط الصناعي مثل صناعة السفن و مسابك المدافع و مطاحن الدقيق و المحاجر وهذه الصناعات الإستخراجية كانت تمثل مجموعة الضروريات التي تستند إليها قوة البايلك[25]،وقد أدى هذا الوضع إلى تدعيم سلطة الداي الإقتصادية و السياسية على هذا النحو و احتكار الدولة للتجارة الخارجية و كذا اشتداد المنافسة الأوروبية للمنتجات المحلية إلى إفشال تحول البرجوازية الجزائرية إلى برجوازية تحويلية على غرار البرجوازية الأوربية التي وضعت الحرف تحت تصرفها و لم تضيق عليها مجال الإستثمار في هذا المجال.
إن المتمعن في هرم القوة في المجتمع يلاحظ على رأسه الأقلية التركية الحاكمة التي استأثرت بمقاليد الحكم والصناعات الكبرى، و تستحوذ على 1,5 مليون هكتار من الملكية العقارية إلى جانب ما تدر عليها عوائد الضرائب و التجارة و حسب البعض فإن السيطرة التركية بلغت ذورة شرعيتها مع ظهور فكرة الحدود و السيادة الإقليمية[26] و ذلك منذ القرن السادس عشر (16مـ) وقد تمكنت بعد فترة وجيزة من تكوين جيش بحري مكنها من السيطرة على غرب البحر الأبيض المتوسط حيث استمرت هذه السيطرة زهاد ثلاثة قرون و بفضلها عاشت الجزائر إلى غاية مطلع القرن التاسع عشر (19): يذكر أجيرون شارل روبير « Agéron Charles Robert » أن مدينة الجزائر اشتهرت بمحاربتها إلى حد أن سبع دول كانت تدفع للداي حربه منتظمة كما كانت هناك ثماني دول منها إنجلترا يقدم إليه الهدايا النقدية و العينية حتى تتجنب التعرض لقرصانها[27].










قديم 2011-10-25, 12:00   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
nacer74
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

