السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الايام يعيش بلد أهله مؤمن بالله إخواننا وأخواتنا في محنة وإبتلاء الجوع ..ويعتصر قلوبنا ألما وحزنا عندما نراهم يتلوننون ويتألمون ويموتون أمام ناظرينا من الجوع أطفال معظهم ..لذا لا ننسى مصابهم ونفقف وقفة مسلم ومؤمن حول اخيه المسلم بكل ما نملك من الدعم سواء المالي او الدعاء وخاصة نحن في شهر مبارك ...
الصومال الجريح
عاشت الصومال في ظل حكم وصف من قبل الدوائر السياسية المحايدة بالحكم الدكتاتوري الذي تسلط على رقاب الناس ونكل بهم ، بل طال هذا الأمر إلى النخب الثقافية وأساتذة الجامعة والعلماء مما كان له الأثر الكبير على الناس مما أدى إلى سقوط هذا النظام .
بعدها عاشت الصومال 16 عاما من الاقتتال بين أمراء الحرب في صراع من أجل مصالح شخصية وخارجية وقبلية ، كان من بينها تدخل غربي محاط بأطماع إقليمية وسياسية ، لكن هذا التدخل مني بالفشل الذريع والاندحار العسكري الذي تلاه الهروب السريع من الصومال ، مما تسبب في فوضى عارمة اجتاحت البلاد فقدت فيها السلطة النظامية ، مما أدى بالناس إلى الاجتهادات الشخصية التي كانت هي البدايات الحقيقية في نشوء المحاكم الإسلامية في الصومال ، وكان سبب نشأتها أن بعض أمراء الحرب أرادوا أن يقومو بدور الخائن الذليل من محاولة اغتيالات العلماء والمثقفين ومصادر التنوير في البلد ، وذلك تنفيذاً لرغبات الحكومات الغربية التي يخيفها المد الإسلامي والذي ترى فيه خطراً على نفوذها في بلاد الإسلام وكل ذلك نفذ تحت ذريعة خطر الإرهاب ، وقد كانت الدابة التي امتطاها الغرب في تنفيذ هذه المخططات هو النظام الإثيوبي الذي يكن عداوة تاريخية للإسلام وللصومال على وجه الخصوص حيث اتجه لدعم ميليشيات أمراء الحرب ، ولكن لم ينجح في ذلك بل تسبب في التفاف الشعب حول العلماء والدعاة الذين هم أصدق الناس في النصح للأمة والخير لها ، وكان هذا في مقديشو أولا ، وكان مصداق ذلك عودة الأمن إلى المدن التي انضوت تحت إمرة العلماء و الدعاة ، والذي كان له الأثر الكبير مما تسبب في انضمام الكثير من الناس والجماعات تحت سلطتهم لما رأوه من صدقهم ولما لمسوه من الأمن الحقيقي ، الذي فُقِدَ منذ أكثر من 15 عاماً .
فكان من الآثار الكبيرة أن أمراء الحرب لاذوا بالفرار إلى الحكومة الانتقالية التي كانت في حرب معهم ليلتحقوا بها في مقرها بمدينة بيدواء التي تبعد عشرات الكيلو مترات من العاصمة مقديشو , فبعد تحالف أمراء الحرب مع حكومة بيدواء اقنعوا رئيسها أنهم سيعيدونه للعاصمة إذا أمدهم بالمال والعتاد وقد فعل ، فأبدى العداء للمحاكم ومن يقودها من العلماء والدعاة واتهمهم بأنهم إرهابيون ومتزمتين ولهم علاقة بالقاعدة .
ومن الخطوات اللافتة الإصلاحية من قبل المحاكم الإسلامية بعد استلامها لزمام الأمور في العاصمة مقديشو أن تم إعلان تكوين مجلس شورى يرأسه الناس المشهود لهم بالنزاهة والاستقامة الذي لاقى قبولا واسعا وقوى مصداقية المحاكم والعلماء لدى الناس ، وصار الناس يشعرون بالأمن والاستقرار وتوجه الناس إلى المدارس وبدأت مظاهر الحياة العادية من خلال ممارسة الأعمال التجارية ووجود المستشفيات وإن كانت لم تكن بالشكل المطلوب لكنها جهد المقل ، وكانت من الآثار الحميدة التي أثرت في الناس كثيرا منع المظاهر المخالفة للشريعة الإسلامية من دور الدعارة والخمور والمخدرات وغير ذلك من مظاهر الفوضى .
ثم تلا هذا الاستقرار والأمن الذي شعر به الناس في ظل سلطة المحاكم الشرعية ، الهجوم الظالم من قبل أعداء الإسلام لتعم الفوضى من جديد ويدخل الصومال في دوامة العنف والاقتتال الداخلي .
ولنا مع الحدث عدة وقفات :
الوقفة الأولى : التمييز العنصري الذي يمارس ضد المسلمين فنرى بلداً يجتاح بطوله وعرضه من قبل دولة خارجية فلم يحرك أحدا ساكنا ، فأين المنظمات التي صمت آذاننا بأنها منظمات حيادية وأنها تنشد العدل في العالم ، وشعب بكامله يقتل لا يملك أدنى مقومات الحياة ؟ .
الوقفة الثانية : التذكير بالعداء الذي ذكره الله جلا وعلا في كتابه ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) . وما هذا الحرب إلا مصداق لهذه الآية العظيمة ، فأساس استباح هذه البلاد أنها استفاقت والتفت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فكان هذا العداء الإجرامي المقنن تحت سمع العالم وبصره .
الوقفة الثالثة : أذكر إخواني في بلاد الإسلام بالدعاء لإخوانهم في هذه الأيام الفاضلة ونصرتهم بعد أن قل عنهم الناصر والمعين . وهذا أقل ما يمكن تقديمه لإخواننا هناك .
اللهم أنج إخواننا المستضعفين في الصومال . اللهم أشف مريضهم وداوي جريحهم وأمن خائفهم وأطعم جائعهم وأرحم ضعفهم وذلهم فأنت أعلم بهم . اللهم نكل بأعدائهم وأجعلهم أحاديث للناس إلى يوم القيامة .
ومن أراد مزيداً لبيانٍ وإيضاحٍ لخطر هذه الحملة الصليبية فليقرأ بيان مشائخنا جزاهم الله خيراً في فضح هذه الحملة :