باسمك اللهم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد
و بعد: أشكر الأخ محمد بن نعامة على هذا الموضوع و على الإلتفاتة المتميزة، و إني أصدقك القول بأني أكتب و دموع الحرقة تنهمر من عيني على هذا المغرب، و لا أعني به مملكتي الصغيرة ، بل أعني حضارتي و ربوعي الممتد من المحيط الى حدود مصر، انا مغربي من الأقصى فلو كتبت لي زيارة العاصمة الجزائر او الباهية وهران او تلمسان، فهل سيستطيع أحذق جزائري أن يميزني على أساس أني مغربي؟؟؟؟؟ لا و ألف لا، إن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، و كاتب الكلمات أعشق الجزائر عشقا يجري في دمي لم أكن افهم سر هذا العشق و حين بحثت في جذوري و في جذور عائلتي الشريفة وجدتها تنتهي الى الشريف سيدي رحال السملالي بالمغرب الأقصى لتنتهي في الإمام سيدي محمد بن سليمان بن عبد الله المحض دفين تلمسانن و كل إدريسي في أقصى نقطة بالجزائر يسحبه نهر دماء الإمام إدريس بن عبد الله المحض دفين فاس جرا بدءا بأولاد نايل و أولاد سيدي عبد الرحمن الدفين بجوار سيدي خالد و لن أنسى فخر الجزائر الأمير عبد القادر الذي هاجر جده المباشر في فترة متأخرة من حياته ديار المغرب الأقصى ليحط الرحال بالأوسط و تنطلق فروع شجرته المباركة لتعطي أحد أحرار العالم، بالجزائر نصف القبائل و النصف الآخر بالمغرب، و العكس صحيح إننا أمة متفردة في كل شيء
إسلامنا ليس كإسلام المشارقة مذهبا و قراءة و لباسنا ليس كلباسهم و عاداتنا ليست كعاداتهم و حتى موسيقانا ليست كموسيقاهم و حتى العود ذي الإثنى عشر وترا عندهم لدينا نحن أهل المغرب بإحدى عشر وتر فقط، لقد بدا هذا التفرد منذ قيام أول دولة في العالم الإسلامي منشقة عن الخلافة المشرقية وإن كنا نحن اهل المملكة نحتفل بمرور 1200 سنة على الملكية فهي في الحقيقة 1200 سنة على الإستقلال و التفرد لهذا المغرب الكبير، لأن الإمام إدريس زاحم أغالبة الأوسط و دخل تلمسان و أحوازها و تركها فيما بعد لابن اخيه محمد بن سليمان، و بعد هذه الدولة الشريفة قامت الدولة المرابطية من المغرب الأقصى فوحدته في خطوة غير مسبوقة في تاريخ هذا المغرب الكبير و انظروا نبع المرابطين اليوم إنها موريتانيا ثم أنظروا الى مؤسس الحركة إنه عبد الله بن ياسين الجزولي و جزولة ديارها بالسوس الأقصى و عاصمته هي أكادير ، و بعد هذه الدولة قامت دولة الموحدين العظيمة التي استنجد بها صلاح الدين الأيوبي{ وم رغما عنه قال لرجال دولته حين سألوه عن سبب إسكانه المغاربة في الحي المقابل للباب الذي حمل اسمهم إذ هو باب مفتوح على منطقة سهلية بسيطة فخافوا دخول الصليبيين منه على اعتبار ان المغاربة أغراب عن المنطقة فهل تعلمون ماذا قال لهم لقد قال : { لقد اسكنت هناك من يبطشون في البحر و يثبتون في البر } و ليس صلاح الدين من يشهد شهادة الزور و أكبر غبي من يقول ان المغاربة هم اهل مغربنا هذا فقط بل هم مغاربة الجزائر و المغرب، و هل تعلمون أيها الإخوة الجزائريون أن مؤسس الحركة الموحدية هو الشريف المغربي محمد المهدي بن تومرت و أول ملوك هذه الدولة هو عبد المومن الكومي ، و كومية كانت قبيلة بتلمسان قبل أن يستقدمها عبد المومن ليستقوي بها على برابرة مصمودة بمراكش ، و بعدها قامت دولة بني مرين الزناتية التي كانت تصول و تجول على الحدود الجزائرية المغربية و كلنا يعلم أن المغرب الأوسط هو ديار زناتة بامتياز و و و و و و.................فانظرو عندما تلتقي جبال المغارب ماذا تصنع ؟؟؟؟؟ و يكفينا فخرا أننا أمة لم يحكمنا الغرباء بل حكمتنا اسر منا تراوحت بين البربرية و بين العربية الشريفة عكس المشارقة الذين حكمهم الترك و الفرس و المغول اسلاميا اتحدث ، و إن تركت الحرية لقلمي فلن و لن تكفيني الصفحات و لن يسعفني المداد كي اخط مظاهر الوحدة الجزائرية المغربية. واحسرتاه.