العلاقات الخارجية للجزائر مع جاراتها
خلال العهد العثماني

لعبت تونس و المغرب دورا سياسيا و عسكريا في إضعاف القدرات الدفاعية للجزائر منن خلال الحروب المتبادلة بين الجارات الثلاث ( تونس ، المغرب و الجزائر) أواخر القران اتلثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر بعد انفصال ألإيالات عن بعضها، و تحالف المغرب مع اسبانيا لضرب مدينة الجزائر و عمل سلاطين المغرب منذ العهدين والسعدي و العلوي على مبدأ إضعاف إيالة الجزائر و إعانة العثمانيين بالمال و السلاح، ووقعت حروبا بين الجارات الثلاث، في هذهى الفترة لم ينس بايات تونس العداء التقليدي لدايات الجزائر فكان موقفهم من الجزائريين اللتاييد لألإحتلال الفرنسي الجزائري و كانت النتيجة أن الجارات الثلاث وقعت تحت سيطرة ألإحتلال الفرنسي و كان احتلال الجزائر سنة 1830 تمهيدا لإحختلال تونس و المغرب.
يقول الدكتور حنيفي هلايلي في كتابه" " أوراق الجزائر في تاريخ الجزائر في العهد العثماني" أنه لو أجرينا استقراءً للتاريخ نلاحظ أن بلدان المغرب العربي فشلت في تكوين تكتلا سياسيا موحدا يكون امتدادا لعمل الدولة الموحدية وبالرغم من محاولات شسلاطين آل عثمان في تحقيق هذا الحلم فإن العلاقات السياسية بين مختلف بلدان المغرب العربي تميزت بالتوتر و العداء فيما بينها..
ففي تونس زاد هذا التباعد السياسي عن الجزائر بعد الإنفصال تونس عن الجزائر بتكوين باشويتين مستقلتين عن بعضهما البعض، كمما لعبت الصراعات و الماحنات القائمة بين حدود الدولتين تأزما في العلاقات فقد خرق التونسيون في عهد يزوسف داي المعاهدة التي أبرمتها الجزائرمع إيالة تونس في عهد حسين باي قسنطينة عام 1614 م ، فلجأ مراد باي تونس الى استعمال القوة من خلا ل شن حملة عسكرية ضد الجزائر، انتهت بهزيمة الجيش التوةنسي في معركة السطارة قرب مدينة الكاف في لا17 ماي 1628م، و كانت هجومات باي تونس لسباب اقتصادية ارتكزت أساسا على الضرائب و التوسع في الأراضي و التعويضات ، لاسيما و أن وضع تونس كان وقتذاك حرجا جدا لتورطها في خلاف مع جمهورية البندقية ..
التنافس نفسه ساد العلاقات الجزائرية المغربية خلال المرحلة الأولى من تأسيس الإيالة، بدأت الصراعات بوضع تلمسان تحت المراقبة نظرا للعلاقة و الوشائج التاريخية القديمة التي كانت تربطهم مع الأسر، فازداد التنافس على مدينة تلمسان كمدينة حضارية لها محطة تجارية هامة، و لها استراتيجية، و كان لح الحظ من يسيطر عليها فيصبح له حق التدخل في لاعمق الجزائر و المغرب، فكانت تلمسات هدفا قجديما لحككام المغرب وهدفا لغزواتهم التوسعية منذ العهد المريني ( ملوك فاس)..
و تتضح الصورة جيدا للصراع الجزائري المغربي يقول ذات المؤلف الحملات العسكرية التي دامت ما يقارب ربع قرن من سنة 1551 الى 1576م في العهد السعدي، و للإشارة هنا أن نزول العثمانيين في المغرب العربي تصادف مع بداية حكم الأسرة السعدية للمغرب الأقصى ( 1524م)، و ساهم العثمانيون في الجزائرلا منذ مطلع القرن السابع عشر على تجزئة المغرب الى إمارات تابعة للأشراف و الزوايا و الطرق الصوفية، و يشير الدكتور هلايلي ان تجزأ المغرب ألقصى الى إمارات بعضها كان تحت ىحكم صلحاء مرابطين أصحاب زوايا كالدلائيين في الأطلس المتوسط، أو السملاليين في سوس، و بعضها بيد مجاهدين كمحمد العياشي الذي حارب البرتغاليين في البريحة ثم أفسبان في المعمورة، و بعضها كانت تمثل جمهوريات حرة كسلا و تطوان و كان اغلب سكانها من سكان الأندلس..


ثورات المرابطين و شيوخ الزوايا كانت عاملا حاسما
في زوال التواجد العثماني ( الثورة الدرقاوية) نموذجا

