استخدام الحوار والنقاش.
وخير مثال على هذا موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأنصار في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم ، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار ، فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم ، فدعاهم صلى الله عليه وسلم ، وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد رضي الله عنه فيقول : لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس ، فخطبهم فقال : يا معشر الأنصار ، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ؟ وعالة فأغناكم الله بي ؟ كلما قال شيئاً قالوا : الله ورسوله أمنّ قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال كلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله أمن قال : لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا ، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم ؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها ، الأنصار شعار والناس دثار ، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض [ رواه البخاري (4330) ومسلم (1061) ] ففي هذا الموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوار معهم ، فوجه لهم سؤالاً وانتظر منهم الإجابة ، بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً " ولو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم " .