في الندوة الصحفية التي بثها التلفزيون الوطني البارحة و التي نشطها رئيس الحكومة السيد أحمد أويحي كان السؤال الأول حول رفع الأجر القاعدي باللغة الأمازيغية و جاء رد الوزير على السؤال بالأمازيغية , و إلى هنا فكل شيء طبيعي فالأمازيغية لغة وطنية بحكم الدستور و لكن الذي لم يكن طبيعيا هو أن احد الصحفيات و بكل وقاحة اعترضت على جواب رئيس الحكومة بالأمازيغية و طالبته بالترجمة , و كان الأمر سيكون عاديا و مقبولا أيضا لو جاء الاعتراض باللغة العربية لكن المقرف في الأمر أن الصحفية المعترضة كانت تعترض باللسان الفرنسي .
كم كان الأمر ليكون جميلا لو كان لدينا رئيس حكومة قادر على إدراك المفارقة و أن يرد عليها في حينها ... ماذا لو كان رد السيد أويحي على الصحفية المعترضة أنه لا يحق لها أن تطالب بأي ترجمة ما دامت هي نفسها لا تستخدم لغة وطنية , أو أن يقترح عليها أن تتعلم أحدى اللغتين الوطنيتين بدل استخدام لغة أجنبية قبل أن تعترض على استخدامه هو للغة الوطنية ... لكن يبدو أن السيد اويحي نفسه و بعد أن ترجم جوابه إلى العربية استقبل سؤالا بالفرنسية و أجاب عنه كالعادة بالفرنسية ... و نظرا للموقف المشين لم أتابع بقية الندوة , لكنني تساءلت ؟ ماذا لو اعترض احد الصحفيين على جواب السيد رئيس الحكومة بالفرنسية و طالبه هو الآخر بترجمة جوابه . ماذا كان ليكون جواب جناب رئيس الحكومة الموقر ؟؟؟
لست ادري بماذا كان سيجيب , لكن الموقف كان تلخيصا للاحتقار التي توليه السلطة للدستور , لأننا لن نجد رجل دولة محترم يهين الدستور بهذه الطريقة ثم يتبجح بعدها بالوطنية . و إلى الوقت الذي ستستعيد فيها اللغة الوطنية هيبتها أمام اللغة الأجنبية سيظل من حق الجميع الاستمرار في التحدث عن الاستقلال الناقص , فالسيادة على التراب ليست هي السيادة الوحيدة ما لم تتحقق السيادة اللغوية , و إلا فما الفرق بين الاستقلال و الاحتلال ؟؟؟