لقد لعبت عدة عوامل في تأزم العلاقة بين الأتراك العثمانيين و رجال الطرق الصوفية نظرا للتطور التي شهدته هذه الأخيرة ، إذ ظهر دور الشرفاء في ثورة الطريقة الدرقاوية التي تزعمها الشيخ محمد علي الإدريسي مرابط قرية عين الحوت قرب مدينة تلمسان سنة 1736م و التي استمرت الى غاية 1759م، اي حوالي 24 سنة و التي جعلت تلمسان شبه جمهورية مستقلة ، لكن رد فعل الأتراك كان عنيفا بزعامة الباي محمد الكبير لولا تدخلى السلطان العلوي مولاي يزيد في إبرام الصلح مع باي المغرب، كما ارتكز أسلوب الدايات في فرض سيطرتهم على الطرق الصوفية على "المراوغة" لما لهؤلاء من نفوذ روحي و مادي على جموع القبائل..
و لتنفيذ مشروعه السايسي اعتمد المغرب على نفوذ الطرق الصوفية التي كانت مراكزها تشكل حلقة تمتد من فاس الى تلمسان و تونس مرورا بالواحات ، في هذه الفترة بدأ مسلسل القتل مثلما حدث مع ابي حسون آخر سلاطين الدولة الوطاسية الذي قضى عليه محمد الشيخ المهدي..
و تكون الثورة الدرقاوية أكبر الثورات التي ذكرتها الكتابات التاريخية و هي تنسب الى ابن الشريف الردقاوي الذي دارت بينه و بين با وهران مصطفى العجمي معركة كبيرة في موقعة "قرطاسة" الواقعة جنوب مدينة غليزان و تعرف اليوم بوادي الأبطال و كانت هذه المعارك دافعا قويا لتعاطف محمد بن عثمان الملقب بوكابوس أو المسلوخ و التأثير فيه حسبما ذهبت اليه الوثائق الإسبانية.
والدرقاوية كما أشار اليها الدكتور هلايلي في الإشتقاق اللغوي عند جميع الدارسين تعني " الخرقة" كناية للرجال الذين اعتادوا لبس" البرانس" المرقعة، و أجرعها آخرون الى "درقة" و هي بلدة قريبة من فاس، و كانمت الدرقاوية من أقوى الطرق الصوفية في الجزائر ىو كان لها أتباع كثيرون في غرب الجزائر و كانت عاصمتها الروحية فاس بالمغرب و رغم الحملات العسكرية عليها فقد ازداد نفوذها و قوي أتباعها بعين ماضي في الصحراء أواخر العهد العثماني..


أزيد من 150 مليون وثيقة في الأرشيف العراقي
حول الجزائر في العهد العثماني

الإطلاع على الأرشيف العثماني اليوم مرهون بتعلم اللغة العثمانية ، هكذا قال باحثون ومؤرخون خلال الملتقى الدولي الأول حول الجزائر و العالم العثماني الذي انقعد بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة و الذين أرجعوا تأخر الدراسات حول الفترة العثمانية إلى نقص الوثائق التاريخية من جهة و إلى كون الباحثين العرب لم تشكل لهم بعد الثقافة التاريخية من جهة أخرى فضلا عن الافتقار لقوانين التعامل مع الشعوب مقارنة مع أوروبا التي اهتمت بهذا الجانب و قدمته بلغة أوروبية..
الملتقى الدولي الأول حول "الجزائر و العالم العثماني" شارك فيه باحثين و خبراء من دول عربية( العراق، ليبيا، الأردن، تونس و المغرب و غيرها )، لمناقشة مراحل الحكم العثماني طيلة ثلاثة قرون و كيف نشأت السلطة العثمانية في دول المغرب العربي و بخاصة الجزائر، و ما تأثير السياسة العثمانية على الشعوب، و كانت أول ورقت قدمت خلال اليوم الأول من انطلاق الملتقى الدولي محاضرة الدكتورة عليا هاشم المشهداني التي أشارت إلى أن دراسات العهد العثماني في العراق حظيت باهتمام كبير منذ سنوات السبعينيات و كانت موضوع رسائل الماجستير و أطاريح الدكتوراه التي تناولت تاريخ المغرب العربي في العصور الإسلامية و التي تتوقف عند المدة الانتقالية بين العصور الإسلامية و العصر العثماني الذي يصنف في العراق ضمن التاريخ الحديث ركز فيها الباحثون العراقيون عن وضع الجزائر في العهد العثماني، و يوجد حاليا بالأرشيف العراقي حسبما أكدته الدكتورة عليا هاشم المشهداني و الباحثة في تاريخ المغرب العربي أزيد من 150 مليون وثيقة للحوادث التي حصلت على الدولة العثمانية تخص الجزائر وحدها و حركات التمرد على الحكم العثماني، و أخرى تتعلق بالحكم الفرنسي للجزائر في العهد العثماني و هواجس السلطان الثاني و مكاتبات فرنسا و جواسيسها مع المبشرين للضغط على الجزائريين ، فضلا عن وثائق تخص جهود العثمانيين الدبلوماسية مع بريطاني من أجل احتلال فرنسا للجزائر، و تقول الدكتور المشهداني أن وثائق الأرشيف العراقي حول الجزائر في العهد العثماني مدونة باللغة العثمانية ، مشيرة إلى وجود ترجمة واحدة و هي نادرة جدا بالعربية تعود لفاضل بياتي ، غير أنها عبارة عن ملخص لما هو مكتوب ، و بالتالي فهذه الوثائق تحتاج إلى ترجمة.
كما توجد 10 وثائق أخرى تتعلق بمقاومة قسنطينة للاحتلال الفرنسي، و كانت هذه الوثائق موضع اهتمام الباحثين العراقيين في السنوات العشر الأخيرة و أثارت العديد من التساؤلات حول دخول ألأتراك العثمانيين إلى الجزائر و من أهم الوثائق التي عالجاه الباحثون العراقيون الوثيقة التي نشرها عبد الجليل التميمي و هي أول رسالة من أهالي مدينة الجزائر إلى السلطان سليم الأول سنة 1519م تقول المحاضرة أن هذه الوثائق في حاجة إلى الإطلاع عليها من قبل الباحثين الجزائريين و دراستها و تحليلها تحليلا معمقا لتدوين تاريخهم، و يقف إلى موقفها الدكتور العراقي جميل موسى رضا النجار الذي أكد أن التاريخ بحاجة إلى وثائق الأرشيف العثماني الذي كان محجوبا عن الباحثين العرب، ليوضح أن مثل هذه الوثائق أكثر أهمية من بقية الوثائق الأخرى لاسيما في العراق و على الباحثين الجزائريين و الدولة الجزائرية و مؤسساتها الاهتمام بموضوع وثائق العهد العثماني الموجود باسطنبول ، و أن تهيئ جيلا من الباحثين ليقفوا على هذه الوثائق السرية و ترجمتها و فك رموزها..
و يرى المحاضرون أن الفترة العثمانية تعرضت إلى التزييف و التشويه من قبل الفرنسيين، تقول الدكتورة عائشة غطاس من جامعة بوزريعة الجزائر التي قدمت حوصلة عن الرسائل الجامعية التي نوقشت بالجامعة الجزائرية و الدراسات التي ناقشها الجزائريون بالخارج ( تونس ، الشام و فرنسا..)، مؤكدة أن إعادة كتابة التاريخ أصبحت مطروحة بإلحاح من قبل الباحثين العرب و بخاصة الجزائريين..، وحسب الباحثين فإن الإنتاج التاريخي تميز بنزعة تهجمية و لم تحظ موضوعات التاريخ بالاهتمام، خاصة مع بداية الاستقلال إلى غاية التسعينيات التي ظهرت فيها توجهات متعددة، حيث استندت العديد من الدراسات التاريخية لمغرب العربي و الجزائر خاصة إلى الوثائق الفرنسية، و مع بداية التسعينيات حدث توجه جديد أهمل فيه كتابة التاريخ و تفرغ الباحثون إلى الدراسات الاجتماعية و الاقتصادية انطلاقا من الوثائق المحلية بأنواعها أي الرصيد العثماني و سجلات المحاكم الشرعية و دفاتر بيت المال..


من أجل تقريب وجهات النظر و جمع الأرشيف المبعثر: مؤتمر دولي للأرشيفيين
و المؤرخين العرب حول التواجد العثماني في البلاد العربية

و لقد حظي مشروع تنظيم مؤتمر دولي للأرشيفيين و المؤرخين حول التواجد العثماني في البلاد العربية إيجابياته و سلبياته على الشعوب العربية موافقة دكاترة جامعيين و مؤرخين في التاريخ العثماني و لقي ترحيبا كبيرا لتنظيمه لتسليط الضوء على الحقبة العثمانية و جمع الأرشيف و النصوص و الوثائق التي ما تزال مخزنة و دراستها ، و تدليل الصعاب خاصة ما تعلق بالمصطلحات، جاء اقتراح تنظيم مؤتمر دولي حول الأرشيفيين و المؤرخين العرب حسبما كشفه السيد عبد المجيد شيخي مدير مركز الأرشيف الوطني خلال المناقشة التي دارت بالمجلس الدولي للأرشيف ألشهر الماضية أين تم الاتفاق على عقد المؤتمر الدولي و هو الاقتراح الذي تقدمت به الجزائر و لاقى موافقة المجلس الدولي للأرشيف، الهدف منه حسب مدير مركز الأرشيف مد جسور التواصل و إيجاد التعاون المثمر و مناقشة الأرشيف، لاسيما و المسائل حول تواجد الدولة العثمانية في البلاد العربية ما تزال مطروحة ، و تم اختيار تنظيم المؤتمر الدولي في الفترة الممتدة بين 2011 و 2012 ..
و قد وجه مدير مركز الأرشيف الوطني في ذلك و على هامش الملتقى الدولي حول الجزائر في العالم العثماني الذي تتواصل فعالياته بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة عدة دعوات عديدة للأساتذة الباحثين و المؤرخين و المختصين في الأرشيف و محبيه و كذا الجامعات و معاهد التاريخ لتحضير المؤتمر، كما ستكون المشاركة على مستوى عربي أي دول المشرق العربي و دول المغرب العربي، و قال مدير مركز ألأرشيف الوطني أنه حان الوقت لتقريب وجهات النظر بين الباحثين و المؤرخين قبل أن تذهب معلوماتهم التي ينشرونها إلى الكتب المدرسية ، لأن الكثير من المسائل التاريخية ما تزال موضع نقاش و تناقض و ما يزال المؤرخين و الباحثين في التاريخ يعيشون تباينا جذريا في بعض المواقف بالنسبة للتاريخ، خاصة في مجال تحديد المصطلحات و عملية ألإسقاط في المسائل التاريخية الغير مبنية على معايير قيمية و بخاصة التاريخ الجزائري ، الذي معظم الكتابات التاريخية تقول أن الجزائر في الفترة ما قبل العثمانية كانت مقسمة، و هي أفكار مغلوط فيها لتشويه ماضي الدولة الجزائرية..
و في سياق متصل أشار عبد المجيد شيخي مدير مركز الأرشيف الوطني أن الفرنسيين استولوا على المئات من المخطوطات قبل خروجهم من الجزائر و لم يتركوا إلا القشور، مشيرا إلى الاتفاقيات التي أبرمت مع الحكومة التركية على أن تسلم للأرشيف الوطني نسخة كاملة من الأرشيف الخاص بالجزائر في العهد العثماني و اتفاقيات أخرى مع فرنسا، و لكن يضيف مدير الأرشيف الوطني أن هذه الجهود تذهب سدى لغياب الاتصال المباشر مع الباحثين لأن الكثير من الباحثين الجزائريين لا يولون اهتمامهم بالبحث التاريخي و لا يزورون حتى الأرشيف الوطني و ما يزخر به هذا الأخير من رصيد تاريخي..
و لم يستثن عبد المجيد شيخي من دعوة الجامعيين الجزائريين و حتى الباحثين العرب من الإنظمام إلى جمعية أصدقاء الأرشيف و نفض عنها غبار الركود، و إعادة تنشيطها و تحقيق عن طريقها مشاريع كبرى و القيام كذلك بعمليات تحسيسية لجمع الأرشيف الموجود في المكتبات المغلقة، و الذي استعصي على الباحثين الوصول إليه بعيدا عن دهاليز الإدارة.

علجية عيش

__________________


[/justify]

الـــــتــــــوقــــــيـــــــــــــع
لا تدس سنابل القمح لكي تقطف شقائق النعمان










قديم 2011-10-25, 12:05   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
استاذة التاريخ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية استاذة التاريخ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يبارك فيكم ان شاء الله ويسهلها على الجميع










 

الكلمات الدلالية (Tags)
لماجيستير, الامير, التحضير, جامعة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc